U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥يوم أمان الفصل السادس عشر بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السادس عشر بقلم رانيا أبو خديجة

رواية 365 يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السادس عشر بقلم رانيا أبو خديجة

 الفصل السادس عشر

يوم أمان 
رانيا أبو خديجة

نظر "حسام" لنظرتها وهيآتها تلك بعيون متفحصة تنتقل من عينيها لباقي ملامح وجهها إلى خصلاتها المشعثة قليلًا تملئ المكان من حولها، ثم عاد لعينيها مرة أخرى فوجد نظرة غريبة لم يفهمها لكن غير مريحة، سريعًا ما انسبها لتحديقه بها بتلك الطريقة فابتأكيد شعرت بشيء بنظرته وأنها غير أخوية بالمرة، وضع "حسام" يده على رأسه يتألم وينكمش على نفسه بألم، محاولة منه لإنقاذ الموقف، نظرت اليه "رقية" بعيون مضطربة سريعًا ما تحولت لفزع وهي تقترب منه وتهمس بصوتها الذي يجعله يرفع عينيه اليها مرة أخرى:
- اياد... اياد مالك .. ايه اللي بيوجعك؟
 تألم أكثر ينتقل بيده من أعلى رأسه لقدمه يقول بإعياء:
- - الم... ألم شديد في كل جسمي.
- اقتربت تضع يدها موضع يده وقالت:
 - رجلك.. رجلك بتوجعك .. يبقى .. يبقى أكيد فيها كسر.
نظر ليدها الموضوعة على قدمة فشعر بقشعرة مكان موضع يدها وضغطها فازاحها بيده يقول:
- اااه.. لا لأ مش للدرجادي... ابعدي بس ايدك عشان.. عشان مش متحمل أي ألم.
 نهضت سريعًا من الفراش تقول:
- طب خليني أروح أجيب تاكس ونوديك المستشفى الدكتور يطمنا أحسن.
انفتح الباب فاجأة لتدخل "أحلام" وهي تفرك عينيها من النوم تقول:
- إياد... مشوفتش رقية؟
 ثم نظرت أمامها وجدته ملقي على الفراش بكدماته وجروحة الواضحة، شهقت تقترب منه:
- يالهووي .. ايه ده ... ايه اللي عمل فيك كدة؟
 ثم نظرت الى "رقية" الواقفة تتابع:
 - ايه ده يا رقية... مين اللي عمل في أخوكي كدة...هو ايه اللي حصل وأنا نايمة؟

 اقتربت "رقية" تجلس على طرف الفراش لتضع يدها تستشعر حراراته من جديد:
 - وانا ايش عرفني انتي كمان.. اخواتك فين؟
 اقتربت "أحلام" بدموع بعينيها تجلس بجانبه:
 - برة .. صحيت على صوتهم بيلعبوا في الصالة.
ثم وضعت رأسها على كتفه تبكي:
- ايه اللي عمل فيك كدة.. قولي بس ميين؟
وضع "حسام" يده يربت على رأسها ويهتف بحنان:
- متخافيش يا أحلام انا كويس.
قالت "رقية" سريعًا وهي تنهض واقفة بعد أن ازاحت يدها من على جبهته:
 - أنا بقول برضو نروح المستشفى أو لدكتور أحسن عشان نتأكد انك كويس.
نظر اليها "حسام" ثم قال وهو يحاول يمدد ساقه أمامه:
- صدقيني يا رقية لو أنا حاسس اني محتاج كنت هقولك... لكن عادي احنا متعودين على كدة.
رفعت "أحلام" رأسها من على كتفه تسأل باندهاش:
- انتوا.. انتوا مين يا إياد؟!
- اا.. يعني احنا شباب اليومين دول اللي متمرمط في كل حاجة.
ظلت " رقية" ناظرة اليه وكأنها تود قول شئ لكنه تفاجأ بدخول الصغيرين الغرفة بمرحهم وصخبهم، حتى رأوا "حسام" بحالته الواضحة تلك ، فأقتربوا منه يجلسوا حوله على الفراش بجانب "أحلام".
 !!!!!!****!!!!!!*****!!!!!*****!!!!!!

 أنهى "تميم" فور جلوسه وعدم استيعابه بما حدث تحديقه بالمدرج وجلوس الطلبة وجلوس المعيد أمامهم هاكذا وهو يسترجع ذكرياته منذ سنوات عدة، كان ينظر بكل اتجاه بالقاعة بابتسامة ثم لفت انتباهه تلك الجالسة بجانبه وكأنه يحقق أمنية لم تكن حتى بالخيال فهو يكبرها بست سنوات لم يكن خياله يصورله الجلوس معها كطالب وبجانبها بذلك الشكل، اتسعت ابتسامة "تميم" حتى كادت تتحول إلى ضحكة خافتة لولا تلك الهيئة أمامه التي انتبه لها كل حواسه وتركيزة.
جالسة بجانبه تضع ساق على الأخرى وبيدها كشكولها وقلمها تدون خلف المحاضر ما يقوله، ثم تحين منها نظرة بطرف عينها لذلك الجالس المتأمل بالمكان من حولها فتأخذ الشعور بالأمان الذي يجعلها تنظر له بافصاح، تبتسم كلما أتت عينيها على ملامحه وتعبيراته التي توضح ما يفكر به، انتبهت "مي" بشكل تام لحديث المحاضر تدون خلفه عندما أحست بعينيه التي تتلفت بالمكان فخشيت ان تصيب عينيها التي تنظر اليه، وبالفعل شرد كل الشرود بها، فهيىتها وجلستها تلك أمامه تجعلها تزداد بها بعينيه أكثر، اقترب "تميم" برأسه اتجاهها يهمس بخفوت وعينيه مازالت عليها:
- انا أسف على فكرة.
توقف قلمها عن التدوين ثم التفتت اليه بصمت لينظر اليها هو الأخر بنفس صمته المبتسم لعينيها وعندما ازداد صمته عادت مرة أخرى للكتابة ولكن بشكل مشتت، نظر اليها قليلًا ثم سحب القلم من يدها ليهمس مرة أخرى عندما نظرت اليه:
- صدقيني انا غلطان واسف... حقك عليا في كل كلمة قولتها ومش عجبتك ولا عجبتني.
ظلت صامته عينيها بعينيه ليتابع :
-والله ما كنت اقصد ولا كلمة قولتها.. حقك عليا بقى.
نظرت اليه "مي" وقبل أن تنطق بأي كلمة سمعت صوت الدكتور في مكبر الصوت:
-الأخ اللي بيتكلم هناك.
التفتت سريعًا وجدته يشير اليه ، نظرت سريعًا الى "تميم" وجدته مازال يحدق بها بنفس ابتسامته فهمست:
-تميم.
همس بنفس ابتسامته وعينيه المسلطة عليها:
- نعم.
 - الدكتور بيكلمك.
=ايوا انت يا ابو عيون زرقة انت هناك.
نهض "تميم" يشير على نفسه بغاية الهدوء بينما هي بدأت ان تشعر بتوتر :
-حضرتك تقصدني أنا؟
=ايوا انت.. تقدر تقولي انا كنت بقول ايه؟
وضعت "مي" كشكولها أمامه ووكزته باصبعها لينتبه ثم أشارت على سطور بالكشكول كصديقة تنقذ صديقها وتغششها الاجابة، نظر "تميم" بالكشكول ثم رفعه لأعلى ليضيق عينيه يقرأ ما به، ثم هتف بتقطع من صغر حجم خطها:
_ كنت .. كنت بتقول ال...ال..
ظل يرفع يده بالقرب من وجهه حتى رأي كل من بالقاعة كشكولها بيده فوضعت يدها على وجهها بيأس ليقول بصوته المرتفع:
- مش فاهم حاجة... خطك وحش قوي.
اتسعت عيني "مي" حتى سمعت ضحكات كل من بالقاعة عليهم.
- !!!!!!****!!!!!*****!!!!!!!!!!

خرجت "رقية" من المطبخ تتجه لغرفته بصينية بها أطباق من الطعام، لم تفتح الورشة اليوم؛ فذهبت صباحًا إلى أقرب صيدلية من المنزل تشرح حالته للطبيب العامل بها حتى أعطاها بعض المسكنات والأدوية اللازمة لحالته، وبعض المطهرات لجروحه، فرفضه التام الذهاب لطبيب جعلها تحاول التصرف بأي شكل، ثم جلبت بعض المشتريات من السوق وهي عائدة.

دخلت "رقية" الغرفة وجدت "أحلام" مازالت جالسة بجانبه على الفراش واضعة رأسها على ذراعه تسأله بالحاح في الأسئلة حتى سمعته يصرخ بها بمرح:
_ يا بنتي وربنا تعبتيني....قولتلك حادثة بالعربية الجديدة... خبط عربية تانية وأصحابها اتخانقوا معايا..والحمد لله أنا بخير أهو يا أحلام.
_ لأ شكلك مش كويس...طب ضربوك ازاي ...يكونش الناس اللي انت ضربتها هنا هما اللي اتكتروا عليك وعملوا فيك كدة...قولي بس عرفني وطمني.

سحب ذراعه منها بالقوة يهتف بتعب:
_ لأ...محدش يقدر يقربلي ولا يقربلكوا تاني..متخافيش...وقولتلك حادثة.. واوعي كدة بقى عشان تعبتيني.
وجدته ترك "أحلام" مازالت جالسة بجانبه وبين حين وأخر ترفع يدها تستشعر حرارته رغمًا عنه، انتقل للصغيرين الذين يجلسون بجانبه يعيدوا عليه نفس اسألتها بنفس الصيغة وكأنهم كانوا يتابعون حديثهم بتركيز.
_ طب والله لو ما اسكتوا انتوا التلاتة لأناديلكوا اختكوا الكبيرة تشوف حل معاكوا...خنقتووووني.
ضحك الصغيرين ثم اقتربت الصغيرة تجلس فوقه حتى صرخ بألم من ساقه، تقدمت "رقية" وقالت وبيدها الصينية:
_ أحلام...قومي أكلي اخواتك .. أكلهم في الصالة وأنا هأكل أخوكي هنا.
ربتت "أحلام" على ذراعه أكثر من مرة ثم نهضت تحاول سحب الصغيرين من حوله لتهتف الصغيرة:
_ لأ أنا هاكل هنا مع أخويا العيان.
ليؤكد الصغير الأخر على حديثها وهو يتقدم من الصينية ويرفع الملعقة لفم "حسام":
_ وأنا هاكل معاه عشان أكله في بوقه.
هتفت "رقية" بقوة:
_ أميرة..زياد اسمعوا الكلام متتعبوش اخوكوا اكتر من كدة...يلا.
نهضوا يخرجوا من الغرفة، لتقترب هي أمام عينيه وتضع الصينية بالقرب منه ثم سألته وهي تتفحص ادويته أيًا منها بعد الطعام وايًا قبل:
_ هتعرف تاكل ولا أساعدك.
نظر اليها قليلًا وهي تنظر بالأدوية بعينيها وتحرك شفتيها تقرأها بصمت، وعندما طال صمته نظرت اليه "رقية" ليمحي ابتسامته ويرد على الفور وقد عاد يضع يده اليسرى على ذراعه اليمنى بتألم:
_ ااه.. لأ مش هعرف.
وضعت "رقية" الأدوية جانبًا ثم اقتربت منه وبدأت تطعمه بيدها، اقترب هو بوجهه يأخذ المعلقة منها وبداخله يريد أن يبتسم على ذلك الاهتمام المفاجئ ثم سمعها تقول وهي تنظر بقطع الطعام التي تقطع منها بأصابعها لتضعها بفمه:
_ لازم تاكل كويس عشان العلاج ده تقيل والمسكن كمان.
ثم تابعت وهي تنظر اليه بطرف عينيها:
_ وكمان عشان متهلوس تاني وانت نايم ...ها.
رفع عينيه من فوق المعلقة ينظر اليها بوسع ثم أبعد يدها عن فمه يسأل بريبة وترقب:
_ يعني ايه..هو...هو أنا قولت حاجة وأنا نايم.
ابتسمت هي ليضيق عينيه بشك واندهاش، ماالذي تفوه به وهو نائم يجعلها تبتسم بذلك التلاعب، فقال ومازال ينظر اليها بريبة:
_ انتي..انتي بتلعبي بيا يارقية وانا مقولتش حاجة..صح... هقول ايه أصلًا وأنا نايم.

ضحكت "رقية" تضع يدها على فمها أمام عينيه ثم قالت من بين ضحكاتها:
_ انت مالك خوفت قوي كدة ليه.
ثم تابعت:
_ عادي يا عم أوقات الواحد من كتر تفكيره في الشئ...بينام يحلم بيه ويترجمه عقله على هيئة تمتمة مش مفهومة وهو نايم...زيك كدة.
نظرت اليه بطرف عينيها في أخر جملة، ثم تابعت:
_بس خلي بالك لازم تقولي مين هي دي اللي بتهلوس بيها وانت نايم ... واخده عقلك لدرجة تهلوس بيها وتتخيلني هي وانت نايم ولا دريان.
نظر اليها قليلًا بعدم فهم، ثم هز رأسه ليستوعب وسأل:
_ هو...هو أنا قولت ايه بالظبط وأنا نايم!!
رفعت المعلقة مرة أخرى لفمه ثم همست بضحك:
_ فضلت تقول....بحبك بحبك...وتمسك ايدي وتبص في عنيا ...مين هي يا إياد اللي عاملة فيك كل ده!!
نظر اليها بصمت دون أن يلوك الطعام بفمه حتى، فتابعت هي:
_ واحدة من البلد؟.... ولا تكون هي اللي جرالك كل ده بسببها؟.. ماتقول خلاص أنا عرفت واللي حصل حصل.
ثم تابعت ضحكها أمام عينيه التي تنظر إليها بصمت يخفي خلفه قلقة وضيقه من ظهور الأمر عليه بذلك الوضوح، ليس إلى أي أحد ، فقد ظهر الآمر بكامل الوضوح إليه هو أولاً.

!! !!*!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!

دلفت "مايا" إلى غرفتها وصوت بكائها يتصاعد بالڤيلا بأكملها، وبيدها حقيبتها الصغيرة والچاكت الخاص بها تطيح بهم يمينّا ويسارًا بغضب وغيظ وندم من تلك الخروجه معه، وجدت تلك الجالسة بانتظارها.

نهضت "هنا" فور رؤيتها تنظر اليها بعيون واسعة ثم قالت وهي تقترب منها:
_ مايا...في ايه مالك..واتأخرتي كدة ليه!!!
تابعت "مايا" طريقها حتى ارتمت عالفراش بجانبها ثم همست من بين بكائها:
_ هنا....انتي ..انتي بتعملي ايه في اوضتي...من فضلك عايزة أبقى لواحدي.
تاففت "هنا" تنظر بساعة يدها ثم قالت:
_ يعني بذمتك أنا لاغيت كل مواعيدي وشغلي وقاعدة مستنية حضرتك هنا على نار ...وانتي جاية تقوليلي عايزة أبقى لوحدي وكلامك المستفز ده...اخلصي اتعدلي ردي عليا.
ثم تابعت بقوة:
_ ماتخلصي يا مايا ..قوليلي روحتوا فين ...وداكي فين الجدع ده وعملتوا ايه.

نهضت تعتدل تجفف دمعاتها تنظر اليها وكعادتها تسرد عليها كل ما حدث.

!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!
خرج "تميم" معها من قاعة المحاضرات، كانت تسير معه ومازال العبوس على وجهها فوقف هو ثم نظر إليها بنفس لمحة الإبتسامة الموجهة اليها وهمس:
_ انتي لسه زعلانة مني ؟
نظرت اليه "مي" ثم ردت:
_ لأ يا تميم.. أنا بس مقدرة انك أكيد زي ماقولت مش فاضيلي طول الوقت، عندك شغلك وحياتك .. عشان كدة أنا فعلاً لازم أبطل ازعجك باتصالاتي ومكالماتي تاني.
نظر اليها بغضب ثم رد:
_ لو سمعت كلامك ده تاني أنا هزعل منك بجد ...ثم ان مش بمزاجك ...انتي أخوكي موصيني عليكي يعني كلامي معاه هو مش معاكي.
ثم تابع ليعود لهدوئه معها مرة أخرى:
_ وبعدين.. وبعدين انتي ايه اللي نزلك الجامعة النهاردة.... أنا نسيت اقولك امبارح ان الدكتور قال انك لازم ترتاحي في البيت الفترة دي.
كتفت يديها أمام صدرها لتهتف بعند جعله يبتسم لعدم تناسبه مع رقة ملامحها وهدوئها:
_ أنا مينفعش منزلش الجامعة...عندي امتحانات ميد ترم.
اقترب خطوة إضافية بفراشات حب تتطاير بعينيه اتجاهها ثم همس:
_ متقلقيش....سيبي الموضوع ده عليا.

!!!!!*!!!!*!!!!!!*!!!!!!!

جالسة معه بمطعمه المعتاد الذي دومًا يأتي اليه، سواء وحده أو....
_ علي!!
التفت "علي" بعدما كان يوجه كامل تركيزه لتلك الجميلة بفستانها الأنيق، فكل من بالمكان يحسده وينظرون اليه بسببها، تلك الجميلة التي تشاركه جلسته، وكل حين وأخر يقترب يهمس اليها بكلماته المعسولة فتبتسم بخجل.

_ مش تقول بقى انك عشان كدة مختفي....لقيتلك وجه جديد تتسرمح معاه يا كدااب.
نهض "علي" ينظر حوله ويرمش بعينيه عدة مرات بحرج، ثم أمسكها من يدها يبتعد قليلًا ليحدثها، بينما تلك الجالسة فقد تبدلت ملامحها للغاية من السعادة وبهجة الخجل على ملامحها إلى الصدمة والعبوس.
_ عشان كدة مبتردش عليا يا حضرة الظابط مش كدة.
!!*!!!*!!!*!!!!!*!!!!
_ بس وسبتوا طبعاً وركبت تاكس وجيت على هنا.
ضحكت "هنا" ليعلو صوتها تدريجيًا حتى تأففت الأخرى تهمس ببوادر بكاء مرة أخرى:
_ انتي بتضحكي يا هنا...انتي مش متخيلة انا كان شكلي عامل ازاي قدام الناس.. انا أول مرة اتحط في الموقف ده.

اقتربت "هنا" تحاول التوقف عن الضحك ثم أقتربت منها وقالت:
_ يا مايا ده واحد انتي متعرفيش عنه حاجة واهو أول حاجة عرفتيها زي الزفت وغير مبشرة خالص.
ثم تابعت بهدوء:
_ عشان كدة أنا عايزاكي تتعلمي من أخطائك بقى وتعرفي ان مش اي حد تدخليه حياتك كدة وخلاص.
أماءت "مايا" تهتف لتأكد على حديثها:
_ عندك حق... انا مش هعرفه تاني.... ولا هدخل حد حياتي تاني أصلاً كفاية عليا انتي يا هنا.
!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!!
_ فياريت حضرتك لو في اي استثناء لمي ...لظروفها الصحية واللي أكد طبيب الجامعة هنا انها محتاجة ترتاح وعدم نزولها يبقى أفضل ليها... ياريت.

التقط عميد كليتها ورقة يدون بها وهو يقول باحترام:
_ طبعًا سلامة طالبة عندنا تفوق أي امتحان.
ثم سأل:
_ اسمك بالكامل.
نظرت "مي" لذلك الجالس أمامها، تندهش من احترامهم الكامل له، واستقبال طلباته على محمل الجد دون حتى ان يثبت اي قرابة بينهم، هتفت باسمها بالكامل ثم سألت:
_ طب والدكاترة ...كدة هيعملوا ايه في امتحاناتي .. وخصوصاً دكتور محمد ده صعب قوي.
_ متقلقيش يا مي.... أنا هبلغ الجميع انك معفية من امتحانات الميد ترم ويحاسبوكي بس على امتحانك النهائي بأخر السنة.

ابتسمت "مي" باطمئنان، ثم نظرت اليه وجدته ينظر إليها بابتسامة هو الآخر، ونهضوا ليستأذنوا الخروج ولكن أوقفه العميد:
_ من فضلك...ممكن شوية على انفراد.

نظر إلى "مي" ثم اقترب منها وهمس:
_ طب استنيني برة دقايق.

أماءت اليه لتخرج تنتظر بالخارج.
!!!!***!!!!!***!!!!!****!!!

استمع لحديث صديقتيها المنتظرين أمام باب المكتب وضحكاتهم تعلوا ليقترب أكثر عندما استمع لأسمها بالحديث.
_ ولا مي ...يالهووي كنت حساها هتقع مننا تاني بسببه وبسبب اللي عمله جوا.
ضحكوا الثلاثة لتهتف واحدة منهم من بين ضحكها:
_ انا كان فاضلي دقيقة وهفتن عليه انه الظابط بتاعها مش طالب معانا هنا يا دكتور.
استشاط غضبًا لما سمع، حتى رأها تخرج من المكتب فتقدم على الفور منها هي وصديقتيها الذين يحدثوها باهتمام ويسألوها عما حدث بالداخل، ليقترب ويصيح بالنداء عليها:

_ مي...يامي.
صمتت "مي" عن الضحك تنظر اليه فأقترب ليهتف:
_ حمدالله على سلامتك يا مي.
!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!!
_ فلو حضرتك تساعدني أطلع الترخيص ده بسرعة أكون شاكر ليك جدا يا تميم بيه.

رفع "تميم" يده يحك اعلى رأسه بملل، ثم نهض يصافحه ويأخذ من يده الورقة الذي يصر أن يعطيها اليه منذ أن بدأ بحديثه وقال بابتسامة لينهي تلك الجلسة:
_ ان شاء الله يا فندم... أنا هحاول وأعمل اللي عليا واللي فيه الخير يقدمه ربنا.
ثم استأذنه ليخرج من المكتب، 
خرج "تميم" وبمجرد ما فتح الباب رأى ما جعله يقف مكانه بعيون تنبأ بالشر، ثم أغلق باب المكتب بعنف رج أركان المكان وجعلهم أجمع ينتبهون اليه.

تقدم منها سريعًا وقبل أن تنطق بكلمة وجدته يقول :
_ مش يلا ولا ايه... أنا اتأخرت.
كادت"مي" أن ترد بتوتر من حالته تلك لكنه وضع يده بيدها يسحبها خلفه وهو يقول بعجالة:
_ طيب...يلا عشان اوصلك قبل ما أروح شغلي.
أماءت هي لزملائها بابتسامة حاولت أن تكون متزنة قبل أن تغادر معه.
!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!
 تجلس بجانبه بالسيارة تحاول أن تنفس عن غضبها بينما هو فيضغط فكيه بغضب أصبح لا يستطيع اخفائه من رؤية ذلك الشاب الذي يتفهم نظراته اليها جيدًا، يقبض كفيه على المقود السيارة فتزيد سرعتها أكثر.

_ مينفعش خالص تعاملني بالطريقة دي قدام زمايلي يا تميم ...يقولوا عليا ايه دلوقتي ها.

ضرب بيده على المقود بقوة ليصرخ بها:
_ خايفة على شكلك قدااامه....الزفت بتاعك ده!!!!
صمتت "مي" تفتح فمها بعدم فهم لجملته، وعدم تصديق وقبل أن ترد وجدت السيارة تتزايد في سرعتها بشكل مخيف، فشعرت بقلبها يضرب بسرعة مخيفة، يكاد أن يتوقف من شدة خفقانة ، أمسكت بيدها الإثنين بأطراف الكرسي الخاص بها وحاولت تهمس برجاء من بين أنفاسها المسروقة:
_ تميم.... تميم براحة شوية لو سمحت...ت.. تميم..
يزداد في سرعته أكثر كلما ازداد انقباض يده على المقود بزيادة غضبه، وكأنه لم يسمعها او يشعر بها
_ ت....تم..تميم....مش...مش قادرة اتنفس..مش ..مش قادرة.

مازال يزيد في سرعته حتى شعرت بأن السيارة تكاد أن تطير بهم، تشعر بأن تنفسها أصبح مستحيل، وضعت يدها على يده وهنا التفت اليها، ينظر لحالتها تلك بعيون واسعة ، ثم أوقف السيارة على الفور.

نزل "تميم" من السيارة سريعًا يتجه اليها، فتح بابها يجلس على ركبتيه أمامها ليساعدها، تحاول وتحاول تأخذ أنفاسها فأقترب أكثر يهمس اليها بقلق وخوف:
_ مي... مي أنا.. أنا أسف حقك عليا..طب طب حاولي تاخدي نفسك براحة....طب نروح مستشفى؟
ظلت تسعل بقوة، فتشعر بالاختناق أكثر، ساعدها تحاول أن تتنفس بهدوء من جديد حتى هدأت قليلاً فتابع بنفس توتره وقلقه عليها:
_ حقك عليا... والله ما أقصد اضرك أبدًا.مي أنا بحبك ..أقسم بالله بحبك وعمري ما أقصد أضرك ..حقك عليا..حقك عل.....

رفعت وجهها بعدما هدأت انفاسها تنظر اليه بعيون تحاول أن تستوعب حديثه فتوقف عن مساعدتها يحاول هو الآخر أن يدرك ما تفوه به على الفور أمامها.
ظلت "مي" ناظرة اليه بعدما هدأت تماماً، فنظر اليها يتنفس براحة قليلًا ثم همس أمام عينيها صدره يعلو وهبط من القلق عليها:
_ أيوا بحبك..بحبك وكنت همووت دلوقتي علشانك وبسببك.... أنا بحبك يا مي.

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل السابع عشر من 365 يوم أمان هنا 👇

                🤌🤌  الفصل السابع عشر 👉

رانيا أبو خديجة
٣٦٥ يوم أمان

رأيكو وتوقعاتكم بقى للي جاااي.... تفتكروا اعتراف تميم ده هيتسبب في ايه الأحداث الجاية حابة أقول بس انه مش هيبقى عادي خااالص... خصوصاً لما يبدأ يحارب اخواتها عشانها...استنوني بس🤌
وعلي هل كدة فعلا بعد عن مايا.....ولا ايه رأيكوااا
قراءة ممتعة ❤️🥰


تعليقات
14 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. مينفعش القفله دي وتسيبينا علي نار كده انا عاوزه فصل تاني بالكتير بعد عشر دقايق لو سمحتي😂😂😂

    ردحذف
  2. جامد البارت نار نار 🙈❤❤❤

    ردحذف
  3. ايوه بقى تميم اخيرا اعترف الله 🥰🥰🥰

    ردحذف
  4. بس لا البارت يطول ياريت او بارت تانى دلوقت

    ردحذف
  5. مبدعة ومتميزة ماشاء الله.

    ردحذف
  6. ينفع القافله دى يعنى متتاخريش فى البارت الجاي بقى

    ردحذف
  7. الله عليكي

    ردحذف
  8. جميل ♥️

    ردحذف
  9. رائع جدا تسلمي يا قمر

    ردحذف
  10. الفصل روعه هو الفصل التاني امتي

    ردحذف
  11. الفصل حقيقي تحفه تسلم ايدك دايما مبدعه ومتالقه ودمتي بخير

    ردحذف
  12. ايه القمر ده ياولاد بس ماشاء الله تسلم ايدك
    واخيرا تميم نطق الحمد لله كان الله في عونه في المرحله اللي جيه بقى ربنا يستر😅😅

    ردحذف
  13. روعه روعه روعه روعه يارانيا تسلم ايدك بجد 😍😍😍

    ردحذف
  14. فين البارت الجديييد😩

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة