U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

روايه ٣٦٥ يوم امان الفصل الثامن بقلم رانيا ابو خديجة

روايه ٣٦٥ يوم امان الفصل الثامن بقلم رانيا ابو خديجة

روايه ٣٦٥ يوم امان الفصل الثامن بقلم رانيا ابو خديجة 

رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الثامن 

 الفصل الثامن

 ٣٦٥ يوم امان بقلم رانيا ابو خديجة 

#٣٦٥_يوم_أمان


#رانيا_ابو_خديجة


- حسام!


نظر "تميم" و "بدير" الى بعضهم ثم وجهوا عيونهم اليها، نهضت "أحلام" من الأرض تقترب منهم ثم رفعت يدها المرتعشة الى وجهها تجفف سيل دموعها وتفوهت باندهاش وتسائل:


- حسام مين...وانتوا مين أصلًا؟


نظر "بدير" الى "تميم" بحيرة وجده يبتلع ريقه وعينيه تتطلع إليها بتفكير ثم قال بتردد:


- حسام اللي جوا ده.


توسعت عيني "بدير" ثم ضرب بكفه على وجهه وهو يتمتم :


- روحنا في داهية.


بينما تابع "تميم" وعينيه لا تحيد عنها:


- هو مش اللي جوا ده... اسمه حسام؟


نظرت اليه "أحلام" قليلًا ثم قالت:


- حسام مين.. ده أخويا إياد!


ضرب كف بالأخرى ثم قال وهو ينظر الى "بدير" بحيرة:


- لا إله إلا الله ... شوف يا أخي قاعدين مع الراجل بقالنا اكتر من ساعة وشربنا شاي مع بعض واتخانقنا مع بعض والواحد مش قادر يقتنع انه إياد.


رد "بدير" على الفور:


- يا أخي لخبطنا... شوية حسام وشوية خليل... الراجل عمال يقولك طول القاعدة إياد إياد والبعيد مبيفهمش.


- معلش بقى وأنا دماغي دفتر يعني.


ثم نظر إليها يتابع:


- لمواخذه يا آنسة بس هو ايه اللي بيحصل بالظبط .... احنا فاجاة لقيناه قام من عالقهوة وواخد في وشه كدة.


نظر إليها "بدير" مكملاً له:



- اه ومين سمعك ده الواحد توقع حريقة ولا ابوه بيولع ولا حاجة... يلا ربنا يكفينا شر البلاوي.


ثم صدح بصوت مرتفع:


- تعوز مننا حاجة يا أخ بلال قبل ما نمشي!


همست "أحلام" بحنق:


- بلال مين يا اخ انت..قولنا إياد .. إياااد.


نظر إلى "تميم" بأسف ثم تابع:


- يوو ... معلش ندينا بقى الأخ كريم من جوا.


!!!!!*****!!!!!*****!!!!!!!!


 سحب الغطاء لأخر عنقها يداثرها به جيدّا ثم نظر بوجهها أحمر كالدم وملئ بالدموع، فأخرج من جيب بنطاله منديل وأخذ يمرره على وجهها، ومازالت عينيه عليها، بداخله حريق ينهش به  عند تذكره فقط لو كان تأخر عدة دقائق إضافية، يلعن نفسه وتأخره الذي جعله يتركهم تلك الساعات ليكونوا لقمة سائغة لهؤلاء الذئاب الليلية، سمع شهقات وأنين بجانبه مع يد صغيرة ترتجف بشدة تقبض على ذراعه، التفت "حسام" وجد الصغيرة تضع رأسها على ذراعه بينما يديها تقبض عليه بشدة وكأنها تحتمى بيه، خائفة ليتركهم مرة أخرى، انحنى "حسام" يرفعها من الأرض على ساقه مقبلاً وجهها بحنان، ثم رفع يده يمررها عليه وهمس وهو يحاول ان يربت عليها لتهدء:


- جسمك كله بيترعش ... متخافيش يا حبيبتي.


انفجرت الصغيرة في البكاء تقول من بين شهقاتها:


- مت..متسبناش .. متسبناش تاني. كانوا كانوا هيموتوا رقية.


نظر "حسام" لشهقاتها بأسى ثم قربها يحتضنها ويده تربت عليها لتهدء، نظر للصغير الأخر الجالس بجانب "رقية" على الفراش ويده الصغيرة تربت عليها وهي نائمة رغم دمعاته التي لا تجف.



ظل "حسام" ينظر اليهم حتى وصله صوت "بدير" من الخارج:


- يا كررريم.


يليه دخول "أحلام" الغرفة وهي تقول بضيق ومازالت يدها على خدها تمسح دمعاتها:


- اياد..تعالى شوف الجماعة اللي برة دول هيشلوني وأنا واقفة وانا مش نقصاهم أصلًا.


!!!!!*****!!!!!!******!!!!!!


خرج "حسام" من الغرفة غالقّا الباب خلفه، فقال "تميم" بعد أن اقتربوا منه:


- احنا لازم نمشي دلوقتي... مينفعش حد من البلد يشوفنا هنا تاني.


صدق على حديثه "بدير" قائلا:


- وخلي بالك بللي حصل ده انت كدة مينفعش تتعتع من هنا وتسيبهم، اللواء هاني كان معاه حق لما قال وجود العيال دي لواحدهم تحت ايد الحيوانات دول ممكن فعلاً يأدي لكارثة.


نظر "حسام" اليهم ثم نظر أمامه بشرود ليقول بغضب كسا ملامحه:


- متخافوش.. انا مش همشي من هنا ... إلا وكل دول في السجن ..تحت ايدي.


!!!!!****!!!!!******!!!!!


يسمع حديثهم، فتتسع عينيه بغيظ وشر وهي تمر على كدماتهم الواضحة وضوح الشمس، ثم صرخ بحريق:


_ هو اللي قالكوا كدة؟!


رد أحدهم ويده تمر على ذراعه بألم واضح على وجهه المكدوم:


_ ايوا يا رياسة وشرفك هو اللي قالنا نروح ندور في بيت منصور تاني بأوامر منك ..وطلب ناخد معانا تلاتة كمان من الرجالة زي ما أنت قولتله.


نهض من محله يدور في المكان بغضب ثم التفت اليهم:


_ أنا....انا يا كمال الكلب...اشحال قايل ميتحركش ولا يعمل حاجة تانى إلا أما يرجعلي.


ثم نظر إليهم يتسأل بغضب يشوبه الاندهاش:


_ومين اللي عمل فيكوا كدة...مش بتقولوا عيال منصور لواحدهم...ايه ..شوية عيال هتعمل فيكوا كدة!


رد أحد منهم جالس على الأرض يصرخ من ساقه بألم:


_ عيال مين يا ريس بس!


ثم رفع رأسه ينظر اليه وتابع:



_ هما كانوا لواحدهم صحيح ولا بيهشوا ولا عارفين ينشوا معانا حتى .... لدرجة كمال كان عايز ياخد مزاجه من البت الكبيرة ولولا الجدع اللي بيقولوا اخوهم ده ومعاه اتنين كمان كان زمانه عمل اللي عمله واحنا كنا برة سامعينه وشاهدين.


ثم تابع بنحيب ويده تعصر في ساقه من الألم:


_ وهما..هما ياريس اللي عملوا فينا كدة....تقولش فتوات.


ضرب بيده على الطاولة أمامه يصرخ:


_ هاتولي الكلب كمال  من تحت الأرض ..ارموه في المحزن لحد ما أشوف هعمل فيه ايه، ده خلاص معدتش نافع ومبيهببش غير المشاكل... وهو السبب في كل البلاوي اللي أنا فيها دي.


ثم تابع وهو ناظر أمامه بشرود:


_ وعايزكم تعرفولي ايه حكاية الجدع أخوهم ده.... عايز أخباره أول بأول... مفهوم.


ثم تابع بأمل وهو يعود ليجلس ويده تمر على ذقنه بتفكير:


_ مين عارف...مش يمكن هو ده اللي يوصلنا للبضاعة اللي مخبيها أبوه.


!!!!*****!!!!!!*****!!!!!!!!!


دخل الغرفة مرة أخرى بعد رحيل صديقيه، وجد "أحلام" مازالت جالسة هي والصغيرين بجانب "رقية" على الفراش يدهم الثلاثة تمر عليها بحنان بالغ وكأنهم يريدوا التخفيف عنها بلمساتهم، بينما الصغيرين من حينٍ لأخر يقتربوا ليقبلوها من رأسها ووجنتها وكأنهم يتسابقون؛ مَن منهم يحبها أكثر، فأقترب منهم وقال :


- قومي يا أحلام نيمي اخواتك في اوضتهم... الوقت أتأخر ونامي انتي كمان.


نهضت "أحلام" واقفة:


- وانت مش هتنام انت كمان؟


صمت قليلًا وعينيه على "رقية" ثم همس ونظره يمر عليها بحزن:


- هنام متقلقيش... اطمن بس على رقية الأول.


اخذت "أحلام" أخواتها من يديهم وكادت تخرج من الغرفة لكنها عادت اليه مرة أخرى تقول بدموع على وجهها:


- اياد.. ممكن متسبناش تاني... ياعالم كان هيحصل ايه لو مكنتش جيت... احنا كنا هنموت من الرعب، ورقية كانت...


نظر اليها "حسام " قليلًا ثم هبط بعينه الى الصغيرين المعلقين نظرهم به بعيون متسعة ثم همس بعد أن نظر الى تلك النائمة هروبا من الواقع المفزع:


- متخافيش يا أحلام ....أنا معاكوا... ومش هسيبكوا.


ابتسمت "أحلام" من بين دموعها ثم أخذت أخواتها تخرج من الغرفة غالقة الباب خلفها،


بينما هو فنظر للباب المغلق قليلًا، ثم حول نظره لتلك النائمة، اقترب خطوتين حتى وقف أمامها تمامًا وهبط يجلس بجانبها ، نظر حسام بوجهها ، نائمة بل متغيبة عن الوعي، ملامحها الأكثر من حزينة أكثر من جميلة وجد عينيه تمر بتحديق على كافة تفاصيل وجهها صعودًا لخصلاتها المبعثرة بجمال حولها ، فأبعد عينيه على الفور ناهضّا.


فتح "حسام" شباك الغرفة ينظر بالوسع أمامه ويلفح الهواء وجهه لعله يهدء من ضيق صدره، لايعلم ماذا عساه أن يفعل لكن كل ما يعرفه أنه بتركهم، سيتسبب في ايذاء تلك الأرواح الأربعة، 


فأخرج هاتفه الصغير من جيبه وأدخل رقم أخيه الأصغر"علي".


!!!!!*****!!!!!*****!!!!!!


 دخل عليهم الليلُ ومازال جالس صاحبه، مهندس الميكانيكة المحترف من وجهة نظره لكنه مازال قابع أمام دراجته يحاول إصلاحها، رفع نظره اليه وجد عينيه مسلطة بابتسامة هناك لوسط الجنينة فأردف بضيق:


- انت ياعم انت.. هو مفيش كوباية شاي حتى نطفحها في أم الشغلانة دي ولا ايه.


مازال عينيه عليها، تلك البعيدة كالمرة السابقة تمامًا بل لوحة أجمل عن سابقتها، جالسة على الأرض الخضراء تلاعب تلك الكتله الأكثر من لطيفة بين يديها الصغيرة، تتلاعب بأريحية ومرح بالغ، ثم تحين منها التفاتة اليه فتختفي ابتسامتها ويختفي مرحها ويظهر محلهم خجل طفيف وتوتر عندما تجد عينيه مثبته عليها بتلك النظرة وتلك الإبتسامة، يضحك "علي" بخفوت عندما يعلم انها انتبهت له، فمنذ دخوله وسماعه ذلك الصوت الرقيق الذي تذكره فور سماعه:


- مش قولتلك قبل كدة توطي صوتك.


التفت اليها ثم وتدريحيًا تذكرها من المرة السابقة، ارتسمت ابتسامته بعد أن اقترب بخطواته ليهمس بعد ان وضع يديه بجيوب بنطاله:


-  هو صوتي علي تاني!!...طب حقك عليا.


ثم اقترب أكثر في خطواته وأردف:


_ ازيك.


رمشت عدة مرات بتوتر ثم رفعت صوتها لتنادي:


- علي.. يا علي.


اقترب هو بوجهه ليقول باستظراف:


- يانعم.


توسعت عينيها من تعديه حدوده ووقاحته فقالت بنبرة بها ضيق رغم قلبها الذي يخفق من الداخل:


- أنا بنادي على علي؟


ضحك ليقول بمراوغة:


_ اؤمري.


تأففت "مايا" بضيق لتهتف بسؤال يلح عليها من المرة السابقة:


_ هو انت اسمك...


- علي... وده اللي بحاول اقوله من المرة اللي فاتت والله.


رمشت بعينيها كعادتها ثم قالت وهي تعدل كلبها على ذراعيها:


- بمناسبة المرة اللي فاتت ...انا هخلي علي يجبلك المكنة بتاعتك من الجراچ بس هما دقايق وتكونوا مخلصين وتتفضلوا.


وبعد مرور عدة ساعات والآخر يفك كل قطعة بالموتوسيكل، حتى دخل الليل عليهم.


تقدم "علي" منها يقول وعينيه بعيونها الأكثر من بريئة:


- هو مفيش كوباية شاي للجدع اللي معايا ده ولا ايه... ياستي هاتي وهدفعلكوا حسابها.


نظرت اليه بطرف عينيها ثم هزت رأسها لتنادي أحدٍ من الداخل ثم تنظر اليه وتسأل ببساطتها وصوتها الطفولي:


- تشربوا ايه؟


ابتسم ثم رفع اصبعيه في الهواء:


- لو كوبايتين شاي يبقى يعني فُل.


وبعد أن دخل الخادم، نظرت اليه "مايا" قليلاً بطرف عينيها ثم تعود لكلبها مرة أخرى،


 ابتسم "علي" ثم قال ويده تقطف وردة حمراء من الزرع حولهم:


_ صدقي بالله.. أنا بعدي من هنا كتير وقليل...عمري ما كنت أتوقع الجمال اللي هنا ده.


قال كلماته ويده تشير على الحديقة من حوله، ابتسمت "مايا" وعينيها تمر من حولها ثم قالت ببساطة:


_ الجنينة دي أنا اللي بختار الزرع بتاعها... ومبسوطة قوي انها بقت كدة..كلها ورود على ذوقي.


ازدادت ابتسامته ثم رفع الوردة لأنفه يشم عبيرها وهمس:


_ الله... ذوقك حلو في كل حاجة.


ثم مرت عينيه عليها:


_ لبسك... استايل شعرك.. حتى الكلب بتاعك...جميل.


اهتزت ابتسامتها بتوتر ثم أردفت وتوجه عينيها للكلب:


- انت بتشتغل ايه...ميكانيكي زي صاحبك؟


التفت "علي" ينظر لذلك المنشغل هناك ولكن عينيه عليهم:


- لا لا... سالم مش ميكانيكي ده طالب في كلية هندسة وعنده الورشة بتاعته.


ثم تابع بعد أن هبط يجلس بجانبها ويربع ساقيه ويده تلعب بالنجيلة:


- اما أنا ... ظابط في الداخلية.


قالها ببساطة شديدة جعلتها تنظر له بعيون متسعة لتقول:


- ظابط!!


ثم تابعت ويدها تحاول حجز كلبها على يدها:


-  ميبانش عليك أبدًا.


عبث "علي" ويده مازالت تخلع النجيلة يتلاعب بها:


- أيوا ماهو ظابط دي بالنهار في الشغل... لكن بعد كدة بقى انا حر في نفسي أكيد مش همشي يعني بالبدلة عشان حضرتك تصدقي.


هزت رأسها لتقول:


_ لأ لأ مش قصدي خالص... أنا أقصد ...


أماء هو الأخر وهو يغمض عينيه ويرفع يده بوجهها ليقول باستسلام:


_ خلاص عرفت..شكلي ميكانيكي..صح؟


نظرت إليه "مايا" ثم ضحكت بخفوت، ضحك هو الأخر 


ثم نظر حوله يتسأل:



- هو انتي عايشة هنا لواحدك؟


ثم تابع بعد أن نظر اليها:


_ يعني ...تاني مرة ادخل هنا وولا شفت حد غيرك!!


- أيوا.


كان جوابها يشكل صدمة بالنسبة له فتابعت:


- يعني مش بالظبط كدة... أنا عايشة مع بابي بس هو يعتبر عايش برة في شغله واحيانًا بييجي يبات معايا هنا.


توسعت عينيه وهو ينظر حوله يهمس بشرود وتفكير وعينيه تدور بالمكان:


_ يعني انتي....عايشة لواحدك؟!


سمع رنين هاتفه فأخرجه من جيبه يرد وعينيه تدور عليها بابتسامة:


_ ألو.


سمع صوت أخيه فأردف سريعًا:


_ أيوا يا حُس...معاك يا عم.


سمع قليلًا فأختفت ابتسامته ونهض يقف بعيد نسبيًا يقول:


_ ليه في ايه.... أنا مش فاهم حاجة.


وصله صوت "حسام" الغاضب:


= في انك لازم تخلي عندك دم .... وتنزل تشوف أمك وأختك.


ثم تابع بعصبية أشد:


= أنا مشغول يلا....وانت عارف اني زفت مسافر.


رد "علي" بهمس هادئ:


_ اهدى بس كدة وفهمني ... أنا كل يوم تقريبًا بكلم ماما ومي ...ومحدش قالي حاجة.


سمع ما جعله يبتلع ريقه بقلق:


= فيها ان أختك بتموت.. وانا تعبت.. مش عارف اتنيل اسيب شغلي ولا أهبب ايه وانت ولا انت هنا.


ضغط "علي" الهاتف بيده بقلق ثم همس بتسائل:


_ هي مين دي اللي بتموت يا حسام؟


_ أختك.... الدكتور قال انها تعبانة جامد وانت لو عندك دم كنت عرفت... لكن انت بتتصل زي الغريب ... وانت عارف أختك لو ايه حصل مش هتتكلم.


رد "علي" بغضب بعد أن مرر يده على وجهه بقلق:


_ يا ابني براحة عشان أفهم منك ...انت نازل سلخ في أهلي كدة وأنا وربنا ما فاهم حاجة.


_ تاخد اجازة بأي شكل وتنزل القاهرة وتتابع معاها علاجها انت عارف أختك مهملة و...


_ مي مالها يا حسام... ويعني ايه بتموت!


صمت "حسام" قليلًا ثم رد:


_ تميم اللي راح معاها المستشفى و... والدكتور قاله ان كان في احتمال قلبها يقف في المضاعفات اللي فاتت.


ظل واقف محله قليلًا يستوعب، فهو وأخيه أكثر ما يعلموا بأن كلام الطبيب صحيح، فما رأوه معها من قبل يؤكد ذلك، فهي تعد على قيد الحياة بالمعجزات الإلهية فقط، ثم تقدم سريعًا من دراجته يقول بعجالة وقلق:


_ أنا هسافر الليلة ... مش هستنى للصبح.


قال "حسام" سريعاً قبل أن يغلق "علي" الخط:


_ علي.. بلاش سفر بالليل وبلاش هبل وتسافر بالموتوسيكل... تعالى الصبح وبالعربية.


رد "علي" على الفور وهو ينظر للموتوسيكل هل انتهى أم مازال يعمل به سالم:


_ متقلقش عليا... أنا هكلمك لما اوصل.


_ لأ متكلمنيش ولا تسجل الرقم ده... أنا هكلمك.


ثم قال قبل أن يغلق الخط:


_ علي ...خلي بالك من نفسك...وقولتك بلاش هبل وتيجي بالعربية مش بالموتوسيكل.


وبعد أن أغلق "علي" الخط نظر للموتوسيكل يسأل صديقه على الفور:


_ خلاص يا سالم ولا لسه؟


رد سالم ينهض ويدور بفوطة صغيرة الحجم على الموتوسيكل بعد ان انتهى منه:


_ كله فل يا صاحبي... بقى جاهز.


اقترب "علي" يركب دراجته لكنه تفاجأ بصوتها خلفه بنبرة هادئة مُحرجة:


_ هو في حاجة؟!


التفت إليها على الفور وجدها ناظرة اليه بقلق فقال بقلق هو الآخر وكل ما يدور بذهنه ما سمعه عن وحيدته منذ لحظة:


_ مفيش حاجة... وانا متشكر جدًا على فكرة.


ثم وجه حديثه لزميله:


_ مفاتيحك يا سالم ... تعالى ورايا يلا.


سأله صديقه بقلق:


_ في ايه يا أبني... ايه اللي حصل قلبك كدة!!


رد ويده على المحرك فيصدر صوتًا قبل أن تتحرك:


_ مفيش يا سالم بس يلا ورايا عشان أنا نازل القاهرة الليلة.


ثم سار وخلفه صديقه، وقفت هي عينيها عليهم وهم يخرجون بسرعة البرق من الڤيلا بملامح قلقه متعجبة من تبدله المفاجئ ثم همست:


_هو كمان من القاهرة!!


!!!!!!*****!!!!!!****!!!!!!


ظل واقف أمامها عينيه عليها تتململ بضيق على ملامحها كل حين وآخر، تنهد "حسام" ثم تحرك من أمامها ليخرج من الغرفة بأكملها، سار بالبيت الصامت لايعلم أين ينام ويمر ليلته، فتحرك اتجاه غرفة الصغار وفور فتحها وجدهم نائمين و"أحلام" نائمة بينهم تحتضنهم، فأغلق الباب على الفور، ثم نظر أمامه على البيت الواسع الصامت، وتحرك اتجاه غرفتها، لم يظل سواها، فتح الغرفة ودخل، 


لكنه أغمض عينيه فور تحركه للداخل، ثم فتحهم يتنهد وتقدم يمسك ملابسها الموضوعة على طرف الفراش، وأخذهم يسير بهم للباب ليعلقهم خلفه، ثم سار اتجاهه مرة أخرى، جلس على طرفه وعينيه تدور بالغرفة،


 ارتسمت ابتسامة على ثغره عندما رأى تسريحتها البسيطة بمرأة صغيرة، وبحانبها دولاب ذو دلفتين فقط، أنتبه "حسام" إلى نفسه فأختفت ابتسامته يتنهد بتعب وهو يفرد جسده على الفراش،


 لكنه فور أن لامس جسده، ولامست وجهه وسادتها أغمض عينيه بشدة، يضغط شفتيه بضيق، فقد وصل أنفه نفس رائحتها التي تفوح بالمكان فور خروجها من غرفتها كل ليلة بعد استحمامها وتبدل هيئتها كليًا، رائحة لا يستطيع تفسيرها، فهي تشبه رائحة نسيم يشعره بدخول الصباح الباكر مع وجود نسمات الفجر، نهض "حسام" سريعًا يتأفق بضيق، ينظر حوله بحيرة، فأين ينام ليلته هذه، إلى أن رفع وجهه فاجأة بقلق وعيون متسعة، فقد استمع صوت صراخ واستغاثه يأتي من الخارج، صوت رقية!!


نهض سريعًا يخرج من الغرفة، يتجه إلى غرفتها، وبالفعل وجدها تصرخ وتنظر حولها بخوف، بل رعب بعيونها المتسعة، هبطت بعينيها لملابسها الممزقة من أعلى، فكمشتها بيدها وهي تفتح فمها بهلع، ثم  عادت النظر حولها وكأنها تحاول تذكر ما حدث،


دخل "حسام" الغرفة سريعًا، نظرت اليه ثم صرخت وكأنها وجدت ضالتها:


_ اخواتك...اخواتك فييين!!! أحلام واميرة وذيااااد ...جرالهم ايه!!!


اقترب يجلس بجانبها وأردف سريعًا ويده تحاول تثبيتها في الفراش:


_ اهدي  .. اخواتك كويسين ونايمين في الأوضة اللي جنبنا والله.

زادت من قبض يدها على ملابسها الممزقة ثم تابعت بنفس هلعها وسيل دموعها يعرف طريقه على وجنتيها:


_ نايمين.... يعني كويسين...حد منهم جراله حاجة...عملوا فيهم حاجة.


ثم تابعت ببكاء جعل قلبه ينبض بعنف:


_ زيااااد...زياااد تعبااان من المرة اللي فاتت كانوا هيموتوا فيهاا...وأميرة .. أميرة بتترعب ..بتخاااف من خيااالهاا ...وأحلاااااام ...فيين أحلام عملوا فيها ايه بعد اللي كانوا عايزين يعملوا فيااا؟!


نظر إلى توترها وانهيارها ذلك بقلة حيلة ثم تقدم في خطوة واحدة يجلس بجانبها ورفع يده ليربت عليها، لكنها ظلت معلقة بالهواء لحظة ثم وضعها جانبه مرة أخرى يهمس لعله يطمئنها:


_ والله كويسين ... وخلاص ناموا..ناموا في اوضتهم وبخير...اهدي بقى.


ظلت ناظرة اليه ترتجف ببكاء ثم انزلت رأسها تعود لبكائها الصامت، اقترب "حسام" منها أكثر ينظر اليها ثم رفع يده بتردد على ذراعها يربت عليه لتهدء ويهمس:


_ رقية... جسمك كله بيرتجف ....والله كلهم كويسين.


ثم اعتدل يقترب منها أكثر ليقول بعقل بعد أن بلع تلك الغصة المتشكلة من بكائها:


_ رقية...انتي بالذات مش عايزك تكوني ضعيفة كدة...مهما حصل..انتي الكبيرة يعني ضهر لأخواتك.

تفاجأ بها تريح رأسها على كتفه ثم وبتلقائية أراحت جسدها العلوي كله بداخل صدره تحرك وجهها بداخله ببكاء، توسعت عيني "حسام" ليتوقف عن النفس..


٣٦٥ يوم أمان


رانيا أبو خديجة


رأيكوااا وتوقعاتكوااا.... ياترى ايه اللي هيحصل وحسام هيعمل ايه في اللي جاي؟!


وتميم ومي كل اللي جااي بتاعهم بقى عايزين نفضلهم شوية ولا ايه رأيكواا

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل التاسع من 365 يوم أمان هنا 👇

                //// الفصل التاسع  👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

يلااا هستنى رأيكو وتوقعاتكم..... قراءة ممتعة ❤️🥰




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة