U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع عشر بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع عشر بقلم رانيا أبو خديجة

رواية 365 يوم أمان بقلم رانيا أبو خديجة

365 يوم أمان 

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع عشر بقلم رانيا أبو خديجة



واقفة تستمع كلمات والدتها بحيرة وعجز لم تعلم بما ترد لكنها انتفضت فور سماعها تهتف بقوة:

- مجي تميم صاحب أخواتك في وقت زي ده ...عشان يقعد يتودود معاكي بالشكل اللي أنا شفته ده...مش مكن يكون أمر عادي ابدًا يا متربية... بس العيب مش عليه ... العيب عاللي فتحت الباب في وقت زي ده وانتي عارفة ان مفيش حد من أخواتها الرجالة هنا.


ثم تابعت بما جعلها تشهق بخوف ورهبة:

-أنا هقول لحسام يكلمه ويعرفه الأصول اللي واضح انه ميعرفهاش.

نطقت "مي" سريعًا تهتف :

-لا ياماما حضرتك عايزة تقولي لحسام ايه !!

-اول ما يكلمني مكالمة بكرة هعرفه عمايل صاحبه واقوله انه يقتصر عننا طلاما تصرفاته بدأت تخرج عن الأصول.

هتفت بكلماتها وسارت باتجاه غرفتها تتمتم بغضب من الموقف بأكمله وهي تعرف "مي" جيدًا عندما تكذب في أمر.

نظرت "مي" بحيرة في أثرها ثم سارت خطوات هادئة باتجاه غرفة والدتها وهي تلعب بأصابعها بحيرة وتوتر، ثم دخلت الغرفة وصل لأذانها همس والدتها الغاضب وهي تتجه للفراش:

- شباب اخر زمن ولا بيفهموا في الأصول ولا تربية ولا أي نيلة ... قال اخرج من اضي الساعة واحدة بالليل القيه قاعد بيتوشوش... ماشي يامي أنا هقول لأخواتك يشوفوا صرفة معاه ومعاكي طلاما بقالي ساعة بتكلم وبرضو مُصرة تتنحي من غير ما تردي عليا ولا حتى....


صمتت فاجأة عندما أتت عينيها على تلك الواقفة أمام الباب من الداخل فقالت وهي تعتدل على الفراش وتجلب الغطاء عليها:

- ولا عمري كنت اتوقع من تميم كدة ابدًا ده أنا كنت بعتبره ابني التالت... لكن انتي ولا عمرك خبيتي عني حاجة يا مي ... بقالي ساعة بسألك لحد ما الفجر هيأذن علينا وانتي نزل عليكي الخرس.. خلاص أعرف اخواتك وهما بقى يتفاهموا معاكي ومع البيه التاني.

اقتربت "مي" وهي تحسم أمرها بالاعتراف لوالدتها بكل ما دار بينها وبينه، فهذا يعد أفضل من إخبار أخويها ووقوعهم مع صديق عمرهم بذلك الموقف، فأقتربت تجلس بجانبها على حافة الفراش تهمس بتردد:

- ماما... حضرتك بجد هتقولي لحسام كدة عن تميم...صاحب عمره؟!!

- صاحب عمره يعمل العمايل دي مع أخت صاحب عمره... عمايل لا فيها أصل ولا تربية....تقدري تقوليلي ايه يجيبه هنا في ساعة زي دي.

صمتت قليلًا ثم رفعت رأسها وهتفت بدموع بعينيها لوالدتها:

- -ماما... تميم عايز ...كان عايز يتجوزني.

-حتى لو برضو مكنش المفروض....

صمتت فاجأة تستوعب ما سمعته ثم سألت تتأكد:

-بتقولي عايز ايه؟

رددت مرة أخرى وهي ترفع اصبعها تلحق بدمعة قبل نزولها على خدها:

-عايز يتجوزني يا ماما....هو قالي انه بيحبني من وقت كبير قوي... وكان نفسه يتقدملي لولا....

تابعت ببوادر بكاء:

_ لولا تعبي.

نهضت والدتها تقترب منها في جلستها ثم همست:

_ و...ومعرفته بتعبك و...و...يخليه ييجي هنا في وقت زي ده عشان يقول ايه ان شاء الله..ماخلاص خلصنا!!!

رفعت "مي" كفها تجفف دمعتها ثم هتفت بعيون لامعة وابتسامة تحل محل دمعتها:

_ قالي...قالي انه رغم كل اللي فات برضو بيحبني...و...وقال كمان ان لو مفيش نصيب ليا معاه...مش هيسمح إني أكون لحد تاني.

ثم تابعت بخجل ووجهها بدأ أن يظهر لونه الأحمر المعبر عن تأثير الكلام الذي مازال يتردد بأذنها:

_ ماما... أنا أول مرة حد يقولي كدة..و ..واحس ناحيته بكل ده.

صمتت والدتها تنظر إليها بعيون لن ترمش حتى، ثم هتفت بعد لحظات من الصمت والتفكير:

- ايوا بس... بس تميم أكبر منك بكتير يا مي.

 نظرت اليها "مي" بعدم تصديق وكأنها تناست حالتها تمامًا فهتفت باندهاش:

_ ماما....هو ده اللي لفت نظر حضرتك.

ثم تابعت بعد لحظة من صمت والدتها بنفس تحديقها بها، وهي تنهض تقف بعيدًا وتعطي لوالدتها ظهرها:

_ ثم ان تميم .. تميم مش أكبر مني بكتير قوي زي ما حضرتك بتقولي...ده قد حسام... يعني.. يعني بينا 7 سنين تقريبًا.

ثم التفتت تنظر لوالدتها التي تنظر إليها بتحديق وصمت، ثم اقتربت منها بتردد تهمس بقلق:

_ ماما... حضرتك برضو هتقولي لحسام؟

ثم تابعت:

_ أنا مش عايزة أعمل مشكلة لتميم مع أخواتي... تميم والله مايستاهلش كدة....ومكنش قاصده حاجة وحشة.

نظرت والدتها أمامها ثم هتفت:

_ روحي نامي يا مي.... وأنا ليا كلام تاني معاه.

نظرت إليها بقلق أشد ثم هتفت:

_ مع حسام!!

هتفت والدتها بعد وهلة من الشرود:

_ لأ...مع تميم.

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!!

 دخل "تميم" غرفته ينير مصابيحها بعدما مر على غرفة والدته وتأكد من نومها، أغلق الباب ليقترب ويلقي بنفسه على الفراش يتنهد بعمق وتعب، ليهمس بتعب وهو مغمض عينيه:

-تعبت... تعبتيني ومبقتش....

تنهد بكثرة ليتابع:

- مبقتش عارف اوصلك ازاي.. او حتى اتخطاكي ازاي.

ثم نهض فاجأة ليعتدل ويتحدث بجدية وكأنه يحدث ذاته بهَم:

- اتخطاكي!!! طب ازاي... ازاي وأنا كل ما اجي ابعد ألاقيكي قدامي... بقيت لا عارف أقرب ولا حتى أبعد.

ثم خلع الجاكت الذي يرتديه ليلقيه بعيدًا بضيق وعصبية بالغة ليهتف من بين انفاسه المتعبة:

- أحسن حاجة انك تحاول للمرة المليون انك تبعد ... مفيش فايدة من وجع قلبك ده...وولا حد حاسس بيك.

أراح ظهره على الفراش بهدوء لتأتي عينيه على هاتفه بجانبه؛ ليعتدل يلتقطه سريعًا وينظر اليه بيده بتفكير:

- ياترى عملت ايه مع مامتها ...نظرتها في تقبل كلامي مكنتش مريحاني.

ثم ضغط اتصال ليصله صوتها بعد وهلة:

- سلام عليكم.

- ابتسم ثم رد:

 -عليكم السلام ....أسف اني اتصلت دلوقتي..بس نظرة والدتك مكنتش مريحاني....قالتلك حاجة بعد ما مشيت؟

نهضت "مي" من فراشها تغلق باب غرفتها ثم تحدثت بصوت طبيعي عوضًا عن همسها:

_ طبعًا اتضايقت ومعاها حق يا تميم.

صمت يضغط شفتيه بضيق وحرج ثم همس لذاته:

_ كنت حاسس.

ثم تابع بصوت يصل إليها:

_ صح... طبيعي تضايق... عمومًا أنا هحاول أكلمها وافهمها اني أكيد مكنش قاصدي حاجة وحشة يعني.

ردت هي على الفور:

_ الغريبة انها قالت هي اللي هتكلمك....بص مش عايزاك تزعل منها مهما قالتلك ....هي برضو اتخضت من وجودك في الوقت ده.

صمت "تميم" لحظة بتفكير ثم قال:

_ هتكلمني!!! هي زعلت مني قوي كدة ولا...ولا انتي قولتلها حاجة من اللي دار بينا؟

صمت هي لحظة تنظر أمامها بعيون محتارة واسعة وعندما طال صمتها وصلها صوته يقول باستسلام:

_ قولتلها ايه يا مي.

وضعت اصبعها تضغطه بأسنانها ثم همست:

_ قولتلها الكلام اللي ...اللي قولتهولي.

لم يصلها سوا الصمت للحظة ثم سمعت صوته يسأل:

_ كله كله...ولا ايه بالظبط!!

_ احم... لأ..كله كله...كل اللي قولته يا تميم.

مازال الصمت يدور بينها فكان القلق من ردت فعله يتأكلها حتى استمعت صوته يهمس فاجأة:

_ والله العظيم بحبك...بحبكككك.

توسعت عينيها ثم انزلت الهاتف تنظر به وسريعًا ما أغلقت الخط بوجهه ومازال قلبها يضرب بقوة تشعر بها تتسبب في رجفة حادة في جسدها من الإحساس الذي يصلها من مجرد كلماته الجديدة على مسامعها.


!!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!!!

نظرت نظرة أخيرة بالمرأة على هيئتها الأكثر من جميلة ثم التقطت حقيبتها لتغادر الغرفة لكنها توقفت فاجأة عند الباب عندما رأتها بوجهها تسألها:

_ رايحة فين يا مايا.... ده أنا سيبت ماما تحت وجيالك مخصوص عشان أقعد معاكي.

نظرت "مايا" بساعة يدها ثم هتفت سريعًا وهي تحاول أن تتخطاها:

_ خارجة...خليكي هنا على ما أجي ونقعد سوا.

توقفت "هنا" تحتجز طريقها لتقول بغضب:

_ خارجة مع اسمه ايه ده...صح... شفت عربيته واقفة تحت.

وضعت يدها على ذراعها تبعدها عن طريقها لتقول بحنق وتأفف:

_ يوو يا هنا...ملكيش دعوة... أوعي بقى.

اعترضت طريقها أكثر لتهتف:

_ وأنا بقى مش هسيبك براحتك....ومش هتخرجي مع الواد ده تاني إلا لما ماما تعرف باباكي باللي بيحصل.

وقفت "مايا" تنظر اليها بغيظ من تأخيرها ورغبتها وعجالتها في النزول اليه لتهتف بنبرة جديدة على مسامع "هنا" وكأنها تبدلت بفعل التعلق بذلك الشخص:

_ شوفي يا هنا...انتي ومامتك ملكوش دعوة بيا أنا حرة وبابي نفسه مديني الحرية دي... وياريت توصلي الكلام ده لمامتك عشان هي كمان زهقتني.

نظرت إليها بعدم تصديق ثم هتفت :

_ ايه يا مايا الطريقة دي...ده انتي ناقص تقوليلي متنسوش نفسكوا..وتعايريني كمان بأمي وشغلها هنا!!!

صمتت لحظة ثم هتفت:

_ بالظبط كده....متنسوش بقى نفسكوا..عن اذنك.

ثم تركتها بعجالة وغادرت لتنظر الأخرى أمامها بعيون واسعة غير مصدقة، انتبهت "هنا" لنفسها من تحديقها في الفراغ باندهاش لتسير باتجاه السُلم، وتقسم على المغادرة من ذلك البيت وعدم دخوله مرة أخرى سوى من أجل والدتها التي تتمسك بالعمل هنا منذ صغرها، بينما "مايا" فهي كما قالت حرة، وهي ووالدتها مجرد عاملين عند والدها لا أكثر.

جففت "هنا" دمعاتها لتتجه ناحية المطبخ لوالدتها، لكنها توقفت وهي تراها من على بعد تركب بجانبه السيارة كعادة الأيام الأخيرة.

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!

 تدور بالمكان تنظر هنا وهناك بعدم رضا ثم تلتفت اليه تجده ينظر لكل ركن بابتسامة غريبة وكأنه يرى شىء غير الذي تراه هي، سارت للداخل حتى غرفة النوم تنظر بداخلها فأغمضت عينيها بيأس أكثر حتى استمعت لصوته من خلفها:

-ايه رأيك يا حبيبتي.... تحفة مش كدة.

ثم تابع:

-اظن دي تمام بقى... حتى مريحة كدة والله.

نظرت اليه "امينة" بضجر تقترب منه ثم هتفت بضيق:

-بذمتك دي مريحة.... أومال المُقبضة يبقى شكلها ايه... وبعدين ايه الألوان دي أصلًا.

تأفف "بدير" ليقترب منها ثم هتف:

- يا شيخة حرام عليكي بقالنا شهر بنلف ومفيش حاجة عجباكي وأنا وربنا ما فاضي لكل ده.

 ثم نظر بابتسامة متسعة أمامه:

- وبعدين اذا كان عالألوان المعفنه دي... احنا ممكن نغيرها ونعمل اللي احنا عايزينه.

 ثم نظر اليها وتابع بابتسامة:

 -واذا كان بقى عالراحة النفسية فأي مكان معاكي وربنا هيبقى عنب.

-طب المساحة.. المساحة مش عجباني .. حساها ضيقة كدة وكاتمة على نفسي.

أماء برأسه وكأنه يحايل طفلة يريد أن يتخلص من ظنها ليتابع:

-عندك حق فعلاً....بس هي دي يا حبيبتي مساحة الشقق ولا هما ضحكوا عليكي وقالولك عليا مليونير وهجيب فيلا ولا ايه!!

صمتت "أمينة" بضيق ثم ابتسمت من أجله لتهتف:

-فيلا ايه وبتاع ايه... دي لو عشة المهم انها معاك.

نظر اليها "بدير" يلقي ما بيده عالأرض ليقترب منها ويهتف بابتسامة هو الأخر ويده بدأت ترتفع اليها:

-طب وربنا أنا هموت عالعشة دي..بس الفرخة مش عايزة تنجز.

ضحكت "أمينة" بصوت مرتفع لتهتف من بين ضحكها وهي تشير على نفسها:

-أنا فرخة!!

وضع يديه على ذراعيها مستغل نوبة ضحكها ليحاول أن يقربها اليه ويهمس:

-أحلى فرخة اقسم بالله... مش شايفة الديك هيموت عليها ازاي.


القت حقيبة يدها على الأرض بقوة لتصرخ بوجهه مثل المجانين:

-بدييير!!!!

ثم ازاحت يديه من على كتفيها، همس وهو يرفع يده لوجهها:

_ قلبه.

نظرت ليده التي ترتفع لوجهها بعيون ضيقه ثم القت قبضة يدها بوجهه بقوة مفاجئة ليبتعد واضع يده على عينه اليمنى بألم:

-ايه الغباوة دي يا أمينة... عيني هتتصفى من ايدك المرزبة دي.

ردت وهي تنظر إليه پأريحية وهو منشغل بألم عينيه:

_ قولتلك ميت مرة تبطل قلة أدب.

ثم تابعت بلامبالاة:

- كل مرة بيحصل لعينك كدة وبرضو مبتحرمش.

رد "بدير" وهو ينقل يده من عين للأخرى ليهتف:

-حرام عليكي عيني التانية ملحقتش تروق.

ثم تابع:

-طب وربنا لموريكي أول ما يتقفل علينا باب.. هطلعه كله بلا أزرق على عنيكي... عشان المرمطة اللي انتي ممرمطاها لأهلي دي.

انحنت "أمينة" تلتقط حقيبتها من الأرض وهي تهتف بغرور:

-ولاهتزعلني ولا هتضايقني حتي ... عارف ليه...عشان بتحبني.

هتف بغيظ ومازال متألم من عينه بأثر ضربتها:

-مشكلتي معاكي انك عارفة انتي بالنسبالي ايه ومطمنة قوي....بس برضو هوريكي.

ابتسمت "أمينة" ثم انتبهت لهاتفها الذي دق بنفس اللحظة التي دق بها هاتف "بدير" لترد:

_ ألو... أيوا يا فندم مع حضرتك.

بينما هو فسار بالهاتف خطوتين ليرد هو الآخر:

_ خير...في ايه!!

استمع لصوت صديقه "تميم":

_ فينك...بندور عليك.

_ مع أمينة بنشوف شقة جديدة... خير.

_ طب هات أمينة معاك وتعالى الجهاز... اجتماع.

أغلق معه الخط ليلتفت ينظر إليها وجدها تنهي مكالمتها هي الآخرى تقترب منه وتهتف:

_ ده اللواء هاني.... واضح فيه شغل جديد.. معاكوا.

قالت جملتها الأخيرة بابتسامة واسعة ليستغل هو انشغالها بالحديث عن العمل ويقول بحماس وهو ينظر بالمكان حوله:

_ طب نمشي بقى....بس قبل ما نمشي خلاص نتكل على الله ونعتمد الشقة الجميلة قوي دي.

سارت باتجاه باب الخروج وهي تهتف سريعًا:

_ ماشي ماشي....بس يلا عشان منتأخرش.


!!!!!!*!!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!

تقف بسيارتها أمام تلك البناية الغاية في الرسمية وجدية العمل، كثيرًا ما مروا من أمامها بسيارتها او سيارته وأثناء ذلك يشير إليها ويتحدث عن جو عمله بداخلها.

نزلت "مايا" من السيارة ترتدي نظارة شمس كبيرة الحجم بنية اللون على عينيها، تبتسم برقة وحماس لمجيئها اليه مكان عمله لأول مرة.

كانت ترتدي بنطلون من الجينز الضيق على قميص أبيض وقد رفعت خصلاتها القصيرة لأعلى.

صعدت "مايا" لتدخل مكان به العديد من المكاتب المغلقة فتتجه لاقرب شخص يقابلها وتسأل عنه فينظر إليها من أعلى لأسفل لحظة ثم يتركها ويدخل إحدى المكاتب وفي أقل من دقيقة وجدت مَن يخرج من المكتب ويتجه يبحث عنها بعيون واسعة، لتبتسم هي بوسع فور رؤيته، ظل ناظر اليها لحظات، ثم اتجه اليها ليقترب منها ويهمس:

-مايا.. ايه جابك هنا... حصل حاجة ولا اية؟!

اقتربت بجرأة نابعة من حماسها لمجيئها هنا لترد:

- انت متضايق اني جيت؟

نظر "علي" حوله ثم أخذها من يدها ليدخل مكتبه بعدما أخبر العسكري بعدم دخول أحد حاليًا، دخلت تنظر لكل انشٍ بالمكتب بابتسامة رقيقة تعبر عن إعجابها خاصتًا عندما استقرت عينيها عليه بزيه الرسمي ببدلة العمل البيضاء ذات أكمام منتصفة، لتعطيه وسامة وكاريزما إضافية على وسامته.

 اقترب "علي" منها بعدما وضع يديه بجيوب بنطاله ليقول:

- ايه بقى الجراة اللي انتي فيها دي... تعرفي انك انتي أول واحدة تدخل المكتب ده وبالطريقة دي.

ابتسمت هي لتجيب:

-مش حساها جرأة.. أنا كنت عايزة أشوفك فجيت.. بس.

ثم وضعت يدها بحقيبتها الصغيرة لتخرج هاتفها أمام عينيه ثم تبحث به قليلاً لتضعه بوجهه وتقول بحنق:

-شوف بعتلك ايه من امبارح وانت مش شوفتها.

أخذ الهاتف من يدها ينظر به بصمت ثم هتف وهو يعطيه اليها:

-يعني مجيك هنا عشان مكلمتكيش امبارح.

أماءت بوجهها ليرد:

-مكنتش فاضي حقيقي... كان عندي شغل كتير.

انحنت بعبوس بشفتيها للأسفل لتهمس بحزن جعله يقترب خطوات اليها وهي تهمس:

-ايوا بس... بس انت عودتني تكلمني كل يوم .. ده أنا بقيت أنام على صوتك.

ركز "علي" عينيه على انحناء شفتيها مع همسها الخفيض ثم هتف:

- قولتلك مكنتش فاضي.

 ثم انحنى بعينيه لملابسها خاصتًا بنطالها الجينز الضيق كعادة أسلوبها في ارتداء الملابس، ليهتف وعينيه تمر عليها من أسفل لأعلى:

 - انتي ايه جابك هنا يا مايا؟

صمتت لحظة بحزن لترد وهي تعلق حقيبتها بكتفها وتستعد لتغادر:

- -شكل مجيي ضايقك قوي... أنا آسفة.

واتجهت للباب، ليظل بعينيه عليها ثم يصيح:

- استني.

التفتت إليه ليقترب ويقول بجدية ونبرة أخافتها:

_ أخر مرة أشوفك في مكان شغلي تاني...مفهوم.

!!!!!!****!!!!****!!!!****!!!!!

خرج من المنزل ليغلق الباب على "أحلام" والصغار جيدّا، يسير باتجاه الورشة، فهو يمكث بالبيت منذ أكثر من أسبوعين بسبب ساقه وألمها، بينما اليوم يشعر براحة بخروجه ورؤيته لنور الصباح والشمس، ابتسم "حسام" عند دخوله المكان الذي تتواجد به الورشة، فيشعر بافتقاد الوقوف والعمل معها، وأكثر ما يشتاق اليه مشاغبته لها المستمرة لتتزمر وتظهر غضبها المحبب اليه، يشتاق لضحكاته على ردود أفعالها والتي تزيد من غضبها فيزداد جمالها بعينيه أكثر دون رغبة منه في ذلك.

اقترب "حسام" من باب الورشة بابتسامة وقد أصبحت ساقه طبيعية فيسير بأريحية تامة مما يشعره براحة وشغف بالعمل معها هنا كالسابق، لكنه يلتقي بذلك الشخص الواقف أمام الباب مباشرتًا بينما عينيه فمسلطه بتركيز بالغ أمامه على تلك المستلقية أسفل السيارة.


كان سيبادر "حسام" بالسلام ثم يتجه للداخل لكنه لفت انتباهه نظرته بذلك التركيز و الإنتباه لينظر إليه ثم يوجه نظره لما يركز عليه بتلك الدرجة لتتوسع عينيه بغضب من رؤيتها تحت السيارة بذلك الشكل، فكانت نائمة بمعنى الكلمة أسفل السيارة تعمل بها بينما فخذيها مفترشان الأرض أمام أعين ذلك الواقف موجه كل انتباهه عليها.

صرخ "حسام" بها:

_رقية!!!!!


٣٦٥ يوم أمان

رانيا أبو خديجة

رأيكو وتوقعاتكم للي جاااي 🔥

ياترى تميم هيعمل ايه في موضوعه بمي... في مفاجأت كتير في قصتهم البارت الجااي واللي بعده باذن الله 

وحسام ورقية ياترى رد فعله على الموقف ده وردها عليه هيبقى ايه أكيد مش عاادي🙈♥️

ومتنسوش علي ومايا عشان قصتهم كدة هتاخد منحنى تاني وأخيراا هنبين ونوضح القصة دي هترسى على ايه بس ياارب متتخانقوش معايا بعدها 🙂😂

وبدير وأمينة هنكمل خطهم هما كماان في حكاية ياارب تعجبكوا وتكون مشوقة زي مأنا ما متوقعة باذن الله ❤️🥰

رانيا أبو خديجة 

قراءة ممتعة ❤️

ومتنسوش الدعاء للعرب كلهم ربنا يلطف بينا ويهلك الظالمين بالظالمين ويخرجنا منهم سالمين يااارب.


   لقراءة الفصل العشرون من رواية 365 يوم أمان 👇👇

         👈👈   الفصل العشرون 👉👉

تعليقات
4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. بارت تحفة ومشوق أوي وبالراحة ع مايا دي بسكوتة و اوعي علي يطلع4 ندل 🙂

    ردحذف
  2. تسلم ايديك جميلة انا مي وتميم بحبهم جدا بستني البارت عشانهم❤️

    ردحذف
  3. جميله جدا

    ردحذف
  4. جميل أوي ما شاء الله 🥰🥰

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة