U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الرابع بقلم رانيا ابو خديجة

 

رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الرابع بقلم رانيا ابو خديجه

الفصل الرابع


#٣٦٥_يوم_أمان


#رانيا_أبو_خديجة

  رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع بقلم رانيا ابو خديجه 

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع

 رواية ٣٦٥ يوم أمان 

استمع قليلًا فظهر على وجهه الضيق مع ثقل غريب بقلبه شعر به فاجأة، أغمض "تميم" عينيه وهو يضع الملف على حافة المكتب ثم رد بنبرة صوت مغايرة تمامًا للتي تسبقها:


_ كلم بدير هو يوديها... أنا مش هبقى فاضي.


استمع قليلًا ثم تابع قائلًا:


_ هبقى... هبقى هنا في الجهاز عندي شغل كتير.


أغمض عينيه يتنهد بهَم فأمسك بالملف الموضوع عالمكتب يلقيه بعيدًا بعصبية، لكنه انتبه فاجأة بعيون واسعة عندما استمع للمزيد من حديث "حسام"، ليرد بغضب:


_ أنا..!!

ثم تابع حديثه بجدية شديدة يشوبها الغضب والعصبية النابعة من ضيق قلبه الذي لن يكف عن الخفقان عند ذكر اسمها فقط:


_ حسام... بطل كلامك اللي يفرس ده...بقولك مش هبقى فاضي وعندي شغل ما انت عارف يا أبني اللي ورانا.


أستمع قليلًا فأبعد الهاتف عن أذنه وهو يغمض عينيه بملل وضيق وصل به لماداه، ثم قال أخيرًا كي ينهي ذلك النقاش الذي يُتهم فيه كل مرة بالنذالة والجديد هنا اتهام "حسام" له بعدم الرجولة وقلة الأصل، حاول"تميم" إنهاء المكالمة بكلمة واحدة كي يتخلص من ذلك الضغط والذي لايعلم ماذا يفعل به سوى الله.


_ خلاص خلاص..انت مش ليك ان ..ان مي حد يوصلها مننا خلاص هيحصل.... اقفل بقى عشان كدة غلط ومتتصلش تاني وانت في البيت.


عاد "حسام" ليشدد على كلماته وتأكيده بجدية شديدة اللهجة نابعة من قلقه بشأنها، طمأنه "تميم" بكلمات مقتضبة كي ينهي تلك المكالمة الأكثر من متعبه لقلبه، ثم أغلق الهاتف يلقي بنفسه على الكرسي من خلفه يزفر بقوة، وبعد دقائق من غضبه وضيق صدره أمسك بهاتفه وضغط عدة ضغطات بيد ترتعش من شدة عصبيته وغضبه، ثم رفعه على أذنه يقول بنبرة متعبة:

_ انت فين؟

استمع قليلًا ثم رد بنفس الجمود بنبرته:


_ مفيش.. لأ..فيه ...مي أخت حسام عندها مشوار بكرة للمستشفى وانت طبعًا اللي هتوديها أنا مش هبقى فاضي وانت عارف.


توسعت عينيه بضيق ثم رد:


_ يا أبني مشاوير المستشفيات دي بتبقى الصبح بدري يعني تقريبًا مش هيبقى عندنا حاجة وقتها.


سمع ضحك الطرف الأخر فعلم ان حجته ابطلها بنفسه فعاد يقول:


_ إلا أنا.. هبقى..هبقى..


قاطعه "بدير":


_ خلاص خلاص بلاش حجج يا واطي انت ... انا هحاول أظبطها وأروح معاها أنا..حد يطول أصلا يخرج مع مي أخت حسام ...يا ابني عيب عليك دي ...


قاطعة صارخًا بغضب قبل أن يغلق الهاتف:


_ انت مش قولت هتوديها...وديها وانت ساكت بقى..مش لازم تحرم دم أهلي يعني.


ثم أغلق الخط يلقيه بغضب على حافة المكتب، ليرفع يده لجبهته ويغمض عينيه يزفر بضيق.


!!!!!****!!!!!!*****!!!!!!!!


تابعت خروجه من باب الفيلا بعيون منتبهة، فبعد أن أمرت بدخول دراجته للجراچ الخاص بهم، وجدته يتقدم منها ليقول بنبرة هادئة رغم عينيه التي تتابع يدها التي تسير على الكلب بحنان:


_ اسمك مايا؟


لم ترد عليه، بل صمتت قليلًا ثم أماءت بوجهها بهدوء، توسعت ابتسامته وهو يتقدم أكثر إليها ثم وضع يديه بجيوب بنطاله وهتف: 


_ وأنا علي... وشكلي كدة اتشرفت بيكي ولا ايه.


قطبت "مايا" حاجبيها فلم تعلم أهذا سؤال أم خبر، فأمات له مرة أخرى قبل أن تعود بنظرها لكلبها وتتابع حركاته، هبط "علي" ينزل لمستواها على أرض تلك الحديقة قبل أن يرفع يده ويمررها على الكلب، فتأتي يده بقصد وتعمد على يدها.


_ شكله جميل قوي...اسمه ايه.


نظرت "مايا" ليده التي توقفت على يدها، ثم رفعت نظرها إليه ،وهمست بصوتها الذي يشبه خيط رفيع من هدوئه ورقته:


_ الموتوسيكل بتاعك دخل... تقدر تتفضل.


نظر إليها مطولًا ثم تنحنح بحرج قبل أن يقترب أكثر ويهمس:


_ تعرفي ان شكلك كدة والكلب ده في حضنك في وسط الزرع والورود دي من حواليكوا...زي لوحة فنية بالظبط كنت شوفتها قبل كدة.


ثم هبط بعينيه لفستانها الأكثر من أنيق وتابع معزوفته:


_ وسبحان الله... كان نفس لون الفستان ده...يشبه الورد من حواليه.


توترت "مايا" من طريقته ونبرته المغازلة تلك؛ فالأول مرة أحد يتجرأ معها بالحديث هاكذا، دومًا من يحدثوها يعلموا من هي، فلم تخرج من أفواههم إلا كلمات مقتضبة أنيقة كالأجواء التي يقابلوها بها.


رمشت بعينيها عدة مرات أمام عينيه التي تزداد ابتسام وانتصار بتأثيره الذي وصل للتو، أشارت "مايا" ل"علي" الحارس فأتى على الفور، فهتفت قبل أن تتركه وتسير للداخل حاملة كلبها فوق ذراعيها:


_ اقفل الباب ورا الأستاذ يا علي.


وبعد مرور عدة ساعات جالسة على الأرجوحة بالحديقة شاردة الذهن، حينًا تمرر يدها على الكلب وحين أخر تتركه يتجول بالحديقة فتمرر يدها على فستانها تتأمل لونه الذي يشبه الورد كقوله، رأتها "مايا" من الباب الجانبي للقصر تدخل فأبتسمت بحماس وفرحة، ونهضت للداخل تبحث عنها.


بداخل المطبخ تجلس هُنا على تلك الطاولة وتحدث والدتها وهي تلوك الطعام بفمها:

_ والحمد لله وافق اني أدرب معاه في المكتب لما شاف تقديراتي السنين اللي فاتت والتكليف اللي عملته لفت نظره وعجبه قوي.


اقتربت والدتها تضع باقي الأطباق أمامها عالطاولة وقالت بابتسامة ملئ فمها:


_ الله أكبر عليكِ يا عين أمك... طيب والتدريب ده عليه فلوس يا هنا.


وضعت "هنا" الطعام بفمها تأكل بشراهة من جوعها وفراغ معدتها طوال النهار، ثم ردت وهي تبحث بين الأطباق على طبق المخلل الذي تصنعه والدتها هنا فقط من أجلها:


_ فلوس ايه يا ماما... أنا المهم عندي إني أخيرًا هتدرب في مكتب أكبر محامي ودكتور عندنا في الكلية.


ثم تابعت بحماس قبل أن ترفع كوب الماء لفمها:


_ ومع الوقت ان شاء الله الفلوس هتيجي زي الرز ..بس الصبر.


ربتت والدتها على كتفها بحب وسعادة وأمل في الغد من أجل مستقبل وحيدتها، دخلت "مايا" المطبخ والذي لم تطأ قدمها أرضه إلا في وجود "هنا".


_ أخيرًا جيتي...بسأل عليكِ مامتك من الصبح يا هنا.


التفتت "هنا" لتلك الأتية بحنق على وجهها، ثم أقتربت تجلس أمامها، فقالت "هنا" ومازالت تضع الطعام بفمها:


_ وبتسألي عليا ليه... خير...مش برتاح أنا.


وكانت مُحقة، "فمايا" صديقتها المقربة للغاية، وتحبها كثيرًا، لأنها ليس لديها صديقات غيرها نظرًا لمكوثها دومًا بالقصر، ابتسمت "مايا" تقترب في جلستها ثم وضعت يدها أسفل وجنتها تهمس:


_ عايزة أحكيلك حاجة جديدة حصلت في يومي النهاردة.


ردت "هنا" بفم مليء بالطعام فخرج صوتها كأنه محشور بين أثقال:


_ خييير... أستر يارب.


زفرت"مايا" وهي تبعد الأطباق لأخر الطاولة بعيدًا عنها، فهتفت الأخرى بحنق:


_ حرام عليكِ يا مايا جعاانه.


أشارت "مايا" باتجاه والدة "هنا" التي تركت المطبخ وخرجت منذ دخولها.

_اسمعيني وبعدين هخلي مامتك تحضرلنا أكل ناكل سوا.


ابتسمت "هنا" وهي تقول بعد أن رفعت يدها تمررها على فمها:


_ اذا كان كدة ماشي.


ثم سألت باهتمام وهي تستند بذراعيها على الطاولة:


_ خير...ايه اللي حصل النهاردة مخليكي فوق دماغي كدة!!


اقتربت للغاية وكأنها تبوح بسر خطير وهمست:


_ النهاردة كنت في الجنينة بلعب مع منكي و....


وظلت تسرد عليها ما حدث بالحرف، كطفلة صغيرة تسرد على والدتها ما حدث معها، فذلك يعد حدث جديد بيومها الروتيني شديد الملل.


أبعدت "هنا" خصلاتها البنية الطويلة عن وجهها تقول بابتسامة ماكرة:


_ كان عسول قوي يعني؟


ابتسمت الأخرى ثم أخفت ابتسامتها على الفور تقول بحنق:


_ بس شكله قليل الأدب يا هنا.


_ هو احنا مش عاجبنا حد خالص كدة.... بذمتك مش أحسن من الكرفاتات اللي تخنق اللي أبوكي بيجبهالك.


ضربتها "مايا" بخفة تقول:


_اتكلمي على بابي عدل يا هنا.

هتفت الأخرى وهي تمد يدها تلتقط زتونة من طبق المخلل تضعها بفمها:


_ وهو أنا أقدر أغلط بشاكر بيه.... أنا بس بقول عالمصايب اللي علطول يدبسك فيها.

نظرت الأخرى لطبق المخلل بحنق:

على رأيك كل اللي بابي بيجبهم ..تحسيهم ناس عجيبة كدة.


ثم مدت يدها للطبق وقبل أن تلتقط منه واحدة ضربتها "هنا" بخفة تزيحه من أمامها:


_ اتهبلتي هتاكلي مخلل..عشان أبوكي يعرف من حرارة وشك ويطردني أنا وأمي من البيت كله.


ضحكت "مايا" تقول بحب:


_ بابي ميقدرش يعمل كدة ابدًا يا هنا...عشان عارف أنا بحبك قد ايه ..انتِ ومامتك.


!!!!!****!!!!!*****!!!!


 يدخُل من بَاب المنزل، وجد والدتهُ جالسة عالأريكة تهاتف خالته وتضحك، القى عليها السلام فأشارت اليه بيدها ووجهها بأن يأتي ليحدثها لكنه قلب عينية لأعلى بملل وهمس بدون صوت وهو يضع يديه بجانب وجهه دلاله على النوم.


- هدخل أنام.. ميت من التعب.


وبالفعل دخل "تميم" غُرفته سريعًا هاربًا غالقًا بابها خلفه، ليسحب مسدسه من خلف ظهره يضعه على مكتبه بالغرفة، ثم يخلع الجاكت الذي يرتديه ويلقيه على طرف الفراش ويلقى نفسه بجانبه بتنهيده عالية.


 وضع يديه أسفل رأسه هامسًا وهو ينظر للسقف من فوقه ودمعة تتراقص بعينيه على وشك الهبوط من شدة ضغط يومه:


_ اتحملت كل التهزيق ده بسببك.... وفي الأخر ما حرقش دمي ولا وجع قلبي غير كلام بدير عنك.


ثم تابع محاولًا طمئنة نفسه:


_ بس لأ..الواد بدير بيحب أمينة ومش ممكن يبص لواحدة غيرها ابدًا ...خصوصًا مي ..بيعتبرها أخته زي ما دايمًا يقول.


لكنه عاد يغمض عينيه بشدة يضغطهم بتوتر ليهتف بقلق:


_ طب مانت كمان علطول تقول كدة...وياريتك صدقت نفسك...مكناش تعبنا كدة.


زفر "تميم" بضيق بالغ يسحب وسادته الصغيرة يضعها أعلى رأسه يضغطها يحاول ألا يساير عقله الذي يُصر عليه منذ مكالمة "حسام" بالشرود بها وبهيئتها بكل مرة يقابلها ولكن هذه المرة سحبه عقلة لتلك المرة الأولى التي كانت بداية لعنته.


يقف هُنا أمام تلك البناية ليرفع عينية لأعلى ويهاتف صديقه الجديد الذي تعرف عليه منذ ثلاثة أشهر بالسنة الأولى لهم بكلية الشرطة، وتلك أول اجازة لهم بها.


- أيوا أيوا، أنا تقريبًا وصلت أهو.


ثم دخل ونظر بداخل العمارة وقال وهو ينظر للمصعد أمامه:


- الدور الكام طيب؟


أغلق الهاتف وضغط زر هبوط المصعد للدور الأرضي، وهنا تفاجأ بخطوات هادئة كالفراشة بجانبه، التفت "تميم" وجدها طفلة جميلة تقترب منه.


وقفت بجانبه أمام المصعد واقتربت تضغط نفس الزر وتنتظر، لم يشغل باله بها كثيرًا ونظر أمامه إلى أن هبط المصعد فدخلت هي وهو خلفها.


التفت اليها يسألها بتلقائية:

- طالعة الدور الكام يا شاطرة؟

نظرت ليده المرفوعة قرب أزرار المصعد وله بغضب وحنق من جملته، "شاطرة" ثم اقتربت تضغط زر نفس الطابق الذي يريد، وعادت تقف تستند بظهرها للمرآة وتعقد ذراعيها أمام صدرها.


نظر إليها "تميم" بحاجب مرفوع، ثم عاد يقف بجانبها خاصتًا انه نفس الطابق الذي يقصده، وبطرف عينيه التفت ينظر إليها ولقصرها، طفلة لا يتعدى عمرها الثاني عشر تقريبًا، او هكذا ظن خاصتًا بذلك الزي المدرسي ذو اللون الكحلي والذي يصل لركبيتيها، ومن أسفله جورب أبيض من الدانتيل وحذاء صغير أسود ببريق يدل على أناقتها، بينما شعرها فمحكوم بذيل حصان قصير مرفوع في شكل جميل مع غُرة على جانبي وجهها الأبيض البريء، سمح لنفسه بالنظر بتمعن لتلك الصغيرة القصيرة الغاضبة، فلفت انتباهه حزنها الواضح على وجهها وشرودها بعيون لامعة كأنها على وشك البكاء.


 تقف بجانبه مازالت عاقدة ذراعيها أمام صدرها، تنظر أمامها بشرود ودموع متحجرة بعينيها البريئتين، حتى خانتها إحدى عينيها ففاضت باحدى الدمعات تعبيرًا عما بداخلها.


اليوم تحديدًا حرصت على وضع زيها الرياضي بحقيبتها، ودخلت لتبدل ملابسها مع زملائها بالمدرسة، وضعته بحقيبتها دون علم والدتها فهي عازمة بأنها سوف تقنع معلمتها الخاصة بحصة الألعاب اليوم.


هبط كل زملائها بحماس شديد بينما هي فعندما تريد تقليدهم وتهبط درج السُلم المدرسي بهرولة مثلهم تقف دون إرادتها وتضع يدها على صدرها وتتنفس بلهاث شديد، وبعد دقائق تعود وتهبط مرة أخرى حتى وصلت ملعب المدرسة متأخرة فكان زملائها بدأوا باللعب،

 الكرة الطائرة، تلك اللعبة المحببة لقلبها لما بها من جري ونط وضحك وحماس هنا وهناك كل ما تُحرم هي منه، ذهبت "مي" لتقف في الملعب وتبدأ بالقفز مع زملائها رغم تعبها الذي تتجاهله، رأتها معلمتها فذهبت إليها.


- مي، يا مي ... بقولك اقفي هنا وتعالي كلميني.


وقفت تضع يدها على صدرها تلهث رغمًا عنها، أسرعت المعلمة لها تأخذها جانبا تضع يدها على صدرها وتقول:


- عجبك كدة، قلبك تحت ايدي هيقف أهو.


ثم تابعت وهي تأخذها لأقرب مقعد :


- انا مش قولت ميت مرة مفيش لعب، مي، والدك ووالدتك محرجين بحالتك، وقايلين حتى مشيتك تبقى بحساب وبطء.


حاولت الرد من بين لهاثها فخرج صوتها متقطع بوجه محمر يشير للخطر:

- يا مس.. ان.. أنا .. أنا والله مش هتعب ان شاء الله .. والله مش هتعب .. نفسي...نفسي بس العب م..مع يارا وتسنيم المرة دي وبس .. عشان خاطري ...عشان خاطري.


كررت المعلمة وهي تشير للمقعد الجالسين عليه:

- اقعدي هنا شجعي زمايلك اللي بتحبيهم وبيحبوكي، وهو التشجيع ده مش رياضة برضو، يلا ...بس نشجع بهدوء وبدون انفعال.


ثم تركتها وذهبت لمنتصف الملعب مع باقي الفريق.


وكالعادة جلست "مي" لمدة دقيقتين حزينة ولكنها سريعاّ ما عادت لحماسها، وبدأت بتشجيع زميلتيها وهي جالسة بمحلها بابتسامة متسعة وحماس تهتف:


- برافو يا يارا....أسرع يا تسنيم.. براافو براافو شاطرين قوي.


ظلت على جلستها طوال التمرين لمدة نصف ساعة تشجع وتهتف فقط، حتى سجل فريق زميلتيها العديد من النقاط فيشتعل حماسها أكثر خاصتاّ مع نظراتهم المحبه لها واشاراتهم لها بأن الفوز قادم، وفي عز حماسها وجدت تلك اتية اليها تجلس بجانبها تشرب الماء وتنظر اليها بغضب وهي تلهث وتقول:


- ولما انتِ شاطرة كدة...ماتقومي تلعبي بدالهم أحسن.


نظرت اليها "مي" بطرف عينيها ثم تجاهلتها وتابعت تشجيع زميلتيها،

- ولا اه نسيت ده انتي لو قومتي وجريتي خطوتين بس هنلاقيكي وقعتي مننا في نص الملعب وتقلبي الدنيا تاني زي المرة اللي فاتت، بلاش احسن خليكي قاعدة زي القعيدة كدة.


وهنا التفتت لها بدموع بعينيها وهمست بنبرة يشوبها البكاء:


- انتي ملكيش دعوة بيا وبعدين انا مش قعيدة، انا .. انا بس ماما قالت للميس اني ملعبش دلوقتي عشان عندي تعب في قلبي ، لكن لما أكبر هبقى كويسة وهبقى بطلة كمان في اللعبة دي وهتشوفي.


ظهر الغضب والحقد على وجه زميلتها فقالت:


- بطلة اه، عمرك شوفتي بطلة بتقع وتموت من خطوتين في الملعب بس!


ثم تابعت وهي تضحك بحقد نابع من خسارتها طوال اللعب مع زملاء "مي" التي لن تكف عن تشجيعهم:


_ انتِ أخرك تقعدي زي الخيبة كدة... أما اللي يكسب ويلعب فهو احنا...فهمتي بقى الفرق.


لم تتحمل تنمرها عليها والمزيد من حديثها الذي يزيد من غصة بكائها، فنهضت "مي" بغضب وهدرت وهي تقترب منها تسحبها من شعرها المبعثر فوق رأسها:


_ والله لو ما مشيتي وسبتيني في حالي يا رضوى..لهكون مقعداكي جنبي دلوقتي بقى..ها.


صرخت الأخرى تحاول فك شعرها من قبضتها، أتت المعلمة تهرول اتجاههم، ومعها الفريق بأكلمه، ونجحوا بعد مدة من تخليصها من يد" مي" التي تلهث حتى أوشكت على توقف قلبها، وارتعاش يدها وجسدها بشدة، فصرخت بها المعلمة:


_ لأ...انتي حقيقي مبقتيش تطاقي ابدًا ..أخر مرة تنزلي معايا حصصي .....مفهوم يا مي.


نظر "تميم" لدموع تلك الصغيرة الصامته باندهاش، فهي صغيرة جدًا على ذلك البكاء الصامت الذي يدل على القهر، طفلة بالصف الثاني الاعدادي، كيف لها تلك الحالة؟


- مالك يا ماما.. بتعيطي لية؟


رفعت عينيها المغرقة بالدموع تنظر له بنفس غضبها، فتابع هو:


- حد زعلك في المدرسة؟


وهنا رفعت يديها تمسح دمعاتها الصامته، ونظرت للمصعد الذي توقف على الدور السادس المنشود، اقترب هو ليخرج من المصعد لكنه توقف يلتفت ينظر اليها.


- انتي مش نازلة الدور ده؟


وهُنا نظرت أمامها لشقتهم، وعادت ترفع رأسها لأعلى ثم عادت لتعقد ذراعيها مرة أخرى وتنظر أمامها بنفس شرودها، 


 يأس "تميم" من أمرها فخرج من المصعد ونظر لبابه المغلق وهتف لنفسه وهو يتقدم يبحث عن رقم شقة صديقه:


- قولنا ميت مرة يمنعوا الضرب في المدارس مفيش فايدة.


ثم طرق الباب المنشود، فتح "حسام" بحماس، فابتسم عندما وجده هو فالأول مرة يزوره بمنزله صديقه الجديد، دخل "تميم" وبعد عدة دقائق تخرج والدته من الداخل وبعد ترحيب بضيفه، رددت بتوتر والهاتف بيدها:


_ حسام، أختك مي لسه مجتش، وباص المدرسة بيقولي انه نزلها من ربع ساعة قدام البيت... أنا خايفة يكون جرالها حاجة ولا تكون تعبت.


نهض "حسام" سريعًا بقلق، نظر إليه "تميم" ثم حاول رفع يده يريد التحدث بشئ ولكن تركه ودخل ليجلب هاتفه من الداخل، تركوا بمفرده بالصالون فلفت الأمر انتباهه، وهمس:


_ تكون هي دي أخته.


ثم نظر حوله بحيرة وقلق هو الأخر، أتت عينيه على تلك الصورة المعلقة على الحائط بجانب صورة شابين "حسام" واخر يبدوا أصغر سنًا، طفلة تقف ببرأة ضاحكة بالصورة عكس الذي رأها بالمصعد منذ قليل،


خرج "حسام" من الداخل وهو يتحدث بالهاتف، فقال "تميم" بعجالة:


_ حسام...انت يا أبني.


أشار اليه "حسام" بالانتظار، فبداخله قلق، يكاد يقتله، نهض "تميم" يفتح باب المنزل وينظر بالخارج باتجاه المصعد، أغلق "حسام" الخط ليتجه للباب بقلق بالغ على وجهه، فقال "تميم" وهو يتجه للمصعد ينظر به:


_ .أختك كانت طالعة معايا.


سأله "حسام" بقلق:


_ طالعة معاك....طب وفين دانت قاعد معايا بقالك ربع ساعة.


نظروا الاثنين بالاسانسير بقلق، ثم حاولوا سحبه، لكنه لم يتحرك من الدور الواقف به، فصاح "حسام" بالنداء على حارس العمارة، ثم صعدوا دَرج السلم للأعلى بحثًا عنها.


منذ قليل، تقف هي بالمصعد، تضع يدها على فمها تبكي بمرارة، ثم تصمت تضع يدها على قلبها لتهدء من خفقانه، ثم ورغمًا عنها تزيد في البكاء عندما تتذكر نظرة زميلتها المنتصرة بعد أن حكمت عليها معلمتها بعدم النزول للملعب مرة أخرى، حزينة، بل أكثر من حزينة، مقهورة بذلك السن الصغير على حالها والذي يجبرها على ترك الكثير من الأشياء التي تريدها، فمنذ ولادتها، علموا والديها بأن لديها عيب خلقي بالقلب، وهي حالة نادرة، وخطيرة للغاية، حتى اخبرهم الطبيب أنها أيام معدودة لتلك المولودة وتعود لخالقها، ولكن تأتي مشيئة الله أن تحيا، ولكنها تحيا دون حياة ، هذا ما أخبره "حسام" لتميم بذلك اليوم، بعدما سأله عن حالتها.


نظرت "مي" للمصعد الذي يتوقف بين حين وآخر على الدور المنشود فتعود وتضغط زر الهبوط ثم الصعود مرة أخرى ، لاتريد رؤية أخيها وأمها لها بهذا الشكل وسؤالها من جديد، ظلت تكرر حتى توقف المصعد مصدر صوت مخيف، توسعت عيني "مي" بخوف، ثم ضغطت اكثر من مرة ولكن دون حراك، ظلت تطرق على الباب وتصيح لكن دون جدوى، ومع مرور الدقائق بدأت تشعر بالاختناق، ثم السعال الشديد المسحوب بقطرات من الدماء التي أخافتها أكثر، وبعد المزيد من الدقائق تحاول اخذ أنفاسها بصعوبة، سقطت مختنقة فاقده للوعي.


بينما في الخارج يهرول الإثنين صعودًا وهبوطًا للدرج يحاولوا أن يجدوا المصعد الذي توقف متعلق بين حائطين، توقف "تميم" يلهث يقول وهو ينحني يستند بيديه على ركبتيه يتنفس بتعب:


_ هي مش معاها تليفون.


رد"حسام" بينما عينيه تتوسع على الأدوار يحاول يتبين وقف في أيهم:


_ معاها.


_ رن عليها يا عم...ومن صوته نعرف هي واقفة فين.


أخرج هاتفه وبداخله يموت قلقّا عليها، وباىفعل سمعوا صوته، فهبطوا عدة درجات حتى أقترب الصوت تمامًا فصرخ "تميم":


_ هنا.....الصوت جاي من هنا.


ظلوا يطرقوا على الباب وينادي "حسام" باسمها، فتركه "تميم" يهبط الدرج سريعًا ليوصل للوحة مفاتيح العمارة بالاسفل وبدأ يحاول ويحاول حتى أتى الحارس،


دخل "حسام" المصعد بقلب يرتجف، نظر "تميم" اليها بين يد أخيها، محمولة فاقده للوعي، فلم ينسى تلك البراءة المغرقة بالدماء مع تلك الملامح المتعبة،ومن يومها وعلم حالتها، ولم يرها سنوات الكلية عدة نظرًا لانشغالهم الدائم وسفرهم المتكرر، حتى جاء ذلك اليوم، فأصر "حسام" أن يتوقف بالسيارة عند كليتها، فاليوم الأول لها بالجامعة، فيريد ان يراها هنا، وسط زملائها، ليملي عينيه أنها وصلت لتلك المرحلة الدراسية ومازالت معهم، وسطهم، فهبط من السيارة بحب وابتسامة على وجهه يقول وهو عينيه على بوابة الجامعة:


_ دقايق يا شباب...خليكوا هنا...هجيب أختي وأجي علطول.


زفر "تميم" و"بدير" بعد أن أماءوا له، فهم أتوا من عملهم متعبين للغاية، فلم يروا شمس القاهرة منذ عدة أشهر، واللهفة لبيتهم وأهلهم تشتعل بداخلهم. 


ظلوا منتظرين بالسيارة لعدة دقائق فزفر "بدير":


_ وربنا أنا تعبان وما قادر استنى.....ياعم ارحمني انت وهو وروحوني الله يرضى عليكوا.


قفز "تميم" من السيارة وقال وهو يرفع هاتفه على أذنه:


_ أيوا يا حسام...انت جاي ياعم ولا نمشي الواد بدير هيلم علينا الناس بصياحه ده.


تحدث قليلًا حتى رأه من على بعد، فوقف أمامه وهدر بضيق:


_ ورحمة أبوك نمشي.... ميت جوع وهموت وأراوح.


قال له "حسام" وهو يتلفت حوله:


_ دقايق وهنمشي يا عم.


ثم رفع هاتفه ليتصل بها للمرة الثالثة ولكن دون جدوى، تركه "حسام" يبحث عنها هنا وهناك، بينما الأخر، فزفر بضيق ليذهب باحثًا عن الكافيتريا ليجلب له شئ يسد به جوعه، لكنه توقف هنا فاجأة على ذلك المشهد الأكثر من جميل.


فرأى مجموعة من الفتيات، غاية في الأناقة والجمال تقف من بينهم واحدة جانباً بجاذبية تدغي على البقية، ترفع يدها على نظارتها السوداء وتضحك لتلتقط لها زميلتها عدة صور بوقفات وحركات مختلفة، ابتسم "تميم" على تلك الجميلة والتي التف حولها باقي البنات زملائها ليلتقطوا صورة جماعية، ثم انتبه على ذلك النداء


_ مي!


التفت إلى "حسام" وجده يقترب منهم، فأسرعت تلك الجميلة من بينهم، ترتمي بحضنه بابتسامة ملء وجهها.


_ حسام.....جيت امتى...وحشتني.


حضنها "حسام" يغمض عينيه باطمئنان وحب، ثم أخرجها من حضنه ليهتف بلوم:


_ فين تليفونك...برن عليكِ من بدري؟


أخرجته "مي" من حقيبتها، وقالت:


_ حقك عليا..... كان صامت من وقت المحاضرات فمسمعتوش.


ظل واقف يتابع من تحت نظارته، حتى رفع يده يخلعها عن عينيه، فرأى جمالها أكثر بوضوح، وبرأة ملامحها التي لن تتغير منذ ان رأها لاول مرة منذ سنوات، ظل واقف يتأمل تحريك شفتيها بكلماتها لأخيها، والذي يرفع يده بتحذير قائلًا:


_ اياكي أشوفك بتجري كدة تاني...بترجعي تتعبي بالليل يا مي ...وتتعبي ماما معاكي.


توقفت عن الابتسام لحظة ثم قالت بعبوس جعلها أجمل:


_ والله ما بعمل حاجة... خالص..هو التعب بييجي لواحده كدة... أنا جريت عليك بس عشان وحشتني....بقالي كتير مشوفتكش.


اقترب "حسام" يقبل رأسها حتى عادت لها ابتسامتها، فقالت بحماس:


_ لحظة..هقول لأصحابي اني هراوح معاك وأجيلك علطول.


أغمض تميم" عينية بشدة وهو يلقي بتلك الوسادة بعيدًا، ثم يسحبها مرة أخرى يقبض عليها يده، فمن حينها وهو كلما يراها يشعر بأنه يقع بها أكثر وأكثر، نفس الشعور، نفس القهر كلما يراها، بل يزداد كل مرة عن الأخرى، ضغط الوسادة لى رأسه ويزداد من تغميض عينيه وهو يحاول الهروب من التفكير بها ولكن ذهب ذهنه الي حيث يهرب، فخلف تلك السحابة السوداء خلف ظلام عينيه تدور صورتها وضحكتها خصلاتها التي رأها منذ طفولتها، نظرتها البريئة اليه، كل شيء بها يشغله، ثم يموته قهرًا.


- تميم، انت نمت؟


شعر بخطوات والدته يليه صوتها الذي انتشله من تلك الخيالات والصور المبتسمة أمام عينيه، صورها بتلك المشاهد الماضيه، فتمر على ذهنه متعددة حتى أخر مرة رأها بها باسدالها الجميل وتدور بعقله كل همسه ، حركة صدرت منها حينها، فعدد مرات لقاىه بها كانت طفيفة جدا، وبالرغم من ذلك فكلما يراها ولو صدفة او يسمع شيئا عنها من اخويها تضيق به انفاسه، ويشعر بألم قلبه، ويشعر انه اولى بها، ولكن أين الطريق اليها، مستحيل.


 ازاح الوساده من على رأسه والتفت اليها.


- لا يا حبيبتي أنا صاحي أهو.


!!!!!!!*****!!!!!******!!!!!!!!!


جالسة هنا معه، تضحك ملئ فمها، تحبه، بل تعشقه بجنوب، لا تحيد عينيها عنه مستمتعة، بل أكثر من مستمتعة برؤيته فقط، وتلك النظرة بعينيه اليها، وضعت "أمينة" يدها على فمها من شدة ضحكتها، الى أن جاءت عينيها على هاتفه الموضوع على الطاولة فحركت شفتيها باسمها المدون.


ثم رفعت عينيها اليه تكرر بنبرة مخيفة:


_ مي...مين مي دي يا بدير...ليلتك سودة.


توقف "بدير" عن الضحك فاجأة يضيق عينيه من ذلك التحول المفاجئ، ثم رفع يده دلالة على الهدنة ليشرح.


_ بهدوء وبراحة... دي مي أخت حسام صاحبنا..مأنتي عرفاه و...


_ وأخت صاحبك تكلمك عالتليفون ليه ان شاء الله؟


أمسك "بدير" هاتفه يغلق صوت الرنين


_ يا بنتي افهمي بس الأول..هي بتكلمني أكيد عشان مشوار بكر و....


ضربت بيدها على الطاولة تصرخ بوجهه:


_ ايه!!!! وكمان هتخرجوا سوا..... والله العظيم يا بدير ما حد هيحلك مني النهاردة...انت مش مراوح أساسًا.


نظر "بدير" بالمكان حوله بحرج؛ ليهتف بضحكة مصطنعة واماءات لمن حوله:


_ اخرسي خالص هتلمي علينا الناس الله يخربيتك.


ثم نظر اليها بعيون واسعة محذرة:


_ إلا وربنا أسفخك كف يخلي دماغك تون كدة.


رفعت "أمينة" سكينة الطعام بوجهه تتابع بنفس غضبها وغيرتها العمياء:

_ قسمًا بالله يا بدير لو مفهمتني دلوقتي حالًا مين البت دي لأكون راشقه دي في قلبك دلوقتي.


_ قولتلك أخت حسام... وبعدين دي زي أختي الصغيرة ومشوار بكرة ده للمستشفى عشان هي تعبانه وانتي عارفه ان حسام مش هنا...يعني مش هتفسح.


قالت وهي تشير بالسكينة بيدها إلى الهاتف:


 _ رد عليها....رد قولها انك مش هتروح في حته...احنا اصلا مش فاضيين بكرة وعندنا شغل قد كدة.


_ يا بنتي مينفعش... أومال مين هيروح معاها بس؟


_ هترد ولا أرد أنا؟


أشار اليها بالصمت او الخرس حسب تبريقة عينيه اليها وحنقه، ثم رفع الهاتف


_ ألو..ازيك يا مي.


استمع قليلًا ثم رد على الفور


_ لا ابدا ابدا ازعاج ايه بس .. أنا بس مكنتش سامع التليفون حقك عليا.


ثم تابع بعد أن ان نظر أمامه لتلك الغاضبة:


_ اه .. فعلًا ما حسام كلم تميم يأكد عليه و....


نظر أمامه فوجدها تتلاعب بالسكينة بيدها وبعيونها شرار حقيقي فهتف:


_ وتميم هيعدي عليكي بكرة ان شاء الله.


ابتسم ثم رد:


_ اه .. انا بقول كدة برضو...كلميه فعلًا عشان تقوليله الميعاد وتأكدي عليه.


وبعد ثوانٍ أغلق الخط، ثم نظر إليها يقول وهو يرفع يديه دلالة على الاستسلام:

_ أهو..أهو رميتها عالواد اللي هقطع علاقتي بيه بسببكوا أهو.


ابتسمت هي براحة ثم هتفت بعد أن عدلت السكينة بيدها وبالايد الأخرى الشوكة تقطع الطعام وتضع صغار القطع بفمها:


_ خليه بقى يعمل حسابه ان هو اللي يوديها علطول... عشان انت طول ما انت خطيبي وعلى ذمتي.... مفيش خروج مع بنت غيري... مفهوم.


ابتسم "بدير" بغيظ على تلك الغيورة بدرجة الجنون ثم سريعًا ما هبط بعينيه عالهاتف يقول وهو يمسكه بيده:


_ دلوقتي هتلاقيه هيرن يهزقني... أنا بقول نقفل التليفون ولا كأننا نعرف حاجة.... وغصب عنه بقى يوديها.

!!!!****!!!!!*****!!!!!


خرج من المرحاض يقف أمام المرآة ينفخ قطرات الماء لأعلى فتحرك خصلاته من على عينيه، 


تحرك "تميم" اتجاه خزانة الملابس؛ ليخرج ملابسه، فقد قرر يلبي نداء تلك الفتاة الزنانة باتصلاتها المتواصلة عليه، لعلها تساعده في تهدئة ألم قلب الذي لا يتوقف منذ الصباح، مد يده يُخرج جاكت أسود مع بنطلون جينز وتيشيرت أبيض، ألقاهم على الفراش وبدأ يتجاهل أي تفكير يمكن أن يسحبه لذلك الضيق، فلعل بخروجه وترويحه عن نفسه يشغله عن التفكير بها، وضيقه الذي اوشك أن يخنقه، حتى رن هاتفه، التقطه "تميم" يضعه على أذنه ثم يرفع يديه الإثنين ليرتب خصلاته بعد أن ارتدى ملابسه.


_ ألو..ايوا مين مع..


ولم يكمل حديثه بل توسعت عينيه عندما استمع لذلك الصوت الأنثوي الرقيق الذي يعلمه جيدًا.


_ ألو...تميم معايا؟


سقط الهاتف من على أذنه على الأرض، فهو يعلم صوتها جيدًا رغم مقابلاتهم الطفيفة جدًا.


#رانيا_أبو_خديجة


محدش يقول الفصل صغير بالله عليكم والله تعبني جدا في مراجعته اكتر من كتابته كماان... عارفه ان حسام ورقية مجوش النهاردة بس قصة مي وتميم كان لازم يوضح فيها حاجات كتير ولازم تيجي ورا بعض بالشكل ده عشان مفصلكوش .. وكمان قبل ما ندخل على حاجات كتير جاية في قصتهم...هتحول القصة لحتة تانيه خاالص♥️♥️🥹🤌استنوني بس


رأيكو بقى وتوقعاتكوااا للي جااي عشان غيير اللي فالت خااالص وأجمد ...وعد🔥🔥🔥🥰


وتفااعل يثبت حضور بقى وان الرواية في بشر بتقراها يا جدعاان وتستاهل التعب ده... يلااا تفااعل حلو وقراءة ممتعة بقى♥️♥️🥰


#٣٦٥_يوم_أمان

يمكنك متابعة الفصل الخامس على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل الخامس من 365 يوم أمان هنا 👇

                //// الفصل الخامس  👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

#رانيا_أبو_خديجة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة