U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع بقلم رانيا ابو خديجة

 روايه ٣٦٥ يوم امان الفصل التاسع بقلم رانيا ابو خديجة

 ٣٦٥ يوم امان بقلم رانيا ابو خديجة  

رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الثامن 


روايه ٣٦٥ يوم امان الفصل التاسع بقلم رانيا ابو خديجة

الفصل التاسع 


٣٦٥ يوم أمان 


رانيا ابو خديجة


ظلت ناظرة اليه ترتجف ثم أنزلت رأسها تعود لبكائها الصامت، اقترب "حسام" منها أكثر ينظر اليها ثم رفع يده بتردد على ذراعها يربت عليه لتهدء ويهمس:


_ رقية... جسمك كله بيرتجف ....والله كلهم كويسين.


ثم اعتدل يقترب منها أكثر ليقول بعقل بعد أن بلع تلك الغصة المتشكلة من بكائها:


_ رقية...انتي بالذات مش عايزك تكوني ضعيفة كدة...مهما حصل..انتي الكبيرة يعني ضهر لأخواتك.


تفاجأ بها تريح رأسها على كتفه ثم وبتلقائية أراحت جسدها العلوي كله بداخل صدره تمرر وجهها بداخله ببكاء، توسعت عيني "حسام" ليتوقف عن النفس، بينما هي فظلت تُحرك وجهها بصدره تبكي بمرارة لتهمس من بين بكائها بينما يديها صعدت لكتفه تستند بها:


- شوفت... شوفت عملوا فينا ايه... وكانوا عايزين يعملوا ايه في أختك.


ثم تابعت ببكاء أشد ومازالت تمرمغ وجهها بوجع بداخل صدره الذي ينبض بعنف تحت رأسها:


- انا خلاص تعبت .. والله تعبت.


ظل ثابت محله، جسده شبه متصلب، يغمض عينيه بشده مع توقفه عن التنفس وهي بداخل حضنه هاكذا، رأسها تتحرك على صدره بهذا الشكل، شعرت بصدره تحت رأسها يدق بقوة فرفعت وجهها تنظر له وجدته ناظر اليها بعيون مُتسعه، فقال سريعّا بعد أن رفع يده يربط على ذراعها:


- اا ا مت.. متخافيش يا رقية انا.. انا معاكو والله وان شاءلله مفيش حد ممكن يقرب ليكوا تاني ابدًا.


استاءت "رقية" منه ومن يده التي تربط عليها بتردد فهمست بعد أن ابتعدت عنه:


- من امتى يعني وانت ممكن تحس بيا انا واخواتك... ولا حتى تفهم اللي احنا فيه.


ثم تابعت بعد أن نهضت من جانبه:


- وعلى فكرة لو عايز تمشي تاني.. امشي.. أنا اصلا متوقعة منك كدة من أول ما رجعت.


وقف "حسام" سريعّا يهمس بتبرير:


- ايه اللي انتي بتقوليه ده... قولتلك قبل كدة اني اخوكوا ومش ممكن اسيبكوا وامشي... افهمي بقى.


ردت بنبرة بكاء وهي تخرج من الغرفة:


- براحتك... انا من بعد اللي شفته بعد موت أبويا .. بقيت اتوقع اي حاجة... من أي حد.


ثم التفتت إليه وقالت بازدراء:

- وخصوصّا انت.


نفخ "حسام" بضيق ثم سأل وهو ناظر لخروجها المتعب من الغرفة:


- طيب رايحة فين.. خليكي نايمة شكلك مش قادرة توقفي.


استندت على الباب وردت قبل أن تغادر الغرفة بأكملها:


- هدخل أستحمى .. مش طايقة نفسي .. وبعدين هروح أنام في اوضتي.


وبعد خروجها، جلس "حسام" على طرف الفراش يضرب بيده على الوسادة بضيق ليقول بغيظ من نفسه:


_ في ايه ...مااالك...اشمعنى دي... ماتعاملها زي أحلام ...مااالها دي يعني..في ايه!!!!


 ثم تنهد وهمس بضيق وهو يلقي بوسادته المليئه برائحتها بعيدًا:


- وأدي المخدة اللي كانت نايمة عليها كمان ..مش نايم.


!!!!!!!!*********!!!!!!!******!!!!!!


توقف بدراجته أمام بنايتهم في الصباح الباكر، كعادته يفضل، بل يعشق السفر بها ليلًا عن السيارة، نزل "على" يصعد الثلاث درجات أمام البناية المؤدية للمدخل في خطوة واحدة ثم دخل المصعد، 


توجه إلى شقتهم في خطوة سريعة، وجد الأنوار مغلقة فابالتأكيد مازالوا نائمين في تلك الساعة الصباحية الباكرة، 

وضع مفاتيحه وهاتفه وخوذة الموتوسيكل على أقرب طاولة ثم خلع الجاكت الأسود الذي يرتديه والقاه على أقرب أريكة، تنهد بتعب السفر لعدة ساعات منذ منتصف الليل حتى الصباح، لكنه لم يجلس ليستريح بل أول ما توجه، توجه لغرفتها "مي"، 

لكنه قبل أن يدخل سمع صوت بالمطبخ مع نوره المشع من الداخل، تقدم "علي" فوجد والدته واقفه أمام الموقد وتضع الحليب على النار، فأبتسم باتساع لرؤيتها، ثم صدح بصوت مرتفع:

_ ست الكل اللي وحشتني.

صرخت والدته بفزع بعد أن أهتز الحليب في يدها تتمتم باسم الله، فضحك هو يقترب منها ليحتضنها، احتضنته والدته ثم ضربته بيدها على ظهره لتقول بلوم:


_ انت مش هتبطل رخامتك دي يا واجع قلبي انت.


خرج من حضنها يقول بضحكة ملء وجهه البشوش:


_ ست الكل... وحشتني يا ماما وربنا.


سحبته والدته لحضنها مرة أخرى بقوة حتى ارتطم بها لتهمس وهي تمرر يدها على ظهره:


_ وانت كمان ... كل دي غيبة يا زفت انت.


ثم خرجت من حضنه تنظر لأعلى تقول:


_ عقبال حسام يا حبيبي أما يحن وييجي...من يوم ما سافر وأنا قلبي واكلني عليه.


خرج "علي" من حضنها ليقول بعد أن انحنى يقبل يدها:


_ الشغل يا أمي...هو يعني بمزاجي.


ثم تابع:


_ وحسام ابنك ده ليه روقة معايا على فكرة.

ردت هي بنبرة بها حنين للغائب "حسام":


_ عملك ايه حسام...هو ياحبيبي فاضي يعمل ولا يسوي...الله يعينه على اللي هو فيه.


أخذ "علي" من يدها الحليب ليضعه على النار قائلاً:

_ قولتله مليون مرة يشوفلي حل وينقلني معاه مباحث المكافحة، ولا هو سائل... نفسي يا ماما أشتغل معاه.


قالت والدته وهي تجلس بالطاولة أمامه تقطع الطعام:


_ كان نفع نفسه...هو عارف يا حبيبي يثبت شغله هنا في القاهرة يبقى معايا أنا وأختك.


نظر "علي" حوله ليسأل عن مَن جاء بتلك السرعة من أجلها:


_ هي مي فين صحيح...لسه نايمة؟


_ اه كنت لسه هدخل أصحيها عشان تفطر وتاخد دواها...اختك مش عجباني اليومين دول خالص يا علي...لا بتاكل ولا حلوة كدة وكل ما أكلمها تقولي أنا كويسة متقلقيش نفسك يا ماما عالفاضي...بس أنا قلبي مش مطمن.


رد وهو يخرج من المطبخ يتجه لغرفتها:


_ أنا هدخلها...دي وحشاني جدآ.


فتح باب الغرفة، ونظر بالفراش فلم يجدها، نظر بباقي الغرفة بقلق وجدها نائمة على أريكة بأخرها ومتكومة على نفسها، بينما دوائها فمُلقي بإهمال على الأرض أسفل الأريكة، وبجانبه منديل أبيض به نقاط من الدم، أغمض "علي" عينيه يضغط شفتيه بضيق، ففهم أنها كانت متعبه بالأمس وحدها،


 اقترب منها على الفور ثم مرر يده على ذراعها العاري من كنزتها ذو حمالات على الكتف وهمس:

- مي..يا مي.


تململت برأسها ثم عادت لسكونها مرة أخرى، فوضع يده أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها وحملها يقترب من الفراش، وضعها بهدوء ثم سحب الغطاء يداثرها به جيدّا، وقبلها من وجنتها، وتمدد بجانبها يمرر يده بخفة على شعرها وعينيه تمر عليها بحزن وقلق من أجلها، ثم تحين منه تنهيدة فيقترب منها يسحبها يضمها اليه كما كان يفعل أخيه "حسام" كثيرا أمامه، فهي منذ ان كانت صغيرة تجعلهم يتطلعون لفعل المستحيل من أجلها وأجل سلامتها ، وحيدتهم، شقيقتهم الصغرى، فتعد هي النقطة الضعيفة والرقيقة بقلبهم، فتعبها يعد نقطة ضعفهم الاثنين بالحياة.

تأملها "علي" يبتسم بحنان فمنذ ان كانت صغيرة ودائما يشاكسها بأنه سعيد الحظ مَن تكون من بخته تلك الجميلة ذو الملامح الأقرب للملائكة، والوداعة، لم يكن يعلم حينها بخطورة ماتمر به تلك الصغيرة لصغر سنه هو الأخر، لم يكن يعلم بأنها ستجبر على العيش وحيدة طوال عمرها، فصحتها لم تقدر على الزواج أوالانجاب، هاكذا أخبرهم الطبيب منذ بلوغها وبداية اكتمال انوثتها، حينها تأزم "حسام" بحالة نفسية اثرت على باقي المنزل وظل يبيت معها بغرفتها تنام بحضنه لعدة أيام، حتى أعتادت على ذلك، فأضطر حينها اخبار والدته و"علي" حتى هي مع مرور الوقت وتحملها مسؤولية مرضها أمام الطبيب في بعض الأحيان علمت، واستقبلت الأمر كالمعتاد بالاستسلام والتسليم لله وبحمد وشكره على كل حال، حتى هي من خففت عن أمها نظرتها الحزينة اليها دائمًا، بينما هما فمع مرور العمر يزداد قلقهم عليها وعلى حالتها، 

اقترب "علي" برأسه يقبل وجنتها وهمس ويده تمر عليها بحنان:

_ عيون وقلب أخوكي انتي يا مي....ربنا يحفظك ليا يا نور العين انتي.


!!!!!!!!***********!!!!!!!!!!*********!!!!!!!!!!!!


 - غلط.... اللي حصل ده غلط وعك يا أساتذة... بذمتكم دي تصرفات ظباط محترفين ومبيعملوش أي خطوة غير بتخطيط وتنفيذ مُحكم.


صرخ بهم اللواء" هاني" لينظر "تميم" بحيرة الى "بدير" الواقف بجانبه ثم توجه للواء بعينيه يقول بتبرير:


- يافندم احنا مكناش نعرف ان حسام طالع على هناك أكيد يعني... هو فاجأة جاله تليفون بعدين ركب عربية بدير اللي كنا رايحين بيها وكان هيمشي من غير ولا كلمة لولا احنا لحقنا ركبنا معاه.


تحدث بدير ليصدق على حديثه:


- حصل يا فندم...ومعرفناش الا بعد ما وقف قدام البيت ولقينا الكارثة اللي هناك دي.


نظر اليهم بغضب فتابع "تميم" بعد لحظة صمت:


- بس الحقيقة يا فندم لولا حسام وصل في الوقت المناسب ... كانت فعلاً حصلت كارثة للبنت دي... حضرتك كان عندك حق لما قولتنا اننا نعجل بتحركاتنا وبالتنفيذ.


تنهد يرجع بظهره للوراء بالكرسي ثم هتف:


- وحسام.. مقالكوش حاجة... ايه الاخبار هناك.


أشار "تميم" للكرسي أمامه وقال:


- بعد اذن حضرتك يا فندم.


أشار اليهم بالجلوس، فتابع "تميم" بعد أن جلس هو وبدير:


- الناس دي يا فندم كل مدى وبيظهروا لحسام أكتر وباللي بيعملوا ده بيثبتوا ان أهمية انهم يلاقوا اللي مخبيه منصور قبل ما يموت بيسهل قوي مهمة حسام وتنفيذ الخطة الجاية بدون أخطاء باذن الله.


أخرج "بدير" هاتفه ليعطيه اليه ويوضح هو الآخر:

_ وحسام يافندم كان باعتلنا المخططات دي ... عشان تسهل علينا مرواحنا الورشة المرة الجاية.


أماء اللواء "هاني" وهو ينظر بالهاتف ثم قال:


_ أنا مش عايز غلط تاني يا بدير، اي خطأ أو خطوة مش محسوبة يا تميم هتعرض المأمورية وحسام للخطر.


ثم تابع بتأكيد:


_ خصوصًا ان احنا داخلين عالجد.


!!!!!!!****!!!!!!!*****!!!!!!!!


منذ ما حدث وهي صامتة، حديثها قليل، حتى خروجها من غرفتها أصبح نادر، نادتها "أحلام" لتخرج للعشاء، رفع "حسام" نظره اليها فور خروجها من غرفتها وجدها ترتدي فستان طويل ذو أكمام طويلة وصدر مغلق من أعلى وقد قامت بحكم خصلاتها بتوكة ترفعه بها، رغم حزنها على وجهها وعبوسها الشديد، إلا أنها تبدو في مظهر مختلف تمامًا عن سابقيه، تبدو أجمل وأجمل، أنثى بمعنى الكلمة بكل ملامحها وتفاصيلها بذلك الفستان الأكثر من أنيق، ظل معلق نظره بها وبهيئتها الجديدة على عينيه، حتى سألتها "أحلام" باندهاش:

: ايه ده يا رقية...هو انتي خارجة ولا ايه!


رفعت "رقية" الصغيرة التي تلعب بالطعام أمامها على ساقها لتطعمها وقالت:

_ لأ مش خارجة.

تفوهت بها بحزن شديد ونبرة ميته، فتابعت "أحلام":

_ أومال.. أومال لابسة كدة غير هدوم البيت ليه؟

شعر بدمعات تكونت بمقلتيها، ثم حاولت الانشغال بإطعام الصغيرة، وهي تقول بنبرة مختنقة بالبكاء:

_ قولت ألبس حاجة تنفع...تنفع أقابل بيها اي حد يدخل علينا في انصاص الليالي تاني.. قصدي تالت... مينفعش أقابلهم باللبس البيتي ليطمعوا فيا تاني ولا حاجة...ولا انتي شايفة ايه.


نظرت إليها الصغيرة فرفعت يدها إليها تمسح دمعتها لتقول وهي على وشك البكاء هي الأخرى:

_ رقية...انتي بتعيطي ليه...هو ..هو الراجل الشرير هييجي هنا تاني.


مررت "رقية" يدها على خدها ثم همست:

_ ياعالم يا أميرة... معرفش.

ظل "حسام" ناظر اليها دون كلمة واحدة، حتى انتبه لصمت البقية وتركهم للطعام مثبتين نظرهم عليها فقط، بينما هي فتدعي انشغالها بالاطباق وإطعام الصغيرين بينما دمعاتها تتأرجح داخل مقلتيها، فألتقط الصغير من الأرض يضعه على ساقه ويجلس محله بجانبها، ناظرًا بوجهها مباشرتًا، هامسًا:

_ رقية... أنا قولتلك قبل كدة متشليش هم...ايه الخنقة اللي جواكي دي كلها بس...قولتلك أنا معاكوا ومش هسيبكوا تاني أبدًا... حقك عليا أنا في اللي حصل.

قال جملته الأخيرة بأسف وحزن بداخله، ثم وبتردد رفع يده على وجهها يزيل تلك الدمعة الهاربة من عينيها يهمس وعينه تمر على ملامحها القريبة من عينيه:

_ طول ما أنا معاكوا...مش عايز أشوفك كدة ابدا.... نفسي أشوفك بتضحكي.

همس بكلمته الأخيرة بنبرة رجاء نابعة من أعماقه، فمن أول يوم كان به هنا ولم يراها ولو عن طريق الصدفة تضحك او حتى تبتسم دائما خائقة، قلقه، حزينة وشاردة كالأن.

نظرت إليه "رقية" قليلاً حتى أحس أنه شرد بعينيها الحزينة الدامعة ثم همست ودموعها على وجنتيها:

_ أنا نسيت الضحك من يوم ما بابا مات خلاص.

اقتربت منها "أحلام" على الفور تقول وهي تنظر إلى "حسام" المثبت نظره على "رقية":

_ يارقية عشان خاطري بلاش الحزن ده .. الحمد لله ان إياد معانا دلوقتي...تخيلي كدة لو مكنش جه هو والناس الغريبة اللي كانوا معاه دول ياعالم كان ايه هيحصل.

رفعت "رقية" عينيها اليه وجدته محدق بها فقالت وهي تحاول تذكر المشهد:

_ صحيح... مين يا إياد اللي كانوا معاك دول...وعرفتهم امتى ده انت لسه في البلد مبقلكش أسبوع.

أبعد عينيه عنها سريعًا يتنحنح ثم قال وهو يطعم الصغير الناظر اليهم هو توأمه:

_ دول... دول جماعة كدة اتعرفت عليهم عالقهوة..كنا..كنت بسألهم على شغل ليا، و..ولما انتي كلمتيني كانوا هما سامعين الصريخ الي وصلني في التليفون فلاقيتهم جايين ورايا...بس.


قالت "رقية" باندهاش:

_ أنا... أنا مكلمتكش.... معرفتش أصلاً أعمل أي حاجة غير ان عيني تبقى على أخواتك.

قالت "أحلام" سريعًا:

_ انا اللي كلمتك من تليفون رقية...هو اللي كان جنبي وقتها.

ثم تابعت بابتسامة ثقة:

_ وكان عندي حق... الحمد لله لحقتنا ولحقت رقية على أخر لحظة ..انت واللي كانوا معاك دول.

ثم قالت بغيظ:

_ بس بقولك ايه...دول بينهم مجانين او مش طبيعيين ..في حاجة كدة مش مظبوطة... أنا بقول متعرفهمش تاني او تقطع علاقتك بيهم أحسن.

ضحك "حسام" لينظر إلى "رقية" التي تنظر اليهم بصمت ليقول:

_ انا بقول أقطع علاقتي بكل الناس وميبقاليش غيركوا... ايه رأيك يا رقية... وإذا كان عالشغل فاشغلي يبقى معاكي في الورشة بقى.

صرخت "رقية" فاجأة فنظر اليها بقلق فرأوا الصغيرة تضحك وتقول من بين ضحكها:

_ رقية وقعت الشربة على نفسها زي زياد وهو صغير.

نظر إليها الصغير بحنق ليقول هو الأخر:

_ انتي كمان كنتي بتعملي كدة.

ثم ضحك وتابع:

_ ولسه بتعملي كدة أصلاً.

رفعته "رقية" على ساقها تقبله من وجنته وتقول بعد ان أخيراً ارتسمت ابتسامة على شفتيها:

_ ربنا يخليكوا ليا...انتوا أغلى حاجة دلوقتي.

تسلقت الصغيرة تجلس على ساقه هو الآخر فاجلسها وعينيه مازالت على تلك الجالسة بجانبه تقبل الصغير وتطعمه بعد أن أخيراً كفت عن البكاء، اقترب "حسام" هو الأخر يرفع الملعقة بالشربة لفمه بينما عينيه عليها هي وعلى كل حركة تصدر منها، حتى صدح منه صوت هو الأخر فزع، ثم انتفض تنهض الصغيرة من على ساقه، نظروا اليه جميعهم حتى ضحكت "أحلام" وهدر الصغيرين من بين ضحكهم:

_ إياد بيوقع على نفسه وهو كبير...الحقي يا رقية.

كان ينظر اليهم بمرح وهو ينفض ساقه حتى رأها هي تضع يدها على شفتيها وتضحك ملء فمها، هنا ترك كل شئ وثبت عينيه عليها، يتأمل تلك الضحكة نادرة الظهور، أهي بكل ذلك الجمال والبهاء أم يخيل له، ظلت يده معلقه مابين ساقه وبين الهواء بينما لايشعر بعينيه المثبته على تلك الضحكة الرنانة وهي ترجع رأسها للخلف بمجرد النظر للصغيرين وضحكهم هم و"أحلام" ثم تعود مرة أخرى للأمام فتبدوا ملامحها أوضح لعينيه القريبة للغاية منها.

همس "حسام" بداخله وعينيه مازالت معلقة بها:

_ الله يخربيتك على بيت جمالك... ربنا يستر.

!!!!*****!!!!!!!*****!!!!!!

استأذن "بدير" منذ قليل لمقابلة تلك المشاكسة الجميلة، خطيبته "أمينة" فيتوق منذ الصباح لمقابلتها، فهي عشقه التي يعمل من أجلها وأجل اليوم الذي يجمعه الله بها في بيتٍ واحد، 

ترك "تميم" وحده يعمل بكافة التفاصيل التي طلبها منهم "حسام".

خرج من مكتب اللواء وبيده ملف يفتحه ينظر به ويتقدم بخطواته لمكتبه، لكنه حانة منه نظرة أمامه ثم عاد بنظره للملف بيده، لكن عاد بنظره سريعًا ينظر بالطرقة أمامة، بعيون واسعة أيعقل تكون هي هنا!!.. أم يتخيلها..!! فكيف لها ان تأتي هنا مكان عمله، تبدو محتارة تنظر حولها وكأنها طفلة وقعت هنا بالخطأ، تائهة...مي!

رانيا أبو خديجة

٣٦٥ يوم أمان

رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي.... عشان اللي جااي غير اللي فااات خااالص وانتوا عارفين لما بقول كدة بيبقى ايه🔥🔥♥️

حسام بدأ يقع في مصيبة حقيقية وهي معاه في بيت واحد ياترى ده هيأثر على مهمته ولا هيحاول يركز قدر الإمكان ؟


وتميم بدأ يشوفها حتى في خيالاته ولا تكون راحتله شغله بجد؟!

أما مي مريضة قلب لايصلح لها الزواج ولا تقدر على الانجاب..

فهيكون ايه الحل طيب في حالة الغراام دي بقى🥺

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل العاشر من 365 يوم أمان هنا 👇

                //// الفصل العاشر  👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

ومتنسوش علي والست مايا.... رأيكو وتوقعاتكم.. 

ومتنسوش طبعا دعواتكوا لأخواتنا وتكثيف الاستغفار والحوقلة بنية نصرهم وهلاك عدوهم اللهم امين.


قراءة ممتعة ♥️🥰

رانيا أبو خديجة 






تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة