U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم أمان الفصل الثالث عشر بقلم رانيا ابو خديجه

 

روايه 365 يوم امان الفصل الثالث عشر بقلم رانيا ابو خديجة

الفصل الثالث عشر

٣٦٥ يوم أمان رانيا أبو خديجة


روايه 365 يوم امان الفصل الثامن بقلم رانيا ابو خديجة 


نائم، بل مُستغرق بالنوم فظل يعمل بمكتبه بالأمس لبعد منتصف الليل، سحب "تميم" غطائه على رأسه بضيق من ذلك الرنين المزعج، حتى فتح نصف عين بنفس ضيقه، ومد ذراعه يجلبه من على سطح الطاولة الصغيرة بجانب الفراش، نظر به بنصف عين مفتوحة حتى التقطت عينيه اسمها المدون على الشاشة، فجلس معتدل بعد أن فتح عينيه على وسعها وقد ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتيه على غير عادة صباحه اليومي، فتح "تميم" الخط على الفور ليتنحنح من نبرة صوته الذي يشوبها النوم ثم وضعه على أذنه ليرد بصوت لم يخلو من حشرجته آثار النوم:

_ صباح الخير يا مي.

= صباح الخير... أنا.. أنا مش مي أنا صاحبتها في الكلية.

اعتدل "تميم" بعد أن قطب حاجبيه بعدم فهم واندهاش:

_ احم...أهلًا.... أومال فين مي؟

أستمع قليلًا لنبرة تشع قلق بأذنيه ورعب على صديقتها فتوسعت عينيه لينهض سريعًا من الفراش ويقول بعجالة بعد أن فتح دولابه ليلتقط ملابسه:

_ ايه!!!! طيب...طيب خليكوا معاها ...اوعوا تسيبوها لوحدها... وانا خمس دقايق وهكون عندك.

ثم القى بالهاتف على الفراش يدخل المرحاض بخطوة واحدة ليضرب وجهه بكفيه بالمياه ثم يخرج ليلتقط ملابسه سريعًا وبداخله يشعر بأن ضربات قلبه هي من تدق بقوة وتنطق باسمها.


!!!!*!!!!!!*!!!!!!


توقف "تميم" بالسيارة أمام مبنى الكلية يصعد درج المبنى بعجالة... سار يتلفت حوله على غرفة الطبيب حتى وجد مجموعة من الشباب متجمعة أمام باب غرفة بأخر الطرقة، فسار اليهم على الفور.

التفت زملائها اتجاهه فتوسعت عيونهم وهما ناظرين لذلك الشاب طويل البنية سريع الخطى قلقًا عليها، وسيم الوجه ثم نزع نظارته البنيه من على عينيه وهو يتقدم اليهم فبانت وسامته أكثر مع أناقة ملابسه فكان يرتدي بنطلون من الجينز الأسود مع قمص أخضر يضاهي خضار عينيه، وجاكت من اللون الأسود.

تقدم "تميم" وقبل أن يفتح فمه نطقت إحدى زميلتيها التي تعلمه جيداً من صورته التي شاهدتها من هاتف "مي":

- حضرتك تميم؟

 رد سريعاً وعينه تحاول النظر هنا وهنالك وكأنه يبحث عنها:

- - ايوا أنا... فين مي؟

ثم نظر اليها سائلّا بقلق:

_ وايه اللي حصل بالظبط؟

  استمع "تميم" لما حدث بكلمات منها ثم من زميلتها الواقفة بجانبهم، ثم ألقى شاب أخر واقف هناك بعض الكلمات عن ما حدث بالمدرج، ثم كلمة من هناك، وزع نظره بين كل من يسرد عليه كل ماحدث أمامهم، ضغط أسنانه ببعض بغيظ مما يخبروه به، ثم استمع لباقي الحديث وهو يفسح الطريق بعجاله ويفتح الغرفة التي تشير إليها صديقتها ودخل على الفور أمام أعين الجميع خاصتا ذلك الواقف يتأمله فور مجيئه.

- !!!!****!!!!!!*****!!!!!!

 استلقى دراجته ثم اعتدل ينظر اليها بعد أن سارت معه لخارج الفيلا تسير معه بجانبها بالشارع هنا وهناك، يحدثها فتبتسم بنفس رقتها فيشعر بالانتشاء لمجرد رؤية احمرار وجنتيها بخجل من تغزله بها، التفت "علي" ينظر اليها من فوق دراجته ليهمس إليها مؤكدًا:

-يعني لما اعدي عليكي المرة الجاية هتيجي معايا ولا لا؟

فكرت "يارا" قليلاً ترفع عينيها الجميلة لأعلى بتردد ثم رفعت أصابعها تزيح خصلاتها الناعمة خلف أذنها ثم همست بنفس نبرتها التي تشبه النسيم:

-لازم يعني يا علي...ماهنا كويس... ماله هنا!!

نفخ بضيق ثم كرر:

-هسألك تاني وعايز رد واضح... هتيجي معايا المرة الجاية ولا لا؟

صمتت قليلًا بحيرة ثم نظرت بمدخل الفيلا وكأنها غير قادرة على إتخاذ قرار وحدها ثم نظرت اليه وجدته بنفس ضيقه فقالت على الفور:

-خلاص هستناك المرة الجاية.. اتفقنا.

ابتسم هو بسعادة بالغة ثم همس قبل أن يغادر:

-اتفقنا يا روح علي.

ثم غادر على الفور يتركها هي ناظرة في الفراغ بعيون واسعة تحاول ان تستوعب جملته الأخيرة لتحمر وجنتيها من جديد.


دلفت "مايا" الى مدخل الفيلا بنفس حالتها الشاردة به، بينما على شفتيها ابتسامة تعبر عن ما تشرد به، حتى انتبهت على ذلك الصوت من خلفها:

-هو انا كل ما أجي أسأل عليكي القيكي قدام الفيلا واقفة مع اسمه ايه ده.

التفتت اليها "مايا" على الفور لتقترب منها بسعادة بالغة هاتفة:

-هنا !!.. كويس انك جيتي .. عايزاكي ضروري قوي.

هبطت "هنا" درجات السلم فكانت تبحث عنها بغرفتها ثم اقتربت يجلسوا سويا.

- خير... في ايه...ومالك كدة ومال اخينا ده اللي كل شوية يعدي وكأنه بيجيلك مخصوص.

قالت كلماتها الأخيرة بغيظ وغضب، فكلما تأتي لهنا وتراه يقف معها بالخارج، ابتسمت "مايا"  بخجل تقترب منها وتهمس بصوت خفيض للغاية:

-برافو عليكي يا هنا ... هو فعلا كدة.. بييجي عشاني... هو قالي كدة.

ردت بغضب أشد لم تشعر به الأخرى:

-ايوا ليه بقى... عايز منك ايه يعني؟

نظرت حولها ثم اقتربت بنفس هعمسها الخفيض:

-عايز يخرج معايا.

شهقت الأخرى تقول بصوت مرتفع غاضب:

-ايه!!!! يخرج معاكي؟!!

-هششش ... براحة ياهنا بتزعقي ليه.

ثم تابعت بنفس هدوئها:

-وفيها ايه أما يخرج معايا...مش بدل الزهق اللي أنا فيه ده... الله!!!

اقتربت "هنا" تحدثها بعقل وهدوء فهي تعرفها جيداً، كالطفلة بريئة للغاية خاصتًا بالتعامل مع البشر:

-يامايا انتي تعرفية منين عشان تخرجي معاه ... مش كفاية التمشية خارج الفيلا اللي أنا وماما مش موافقين عليها من الأساس.

نفخت بضيق لترد وهي تقطب حاجبيها الصغيرين:

-يوو بقى... هلاقيها منك ولا من مامتك اللي برضو كانت بتقولي كدة.

ثم تابعت بعد أن وقفت لتصعد غرفتها:

-متخافيش عليا يا هنا... أنا عارفة أنا هعمل ايه كويس.

ثم التفتت اليها:

-واه ابقي تعالي بكرة عشان أحكيلك ... ماشي.

!!!!!!!!!*****!!!!!!*****!!!!!!

 - ايه ده!!!... انا مش قولت محدش يدخل.... اتفضل استني مع زمايلك برة.

 فور دخوله كانت عينيه عليها فلم يسمع أحد حوله فور رؤيته لها مستلقية على ذلك الفراش الصغير بينما عينيها مغلقة لكنها لن تكف عن البكاء الصامت ودموعها التي تسيل دون توقف، ساكنة تماماً حتى أنه غير متيقن أنها مستيقظة أم نائمة، ولكن ما ثار قلقه أكثر ذلك الجهاز الموضوع على فمها، المعروف بجهاز جلسات التنفس.

- انت يا أبني انت... انا قولت محدش يدخل... اتفضل استنى برة مع زمايلك.

 أخيراً نجح في إبعاد عينيه عنها ونظر للطبيب ودون كلمة أخرى اخرج كارنية مهنته واعطاه اليه، نظر الطبيب به ثم رفع عينيه له بحرج يقول :

- أنا .. أنا آسف افتكرتك زميلها من زمايلها اللي بيلحوا يدخلوا من الصبح لكن حضرتك...

_ أقدر أخدها وأمشي أمتى؟

قاطعه "تميم" ومازالت عينيه عليها يريد التقرب وأخذها بتلك الحاله بحضنه لكنه يخشى التحرك اتجاهها منعا لتهوره بتلبية تلك الرغبة الملحة فقال الطبيب:

_ قبل ما تمشي ...حضرتك عارف المشكلة الصحية اللي عندها؟

صمت "تميم" عينيه لا تحيد عنها ثم هز رأسه بهدوء بمعنى نعم، فقال الطبيب باندهاش وذهول:

_ طب ازاي عارفين وسايبنها كدة .... حضرتك لازم تسمعني كويس بصفتك قريبها مسؤول عنها زي مأنا طلبت.

وهنا نظر اليه "تميم" فتابع:

_ هي حالياً لايصلح ليها الخروج لوحدها ابدا وكمان لازم رعاية خاصة جداً وياريت لو تاخد الفترة دي متنزلش الجامعة عشان حالتها غير مستقرة بالمرة.

وبعد أن انتهى الطبيب من إرشاداته وتعليماته المحذرة وبشدة بخطورة حالتها الصحية حاليًا، اقترب "تميم" منها يجلس أمامها حتى تنتهي من جلستها تلك، ظل ناظر اليها وهي بذلك القرب، حتى اقترب أكثر يهمس بجانب أذنها:

_ طب وبعدين....هتفضلي تمَوتي فيا كدة لحد امتى... أنا تعبت.

!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!!


خرج "تميم" من الغرفة حاملها بين ذراعيه، مازالت نائمة اثر تلك الجلسة، سار من بين العيون الناظرة اليهم ، حتى خرج من البناية وادخلها سيارته ثم اغلق الباب وعينه عليها ليتفاجأ بذلك الصوت الفاضب خلفه :

- انت يا استاذ انت... انت مين انت عشان تيجي تشيلها بالشكل ده من وسطنا كلنا كدة؟

- التفت "تميم" بهدوء لذلك الصوت، ثم نظر له من أعلى لاسفل وجد صديقتيها مع مجموعة من الطلبة يهرولون اليهم ليشاهدوا فنظر اليهم، ثم قال بصوت هادى بعد ان اقترب منه خطوة ونظر بعينيه:

 - وانت مالك.

- ثم اقترب خطوة أكثر وسأل بعد ان مر بعينيه عليه مستقرا بحدقتيه:

 - مين انت!!

- رد "أمجد" وبداخله يتأكله الغيظ:

- - انا أبقى زميلها..انت بقى ميين؟!!

-نظر اليه "تميم" بشك ثم حول نظره الى"مي" المغمضة عينيها بتعب داخل السيارة غير مدركة لما يحدث حولها ثم رفع نظره اليه مرة اخرى بشعور ثقيل بدأ أن يستولى على قلبه وقبل أن ينطق مرة أخرى وعينيه تكاد تخترقه بنظراته وجد من تصرخ وهي تشير هناك بقوة:

- الدكتور زفت أهو.

ثم همست لمن بجوارها:

_ إلهي يارب زي ماهان مي قدام الدفعة كلها كدة واتسبب في وقوعها وسطنا بالشكل ده ربنا يرزقه باللي يهينه وقدام الدفعة برضو..ها.

نظر "تميم" لما تشير وهو يسمع همسها، ثم تخطى ذلك الواقف أمامه يعترض طريقه.

!!!!!*!!!!*****!!!!!!!!

 سار "تميم" اتجاهه بغيظ شخص أحد تعرض لابنته، وتسبب، كان مسرع في خطواته بينما وجهه لايبشر بالخير مع عينيه التي ازدادت في لونها بقتامة ليراه الأخر فيشعر بالتوتر والقلق فهو يتابعه بعينيه منذ ان كان واقف مع زملائها وهي بسيارته، أوقف تاكسي سريعًا ثم فتح بابه بتوتر ليركبه فأسرع "تميم" بخطواته حد الركد ، كان التاكسي سار به لكنه لم يتركه بل اسرع اليه يركد في خطاه حتى صعد به من المؤخره ليراه الساىق فيضطر يتوقف ، ليتجه اليه على الفور ويفتح بابه ثم يفرغ كل طاقة الغضب به.

 كان زملائها يتابعون من بعيد بعيون واسعة متشوقة وكأنهم يشاهدون فيلم أكشن بالسينما حتى أوقفه وظل يلكمه فتصاعد صوت التصفيق منهم مع أصواتهم الصاخبة بهرج ، فتحت "مي" عينيها من تلك الأصوات، تعتدل قليلا لتنظر أمامها فترى المشهد من بعيد شهقت برعب ثم تصرخ بصوتها المتعب بالنداء باسمه فتنتبه اليها صديقتها الواقفة بجوارها .

- مي... شوفتي ايه اللي بيحصل؟

- ثم تابعت بتشفي:

- - احسن خليه يتربى بدل عمايله فينا دي.

-هاتي التليفون بسرعة... بسرعة اطلبي اي حد.. صاحبه ..اطلبي بدير...ده كدة هيضيع نفسه.

!!!!!*****!!!!!!*****!!!!!!!

بعد عودته من الورشة معها أكد أشد التأكيد على "أحلام" لن تترك الهاتف من يدها وإذا شعرت بأي خطر تهاتفه على الفور، كما أكد عليها عدم اخبار "رقية" بشئ منعاً لقلقها الزائد طوال الوقت وأيضاً تجنباً لكثرة اسئلتها.

بينما هو فظل يسير بالسيارة بالبلدة طوال الليل، يحاول بقدر مايستطيع أن يبتعد عن المنزل، يعلم انهم يريدوا هو بعد المراقبة طوال الأيام الماضية، ولذلك يتوقع منهم رد فعل بأي وقت، وأيّا كان ما يفعلوا يكون بعيد عن أذى البنات والصغار.


بالقرب من منتصف الليل كان حريص على السير بأماكن مظلمة غير عامرة بالبشر، وبالفعل شعر فاجأة رغم الصمت من حوله، بسيارة تتبعه منذ أكثر من ساعة، والآن بوقت متأخر للغاية ينظر بالمرأة خلفه فلم يرى بالشارع غيرهم، ظل يسير حتى شعر باقترابهم، فاشعل موسيقى عالية وأخذ يغني معها بصوت مرتفع وكأنه في نزهة، حتى توقفت السيارة فاجاة أمامه فتوقف هو الاخر يصرخ بهم:

-مش تحاااسب يا اعمى انت وهو... كنت هخبطك.

ثم ادعى التفاجئ باقترابهم منه وفتح باب سيارته وأخذه بالقوة، فأخذ يقاومهم باشد ما يستطيع:

-انت بتعمل ايه انت هو... انت وهو واخديني على فييين... انت مييين يا جدع انت ... ماتنطق يا اخرررس انت ... اااااه.


ثم صرخ بألم عندما شعر بشئ ثقيل ينزل على راسه بخبطه افقدته الوعي.

!!!!****!!!!******!!!!!!!!

-يافندم حضرتك عارف ان ده حرم جامعي ليه احترامه وأصول التعامل فيه... وبعدين يضربه قصاد الطلبة بتوعه...دي جريمة.

التفت اللواء "هاني" ينظر بغضب وغيظ لذلك الواقف وبجانبه صديقه "بدير" الذي يطمئن عليه ويتهامس يسأله ان كان بخير ام لا، بينما واقف بجانبهم من الجهة الأخرى ذلك الشاب المسكين ممزق الملابس وبيده منديل ابيض يحاول ان يوقف بها دماء فمه.

- متقلقش عليا يا بدير انا كويس.

-متاكد يا ابني ولا نطلع عالمستشفى؟

-لاالحمد لله... هو القميص بس اللي كرمش .. بص.

نظر "بدير" لما يشير ثم تابع بجدية:

-  يبقى نطلع عالمكوجي.

     ينظر اليهم كل من بالغرفة  بعيون غير مصدقه استخفافهم عن تعمد بالامر، فاقترب اللواء يهمس لهم:

- عارف لو مخرسطش انت وهو... أنا اللي هقوم أبلغ عنكوا.. سامعين.

نظروا لبعضهم ثم اماؤؤا اليه بطاعة، حول اللواء نظره لذلك الواقف غير قادر على التحمل بينما دمائه مغرقة وجهه، فأبتلع ريقه بتوتر من ذلك الموقف ثم أردف قائلًا:

- يافندم اللي عرفته وسمعته من زمايل البنت برة وانا داخل  ان الاستاذ ده تطاول عليها وسط زمايلها الاول بدون سبب كمان من الواضح ان ده اسلوبه مع باقي الطلبه وده واضح من تجمعهم برة ومساندتهم لزميلتهم مي.


-كدب يافندم.... كدب انا مؤدب والله و..

نظر اليه "تميم" بتوعد فعاد لصمته مرة اخرى مع عودته خطوة  بعيداً عنه، فتاتبع اللواء:

-انا بقدم اعتذاري لإدارة الجامعة وبوعد حضرتك ان الامر ده مش هيتكرر تاني ابدأ.

صمت قليلاً العميد ثم قال:

والله الأمر مش في ايدي انا.

ثم نظر للواقف بدمائه:

- ايه رايك في الكلام ده يا مؤمن؟

نظر اليهم ثم حول نظره للواقف ينظر اليه بوعيد فابتعد خطوات حتى اتجه للعميد من الجهة الأخرى للمكتب وقال:

-انا مش هتنازل عن حقي يا فندم وبطالب بوقف حضرته عن عمله لحين التحقيق.

اعتدل اللواء بغضب أشد ثم قال بجديه حتى يحاول انهاء الامر:

-خلاص يبقى حضرتك تصر على موقفك ونوقفه عن العمل ونسجنه كمان.

ثم تابع بتحذير:

- بس كمان حضرتك هتتوقف عن العمل من الشكوى اللي متقدمة ضدك اه واحتمال كبير تتحول لقضية فيها سجن.

-ققق..قضيه... قضية ايه ... انا محدش مقدم فيا اي شكوى.

-ماهو انا اللي هقدمها لبنتي مي باللي عملته وانك اتسببتلها في أذى نفسي نتج عنه وعكة صحية شديدة الخطورة خاصتًا انها مريضة قلب، ودي جريمة لوحدها لاتقل عن جرايم القتل العمد،  وهضم ليها باقي شكاوي زمايلها ومن الواضح كدة ان حبايبك هنا كتير.

!!!!****!!!!****!!!!!

 جالسة على كرسي بالرواق أمام مكتب العميد يتأكلها القلق عليه، تخشى أن يضر بعمله ومستقبله بسببها، وزاد قلقلها عندما رأت اللواء "هاني" يدخل بنفسه بعد قدوم "بدير" بنصف ساعة وعلمه بصعوبة الأمر وخطورة مافعله صديقه على مستقبله فاضطر لابلاغه ومجيئه على الفور للتدخل.


زملائها يلتفوا حولها بعضهم يحدثها لكنها غير منتبهه لشئ غير التفكير في من بالداخل وعلى وشك خسارة حياته بسببها، بينما البعض الآخر يتهامسون بفرحة وضحكات تصل اليها، فرحتهم بما حدث بذلك المعيد المتكبر الذي يشقيهم دائما في تكليفاته عوضاً عن معاملته معهم وعجرفته واذيته لهم بالامتحانات الخاصة بالمادة.


واقف بالقرب منها ينظر إليها بتردد يريد أن يتقدم ويسألها بأي شكل وطريقة عنه، هل هو أخيها، ماصلة القرابة التي تجعله يرتكب كل ذلك من أجلها سوى انها تكون أخته او...


نفخ بضيق من التفكير في الأمر،  وبالفعل تقدم منها ومن بين زميلتيها الذين نظروا اليه بترقب، هبط يجلس على ركبتيه أمامها وقال:

-حمدالله على سلامتك يامي... الحمد لله انك بقيتي أفضل.

نظرت "مي" لزميلتيها الذين ينظرون لبعضهم بابتسامة ثم نظرت اليه لتقول بحرج من جلوسه أمامها بهذا الشكل:

-الحمد لله يا أمجد .. متشكرة.

تردد قليلاً لكنه حسم أمره وسأل على الفور:

-اومال مين الاخ ده ... يبقى اخوكي صح؟

رفعت وجهها فاجأة لصديقتيها عندما سمعت صوت ضحكهم الطفيف وعيونهم عليهم، وقبل أن ترد انتبهت للباب الذي فتح فاشرق وجهها عندما رأته يخرج من الغرفة يتهامس هو و"بدير" ويضحكون بينما خلفهم اللواء "هاني" يضع ذراعه حول عنق ذلك المعيد المكدوم ويحدثه، أشرق وجهها بابتسامة واسعة عندما رأت مرحه مع صديقه بهذا الشكل، لكنها عبست فاجأة عندما توقف عن ضحكه وثبت نظره على ذلك الجالس بجانبها بهذا الشكل وبذلك القرب.

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل الرابع عشر من 365 يوم أمان هنا 👇

                💪🤝  الفصل الرابع عشر 👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

رانيا أبو خديجة

٣٦٥يوم أمان

لو عايزني أستمر فعلا والرواية تكمل ياريت تثبتوا ده بحضوركوا وتفاعلكوا عالجروب عشان بجد الحال محبط لأقسى درجة والله...

قراءة ممتعة..



تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة