U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث بقلم رانيا ابو خديجه

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث بقلم رانيا ابو خديجه

 

الفصل الثالث 

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث بقلم رانيا ابو خديجه 

#٣٦٥_يوم_أمان

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث

#رانيا_أبو_خديجة


تسير "رقية" بتعب ينزف به جسدها، رفعت يدها الملطخة بشحام السيارات لتمررها على جبهتها التي لا تكف عن الصداع لقلة غذائها والعمل واقفة طوال اليوم، اقتربت من باب المنزل بخطوات رغم تعبها لكنها تحاول أن تكون مسرعة؛ فقط لتطمئن على صغارها، لكنها ومن على بُعد رأت الباب مفتوح على وسعه، جحظت عينيها ودق قلبها بالتاكيد مصيبة، كارثة جديدة قد حدثت لهم وهي بالورشة، وفي ثوانٍ كان  تأكل الطريق بخطواتها وتهمس بقلب يرتجف:


- يارب استر يارب، ازاي الباب مفتوح كدة.... أكيد مصيبة!!


دخلت "رقية" بتلك الخطوات العاجلة المتوترة، ونظرت بالداخل وهي تتوقع وجود كارثة، لكنها وقفت تلهث عدة لحظات على ذلك المشهد الأكثر من غريب.


فشخصًا غريب جالس وعلى قدمية الصغيرين "زياد وأميرة" منشغل يلاعبهم، بينما "أحلام" فجالسة بجانبه تنظر له بريبة وقلق، وعندما وقعت عينيها على "رقية" الناظرة اليهم بفم مفتوح هتفت بلهفة:


- رقية!!


قالتها "أحلام" بلهفة وهي تسرع إليها وتقدمت تميل عليها هامسة:


- الحقي يا رقية...ده بيقول انه إياد.. فاكرة إياد..فاكرة؟


نظرت إليها " رقية" تقطب حاجبيها باندهاش وعدم فهم، ثم وجهت نظرها لذلك الجالس بأريحية؛ يلاعب الصغيرين وينظرون اليه ويضحكون، وما ان أحسوا بوجودها 


نهضوا من على ساقيه يسرعون اتجاهها ويهتفون بسعادة نابعة من مداعبته لهم:


_ رقية..رقية ...بقى عندنا أخ جديد.


 ينظر إليها من أعلى لأسفل، ثم تحولت نظرته لاشمىزاز تدريجي وهو يهمس بداخله:


- رقية، يعني دي بنت دلوقتي..!!!


وكان محق بنظرته وهمسه، فكانت ترتدي ما تسمى بعفريتة، زي عبارة عن قطعة واحدة لتناسب الرجال وعملهم تحت السيارات طلوعاّّ ونزولًا، ولكنها ملطخة بالشحم الأسود كوجهها تمامًا والذي لم يتبين منه شىء يدل أنها أنثى، فضلاّ عن شعرها المعقود أسفل قبعة لم تظهر منه شئ.


- انت مين....؟!!


هتفت بها "رقية"، بنبرة قوية رغم ذلك الخفقان الذي يهدد بتوقف قلبها، ورعشة جسدها التي تحاول السيطرة عليها أمامه وتصلب وقفتها التي تجبر نفسها عليها تحسبًا لأي خطر، بينما حاول هو أن يتخلى عن نظرة القرف تلك وحل محلها ابتسامة مصطنعة وأقترب منها يقول بنبرة بها حماس ولهفة زائفة:


- رقية! انتي رقية؟


وتابع وهو يقترب منها فاتح ذراعية يحتضنها:


_ كبرتي قوي... وحشتيني.


مدت "رقية" يدها بصدره توقفه عن المزيد من الإقتراب، وهتفت بنفس نبرتها وجمودها:


- انت مين.. وتعرفني منين.. وبتعمل ايه هنا!!


اعتدل "حسام" في وقفته يرد عليها بثبات من صميم عمله:


- بقى كدة...عمومًا أنا عارف ان السنين طويلة وكفيلة تنسي، لكن انا مش ممكن انسى ابدا، انا إياد يا رقية.. وحشتيني قوي يا حبيبتي.


واقترب يحتضنها مرة أخرى، لكنها مدت كفها بصدره بقوة أكبر هذه المرة:


- إياد... إياد مين؟!!


- إياد اخوكي... معقولة نسيتي.


ثم نظر إلى"أحلام" الواقفة تنظر له بريبة وقال بسعادة عجيبة:


- طب أحلام كانت صغيرة وليها حق تكون نسياني، لكن انتي بقى معقولة نسيتيني!


نظرت له بعيون متسعة قلقة بل مرعوبة، ثم وعينيها لازالت عليه عادت خطوة بظهرها للخلف ومالت على "أحلام" وهمست:


- روحي نادي عمك توفيق من بيته...بسررعة.. بسرررعة.


نظر "حسام" الى "أحلام" المسرعة للخارج وسأل ببساطة:


- هي أحلام رايحة فين يا رقية؟


وبدلًا من أن تجيبه نظرت للصغيرين الواقفين بجانبه يلعبون بحقيبته الصغيرة ويخرجون مابها؛ فجعلوا باطنها ظاهرها،  وصرخت بهم:


_زياد .. أميرة تعالوا هنا.


نظروا الصغيرين لصريخها بخوف فتركوا ما بيدهم وأسرعوا إليها، أخذتهم بحضنها تحميهم تحت ذراعها، وتنظر للواقف الذي يتابع ما تفعله باندهاش، عادت "رقية" خطوات للخلف ومعها الصغيرين تحت يدها وهتفت بخوف بل رعب بصوتها وهي تنظر له ثم تعود وتنظر يمينًا ويسارًا بحثًا على أي شىء تحتمي به أو تدافع به عن نفسها:


- خليك عندك احسنلك، أحسن والله العظيم اصوت والم عليك البلد كلها.


ثم نظرت حولها، واستقر نظرها عالمطبخ، حاولت ان تتزحزح للداخل بأخويها، لكنه مازال واقف ينظر اليها والى الصغيرين الخائفين من صريخها المفاجئ، وعندما يأست مررت يديها بهيستيريا على تلك العفريتة التي ترتديها حتى وجدت تحت يدها ألة حادة صغيرة الحجم بجيبها؛ عبارة عن مفك تستخدمه في فك قطع السيارات ووجهته بيد مرتعشه نحوه، وهتفت بنبرة بها رعب ويتخللها البكاء:


- والله العظيم... قسمًا بالله لو قربت مني او من حد من اخواتي لكون فتحالك دماغك وماهيهمني مخلوق.. فاااهم.


نظر "حسام" لها ولرعبها ذلك بصمت وعيون متسعة هو يعلم ان الأمر ليس بهين وبالتأكيد يتوقع رد فعل يشوبه الرفض، لكنه لم يتوقعه بتلك الصورة تماماّ.


رفع يده بهدوء ليطمئنها


- يا...


وجدها تعود للخلف وتسحب أخواتها معها وهي توجه يدها بتلك الأله نحوه صارخة بوجهه:


- ورحمة أبويا ... خطوة كمان ناحيتي انا ولا اخوااتي لهكون حتفاك بيه... ساااامع.


رفع يديه الإثنين إشارة للهدوء


- طب براحة براحة بس وقوليلي انتي خايفة مني ومخوفة اخواتك كدة ليه.. هو أنا لسه عملت حاجة عشان تتوقعي مني اذى؟


صرخت "رقية " ومازالت متشبثة بالصغيرين بيد تقبض عليهم من حديد والأخرى توجهها له بيد مرتعشة صارخة:


- اسكت خااالص ومتنطقش... هو بعد اللي عملتوا فينا عايزني أعمل ايه ..اللي شوفته الليالي اللي فاتت منكوا يخليني أموتك دلوقتي لو فكرت بس تقرب لحد من أخواتي ..سااامع.


ثم صرخت بانهيار حتى صرخ الصغيرين تحت يدها:


- انتوااا ليييه مش عااايززين تصدقونااا... احناااا مش معانااا حاااجة ليكواا ومنعرفش اي حاااجة عن شغل ابويااا معاااكوااااا... صدقونااا بقاااا وسبوناا في حااالنااااا


رفع يده مرة أخرى يتحدث بنبرة هادئة تمامًا يحاول تهدئتها:


-- طب اهدي اهدي.. خلاص .. خلااص مش هقرب... انا واقف مكااني اهو.


همس بهدوء تام يحاول أن يصل اليها لتطمئن، لكنها ظلت مصوبة تلك الالة الية بنفس اليد المرتعشة، 


ظل "حسام" ينظر اليها بحالتها الخائفة تلك، حينًا تنظر خارج البيت لعل وجود مُغيث، ثم تعود سريعًا وتلتفت وتزيد من تصويب يدها اتجاهه، مع نظرتها التي تزداد شرارة عندما تجد عينيه تهبط للصغيرين المرتجفين برعب تحت يدها التي تضغطهم اليها بحماية.


أغمض "حسام" عينية يهز رأسه من تلك الحالة المثيرة للشفقة امامه، فهو يعلم عن ما عانوا بأحرف على ورق وصلت إليه كامعلومات جافة خالية من أي خيال أو مشاعر، لكنه الآن رأها وعلم بفزاعة ما تعرضوا له من إرهاب وطعن لأمانهم وسكينتهم.


= رقية... في ايه يا بنتي؟


التفتت "رقية" سريعاّّ عندما استمعت لصوت "توفيق" 


- عم توفيق.... الحقني.


صرخت وهي تشير بوجهها الغارق بالدموع إلى ذلك الواقف عيونه لا تحيد عنها، دخل "توفيق" ينظر إليه ثم سأل:


- انت مين يا جدع انت.. وبتعمل ايه هنا في ساعة زي دي ..في بيت بنات لواحديهم معهمش حد.


رمش "حسام " بعينيه عدة مرات ليعود وينتبه لعمله ودوره جيدًا فبدأ يضرب كف بكف وهمس بالاستغفار بملل ثم قال بضيق مصطنع:


- حاضر هقول تالت... انا إياد منصور المهدي... اخوهم.


- متصدقوش يا عم توفيق ده كذاااب،  انا إياد أخويا مهاجر من زماان ووصلنا كلام أنه ماات في الغربة.


صرخت "رقية" فوضع هو يد عالأخرى ورد بهدوء يحسد عليه وسط تلك الهيستيريا:


- مين قالك اني مُت في غُربتي، مأنا واقف قدامك أهو....ولا ده خياالي.


= ايه اللي يثبت كلامك ده؟


نظر "حسام" حوله باصطناع ثم نظر إلى"رقية" و"أحلام" وأخواتها وأردف :


- اللي يثبت ده اني هنا اهو... واقف وسط أخواتي اللي حقيقي وحشوني ومكنتش أتوقع ابدًا المعاملة دي منهم ... ابدًا.


نظر ل"رقية" بأخر جملته فاردفت هي والدموع غزيرة على وجهها الأسود المتشحم:


- متصدقوش يا عم توفيق... ده كدااب ونصاب ... أكيد بعتينه عشان يموتني أنا وأخواتي معرفش بيعملوا فينا كدة ليه .. وعايزين مننا ايه بعد اللي حصل؟!


اقترب "توفيق" يربت عليها ليهدئها وهتف بحنان:

= استني يا رقية يا بنتي .. اهدي اهدي وصلي على النبي عشان نعرف نفهم.


ثم التفت إليه وهتف:


= انت يا جدع انت كلامك ده ميدخلش دماغ عيل صغير، لان البنات دي لما اخوهم سافر وهاجر انقطعت اخباره واخبارهم عنه من ييجي خمستاشر سنة... منين بقى عرفت انهم سابوا البلد وجم على هنا.


- فعلًا... انا لما روحت هناك وسألت عرفت انهم نقلوا من زمان على هنا ... وده اللي اتقالي هناك ولو مش مصدقني تقدروا تروحوا هناك وتسألوا.


= معاك بطاقة.. بسبور.. اي اثبات شخصية يتبت كلامك ده؟


نظر له "حسام" لحظة ثم وبمنتهى الهدوء والثبات أخرج بطاقة من جيب بنطاله ومد يده اليه بثقه: 


- اتفضل.


نظر "توفيق "بها قليلًا يضيق عينيه ليرا ما بها جيدًا نظرًا لتقدم سنه، ثم التفت إلى"رقية"قائلاّ وهو يوجهها نحوها:


- الكلام بينه صحيح يا رقية يا بنتي.


مدت "رقية" يدها تأخذها بعد أن نظرت اتجاه الآخر بغضب وكره، ثم أخذتها بتوتر وخوف نظرت بها نظرة خاطفة ثم صرخت:

- كداااب ... كدااب ومزور .. اوعى تصدقه يا عم توفيق ده مجرم عايز يقتلني أنا وأخواتي ولا نسيت عملوا فينا ولا فيك ايه!


نظر "توفيق" بالبطاقة مرة أخرى ثم قال بتأكيد وعينيه عليها:

= يا بنتي استهدي بالله بس... دي بطاقة هيزورها ازاي يعني؟

أماء "حسام" ليصدق على كلامه:

- قولها يا عم توفيق ... قولها.


نظر إليها "توفيق" وجدها تبكي بصمت وبعينيها رجاء له ومازالت يديها متشبثه بأخواتها كأنها تحميهم من وحش مفترس، فأقترب منها هامسًا:

- طيب أنا عندي حل... أنا ليا واحد حبيبي في قسم البلد هو يقدر يكشفلنا عالبطاقة دي ويعرف اذ كات مزورة ولا حقيقة... ايه قولك..وأهو كدة نطمن بحقيق.


نظرت "رقية إليه ثم للواقف خلفه ومررت يدها على وجهها تمسح سيل دمعاتها وقالت:


- ولحد الصبح وأما نتأكد انه نصاب وكداب ..هنعمل ايه انا مش ممكن أبات معاه انا واخواتي في مكان واحد.


- ايوا يعني اخرج ابات في الشارع عشان ارضي حضرتك يعني ولا ايه!

نظرت له بشر بعينيها ثم صرخت:

- لا عايزاك تخرج من هنا ومترجعش تاني يا نصاب يا كداب.


- شايف يا عم توفيق .. شايف عمايلها.. أنا ساكت احترامًا ليك بس.

= طب خلاص خلاص متتخانقوش.. انتي يا رقية تقفلي على نفسك انتي واخواتك كويس لحد الصبح .. وأنا هاخده معايا يبات عندنا أنا وخالتك الحاجة ما انتي عارفة احنا قاعدين لواحدنا.

- ماشي ... المهم يخرج من هنا خااالص.


نظر "حسام" لها بتحدي ثم التفت يجلس على الأريكة خلفة وقال وهو يمدد ساقيه بأريحية:

- وانا بقى مش متحرك من هنا ... من بيت أبويا وأمي ... خلاص؟


ثم نظر حوله وكأنه انتبه على الفور وسأل:


- ألا صحيح.. هو فين أبويا .. وأمي فين.. دول وحشني قوي؟

نظرت "رقية" له بغيظ فهي تعلم أنه كاذب ومدعي بينما "أحلام" فوضعت يدها على فمها تبكي بحرقة عند ذكرهم، نهض من جلسته يسرع للداخل وينظر بالغرف.


- هما فيين صحيح.. يا أمي .. بااابا .. انتوا فيين؟؟

ثم توقف عن التجول بالمنزل ونظر اليهم وسأل:

- هما فين ... وازاي سايبنكوا لواحدكوا كدة؟


نظر له "توفيق" بأسف وقال:

البقية في حياتك يا أبني ... أبوك وأمك الله يرحمهم.. تعيش انت.


هبط جالسًا يهتف بصدمة:


- ايه!!! ماتوا؟


نظرت الية "رقية" بشفاه مرفوعة وعيون مستنكرة وهتفت:

- خلاص... خلصت.. شكرًا تمثيلك وحش.. اتفضل بقى يلا عشان أنا جاية من الشغل تعبانة وعايزة أنام.

رفع رأسه بحزن وهم وقال:

- يا شيخة حرام عليكي.. يعني ماتوا وكمان مستكترة عليا احس بريحتهم في المكان.. انتي ايه مش بني آدمة.


صرخت "رقية" بغيظ، وهي تشعر بأن قدميها لم تعد تحملها من التعب:


- عم توووفيق... شوفلك صرفة مع الممثل الصاعد ده... أنا فعلًا تعبانه وعايزة أنام.

اقترب "توفيق" منه. يحسه على النهوض:

= يلا يا أبني... يلا اتكل على الله ... يلا معايا يلا.


مدد ساقه على الأريكة وهتف بثقة وهو يرفع اصبعه لعينيه يجفف دمعات لم تنزل أصلًا:


- وأنا مش هخرج من هنا إلا على جثتي.. واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط يا عم توفيق.


كان يتحدث ويرمي نظرة عليها بطرف عينيه، نظر له "توفيف" ثم اليها، وجد الإثنين ينظرون لبعضهم بتحدي وعند من جهته بينما من جهتها هي فتنظر إليه ببغض يشوبه القلق، تنهد "توفيق" وقال وهو يجلس على أقرب كرسي بتعب:


- طيب، يبقى مفيش غير اني أبات معاكوا هنا يا رقية يا بنتي لحد الصبح.


ثم تابع وهو يرفع هاتفه الصغير على أذنه:


- وأنا هكلم خالتك الحاجة اقولها إني هبات معاكوا النهاردة.


نظرت "رقية" لابتسامة ذلك الجالس ببيتها بأريحية ووقاحة ثم حولت نظرها إلى استسلام "توفيق" للأمر برفض وصرخت مرة أخرى:


_ طب على جثتي بقى ان الكائن ده يبات هنا النهاردة.


!!!!*****!!!!!*****!!!!!!!!


يضيق عينيه بشدة من ذلك الهواء العنيف؛ الذي يلاطم وجهه بقوة، فرفع يده لأعلى رأسه يجلب النظارة ذات العوينات السوداء ليحتمي بها، طائر ولا يوصف إلا بذلك، يشعر بارتياح وكأن الهواء لامس عمق قلبه، فيزيد من السرعة شيئًا فشيئًا، دائمًا يسير ولا يشعر بأحد بجانبه، يحلق بالأعلى دون منازعة أحد، يفعل ما يحلوا له لا يعير أحد إهتمام على الإطلاق.


ضغط "علي" تلك الدراجة النارية بقوة لتسير بأعلى سرعة، بينما يتطاير ذلك القميص الأسود من حوله بشكل يبدو شديد الجاذبية مع وسامته، فبرغم تعقيد شخصيته حتى يشعر من يتعامل معه أنه داخل متاهة، متى يفرح، متى يحزن، متى يهتم حد الجنون، متى يشعرك بأنه لا يبالي على الإطلاق، لا أحد يعلم.


فتح عينيه على وسعها عند توقف دراجته فاجأة مصدره صوت مخيف للمارة بجانبه، بعد أن دارت به عدة دورات على رصيف منفصل حتى توقفت، نزل "علي" يزفر بضيق ثم رفع يديه المخبئتين بتلك القفازات ذات اللون الأسود المماثل لملابسه.


_ يااا عالفصلان!!


نفخ بضيق وهو يسحبه معه لأقرب مكان بعيد عن الطريق، والتفت ينظر حوله على أي ورشة ميكانيكا لكن عينيه أتت على ذلك البيت.


أقترب "علي" عينه على تلك الحديقة الوحيدة المتواجدة هنا، ونظره عالبوابة يقترب، ظل ينظر هنا وهناك لم يرى أحد، فالمكان يخلوا تمامًا من المارة، أقترب يدفع تلك البوابة الحديدية بيده، وبالفعل دخل ينظر بكل مكان، لم يرى أحد فأقترب يصفق بيده ويصيح:


_ يا جدعاان...انتوا يا جماعة ياللي هنا... مفيش بشر هنا ولا ايه!!!


ظل يصيح بصوت عالي دون جدوى ولكنه لم يراها،  تلك النسمة التي تطل من بعيد وياليتها لم تطل!


التفتت "مايا" على ذلك الصوت الرجولي الذي يصدح بالمكان بجرأة غريبة، لم يكن صوت والدها، ولا أحد العاملين بالقصر، مدت يدها تلتقط ذلك الذئب الصغير ذو الفراء الأبيض بحضنها، تنهض واقفة لتقترب بضجر وانزعاج من ذلك الطويل الذي يلتفت حوله يصفق بيده مع صوته الأكثر من مزعج بالمكان.


_ يا جدعاااان!!


_ ايه في ايه يا جدع انت...بتزعق كدة ليه .. ودخلت هنا ازاي أصلًا!


التفت "علي" بتنهيدة وقال وهو ينظر لذلك الرجل البسيط:


_ انت فين يا عم...عمال أنادي ولا كأني في صحرا.


نظر الرجل بتوتر لتلك الناظرة إليهم من بعيد وقال بعجاله:


_ الله يخربيتك هتوديني في داهيه ..انت دخلت هنا ازاي وعايز ايه يا جدع انت؟


أشار "علي" اتجاه البوابة وقال برجاء:


_ الموتوسيكل بتاعي برة العجلة بتاعته خربت عالاخر... كنت محتاج بس أركنه هنا لحد ما أجيب حد معايا اصلحه واخده...ممكن.


رد الأخر ومازالت عينيه خلف "علي":


_ لأ مش ممكن...واتفضل بقى من هنا.


_ ليه كدة بس... أنا والله ما هطول.... وبعدين مفيش مكان قريب من هنا غيركو.


= مفيش مشكلة.


وقبل أن يرد الأخر أستمعوا الاثنين لذلك الصوت الرفيع، الهادئ كهدوء خطواتها، التفت "علي" إليها بطوله الفارع، وهنا توسعت عيناه عندما أتت عليها، فتاه عشرينية، جميلة الوجه، رقيقة الملامح ، ترتدي فستان يماثل رقتها، وتحمل كلب صغير على ذراعيها، تقدمت "مايا" منه أكثر وهتفت ببساطة:


_ مفيش مشكلة يا علي.


نظر إليها باندهاش وقال بصوت خفيض اشبه بالهمس:


_ عرفتي اسمي منين يا قمر؟!


نظرت إليه "مايا" تقطب حاجبيها ثم تابعت حديثها وعيونها باتجاه الرجل:


_ أطلع يا علي هات الموتوسيكل بتاعه وحطه في الجراچ.


نظر إليها الرجل بقلق


_ طب ووالد حضرتك يا ست مايا؟


حرك " علي" شفتيه باسمها وكأنه لفت انتباهه ومازالت عينيه تتفحصها


_ يعني هو هيعمل ايه..يسيبه في الشارع ولا يشيله لحد بيتهم، ملكش دعوة أنت... أنا هبقى أقول لبابي.


تركهم الرجل يخرج ينفذ أمرها بينما ذلك الواقف فمازالت عينيه على وجهها، بينما هي فهمست ببساطة وهي تمرر يدها على كلبها الصغير:


_ ياريت متتأخرش... وتيجي تاخده في أقرب وقت... وبعد كده ياريت تبقى توطي صوتك.


هتفت بجملتها الأخيرة بانزعاج واضح على ملامحها، ثم استدارت للحديقة تلاعب الكلب مثلما كانت تفعل، فهو صديقها المقرب هنا، ورفيقها الوفي،  ظل "علي" واقف ينظر إليها وعلى ثغره ابتسامة لا تماثل تلك البراءة التي بوجهها، ثم تقدم منها،  بعد أن نظر بالمكان ولم يرى أحد، ليبدأ حديث معها كانت هي من بدأته بحسن نيتها، ولكنها كانت مُحقه بمرافقة الكلب الوفي دون غيره.


!!!!*****!!!!****!!!!!!!!!


بعد مرور أكثر من ساعتين الجميع جالس في صمت ينظرون لبعض  نظرات ذات مغزى مختلف، "رقية" تنظر إليه  بشر وكراهية، بينما هو فينظر اليها بتحدي واضح وثقة فائقة ثم يحيد بنظرة إلى"أحلام" والصغيرين بابتسامة حنونة، بينما "أحلام" فتنظر له مطولًا ثم ترفع عينيها لأعلى وهي تتمتم بهمسات لم يسمعها أحد، أما الصغيرين فيلعبون معاّ بأشيائه التي أصبحت خارج الحقيبة بأكملها، نهضت "رقية" للداخل بعد أن مالت على "توفيق" تهمس له وهي تشير على أخواتها أكثر من مرة برجاء، أماء لها توفيق يطمئنها.


نظر "حسام" اليها ولما تفعله وهو يهز رأسه منها، ثم وبعد دخولها نهض من على الأريكة يهبط ليجلس بجانبهم على الأرض يربع ساقيه، نظر للصغيرين بحب وأبتسم كي يطمئنهم بعد الهلع الذي تعرضوا له منذ قليل وقال بهدوء ونبرة دافئة: 


- أنا بقى عايز أعرف انتوا جيتوا امتى، أنا كنت ماشي وسايب رقية وأحلام بس وكانوا وقتها قد كدة.


نظرت اليه "أحلام" قليلًا بابتسامة ثم اقتربت تجلس أمامه مباشرتًا وهتفت بهدوء يماثل هدوئه:


- انا مش فكراك، مش فكراك خالص ، لكن... لكن فاكرة كويس قوي اليوم اللي بابا عرف فيه بحمل ماما في ميرا وزياد، وقتها كان عمال يزعق ومتعصب قوي وقالها هو أنا قادر عليكوا لما هتجبيلي عيال تاني... خصوصًا لما عرف انهم توأم.


ثم أحنت عينيها بحزن وتابعت:


- وقتها ملى الدنيا زعيق وصرخ فيها مش كفاية ابنك اللي سابنا بسبب قلة الحيلة ... هأكل انا كل دول منين... وقتها ماما رغم عياطها وحزنها عليك وعلى بعادك لكنها كانت هتموت وتجيب ولد كمان يعوضها عنك..لكن بابا هو اللي دايمًا كان شايف ان احنا فقرا وعشان كدة انت بعدت عننا.


همست الصغيرة ومازالت تتلاعب باشياء "حسام":


- بابا كان طيب يا أحلام.


ابتسمت "أحلام" بدموع بعينيها وهمست:


- بابا طول عمره عصبي ويبان قاسي وماما كانت دايمًا تقول ان عصبيته دي هي اللي طفشتك، لكن، لكن الحمد لله لما ربنا فتحها عليه ووسع في رزقنا وبقى يملك الورشة والبيت ده، بعد ما كنا متبهدلين هنا وهناك بدأ" يهدا كتير .. خصوصًا بعد وفاة ماما في ولادة ميرا وزياد... من بعدها بقى حنين معانا قوي خصوصًا عليهم وولا مرة زعل واحدة فينا.


ابتسم اليها "حسام" وبداخله بدأ يطمئن قليلًا بحديثها معه، ثم سأل عن التي بالداخل وأصبح القلق كله منها وبشأنها:


- مكنتش.. مكنتش أعرف ان الرزالة اللي جوا دي طلعه لبابا بالشكل ده.


هتفت "أحلام" سريعاّ:


- رقية.. دي طيبة قوي قوي هي بس اللي اتغير فيها حاجات كتير قوي من بعد وفاة بابا، انت أصلك متعرفش جرالنا ايه من بعده.


لاحظ "حسام" دموع بدأت  تتجمع بعينيها من جديد فبادر وهو يمد يده يسحب الصغير يجلسه على ساقة:


_ انتي جميلة يا أحلام ..انتي والقمر ده.


ابتسم له "زياد" بحب على ذلك الحنان الذي أصبح كحلوى نادرة، لاحظ "حسام" التواء شفتي الصغيرة الأخرى للأسفل بحزن طفولي محبب، ثم نهضت تقترب بخطواتها تلك وتجلس هي على ساقه الأخرى.


ضحك "حسام"  ملء فمه وهو يجذبها إليه أكثر ويقبل وجنتها، لم تحاول "أحلام" كبت ابتسامتها ولمعة عينيها بما تراه، هتف "حسام" بإصرار وهو يلاعب الصغيرين بابتسامة واسعة:


- ولو برضو..انا من وقت ما دخلت وانتوا التلاتة اللي خطفتوا قلبي كدة يا حبايب قلب اخوكوا انتوا... لكن البومة اللي جوا دي لأ.


ورغم همسه الخفيض في آخر جملة، وبعد ضحكهم المرتفع رفعت "أحلام" رأسها فاجأة وهتفت وهي تقطع ضحكتها:


- رقية!


التفتوا جميعهم اليها ما عدا هو، فرفع رأسه ينظر أمامه بلامبالاه ويضع ساقه المفرودة امامه على الأخرى، ثم سمع صوتها الأنثوي رغم الغضب والغيظ الذي يشوبه:


- قومي يا أحلام حضري العشا .. يلا عشان أخواتك ياكلوا ويناموا.


- حاضر.


نهضت "أحلام" للداخل بينما هي فوقفت قليلًا عينيها عليه بغيظ، ثم تقدمت بالقرب من الصغيرين وهنا وأثناء سيرها التفت اتجاهها بابتسامة جانبية يشوبها العند، ولكنه وعندما أتت عينيه عليها، ثبت رأسه فاتح عينيه على وسعها وسأل في نفسه:


- مين دي؟!


ولثاني مرة يكون مُحق بهمسه، فبعد أن تحممت وتخلصت من كل تلك الشحوم من على بشرتها البيضاء، ارتدت قطعة قطنية مريحة من اللون الأزرق ذات رسومات بيضاء، تصل لقبل كاحليها بقليل، بينما خصلاتها فكالعادة سمحت لهم بالتحرر على طول ظهرها في ذيل حصان طويل مرفوع لأعلى بلونهم الأسود الخالص بعد أن كانت تحكمهم تحت قبعة العمل طوال النهار، ظل "حسام" يحدق بها في اندهاش ثم هتف بسخرية:


- سبحان الله، أومال كان مين الأخ اللي كان بيكلمنا من شوية ده؟


سمعوا الإثنين ضحك يأتي من الجانب فالتفتوا لعم"توفيق" الذي ضحك رغمًا عنه فشاركه "حسام" الضحك، نظرت إليه "رقية" بغيظ إضافي وهتفت بنفس غضبها:


- معلش، اصل مكنتش عارفة اني هاجي الاقي حرامي في البيت كنت اتذوقله.


ابتسم"حسام" رغمًا عنه، وبعد صمت قليلاّ نظرت "رقية" بغيظ وغضب شديد له ثم مدت يدها بهدوء تسحب الصغيرين إليها، اجلست زياد أمامها تعدل له ثيابه بينما "أميرة" فبدأت تعيد ربط شعرها القصير أمام أعين الناظر لها باهتمام، بينما هي فتتجاهله ثم يحين منها التفاتة بعد حين وآخر بنفس نظرة الغضب، حتى جاءت عينيها بعينيه، ظل مثبت عينيه بعينيها بثقة فهتفت هي بتأكيد كي تشتت تلك الثقة:


_ أنا أخويا إياد كان اسمراني، ومكنش طويل كدة يا كداب.


رد "حسام" بثقة ونبرة عِند كي يثير غيظها أكثر:


_ طولت واحلويت..اعترضي بقى على إرادة ربنا.


نفخت بغيظ، وهي تسحب "ميرا" الصغيرة التي تحاول الذهاب إلي ساقه مرة أخرى.


وضعت" أحلام" العشاء فالتفوا حوله جميعهم وقالت "رقية وهي تقترب:


- يلا يا عم توفيق معانا بسم الله.


وبعد تكرار تقدم "توفيق" يتقاسم معهم العشاء، بينما نظر إليها "حسام"وهمس:

- طب أنا جعان ومكلتش من الصبح، ممكن أكل بعد اذنك ولا برضو ممنوع لحد بكرة؟


نظرت إليه "رقية" في تجاهل دون رد، ثم ادعت انشغالها باطعام الصغيرين بينما "أحلام" فنظرت إليه بابتسامه ومدت يدها له برغيف خبز.


اخذه منها "حسام" بابتسامة وتقدم يجلس بجانبهم وبدأ الطعام بشراهة بينهم، لاحظ "رقية" تطعم الصغيرين قبل أن تضع لقمة بفمها، فأقترب بعِند وسحب  "أميرة" على ساقه وبدأ يطعمها، نظرت إليه "رقية" قليلاّ بغيظ يشوبه القلق فربط "توفيق" على يدها يوميئ برأسه فتراجعت تتابع طعامها، ومن حينٍ لأخر تحين منها التفاتة اتجاهه، تجده يطعم الصغيرة ويلاعبها ثم ينظر للأخر ويُضاحكه، بينما ينظر إلي "أحلام" المصوبة نظرها اتجاهه ويبتسم لها بحنان، ويتعمد من بين نظرة وأخرى أن ينظر اتجاهها بطرف عينيه، يجدها تنظر له من حينٍ لأخر وفي لمعة عيونها قلق وخوف لا تستطيع تخبئته، فهو يقسم ان لولا "توفيق" لكانت ماتت رعبًا الأن وبداخلها ثقة تامة أنه ليس أخيها.


!!!!!****!!!!!****!!!!!!!


ليلًا يسير بتلك الغرفة يدقق عينيه بكل انشًا بها، تقدم نحو الباب يحاول سحبه للداخل يفتحه، ابتسم "حسام"، فقد نفذت وعدها واغلقته من الخارج بالمفتاح، كان ذلك شرطها لنومه معهم بنفس البيت الليلة.


تراجع "حسام" للخلف يتجول بباقي الغرفة، وهنا عينيه جاءت على صورة معلقة على الحائط لوالدهم، نظر إليها "حسام" وهنا علم بأنها غرفته فتقدم بهمة وانتباه وأخذ يفتح أدراج الكومود بجانب الفراش؛ يبحث بها عن أي شي، فتح الدرج الأول فالثاني فالثالث لم يجد شىء سوا عدة أوراق شخصية خاصة بهم وبوالدهم، وصور.


نظر "حسام"  بالأوراق قليلًا يقرأها بهمس من شفتيه، ثم تركهم بخيبة أمل عندما وجدهم فارغين من أي شئ هام، ثم أمسك الصور بيده، يجلس على طرف الفراش، تمعن النظر بتلك الصورة الجماعية التي بها إياد أخيهم، كان صغير وبجانبه طفلة ابتسامتها ملئ وجهها، جميلة، ذات ضفيرة طويلة تصل لخصرها، يقفوا أمام سيدة من هيئتها تبدوا بسيطة للغاية، حنونة، ورجل يرتسم الجمود والجدية الشديدة على وجهه، نظر "حسام" بصورة أخرى، لنفس الرجل ولكن بتقدم بالعمر قليلًا، يظهر بابتسامة بسيطة على ثغره هذه المرة، ويفرد ذراعه على فتاة بجانبه في غاية الجمال والأنوثة التي تبدوا من ملامحها التي تجيد الاعتناء بها، ومن فستانها الوردي القصير ذو الأكمام القصيرة، بينما تقف بجانبها فتاة أخرى أصغر بالعمر تضحك ملئ فمها، وبأسفل الصورة يوجد رضيعين ينظرون لبعضم ببكاء.


انتبه "حسام" لتلك الإبتسامة التي ارتسمت على وجهه وهو يقلب بالصور، والتي ازدادت عندما جاءت على صورة تلك العنيدة الخائفة تبدو بها بزيها المدرسي الأنيق،وضفيرة طويلة على كتفها، تحمل حقيبتها على ذراعيها، بينما ترتسم ابتسامة جميلة على، تنهد "حسام" يضع الصور والأوراق بمحلها، ويزفر بملل، ثم يمدد ساقه على الفراش ويُخرج هاتف بسيط صغير الحجم من جيبه ويضغط أزراره برقم من ضمن الأرقام التي حرص على حفظها جيدًا ثم وضعه على أذنه بانتظار الرد.


ابتسم "حسام" وهو يرد على ذلك الصوت المحبب لقلبه كأب سمع صوت طفلته دون مبالغة في الوصف:


_ عيون حسام....عاملة ايه دلوقتي... وماما عاملة ايه؟


ردت "مي" بابتسامة حب فهي تعلم انه رغم سفره وبعده لكنه لن يكف عن الاطمئنان عليها هي ووالدتها:


_ الحمد لله يا حبيبي بخير.


ثم نظرت بالهاتف تسأل باندهاش:


_ ده رقم جديد عشان الشغل برضو..اسجله ولا زي كل مرة؟


_ لأ متسجلهوش... وأنا لما احتاج أطمن عليكوا أنا اللي هكلمك.


ثم هتف سريعًا بنفس همسه الخفيض:


_ متنسيش ميعاد جلستك بكرة في المستشفى... انا هكلم حد من الشباب ييجي يوصلك...ومش هنبه تاني اوعي تسوقي بنفسك يا مي طول مأنتي لواحدك وأنا مش معااكي...مفهوم.


صمتت قليلًا ثم هتفت بحرج من الموقف الذي يصر أن يضعها به:


_ يا حسام أنا مش صغيرة عشاان حد ييجي يوصلني ...طب على الاقل هاخد تاكس .. لكن عشان خاطري بلاش الاحراج ده مع صحابك.


شدد "حسام" على كلامه قبل أن يغلق معها:


_ مي ..مش هكرر كلامي كتير..وياريت تسمعي الكلام ومتخرجيش من البيت لواحدك اصلا.


وبعد أن أغلق معها رفع هاتفه بقلق، ووضع رقم أخر وانتظر الرد.

!!!!*****!!!!!!*****!!!!!!!!


يخرج "تميم" من مكتب "اللواء"  بعد انتهى من عرض ترتيبات العمل الفترة القادمة عليه وحصل على موافقته، أخرج هاتفه من جيب بنطاله يرد على الفور:


_ ألو.


اطمئن وابتسم عندما وصله صوته ثم أردف:


_ كويس قوي..كويس...واذا كان على كدة معلش لحد ما يطمنوا  بس.


استمع قليلًا فظهر على وجهه الضيق مع ثقل غريب بقلبه شعر به فاجأة، أغمض "تميم" عينيه وهو يضع الملف على حافة المكتب ثم رد بنبرة صوت مغايرة تمامًا للتي تسبقها:


_ كلم بدير هو يوديها... أنا مش هبقى فاضي.


استمع قليلًا ثم تابع قائلًا:


_ هبقى... هبقى هنا في الجهاز عندي شغل كتير.


أغمض عينيه يتنهد بهَم فأمسك بالملف الموضوع عالمكتب يلقيه بعيدًا بعصبية، لكنه انتبه فاجأة بعيون واسعة عندما استمع للمزيد من حديث "حسام"، ليرد بغضب:


_ أنا..!!


#٣٦٥_يوم_أمان


#رانيا_أبو_خديجة


تميم اتحط قدام الامر الواقع ولا مفر..فاياترى الامر هيرسى على ايه...وليه تصرفاته دي اتجاهها...لسه قصتهم فيها كتير قووي جاااي🔥🔥!!


وحسام ازاي هيتعامل بقى وسطهم كأخ عايش معاهم من غير عم توفيق.. وهل رقية بعد ما تتأكد هتغير معاملتها ليه ولا لأ والموقف هيبقى ازااي!!


وعلي لسه هيبدأ حكايه غير كل الحكايات..وازاي حياته هتتقلب لمجرد مقابلة صدفة؟؟

رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي... قراءة ممتعة ♥️🥰

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل الرابع من 365 يوم أمان هنا 👇

                //// الفصل الرابع   👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

ومتنسوس الاستغفار والحوقلة والدعاء بنية نصر اخواتنا على الظالمين.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة