U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع عشر بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية 365 يوم أمان الفصل السابع عشر بقلم رانيا أبو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم أمان

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع عشر بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل السابع عشر
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة

ظلت "مي" ناظرة اليه بعدما هدأت تماماً، فنظر اليها يتنفس براحة قليلًا وهو يراها تعود تدريجيًا لأنفاسها من جديد، ثم همس أمام عينيها وصدره يعلو ويهبط من القلق عليها:
_ أيوا بحبك. وكنت همووت دلوقتي علشانك وبسببك.... أنا بحبك يا مي.
لم يعلم هل من الصحيح ما تفوه به الأن؟
لأ يعلم أنه خطأ كبير لكنه في حالة لم يريد أي شئ إلا أنها لا يصيبها مكروه بسببه، يريد أن يفيض بما يكنه بداخله من أجلها، ظل ناظر اليها، لكنه فاجأة توسعت عينيه مرة أخرى بذات القلق والتوتر عليها.
لم يتحمل قلبها سماعها لاعترافه، فأصبح يدق تلك الدقات التي تشعر بها أي أنثى باعتراف شاب اليها ذلك الاعتراف خاصتًا بتلك الطريقة ومنه هو على وجه الخصوص، فأصبحت "مي" تتأثر من مجرد نظرته إليها، ينتابها شعور جميل من مجرد رؤيته يحدق بها بتلك النظرة مع ابتسامته التي تشعر بأنه لا يستطيع أن يخفيها في حضرتها.
دق قلبها يخفق بقوة، وتعلم أن ذلك الانفعال ممنوع، يهدد بالخطر، فعاد إليها ضيق التنفس والشعور بالثقل مرة أخرى.

توسعت عيني "تميم" فأقترب يضع أصابعه بعجالة وقلق أسفل ذقنها يرفع وجهها التي تنحني به لأسفل باعياء وعدم قدرة على التنفس.
_ مي...حاسه بايه!!!
لم تستطع الرد عليه، بل حاولت بكل قوتها أن تأخذ شهيق عالي أكثر من مرة حتى فتحت عينيها تنظر إليه، وجدته ينظر إليها بعيون قلقه وملامح منكمشه، ثم نهض سريعًا من الأرض يغلق بابها بعد أن فتح زجاجه على أخره، ثم توجه على الفور يركب بجانبها، يندفع بالسيارة يقول وعينيه لاتفارقها الا لينظر للطريق نظرة خاطفة ثم يعود إليها:
_ خلينا نطلع عالمستشفى دلوقتي أطمن عليكي أحسن...بدل مأنا هموت كدة.

مازالت تحاول أخذ أنفاسها بقوة، حتى استقر تنفسها قليلًا، فهمست ومازال تنفسها عالي للغاية:
_ روحني يا تميم... عايزة أروح لو سمحت.
رد على الفور ومازال يتنقل بعينيه بينها وبين الطريق:
_ لأ لازم اوديكي المستشفى أطمن عليكي ونعرف ايه اللي بيحصل.
همست من بين أنفاسها التي تهدأ تدريجيًا:
_ شكرًا يا تميم... أنا بس محتاجة أراوح أخد علاجي... عشان أنا مأخدتش دوايا النهاردة ويمكن عشان كدة أنا مش مظبوطه.
توقف بالسيارة يشعر بعدم تركيز تمامًا بالطريق ثم التفت اليها ينظر لكافة ملامحها بنفس انكماش ملامحه بقلق عليها:
_ طيب عارفة أسماء ادويتك دي ايه...نعدي نجيبها من أقرب صيدلية ومنستناش لحد ما نراوح.
وضعت يدها على قلبها تربت عليه ليهدأ من نظرته تلك إليها، ثم همست:
_ لأ مش كله... أنا محتاجة أراوح يا تميم.
هبط بعينيه ليدها التي تربت على قلبها ثم سأل بقلق أشد:
_ حاسه بايه....ايه اللي بيجرا...ايه اللي حصل عشان يجرا كل ده!!
ثم أغمض عينيه بشدة يلوم ذاته وهمس اليها بندم:
_ انا أسف يا مي...حقك عليا... والله ما كنت مدرك ولا أعرف ان كل ده هيحصل.
انزلت يدها من على قلبها تنظر اليه،  فأنتبه لنظرتها يتذكر ما تفوه به منذ قليل، فرمش بعينيه بحرج ينظر من شباك سيارته بحيرة، ثم حسم أمره في أقل من دقيقة ونظر إليها مرة أخرى شعر بأن تنفسها بدأ أن يهدأ وصوته ينخفض، فنظر اليها وكاد ينطق ويستكمل حديثه اليها واعترافه وحيرته من معرفته مرضها وخطورة حالتها، يشاركها كل ما بداخله، فنطق:
_ مي.... أنا عايز أكملك إني....
سمعوا رنين مرتفع، فصمت ينظر إليها ثم نظر بهاتفه وفتح ليرد على صديقه "بدير":
_ انت فين يا أبني.... هنا قالبين عليك الدنيا... إزاي متجيش المكتب لحد دلوقتي؟!!
نفخ "تميم" يغمض عينيه يشعر بتشتت في عمله وكل شئ بحياته بسبب مشاعره وحيرته اتجاهها.
_ في ايه يا بدير... ايه اللي حصل؟
_ حسام بعتلي أخبار مهمة ... لازم نروحله النهاردة.
تنهد بتعب ثم همس:
_ حاضر... دقايق وأكون عندك.
أغلق الخط، يلتفت ينظر إليها، هربت من عينيه تنظر من شباك سيارتها؛ تحاول أن تتحاشى ما يحدث لها من مجرد نظراته تلك، فأندفع بالسيارة يحاول أن يصل لمنزلها في أقرب وقت، يسير بهدوء على قدر الإمكان من أجلها.
!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
تجلس "مايا" بغرفتها وبيدها رواية من النوع الرومانسي، ترتسم على شفتيها ابتسامة حالمة كلما قرأت حديث البطل للبطلة، ثم تتنهد وتهمس:
_ يا بختها.
تعود بعينيها للأسطر تستند بيدها إلى خدها وتكمل قرأتها بينما كلبها الصغير يدور من حولها على الفراش يلعب بمرح.
ظلت "مايا" تقلب صفحات روايتها بنفس شغفها في قراءة المزيد إلى أن دق رنين هاتفها فنظرت به ولم تعلم من أين ابتسمت بمجرد أن رأت اسمه ظاهر على الشاشة، ثم سريعًا ما عبثت بوحهها بضيق تقلب الهاتف على وجهه وتهمس من بين أسنانها:
_ الكداب ..المنافق.
وعادت تمسك روايتها بيدها حتى تأففت لتلقيها بعيدًا وتهتف بضيق وملل:
_ كلهم كدابين ... أكيد هيطلع بيعرف قبلها واحدة تانية يا مسكينة انتي.
تتحدث عن بطلة الرواية، لم تكن تعلم أنها هي من تصبح بطلة في رواية أحدهم، بطلة ذات دور قوي في تغيير مجرى الحياة.
نظرت "مايا" للهاتف الذي عاد ليدق مرة أخرى بإلحاح شديد، فزفرت بضيق تفتحه وترد:
_ نعم...عايز ايه يا كدااب.
صمت "علي" قليلًا حتى شعرت بالذنب ثم سمعت صوته يهمس بهدوء:
_ حقك .. حقك تقولي اكتر من كده كمان...لكني مظلوم ولازم تعرفي كدة.
أعتدلت على الفراش ترد:
_ مظلوم!!! إزاي ..ازاي وأنا سمعتها بنفسي بتقول...
_ دي بنت مجنونة وبتتلزق فيا بقالها فترة وأنا بصدها واظن شفتي ده.
صمت قليلًا ثم أردف:
_ بعتلك حاجة شوفيها.
انزلت الهاتف تنظر به ثم فتحت تطبيق إرسال الرسائل وأخذت تقرأ تلك المحادثات بينهم، التي أرسلها إليها، انكمشت ملامح مايا بضيق عندما قرأت عدة رسائل متتالية كلها رجاء وتوسل في وتعبيرات عن مدى حزن تلك الفتاة وانكسارها بفراقة او عدم رغبته بها، فوضعت الهاتف على اذنها ترد بملامح حزينة:
_ مسكينة قوي يا علي...دي شكلها بتحبك..حرام.
_ بس انا مبحبهاش ..مش بالعافية يعني يا مايا..المهم.. شفتي بقى أنا مظلوم ازاي وان هي اللي بنت لازقة.
صمتت قليلًا ترفع عينيها لأعلى بتفكير ثم ردت بأول شىء خطر على ذهنها:
_ يهمك قوي يعني اني أصدقك؟
رد بنبرة هادئة للغاية، رومانسية:
_ يهمني قوي..قوي.
ابتسمت "مايا" تجلب تلك الرواية الملقاة هناك يتلاعب بها كلبها، ثم تنظر بها وتهمس هي الأخرى:
_ ليه يا علي!
ظل يهاتفها طوال الليل، حتى أنها لم تسهر تلك المدة من قبل، يبث بأذنها بكلماته لتصدقها وتأخذها محمل الجد على الفور، يملأ فراغ كبير كان بحياتها، وكأنها كانت بانتظاره.
!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
وضعت "رقية" الدواء جانبًا تنظر إليه بحيرة ويأس ثم هتفت بضيق:
_ ممكن أفهم رايح فين بس في حالتك دي؟
يستند بعصاه ليتحرك بالغرفة ويجلب ثيابه من هنا وهناك ثم هبط بجسده على طرف الفراش ليرد عليها:
_ لازم اخرج دلوقتي...عندي مشوار شغل مهم.
نظرت إليه بعيون ثابته حتى لاحظها؛ ففهم ما ترمي اليه لينظر بكل مكان بالغرفة ليتحاشى النظر اليها، اقتربت "رقية" منه تجلس بجانبه وتسأل مستفسرة:
_ شفت....أهو انت بتعمل شغل من ورايا أهو وغير شغل الورشة.
أمسك طرف قميصه بيديه ليعدله ليرتديه ثم هتف بلامبالاه:
_ آه وايه المشكلة يعني... أنا حر على فكرة في شغلي.
نهضت بعصبية لتهتف بغضب:
_ بطل طريقتك دي عشان بتنرفزني....وقولي بتعمل ايه يا إياد من ورايا.
ثم نظرت اليه وإلى ساقه التي مازال يتألم منها ولا يستطيع الوقوف معتدلاً بسببها:
_ وتلاقي اللي انت مخبيه عليا ده هو السبب في اللي حصلك ....ولا انت فاكر اني صدقت حوار الحادثة والتحوير ده...عربيتك واقفة برة يا أستاذ سليمة ولا فيها خدش.
حاول أن يكبت ابتسامته من طريقة حوارها فهي تعيش في جو من التشويق والمؤامرة برأسها ثم ادعى انشغاله بالثوب بيده ليرد بنفس تجاهله لما تقول:
_ نفسي أحلام تكوي مرة الهدوم مظبوطة .. علطول تكرمشها أكتر.
التقطت الثوب من يده لينظر اليها رغمًا عنه بنفس ابتسامته التي لا يستطيع كبتها لتلقيه على الفراش بنفس غضبها من طريقته لتقول من بين اسنانها بغيظ:
_ قولتلك بطل طريقتك دي في الكلام معايا ورد عليا.
ثم اقتربت تجلس بجانبه تمسك طرف القطعة الذي يرتديها لتساعده.
_ وخلي في بالك ...انت مهما خبيت عليا يا إياد.. والله لأعرفه ..فاهم.
لم يكن منتبه لحديثها على قدر ما عينيه وانتباهه ليدها التي أمسكت طرف ثوبه لتساعده، ليضع يده عليه فاجأة وينظر اليها ويقول:
_ انتي هتعملي ايه؟!
نظرت اليه باندهاش لتهتف:
_ بساعدك تقلع التيشيرت...ده انت معرفتش تاكل لواحدك..هتعرف تلبس!!
ابتلع ريقه ليرد وعينيه بعينيها بوسع:
_ لأ شكرًا.. أنا هغير لواحدي.
تنهدت "رقية" لتقول وهي تعدل ثيابه قبل ارتدائها:
_ مش هتعرف ده انت حالتك بالبلاء...ثم اني أوقات كنت بساعد بابا الله يرحمه في لبسه لما يكون تعبان برضو...خليني أساعدك أحسن ...ولا أنادي أحلام تساعدنا.

هتفت بجملتها الأخيرة بصوت مرتفع كنداء على "أحلام" ليرد هو سريعًا:
_ يا ستي شكرًا... أنا هعرف أساعد نفسي واتفضلي بقى عشان عايز أغير هدومي كلها.
ألقت الثياب بقوة على الفراش لتهتف؛
_ طب متزعقش...انت حر.
وخرجت من الغرفة بنفس غضبها، لينظر لعصبيتها بضحكة خافتة ثم ينظر لحاله ويحاول تغيير ثيابه دون مساعدة أحد مضطر.

!!!!!!*!!!!!*!!!!!!!*!!!!!!!
يقفوا الاثنين بذلك المكان المهجور الهادئ خارج البلدة بأكملها، ينتظرونه، يتحدثون بشتى الأمور حتى رأوا تلك السيارة سوداء اللون تقترب منهم، ليعتدل "تميم" في وقفته يضع يديه بجيوب بنطاله، بينما "بدير" ينظر أمامه بعيون متفحصة لذلك المستند بعصاه يتحامل عليها ليقترب منهم بعدما نزل من السيارة.
نظروا لبعضهم باندهاش ثم اقتربوا منه ليساعدونه في الاقتراب ليهتف فور رؤيتهم بابتسامة واسعة:
_ وحشتوني يا جزم.
نظر إليه "تميم" بعدما أجلسوه على ذلك الكرسي الخشبي:
_ وانت والله يا حسام بس..بس ايه اللي..
قاطعة "حسام" ليقول بابتسامة واسعة وهو يغمض عينيه بانتشاء:
_ ايه...قول كدة تاني حسام...الله.... وحشني اسمي وربنا.
نظروا إلى بعضهم ليرد " بدير" :
_ ايه يا أبني اللي عمل فيك كدة ...قلقتنا.
تنهد "حسام" ليردف وهو يتذكر ذلك اليوم:
_ هحكيلكوا....بس ركزوا معايا قوي في اللي هقوله.

ابتعدوا عنه بعدما فقد قدرته على صد ضرباتهم، أمرهم ذلك الواقف يشاهد ما يجري برضا، ثم اقترب منه وقال:
_ ها..هترد ولا أخليهم يخلصوا عليك خالص.
يتنفس بصعوبة بعدما جرى به، ليهمس بإعياء واضح:
_ لو عايزنا نتكلم....اا...اب....ابعد رجالتك دي. 
أشار اليهم بالابتعاد ثم هبط اليه على ركبتيه.
_ انطق... فين البضاعة وصرفت منها قد ايه ولمين؟
نظر إليه "حسام" ثم رد:
_ مبقاش في بضاعة... أنا... أنا صرفتها كلها.
نظروا لبعضهم باندهاش، ثم عادوا بالنظر إليه ليقول:
_ طب فين الفلوس؟
نظر إليه بضيق مصتنع ليرد بإصرار:
_ دي بقت فلوسي أنا..هو مين اللي أشتغل وصرف.. أنا ولا انتوا!!
نظر لرجاله لينهض معتدل ويقول بقوة:
_ خلاص... يبقى تموت هنا لحد ماتظهر فلوسي.
اقتربوا منه مرة أخرى، ظل يصرخ بألم من ضرباتهم التي أصبحت غير محتمل صدها، فصرخ بعدما فاض به:
_ خلاص هقوول...هقووول.

ابتعدوا عنه ليهبط الأخر على قدميه أمامه مرة أخرى، ليهتف "حسام" بألم:
_ هقول..بس...بس نتفق الأول.
رد الأخر بموافقة:
_ نتفق...بس أعرف صرفتها لمين في البلد و ازاي.
تنفس قليلاً باعياء، ثم رد:
_ الناس اللي خدوها مني ..مش ..مش من البلد ..هو انا لسه أعرف حد هنا أصلًا.
ثم تابع بعدما رفع يده يمسح تلك الدماء من فمه:
_ هجيبلك الفلوس..بس...بس أخد نسبتي...حقي.
نظر إليه قليلاً ثم ابتسم برضا ليرد:
_ ماشي ...بس تقولي صرفتها ازاي...ولمين برة البلد؟
تنفس قليلاً بضعف ثم أكمل:
_ لا معلش بقى.... ده....ده شغلي أنا وده ملكش فيه.
ابتسم الأخر ابتسامة جانبية ثم سأل باندهاش ورضا منه:
_ واللي خدوها منك دول....رضيوا يتعاملوا معاك بالسهولة دي.
رد على الفور:
_ قولتلك ده شغلي أنا ...دول كانوا عايزين بزيادة كمان...لولا اني قولت ده اللي عندي...بس ..بس..
_ ايه .بتبسبس ليه؟
نظر اليهم قليلًا ثم رد:
_ صراحة كدة أنا ناوي أكمل شغل أبويا...بس مستني يبقالي مصدر وأنا هكتسح البلد وبراها كمان....ده لو ميزعلش حد يعني.
نظر إليه قليلاً بتفكير، ثم قال:
_ تعجبني جرائتك ودخولك في الدنيا بالوش ده...بس برضو...بتتعامل مع مين؟!
_ قولتلك ناس برة البلد ..مش من هنا أصلًا ثم ان دي أسرار شغل...عايزني أقولهالك انت ليه.
نظر إليه برضا من جرائته، ثم عاد يقول:
_ تعجبني طريقتك...هات بس الفلوس...واتأكد اننا لينا كلام كتير مع بعض.

نظر "بدير" إلى "تميم" بعدم فهم ثم أردف:
_ وحضرتك بقى عارف حجم البضاعة دي عشان تعرف هتبقى فلوسها كام؟
ابتسم "حسام" بمكر ليرد:
_ ودي تفوت عليا....انتوا بس بلغوا اللواء هاني وحضروا المبلغ وسيبوا الباقي عليا.

اقترب منه "تميم" بابتسامة واسعة ليقول بفخر:
_ يبقى كدة الخطة وصلت...زي ماكنا عايزين بالظبط.
ثم نظر إلى "حسام":
_ بس ليه يا أبني الشلفطه دي...شكلك كأن داسك قطر.
وضع "حسام" يده على قدمه التي مازالت تألمه:
_ مكنش ينفع أقول اللي اتفقنا عليه بسهولة كدة....لازم يعرف ان مش من السهل حد يقررني... عشان يعرفوا يثقوا فيا والخطوة الجاية تمشي زي ما عايزين برضو.
سأل "بدير":
_ طب انت متأكد انه بعد ما ياخد منك الفلوس هيدخلك وسطهم فعلاً...ولا هيبقى كل ده عالفاضي؟
نظر إليه "حسام" ليرد بثقة:
_ متخافش ...ده كله أنا عامل حسابه... أومال يا ابني الشلفطة دي كلها ليه بس.
ثم نظر إلى "تميم" سريعًا يسأل بنفس اهتمامه وقلقه:
_ تميم...طمني..مي حالتها ايه دلوقتي.. كويسة صح؟
نظر "تميم" إليه بحيرة ثم نظر أمامه بضيق يشعر به منذ الصباح .


!!!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!!
بعد أن انتهى من عمله وأرسل هو و"بدير" كافة تطورات القضية التي حصلوا عليها من "حسام" لقائدهم اللواء "هاني"، كان منغمس بعمله بشكل كامل حتى انتهى ليجلس على كرسيه بمكتبه ويعود برأسه للخلف ويغمض عينيه ليستريح قليلًا، وهنا مر على خاطره مَن لن تفارق تفكيره، لكنه يشعر بالضيق فيفضل الانشغال بعمله والغوص به أكثر، ضغط عينيه بشده حتى كاد يأذيهما، يلوم نفسه كل اللوم عما تفوه به إليها، بُعده السابق عنها وتفضيله عدم رؤيته كل تلك السنوات عندما علم أنه من المستحيل الإقتراب منها، جعله يحبس مشاعره واحساسه اتجاهها، والذي فاض به في لحظة عابرة، يحبها، بل يشعر كلما يراها مجددًا أنه يعشقها، لكن أين سبيلها حتى الوصول إليها، منذ أن تركها على عتبة منزلهم ونظرتها لم تفارق خياله، ود الاتصال بها أكثر من مرة لكنه يتردد بأخر لحظة، أصبح يخشى مهاتفتها او حتى مقابلتها من جديد بعدما تفوه به، يدور بذهنه ألف فكرة، أتكون تفهمت مايريد قوله ووصل إليها إحساسه وغرضه الطيب، أم وصل إليها أسوء الأفكار، أنه يريد التلاعب بها وبمشاعرها، ولهذا لم ترد عليه حينها.
فتح عينيه فاجأة يعتدل برأسه، أيعقل أن وصل إليها أنه يريد التلاعب بها، ضرب "تميم" يده بقوة على سطح المكتب يلعن تلك الفكرة التي طرقت باله فاجأة، ثم نهض يلتقط هاتفه وأشيائه، لكنه توقف ينظر أمامه بعيون واسعة ليهمس بمرارة:
_ مش بس ممكن تفهمني غلط... لأ دي كمان ممكن كدة علاقتي بعلي وحسام تدمر بسبب غبائي.
لملم اشيائه ووضع مفاتيحه بجيوب بنطاله ليهتف بقوة وهو يغادر المكتب على الفور:
_ لأ... مينفعش...حسام وعلي..و...
صمت ينظر أمامه بضيق، يلوم ذاته على مشاعره التي تؤذيه بشكل كبير فقط من مجرد الاقتراب منها.
!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!

توقف "تميم" بالسيارة أمام بنايتها، كان من المفترض في طريقه لمنزله، لكنه بداخله حيرة، يخشى فهمها السئ للأمر، كما يخشى على علاقته بصديقيه، "علي" و"حسام".
_ أفهمها بس الموضوع وأمشي علطول....افهمها ان والله هدفي طيب...بس يارب تصدق.
لكنه ثبت محله بالسيارة بتردد هل ستصدقه من الأساس، تنهد يرفع رأسه للسماء ينظر لأعلى من سقف السيارة المفتوح، ليفكر في المغادره ومحاولة مهاتفتها مرة أخرى، او يتجاهل الأمر وكأنه لم يكن أو حتى....
جحظت عيني "تميم" عندما فتحهما ليتفاجأ بتلك العيون ناظرة بعينيه مباشرتّا، توسعت عيني "تميم" لكنه ظل على رفعة رأسه وعينيها البعيدة بعينيه، ثم اعتدل سريعًا ينظر أمامه لكنه عاد ينظر لأعلى ليتحقق من وقفتها بالشرفة وعينيها المثبتة عليه ، ليهمس بعدما اعتدل برأسه مرة أخرى:
_ الحمد لله...كملت.
ثم نظر لأعلى مرة أخرى بتردد وجدها واقفة بالشرفة بالفعل، تنظر لوقفته تلك بحيرة، فهي تراه على وقفته تلك منذ دقائق عدة.
رانيا أبو خديجة

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل الخامس عشر من 365 يوم أمان هنا 👇

                💪🤝  الفصل الثامن عشر👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

٣٦٥ يوم أمان
رأيكو وتوقعاتكم للي جاااي بقى..عشاان اللي جااي غير اللي فاات خااالص🔥🔥
قراءة ممتعة ♥️🥰

تعليقات
10 تعليقات
إرسال تعليق
  1. جميله جدا

    ردحذف
  2. جميله وتحفه وديما بتشوقنا على الاحداث الجايه مبدعه ي رونى

    ردحذف
  3. فظيع بجد تميم دا 🙈❤😂

    ردحذف
  4. الروايه تحفه بس الفصل قصير جدا جدا

    ردحذف
  5. مواعيد الروايه امتة

    ردحذف
  6. جميل أوي ما شاء الله 😍

    ردحذف
  7. الفصل قصيييير جدا بجد

    ردحذف
  8. تجننننن تسلم ايدك

    ردحذف
  9. جميل جدا تسلم ايدك يا قمر

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة