U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم أمان الفصل الثاني عشر بقلم رانيا ابو خديجه

 روايه 365 يوم امان الفصل الثاني عشر بقلم رانيا ابو خديجة 

 رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الثاني عشر 

الفصل الثاني عشر 

365 يوم أمان

رانيا أبو خديجة

روايه 365 يوم امان الفصل الثاني عشر بقلم رانيا ابو خديجة


وقفت "رقية" تربع يديها أمام صدرها تتابع بفضول، ثم توسعت عينيها عندما وجدته يقترب من شباك سيارتهم النقل تلك ويتهامس معهم بالحديث بينما يحرص على الالتفات حوله وكأنه لايريد أحد رؤيته.


- طب ومي... عاملة ايه دلوقت.

رد "تميم" بابتسامة واسعة بينما ذلك الشارب الغليظ يهتز حول فمه بشكل مضحك:

- أختك وربنا حلوة.

تنهد "حسام" باطمئنان ليهمس "بدير" بنية المزاح من أسفل شاربه الغليظ هو الأخر:

- على فكرة قصده ان أختك مزة... ده تميم يابني وأنا عارفه.

لكمه "تميم" في صدره ليخرس، ليكور "حسام" يديه الاثنين ويدفعهم بصدرهم ثم يعود لهمسه معهم يطمئن على والدته ووحيدته، ثم سير العمل هناك بجهاز مكافحة المخدرات.


تقدمت "رقية" خطوتين بالعدد ومازالت مربعة يديها تنظر اتجاهه بعيون ضيقة، تحاول أن تتبين بما يتهامس مع هؤلاء الغرباء، حتى نظر هو حوله مرة أخرى بشكل ملحوظ ثم تركهم ليتقدم منها لكنه تخطاها ليدخل الورشة، وهما دقيقتين وخرج ومعه لفة سوداء ومازال يتلفت حوله بريبة ثم اقترب منهم ليعطيهم تلك اللفة بنفس طريقة همسه، توسعت عيني "رقية" مرة أخرى وهي تلاحظ لفة أخرى بنفس لون السواد لكنها كبيرة في حجمها نسبيًا يعطوها له ثم عادوا ليتهامسون مرة أخرى، تشعر بأن قدمها تأكلها وتحسها على السير اتجاههم ومعرفة ما يجري، حتى وضعت أصابعها في فمها تقدم أظافرها بحيرة من ذلك المشهد المريب أمامها.


وضع "تميم" يده يحاول اسناد ذلك الشارب ليقول من أسفله:

_ خلي بالك هما شيفينا دلوقتي...يعني اللي جاي حاول تبعد فيه عن البيت والبنات على قد ما تقدر.

أماء اليه "حسام" ليهمس فيما يهمه من لحظة ما رأهم:

_ المهم ياتميم انت وبدير مش هوصيكم على ماما ومي...تخلوا بالكم منهم ولو في أي حاجة في أي وقت تكلموني علطول.

رد "بدير" بتأفف حتى سقط نصف الشارب لأسفل:

_ ياعم متقرفناش بقى قولنا في عنينا .. في عنينا .. المهم انت تركز في الشغل عشان محدش مننا هيكلمك ولا هيعبرك.

عاد "حسام" ليلكمه في الخفاء بصدره ليهمس من بين أسنانه وبداخله يتأكله القلق على أخته خاصتًا بمهاتفته لها كلما أمكن، ووصل اليه صوتها المتعب دائماً:

_ سكت الواد ده عشان مديهوش في وشه دلوقتي.

حاول "تميم" يضع يد على شاربه مخافة الحراك بينما اليد الأخرى حاول بها الفصل بينهم وبين شجارهم، وبعد لحظات من الهمس المتواصل، غادروا بتلك السيارة الكبيرة، بينما هو فظل واقف رافع يده لهم بسلام حتى غادروا الشارع بأكمله، ليمر بجانبها والغيظ والحيرة يملؤها، دخل الورشة ثم خرج ليباشر عمله في السيارة أمامه.

لتقترب منه وتهمس بفضول:

_ إياد...مين الناس دي وخدوا منك ايه وادتهم ايه؟!

تابع عمله بتركيز مصطنع ثم رد بإيجاز:

_ اه..دول جماعة كدة بينا شغل انتي متفهميهوش.

اغتاظت أكثر فقالت بعصبية:

_ وايه بقى طبيعة الشغل دي اللي تخليكوا تفضلوا تتلفتوا حواليكوا زي الحرامية كدة!!

اعتدل "حسام" ينظر لعصبيتها تلك ثم رد ببرود ولامبالاه:

_ أنا مش فاهم ايه اللي مضايقك....بقولك شغل بيني وبين ناس انتي متعرفيهاش...ايه الغريب في كدة.

نظرت اليه بغيظ أشد ثم أخذت المفتاح الكبير من يده تلقيه على الأرض بعصبية تنفخ بضيق ثم تتجه للداخل.

نظر هو لطريقة تعبيرها عن غيظها منه وضيقها التي لم تتغير منذ اليوم الأول ثم ضحك ملء فمه لتصل اليها ضحكاته فتلتفت تنظر له بعيون يشع منها الشرار، ليصمت هو ثم يرفع يده لها بمعنى" خلاص مش هضحك".

ليتابع ضحكه فور دخولها الورشة، يعلم أنها ستبحث بفضولها عن ذلك الكيس الأسود الذي خبأه بالداخل.

!!!!!!*****!!!!!*****!!!!!!!!

 أغمضت عينيها ترفع كفها الى صدرها لتهمس باسم الله وبعض الآيات القرأنية لعلها تهدأ وضربات قلبها المتصارعة تطمئن، فمنذ أن استيقظت اليوم وهي لاتعلم ماذا يحدث، تشعر بأن قلبها على وشك التوقف أخذت دوائها ولاتوجد فائدة ، اتلك الحقنة تكون المتسببه بذلك الانقلاب بداخلها؟


تشعر أنها ليست بخير تمامّا حتى أنها لم تقدر على النزول للجامعة اليوم رغم أهمية وجودها، التقطت "مي" هاتفها من الأريكة وفتحت تطبيق إرسال الرسائل "واتساب" وفتحت ذلك الرقم الذي لم يكن بينها وبينه أي رسالة من قبل، فخلفية الإرسال بينهما فارغة تمامّا؛ وذلك ماجعلها مترددة أترسل له أم لا، لكنها حسمت أمرها بعد اشتداد الإحساس بالتعب بداخلها، فاكتبت دون تردد:

"صباح الخير.. ازيك ياتميم... معلش ممكن تقولي الدكتور امبارح وهو بيديني الحقنة كانت تركيزها كام.. حاسة انه لغبت او حاجة"

وضغطت إرسال دون تردد بعد ذلك الاحساس المضاعف بالتعب الذي جعلها تلقي بالهاتف على الأريكة بعنف وألم بداخل قلبها.


بعد دقاىق سمعت "مي" جرس باب المنزل فصاحت والدتها من الداخل:

- شوفي مين يامي.

نهضت رغما عن ألمها ومازالت واضعة يدها موضع قلبها، وفتحت..

!!!!*****!!!!!*****!!!!!!!

يجلس على الكرسي الخاص به بعيون ضيقة يحاول أن يفهم ويستوعب ماسمعه ليهمس بعدم فهم:

- يعني ايه... يعني ايه مش فاهم!!

تقدم أحد رجاله وجلس أمامه يهتف باهتمام:

- ياريس أنا براقبه زي ما أمرت ولقيت الناس دول بيسلموا وبيستلموا منه في عز الليل قبل مايقفلوا ورشة منصور ويراوحوا.. ده غير طريقتهم اللي بتأكد ان اللي كان في ايديهم ده بضاعتنا.

نظر أمامه بشرود وحيرة ليتابع الآخر بجانب أذنه وكأنه أتى بالخبر اليقين:

_ أنا قولتلك.. ابن منصور بعد ماكان جاي عالبلد لاموأخذة يعني على قده وهيئته مش اللي هيا بقى بيوم وليلة بقدرة قادر معاه عربية وهيئته اتغيرت خالص.. واهو اللي حصل في عز الليل ده قدام ورشة منصور بيأكدلنا اللي في دماغنا.

همس وهو على نفس شروده وحيرته النابعة من غيظه:

- وايه اللي في دماغكوا.

أجاب الآخر على الفور:

- ابن منصور لقى البضاعة ياريس..وبيبعها كمان ابن ال... ومتنغنغ بيها دلوقت.


نهض من مجلسه يدور حول نفسه بضيق وغيظ حتى استمع من الأخر:

- نعمل ايه ياريس.. أنا مش راضي اتحرك الا بمشورتك... أنا بقول نجيبه هنا وننزل فيه ضرب لحد ما يقر ويجيبلنا الباقي من البضاعة لحد عندنا وفلوسنا اللي عنده كمان.

صمت الآخر قليلاً بتفكير ثم قال:

- يبقى تنفذوا اللي هقولكوا عليه بالظبط.

!!!!*****!!!!****!!!!!

 وجدت تلك الوشوش الجميلة كوجهها تمامًا واقفين على الباب لتهمس أحدهم وهي تمد رأسها للداخل:

- قبل أي كلام .. اخوكي حسام هنا؟

ابتسمت "مي" بجمال لتجيبها بمرح رغم ألمها البادي على وجهها:

- لا مش هنا... ثم انك جيالي ولا جاية لحسام!!

اقتربت الأخرى لتهمس بنفس نبرة المزاح والمرح وهي تزيح الأخرى من طريقها:

- حسام ده ايه انتي كمان.. المهم علي هنا؟

وضعت "مي" يدها على حافة الباب لتقول بتأفف:

- عارفة لو مدخلتيش انتي وهي وانتوا ساكتين انا هقفل الباب في وشكوا.

دخلوا الاثنين بضحكاتهم الأنثوية اللطيفة لتملأ المكان مع مرحهم الذي يخفف عنها مابها ، اقتربوا ليجلسوا بجانبها لتهتف هي بمرح:

- حسام وعلي مسافرين في شغل للأسف... والبيت فاضي عليا.

قالت "تسنيم" صديقتها بمرح وهي تنفض خصلاتها الطويلة:

- ياخسارة وانا اللي زوتها شوية النهاردة وأنا نازلة.

ضحكت "مي" وهي تنظر لهيئتهم الأكثر من انيقة لتهتف:

- لية انتوا مش جايين من الجامعة.

اقتربت صديقتها "مها" لتقول بجدية:

- أومال احنا لية جينا... عشان نقولك لازم تنزلي بكرة.. معيد الدكتور الرخم ده قال هياخد الغياب وعلى أساسه هيحط الدرجات.

هتفت "مي" ومازالت واضعة يدها على قلبها بألم:

- وهو ماله ده... دكتور شريف قال هيحط الدرجات على أساس الامتحان مش الحضور.

ردت "تسنيم":

- مانتي عارفاه رخم وبارد.... وعامل فيها هو الدكتور لان دكتور شريف موكله في كل حاجة.

تأففت "مي" بتعب لتهتف "مها":

- صحيح لما هما أخواتك مش هنا... أومال مين راح معاكي المستشفى امبارح... معقولة سبوكي تروحي لواحدك.

أجابت "مي" وهي تريح رأسها على مسند الأريكة بتعب:

- لا روحت مع تميم.

- مين تميم؟

تنهدت لتنظر أمامها بشرود بتلك النظرة التي لم تفارق خيالها منذ الأمس:

- ده.. ده زميل اخواتي في الشغل ويعتبر...

صمتت بتفكير ثم تابعت بابتسامة تحاول ان تشق شفتيها رغم ألمها:

- كنت هقول يعتبر أخ.

 - أومال ايه..مش فاهمة؟

- كنت هقول يعتبر أخويا لكن... مش عارفة.

اعتدلت صديقتها "مها" لتنظر الى الأخرى ثم تقترب من "مي" بابتسامة وتهمس:

_ مش فاهمة... يعني ايه...وايه طريقة كلامك دي؟

اعتدلت "مي" هي الأخرى لتهتف على الفور وكأنها اخيرًا وجدت من تتحدث معه عن حيرتها:

_ والله تميم ده فعلاً كنت بعتبره .. لأ مش أخ عشان كان دايما غريب كدة في معاملته...لدرجة اوقات كنت بحس انه بيتجنبني او مش طايقني...لكن...

ابتسم "تسنيم" لتهمس وهي تستند بيدها على خدها:

_ مايمكن الجدع خجول وملوش في التعامل مع البنات.

_ لأ خالص...ده حتى دايمًا بسمع عنه حوارات من علي وحسام وانه حواراته كتير وكدة.

ثم صمتت بعبوس لتردف:

_ ولايمكن عشان كدة؟

سألت الأخرى بفضول:

_ عشان كدة ايه؟

صمتت تتذكر قليلا ثم هتفت بحيرة أشد:

_ امبارح... امبارح والله شوفت في عنيه نظرة..مش أخويه ابدا لأ... كانت عنيه بتقول حاجة أنا متأكدة.

ابتسمت صديقتيها ينظرون لبعضهم ثم قالت "مها":

_ طب وأمجد...ده والله بيصعب عليا يا مي.

ردت "مي" بعقل وهي تعتدل جالسه:

_ أمجد ولا غيره...والله مافارقة ولا ليها لازمة.

أصدر هاتفها صوت فتنظر به ثم اعتدلت بألم لتفتح رسالته

" ليه يامي ...في حاجة"

 ثم أرسل رسالة أخرى"انتي تعبتي تاني"

اعتدلت تكتب هي الأخرى:

" يعني من وقت ما اخدتها وانا حاسة بضربات قلبي سريعة بشكل تاعبني قوي فخايفة نكون لخبطنا.. انا باخدها دايما تركيزها ميزش عن 5 مللي".

 أرسل لها على الفور" اللي أنا فاكره ان الدكتور قال للمرضة اسمها لكن مقالش تركيز قدامي خالص"

ثم تابع يرسل"استني أنا هكلمهم دلوقتي عالرقم اللي معايا أتأكد"

ردت هي على الفور"لاخلاص مفيش داعي.. كدة كدة احنا رايحين متابعة الأسبوع الجاي"

ثم وضعت الهاتف بجانبها تنظر للثنائي الناظر اليها بفضول لتنتشل واحدة منهم الهاتف قائلة:

- وريني بيقولك ايه.

ثم نظرت بصورته الموضوعة بروفايل للواتساب لتهتف بشهقة عالية:

_ يخربيتك على بيته...هو ده تميم!!

اماءت "مي" باندهاش:

_ اه هو في ايه؟!

اجابت الاخرى واصبعيها يقربوا الصورة أكثر ليروا ملامحه:

_ فيها انه قمر ..قمر وعنيه تخطف كدة...ده مفيهوش تفكير ده عايزله تخطيط ياماما.

اخذت الاخرى الهاتف تنظر به ثم همست وعينيها عالصورة:

_ واحنا بنقول أمجد...قال أمجد قال.

ثم تابعت:

_ بتقولي يا مي انه زميل اخواتك في الشغل يعني ظابط برضو؟

التقطت "مي" الهاتف من يدهم لتقول بضيق:

_ احترمي نفسك انتي وهي وبلاش قلة أدب...الله!!

أصدر الهاتف رنين فنظرت به ليقتربوا برؤسهم ينظروا معها ليقرأوا الرسالة قبلها 

" أنا كلمت الدكتور قال ان الحقنة اللي كانت مكتوبة هي اللي ادهالك... وان ده عرض طبيعي متقلقيش"

ثم أرسل ليتابع" اطمني يامي متخافيش...ولو في اي حاجة او حسيتي بأي حاجة جديدة عليكي كلميني علطول".


[ !!!!*****!!!!*****!!!!!!


 واضعة كفيها بجيوب تلك القطعة المنزلية التي ترتديها بينما خصلاتها الطويلة الناعمة تتركها بحرية على ظهرها، لتجيب أرضية المكان ذهابًا وايابًا وعينيها عليه بحيرة، بينما هو جالس بين الصغيرين على الأريكة أمامهم طاولة صغيرة كانوا يضعوها خلف الباب سابقًا واضعين عليها كتبهم ليوجه حديثه للصغيرين رغم عينيه التي لن تنفك عن النظر اليها بين الحين والآخر:

- طب بصوا هعملكوا خطوط كدة وتمشوا عليها عشان الخط اللي شبه العنكبوت ده مش عاجبني..ماشي.

هتف بكلمته الأخيرة وهو ناظر إليها بطرف عينيه، لتهتف الصغيرة ويدها تتلاعب على وجنته بمرح:

- اتفقنا.

أمسك "حسام" يدها الصغيرة يضعها جانبًا ليقول بمرح:

- ايدك الصغيرة دي لو قربت من وشي تاني .. مش هتشوفيها تاني جنب أختها فاهمة.

ليدغدغهم يضحكون بمرح، بينما هي فظلت تتحرك أمامه بحيرة وفضول يحسها على الإقتراب والسؤال، أتت "أحلام" وبيده كتابها لتقول بخفة بعد أن اقتربت لتجلس بجانبه:

- إياد.. ممكن تساعدني أنا كمان وتشرحلي دي.

 أخذ منها الكتاب بينما عينيه على تلك الواقفة تسير هنا وهناك بحيرة، ابتسم في الخفاء يعلم فضولها ورغبتها في سؤاله الملح عليها منذ أن أتوا من الورشة، نظر بالكتاب قليلًا ثم نظر إلى "أحلام".

- دي سهلة قوي يا أحلام...بصي يا ستي.. بيقولك ما أسباب فشل حملة نابليون على مصر؟

ثم نظر إلي "رقية" وجدها تنفخ في الهواء بحيرة ثم يبدو عليها التردد أن تقترب تسأل من جديد لعلها تُخرج منه بمعلومة ثم تعود لتبتعد فقال ونظره عليها:

- انه كان حشري.

قطبت "أحلام" حاجبيها تقول بعدم فهم:

_ نابليون بونابرت كان حشري؟!

تابع ومازالت عينيه عليها :

_ اه كان حشري بيدخل في اللي ملوش فيه...بيقولك كمان يا أحلام ان كل بني آدم ياريت يخليه في حاله... وياريت يا أحلام منتحشرش في حياة بعض أحسن.

اقتربت هي سريعًا تصرخ بوجهه:

- وهو أنا لما أحتاج اعرف بتعمل ايه في ورشة أبويا أبقى بتحشر!!

رفع نظره اليها ثم قال بلامبالاه وبرود اجاده ليرى انفعالاتها المحببه لعينيه:

- وهو أنا كلمتك.. أنا بكلم أحلام.

اقتربت تجلس بغيظ:

- وأنا بقى عايزة أعرف ايه اللي بيحصل بالظبط من ورايا.

ثم تابعت بنبرة بها الفضول يشع من عينيها:

_ ومين الناس دول ها..وادوك ايه وانت ادتلهم ايه ...وايه اللي انت مخبيه في الورشة جوه؟

مر بعينيه على كافة ملامحها بابتسامة مستمتعة برؤية ذلك الجمال في حالة الحيرة والفضول تلك، ثم أجاب بنفس بروده:

_ عايزة تعرفي قوي يعني؟

لتجيب على الفور:

_ اه

نظر إليها قليلًا بنفس ابتسامته ثم همس ليتسبب لها في جلطة:

- وانتي مالك .. قولتلك ده شغل انتي متفهميش فيه.

نهضت "رقية" بغيظ أمام عينيه لتتسع ابتسامته ثم عادت لصريخها بنفس عصبيتها:

- خلاص بقى...يبقى تعمل شغلك ده بعيد عن ورشة أبويا .. فاهم.

أشار بقلم "أحلام" في وجهها:

- اولًا دي ورشة أبويا زي ماهو أبوكي...يعني براحتي أعمل اللي أنا عايزه فيها شالله حتلى أبيع مخلل...انتي ايه مضايقك.

اغتاظت ملامحها اكثر ليزداد جمالها وجاذبيتها بعينيه فيتابع دون أن يفوت لمحه من ملامحها تلك أمام عينيه:

_ ثانياً متعليش صوتك تاني .. مفهوم.

التقطت القلم من يده لتلقيه بغيظ على الأرض ثم تتحرك بغضب لتدخل غرفتها وتغلق الباب بقوة.

ضحك هو بصوت مرتفع فقالت "أحلام" بعدم فهم لما يحدث:

- هو في ايه... رقية مالها يا إياد؟!

- انا عارف يا بنتي... اختك باينها اتجننت.

ثم همس بداخله ويعود ينظر للكتاب من جديد ويضحك بخفوت:

-بعد الشر عليها هي مجنونة لوحدها.

 !!!!****!!!!****!!!!

بالجامعة جالسه بقاعة المحاضرات تتابع المحاضر وبجانبها صديقاتها .... من حينٍ لأخر تشعر بأن ليس لها سوى دراستها فهي بطبيعة الحال ليس لها شأن أو اهتمامات بأشياء عده مثل باقي صديقاتها.

 دخل هو القاعه مستأذنًا المعيد فأشار له المعيد بتكبر بالدخول .... دخل وعينيه تبحث عنها من بين الجالسين من زملائه هنا وهناك حتى رأي صديقاتها ينظرون اليه بابتسامة ماكره على وجههم بعد أن رأها تجلس بجوارهم تدون ما يذكره المعيد فأخفض عينيه سريعًا ثم اتجه ليجلس بأقرب مكان من الجهه الاخرى من المدرج ينظر لهم من الحين للأخر.


مالت "تسنيم "صديقة" مي " عليها تهمس لها بغمزة من عينيها:

_ مي... أمجد جه و كالعاده داخل يدور عليكي.

رفعت "مي" نظرها عن كشكولها تنتبه لكلمات صديقاتها لم تنظر يمينًا او يساراً بحثاً عنه بل أخفضت وجهها لتكمل ما كانت تفعله قائله بنفس الهمس:

_ هو حر يعمل اللي هو عايزه.... انا بقى يخصني ايه؟

كادت "تسنيم" أن ترد وتلكمها ولكن سبقها صديقتهم الأخرى وهمست لها بعد أن مالت عليها:

_ طب والله حرام عليكي تكبير الدماغ اللي انتي فيه ده وسيبا الواد غلبان كدة مش عارف حتى يقولك كلمتين على بعض.

زفرت " مي" والقت القلم بعنف ثم قالت بهمس غاضب:

_ وبعدين معاكي انتي وهي والله ما عارفة أركز ولا أكتب حاجة.

لمحها المعيد ذلك الشاب المتعين حديثًا بالجامعة فأصبح يرى ذاته محل دكتور المادة وعليه التحدث للطلبة بطريقة تشبه طريقته المتكبرة تلك، فهتف بالميكرفون بيده بصوت مرتفع وغاضب مشيراً عليها بيده:

_ الأستاذة اللي هناك اللي مش عاجبها المحاضره وعماله ترغي مع صحابها تقوم تقف كدة وتقول أنا كنت بقول ايه.

نظرت "تسنيم" إلى "مها" بينما وقفت" مي" بإرتباك ونظرت نظره واحدة للكشكول المدون به ثم رفعت وجهها وتحدثت بصوت ضعيف بكل ما كان يشرحه بالمحاضره وبعد ان انتهت وقفت صامتة، نظرت "تسنيم" إلى "مها" بارتياح وابتسامة اطمئنان، ظل ينظر اليها قليلًا ليجعلها تتوتر أكثر ثم تحدث ساخرًا:

_ اه ولما انتي فالحه كده ومركزة كنتي بتقولي ايه بقى ولا بتشاوري على مين من الشباب.

شهقت "مي" من وقاحته ونظرت صديقتيها لبعضهم ثم له بغيظ 

فتابع هو بنفس وقاحته:

_ ما تقولي الكلام كان على ايه ولا مين ... احنا شباب زي بعض وأنا هفهمك.

ضحك المدرج بأكمله ... بينما هي فشعرت وكأن قلبها يضرب بقوة وانتابها نفس الشعور الذي يأتيها عندما تصاب بحالة الاعياء فأحست بأن أطرافها تتجمد وجسدها يرتعش دون السيطرة عليه وبدء ينتابها ضيق في التنفس يتعاقب مع سرعة ضربات قلبها مصاحب لشحوب وجهها.


نهضت "مها" سريعًا واقفه تصيح بصوت مرتفع ليوقف الضحكات الصاخبة بالقاعة:

_ على فكرة ده مش أسلوب وانا هقدم شكوى للدكتور شريف.

بينما وقفت "تسنيم" هي الأخرى بنفس الصراخ الغاضب:

_ لا مش هنشتكي للدكتور .... احنا هنقدم شكوى للعميد في حضرة المعيد بأنه بيتطاول على بنات القسم.

_ انتوا بقى اللي كنتوا بتتكلموا معاها وبتشوشروا على تركيز زمايلكوا في المحاضرة.

نهض "أمجد" هو الأخر بغضب وصاح وعينيه على تلك الواقفة ترتجف من تشنج أطرافها واضطراب قلبها:

_ زمايلهم شاهدين معاهم على تطاولك عليها وقلة أدبك معاها.


ظهرت همهمات عالية بالقاعة وهنا أحست "مي" أنها غير قادرة على الوقوف وأثناء ذلك الاشتباك بالحديث بينهم رفعت يدها تتشبث بذراع صديقتها فاقتربت منها وهمست بقلق:

_ مي .... انتي كويسه ؟

شحب وجهها للغايه، وبدأت تحاول جاهدة التنفس حتى سقطت فاقده للوعي ودموعها على وجهها.


التف زملائها جميعاً حولها وقفز زميلها "أمجد" بين المقاعد المتدرجة حتى وصل اليها وسط الازدحام بينما ذلك المعيد فوقف قليلًا يتابع بقلق ثم أخذ حقيبته وخرج من المدرج.


!!!***!!!!****!!!!***!!!

واقفين أمام باب الكشف بالكلية بقلق، يتهامسون ثم يتوعدون لذلك المعيد بالشكوى، حتى خرج الطبيب فألتفوا جميعهم عليه ليسأل:

_ أنا محتاج أشوف حد من قرايبها من الدرجة الأولى أو حد مسؤول عنها ضروري جدًا.

اقترب "أمجد" بحيرة وتردد حتى سمع صديقتيها المقربين يتهامسون بعد نظرتهم لبعضهم بقلق من حديثه:

_ المشكلة ان اخواتها مسافرين...ومامتها متنفعش خالص.

ثم هتفت أمامه باقتراح:

_ أنا عرفت هنكلم مين.

ثم أخذت تفتح حقيبة "مي" لتلتقط هاتفها وتهاتف ذات الرقم المسجل باسم "تميم".

يمكنك متابعة صفحتي على الفيس بوك 👇

                 👈 الانضمام 👉

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 👇

       👈👈 جروب الفيس 👉👉

👆👆👆👆

✍️لقراء الفصل الثالث عشر من 365 يوم أمان هنا 👇

                🤏🤌  الفصل الثالث عشر 👉


✍️ لقراءه رواية ٣٦٥يوم امان من هنا 👇

            👈 365 يوم امان 👉

رانيا أبو خديجة

٣٦٥يوم أمان

رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي بقي عشان اللي جااي جد الجد وغير اللي فالت خاالص🔥🔥🙈

عايزة بس أقولكوا اني ممكن اتأخر شوية في البارت الجاي للخميس او يبقى الحد الجاي لأني والله العظيم عيني وجعاني جدا من التليفو

ن والكتابة....فدعواتكوا الزغللة والتعب ده يروح وبإذن الله اللي جاي ينزل في أقرب وقت وتفااعل بقى عالتعب ده...يلا قراءة ممتعة ♥️♥️

ومتنسوش طبعا دعواتكوا لأخواتنا والاستغفار والحوقلة بنية نصرهم وهزيمة عدوهم اللهم امين.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة