U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ميمو الفصل الخامس والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ميمو الفصل الخامس والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

رواية ميمو بقلم رانيا ابو خديجة

روايه ميمو

رواية ميمو الفصل الخامس والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة


الفصل الخامس والعشرون

#ميمو

#رانيا_أبو_خديجة

فتحت الدولاب أغير هدومي عشان الحق الشغل...لكن لفت نظري شنطة جنب الدولاب...فتحتها ..ايه ده....

_ ألفت...يا ألفت 

_ ايوا يا ست سلمى ...نعم

التفت ليها اسألها وأنا بشاور عالشنطة
_ مين اللي جاب الحاجات دي ؟

_ دي حاجات قصي بيه جايبها معاه من بلاد بره...جه يديهالك بس لقى حضرتك نايمه ...قام قالي أسيبهالك هنا 

قصي!!!!! 

فضلت ادور واتفرج عالحاجات
_ دي ..دي حاجات حلوة قووي

همست لنفسي وانا بفتح الحاجات أشوفها...متوقعتش انه يفتكرني بهدايا وهو جاي.... يمكن عشان قبل كدة كان بيسافر مع بابا فكنت دايما بشوف ان بابا هو اللي جايب كل حاجة 

_ ابقي افتكريني بحاجة حلوة منهم بقى ياست سلمى

انتبهت من شرودي على ألفت ونظرتها المبتسمة للشنطة..!

..…….......................................

خرجت من الفصل وانا بفكر ... منمتش تقريباً طول الليل..أنا مش خايفه من قصي زي احساسي أول ما شافني مع ميمو...ولا حتى خايفه من رد فعله....أنا أصلا مفيش حاجه في الدنيا تقدر تبعدني عنه.. حتى لو كان قصي وحتى لو عمل ايه

لكن كل اللي شاغلني ..سكوته وحزنه الغريب بالنسبالي من وقتها.... مكنتش عارفه ان موضوع زي ده هيكون مهم بالنسبة لقصي بالشكل دة....أشمعنى انا لما جه يخطب لا روحت معاه ولا شفت خطيبته دي الا لما جت عندنا البيت في زيارة مع أهلها ..ولا كان الموضوع فارقلي أصلا ....أنا مالي أنا هو هيتجوز مين!!

لاحظت الولاد داخلين خارجين من الكانتين .... اتنفست بضيق من تفكيري اللي معكنن مزاجي من امبارح بسبب الموضوع دة وقولت أدخل أجيب شوكلاتة او أي حاجة تغير المود 

بصيت على الحاجات شوية من غير نفس.... مليش مزاج لأي حاجة حتى الأكل... أخدت واحدة كيك أبص فيها .. لأ مليش نفس لدي....طيب هاخد شوكلاتة بالبسكوت بيبقى .... لأ أنا أصلا مش باكل حاجة جوا الشيكولاتة

لاحظت حد جنبي ...كل ما أشيل حاجة أبص فيها القيه بيعمل زيي  ... وبعدين يرميها مكانها بنفس طريقتي من غير نفس.... كل ده وعينه عليا في كل حركة بعملها

مديت ايدي أخد كيس شيبسي ...لقيته بيعمل زيي برضه
رفعته أبص فيه...لقيته حطه قصاد عنيه يبص فيه زيي...رميته مكانه جنب اخواته...لقيته عمل زيي بنفس الطريقة

سيبت اللي في ايدي ووجهتله الكلام 
_ ياسين يا حبيبي.... الفسحة هتخلص وانت لسه هنا....خلص يلا خد أكلك والحق روح على فصلك

_ انتي هتاخدي ايه يا ميس؟

بصيت عالحاجات قدامي تاني بعدين سألته 

_ يعني.... ممكن ده.. طعمه حلو؟

رد بحماس
_ اه حلو ... أجيب واحد وأديكي حته؟
بصيت للحاجات تاني قدامي من غير نفس 
_ لأ انا خلاص مش عايزة حاجة

وخرجت من الكانتين وأنا دماغي مشغولة وبدور عليه بعنيا يا ترى هو فين عايزة اتكلم معاه... المفروض انه عنده تمرين مع الولاد النهاردة

_ مس سلمى...هو صحيح حضرتك هتتجوزي مستر ميمو؟؟

التفت جنبي لأصغر كائن في المدرسة ده بيسألني بعد مافيش حد تقريبا من الكبار مسألنيش

_ وانت عرفت منين يا ياسين ان انا ومستر ميمو هنتجوز؟

_ سمعت مس نهى بتتكلم مع مستر ميمو في التمرين وبتقوله مبروك ..وهو كان مبسوط قوي وقالها الله يبارك فيكي

بعدت عيني عن الولد وابتسمت غصب عني على اللي ماشي في كل حته في المدرسة ده يأكد المعلومة لكل الناس لحد الفراشين اللي بيسألوني فبتكسف أرد بأيه فيروحوا يسألوا هو 

_ مس سلمى انتي هتتجوزيه بجد؟

_ ياسين.. دي حاجات كبار يا حبيبي...وميصحش تسأل فيها كتير كده...أوكي..يلا بقى روح على فصلك

_ طيب لماتتجوزوا وياخدك مستر ميمو ليه لواحده....مش هتيجي هنا تاني؟

رفعت حواجبي اندهاش من اسألة الولد..

_ سكتي يا ميس...يبقى هيتجوزك وياخدك ليه لواحده

لقيته كشر تكشيرة عجيبه لدرجة خدودو المليانه دي نزلت لتحت في شكل قمص وسابني ومشي 

هزيت راسي باندهاش من الطفوله العجيبة اللي مبعرفش افهمها خالص دي...
وقفت ابص على ميمو في حوش المدرسة من فوق... برضه مش باين....دخلت الفصل اللي المفروض عندي فيه حصة بعد الفسحة مش عايزة ادخل اوضة المدرسات عارفه اللي هيحصل هيفضلوا يسألوني عن ميمو ويستظرفوا عليا وانا مش ناقصة ومش فايقالهم أصلا...

لسة بقعد عالكرسي بتاعي في الفصل....اااااااه

لقيت نفسي وقعت عالأرض وكأن حد سحب الكرسي من تحتي

لقيت الولاد اتلموا حواليا يحاولوا يساعدوني

_ دة ياسين يا مس ..انا شفته وهو بيقرب منك وبيسحب الكرسي

_ وأنا كمان يا مس شفته

كانوا بيقولوا كدة وهما بيشاورا عليه .....اول ما بصتله لقيته جري اتجاه الباب وعلى وشه نفس القمصة اللي كانت من شوية
ولسوء حظي لقيت ميمو داخل من نفس الباب حتى الولد خبط فيه وهو طالع يجري كدة.... بعدين دخل وعينه عليا

_ ايه دة ايه دة....مالك في ايه؟!

مد ايده يساعدني أقوم من الأرض

_ مفيش حاجه...جيت أقعد وقعت

_ لأ يا مستر ميمو دة ياسين هو اللي وقعها

لقيته التفت يبصلي تاني 

_ ياسين وقعها...ليه؟
رديت عليه وانا باخد حاجتي وبخرج من الفصل عشان أعرف اتكلم معاه
_ مفيش حاجه...انت كنت فين من الصبح ؟!

_ كنت مع الولاد تحت لحد الفسحة طلعت اشوفك في غرفة المدرسات ملقتكيش ومن هنا معرفتش اخرج بقى بسبب زمايلك دول عليهم اسئلة عجيبة

_ امممممم...مااشي....وكنت بقى بتدور عليا ليه

لقيته ابتسم كدة وكمل
_ تعرفي اني مفطرتش ومستنيكي نفطر سوا

ضحكت غصب عني على تماحيكه دي
_ تاني...انت مبتحرمش ابدا...داحنا المرة اللي فاتت كانت المديرة هتقفشك وانت عازم المدرسة كلها على سندوتشات

_لا المدرسة كلها دة ايه

بعدين لقيته قرب وكمل بهمس
_ انا عازمك انتي وبس
_ ياسلام...ودة بأمارة ايه بقى ان شاء الله
_ بأمارة انك خلاص بقيتي خطيبتي...وقدام الناس دي كلها اه... وبعدين يا سلمى يعني هو احنا هنعمل ايه...انا هفطر مع خطيبتي حبيبتي

_ ميمو...انا ملاحظة انك بدأت تستهبل كدة من وقت ما الدبلة دي دخلت صباعي دة

_ اممم يعني انتي شايفه اني بدأت استهبل ها...طب هو سؤال واحد هتيجي تفطري معايا ولا لأ

_ قولت لأ

...…...…....…..........

_ مش هتقوليلي بقى ...الواد ياسين كان بيوقعك ليه.... عشان أعرف احاسبه بس

اخدت قطمة من السندوتش بتاعي...جايب سندوتشات تحفة اصلاً...
_ زعلان.... بيقولي مستر ميمو هيتجوزك وهياخدك ليه لواحدة..متضايق اننا هنتجوز وإني ممكن اسيبهم واسيب الشغل يعني 

_ أخدك ليا لواحدي!!!!
قالها باندهاش.. بعدين لقيته كمل بتهكم
_ طب ياريت..هو انا عارف اعملها وأخدك ليا لواحدي..يسمع من بوقك ربنا يا ياسين 

ضحكت لحد ما كنت هشرق 
_ وايه بقى المانع يا استاذ ميمو انك تاخدني ليك لواحدك على رأي ياسين؟
_ اخوكي اللي محيرنا معاه دة.
لقيتها اتنهدت 
_ مش عارفه...بس واضح اني لازم فعلا أقعد مع قصي واتكلم معاه

...................................

_  ماهر ماهر سيد القط....؟!

بعدين رفع عينه بصلي باندهاش

= ميمو... ابن سيد القط!!!

_ ميمو!!  معرفش....اللي اعرفه انه اسمه ماهر....انت تعرفه؟!

= امممم... ماهر القط يبقى ميمو ...بس اشمعنى؟!

_ قولي بس تعرفه منين...وتعرف عنه ايه خضك كدة؟!

= هتدفع كام ؟!
_ اخلص يا مؤنس... وبعدين مأنا اتحايلت عليك من يوم ما شفتك هنا مع أبوك تيجي تشتغل معانا ... وانت اللي مش عاجبك.

بصلي وكمل لبانته دي
_ قصي...انت عارف انا مكتب المحاماه بتاعي بقى بيدخلي كام دلوقتي... ها...مرتب مبيقبضوش أجدع واحد في شركتكوا دي.

بعدين بص للورقه اللي في ايده وفتح تليفونه يبعت الاسم لحد 

مؤنس أكتر انسان بالنسبالي يشبهني في كتير قوي من ناحية حماسه وحبه لشغلة... واتأكدت من ده لما كنت بشوفه بييجي لوالده هنا كتير في البداية...وعرضت عليه يشتغل هنا معاه ..لكنه رفض وقال انه بيفتح مكتب مع صحابة من الكلية وبقى كل ما ييجي هنا لأبوه  لازم يعدي عليا ويقولي وصلوا لفين...لحد ما بقينا صحاب ...مش مجرد قصي بيه اللي والده يبقى سكرتير مكتبه... وده اللي بيخليني أمنه على حاجات مستحيل اتكلم فيها مع حد غيره

= مقولتليش بقى ...بتسأل عنه ليه...عملك حاجة؟!

_ متقدم لسلمى أختي... واحنا منعرفش عنه حاجة وكنت عايز أطمن عليها مش أكتر.

رفع وشه فاجأة باستنكار وقال

= ايه!!!  بتقول ميمو عايز يتجوز سلمى!! انت بتهزر يا قصي؟!

بصتله وأنا مش فاهم حاجه....هو في ايه ..!!

..…..……...………................

_ كفاية كدة يا ريس ميمو...انت تعبت النهاردة من وقت ما جيت وانت مقعدتش

نزلت من على عربية تحميل الشغل .... وأخدت الجاكت بتاعي وبدأت انفض درعاتي من غبار الخشب والشغل

_ طيب يا أمين ...قفل انت المخازن وأنا هطير بقى ... وبعدين اطلع ليوسف اديله المفاتيح

_ تمام يا ريس

لبست الجاكت وركبت الموتوسيكل وبدأت أطلع بيه وأنا حرفياً بفتح عيني بالعافية أشوف الطريق....من وقت ما جيت وأنا في الشغل مكان يوسف ...اللي مشغول اليومين دول بالذات بسبب تعب الحاج والده....كنت معاهم امبارح في المستشفى وعرفت ان حالته متأخرة وكل شوية بتسوء عن الوقت اللي قبله ... الراجل ده لولا وجودة مش عارف كان زمان حالي ايه دلوقتي... بتمنى من ربنا يقومه بالسلامة... كفاية انه بيفكرني بأبويا

أخيراً وصلت للشقة ..... بقيت بتضايق كل اما أجي أدخلها وزوزو وهند مش فيها بعد ماكانوا معايا اليومين اللي فاتوا هند أصرت تمشي وتبقى ترجع تاني ....مش عارف انا ايه اللي محببهم في المنطقة هناك...

أول ما وقفت قدام البيت سمعت صوت الموبايل....ابتسمت أول ما شفت اسمها على شاشة التليفون...
يانهار أبيض دي رنت ست مرات ...

_ ألو..

_ والله..!! لسه فاكر ترد..بكلمك من الصبح يا ميمو

رديت عليها وانا بفتح الباب 

_ التليفون كان في الجاكت وانا في الشغل بسيبه في المكتب 

_ طيب كنت عايزة اقولك اني هكلم قصي النهاردة واخد ميعاد منه يقابلك هنا في البيت... عشان تتكلموا وتعرفه عليك

رميت نفسي على الكنبة من التعب 

_ وانا معنديش مانع... شوفي امتى وقوليلي

_ معلش يا ميمو...بس حقيقي بابا متضايق على زعل قصي... كمان انا يهمني علاقتك بأهلي عموماً تبقى كويسة

_ وأنا معنديش اي مشكله في اي حاجه...أهم حاجة عندي ان الموضوع يمشي ومحدش يقف في طريقنا... سلمى أنا مستعد أعمل أي حاجة ولأي حد عشان تبقي ليا

سكتت شويه بعدين سمعت نبرة خجولة عن اللي كانت بتكلمني دي

_ طب أفرض بقى أخويا قصي كان صعب في التعامل معاك... خصوصاً انه بيتعامل في حاجة تخصني يعني أكيد هيبقى صعب..هتتحمله برضو وتبقى عند نفس رأيك ده

_ شوفي انا مستعد أعمل كل اللي اهلك يقولوا عليه...واللي يطلبوا...ولو عايزني أعمل ايه هعمله...بس عشانك وعشان تكوني معايا ....ياسلمى انتي هتكوني راحتي بعد تعب كتير قوي 

عارفة رده دة...وواثقة في كل كلمة كان هيقولها من قبل حتى ما يقولها..لكن محتاجة اسمعها منه وأعرف اني غالية عنده كدة... وجودي في حياته مهم كدة....اتنهدت بكل المشاعر اللي جوايا ... بعدين لاحظت صوت عربية 

_ طيب أنا سامعة صوت عربية تحت ...شكلة جه من برة...هقوم أدخله أوضته وبعدين اكلمك أقولك عالميعاد اتفقنا.

قفلت معاه وانا كمان جوايا بيأكد اني ممكن أعمل اي حاجة عشان ابقى معاه... ومن ضمن الآي حاجه دي ان يكون في كلام بيني وبين قصي من الأساس...اتنهدت بقلة حيلة وقررت انزل فعلا ......

أول ما نزلت عالسلم تحت لقيته داخل من الباب وأول ما شافني وقف يبصلي شوية وكأنه مشفنيش بقاله كتير

اتوترت من نظراته .... بعدين روحتله 

_ حمدالله عالسلامة....لسه جاي من الشغل...ده انا مستنياك من بدري عشان عايزاك في حاجة

_ خير..

قالي كدة بنبرة غريبة قوي..... هو انا امتى هفهم قصي دة واعرف اتعامل معاه بجد؟

اتنهدت بزهق... بعدين حطيت ايدي في جيوب بيچامتي 

_ عايزة أكلمك بخصوص ميمو....قصي...انت عارف كويس من بابا اني معملتش حاجة في غيابك وحقيقي سمعت كلامه وانتظرت رجوعك... وعشان ميبقاش في زعل من اي طرف خصوصاً بابا اللي متضايق قوي عشانك ...ميمو وافق ييجي تاني وتقعد معاه....ها تحب ييجي امتى؟

برضو ساكت ...بيبصلي وبس...اووووف طب وبعدين انا أصلا لولا بابا وزعله مكنتش جيت ولا اتكلمت معاه ....يبقى ليه بقى البرود دة....اااااااه
لقيته فاجأة قرب وقبض على ايدي بقسوة ألمتني وكأنة اتحول من برود لقطعة نار

_ قصي!!!! في ايه....اوعى دراعي بيوجعني كدة

قبض عليها زيادة لدرجة حسيت دراعي هيتكسر في ايده 
_ انتي اتعرفتي  عالواد دة فين...انطقي... تعرفي الاشكال دي منين!!!!!

_ قصي انت اتجننت...ابعد ايدك عني....وهدي صوتك اللي بيرعبني ده!!!!

كنت بصرخ في وشه من وجع ايدي ..لقيته بيهزني من دراعي لدرجة اختل توازني وكنت هقع وبرضو صوت صريخة عالي بشكل يرعب
_ انتي عايزة تجنينا ولا عايزة تموتي أبوكي ... يا بنتي افعالك دي لو هتضر حد فهتضرك انتي أول واحدة

حاولت أفك دراعي من ايده وابعد عنه
_ انت بتقول ايه...أنا مش فاهمه حااااجة!!!!!

لحظة ولقيت بابا داخل هو كمان ....ومش زي عادته جالي يبوسني من راسي أول ما يرجع .... بالعكس وقف بص لقصي بعدين بصلي .... وقال لقصي وهو ناوي يسبنا ويطلع لفوق

_ قولتلها؟

_ قالي ايه يابابا...هو في ايه...انا حاسة ان في حاجة غريبة...في  ايه لدة كله!!!

_ أخوكي هيقولك

بعدين سابنا وكان هيطلع أوضته
روحت انادي عليه قبل ما يطلع وانا بفرك ايدي من مسكة قصي

_ بابا..... هو حضرتك سايبني ورايح فين قبل ما أعرف في ايه

لقيته فاجأة التفتلي وأول مرة في حياتي بابا يكلمني بالعصبية دي 

_ في انك رايحة تدخلني بيتنا زبالة الناس...في انك نسيتي تبقي بنت مين وجيبالي واحد أقل ما يتقال عليه انه زبالة المجتمع وعايزة تتجوزيه...يا خسارة يا سلمى خيبتي ظني فيكي.

بصتله باندهاش وعيون واسعة من كلامة وتعبيراته اللي بيقولها على ميمو

_ زبالة المجتمع.. حضرتك بتتكلم عن مين؟!!

لقيته اتعصب اكتر... لدرجة جسمه كل اتهز بشكل قلقني عليه 

_ البيه بتاعك اللي دخلتيه بيتنا وخلتيني احط ايدي في ايده يبقى أبوه رد سجون وعارفه بقى مات ازاي..مات مقتول في تهريب مخدرات

حطيت ايدي على بوقي من اللي بسمعه....فضلت بصالة بعيون واسعة وأنا مش فاهمة حاجة ....هو بيتكلم عن مين؟!!!

_نسب يشرف بصحيح .... ده بقى اللي كان هيبقى جد أولادك... نيجي بقى لجدتهم بسم الله ماشاء الله...

بعدين رفع صوته فاجأة بشكل خضني

_ واحد بيهرب مخدرات وتاريخه مهبب عايزاه يتجوز مين غير واحدة من الأوساط اللي بيروحها عشاان تبقى مراته رقاصة قد الدنيا في الكباريهات ..... يعني ونعم النسب المشرف سواء أبوه او ماشاء الله الست الوالده

_ عارفه لو جبتيلي السيره دي تاني ....قسما بالله يا سلمى ليكون ليا تصرف معاكي عمرك ما شفتيه مني ...مفهوم

كنت قلقان جداً على بابا وهو بيكلمها بالشكل دة...عمري ما شفته في الحالة دي ابدا قبل كدة....قالها اخر جملته دي بعصبية شديدة بعدين سابنا وطلع ساند على السلم ولسه بيقول كلام بنرفزة مش مفهوم

عيني راحت تلقائي عليها ...لسه واقفه مكانها وشها متثبت بصدمة على نفس المكان اللي بابا كان واقف فيه .....رغم انه اختفى عن نظرنا.....قربت خطوات بسيطة منها...لقيتها على نفس وضعها.... بوقها مفتوح بزهول مع عيون واسعه مندهشه كلها دموع..... وفاجأة...
_ سلمى..!!!

لحقتها بين درعاتي ....لقيتها فقدت الوعي 

.......….…..….................

_ تعالى يا فريد ...أدخل

رفعت ايدي أرجع شعري الطويل على ضهري بعد ما خلصت وجهزت عشان أطلع لفقرتي 
التفت على صوت فريد

_ ممكن افهم كنتي فين طول الاسبوع اللي فات ...دة مش شغل دة يا زوزو

قومت وقفت بكل هدوء...ماهي ناقصة بقى حد يعكنن مزاجي عالمسا

_ فريد ...انت عارف كويس ظروفي وأنا قايلة كل الكلام دة لصاحب المكان وانت عارف برضو....يبقى ليه بقى اللت الكتير ده
_ اتفقنا انك تغيبي يومين عشان أخوكي اللي هيتجوز .... روحتي وقولتي عدولي ...ودة مش نظام شغل يا بنت الناس والراجل بدء يقلق منك ومن غيابك

_ بقولك ايه...يقلق ميقلقش اللي عنده يعمله ...وانا مستعده افوتهالكوا مخضرة للي هترقصلكوا فيها ليل مع نهار...انا يا حبيبي مش باقيه.. خصوصاً يعني

لقيته نزل ايدة اللي كان ساند بيها على باب الاوضة وكأنه عارف انا هقول ايه
_ أكيد الندرجي بتاعك اللي واقف على أوضتي برة دة قالك عالناس اللي كانت عندي وان في دلوقتي أكتر من محل وأوتيل عايزني... خصوصاً بعد ما شافوني عندكوا هنا.

لقيته سكت وبصلي

_ وانتي...وانتي ناوية على ايه؟

_ انا ناوية أشتغل في المكان اللي يرحني وطول مأنا مرتاحه معاكوا هنا عمري ما أفكر أمشي...الا اذا بقى زهقتوني بكلامكوا الكتير ده...هسيبهالكوا وانتوا حرين وأهي البنات على قفا مين يشيل.

_ اه بس مش كلهم زوزو.....انتي عارفه الأوتيل دة في كام واحدة..بس محدش أكل الجو كدة غيرك

_ يبقى خلاص توسع كدة بقى تخليني أطلع أشوف شغلي وتبطل يا فريد رغي عالفاضي والمليان..بالأذن

سبته وخرجت وانا جوايا أحساس غريب بأن الأجواء هنا واحشتني....وحشني الرقص واحساسي وكأني طايرة وانا عالمسرح... بعيدا عن ايه هو المكان او اللي فيه

وزي العادة أول ما طلعت مع ابتسامة على وشي ...حسيت المكان كله باللي فيه انتبه لوجودي من مجرد بس طلتي وصوت التسقيف والترحيب بظهوري

..…..…..…...................

_ بعتذر من حضرتك يافندم للأسف عمار بية جاله ظرف وأجل العشا لبكرة ...مش حضرتك مشرف هنا في الاوتيل اليومين الجايين دول

_ أنا نازل هنا في الاوتيل يومين الشغل فقط ... وبعد كدة مسافر

_ تمام يا فندم...

لسة كنت هرفع التليفون وأكلم قصي بيه اقوله ان عمار بيه مجاش عشاء العمل وقفل تليفونه فاجأة ..... لكن لقيت حاجة قصادي بقيت مش واثق اني شايف صح بسببها

قربت شويه أكتر اركز في اللي بترقص دي ...انا واثق اني شفتها قبل كدة...واثق انها هي.....شفتها فين...

غمضت عيني لحظة احط ايدي على جبهتي افتكر...صح هي....اخت الجدع اللي كان متقدم لسلمى بنت عمار بيه....ايه اللي أنا شايفه دة..ودي بتعمل ايه هنا دي.!!

....…......…...............

بقالها أكتر من عشر دقايق تنهيد في صمت مع دموع نازلة زي الشلال على خدودها الحمرا لون الدم....عرفت من دموعها دي انها صحيت وفاقت لكن لسه على وضعها ومغمضه عنيها..كأنها خايفه تفتحها وتتأكد ان كل دة حقيقة مكنش خيال 
اول ما وقعت قدامي بالشكل دة اخدتها بين درعاتي وطلعت بيها اوضتها...وبعد ما حطتها على سريرها فضلت أفوق فيها اكتر من ربع ساعة...

كنت قاعد قدامها وبراقب كل ملامحها....شكلها بالمنظر دة وكأنها هتموت عليه كدة بيأكد هي بتحبه قد ايه....عرفته امتى وازاي لكل دة.... ومنين سلمى تعرف الأشكال دي أصلاً .... 

قعدت افكر وكلام مؤنس بيتردد في ودني من لحظة ذهوله ومعرفته بان ده يبقى خطيب سلمى ازاي..
لحد ماقالي كل اللي يعرفة وكله كوم وباقي الكلام اللي اتبعتله عالتليفون بخصوص أمه وكانت ايه هي كمان!!

انتبهت من سرحاني وتفكيري على صوت شهقة قوية خارجة منها بصتلها لقيتها حطت ايديها على بوقها تحاول تسيطر على صوت عياطها ومغمضة عنيها بقوة ..
لقيت جسمها بدأ يتهز أكتر مع دموع مبتوقفش ....شكلها كدة بيقلقني عليها فعلاً 

لقيت نفسي بقوم من مكاني وبقرب منها...قعدت جنبها على السرير .. بعدين اتنهدت بخوف عليها من صوت عياطها اللي بيعلى أكتر ورفعت ايدي عليها أحاول أهديها....لقيتها فتحت عنيها فاجأة وبصتلي شويه ..عنيها بقت شبه الدم في لونها...... بعدين وبدون تردد لقيت انفجار عياط بوجع ألمني عليها..

ضمتها بدراعي أكتر لحضني ...لقيتها دفنت وشها فيا مع استمرار صوت عياطها.....

فضلت في حضني لفترة تعيط بوجع ....لحد ما لقيت صوتها هدي تدريجي ....ورفعت وشها تسألني بنفس ملامح القهر اللي أول مرة أشوفها على ملامح أختي سلمى 

_ عرفتوا منين كل دة...وازاي .... قصي...انا واثقة ان في حاجة غلط...ميمو مش ممكن يكون هو نفس الشخص اللي انتوا اتكلمتوا عنه ده

بصيت لملامحها دي اكتر....ملامح مستنيه مني أي كلمة تأكد كلامها.... رفعت ايدي امسح دموعها اللي مبقتش شايف وشها بسببها
_ مفيش حاجه غلط ..للأسف انا واثق من كل كلمة بابا قالهالك

لقيتها رجعت لعيطها ودفنت وشها تعصره في المخدة تاني
رفعت وشها ليا ...شكلها المقهور دة يقلق فعلا ...لقيت نفسي بقرب منها أكتر وبحاول أهديها وحاوطها بدراعي اطبطب عليها 

وحاولت اردد بالقرب من ودنها 

_ خلاص أهدي.... مفيش فايدة منه العياط دة.... والحمد لله ان كل دة ظهر عنه قبل اي شئ وقبل ما
رددت من بين عياطها وهي بتعصر وشها في صدري
_ بس أنا حبيته بجد.....حبيته...ااااه

..…...............................

مابين الوعي والحلم سمعت صوت جرس مزعج وكأنه بيصرخ مش بيرن

فتحت عيني بالعافية ابص حواليا...دة صوت جرس الباب....بصيت في التليفون...ايه دة الساعه 6 إلاربع الصبح...مين ممكن يجيلي دلوقتي.....

بالعافيه قومت وانا مش قادر...انا نايم الساعة تيجي 12 بالليل وأخر حاجه فاكرها مكالمتي مع سلمى حتى قالتلي هتبقى تكلمني تقول عملت ايه مع اخوها ومتصلتش

قومت وانا مش شايف قدامي ...حتى نسيت البس حاجة ...كنت يدوب ببنطلون البيت بس .....فتحت الباب وانا بتوعد للي عالباب ...بس اتفاجأت من وجودها هي في الوقت دة وهنا..

_ سلمى..!!

#ميمو

رأيكوا وتوقعاتكوا قراءة ممتعة ❤️❤️

#رانيا_أبو_خديجة

لقراءة الفصل السادس والعشرون من رواية ميمو 👇👇
         للانضمام لجروبنا على الفيسبوك 👇
              👈 انضمام 👉
     او للصفحة الرئيسية الخاصة بالروايات 👇👇
             👈 انضمام 👉
                     




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة