U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل الرابع والعشرون
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة

شعرت "مايا" بشخص يدخل الغرفة، فأغمضت عينيها أكثر تعلم أنها بالتأكيد والدة "هنا" تأتي كل حين وأخر للاطمئنان عليها، فسحبت الغطاء عليها أكثر حتى أعلى رأسها، تغمض عينيها بألم الفراق؛ أشد أنواع العذاب على قلب أنثى؛ بعد مرحلة التعلق المرضي بشخصه.
لكنها تفاجأت بخطوات بطيئة لم تكن خطوات والدة "هنا" التي تعلمها جيدًا، فانتبهت أكثر أيعقل أن تكون "هنا" سامحتها أخيرًا وعادت اليها صديقتها الوحيدة؛ فهي في أشد الحاجة إليها، ازدادت الخطوات الهادئة لكنها أيضًا لم تكن خطوات "هنا" اطلاقًا وقبل أن ترفع الغطاء عن رأسها ترى من بالغرفة استمعت لصوته الأكثر من مشتاق اليه قلبها قبل أذانها يهتف مع اقترابه من فراشها:
_ مايا.
فتحت عينيها فاجأة على وسعها، ثم أزاحت الفراش ترتفع برأسها لتصرخ بلهفة:
_ عليييييي!!!
تنظر بالغرفة بعيون واسعة متلهفة حتى استقرت عينيها على فراغها من حولها، والباب المغلق مع ذلك الهدوء والظلام الذي يحيط بها سوى لمبة صغيرة تعطي إضاءة هادئة لذلك الجرو الصغير الذي يتلاعب حولها بالغرفة حتى شعر بيقظتها فصعد للفراش يحاول أن يجذب انتباهها بحركاته وصعوده على جسدها.
نظرت "مايا" للفراغ من حولها بعيون واسعة غير مستوعبة ما وصلت إليه حالتها، من هلاوس تتضافر بوحدتها لتنطق باسمه ليلا متيقنه بأنها سمعت صوته ووصلتها خطواته، اعتدلت بالفراش تنظر للفراغ من حولها بعيون بدأت أن تدمع من جديد ثم وضعت كفيها على وجهها تفركه بقسوة أكتر من مرة، حتى أتت عينيها على هاتفها لتلتقطه سريعًا تنظر به، مازالت أرقام هاتفه لم يستجيب لأي اتصالات أو رسائل، فألقطته بقوة في المرأة أمامها ليسقط متهشم مع سقوط زجاج المرآة، ظلت تبكي بمرارة وأسى، فكانت ترضى بوحدتها وحياتها البسيطة، تسعد كل السعادة بالدقائق التي تجلسها مع صديقتها الوحيدة "هنا"، تشعر بالحياة بمرحها بكلبها الصغير، لكن بدخوله حياتها جعلها تشعر بنوع جديد من السعادة، تتعرف على دنيا جديدة من المرح والحياة التي ادمنتها معه، بشعور تفوق سعادته أي شعور أخر، وهو الحب لأول مرة بحياتها.
 رفعت "مايا" رأسها تنظر أمامها فأتت صورتها هي وكلبها المذهول مما حدث بالمرأة المتهشمة أمامها، لتظل تنظر إليها قليلًا بعيون غير مطمئنة ثم نهضت بعد أن أزاحت الغطاء؛ لتقترب من المرآة وتلتقط بأصابع مرتجفة قطعة حادة من الزجاج وتظل تنظر بها، ثم وضعتها على رسغها تحسم أمرها بالهروب من ألمها وقسوة أيامها وحدها، وبالفعل سحبت قطعة الزجاج بقسوة على يدها حتى سقط الدم، قطرات غزيرة لتسقط معه أرضًا بألم ولم يشعر بها أحد سوى كلبها الصغير الذي رأها تسقط أمامه، فظل يحوم حولها ويصرخ بنباح لم يسمعه أحد، فأندفع لباب الغرفة يقفز ويقفز يحاول الوصول لمقبضه ليفتحه دون فائدة ومازال نباحه يتصاعد.
!!!!!!*!!!!*!!!!!!*!!!!*!!!!!!!
سمع أذان الفجر، فنهض من الفراش ليخرج من غرفته يدخل المرحاض ليتوضأ ويؤدي فرضه، ثم نهض يبدل ملابسه وبعد أن نظر من شباك غرفته ينتظر بزوغ الشمس، خرج "حسام" من غرفته يتوجه لغرفة "رقية" وبعد أن طرق بابها عدة مرات ينتظر استيقاظها واذنها بالدخول، حتى اتى صوتها الناعس:
_ ادخل.
فتح "حسام" الغرفة يدخل بتأني دون أن يرفع عينيه قبل أن يقول:
_ رقية...انتي صاحية؟
لم يسمع رد، فرفع عينيه بتردد وجدها نائمة مغمضة عينيها وكأنها ردت من عمق نومها، طرق على الباب من الداخل أكثر من مرة حتى تململت برأسها تفتح عينيها بنعاس واضح، فهتف وهو يتقدم منها وعينيه لأسفل:
_ رقية اصحي...عايزك لحظة وبعدين هسيبك تنامي تاني.
ثم رفع يده يسحب غطائها عليها حتى عنقها ليرفع عينيه بأريحية بعد ذلك بهتف:
_ رقية... رقية.
رفعت عينيها بنعاس تنظر اليه ثم اعتدلت تهتف:
_ إياد!!...في ايه...هو احنا امتى دلوقتي؟
هتف وهو يتقدم يجلس على طرف الفراش بجانبها بحذر:
_ احنا الساعة 5 ممكن تفوقي دقيقة بس وبعدين هسيبك تنامي برااحتك.
تثائبت تضع يدها على فمها، ثم هتفت وهي تحاول فتح عينيها:
_ ايه... عايز ايه عالصبح كدة؟
اعتدل ينظر إليها ثم قال:
_ بصي وركزي معايا كدة.... أنا رايح مشوار واحتمال أغيب شوية... هحاول متأخرش.. طبعًا انتي عارفة ايه اللي المفروض تعمليه.
فركت عينها بيدها ثم انتبهت للحديث تهمس:
_ مشوار!! مشوار ايه؟
_ مش مهم تعرفي... المهم عايزك تاخدي بالك من نفسك انتي واخواتك وأنا هخلي تليفوني مفتوح مش هقفله لو فيه حاجة كلميني علطول... وطبعًا مش محتاج أقولك الورشة متتفتحش لحد ما أرجع...اتفقنا؟
نظرت اليه "رقية" قليلاً ثم هتفت:
_ أيوا وهتيجي امتى يعني...مش عايزة أقفل الورشة.. مينفعش.
أخرج من جيبه بعض النقود يعطيها اليها:
_ مش هتأخر متقلقيش...وخدي دول عشان لو احتاجتوا حاجة وأنا مش موجود متبقيش مضطرة تفتحي الورشة.
ثم هتف بحنان بعدما رأى عبوسها وهي تأخذ النقود من يده:
_ أنا خايف عليكي يا رقية...محبش حد يضايقك وأنا مش موجود...ومتنسيش لو حصل أي حاجة تكلميني علطول... وأنا كام ساعة وراجع مش هغيب.
!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
أخيرًا فتح الباب بفمه بعد عدة محاولات ولحظات من اغمائها وسقوط دمائها، فهرع للخارج يتعالى صوت نباحه وكأنه يصيح بالنداء على منقذ حتى وصل لأسفل، يزداد نحيبه حتى استيقظت خادمتها"والدة هنا" فخرجت من غرفتها بنعاس بعينيها تهتف بضجر:
_ ايه عاملك غاغة كدة ليه عالصبح انت كمان!!
نظرت اليه مازال يصرخ بشكل غير معتاد، يحوم حولها بشكل غير طبيعي وكأنه يريد اخبارها بشئ، تنظر اليه متحيرة من أمره ومن أفعاله الغير معتادة حتى وقعت عينيها على قدمه الأمامية الملطخة بالدماء فشهقت تضرب بيدها على صدرها:
_ يالهوووي...انت مالك ايه اللي عورك كدة!!
سقطت تجلس أرضًا تفحصه رغمًا عنه وعن صراعه معها فوجدت قدمه سليمة تمامًا دون أي جروح، فهتفت بحيرة:
_ يوو...الدم ده جايبه منين...ده لو مايا عرفت هت....
صمتت فاجأة تنظر لأعلى ثم هتفت بقلق:
_مايا!!!!
لتصعد لأعلى بقلق وخيالها المرتعب يزيد من خطواتها المضطربة حتى دخلت غرفتها وجدت دمائها تغطي أرضية الغرفة، بينما جسدها ملقى على الأرض في حالة اغماء تامة، فضربت بيديها على وجهها تصرخ برعب:
_ مايا!!!!
!!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!
توقف "حسام" أمام المنزل ليتنهد براحة وابتسامة وعينيه تصعد لشرفة شقتهم باشتياق ثم يصد الدرجات القليلة المؤدية للمصعد بلهفة وشوق، حتى توقف أمام باب شقتهم ليضرب الجرس وينتظر حتى أتى صوتها الأكثر من مشتاق لسماعه:
_ مين؟
ابتسم "حسام" باتساع ليرد بلهفة:
_ حسام....افتحي يا مي.
صرخت بلهفة هي الأخرى:
_حسام!!!
وقبل أن تتقدم تفتح بلهفة أتى صوت أخر من الداخل:
_ مين يا مي...استني هفتح أنا.
همس حسام يحرك شفتيه بسعادة:
_ علي.
فتحت "مي" لتنظر إليه بلهفة فسحبها لحضنه بقوة يهتف وهو يشدد من احتضانها:
_ وحشتيني يا عيون حسام... قوي.
شددت هي الأخرى من احتضانه تهمس:
_ وحشتني...كل ده...طب والله أنا زعلانة قوي أنا وماما.
_ حقكوا عليا..غصب عني وربنا عالم.
سمعوا صوت مرح من خلفهم:
_ حُس...طب خلي شوية للناس اللي جاية جري لما عرفت انها هتشوفك يا عم.
خرج "حسام" من حضن شقيقته بضحكة لذلك المتقدم وفاتح ذراعيه بلهفة له، فتقدم يحتضنه هو الأخر فقال "علي" وهو يشدد من احتضانه:
_ وحشتني يا عم...بقالي شهرين مشوفتكش.
هتفت "مي" وهي تضع يديها بخصرها بنبرة عند معتادة بينهم:
_ قال يعني انت اللي مقطع الطريق زيارات...ده لولا صاحبك مكوناش شوفنا سحنتك.
نظر اليها "علي" بغيظ ليرد:
_ لولا صاحبي...انتي قد كلامك ده؟
ردت "مي" وهي تختبأ في"حسام":
_ اه قده...وبقوله لماما علطول أصلًا.
حاول "علي" الوصول اليها بينما "حسام" يحاول الفصل بينهم من بين ضحكاته، حتى انتشلها "علي" بالفعل يحملها بقوة ويدور بها كعقاب فصرخت هي:
_ الحقني يا حسام.
صمت "حسام" عن الابتسام ليتقدم منها يسحبها من يده بقلق:
_ براحة عليها يلاااا أختك مش قدك.
تركها "علي" لترتمي بحضن "حسام" تحاول أخذ انفاسها وتضحك بخفوت ليمرر "علي" يده على ذقنه لتزداد ضحكاتها تخرج لسانها له بعند، فيضربها "حسام" بمرح على رأسها وهو يضحك هو الأخر حتى رجعت رأسه للخلف كأبيها الذي تحتمي به، حتى خرجت والدتهم على ذلك الصخب حاملة الأطباق لتهتف فور رؤيتها "حسام":
_ حساااام!!!
تقدم منها يأخذها بين أحضانه ثم يقبل يدها، ويهتف بلهفة:
_ وحشتيني يا ست الكل... وحشتيني.. والله أصعب حاجة في كل ده غيابك.
وبعد الكثير من كلمات الاشياق والمزح بينهم تجمعوا على السفرة، لينتظروا خروج "حسام" من المرحاض بعد أن غسل يده قبل الطعام لينظر اليه "علي" ولهيئته يهتف:
_ ايه يا ابني اللي ممرمطك كدة.
ثم أمسك طرف قميصه المفتوح بيده ليهتف بدهشة واستفسار:
_ من الوكالة ده يا حسام؟
ضحكت "مي" ووالدتها التي تغرف الطعام بطبق كلا منهم.
_ لا يا ظريف...من سوق الجمعة...كل يا رخم وانت ساكت.
رفعت "مي" الملعقة لفمها ثم هتفت وهي تلوك الطعام:
_ وشعره منعكش...كنت قمور يا حسام.
وضع الطعام بفمه بشراهة عالية ويقول:
_ شغل ..أعمل ايه!
هتفت والدته وهي مازالت تضع أكبر كم من الطعام أمامه بطبقه:
_ اللي أعرفه يا أبني انك شغاك ظابط شرطة محترم...مش نجار ولا ميكانيكي.
ابتلع "حسام" الطعام ليهتف بمرح:
_ ومالهم الميكانيكية يعني يا ست الكل...طب وربنا أحسن ناس.
هتف "علي" وهو يلتقط الطعام من طبق أخيه ليضعه في طبقه بتعمد:
_ المهم...كل وقوم استحمى وغير عشان نروح المستشفى للواد تميم سوا... بدير كلمني وقال انه مرابط عنده في المستشفى مبيسبوش.
نظرت "مي" لوالدتها فنظرت اليها هي الأخرى تتمنى أن يخلف "تميم" ظنها ويصمت عن أي حديث حتى يتموا الاتفاق بينهم، بينما نظر "حسام" لطبقه الذي أصبح فارغ بينما طبق أخيه أصبح مرتفع بشكل هرمي ليرد بطبيعة وهو يبدل الطبقين ويضع الممتلئ أمامه:
_ آه طبعًا هروحله...بس أكل الأول يا رخم.
ضحكت والدتهم الناظرة الى "مي" الواضعة يدها على فمها تكتم ضحكاتها على أفعالهم التي اشتاقت اليها كثيرًا ثم هتفت وهي تشير لأطباق الطعام:
_ تموتوا كدة لو مغلستوش على بعض...ما الأكل كتير أهو انت وهو...كلوا وانتوا ساكتين.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
 يقفوا بجوار الباب ينظرون لبعضهم باشفاق على ما وصل اليه حالها، أيصل بها الأمر لمحاولة الخلاص من حياتها بسبب ذلك الوقح الأناني، اقتربت "هنا" بتردد بعد أن نظرت لوالدتها بعيون واسعة واندهاش تتعجب مما وصلت اليه صديقتها، فمهما أخبرتها والدتها لم تكن تصدق أبدّا ما يحدث أمامها الأن، أقتربت منها لتهمس:
_ مايا.
فتحت "مايا" عينيها بتعب تنظر ليدها الملفوفة بضمادة كبيرة، فأغلقت عينيها لتتساقط بقايا دمعاتها بألم، أصبحت حياتها لا تطاق بكل ذلك الحجم من الألم مع وحدتها القاسية التي كانت ودعتها بدخوله بها، فاقتربت "هنا" تجلس بجانبها تربت على يدها بأسى من أجلها وتهمس:
_ ليه كدة يا مايا... معقولة في حد في الدنيا كلها يستاهل تعملي في نفسك كدة علشانه.
 نظرت اليها لحظات ثم ارتمت بحضنها، لتحتضنها "هنا" بقوة تشعر برغبة قوية في البكاء من أجلها وأجل ما وصلت اليه صديقتها، لم تشعر سوى بيديها التي تزيد من احتضانها مع همس بكاء وصل لمسامعها فخرجت من حضنها تنظر اليها وجدتها تبكي وتهمس:
_ هنا...انتي فين...فين وسيباني لوحدي كدة.. أنا .. أنا حاسه اني هموت من الوحدة والقهر.
ربتت "هنا" عليها بقوة تجفف دمعاتها بيدها فتابعت هي من بين بكائها:
_ ولا انتي لسه زعلانة مني... أنا بعترف .. أنا وحشة قوي..قوي ..و..و..
ثم تابعت ببكاء وندم أشد:
_ وهو خلاني وحشة قوي مش هاممني حد في الحياة غيره وفي الأخر...في الآخر سابني واختفى.. أنا موجوعة قوي يا هنا.
سحبتها لحضنها تربت عليها بحنان هامسة بعدم تصديق:
_ مايا...ليه كل ده... مفيش حد في الدنيا يستاهل تعملي في نفسك كدة ... خصوصًا لو كان واحد حيوان زي ده...و..
خرجت من حضنها تضع يدها على فمها لتسكتها وتهتف ببكاء:
_ لأ يا هنا... متقوليش عليه كدة.. أنا.. أنا متأكدة انه مشغول أو.. أو يمكن نسيني أو...
هتفت أخر جملتها ببكاء حارق، لتزفر " هنا" بنفاذ صبر ثم هتفت:
_ يامايا افهميني...ده واحد كان باين قوي انه بيسلي وقته ولما زهق بعد...لكن...لكن انتي اللي أخدتي الموضوع جد قوي ..وده غلط و....
_ بيتسلى!!! وأنا واخده الموضوع جد!!!
ثم تابعت بألم وعدم تصديق:
_ قصدك انه كان قاصد يلعب بيا ويعلقني بيه وبعدين يختفي كدة.... أنا.. أنا كنت كويسة قوي...لواحدي وراضية بحياتي واتعودت على الوحدة دي ...وكنت ببقى مبسوطة قوي بقعدتي معاكي خمس دقايق بس نتكلم ونضحك وبعديها تروحي انتي لشغلك وحياتك المليانة ولا اتسلى مع بالكلي والعب معاه دي كانت بتبقى قمة سعادتي...لكن هو..هو اللي عودني وعرفني ان في حياة تانيه أنا معرفش عنها حاجة...حياة معاه هو بخروجاتنا وكلامنا وحبه اللي كنت بشوفه في عينيه... ليه يا هنا يعمل فيا كدة...بعد ما اتعلقت بيه ..ليه... أنا عملتله ايه!!
ربتت عليها تشعر بانشطار قلبها لنصفين من أجلها، وأجل دمعاتها، ثم هتفت:
_ أنا... أنا مش عايزاكي دلوقتي تفكري في حاجة غير انك تكوني كويسة وبس حتى.. حتى عشان متقلقيش باباكي عليكي.
ابتسمت بسخرية تريح ظهرها للخلف بتعب:
_ بابي..هو فين بس... علطول مشغول ومتقلقيش مش ممكن يقلق ابًدا ولا حتى يحس بيا.
هتفت "هنا" بحنان:
_ ماما كانت عايزة تكلمه تقوله بس أنا قولتلها لأ لأنه اكيد هيسأل عن السبب اللي يوصلك لكدة.
أغمضت "مايا" عينيها بلا مبالاة وتعب، فنهضت "هنا" تتجه لوالدتها الواقفة تتابع بأسى عند الباب:
_ وبعدين يا بنتي هنسيب البنت تدمر نفسها كدة...مش كنا قولنا لأبوها واهو يتصرف ويجيبلها اسمه ايه ده من قفاه.
نظرت "هنا" أمامها بتفكير ثم هتفت بإصرار وقسوة:
_ متقلقيش يا ماما.. سيبي الموضوع ده عليا.. وأنا هتصرف.
!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
يتحدثون وتتعالى ضحكاتهم وكأنهم في نزهة وليسوا بمشفى، مازال "تميم" ممدد على فراشه وممد بجانبه بأخر الفراش "علي" والغطاء عليهم الاثنين، بينما "حسام" و"بدير" ممددين هاكذا على الأريكة، فقال "علي" من بين ضحكاته:
_ طب وربنا يا بدير لو أنا منك لأعلق اي واحده تيجي تسأل عليه وأبقى عملت خدمة وانقذته وعملتله تخفيف أحمال.
ضحكوا جميعًا ليحمل "حسام" وسادة ويلقيه عليه هاتفًا:
_ لم نفسك يا جزمة.
وهنا صمت "تميم" يشرد بذهنه قليلاً عنهم للأمس ومقابلته معها يبتسم كلما تذكر نبرة صوتها وملامحها وهي تسأله بغيرة واضحة على ملامحها:
_ مين البنت اللي انت عرضت نفسك للخطر عشانها دي يا تميم!!
جمع حاجبيه ثم اقترب منها:
_ قصدك أمينة؟
أجابت بحنق:
_ أيوا هي دي...مين... وليه تسأل عليها أول ما تفوق!!
نظر اليها قليلًا ثم اقترب يهمس وعينه تمر على ملامحها من قرب بابتسامة واسعة:
_ كدة أنا اتأكدت انك بجد كنتي هنا مكنش حلم ولا خيال.
رمشت هي عدة مرات ثم هربت من عينيه لتعود وتنظر اليه وتهمس:
_ برضو مقولتليش مين دي ....وليه تعمل عشانها كل ده.
أجابها بعد وهلة من النظر لغيرتها وملامحها بهذا الشكل المحبب:
_ دي زميلتي في الشغل يا مي... واحنا متعودين على كدة.. لازم نفادي بعض ونحافظ على حياة بعض.. خصوصًا ان دي مش أي حد...دي أمينة.
نظرت اليه بعيون واسعة ثم التفت بحدة تخرج من الغرفة ليصيح هو بالنداء عليها وهو يضحك، ثم هتف بعد أن وقف أمامها:
_ وكدة بقى اتأكدت...ان بجد جواكي حاجة ليا... ومين عارف يمكن كان جواكي من الأول ومكنتيش تعرفي أو....أو بتتهربي مني.
حاولت أن تتفادى وقوفه أمامها لتهرب من مواجهته تلك اتجاهه، لكنه وقف أمامها مباشرتًا يهتف:
_ عموماً يا ستي دي أمينة زميلتنا في الشغل...وخطيبة الواد بدير.
لن ينسى أبدًا إشراق وجهها وابسامتها التي عادت لشفتيها لتهمس:
_ خطيبة بدير!!!
أماء أكثر من مرة ليتابع:
_ أيوا...لو مش مصدقاني عندك برة أهم اخرجي اسأليهم.
نظرت اليه بحرج وابتسامة تحاول أن تخفيها، لكنها بالفعل خرجت من الغرفة لتبحث عنها وهنا تأكدت من حديثه برؤية حالتها بوقوفها مع "بدير" وشجارهم بهذا الشكل.

_ ايه يلا ...روحت فين وسايبنا هنا.
أفاق من شروده على صوت "علي" المازح ثم هتف:
_ ودي محتاجة سؤال...باللإبتسامة دي والسرحان ده كله...شكلك بتفكر في حد جديد.
هتف "حسام" هو الأخر:
_ والله العظيم شكلك عندك حق.
نفخ "تميم" ينظر لضحكهم ثم هتف:
_ حتى انت يا حسام ...طب والله يا عم قطعت علاقتي بكل ده وربنا عالم حتى اسأل بدير.
هتف "بدير" من بين ضحكاته:
_ صدقه صدقه...يا أبني ده بقى بيصلي.
صرخ "علي":
_ ايه...بيصلي...ده باينها بركاتها واصلة قوي بقى.
_ هي مين دي يا رخم!!
_ المزة الجديدة يا عم.
القى الوسادة بوجهه:
_ طب اتكلم عنها بأدب بقى عشان مزعلكش.
انتبه "حسام" يعتدل في جلسته ثم هتف:
_ ده الموضوع باينه بجد.... لأ خلينا نعرف مين الجامدة دي اللي شقلبت حالك كدة.
صمت "تميم" لكنه وجد "بدير" ينظر اليه ويحاول كتم ضحكاته فنفخ ينظر اليه بمعنى"مالك انت كمان..ما تظبط" ثم هتف بعد أن اعتدل جالسًا:
_ أنا... انا فعلا قررت احترم نفسي واتجوز يا شباب.
ضحك "علي" بصوت مرتفع ليزيحه "تميم" من جانبه بضيق، حتى نهض يلقي بنفسه بين أخيه و"بدير" الذين لم يتوقفوا عن الضحك، ثم صمت "حسام" يوكزهم ليصمتوا ثم وجه حديثه اليه:
_ خلاص بقى يلا انت وهو...شكله بيتكلم جد...كمل يا تميم كمل وبعدين.
_ حسام...انت بتتريق صح؟
هتف "علي":
_ يا أبني جواز ايه يا أبني...مين مجنون يعمل في نفسه كدة!! 
ضربه "بدير" بكتفه يهتف:
_ طب ربنا بقى يبتليك بواحدة تلففك حوالين نفسك من غرامك فيها يا أخي.
ثم نظر إلى "حسام" الواضع الغطاء عليه بجانبهم:
_ انت وأخوك قادر كريم...ها.
هتف "علي" سريعًا من بين ضحكاته عليهم:
_ أنا!!!! ده انت بتحلم... انا كائن حر وطليق ...ولا عمري أدبس نفسي مع واحدة تبقى في خلقتي طول العمر حتى مفيش تغيير.
توقف "حسام" عن الإبتسامة ليذهب تفكيره على الفور بها، فالأول مرة بحياته يشعر بالغرق بفتاة مثلما يشعر اتجاهها، نظر الى ساعة يده باهظة الثمن ثم تنهد لينهض ويهتف:
_ طيب أنا همشي انا بقى عشان... عشان لسه هعدي أسلم على ماما ومي وأغير هدومي بعدين أعدي على اللواء "هاني" أسلم عليه قبل ما أمشي.
ثم اقترب يسلم على صديقه وغادر.
بينما هما ظلوا على مشاكستهم خاصتًا "علي" الذي لم يحمل للدنيا هم، على الأقل في الوضع الحالي.
!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
دخل "حسام" غرفته ليبدل ملابسه الأنيقه للملابس التي أتى بها، فسمعت "مي" جرس المنزل فأنتبهت والدتها لتنظر للباب الذي فتح، وجدت فتاة جميلة محجبه بزي بسيط لكنه أنيق ومحتشم، تهتف:
_ سلام عليكم...منزل الرائد علي؟
نهضت والدتها تقف بجانبها فهتفت "مي":
_ أيوا هو ....مين حضرتك؟
اعتدلت في وقفتها تنظر بقوة ثم هتفت:
_ أنا هنا...ممكن أقابل والده او والدته من فضلك.

٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي.. عشان اللي جااي كله جد غبر اللي فاات خااالص.. قراءة ممتعة ♥️♥️

تعليقات
6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. جميله جدا

    ردحذف
  2. جميله جدا تسلم ايدك يا رانيا

    ردحذف
  3. رووووووووووووووعة 🙈❤

    ردحذف
  4. انا فرحانة في علي فرحة 😍💃💃💃💃

    ردحذف
  5. تحفه فنيه

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة