U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم أمان

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل السابع والعشرون
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة

نظر اليه الحارس ثم اقترب يهتف بحزن وعيون حمراء وكأنه كان يبكي منذ قليل:
_ علي بيه!!
ثم هتف وهو يحاول أن يتمالك دمعاته التي تسبق حديثه:
_ ده..ده عزا الست الصغيرة...مايا هانم...بنتي وبنت كل اللي في الڤيلا هنا.
فتح فمه على أخره مع عيون جاحظة وشهقة لم يشعر بها ولم تخرج منه من قبل ليتابع الحارس وهو يجفف دمعاته بوشاحه الموضوع حول عنقه:
_ الأكادة انها مخرجتش من البيت أديلها شهور ويوم ما تخرج تعمل حادثة ويجيلنا خبرها!!!
ابتلع "علي" ريقه ليسأل دون استيعاب:
_ خبر ..خبر مين!!! بتتكلم عن مين!!!!
أمسك الحارس طرف وشاحه بيده يضعه على عينيه ويزداد في صوت بكائه ليزلزل ذلك الواقف غير مستوعب ما يسمعه، ثم هتف من بين دمعاته:
_ من كام يوم صحينا على صريخ في الفيلا وعرفنا انها كانت بتحاول تموت نفسها... وسبحان الله ميعديش إلا الكام يوم دول وتموت في حادثة عربية كأن ربنا عايزها بس مكنش عايزها وهو غضبان عليها.

 ثابت بوقفته، لم يرمش له جَفن حتى، تتوسع عينيه مع كل كلمة إضافية.
أشار الحارس فاجأة لسيارة تريد الخروج؛ فأتجه ليفتح لها، بينما ظل "علي" واقف عينيه مثبته على الفراغ أمامه وكأن العالم توقف من حوله، الجميع يمر من جانبه ذهابًا وإيابًا وهو كل ما يشغله، أرحلت بالفعل.."مايا" ماتت!!! 
سار بخطواته البطيئة الهادئة اتجاه دراجته التي ركبها وتابع بها مشواره الذي خرج من أجله.

!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!

رمشت بعينيها أكثر من مرة مع ارتجافة يدها التي تفركهم ببعضهم بحرج بالغ، لتتركه بعد وهلة قاصدة غرفة والدتها، ليتابعها بعينيه إلى أن أختفت، فتنهد يذهب للأريكة ويجلس بانتظار والدتها التي أتت بعد أقل من دقيقة وهي تضع حجاب مهمل بشكل سريع أعلى رأسها ثم تقدمت تهتف بترحاب:
_ أهلًا ..يا أهلًا يا تميم يا حبيبي.
ثم جلست أمامه لتسأل بقلق:
_ خير يا رب.
لفت انتباهها تلك الواقفة بمنامتها المنزلية المحتشمة، فنظرت اليها بضجر تسحبها من يدها اليها تهمس:
_ أدخلي غيري الزفتة دي...والبسي حاجة عدلة.
سمعها "تميم" فأبتسم، الأم كما هي في كل المواقف المشابهة، لكنها لم تعلم بما يكنه بداخله اليها، يقسم بداخله أنه يعشق هيئتها تلك الأكثر من كونها بريئة بتلك المنامة مع حجاب أشبه بأحجبة والدتها في حجمها وكأنها خاصة بوالدتها بالفعل.
نظرت "مي" الي ابتسامته تلك ترمش بحرج أكبر تعلم أنه استمع ما همست به إليها لتنظر لوالدتها بضيق، لكنها عندما رأت نظرتها أماءت اليها بنعم واتجهت للداخل.

التفتت والدتها تنظر اليه، فتنحنح هو ينظر للأسفل بحيرة سريعًا ما عاد اليها، فهتفت هي بعدما طال صمته:
_ خير يا حبيبي...مجيك كدة واحنا يدوب لسه سايبين بعض من كام ساعة بس يقول انك عندك كلام عايز تقوله أو...أو وصلت لقرار.

قالت جملتها الأخيرة بنبرة تختلف عن سابقيها، لينظر اليها بصمت وكأنه شرد، أو مازال يراجع قراره، نعم تعلم أنه ليس بسهل وهين الأمر؛ فعندما تتخيل ابن من أبنائها بمكانه تبدو على ملامحها الضيق المفاجئ من الأمر برمته، حتى تهز رأسها بضيق لتتهرب من الوضع كله.

طال صمته فأقتربت هي في جلستها تهتف بوقار وهدوء:
_ شوف يا تميم يا أبني... أنا مستعدة أدفع عمري كله وأشتري الليلة اللي أشوف فيها مي عروسة قدامي مبسوطة..ومعاك انت بالذات عشان انت الوحيد اللي حسيتها مايلة ناحيته غير أي حد اتقدملها أو كان فيه كلام عليه قبل كدة وكأنها كانت معجبة بيك من قبلها .. يمكن من مجيك هنا ..من كلام اخواتها الكتير عنك وعن جدعنتك مع كل زمايلك ومواقفك اللي بتخلي الواحد يقف عندها كتير...معرفش.
ثم تابعت:
_ بس أرجع وأقولك أنا زي ما أم لمي...فأنا برضو عندي شباب ...ولو واحد فيهم جه قالي يا أمي هتجوز واحدة مش ممكن يكون ليها أطفال أنا هصرخ في وشه بالرفض... وعشان كدة أنا عايزاك تفكر براحتك.. ولو قولت لأ محدش هيلومك.
ثم صمتت تنظر اليه بحزن وضيق يشع من عينيها وعادت تتابع بنبرة يشوبها الأمل والرجاء:
_ بس أنا اللي طمعني فيك اني شوفت في عينك حبك لبنتي ...ولهفتك في كلامك مع دكتورها بأنك هتتحمل أي حاجة عشانها ... أداني أمل وحسسني اني مش هكون مرتاحة ولا شايلة همها لو بقت صحيح معاك.
بعد طول صمته رفع عينيه ينظر اليها، ثم كاد أن ينطق ويطيل في الحديث بنفس عبوسه لولا تلك الحورية الأتية من الداخل بنظرتها الخجولة وقد أبدلت ثيابها لفستان غاية في الأناقة من اللون السماوي الذي أبرز جمالها مع برأتها وخجلها الذي تترجمه عينيها وحركة يديها ببعضهم.
اقتربت "مي" تهتف بابتسامة تحاول رسمها رغم خجلها:
_ تشرب ايه يا تميم؟
ظل ناظر اليها دون رد، يشعر دائمًا، خاصتًا عندما تكون أمامه  أنها بعيدة، ويريد بل يتمنى كل التمني بالاقتراب، يتذكر دعواته بصلواته مؤخرًا أن يجمعه الله بها على خير، وعندما يمتلك الأمر بيده يتردد بذلك الشكل وتلك الحالة، لا والله لن يحدث ويستمر بحالة الحرمان تلك وهي أمامه لا يفصله عنها سوى قرار منه، ولذلك هبط بعينيه عنها لوالدتها وهتف:
_ أنا عايز أتجوز مي...تحت أي ظروف.
توسعت عينيها هي تضغط يديها ببعضهم بحرج أشد، لتحول عينيها سريعًا لوالدتها التي ابتسمت بتنهيدة عميقة لتلتفت تنظر إليها هي الأخرى وتهتف:
_ يبقى... يبقى كدة مفضلش غير اخواتها... وبإذن الله يوافقوا.
هتف "تميم" وعينيه مازالت عليها متعلقة بعينيها:
_ مقولتيش يا مي رأيك .... موافقة؟
نعم استمع لحديث والدتها منذ قليل بأنه الوحيد الذي شعرت بقبول من ابنتها اتجاهه، لكنه يريد أن يستمعها منها هي، نظرت "مي" لوالدتها بنفس عيونها الواسعة، وسريعًا ما تحولت نظرتها لغضب، تتفاجأ من كل ما يجرى حولها بتلك السرعة، غير قادرة على استيعاب شئ، همس "تميم" مرة أخرى عندما طال صمتها وحيرتها:
_ مي... موافقة!!
شعرت بالحرج أكثر من عينيه التي لم تتزحزح عنها، فلم تعلم بما ترد، فأتجهت للداخل تسرع إلى غرفتها.
نظرت والدتها اليه بنفس فرحتها على وجهها تهتف:
_ هي تلاقيها اتفاجأت أصلي مقولتلهاش حاجة خالص لحد دلوقتي.
قال هو ومازال عينيه معلقة بالمرر الذي سارت به:
_ هي... هي عارفة كويس إني .. إني...
_ أيوا يا حبيبي بس موضوع الجواز وكدة كان بعيد عن بالها ...مي عارفة مرضها كويس وفاهمة كل حاجة... لكن بما ان الموضوع بقى كدة أنا هكلمها وأفهما على كل حاجة.

ثم تابعت بجدية:
_ أنا عايزاك بقى تكلم حسام...لو حسام وافق علي هيوافق علطول.
ابتسم هو ثم قال بعجالة:
_ خلاص أول ما يكلمني هقوله علطول وافاتحه في الموضوع.
_  لأ اوعى... موضوع زي ده مينفعش في التليفون... استنى أما ينزل أقرب أجازة.... وأنا أول ما يكلمني هنزله بأي حجة.
صمت وهلة ثم قال:
_ بس...بس أصل أنا كان نفسي نتجوز قريب...احنا ممكن نلحق بدير وأمينة...نتجوز معاهم.
ضحكت هي بخفوت ثم قالت:
_ يا أبني اللي أنا أعرفه ان بدير خلاص بيحضر لجوازه... متستعجلش على حاجة..نقنع بس أخواتها الأول وكله سهل بعد كدة باذن الله.

!!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!

يقف معها بذلك الصخب من حولهم، الموسيقى صوتها مرتفع والجميع يتراقص معها رقص شبابي، يقف معها بين ذلك الجمع ويفعل مثل ما يفعلوهه بل بشكل أشد وأقوى، نظرت اليه تلك الفتاة لتقترب من أذنه وتتحدث كي يستمع وسط ذلك الصخب تحدثه فيضحك ملئ فمه وكأنه لم يضحك من قبل.

سحبته تلك الفتاة من يده من بين الجمع رغمًا عنه ليقتربوا يجلسوا ثم اقتربت منه تهمس بابتسامة واسعة:
_ هو انت لذيذ قوي كدة ليه النهاردة؟!
التقط كوب من على الطاولة أمامه ليقربه من فمه بنفس ضحكاته الغير اعتيادية ليرفعه لفمه، فهتفت وهي تتمايل اليه:
_ علي...انت مبتشربش وحتى لو شربت مبيبقاش ده...ده مشروب تامر!!
هتف ذلك الشخص الثمل الجالس بالقرب منهم:
_ يا ستي يعني هو خد مشروب تامر حسني!!
لم يضحك أحد أو حتى يبتسم على تلك السخرية الغليظة سوى هو ضحك بشدة حتى أرجع رأسه للخلف من شدة ضحكاته ثم ردد:
_ تامر حسني!!
وعاد لضحكاته الشديدة، مَن يراه يشعر بأنه كان مفتقد الضحك لسنوات أو سيفقده قريبًا للأبد.
مالت عليه تلك الفتاة تهتف:
_ علي.... مالك النهاردة!!
نظر اليها:
_ ايه مش عاجبك!!
ابتسمت باتساع لتهتف:
_ بالعكس...عاجبني قوي قوي... أول مرة أشوفك باللذاذة دي.
عاد لضحكاته مرة أخرى وكأنه يتلاشى الوقوف مع ذاته والصمت لدقائق حتى لا يعود به عقله لتلك البقعة السوداء التي تركها على أعتاب ذلك المكان منذ دخوله.

!!!!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!

وضع "علي" المفتاح بباب الشقة التي دخلها بهدوء غريب، ينافي حالة البهجة الغير معتادة منذ قليل، حتى لاحظه صديقه الجالس على الأرض وأمامه بعض الأدوات والماكينات صغيرة الحجم التي يعمل على تركيبها، لاحظ هدوئه وشروده في دخوله غرفته، فنهض يمرر تلك الفوطة الصغيرة على يده ينظفها من تلك الشحوم التي ما دومًا تضايق صديقه عند لمسه ثيابه واتجه لغرفته،  وجده جالس على طرف الفراش ينظر بنقطة وهمية أمامه فأقترب يسأل:
_ ايه يا عم انت في ايه...داخل كدة مفيش حتى سلام عليكوا.
ظل ثابت بنفس حالته وشروده ليقترب يجلس بجانبه يرفع يده على ساقه ويهتف:
_ مالك يا علي....في حاجة حصلت...أختك كويسة طيب؟
حرك رأسه بنعم، لكن لم يكن ذلك ما شغله بل اندهش من عدم اعتراضه على يده المتشحمة الموضوعة على بنطاله باهز الثمن كالمعتاد، فرفع حاجبيه باندهاش أشد يقترب منه يسأل:
_ مالك يلا....في ايه!!!

!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!!

يقف بالورشة عينيه عليها وعلى إرهاقها البادي على وجهها، فهي لم تتناول شئ منذ الصباح حتى وجبة الإفطار، هز رأسه بيأس منها ومن عندها ثم صاح بالنداء على "ميمي" ليترك ما بيده ويقترب منه:
_ خير يا ريس إياد...تحت أمرك.
أخرج نقود من جيب بنطاله واعطاها اليه هامسًا:
_ روح يا ميمي هات غدا...من أقرب محل من الورشة وتعالى علطول.
نظر للنقود سائلاً:
_ أيوا أجيب ايه يعني..و...و ياترى عامل حسابي معاكوا ولا ولا...
ابتسم "حسام" ثم أجاب وعينه على من تسلط كامل انتباهها على ما بيدها من عمل:
_ طبعا هنتغدا كلنا سوا...المهم يلا هات سندوتشات أي حاجه.
ردد بفرحة وعينيه على النقود بيده:
_ ثواني وهتكون الشاورما حاضرة.
سار "حسام" اتجاهها، مازالت في غاية انشغالها بالعمل فأخذ تلك  الأداة الحديدية من يدها لترفع عينيها تنظر اليه بصمت ثم قالت بضيق:
_ بتعمل ايه...سيبني أخلص شغل؟
أشار بيده على وجهها الملطخ بفعل يدها التي ترفعها كل لحظة وأخرى تضعها على جبهتها بألم:
_ مالك...انتي تعبانة؟
زفرت "رقية" بضيق شديد تحاول أخذ الأداة من يده، ليبعد هو يده مع ابتسامة تزيد من ضيقها كالمعتاد فصرخت بوجهه:
_ اوعي خليني أخلص.
وضع الأداة جانبًا ثم هتف:
_ مفيش شغل ارتاحي شوية..شكلك هتقعي من التعب.
_ أنا مش تعبانة...أنا عايزة أخلص.
= سلام عليكم.
انتبهوا يلتفتوا لذلك مقتحم الورشة، يشير لسيارته الواقفة أمامها:
_ تبصلي بس عالماتور الله يخليك ...والفرامل بقت حجر تحت رجلي لو تشوفلها حل الله يصلحهالك يا ريس.
_ حالًا يا عمنا.
نطقت هي بها وهي تنفض يدها لتخرج اليه، لولا نظرته التي اوقفتها محلها تتوسع عينيها بخوف ثم تضيقم بضيق لتعقد ذراعيها أمام صدرها تعلم أنها يجب عليها الرضوخ لأوامره لتتحاشى ما حدث سابقًا.
اقترب "حسام" يهمس لها بنبرة يتخللها التحذير:
_ أدخلي شوفي الشغل اللي جوا...وملكيش دعوة بالشغل اللي برة.... مفهوم.
زفرت كنوع من الإعتراض لكنها رضخت لأمره لتسير للداخل، وبعد مرور أكثر من نصف ساعة دخل اليها وجدها مازالت تعمل بجد تحاول انهاء كل شئ قبل حلول المساء.
فأقترب منها ليهتف:
_ قولت كفاية شغل.
ثم نظر اليها وتابع وهو يقترب منها ويرفع يده أعلى رأسها:
_ وايه ده ...مش قولت ميت مرة تظبطي نفسك والزفتة اللي على دماغك دي.
تعجبت "رقية" من غضبه وعصبيته المفاجأة، لكنها فضلت الصمت فكل ما تريده بذلك اليوم المتعب الانتهاء للذهاب للمنزل بأقصى سرعة دون حتى الجدال معه، أماءت لنفسها أكثر من مرة وكأنها تؤكد على ذاتها ذلك القرار التي اتخذته لتتحاشى أي شجار جديد "معلش.. معلش.. احنا مش اتفقنا انه أخونا الكبير وحقه يزعق ..مش مهم يا رقية مش مهم".
لاحظ"حسام" اماءاتها دون أن يوجه اليها أي حديث، فصرخ بها:
_ ايه اللي انتي بتعمليه ده...ما تثبتي يا بنتي خليني أعدلك الزفتة دي.
ثبتت رأسها بالفعل لكنها ظلت تهز ساقها وكأنها على وشك الانفجار به، انتهى "حسام" من دخول كافة خصلاتها داخل تلك القبعة لينظر إلى وجهها وتغميضة عينيها، تبدو أجمل بها، ماذا عليه أن يفعل أكثر من ذلك!!!
ظل محدق بها حتى شعرت بانتهائه ففتحت عينيها لتتفاجأ بعينيه المسلطة عليها فجمعت حاجبيها باندهاش من نظرته.
أخيرًا انتبه لنظرتها المتحيرة بعينيه فهز رأسه يهتف فور دخول "ميمي" حامل أكياس الطعام بيده:
_ ااا ميمي... أخيرًا جيت...اتأخرت ليه؟
وسار اليه يأخذ الأكياس من يده ويفتحها بينما ينظر اليها بطرف عينيه، فأتت هي تتسأل وهي تنظر بالأكياس وكأنها تجاهلت الأمر:
_ ايه ده...هتاكلوا!
قالتها وهي تبتلع لعابها بجوع واضح، فنظر اليها "حسام" ليلتقط شطيرة ويقربها من فمها ويهتف بابتسامة حنونة:
_  عارف وحاسس انك جعانة...بالهنا والشفا.
أخذته من يده تقربه من فمها بشهيه وهي تنظر اليه بتعجب، فحينًا غاضب حد الرغبة في الشجار معها دون سبب، وحينٍ مبتسم يتحدث بحنان تشعر به يغمرها، هزت رأسها مرة أخرى تقرر قرار إضافي بتجاهل الأمر، فكل تلك الأفعال وأمامها ذلك العدد من التجاهلات يشعرها بأنها تعيش مع أحد مسكين فاقد للعقل وعليها التحمل دون مبررات وتمرير الأمر.

!!!!!!*!!!!!*!!!!!

طرق "حسام" غرفتها ليفتح ويدخل بعد أن استمع صوتها بالأذن بالدخول، فأنتهت من العشاء سريعًا بشكل ملحوظ ودخلت غرفتها دون كلمة.
دخل "حسام" ليتفاجأ بها جالسة على مكتبها الصغير بالغرفة وأمامها العديد من الكتب التي تقلب بين صفحاتها وبيدها الأخرى قلم تدون به، فأقترب يستند على طرف مكتبها ويتسأل:
_ افتكرتك هتنامي من التعب...شكلك مكنش مظبوط النهاردة في الورشة!!
أجابت "رقية" وهي منشغلة بالنظر بالكتب:
_ عندي امتحان بكرة...لازم أذاكر.
هتف على الفور بغضب:
_ ولما انتي عندك امتحانات...مقولتيش ليه!
نظرت اليه بطرف عينها ثم هتفت بتأكيد:
_ ليه... عشان تقولي متنزليش الورشة واقعدي ذاكري..صح.
ثم تركت قلمها وهتفت:
_ حط في بالك حاجة... أنا مفيش يوم واحد مش هنزل شغلي... خلاص حتى لو عندي مقابلة المحافظ... فاهم.
نظر اليها بغيظ، وكاد يرد لولا رنين هاتفه، الذي نظر به ليعقد حاجبيه؛ فالأول مرة يهاتفه هو!!
سألت هي بفضولها المعتاد بمعرفة المزيد عما يخفيه:
_ مين بيكلمك ..ها...مين .. ومالك تنحت كدة ليه!!!
رفع عينيه اليها ثم هتف وهو يخرج من الغرفة سريعًا بقلق:
_ راجعلك تاني ماشي... دقيقة واحدة بس.
ترجل لخارج المنزل يقف أمام الباب الذي أغلقه خلفه ليرد على الفور:
_ تحت أمرك يا فندم .. خير حصل حاجة.
استمع نبرة جدية شديدة:
_ في أفراد هتكون عندك حالًا... عشان يفتشوا البيت والورشة ... الإدارة يا حسام لازم تكون عندها المخدرات بتاعة منصور الليلة.

٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا... ياترى حسام هيتصرف ازاي وهو عارف رقية واخواتها موجودين داخل البيت وصاحيين كماان😁

ومي وتميم أول ما يتجوزوا نقدر نقول الأحداث بدأت وخلاص كله قرب
ولسه معرفناش رد فعل هنا على وفاة صحبتها الوحيدة ورد فعل والد مايا كمان ياترى هيكون ايه!!!!

رأيكوااا وتوقعاتكوااا... قراءة ممتعة ♥️

تعليقات
5 تعليقات
إرسال تعليق
  1. روعه روعه روعه روعه 😍🥰🥰

    ردحذف
  2. البارت صغير اووي اووي بجد ياريت يبقي اكبر من كدا .. لو هتفضل كدا انا مش هكمل قراءه غير لما تكمل بقي

    ردحذف
  3. جميل تسلم ايدك 💞

    ردحذف
  4. جميله جدا

    ردحذف
  5. الفصل ابخامس والعشرون فين من فضلك
    اللى موجود دا 27

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة