U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ميمو الفصل السادس والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ميمو الفصل السادس والعشرون بقلم رانيا ابو خديجه

رواية ميمو بقلم رانيا أبو خديجة

رواية ميمو 

رواية ميمو الفصل السادس والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل السادس والعشرون

#ميمو

#رانيا_أبو_خديجة

_ سلمى..!!

بصتلها بعيون شبه مقفولة من أثر النوم اللي ملحقتش أنامه...وفي أقل من لحظة ادركت الموقف العجيب دة...وجودها هنا قدام باب بيتي وامتى!! في الوقت دة...غريب!!
بعد لحظة بس من الاندهاش فتحت عيني وقدرت أشوف وشها وعيونها اللي مركزة في عيوني ...مالها .عيونها حمرا بالشكل دة ليه وكأنها باتت ليلة كاملة في عياط.. 

فضلت مندهش من وجودها ... لحد ما في لحظة وبعد نظرات مكنتش فاهمها منها ..حزن مع دموع ....انحنت بعنيها لتحت بعيد عن عنيا وفاجأة لقيتها موديا وشها الناحية التانية... وهنا أخدت بالي اني واقف قدامها كل دة بالبنطلون بس ... من غير ولا كلمة دخلت الأوضة وفي ثواني خرجت وانا بلبس التيشرت ...لقيتها دخلت و واقفة في وسط الصالة وباصه لتحت بشرود

غريبة...عرفت شقتي ازاي....وايه اللي حصل خلاها تجيلي في وقت زي ده.....وقفت لحظة اتوقع ايه يكون حصل سبب في حالتها دي....ومجيها لحد هنا....يكون أخوها اعترض على كلامها واتخانق معاها.... ولا يكون موافقش أصلاً عليا ...

التفتتلي فاجأة بنفس ملامحها الحزينة المطفية...مالها..فيها ايه

قربت منها وبعد نظرات غير مفهومة

_ سلمى....مالك...ايه اللي حصل خليكي تجيلي دلوقتي وعرفتي عنواني منين؟!!

سؤال بيدور في ذهني من اول ما فتحت الباب ولقيتها هنا.. وبعد لحظة صمت جديده..أخيرا سمعت صوتها

_ أول مكان اتقابلنا فيه...فاكره؟!

_ اول مكان اتقابلنا فيه وأول مرة شفتك فيها.... طبعاً فاكر.

_ اول ما خرجت بعربيتي طلعت على هناك وسألت عليك ومنهم دلني على عنوانك هنا.

جوايا نار قايدة من امبارح من وقت ما عرفت اللي مخبيه عليا...

لقيته ابتسم فاجأة وقرب واتكلم بصوته اللي دايما بيبقى عارف هو بيعمل فيا ايه

_ عموماً نورتي بيتي المتواضع واللي هيكون بيتنا قريب...ها ايه رأيك في شقتنا... على فكرة لو حابه اي حاجه تتغير فيها انا مش هناقشك...ولو حابة كلها على بعضها تتغير برضو موافق...دة انتي تؤمري يا سلمى... وعلى فكرة انا عارف انتي جاية دلوقتي ليه وبالشكل دة ...

رفعت وشي ابصله.... عارف!!!

_ أكيد أخوكي عارض كلامك كالعادة ومش موافق حتى يقابلني..مش كدة...بس انا بقى عايز اقولك اني مش قلقان ولا متضايق عشان انا واثق انك مش هتكوني لحد غيري ... حتى لو مين معارض

كنت ببصله وأنا مش مصدقه هو ازي كدة ازاي قادر يقف قدامي بالثقة دي ازاي بيتكلم وكأن اللي سمعته عنه امبارح ده عن حد تاني غير اللي واقف قدامي دلوقتي..!

حسيت وانا واقفه قدامه وعيني في عينه بدموع غريبة بتنزل على وشي ...انا مقهورة قهرة مش ممكن يحسها.

_ سلمى....متعيطيش انا مش ممكن اسيبك لو ايه حصل...انتي خلاص بقيتي جزء من عمري اللي جاي...
بعدين قال بهمس 
_ انا بحبك...!

وبعد ما سمعت الكلمة دي ....اللي دايما بتمناها منه ... غمضت عيني بقهر أكتر حساه دلوقتي اكتر من اي شئ تاني ...

حسيت فاجأة بايد بتلمس وشي...فتحت عيني لقيته هو ... معملتش اي حاجه غير اني حسيت احساس وحش قوي...انا حاسه اني واقفة قدام حد معرفوش... رفعت ايدي ابعد ايده عني ورجعت خطوة

_ متخافيش يا حبيبتي انا بحاول أهديكي...

بعدين قالي وهو سايبني وداخل جوا
_ هدخل أجبلك مايه .... وبعدين تقعدي كدة وتهدي وتحكيلي أخوكي قالك ايه خلى حالتك كدة

كنت متابعاه بعيوني وهو داخل وفي أقل من دقايق خرج وفي ايدة كباية بيملاها ميا من دورق زجاج في ايدة التانية

_ خدي أشربي عشان تهدي شوية واهدي كدة واحكيلي ايه اللي حصل ؟

بصيت للكوباية في ايدة ورفعت عيني لوشه ... لقيته بيبتسملي بحنان ....لقيت نفسي بسألة ونفسي يكون عنده رد غير اللي تاعبني 

_ ميمو....باباك مات ازاي؟!

لقيت الابتسامه اختفت وعيون وسعت بتفاجأ واندهاش

_ ومامتك.... كانت بتشتغل ايه؟!

صوت تكسير رهيب ناتج عن وقوع الكوباية الازاز من ايده عالأرض محى الصمت المخيف اللي بينا دة...

..….....…......................

_ قصي...قصي...اصحى يا ابني...قصيييي

فتحت عيني بالعافية....لقيت أبويا واقف وشكلة مخضوض...قومت اتعدلت افهم في ايه تاني 
_ ايه يا بابا...في ايه ؟
_ أختك سلمى ....مش في أوضتها!!

_ايه.... بتقول ايه يا بابا ...راحت فين سلمى!!!!!

_ معرفش يا ابني ...انا روحت أبص عليها من قلقي من امبارح ملقتهاش لا في أوضتها ولا في الڤلة كلها

قومت بسرعة والتليفون في ايدي

_ هتكون راحت فين يا بابا...ده احنا الساعة سته ونص الصبح

لقيته قعد مكاني عالسرير بتعب
_ معرفش ...انا خايف تكون عملت في نفسها حاجة بسبب اللي قولتهولها امبارح

بصتله وسكت..مش عارف اقول ايه بس على تصرفاتها دي ... 
_ انا هحاول أكلمها ولو مردتش هخرج ادور عليها بنفسي

_ تكون راحتله يا ابني....ياخوفي لتكون راحتله ويعمل فيها حاجة لما يعرف انها كشفته....انا مش عارف اختك دي عايزة تعمل فيا ايه

نزلت التليفون من على ودني لما يأست انها ترد عليا 
_ اهدى... اهدى حضرتك...اهدى وانا هغير هدومي واخرج ادور عليها

...….….....….......................

كنت عارف ان اللحظة دي هتيجي...بس مش وقتها خالص ...كنت عايز أضمن وجودها في حياتي أولاً وبعد كدة اللي يحصل يحصل

طول عمري متحمل اي حاجه وأي كلام عن الماضي من أي حد ...لكن دي بالذات مينفعش....اي كلمة منها هتكسَر بجد

_ ساكت ليه.... هتفضل تبصلي كدة كتير...ماترد....قولي انه كدب وانهم بيقولوا كدة عشان مش عايزنا نكون مع بعض بس ....

صوت عياطها زاد وبجد أتقل حاجة على مسامعي دلوقتي 
_ عشاان خاطري يا ميمو قولي انه مش حقيقي واني مكنتش عبيطة قوي كدة .... وإني كنت هتجوز حد أنا معرفوش 

بصيت لدموعها وملامحها المختفيه تحت كل القهر دة وهمست بالعافية 
_ عايزاني أرد أقولك ايه...كلامي مش ممكن يريحك يا سلمى 

لقيتها سكتت فاجأة لحظات... بعدين ردت بذهول 

_ يعني صح...حقيقي مش خيال؟!

لقيتها بعدت خطوتين بضهرها وفضلت تبصلي لحظات وفاجأة  ادتني ضهرها تمسح دموعها وقربت من الباب تخرج
ولسه حالا واخد بالي من هيئتها كانت لابسه بنطلون أسود على جاكت مع طرحة محطوطة بإهمال على راسها ومن غير شنطة او اي شئ في ايديها ...وكانها قامت من السرير ركبت العربية وجت على هنا....فوقت من شرودي في هيئتها اللي اول مره اشوفها بيها على فتحة الباب وقبل خروجها بثانية جريت اسبقها ....قفلت الباب ووقفت قدامها
لقيتها بصتلي بنظرة اول مرة أشوفها ...شراسه في عينيها رغم الدموع اللي مغرقاها 

_ اوعى يا ميمو...عديني أخرج

_ لأ مش هتمشي الا لما تسمعيني

_ بقولك اوعى وخلاص مش عايزة أسمع حاجة...ابعد عن طريقي بقولك!!!

قالت اخر كلمتها بصريخ 

فضلت واقف مكاني حاجز طريقها
_ قولتلك مش هتخرجي من هنا ..لازم تسمعيني الأول 

بصتلي بنفس نظرتها القوية دي ومن غير ولا كلمة حاولت تحط ايدها على مقبض الباب تفتحة .... حطيت ايدي على ايدها ووقفت قدامها بالظبط ....لقيتها خطفت ايديها وصرخت في وشي 

_ ابعد عن طريقي بقولك ....عديني!!!!!!
_ مش هتخرجي من هنا يا سلمى

لقيتها قالت بسخرية
_ ايه هتحبسني؟!
قربت منها خطوة رجعتها هي بضهرها
_ ياريت...ياريت كنت أقدر

حسيتها اتهزت لما ملامحها رجعت لضعفها تاني واتخلت عن ملامح القسوة دي....ودموع زي الشلال لقيتها سابقة صوتها المهزوزو
_ كفاية يا ميمو لغاية كدة...وسبني بقى للي هشوفه الأيام الجاية....سبني لحالي 

_ معنى كلامك ايه....هتقدري تبعدي وتنسي بسبب حاجات انا مليش ذنب فيها

بصتلي بنفس دموعها وعياطها 
_ ملكش ذنب
قربت وقولت بانفعال حقيقي من جوايا لاني تعبت
_ أيوا مليش ذنب.....واحد بيعمل كل حاجة غلط في حياته شغل وعيشة.. كله غلط حتى لما جه يعمل الصح ويتجوز راح اتجوز واحدة...
سكت احاول افكر نفسي اني المفروض بتكلم عن أمي 
_اتجوز....اتجوز رقاصة ... عشان يجبوني انا وزينب وندفع احنا الفاتورة كلها

بنفس عياطها وملامحها بصتلي وسبتني وراحت قعدت عالكنبة بتعب ...حسيت انها مش قادرة تقف وتكمل اكتر من كدة

روحتلها وقعدت جنبها واتكلمت بكل الخنقة والخوف اللي جوايا لتكون دي النهاية

يمكن تحس بيا يمكن تلتمسلي الاعذار اللي الدنيا كلها رفضتها قبل كدة
_ سلمى.... انتي مخترتيش والدك يبقى مين ...ولا والدتك تبقى ست تحبيها وتقدريها لحد النهاردة...انا كمان مخترتش ...مكنش ليا فرصة اختار حاجة...بلاش...بلاش تعملي فينا كدة وتحسبيني على حاجات أنا معملتهاش...اسأليني عني أنا حسبيني على افعالي أنا...أنا عيشت عمري كله بهرب من اي حد واي كلمة توجع .. لأني تعبت من المواجهات طول عمري ...بس عمري ما عملت حاجة اتلام عليها ...

بعدين اتكلمت بقهر ووجع كل السنين

_ بلاش تعقبيني انتي كمان ...انتي متعرفيش انا واجهت ايه ولا مريت بايه عشان ابعد عن كل دة....انا كنت طفل ١٤ سنة مش عارف يطمن نفسه ولا يطمن اخته الي كانت بتموت بعد ماشافت ابوها وأمها بيموتوا قصادها..... انا دفعت كتير قوي....وشفت كتير وتعبت واتحملت حاجات مش ممكن تتخيليها لحد ماقدرت اقف تاني واخد أختي ونختفي ونبعد عن كل دة .... 

بصتلي بقهر بعدين قالت بدموع
_ حتى لو انا فهمت اللي بتقوله دة...أهلي هيفهموا؟!!

رديت عليها بصوت قوي حسيتها اتهزت منه

_ انا ميهمنيش حد دلوقتي غيرك انتي.... لو انتي معايا انا مستعد احارب الكل عشانك

سكتت  تتنهد مع دموع مبتوقفش وبصتلي كتير قوي...مش عارف نظرات شفقة ولا غضب ولا لوم ....طب انا صعبان عليها دلوقتي ولا لسه بتلوم عليا ....يارب بلاش دي كمان توجعني كدة...بلاش ...دي بالذات انا حسيتها هديه منك على اللي فات وكل التعب دة....انا عارف انها مش ممكن تبعد ..هي بتحبني واللي بيحب...

_ ميمو...انا خايفة ...بقيت بخاف منك ..

بصتلها برعب من جملتها دي

_ حاسه اني معرفكش... معرفش انت مين...انا شيفاك دلوقتي حد تاني خالص

قومت وقفت وانا عيني في عنيها بعد ما كنت قاعد بترجاها

قامت واخر حاجة كنت مستني انها تعملها...خلعت الدبلة اللي ماصدقت انها تبقى في ايديها ....وحطتها عالترابيزة ...واخر نظرة قهر... بعدين فتحت الباب ومشيت..... وبعد لحظة من صوت عربيتها فتحت الباب أحاول الحقها...الحق آخر حاجة بقيالي
لقيتها مشيت .....قفلت الباب بكل قوة ....فضلت ألف حوالين نفسي حاسس عايز اصرخ في وش الدنيا كلها واقولها ليه كدة

_ لييييييييييه!!!!! 

صوت تكسير الترابيزة اللي سابت عليها الدبلة بينافس صوت صريخي في وجة اقداري كلها

...……........…....................

_ قصي...لسه يا ابني تليفونها مقفول...وكلمت صاحبتها غدير قالت مشافتهاش من امبارح

غيرت هدومي ونزلت وأنا بكلم مؤنس

_ أيوا يا مؤنس.... عايزك تجبلي عنوانه وعنوان شغله بسرعة وتبعتهملي حالا

قفلت التليفون وبصيت لأبويا اللي باين عليه منمش اصلا وعلى وشه تعبيرات قلق مشفتهاش قبل كدة

_ ممكن حضرتك تطلع ترتاح فوق....وانا هتصرف ....

_ مؤنس اللي كان بيكلمك ده؟

_ اه هو ....هو اللي هيقدر يجبلي عنوانه دلوقتي

لقيته سألني بقلة حيلة

_ تفتكر تكون راحتله؟

سكت شوية...من نظرتي لسلمى واللي شفته معاها امبارح يقول ان الموضوع مش سهل ابدا وحاجة من الاتنين ياما هي اللي هتتعب ياما هتتعبنا إحنا معاها

_ مش عارف يا بابا.... المهم دلوقتي انه.....

لسه هكمل كلامي لكن قاطعني صوت عربيتها بره

لحظة وكانت داخله من الباب... وبنفس منظرها امبارح بل أسوء
اول ما دخلت لقتني واقف انا وبابا مستنينها وبعد نظرات كلها تعب وكأنها مش شيفانا اتجهت للسلم تطلع اوضتها

_ كنتي فين يا سلمى؟

رغم تعب بابا الظاهر على ملامحه من الصبح لكنه سألها بطريقة أقل ما يقال عنها بقسوة

وقفت عالسلم بعدين التفتت تبصله بعيونها ونظرتها الضعيفة 

_ كنتي عنده صح...بتتأكدي لأكون ابوكي بيكدب عليكي ولا عايز يقهرك عالفاضي مش كدة

بصت لبابا بس وسكتت 

_ عموماً مرواحك او مجيك مش هيفرق في حاجة غير انك هتخليني امنعك من الخروج من البيت بعد كدة لحد ما الموضوع دة يموت 

لقيت نفسي بسيب ملامح سلمى شبه المعدومة دي وببص لبابا اتأكد انه قال كدة فعلا وبالطريقة دي لسلمى...اللي مش ممكن كنت اتخيل تيجي لحظة والقيه بيكلمها بالطريقة دي

_ اتفضلي على اوضتك ومسمعش تاني انك خرجتي من الباب دة بدون علمي انا واخوكي ..مفهوم

بمنتهى الضعف هزت راسها براحة وقبل ما تلتفت تكمل طلعوها المميت للسلم كانت في دمعه حالفة لتنزل عشان تقهر بابا عليها أكتر
تابعتها في طلوعها خوفاً عليها لتقع زي امبارح....كانت بتطلع بطريقة حد عجوز مسن مش قادر يرفع رجل وايديها قافشة في درابزين السلم ....

بعد ما طلعت بصيت لأبويا ....لقيته بيتنفس بتعب فاجأة وشاف اقرب كرسي وراح قعد عليه ......روحت بسرعة اقعد جنبه اطمن عليه مع اني مش قادر اتكلم نص كلمه من اللي بيحصل في البيت دة
_ بابا... حضرتك كويس؟

رفع وشه بملامحه الضعيفة دي ولسه بيتنفس بتعب
_ اختك...أختك دي اللي هتموتني يا قصي
قربت منه بخوف عليه وحاولت اطمنه
_ يا بابا متقلقش عليها... سلمى مهما كان عاقلة وبعد اللي عرفته دة اتأكد انه مبقاش ينفع ... مستحيل تكون لسه بتفكر فيه وفي جوازها منه

اتنهد بتعب ورفع وشه يبصلي بقلة حيلة

_ مانت مشفتهاش لما جتلي الشركة تكلمني عنه قبل ما ييجي يتقدملها ..كانت بتتكلم ازاي ....وحالتها اللي اتقلبت 180 درجة من سواد الليل بس لدلوقتي بتقول ان الموضوع مش هيعدي بالساهل كدة...اختك متعبه ومش هتنسى بالساهل هتتعب وتتعبنا معاها

بعدين بصلي بقلة حيلة أشد وكمل برجاء أول مرة أشوفه في عين ابويا
_ أنا عارف يا قصي ان سلمى تعبتك كتير خصوصاً بعد وفاة أمك ومجيك تعيش معانا هنا بعد مأنا اترجيتك ...لكن يا أبني دي أختك وانت أخوها الوحيد والحاجة الوحيدة اللي هتريح قلبي وجودك ووقوفك معاها في اي حاجة وأنا كمان مش عارف الجدع دة هيكون تصرفه ايه...هيبعد ويريحنا ولا هيتعبنا ويوجعني على أختك

_ محدش هيقدر يقرب من سلمى أختي بأي سوء يا بابا طول مأنا معاها...واللي هيمسها محدش هيقفله غيري ...متخافش عليها ... سلمى اختي واللي يمسها يمسني.

كنت بقول كدة بكل ثقة وقوة جوايا... سلمى مهما عملت اختي ومفيش حاجة ممكن توجعها متوجعنيش....ياريت هي بس تفهم دة
رفع وشه بصلي بابتسامة ممتنه وأول مرة يقولي:
_ يمكن أصح خطوة أخدتها في حياتي هي إني اتجوزت أمك وانت جيت عالدنيا...ربنا يباركلي فيك يا أبني

..…....…..….................

_ وأول ما دخل المدرسة بعد غيابه اليومين اللي فاتوا كان عمال يتلفت حواليه وكأنه بيدور عليكي وجه فعلا وسألني عليكي وقبل ما أرد عليه كانت المديرة خارجة من مكتبها وعرفت انه جه المدرسة وأخدته على مكتبها وبعدها بدقايق كان خارج وبيبص في كل مكان في المدرسة وكأنه بيودعه

كنت سامعة كلام غدير عنه وكأني ما صدقت أخيرا ان في حد شافة وجابلي سيرته ...بقالها كذا يوم بتجيني تطمن عليا بعد غيابي عن المدرسة...بخاف اسألها عليه كل ما تجيلي بس كأنها بتقرا السؤال في عيني كل مرة ....جت النهاردة وأول ما دخلت فضلت تحكيلي على اللي المديرة عملته معاه
سألتها بصوتي اللي بالعافيه بطلعه من كتر العياط حاسه مبقاش فيا نفس 

_ والمديرة عرفت منين اصلا يا غدير الا بقى اذا انتي كنتي اتكلمتي مع حد من المدرسة وقولتي اللي انا حكيتهولك وفضفضت معاكي بيه

_ اخس عليكي يا سلمى يعني انا كل يوم هطلع من المدرسة عليكي عشان اسمع منك واروح اقول ربنا يعلم انا باجي اطمن عليكي وكل اللي بقوله في المدرسة انك عيانه عشان كدة غايبه زي ما قولت للمديرة بالظبط 

_ اومال بس هيكون ايه اللي حصل في مكتب المديرة الا إذا كان عشان الموضوع دة

_ ماهو انتي لو تصبري كنت قولتلك ...انا سمعت البت وفاء بتقول انها سمعت المديرة بتتكلم في التليفون مكالمه بعصبيه وانتي عارفه وفاء راميه ودنها على خلق الله...المهم كانت بتقول انها جابت فيها سيرة ميمو بس بتقول انها مفهمتش بتقول عنه ايه....بس اللي حصل النهاردة ربطوا هما بالمكالمة دي

سرحت أفكر في كلام غدير...يبقى اكيد قصي وبابا هما اللي عملوا كدة....عايزين يبعدوا كمان عن مكان شغلي.. 

...…..….....…....................

بقالي يومين بروح عند المدرسة أقف بعيد بالموتوسيكل استناها تطلع مع المدرسات لكن كله بيمشي وهي مبتخرجش.... معقوله مبقتش تيجي المدرسة

وزي العادة اخدت الموتوسيكل ورجعت لما الكل مشي ويأست إني أشوفها.....عمال افكر ياترى هي عامله ايه دلوقتي من وقت ماكانت عندي في البيت وصورتها بدموعها وحالتها دي مبتفرقش خيالي .... عايز أشوفها...محتاج أشوفها..

وقفت بالموتوسيكل قدام الورشة ودخلت أشوف شغلي يمكن يشغلني عن الوجع اللي مش عايز يفارقني طول عمري ده

وفي عز شغلي وانشغالي برضو بفكر ازاي اوصلها ... وبعد يوم طويل حاولت على قد ما أقدر أشغل تفكيري عنها....لكن أوقات كثير كنت أسيب  اللي في ايدي ... وأفكر بس ياترى حالها ايه دلوقتي...ملامحها لسه زي أخر مرة شفتها فيها ولا خلاص الوقت البسيط اللي مر دة على غيابها عن عيني نساها كل حاجة وأي وجع كان بينا حتى الحاجات الحلوة خايف قوي تكون نسيتها..... وبعد محاولات نسيان كل الدوشة دي والتركيز في الشغل..لقيت اني فعلا تعبت ومش قادر

_ سيد...ياااااسيد!!! 

_ ايوا ايوااا ياريس ميمو أؤمر

روحت اتجاه الموتوسيكل بتاعي وركبت 
_ انا ماشي ...خلي بالك من الورشة على ما يوسف ييجي وباشر الشغل انت مكاني
_ طب يا ريس ال....يا ريس ميمووو ..

كنت طيرت بالموتوسيكل ومسمعتش اي حاجه غير صوت عقلي اللي بيلح عليا الحاح غريب اروح لحد بيتها يمكن المحها بأي طريقة وارجع اقول لأ بلاش جنان حركة زي دي ممكن تعقد الامور اكتر مع أهلها

... وقفت بالموتوسيكل قدام الشقة...وفتحت بمنتهى الإرهاق ودخلت...رميت نفسي عالكنبة وانا بتنهد بتعب الدنيا كله.... وانا دماغي بدور في كل اتجاه 
...لازم ..لازم يكون في وسيط يوصلني بيها...بس ازاي ومين؟!

سمعت خبطت غريب على الباب وكأن أكتر من ايد بتخبط....قومت بالعافيه أفتح.....
وأول ما فتحت 

= مسترررر ميمووووو....وحشتناااااا
...… ....................

_ قصي بيه.. أنا ملاحظ ان عمار بيه مبقاش بييجي كتير ولما بينزل هما كام ساعة مبيبقاش طايق يكلم حد فيهم وبيمشي

رديت عليه وانا بمضي باقي الورق المهم مكان بابا

_ معلش يا مصطفى بابا اليومين دول مشغول شويه في حاجة كدة...لكن انا هنا مكانه أهو وأي ورق او حاجة متعطلة انا موجود

_ أصل يا فندم...أصل ....

رفعت وشي عن الورق ليه ...لقيته على وشه تردد غريب ....اديته الملف اللي في ايدي بعد ما خلص امضى

_ ايه يا مصطفى في ايه..مالك

_ صراحة يا فندم ...كنت عايز أقول لعمار بيه حاجة كدة شفتها ومن غرابتها انا والله ما عايز اتكلم فيها لأكون غلطان...لكن الشبه غريب يا فندم..

_ ايه يا مصطفى بتلف وتدور على ايه ....وشبه مين اللي بتتكلم عنه

_ خطيب أنسة سلمى يا قصي بيه..

اتنهدت بملل ...مبقاش في حاجة مخليه بيتنا كئيب كدة وبابا في الحالة دي بسبب سلمى وخوفه عليها الا البني أدم دة

_ ماله ....خطيب سلمى

_ احم..... عشاء العمل اللي كان من كام يوم وعمار بيه اعتذر عنه  ....وقتها احنا كنا في أوتيل نازل فيه البيه الأجنبي .. لما عمار بيه اتأخر وهو خلص عشا طلب ندخل مكان النايت اللي في الاوتيل وهناك يا قصي بيه لمحت حاجة استغربتلها شويتين 

فركت وشي بملل

_ لمحت ايه يا مصطفى..أخلص

_ أخت خطيب أنسة سلمى.... كانت لمؤاخذة يعني لابسه بدلة رقص وبترقص في المكان 

اتعدلت وبصتله بتركيز..مين؟!!!

_ وانت ....وانت يا مصطفى تعرف أخته منين؟!!

_ ازاي يا فندم....ده أنا اللي استقبلتهم لما جم يتقدموا لسلمى هانم وكنت مع عمار بيه في اليوم دة من أوله لحد ما وصلتهم للعربية اللي جايين فيها خارج الڤيلا ....غير ما اني فاكرها كويس قوي لأنها كانت بتتكلم كتير مع أخوها وخالتها 

سكت أفكر....رقاصة...أخته كمان رقاصة..!!

#ميمو

توقعاتكوا للي جاي ياترا ميمو هيعمل ايه أكيد مش هيسكت 
وقصي؟
وزوزو اعتقد في كلام تاني خالص جاااي؟
رأيكوا وتوقعاتكوا وتفااعل يشجع يابشرر 
قراءة ممتعة♥️♥️🥰

#رانيا_أبو_خديجة
لقراءة الفصل السابع والعشرون من رواية ميمو 👇👇
         للانضمام لجروبنا على الفيسبوك 👇
              👈 انضمام 👉
     او للصفحة الرئيسية الخاصة بالروايات 👇👇
             👈 انضمام 👉
                     




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة