U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم أمان الفصل الثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

 

 رواية 365 يوم أمان الفصل الثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية ٣٦٥ يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة

رواية 365 يوم امان


رواية 365 يوم أمان الفصل الثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

 الفصل الثلاثون 
#٣٦٥_يوم_أمان 
#رانيا_أبو_خديجة

 ينظر اليها دون رد، فقط عينيه تصعد من وجهها الباكي ليدها التي ترتفع لتجمع خصلاتها أعلى رأسها ثم هبطت بعينيها الدامعة اللى ملابسها التي لم ترتديها الا للخروج لجامعتها وعادت تضع يدها على وجهها واستمرت في بكاىها وهتافها الحزين:
-اول مرة، ازاي، ازاي بس أنا مش فاهمة، أنام في الإمتحان أنا عمري ما عملتها!!!
ثم انحنت للأمام مازالت واضعة يدها على وجهها ببكاء حارق، حتى سقطت خصلاتها مرة أخرى من حولها، فأقترب منها بعيون حنونة ورفع يده لتظل معلقة قليلاً في الهواء بتردد ثم قربها يزيح خصلاتها من حول وجهها وهمس يحاول تهدئتها:
-خلاص بقى اهدي .. وكفاية عياط بتعيطي بقالك ساعة من وقت ما حكيتلك.
تحدثت من بين شهقاتها ووجهها الأحمر كالدم:
-انا هتجنن ازاي ده حصل!!! انا حتى مش فاكرة حاجة خااالص من اللي انت بتقوله ده!!!
ثم نظرت اليه ليهرب هو بعينيه بعيدًا ثم هتف وهو ينظر بالفراغ أمامه:
-أكيد... أكيد بسبب سهرك واهمالك في نومك عمال اتحايل عليكي تنامي وانتي مفيش فايدة.

عادت لبكائها مرة اخرى ثم تابعت:
-والله نمت، بعد ما خلصت معاك مذاكرة نمت علطول من التعب من غير ما أحس.
ثم  التقطت من يده منديل ورقي يعطيه اليها واحد تلو الآخر منذ بداية بكائها تجفف انفها بقوة وصوت حتى انكمشت ملامحه:
-أكيد تراكمات، تراكمات من أيام كتير وسهر كتير كل الفترة اللي فاتت.
ثم نظرت اليه لتتابع:
-قبل ما انت ما تيجي أنا مكنتش بنام خالص، وحتى بعد ما جيت ، صحيان بدري عشان الورشة وسهر بالليل ومذاكرة عشان الجامعة.
ثم عادت لبكائها  مرة أخرى لتتابع:
-بس التراكمات دي ما تتطلعش إلا يوم امتحاني، أنا همووت من القهر عالمادة دي.

اقترب في جلسته بملامح منكمشة بحزن ثم أزاح خصلاتها يبعدها ليرى وجهها وهتف:
- والله هتعوضيها... كله بيتعوض يا رقية وهتنامي كويس وهتذاكري وتعوضي المادة دي في الدور التاني... ورحمة أبوكي خلاص بقى قلبي وجعني.

انفجرت في بكاء أشد أثر كلماته لتميل داخل حضنه وتشتد في بكائها، ليتركها دون اعتراض كالسابق مع تغميضة عينيه بشدة وابتلاع لعابة كتعبير منه على عدم تحملها بهذا القرب منه، ليزداد في عصر عينيه كلما حركت وجهها ببكاء على كتفه وهمست من بين بكائها:
-بابا، الله يرحمه يا حبيبي عمري ما سقطت ولا شيلت مواد في حياته، بهدلتي اللي شفتها من بعده مش عايزة تفارقني، يارب أروحله بقى وارتاح.
رفع كفه بتردد شديد لكن مع زيادة بكائها وكلماتها المؤثرة رفعها يربت على رأسها بحنان وهمس بنبرة حنونة متأثرة من أجلها:
-حقك عليا يا رقية، أكيد أنا السبب، حقكوا كلكوا عليا.

هتفت وهي مازالت تمرر وجهها بقوة وبكاء داخل حضنه:
-وانت ذنبك ايه، أنا اللي فاشلة ومش عارفة أوفق بين أي حاجة في حياتي.
هبطت يده من على رأسها لذراعها يمررها عليها بحنان ثم أغمض عينيه يقترب بشفتيه من رأسها يقبلها ليفتح عينيه فاجأة ويبعدها بشكل مفاجئ ينهض من جانبها على الفور.

نظرت اليه "رقية" باندهاش وعيون واسعة من حركته المضطربة ليضطر بالجلوس مرة أخرى ثم هتف ليحول مسار الحديث:
-انتي انتي بالشكل ده ب.. بتتهميني اني مقصر معاكوا مش كدة!!
ظلت ناظرة اليه ليتابع وضربات قلبه تتسارع بقلق من نظرتها:
-أنا.. أنا.. اه أنا اللي بحاول طول الوقت ما محسسكوش بفراق ابوكوا يبقى.. يبقى ده جزاتي يا رقية.

رفعت يدها تجفف دمعاتها ثم هتفت:
-لا أنا مقصدتش، بالعكس.
ثم تابعت لأول مرة بصدق اليه:
-وجودك فرق قوي، ولو انت مش حاسس بده، فأنا وأخواتك حاسين بيه.

 أغمض عينيه يتنهد باطمئنان ليفتحهما بوسع فاجأة عندما فُتح الباب تدخل منه "أحلام" تترنح في خطواتها وتهتف ومازالت مغمضة عينيها ورأسها يسقط على صدرها بدون اتزان:
- ر.. رقية... رقية هي .. هي الساعة كام دلوقتي عش.. عشان المدرسة؟
نظر "حسام" اليها ثم حول نظره بعيون واسعة مترقبة الى "رقية" التي تنظر إليها بعدم فهم واستيعاب، لتدخل خلفها الصغيرة تصطدم بها فيقعوا الإثنين على بعضهم يتابعوا نومهم بالأرض بجانب الفراش، فهتفت "رقية" فور نهوضها من الفراش:
-ايه ده، هما كمان كانوا لسة نايمين!!!!
نظر اليها قليلًا لم يعلم بما يرد، يبتلع ريقه بقلق ثم هتف وهو يحرك كتفيه:
-تراكمات.
!!!!!!**!!!!!**!!!!!**!!!!!

ينهض من الفراش رغمًا عنه، وعينيه دامعة بقلة حيلة ويأس وألم؛ فبرغم تلك الأدوية إلا أن النوم لم يزور عينيه وذهنه لنصف ساعة على الأقل، شعور لم يفهمه يكاد يقتله، يراها دومًا سواء بأحلامه أو حتى بالحقيقة أمام عينيه، تبكي، تبتسم بشر يجعله يرتجف، تضحك بصوت مرتفع يكاد يصم أذنيه، كلماتها بأخر مقابلة بينهم لم تفارق مسامعه، هيئتها ودمعاتها يكاد يراها بكل ما حوله.

نهض" علي" يبدل ملابسه إلى ملابس عمله بيضاء اللون أنيقة المظهر، لكنه لم يقف أمام المرآة كعادته يعدل من خصلاته أو ينثر عطره، بل يبدو مهمل الهيئة غير متزن على الإطلاق، التقط هاتفه ينظر به فوجد رسائل على تطبيق الواتساب لوم وعتاب يليها أسئلة متكررة عن سبب اختفائه وبعده عنها، تلك الفتاة الجديدة، فهبط على الفراش غير قادر على الوقوف يغمض عينيه بقوة يتذكر ما فعله سابقًا ويحاول أن يحصي كم عدد مرات أو فتاة كانت ضحية ذلك التجاهل بقصد، ليضغط اتصال بها على الفور يشعر بالقلق والتوتر أتكون أصابت نفسها بشئ هي الأخرى، وضع يده على عينيه ينتظر الرد، ولكن لم يأتيه كرر أكثر من مرة، ثم نظر بالهاتف باندهاش ليهمس:
_ لأ، مايسة مش زي مايا، أبدًا، مستحيل.

أتته رسالة على نفس التطبيق ليفتحها على الفور، وجد لها صورة مقربة للغاية مع صديق لهم لتلك التجميعة الشبابية التي سبق وعرفته عليهم، ودونت أسفلها:
_ والله!! فاكرني هقعد أستناك  تغيب بالأيام ولا حتى رد واحد وترجع تلاقيني بعيط وحطة ايدي على خدي، على فكرة يا علي أحب أقولك ان شكلك بقى زفت قوي قصاد كل الشلة وعرفوا ان تيمو علم عليك وأخدني منك.
رفع حاجبيه وهو يقرأ الرسالة ثم أرسلت أخرى قبل أن تفعل الحظر بينهم:
_ وعلى فكرة بقى تيمو أجمد منك بكتير على الأقل مبيغبش وعلطول معايا، سلام يا..ياللي فاكر نفسك كاريزما.

أغلق شاشة الهاتف وهو يهز رأسه ثم ابتسم بسخرية لتمحى ابتسامته على الفور ليعود يهمس:
_ ياريتها كانت زيك، لكن، لكن هي مفيش حد زيها.
ثم هتف وهو يحاول أن يتمالك نبرة بكائه التي لم يسمعها على الإطلاق بحياته:
_ الله يرحمها و....ويسامحني أنا.
دخل عليه صديقه وجده جاهز للخروج بزي العمل، فأقترب يضع صينية صغيرة عليها إفطار واقترب:
_ ايه ده!! انت رايح فين.
أجاب "علي" وهو ينهض:
_ أنا نازل الشغل، مينفعش أغيب كل ده.
اقترب "سالم" يضع صينية الطعام على طرف الفراش وهتف:
_ شغل ايه يا أبني، الدكتور قال لازم ترتاح وتحاول تنام، كدة وإلا عدم نومك باستمرار هيسببلك هواجس وهلاوس وهنضطر نحجزك في المستشفى.
التفت ينظر اليه فاجأة ليردد خلفه:
_ مستشفى!! مستشفى ايه؟
اقترب يلتقط الأدوية من جانب الفراش:
_ مستشفى الأمراض النفسية، عشان كدة بقولك ارتاح... ويلا خد علاجك وكل ونام.

ظل ناظر اليه بعدم تصديق أحالته الواهنة الغير متزنة وصلت به لمشفى أمراض النفسية والذهنية!!!
ثم زفر بحريق بداخله وشعور يكاد يخنقه، منذ فترة لم يعلم ماذا يجرى معه، ماذا يحدث بداخله!!!!
ثم التقطت مفاتيحه وكاد يخرج، ليحاول أن يعترض طريقه صديقه:
_ طب، طب بلاش ش تسوق، يا ابني هتسوق ازاي وانت مش شايف قدامك كدة!!!!
ازاحه بهدوء ليغادر.

 وبالفعل اقترب من سيارته ليميل عليها بصداع يكاد يفتك بمقدمة رأسه، ليغمض عينيه بشدة يشعر بدوار يكاد يسقطه أرضًا، فعدم النوم لأيام عديدة تجعله في حالة غير متزنة إطلاقّا ناتجة عن خلل بباقي هرمونات جسده وذهنه، ليتركها يقف بنفس وهنه على الطريق يوقف سيارة أجرة؛ يحاول بشتى الطرق الهرب من تفكيره ومشاعره التي لن تكف أن تلومه وتذكره بها.

!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!!

يسير بالمرر المؤدي لمكتبه، لتستقر يده أعلى رأسه منذ دخوله المكان واستماعه للأصوات العالية، يغمض عينيه بشدة يشعر برغبة قوية في الصراخ بهم ليصمتوا ليقف ذلك الصداع المؤلم يكاد ينفجر رأسه بالمعنى الحرفي للكلمة، هذا ما يشعر به، فتح عينيه ليرفع رأسه ينظر أمامه ليتابع طريقه، فرأى شخص يقف بعيد مع صديقه الأخر بالعمل، رفع يده اليه بابتسامة وسلام أول ما رآه كي يقترب منهم، لكنه وقبل أن يخطو خطوة واحدة توسعت عينيه مما رأهه، فقد رأهم يضحكون بشدة يشيرون عليه لأي شخص يمر فيقف ينظر اليه ويضحك معهم، عوضًا عن تلك الألوان التي تمر أمام عينيه، فلم يرى صفاء المكان بل ألوان متعددة مبهرجة غير مألوفة تحجب الرؤية عن عينيه.

اقترب من زملائه يصرخ بهم بأصوات مرتعشه ويد ترتجف من توتر أعصابه بسبب خلل هرمونات جسده لانعدام نومه:
_ ان ...انتوا..انتوا بتضحكوا على ايه!!!! ما..ماضحكوني معاكوا!!!
نظروا لبعضهم باندهاش، ثم اقترب أحدهم اليه، ليهتف بقلق:
_ علي ..مالك فيه ايه!!
مازال رافع يديه لرأسه بألم واضح مغمض عينيه يعتصرهم بقوة ليقترب الآخر ويهتف:
_ وبعدين يا أبني مين ضحك دلوقتي، احنا بنتخانق أصلًا لسه طالعين من مكتب اللواء دلوقتي وكلنا متهزئين.

رفع يده المرتجفة يحركها بقوة دلالة أن يصمتوا أمل أن يقل ذلك الصداع المزمن، ثم فتح عينيه يحاول النظر أمامه لتتوسع عينيه فيصرخ بقوة:
_ ايه ده!!! 
التفوا جميع مَن بالدور حوله يحاولوا النظر لما ينظر اليه، ورؤية ما يراه لكن لا يوجد شئ مخيف او مهيب لتلك الدرجة، ظل يصرخ ويحاول الاختباء بهم ويزيد التفاف زملائه حوله يحاولوا أن يجعلوهه أن يهدأ لكنه ظل على ذلك الحال حتى سقط يصرخ من ألم رأسه ومما يراه ولا أحد يراه غيره.

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!!

خرج من المطبخ ومعه كوب كبير من الماء يقترب من "أحلام" الملقاه على الأرض ليحاول أن يسندها ويساعدها على الإرتشاف، لتقترب منه تلك الواقفة ناظره اليه بعدم فهم:
_ أنا مش قادرة أفهم، اخواتك مالهم هما كمان!!! جرالهم ايه...شكلهم يقلق.

حاولت "أحلام" أن تعتدل قليلًا وتستند بظهرها إلى الحائط لتستعيد توازنها وتنظر حولها، ليجيب "رقية" قبل أن يقترب من الصغيرة:
_ هيكون ايه يعني، أكيد ، أكيد مكنوش بيناموا قبل كدة زيك برضو.
فتحت الصغيرة عينيها ترتشف من كوب الماء، لتنكمش ملامحها وتهتف بقرف:
_ ايه ده، الميا دي مُرة ليه.
أجاب على الفور:
_ عشان حطيت فيها ييجي أربعين نقطة خليكوا تفوقوا.
هتفت الصغيرة ومازالت ملامحها منكمشة كلما تناولت من الكوب؛
_ نقطة!!.. يعني ايه نقطة!! 
_  قصدي أشربي اشربي عشان متنقطتنيش أنا، وبعدين يا حبيبتي دي ميا علميًا لما تشربوا ميا هتفوقوا.

ثم نهض يهتف لتلك الواقفة ناظرة لما يحدث بعدم فهم:
_ هروح أصحي زياد وأشربه من الميا الجميلة دي.

دخل غرفة "الصغير" وفعل معه كما فعل، ثم خرج وجدهم خرجوا من الغرفه ليلقوا بنفسهم على الأريكة بالصالة بوهن  لتفتح " أحلام" عينيها وتهتف:
_ يعني ايه يا رقية!!! هو أنا نمت كام ساعة؟
نظرت "رقية" اليه لتهتف:
_ اسألي أخوكي، انا عن نفسي معرفش حاجة.
ابتلع ريقه ليقترب يجلس بجانبها على الأريكة وأجاب:
_ انتي بالذات يا أحلام صحيتي أكثر من مرة لكن كل مرة بتلاقي رقية نايمة بترجعي تنامي تاني.
أشارت على نفسها:
_ أنا!!! مش فاكرة خالص.
نظر للصغيرة التي تفرك عينيها بإصبعها:
_  أما بقى أميرة وزياد، فا دول صحيوا ولعبوا وكلوا لكن رجعوا ناموا لما حاولوا يصحوكوا مصحتوش.
فتحت الصغيرة عينيها على وسعها، لتهتف ببرأة:
_ أنا ملعبتش، بس لسة هقوم ألعب.
_ لأ لعبتي بس انتي ناسية.

ثم نهض ليقول بحماس:
_ أنا هدخل أحضر أي حاجة ناكلها بقى على ما تفوقوا كدة وتغيروا هدومكوا، يلا.
وهرب من كثرة أسئلتهم متجه للمطبخ، لتدخل "رقية" عليه بعد قليل وقد أخذت حمامها وأبدلت ملابسها لثياب المنزل الأنيقة وتركت خصلاتها المرتبة على طول ظهرها، ليغمض عينيه فور دخولها المكان ويهمس فور وصوله رائحتها المميزة:
_ رقية.
ليترك السكين من يده و يلتفت اليها وهنا عاد يلتفت على الفور يغمض عينيه من هيئتها الأكثر من رائعة، فقد تحممت وارتدت ثوب قطني بيتي مريح، يصل لبعد ركبتها بأريحية، اقتربت "رقية" تهتف:
_ أساعدك؟
ثم تابعت وهي تفتح خزانة المطبخ تلتقط أكياس المكرونة:
_ اخواتك الصغيرين جعانين.
تابع تقطيع البصل ليتجه للموقد يشعله ويجيب دون النظر اليها:
_ أنا خلصت تقطيع الخضار والبطاطس و...وهكمل أهو.
وضعت الزيت بالاناء على النار لتضع حبيبات المكرونة وتشرع في تقليبها، واقف بجانبها يقلب البصل على النار لينظر اليها بطرف عينيه، ثم رفع عينيه اليها يهتف:
_ ما.. ما تروحي انتي ترتاحي مع أخواتك وأنا هكمل.

تابعت تقليب الطعام ثم نظرت اليه وقالت:
_ لأ خليني أساعدك عشان نخلص.
لاحظ نبرتها الحزينة ليسأل وعينيه على ملامح وجهها:
_ مالك يا رقية، انتي لسة متضايقة عشان الإمتحان؟
هتفت دون النظر اليه وهي تدعي انشغالها بتقليب الطعام:
_ لأ خلاص بقى، مبحبش أعيط عاللي فات.
ثم رفعت عينيها الدامعة تهمس:
_ أنا بس مش عارفة زمايلي هيعاملوني ازاي بعد اللي حصل.
اقترب منها يجيب بحنان:
_ أنا هوصلك لامتحانك الجاي ولو حد كلمك كلمة بس قوليلي وشوفي أنا هعملك ايه.
نظرت اليه لتبتسم نصف ابتسامة وبداخلها رهبة مما ممكن أن يحدث.
!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!

دخلت "رقية" قاعة الاختبار، وهنا رُفعت كل الأعين من الأوراق أمامهم لتنظر اليها، فأقتربت من مقعدها ببطء وتوتر من نظرهم الذي رفع اليها فاجأة، لتلاحظ تهامس بعضهم البعض وابتسامات هنا وهناك، جلست بمقعدها لتتجاهل كل شئ وتقرر التركيز باختبارها، فتتفاجأ بذلك المعيد الذي يقترب منها ولاحظها منذ دخولها:
_ مستنيكي من وقت ما بدأ الامتحان، اتمنى نفوق بقى النهاردة وتكوني نمتي في بيتكوا كويس.
سمعت بعض الضحكات، لتشعر بالخجل والتوتر، فتستمع لذلك الصوت الأتي من بعيد:
_ وبعدين، نحترم نفسنا شوية بعد اذنكوا.
وجدته شاب حامل أوراق الامتحان بيده، ليقترب منها ويعطيها ورقة قائلاً بجدية:
_ ركزي في امتحانك وملكيش دعوة بحاجة، تمام.
أماءت اليه "رقية" وهي تحاول تدارك الأمر وتشرع في تدوين بياناتها بالورقة، ليظل ذلك الواقف عينيه عليها حتى انتبه ليغادر اللجنة ليوزع باقي أوراق الإمتحان على اللجان.

!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!*!!!!!!!

تركت "مي" كتابها من يدها على الأريكة تتأفف من ضغط تلك الدراسة التي لم تنتهي خاصتًا بفترة الامتحانات القادمة، نهضت عندما استمعت لجرس المنزل، فوضعت حجابها على رأسها تنهض تفتح بينما والدتها جالسة بيدها كتاب تقلب صفحاته.

ابتسمت باتساع لتصيح بفرحة عارمة:
_ علي!!!
ثم اقتربت تحتضنه، لتشعر بارتجاق وتوتر جسده على جسدها، لتبتعد تنظر بوجهه الأسود وكأن نوره قد انطفى مع انخفاض وزنة الملحوظ، لتهتف وتمرر عينيها عليه:
_ علي ..ما مقولتش ليه انك جاي!
دخل من باب المنزل دون كلمة وخلفه الحارس بيده حقيبة كبيرة به ملابسه وأشيائه على غير عادته عندما يأتي في زيارة، وفور دخوله وجد والدته الناظره باتجاه الباب بانتظار دخوله قد التفتت بوجهها بعيدًا عن وجهه للجههة الأخرى، فمازالت غاضبة منه منذ أخر مرة سافر دون محاولة رضائها.

أدخل الحارس حقيبة الملابس وغادر، بينما ظل هو ناظر لوالدته قليلاً ثم نظر لأخته الناظرة إليه بقلق وعدم فهم، وتركهم ليدخل غرفته غالق الباب خلفه بوهن وضعف.

فأقتربت "مي" من والدتها بحركة سريعة لتهتف:
_ ماما ..علي ماله...مش طبيعي أبدًا.
هتفت والدتها بغصة رغم عدم رؤيتها حالته:
_ شوفتي دخل ازاي من غير حتى ما يقولي ازيك ولا يوجهلي أي كلمة.
ثم تابعت وهي ناظرة أمامها بحزن:
_ قلبي هيفضل غضبان منك كتير كدة يا علي يا أبني ولا ايه بس!!

!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!*!!!!!!!

ينتظرها أمام بوابة الجامعة لأكثر من نصف ساعة، فترك الورشة مفتوحة بها "ميمي" الصغير وأتى ليطمئن عليها، يتذكر رهبتها في المجئ بالصباح وقلقها مما حدث بالامتحان السابق، 
حتى رأها تخرج من البوابة ليبتسم فور رؤيتها، لكن تختفي ابتسامته تدريجيًا فور رؤية المتقدم معها يحدثها وتحدثه بمفردهم فقط، فنزل من السيارة ليقترب منهم، لكن كان صافحها وغادر يعود للدخول للكلية مرة أخرى.

رأته "رقية" فاقتربت من السيارة، وقبل أن تنطق هتف هو على الفور:
_ مين ده!!
انكمشت ملامحها لتجيب:
_ ده معيد معانا في الجامعة كان بيطمن عليا لية حصلي كدة ومن ايه!
وضع يديه بخصره أسفل قميصه بتحفز ليهتف بغضب:
_ اه، وأطمن عليكي.
_ بيقولي اني كنت صعبانة عليه، وانه حس اني شاطرة لما راقب علينا النهاردة ولقاني بحل من غير حتى ما التفت حواليا، كمان وعدني انه ممكن يلاقيلي حل وامتحن الإمتحان اللي فاتني.
هتف بنبرة غاضبة:
_ وده يخليكي تكلميه بالشكل ده ويقف معاكي لوحدكوا.
ثم نظر في أثره وتابع:
_ وخارج برة الكلية مخصوص يوصلك كمان.

لاحظت "رقية" صوته المرتفع فنظرت حولها، لتسحبه من يده اتجاه السيارة تدخله ثم تتجه الجهة الأخرى لينطلق بها باندفاع وغضب.
_ ممكن أفهم ايه اللي حصل لكل الزعيق والعصبية دي.. بقولك ده معيد وهيساعدني هيساعدني!!
_ مشوفكيش واقفة بتتكلمي مع أي شاب خااالص ..فاهمة.
_ شاب مين يا بني أدم انت..بقولك معيد بالجامعة.
ضرب بيده على المقود ليصرخ حتى انكمشت على نفسها بخوف:
_ وزفت معيد بالجامعة مش زفت شاب يعني ولا ايه!!!
وجدها صمتت لتنظر أمامها بحزن، فتابع:
_ أضمن منين أنا نيته ناحيتك عاملة ازاي.
_ لأ انت بجد بقيت مجنون عالأخر، هو ده واحد من اللي بيجولي الورشة عشان تقول كلامك ده.
صمت وهلة ثم تابع:
_ أنا مش عايزك تتعاملي مع حد خالص... غيري.
ثم تابع بضيق:
_ أنا بغير عليكي.
زفرت بضيق لترد:
_ صدق بالله...كرهتني ان يكون عندي أخ ولد أكبر مني .. حاجة تقرف.
جن من هتافها وتذكره بكلمة أخيها فصرخ بضيق:
_ قرف أما يقرفك.
ثم تابع:
_ تسكتي خالص مسمعش صوتك لحد ما نوصل البيت.
صمتت بالفعل تعقد ذراعيها أمام صدرها تزفر بضيق كتعبير منها عن غضبها.
حتى وصلوا للمنزل فنزلت تدخل المنزل بخطوة سريعة، فتقدم خلفها ليهتف قبل أن تتجه لغرفتها:
_ استني عندك.
خرجت "أحلام" من المطبخ وهي تتوقع شجار جديد بينهم، بينما الصغيرين تركوا اللعب ليضعوا كفيهم الصغيرين على الأرض ينهضوا ويلتفوا حولهم كمتفرجين كالعادة عند أي شجار بينهم.
التفتت "رقية" تضع يد على الأخرى باحتجاج وتهتف:
_ نعم...عايز ايه تاني!!
اقترب منها، ليتنهد ثم سأل:
_ كنتي قولتي ان دي كانت أخر مادة ليكي...مش كدة؟
هتفت دون النظر اليه كتعبير عن غضبها منه:
_ أيوا.... وعشان كدة مش هسمع منك حوار كل امتحان بتتفاجئ بيه ان عليا امتحان وبنزل معاك الورشة...كدة هنزل من غير حناقات تاني... خلاص.

نظر اليها بطرف عينيه دون رد ثم نظر للصغار وهتف بنبرة حماس وابتسامة:
_ ايه رأيكوا بما ان رقية خلصت امتحاناتها وأحلام محتاجة هدنة كدة من المذاكرة والدروس نسافر يومين كدة نفك عن نفسنا.
اقتربت "أحلام" منه بابتسامة تكاد تصل لمستوى أذنيها لتهتف:
_ بتتكلم بجد...هتسفرنا...هتسفرنا فين؟
بينما صرخ الصغار يقتربوا يسألوا وهما يصقفوا بيدهم:
_ هيييي...هنروح المراجيح ولا المولد.
ضحك "حسام" ليحرك يده على خصلاتهم ثم يرد:
_ هو ده اللي تعرفه عن السفر والفسح... لأ يا سيدي مش هنروح المولد ولا المراجيح.
ثم نظر إليها وهتف وعينيه تتحدث بالكثير التي لم تفمه هي على الإطلاق:
_ هنروح مكان...هموت وأشوفكوا معايا فيه... يارب.

٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة

رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي 🔥
عشان خلاص داخلين على الكلام اللي بجد في حكاية علي وكمان بدير وأمينة مش نسياهم على فكرة، وطبعاً تميم.

أما حساام فاللي فاات عليه كان كوم واللي جااي كوم تااني خاالص.... قراءة ممتعة ❤️

تعليقات
10 تعليقات
إرسال تعليق
  1. رووووووووووووووووووووووووووووعه

    ردحذف
  2. جميله جدا ❤❤

    ردحذف
  3. تراكمات 🤣🤷

    ردحذف
  4. روعة يا رونى تسلم ايدك

    ردحذف
  5. جميله جدااا

    ردحذف
  6. جميلة جدا وحسام ورقية زي العسل

    ردحذف
  7. فين التكملة بقي جميلة جداً

    ردحذف
  8. فين الباقي

    ردحذف
  9. حسام هيجبلي شلل

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة