U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل العشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل العشرون بقلم رانيا أبو خديجة

رواية 365 يوم أمان بقلم رانيا أبو خديجة

رواية 365 يوم أمان

رواية 365 يوم أمان الفصل العشرون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل العشرون
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة

دخل "بدير" وأمينة" مكتب "اللواء "هاني" وهما يتحدثون همسًا ويضحكوا حتى صمتوا بعد الدخول ترقبًا لوجوده، نظر "بدير" بالغرفة فلم يجد سوى صديقه "تميم" الجالس ينظر أمامه بشرود وابتسامة مزينة ثغره تعبر عن جمال ما يشرد به، ثم يعبث فاجأة واضعّا يده على عينيه بضيق ومرار.

فأقترب "بدير" يجلس بجانبه بعدما وكزه في كتفه ليهتف:
- ايه يلا ...مالك متنح كدة ليه.
 اقتربت "أمينة" لتجلس هي الأخرى لتهتف بمرح:
-معلش ماهو معذور... ماهم كتير برضو.
ثم ضحكت مع "بدير" بمرح، لينظر إليهم بضيق ويهتف:
_ ظراف قوي انتوا الاتنين....بقولكوا ايه تقعدوا ساكتين خالص لحد ما نخلص ونقوم... أنا مصدع.
نظر "بدير" إليها، فغمزت بعينها له ثم هتفت بعد أن أقتربت منه:
_ طب قولي مين اللي مخليا حالتك كدة دي وأنا هتعامل عيب عليك.. قول بس.
تأفف "تميم" لينظر إليها ويهتف:
_ عارفة لو مسكتيش؟
ثم نظر إلى"بدير" الذي يتابع بتركيز وتدقيق بحالة صديقه الذي يشك بأمره منذ فترة وهتف:
_ شوف خطيبتك يا عم وإلا والله أسيبكوا وأقوم.
هتف "بدير" وعينيه عليه:
_ سبيه يا أمينة دلوقتي... تميم مش مظبوط بقاله كام يوم وأنا مش هرتاح إلا لما أعرف السبب.
نظر إليه "تميم" بلامبالاة، لتنظر "أمينة" إليهم الاثنين باندهاش وقبل أن ترد انتبهت لدخول اللواء "هاني" المكتب، فأعتدلت في جلستها كما فعلوا.

 دخل اللواء "هاني" يلقي عليهم السلام ثم جلس على رأس الطاولة يتحدث عن سير العمل الجديد الذي يكلفهم به 
-التنفيذ هيبقى النهاردة باذن الله.
ثم نظر اليهم ليتابع بتحذير:
-بس خلي بالكم... دول هيبقوا مسلحين ومتطلعوش من هنا إلا والقوة معاكم.
نظروا لبعضهم، ثم أماؤا اليه ليشير اليهم بالانصراف لكنه هتف قبل خروجهم:
-استني انتي يا أمينة.
توقف "بدير" الممسك بيدها ينظر اليه، ثم نظر اليها وأمام بوجهه بمعنى أنه ينتظرها بالخارج، وتركهم وخرج مع "تميم".
جلست  "أمينة" أمامه لينهض هو ويجلب ملف من على سطح مكتبه ثم جلس مرة أخرى يعطيه اليها.
أخذته "أمينة" من يده وقبل أن تفتحه تنظر به استمعت اليه يقول بعملية:
-كل اللي بيوصلني عن شغلك ونجاحاتك المتتالية في القضايا  اللي بتتكلفي بيها شجعني اني أرشحك للقضية دي يا أمينة.
ابتسمت إليه "أمينة" بامتنان ثم نظرت بالملف بيدها وفور فتحه واجهتا صورته فلم تركز بها كثيرًا فأتجهت عينيها على الأسطر المكتوبة لكنها استمعت اليه يقول:
-عايزك بعد ما تخلصي شغلك مع الشباب تقعدي تقري بمنتهى التركيز عشان تعرفي خطورة الشخصية دي.. وأنا هسيبلك الخطة .. انتي تحطيها بعد ما تفهمي الموضوع كويس وتعرضيها عليا.
رفعت عينيها من الملف الأكثر من كونه شغوف بالنسبة لها وهتفت قبل أن تنهض لتخرج:
-تحت أمرك يا فندم... بعد اذن حضرتك.
!!!!!!!!!***!!!!!!!!!***!!!!!!!!!!***!!!!!!!!

-رقية!!!!!!
التفتت "رقية" عن النظر بالسيارة التي تعمل بها بفزع من ندائه بهذا الشكل، لكنها شهقت تحاول سحب نفسها من أسفل السيارة ثم النهوض سريعًا عندما رأته يشتبك مع أحد الذباىن أمام الورشة، فأتجهت إليه سريعًا تحاول التخليص بينهم:
- ايه ده .. في ايه... ايه اللي حصل!!
القى ذلك الواقف بيده على الأرض ينظر اليها نظرة ارعبتها فأنكمشت "رقية" على ذاتها تبتعد خطوة للخلف، لكنها شهقت برعب مرة أخرى عندما رأت الآخر ينهض ويشتبك به مرة أخرى:
-وانت مين يا جدع انت..وبعدين أنا كلمتك أصلًا!!!
كان يتحدث ويده على فمه بألم من ضربة "حسام" المفاجئة له دون سابق كلمة واحدة.
أمسكه "حسام" مرة أخرى من ملابسه ليخرج به لبعيد ويقول وهو يستعد لضربه مرة أخرى:
-قسمًا بالله لو مامشيت دلوقتي حالًا لأكون ممشيك على نقالة وإياك أشوف وشك هنا تاني.
حاول الآخر الخلاص منه يبعده بيده:
-يا جدع أنا عملتلك ايه... أنا جاي أصلح عربيتي واقفة هناك أهي.
دفعه "حسام" مرة أخرى للخارج يصرخ به بعنف وغضب:
-مبنصلحش عربيات واقولك على حاجة... مفيش شغل ليك هيتعمل هنا احنا خلاص هنقفل يلا ... يلا من هنا.

أشار الآخر بيده اتجاه "رقية" والسيارة خلفها التي كانت تعمل بها وصرخ هو الأخر:
-مانتوا بتصلحوا عربيات أهو.. وأنا بقى مش هصلح عربيتي غير هنا .. والمزة دي كمان اللي هتعملهالي ايه قولك بقى.

التفت سريعًا ينظر اليها بعيون يفوح منها الشر وجدتها تنكمش على ذاتها مرة أخرى بخوف من نظرته الجديدة عليها تماماً ثم تمالكت ذاتها تقترب تصرخ بغضب هي الأخرى:
-متحترم نفسك يا محترم وتتكلم بأدب.
ابتسم الأخر اليها ومازالت يده على أنفه ، ليقترب  "حسام" في خطوة واحدة وسهمس إليها من بين أسنانه همس دق الرعب بداخلها اكثر:
-امشي ادخلي جوا... أدخليييي.
تراجعت للخلف بظهرها بخطوات مضطربة من صرخته، ليلتفت هو للأخر الواقف يتابع ومازال يتأملها من أعلى لأسفل وكأنه لأول مرة يرى فتاة في تلك المهنة وبذلك الزي، عوضًا عن نومتها بهذا الشكل أمام من يتأملها، ودون كلمة إضافية دفع "حسام" قبضة يده بوجهه يليها ضربة أخرى ثم بطرف قدمه ليبتعد الآخر يهرول لسيارته البسيطة المتهالكة الواقفة بعيدًا وهو يهزي بكلمات وتوعد ثم أخذها وأسرع بها.

التفت ليسرع بخطى غاضبة إليها وجدها تقف بجانب "ميمي" العامل الصغير معهم ينظرون لما يحدث بعيون مفتوحة على وسعها.
هربت من نظرته على الفور تقف خلف "ميمي" وكأنها تختبى منه لكنه اقترب يصرخ بصوت كادت تشعر بالصنم منه:
 -انتي لسة واقفة مكاااانك... دقاااايق والقيكي سبقاااني عالبيت...اتحركييي.
نظر اليه الصبي بعيون واسعة فالأول مرة يراه يحدثها بهذا الشكل، فكانت هي دوماً ما تحدثة بطريقة بها الكثير من العجرفة والامبالاة لكنه دومًا يقابلها بمنتهى اللين وابتسامة تشعره بأنه يحب أخته كثيرًا ليتحملها بهذا الشكل ويأخذ كلماتها بحب وابتسامة مع بنظرة من عينيه اليها بها حنان لم يعلم أيظهره بنظرته أم بخوفه عليها وتحمله كافة العمل الشاق حتى يخفف عنها طوال أوقات العمل بالورشة.
نظرت اليه "رقية" بعيون واسعة من صوته ونظرته لكنها اقتربت تقف أمامه وتقول بعيون واسعة:
-اسبقك على فين... احنا لسة فاتحين مبقلناش ساعتين.. انت اتجننت.. احنا حتى معملناش مصاريف اليوم.
اقترب منها أكثر حتى حاول "ميمي" الصغير يقف بينهم للخلاص :
- قسماً بالله يا رقية لو مسمعتي الكلام دلوقتي لأكون....
- -هتعمل ايه يبعني؟
_ بقولك اسبقيني عالبيت وأظبطي نفسك عشان مظبطكيش.
_ والله!! ازاي طب وريني كدة.
حاول الصغير الخلاص وهو واقف بينهم بذلك القصر فيشعر انهم يضغطوهه حتى الهرس فيحاول التحدث بضغط:
 -يا جماعة مش كدة... استهدوا بالله أومال.
 ثم حاول إبعاد "حسام" عنها بيده الصغيرة:
- ياريس إياد استهدى بالله وفهمنا بس الجدع ده عملك ايه عشان يحصل كل ده.
مازالت عينيه الشرسة بعينيها الضعيفة التي تحاول تظهر غير ذلك ، لكن هبط بنظره لذلك الذي يحاول ان يبعده عن اخته، فأمسكه من ذراعه يخرجه من بينهم فيشعر الآخر بالهواء البارد وكأنه كان وسط نارين تشع من جسدهم، اقترب "حسام" منها يهمس أمام تلك العيون التي يفهمها ويشعر بها جيداً وبخوفها رغم اظهارها غير ذلك:
- اقصري الشر يا رقية.. واسبقيني عالبيت احسنلك.
 ربعت ذراعيها أمام صدرها ترد بعند :
 -أنا أكيد مش هراوح دلوقتي واسيب أكل عيشنا... كمان انا عايزة افهم ايه اللي حصل لكل ده.
 ظل ناظر لعينيها التي ترمش بضعف أمام عينيه التي تنبعث منها الشر، ثم صرخ فاجأة:
 -ميميييي!!!
اقترب الصغير على الفور يهتف وبداخله يتمنى إنهاء ذلك الشجار:
-تحت أمرك ..تحت أمرك يا ريس إياد.
صرخ ومازالت عينيه القوية بعينيها البينية الجميلة:
-اقفل الورشة.. مفيش شغل النهاردة وهالتلي المفاتيح عالبيت.
نظر اليه بعيون واسعة ثم اليها وجدها توسعت عينيها هي الأخرى ثم صرخت:
- ورشة ايه دي اللي هت...
 قاطعها ويده تقبض على ذراعها يقترب يقف أمام وجهها مباشرتًا ويهمس بشر:
-قدامي عالبيت أحسنلك... لو عايزة اليوم ده يعدي على خير...واتعدلي عشان قسماً بالله هموت وأعدلك.
رمشت أمام عينيه بخوف أكثر من مرة، لتفتح فمها ترد لكنه سبقها يسحبها بقوة من يدها التي أشبكها بيده يقبض عليها بقوة حتى الألم، ويسير بخطوات غاضبة قوية حتى البيت.
!!!!*!!!!!***!!!!!****!!!!!!!!!
جالس بمكتبه شارد بقوة، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة حالمة عندما يتذكر صوتها بأذنه، ويغمض عينيه يتذوق كلمة "تميم" التي تخرج من فمها فتصيب قلبه مباشرتًا، لكنه يفتح عينيه ويعود من شروده يتنهد لتختفي ابتسامته تمامًا ويحل محلها الهم والضيق عندما يقوده تفكيره إلي تلك النقطة لم يجد مستقبل أمامه اليهم معًا، فينظر لأعلى ويهمس بكل الضيق بداخله:
-يارب.. حلها من عندك.
ثم يعود ليهمس بصوت خفيض للغاية وهو يضغط على كل حرف يخرج من فمه بإلحاح شديد:
_ يارب اشفيها....مشوفش فيها أي حاجة وحشة أبدًا لا بسببي ولا بسبب غيري.
ثم عاد ليفتح عينه بتنهيدة قوية تعبر عن الضيق الذي يملئ صدره، جاءت عينيه على الهاتف ، فينفخ بغضب، فمنذ لقائهم الأخير وبعده مكالمتهم التي انتهت باعترافه للمرة الثانية بموته بعشقها ثم إغلاقها الخط بوجهه وهي من حينها لم ترد على اتصالاته اطلاقّا، لم يعلم اهذا يعد أمر من والدتها ام هي مَن أخذت قراراها عندما توصلت لنفس الذي وصل اليه بتفكيره وهو... عدم وجدود مستقبل بينهم، تلك إرادة الله.
أغمض عينيه بشدة مرة أخرى عندما أتى تفكيره على تلك النقطة السوداء ليهمس بضعف من بين شفتيه:
-لا يارب.. والله بحبها بجد وعايزها في حلالك.
ثم فتح عينيه ليتابع همسه بجدية وصدق مستعد أن يقسم عليه:
-أنا حتى بطلت ارد على أي واحدة من اللي كنت أعرفهم، وعمري ما هعمل حاجة تزعلك تاني ابدا والله.
ثم تابع بتعب بنبرته وصدق:
-يارب انت اللي قربتني منها بعد ما كنت بعدت بقالي سنين، رغم الالم لما كنت أشوفها مجرد صدفة لما اروح لحسام او الواد علي.
ثم تابع بنفس تنهيدته:
_لكني في النهاية كنت بعيد وبحاول أعيش وانسى كل اللي بيجرالي لما بشوفها.. لكن حسيت ان كل الأقدار اللي حواليا هي اللي بتقربني منها... مهما حاولت... والله مهما حاولت أكون بعيد.

ثم تنهد ليعود للخلف بظهر الكرسي ويعود لهمسه لذاته:
- بس متنكرش يا تميم.. كنت بتبقى طاير وانت معاها حتى لو مكانتش حاسة بيك وقتها... برضو كنت بتبقى مبسوط وحابب رغم الألم.
نظر للهاتف مرة أخرى ثم أمسكه بيده يفتح تطبيق الرسائل بينهم ويكتب بعبوث وغضب:
-ممكن تردي عليا لو سمحتي... المرادي بس ومش هضايقك تاني.
وصلت اليها الرسائل فأرسل مرة أخرى:
- أطمن عليكي يا مي وهقفل علطول... وآسف لو كان كلامي ضايقك قوي كدة لدرجة انك مش عايزة تكلميني تاني ولا حتى تردي عليا.
ثم ألقى الهاتف على سطح المكتب يتنهد بتعب، يرغب بالذهاب اليها ببيتها لكنه يخشى ردت فعل والدتها وهو لم يعلم ماذا فعلت معها بعد معرفتها بما قاله اليها واعترافه برغبته بها.

نهض "تميم" بكل الضيق الذي يملئ قلبه ليدخل مرحاض المكتب، وبعد عدت دقائق فتح "بدير" المكتب ليدخل وينبه بالخروج والسير الى مهمتهم بعون الله، لكنه وقف محله ينظر بعيون واسعة وفم مفتوح، ثم اقترب يهمس دون تصديق:
- بسم الله ماشاء الله.
انتهى "تميم" من صلاته ليرفع يده يهمس بدعوات بإلحاح شديد يظهر في حركة يده المضمومة، ثم مرر يده على وجهه لينتبه على صوت الآخر الجالس يتابع باندهاش شديد:
-والله!!! وده من امتى ... فين تميم صاحبي يا جدع انت!!
نهض "تميم" يطوي سجادة الصلاة فتابع الاخر:
-بقى تميم بيصلي ... ألا ولا عمري شفتك بتركعها يا صايع يا ضايع انت.
 اقترب "تميم" ليهتف بضيق وهو يلقي بسجادة الصلاة على طرف الأريكة ويجلس بجانبه ليلبس حذائه بقدمه:
-وانت مالك انت.. ربنا هداني يا أخي .. مش ده اللي كنتوا عايزينه انت وحسام وبتلحوا عليه.. أهو الحمد لله لما ربنا أراد اهتديت.
اقترب "بدير" منه ليهمس بمكر:
-هو طبعا ربنا يهديك وكل حاجة بس اقطع دراعي انت فيك حاجة متغيرة بقالك فترة... وأنا هعرف ايه هي يعني هعرف ايه هي.
نهض "تميم" ليتابع وهو يلتقط هاتفه من على سطح المكتب ينظر به قبل أن يستعد للخروج معه:
- يلا يا فاضي انت... احنا عندنا شغل اخلص.
!!!!!!!!!***!!!!!!****!!!!!!!!!!!
 ينفتح باب المنزل فيدخلوا منه مثل الإعصار من طاقة الغضب التي تنبعث من كل واحدًا منهم.
- قسمًا بالله لو لقيتك بس نازلة الورشة دي تاني وبمنظرك ده لأكون....
 قاطعته بغضب وهي تقف أمامه:
--هتعمل ايه يعني وبعدين ماله منظري ان شاءالله!!!
 التفت "أحلام" مع الصغيرين حولهم ينظروا اليهم بعيون واسعة غير مستوعبة ذلك الشجار العنيف بينهم، 
أستمع "حسام"  لكلماتها الأخيرة لينظر إليها بعيون تشع بالشر، من أعلى لأسفل  بتلك "العفريتة" التي ترتديها والتي تحدد بروز جسدها والمناطق الانثوية به بوضوح، ثم صعد بنفس نظرة الغضب لخصلاتها التي أصبحت تتركها ظاهرة بلونها الأسود الفحمي ولمعتها الظاهرة من نعومته الواضحة، عوضا عن تلك القبعة القطنية التي كانت تضعها عليه فتجعلها تشبه الرجال بها، ثم صعد لملامحها الجميلة ناصعة البياض بذلك الصباح قبل أن يلطخها شحام السيارات الأسود، فأقترب بخطر يهمس أمام وجهها مباشرتًا حتى عادت برأسها للخلف:
-مش شايفة منظرك ماله!! ولا شايفة وبتستهبلي ...فرحانة بعيون الرجالة التي بتمتع نظرها بيه في الراحة والجاية.
استمع لشهقة قوية بجانبه فالتفت سريعًا إلى "أحلام" التي تشهق من جملته تضع يدها على فمها وبجانبها الصغيرين ينظرون بعيون واسعة لما يحدث دون فهم شىء من حديثه كل ما يعلموا أن "إياد" يتشاجر مع "رقية" كأول يوم أتى به إلى هنا، بل أشد،  نفخ "حسام" وهو ناظر اليهم ثم أغمض عينيه ليعود بنظره اليها وهنا فتح عينيه لتتوسع على آخرها مما رأه.
فرأها تنظر اليه بعيون غير مصدقه لامعة حتى عدم الرؤية، ووجهها لم يعلم متى غرق بذلك السيل من الدموع، ابتلع "حسام" ريقه ليتراجع بنظرته القوية فتصبح ضعيفة ليرمش عدت مرات بضعف وألم من رؤيتها أمامه هاكذا.
ظلت "رقية" تنظر اليه بعيون غير مصدقه ما استمعته منه، ودمعاتها لن تتوقف عن الهبوط، ثم تركتهم تسير باتجاه غرفتها بخطوات عاجزة ضعيفة تغلق بابها خلفها.

ظل ناظر في أثرها للباب المغلوق، ثم حول نظره بعد عدت لحظات إلى "أحلام" وجدها مازالت واقفة تنظر بعيون واسعة واضعة يدها على فمها، اقترب الصغيرين منه على الفور وقال الصغير:
_إياد...انت زعلت رقية.
بينما قالت الصغيرة وهي تشده من طرف بنطاله بغضب:
-ليه يا إياد... رقية طيبة ..متزعلش أختي.
نظر اليهم قليلًا ثم تنهد بضيق ، ليعود بالنظر لغرفتها مرة أخرى ثم يقرر الدخول إليها.
!!!!!!!!!****!!!!!!*****!!!!!!!!

 نهضت "مايا" من فراشها وهي تلقي الهاتف من يدها بإهمال على الفراش، اقتربت من شرفة غرفتها لتقف بها بعيون أصبحت لن تنكف عن لمعة الدموع بها، تتأفف بضيق من معاملته التي أصبحت جافة للغاية، لم يرد على اتصالاتها، ولم يأتي إليها مثل السابق، أغمضت عينيها بشدة تلوم ذاتها من تلك المساحة التي اعطتها له بحياتها، فأصبحت لن تذوق عينيها النوم سوى على صوته ومكالمته المعتادة اليها طوال الليل، تندم أشد الندم على السماح له بدخول حياتها بذلك الشكل، وذلك التعلق، شردت "مايا" بعيداً تنظر للسماء البعيدة الصافية فتبتسم عندما تذكرت تلك الذكرى بينهم المشابهة اليها في صفائها.

 بمكان هادئ للغاية لم ترى في هدوئة وظلامه من قبل، به عدة طاولات متفرقة عن بعضها ليختلي كل حبيب بحبيبه بذلك المكان الأكثر من كونه رومانسي، ظلت "مايا" تنظر حولها بابتسامة واسعة فانتبهت على تلك النقرة الخفيفة على الطاولة لتعود بنظرها اليه، وجدته ينظر اليها بابتسامة تزيده جمال على وسامته ثم اقترب بوجهه يهمس إليها بتلك النبرة التي أصبحت تعشق سماعها سواء بالهاتف أو عندما يكون أمامها مباشرتًا:
-حاسس المكان عجبك قوي.
ابتسمت أكثر لتهتف بصوتها الأكثر من رقيق مع مزجه بالخجل:
-قوي يا علي... بس ده بعيد قوي عرفته منين.
تنهد لينظر حوله ثم هتف:
-ده مكاني المفضل... كمية الألفة والراحة النفسية اللي بحسها هنا متتوصفش.
ثم عاد إليها يقترب بوجهه وقال:
-بس معاكي الإحساس بيبقى مختلف... أنا بحبك يا مايا.
نظرت اليه بعيون لامعة ثم هتفت هي الأخرى على الفور رغم خجلها:
-علي.. أنا.... أنا كمان بقيت بحبك ومتعلقة بيك في حياتي قوي.

ابتسم هو أكثر، ليعود ويتابع كلماته معها التي تشعره بذاته أكثر وأنه الشاب الحاصل على قلب كل فتاه تقابله، بينما هي فتستقبل كلماته على محمل الصدق فتأخذها وتتطاير بها في الهواء بعيدًا بشعور وسعادة من نوع خاص لم تشعر به من قبل.

 عادت "مايا" من شرودها لتجفف دمعاتها وبداخلها حريق من غيابه الغير معتاد، تريد أن تتحدث لدى أحد، أي أحد تخرج نارها بداخل حضنه الأن، أغمضت عينيها بشدة تلوم ذاتها على ما فعلته بأختها "هنا" نعم أختها لم تشعر أو تشعرها يومًا بأنها ابنة العاملة بمنزلهم، فهي صديقتها وأقرب اليها من ذاتها منذ طفولتهم، كلما تذكرت كلماتها اليها تندم أشد الندم، حتى هي أصبحت لم تأتي لهنا اطلاقًا وعندما تسأل عليها والدتها ترد بتجاهل ولا مبالاه بأنها مشغولة بعملها الجديد بمكتب أكبر المحامين عندهم بالجامعة.

ضغطت "مايا" شفتها بأسنانها ومازالت دمعاتها تغرق وجهها من ألمها، هو السبب ، نعم ، إغراقه اليها بمشاعر العشق جعلها تتغافل ولم تريد قرب أي أحد غيره، خاصتًا من يمنعها عنه وعن لقائه، فأصبح اليها كالادمان وفاجأة ...اختفى.

!!!!!!**!!!!!!!******!!!!!!!!!!!!!!!!!

 يجلسون بسيارة "الشرطة" ينتظرون الإشارة للهجوم، أنهى "بدير" حديثه بذلك الجهاز بيده لينظر للجالس بجانبه ينظر بهاتفه بعبوث ثم أغلق الهاتف يلقيه بالسيارة ينفخ بضيق، فنظر إليه ليهمس:
-مالك يلا.. فيك ايه!!
مرر "تميم" يديه على وجه أكثر من مرة بضيق ليهمس بنبرة ثقيلة تعبر عن الشعور بالاختناق بداخله:
-مفيش قولتلك.
ثم نظر اليه وتابع:
-الاشارة ايه؟
 هتف "بدر" ومازال يتأمل صديقه بضيق من أجله:
-أمينة جاهزة...ومستنيه تدينا الإشارة بالهجوم.

!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!

 واقفة على الطريق تنتظر مرور السيارة بنفس المواصفات التي أتت اليها، انتبهت "أمينة" باستعداد وتأهب عندما رأتها تأتي من بعيد وهنا نظرت لهيئتها لتستعد فكانت ترتدي عبائة متهالكة وطرحة على رأسها تصل لآخر ظهرها، فتبدو بزي فلاحي متهالك للغاية، ثم أخرجت بخاخ من صدرها ترش منه على وجهها ثم القته بعيدًا  وحاولت رسم ملامح الإجهاد والتعب على ملامحها بشدة، وانحنت بتعب بالغ يبدو عليها؛ حتى اقتربت السيارة فوقفت أمامها تمامًا دون تردد حتى توقفت، لينظر اليها أحدهم  ويصرخ بها:
- انتي اتجننتي.. اوعي من قدامنا يا ست انتي  والا هندوسك.. الحكاية مش ناقصة مصايب.

لم تتحرك حتى نزل أحدهم ينظر اليها بغضب فألقت ذاتها على السيارة وهمست بألم:
- -الله يخليك...توصلني بس على أول الطريق....ده أنا جاية من سفر.
هبط زميله من السيارة يتسأل:
_ انت عبيط يا أبني ...بتوقفنا كل ده في الطريق....ودي مين دي كمان!!!
وقبل أن يرد عليه الأخر، اعتدلت في وقفتها لتتحرك باتجاه السيارة تعترضهم وتخرج سلاحها وتوجهه لهم:
_ محدش منكوا يتحرك من مكانه وإلا هصفيه.

نظروا إليها بعيون واسعة، ثم لبعضهم وعلى الفور رفعوا ايديهم لأعلى بخوف قبل أن يحاول أحدهم اخراج سلاحه فتصرخ به وتصوب اتجاهه بقوة:
_ بقولك ارمي سلاحك عالأرض...يلا.

ألقى به عالأرض لتجد سيارات الشرطة تتقدم بصوتها المزعج من بعيد ويهبط منها "تميم" و"بدير" بينما القوات يحاصروا المكان بأكمله، ليقتربوا ويهتف "بدير" سريعًا:
_ العربية التانية على وصول....لو حد منكوا اتحرك من مكانه هيبقى نهايته.
 خلعت "أمينة" عبائتها التي تعيق حركتها تلقيها بعيدًا، ثم وقفت مع "بدير" تختبئ لكنهم مصوبين أسلحتهم اليهم، حتى اقتربت السيارة الأخرى، فأقترب "تميم" من الخلف  ليحاصرهم  وهنا ينتهبوا الأخرين لما يحدث فيحدث اضطراب بينهم ويخرجوا أسلحتهم ليحاولوا الهرب.

تقدمت القوات من بينهم "بدير" و"أمينة" التي تحرص على تثبيت من يحاول أخذ سلاحه من الأرض وتصويبه اتجاههم، فأقتربت وسط إطلاق النار المندفع، ليراها "بدير" فيصرخ من جنونها وتهورها:
_ أمينة!!!!
حاول التحرك اليها ليسحبها بجانبه من تلك الأصوات والنيران المتطايرة حولهم، لكنه تفاجأ ب"تميم" الذي يحاول العبور من جهته لجهتها وعينيه عليها بقلق، وهنا يستمعوا جميعًا لصرخته عندما أصابت رصاصة نارية وسط قلبه.

٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا....ياترى تميم جراله ايه؟؟
ورد فعل مي لما تعرف...وهل ليهم حياة مع بعض ولا هو ناوي يسبقها عالأخرة ولا ايه🙂
وحسام ورقية لسه في كتير بينهم 🤌
توقعااتكوااا بقاااا... قراءة ممتعة ❤️

   لقراءة الفصل الواحد والعشرون 👇👇
      للإنضمام لجروب الفيسبوك 👇
           👈👈 إنضمام👉👉
          او👈👈 الصفحة👉👉
تعليقات
3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. جميل كالعادة

    ردحذف
  2. روعة روعة روعة تسلم ايدك يارانيا ديما مبدعة 🥰🥰

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة