U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم أمان 

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل التاسع والخمسون 
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة

وضعها على فراشها برفق شديد وكأنه يخشى أي حركة خاطئة تصدر منه تتسبب في ألم إضافي إليها.
ظلت ناظرة إليه بتوتر وقلق بعينيها حتى أنها استندت بكفيها للفراش وكأنها على وضع استعداد للفرار.
طال تحديقهم ببعضهم وخوفها يتصاعد ويشتعل أكثر وأكثر بعينيها حتى زفر بقوة وغضب يبتعد عنها، تركها وخرج من الغرفة يخرج بعض من ملابسه التي أحضرها متعجلًا من شقتهم التي لم يمكثوا بها سوى دقائق، كما فعل بملابسها، فكما وضع له وضع لها قبل أن يأتي لهنا، وقبل أن يتجه للمرحاض انحرفت عينيه فجأة للباب، فاتجه يخرج المفتاح ويغلقه جيدًا ناظرًا خلفه باتجاه الغرفة التي تمكث بها.

وبعد أن انتهى دخل الغرفة بيده منشفة يحكها أعلى رأسه يجفف خصلاته بعد أن تحمم وقد غير ثياب الزفاف الملوثة بدمائها لقطعة قطنية مريحة بأنصاف أكمام وبنطلون رياضي من نفس الخامة، توقفت يده عن الحركة عندما وقعت عينيه عليها وقد غرقت في نومٍ عميق بعد تعب وإرهاق حركتها العنيفة منذ قليل، بدا عمق نومها من تنفسها وعلو صدرها وانخفاضه بشكل منتظم.

ألقى بالمنشفة على طرف الفراش ثم اقترب منها وبهدوء مقصود فرد ساقيه بجانبها على الفراش يستند بوجنته إلى كفه يتطلع إليها، لأول مرة نائمة في فراشه، لأول مرة خصلاتها مفرودة أمامه حول وجهها!! لأول مرة يراها بهذا الشكل الخاص جدًا.

تنهد بقوة يغمض عينيه ثم عاد إليها بهم يرفع كفه بتردد شديد خوفًا من يقظتها، لمس خصلاتها البنية الداكنة متوسطة الطول بأصابعه يمررها عليها ببطء ولطف شديد حتى شعر بها تتململ قليلًا برأسها فأبعد يده يسحبها بهدوء وبطء، للمرة الأولى التي يرى خصلاتها عندما دخل بها لهنا وخلع عنها حجابها ليفردها حول وجهها وعينيه تتنعم برؤيتها بتلك الهيئة لأول مرة.

انحرفت عينيه حينها لفستان زفافها الملون باللون الأحمر بفعل دمائها والذي شُق من الجانب حتى يتمكن الطبيب من مداوة جرحها والذي أخبره يطمئنه بأنه جرح شبه سطحي لم يمس أعضائها الداخلية بسوء، فرعشة يديها وارتجافها لم تمكنها من إصابة نفسها إصابة بالغة.

رفع قبضته لفمه يستند بها يحدق بها كثيرًا بحيرة، ثم اقترب وجذبها برفق شديد إليه حتى مالت عليه كليًا بجزعها ومد يده يفتح سحاب فستانها من الخلف، انخفضت يده يتردد قليلًا ثم عدل من وضعيتها على كتفيه يتطلع بوجهها غير قادر على تركها بذلك الفستان المبلل وغير قادر على... على رؤيتها ولمسها وهي بتلك الحالة.
أغمض عينيه قليلًا يزفر بعنف ثم أمسك أطراف الفستان من الكتفين وأزاحه للأسفل ليجد أسفله ستره بيضاء من نفس درجة لون الفستان لاصقة بجسدها، لا ترتديها أسفل فستان الزفاف سوى العروس المُحجبة حتى لا يُظهر الفستان ذو الأطراف الشفافية أي من جسدها، ظل يخفض الفستان بقلبٍ يضرب بعنف وهي غير واعية لكل ما يدور، حتى نزعه عن جسدها تمامًا، تنهد بقوة وارتياح عندما تأكد من ارتدائها ملابس كاملة أسفله.

بحركة سريعة جلب جلباب قطني نظيف وأدخله برأسها يعود ويميل بها حتى ألبسه لها كاملًا يعيدها برفق شديد إلى الفراش مجددًا.

ظل مائل عليها بدون وعي حتى رفع كفيه لذات المكان المثبت عليه عينيه يتخلل أصابعه لخصلاتها شديدة النعومة يلقي بأطرافها على الوسادة من حولها، وعقله غير قادر على التوقف من الإقرار بأن تلك اللمسات تحل له، فهي زوجته ..حلاله. تنهد بقوة تنهيدة تحمل الكثير يبتعد عنها يخفض عينيه إلى جرحها ليرفع أطراف العبائة ينظر إليه يطمئن بأنه لم يصيبه سوء بتلك الحركات المتتالية ثم نهض يتطلع بالغرفة من حوله ألقى نظرة على ذاته فحرك رأسه بعدم قدرة إضافيه حتى على تبديل ملابسه. خلع جاكت بذلته يلقيه بعيدًا بإهمال وظل بذلك القميص المليء ببقع دمائها وجلب مقعد وضعه أمام الفراش وجلس عليه ينتظر استيقاظها بأي لحظة.

فاق من شروده على نفسها الساخن القريب بشدة من وجهه، فابتعد عنها بعد أن كان مائل عليها يده بخصلاتها وشفتيه تمر برفق شديد على وجنتيها وكافة وجهها، تنهد بثقل ومتعة مجبر على كبتها بداخله، نزل في الفراش يريح رأسه على الوسادة بجانبها ومازالت عينيه عليها حتى أغلقهم رغمًا عنه بتعب وإرهاق شديد.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
أخذت أكواب المشروبات من يد والدتها تضعها على الطاولة ثم جلست أمامها ترجع خصلاتها للخلف بعد أن خلعت حجابها تضعه بجانبها على الأريكة وعادت بعينيها إليها قائلة:
_ تميم اتصل بيه أول ما جه من الشغل عشان نروحلهم، قاله انه مش في شقته وانه سافر هو ومراته النهاردة الصبح علطول يقضوا شهر العسل في مكان هادي.
تنهدت والدتها بهمٍ مثقل ثم قالت:
_ زي ما كلم أخوكِ الصبح، لقيناه هو اللي بيتصل وبيقول لأخوكِ محدش يروحلي الشقة، أنا مش هناك خدت عروستي وسافرنا نقضيلنا يومين بعيد، أما نبقى نيجي ابقوا تعالوا.

ابتسمت "مي" بخبثٍ ثم قالت:
_ والله علي دا محدش يتوقعه، اللي يشوف إمبارح القلق اللي كان بينه وبين عروسته في الفرح، ميشوفش فرحته وجنانه بيها وإحنا بنوصلهم شقتهم ولا يتوقع سفرهم النهاردة يقضوا شهر العسل بعيد عن الكل عشان يتبسطوا براحتهم.
التقطت والدتها كوب العصير تعطيه إليها ثم قالت باندهاش وحيرة:
_ وامبارح قصاد شقته قبل ما نسيبه ونمشي وهزاره مع اخوكِ واصحابه، حسام يقوله هنجيلك من الفجر وهو يرد بمنتهى الثقة مشوفش وش حد فيكوا قبل أربعة وعشرين ساعة من دلوقتِ.
رفعت"مي" كفها لفمها تضحك بقوة فتابعت والدتها:
_ اللي يسمعه امبارح ميشوفش سفرهم كدا من غير حس ولا خبر ولا حتى يقولي ويطمني عليه، أخوكِ دا ولا كإن ليه أهل يسألوا عليه.
ربتت على ركبة والدتها وقالت من بين ضحكاتها:
_ يا ماما متقلقيش عليه، علي راجل وميتخافش عليه، حضرتك اطمني بس وبطلي تقلقي علينا كلنا بدون سبب.
_ والله أنا ما عايزة حاجة إلا سعادتكوا، والحمد لله أهو ربنا ريح قلبي من ناحيتك.
ثم ابتسمت باتساع تشير بيدها اتجاه غرفة "حسام" متابعة:
_ كل ما بشوف جوزك وبشوفك بفضل أشكر ربنا وأحمده على كرمه وحب تميم ..جوزك ليكِ، ربنا يديمها عليكِ نعمة يا بنتي.
دمعت عيني الأخرى هامسة من بين شفتيها بثقل:
_ مش عارفة أعمله أي حاجة يا ماما تسعده أو تردله واحد من اللي بيعمله معايا، حاسة، حاسة كإنه بيحاول يعمل أي حاجة ويتفنن عشان يبسطني، ولا حنيته في تعامله معايا، بيعاملني كإني حاجة غالية عليه قوي يخاف يأذيها أو .. أو يزعلني في أي حاجة تضايقني، مش عارفة يا ماما، مش عارفة أعمله إيه، نفسي أعمل أي حاجة لو هاخد حتى من عمري وأيامي وأديله عشان أسعده هعملها والله بدون تردد أو تفكير.

ربتت والدتها على ركبتيها بحنانٍ قائلة بتنهيدة قوية تعبر عن مدى ارتياح قلبها وسعادتها لما تسمعه:
_ ربنا عوض صبرك ورضاكِ عن ابتلائك وتعبك بيه، الحمد لله يا نور عيوني ربنا يسعدكوا كمان وكمان، بس قوليلي، لسة والدته بتجيلك برضو وتتكلم في الموضوع إياه؟
رفعت يدها تجفف تلك الدامعة الشاردة من عينيها تحرك رأسها بنفي ثم أجابت:
_ مبقتش زي الأول، كأنها كانت كل ما تفكر في الموضوع وحاجة فيه تخطر على بالها تيجي تتكلم وتقولها، صعبانة عليا قوي يا ماما.
رمشت والدتها بعينيها عدة مرات ثم تنهدت بقوة وقالت:
_ إحنا مضحكناش على حد يا بنتي، تميم عارف بحالتك وإن صحتك متتحملش حمل وولادة، فيها حياتك دي، ألف بعد الشر عنك، قال بقى لوالدته مقالش ميخصناش.

عضت على جانب شفتها ثم قالت بترقب:
_ طب وحضرتك، مش ..مش نفسك تشوفي ولادي انتِ كمان زي..زي ما باذن الله تشوفي ولاد حسام وعلي؟

رفعت والدتها وجهها تطلع إليها طويلًا حتى توترت الأخرى تندم على تلميحها بالأمر، ثم رفعت كفها على خدها بحنان فجأة قائلة:
_ انتِ عايزاني اتمنى حاجة هتأذيكي وتخليني افقدك ومشوفكيش تاني!!، لأ، شالله عمري ما شفت عيل ولاغيره، المهم عندي أشوفك كويسة ومنحرمش من طلتك دي عليا، انت بالذات يا مي، مقدرش يا بنتي، مقدرش افقدك عشان أي حاجة في الدنيا، أو أضحي بيكِ عشان أي سبب، دا الدكتور قايل ميت تحذير وميت سبب يمنعك، مأكد علينا كلنا وأولنا جوزك، اوعي يا مي، حافظي يا حبيبتي على الدوا اللي الدكتور كاتبه بنفسه ومأكد عليه، دا أنتِ كل ما تروحي المتابعة لازم يسأل عن الموضوع ويأكد ويحذر، دا مش هزار يا مي.

ابتسمت باهتزاز تتأرجح حدقتيها بعينيها باضطراب حقيقي وكأنها تعيد التفكير بالأمر من جديد لكنها لم تعلم أن الأمر قد قضي وانتهى وقت التردد والخوف من القادم.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
بداخل الغرفة جالس أمامه على الفراش يستمع إليه بفمٍ يتسع تدريجيًا بابتسامة رغمًا عنه، حتى انتهى "حسام" يرفع كفيه يفرك وجهه بحدة وضيق متابعًا:
_ غصب عني مش عارف ومش قادر أركز في حاجة، لو التفت بس كدا أعمل حاجة برجع ألاقيه في البيت..ألقيها بتكلمني عنه وأنه عايز ييجي يتقدم...عايز يحدد ميعاد خطوبة وجواز، أحس وقتها إني مش قادر أشوف حاجة قدامي غيرها ومش قادر أفكر غير في إزاي واعمل إيه أحافظ بيه عليها عشان متضعش مني.
ثم زفر بحدةٍ وكره لكل ما يدور بداخله من تخبط ومشاعر محترقة وتابع بإعياء شديد يبدو على ملامحه بشدة:
_ حاسس إني معرفنيش، مش أنا، أنا عمري ما كنت مستهتر ولا فاشل في شغلي، ولا تافه عشان أصب كل تفكيري على جانب واحد زي دا وأنسى كوارث هتحصل لو المأمورية دي فشلت.

اعتدل "تميم" على الفراش يثني ركبته أسفله ثم وضع كفه على ركبة صديقه وقال بجدية وتعقل وقد اختفت تلك الإبتسامة الحالمة التي ارتسمت بفعل كلماته عنها:
_ بص يا حسام، أنا أكتر واحد ممكن يكون فاهمك في الدنيا دي كلها، اللي انت فيه دا أنا مريت بيه قابلك.
ثم تابع بعيون لامعة:
_ إن يكون قدامك اللي بتحبها وهي ولا على بالها، وانت مش قادر تنطق عشان عارف إنه مينفعش، واللي زاد بقى إن يبقى في ابن...
زفر بقوة يقطع لفظ كاد يتفوه به ثم تابع:
_إبن ناس تانيين حاطط عينه عليها، بتحس كدا إنك مش على بعضك وإن في حاجة جواك بتسبقك تخليك متعصب وغضبان حاسس إنك عايز تكسر الدنيا  لو في احتمال واحد بس إنها تروح لغيرك.
ثم زفر بقوة وعاد يتابع:
_ بصراحة ...الله يكون في عونك... أنا عاذرك وحاسس بيك.
ثم صمت قليلًا يتطلع إليه وإلى شروده الحزين بإشفاق حقيقي وعاد يتابع بخفوت وتردد:
_بس في حالتك انت... الموضوع بجد صعب ..وتقريبًا مينفعش.
رفع"حسام" إليه عينيه بحدة فتابع بزفرة حادة:
_انت نسيت دي تبقى إيه وأبوها يبقى إيه، انت رايح عشان تثبت على أبوها تهمة منيلة، حتى لو كان مات هتفضل القضية لازقة فيهم، مستحيل مستحيل تنفع.
ثم تابع بتذكر:
_ غير شغلك اللي هيبوظ بسبب الموضوع دا، ومستقبلك اللي على حافة وانت ولا واعي.
أغمض "حسام" عينيه يعتصرهم بقوة أثناء حديثه ثم همس بوجعٍ:
_ ما هو دا اللي حارقلي قلبي، إني عارف كل دا، بس برجع وبلاقي نفسي بغرق فيها زيادة، مش قادر يا أخي، مش قادر لما بشوفها رايحة جاية قدامي كدا بحس روحي بتوه زيادة معاها وقلبي بيوجعني وجع كل ما أحس إن قربها مستحيل.

تتطلع "تميم" إليه كثيرًا بصمت ثم همس بخفوت وتأثر:
_ يانهارك!! نفس اللي كنت فيه بالظبط، نفس الإحساس بس الفرق إني ملقتش حد أحكيله وأقوله عشان المفروض كان الحد دا هو انت!!
تململ"حسام"  في جلسته رغمًا عنه بعدم ارتياح ثم اعتدل في جلسته وقال بألم:
_ قولي يا تميم، انت..انت ارتحت من كل الوجع اللي بحكيلك عنه دا لما اتجوزت مي، يعني.. يعني حسيت بايه؟
نظر إليه"تميم" قليلًا ثم ابتعد عنه بترقب يرفع إصبعه بوجهه بتحذير قائلًا:
_ اتكلم من غير قلق؟ مش هلاقي كفك دا لازق في وشي يعني؟
ثم حرك إصبعه بتحذير أشد وتابع:
_ إيدك تقيلة وأنا عارفك غبي، والله لو اتغبيت هتغابى أنا كمان، ها.
أنزل "حسام" إصبعه يخفضه بعيدًا عن وجهه وقال بعد أن زفر بعدم صبر نابع من ألم قلبه:
_ مش هعمل حاجة بس قول بقى، ارتحت بعد كدا وكل اللي حاسس بيه دا راح ولا لأ؟
تنهد "تميم" بقوة ثم مال عليه يستند بمرفقيه إلى تلك الوسادة الموضوعة على ركبتيه المثنيتين أسفله وقال بينما أصابعه تتلاعب بأطراف الوسادة بشرود مبتسم:
_ هقولك، عارف لما تكون عطشان قوي وتلاقي الميا أخيرًا وتشرب، أخيرًا تلاقي ما أشتهت ليه نفسك سنين يا أخي، تحس إنك ملكت الدنيا ومافيها، وخلاص مبقاش نفسك فيها حاجة تاني، بس الغريبة في أختك مي دي إني كل ما بغيب عنها شوية بس قد كدا برجع عطشان أكتر من الأول وكأني مبشبعش منها، بحبها قوي، وشخصيتها وأسلوبها بتخليني أحبها كل يوم من أول وجديد، هي أختك دي إيه يا أخي، مبقتش لاقي تفسير للحالة اللي بتربطني بيها!!
شرد "حسام" في حديثه قليلًا يبتلع غصة حادة وكأنه بحديثه لامس كل الأوجاع بداخله تتوتر أعصابه بشكل أشد، وتدب الحرارة بجسدة بألم وعذاب إضافي، لكنه انتبه سريعًا يتلمس حروف الحديث ليتطلع للآخر يجده شارد هو الآخر وعلى فمه ابتسامة حالمة فتحولت نظرته إليه يصرخ به يلكمه يسقطه على ظهره إلى سطح الفراش:
_ ما تتكلم عن أختي بأدب يلا، دا إيه المصيبة دا!
سقط على الفراش يشهق بقوة من مفاجآة الضربة، ثم اعتدل يلقي بالوسادة بوجهه لينهض عن الفراش قائلًا ويده تعدل من ملابسه:
_ أنا غلطان لأهلك وربنا، اوعى كدا هروح أخد مراتي ونمشي من هنا.
نهض "حسام" من الفراش يقبض بكفه على ذراعه قائلًا:.
_ انت هتمشي من غير ما تقولي أهبب إيه في اللي أنا فيه دا، متبقاش ندل يلا وأقعد اتكلم معايا زي بقيت البني أدمين، أنا ما صدقت أما جيت انت ومي، ولقيت حد أرغي معاه.
وضع "تميم" كفيه بجيوب بنطاله الجينز وقال بجدية:
_ عايز رأيي من الآخر، قدم اعتذار عن المأمورية دي، وانسى خالص كل اللي فات.
أخرج كفه يضعها على صدر الآخر وتابع:
_ هتتعب شوية أنا عارف، بس صدقني لا هتعرف تنتبه لشغلك اللي هو أهم من كل دا، ولا هتعرف تمنعها من انها تتخطب وتتجوز وهي فكراك أخوها ولا على بالها كل دا أصلًا.
أومأ برأسه في حركة لا إرادية ثم تفوه بخفوت وكأنه يخاطب ذاته:
_ أنا برضو فكرت في كدا، شكلها ملهاش حل تاني.
قال الآخر يحرك كتفيه ببساطة:.
_ وجودك هناك بقى تضييع وقت وشغلك بيبوظ، ودي مصيبة يا حسام، غير وجعك طول ما أنت شايفها مع غيرك، ودا اللي خلاك تسيب كل حاجة هناك وتيجي على هنا...صح؟
عبس بوجهه بشدة لدرجة إنعقاد حاجبيه بمرارة ثم عاد بنظره إليه وهمس بألم شديد:
_ افتكرت بعد كلامك اللي فات، وانك حاسس بيا، هتقولي اعترفلها بحقيقتي، و..و..
قاطعه بلهفةٍ قائلًا:.
_ انت اتجننت، عايز تبوظ الدنيا خالص، انت عارف كويس إن لو دا حصل إحتمال متعرفش ترجع من هناك..اوعى يا حسام تضعف وتعمل كدا... أنا أخاف عليك.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
أحست بيد تمر على شعرها وكأنه يستكشفه ثم وصلها صوت هادئ ينادي باسمها، فتحت عينيها ببطء ورفض شديد لتلك الدوامة المريحة البعيدة عن واقعها المخيف، المقلق، وجدته جالس على طرف الفراش بجانبها وعينيه بعينيها. اعتدلت باضطراب حتى تأوهت بالم تضع يدها على جرح بطنها ومازالت عينيها تتطلع إليه بذات نظراتها المضطربة، لم يفعل شيء سوى أنه نهض من جانبها يتجه لطاولة صغيرة في بداية الغرفة يجلب من عليها صينية محملة بالأطباق وكوب من الحليب واقترب من الفراش قائلًا بجفاء:
_ قومي عشان تاكلي حاجة قبل ما أديكي علاجك.
تطلعت إليه قليلًا ثم حاولت أن تعتدل اقترب يساعدها على الاعتدال برفق فأبتعدت عن يده تعود بظهرها للخلف تبعد كفيه عنها برفض وغضب:
_ شكرًا...مش محتاجة مساعدة.
ضيق عينيه بشرٍ ونفاذ صبر وبدون تفكير ألقى بالصينية من يده على ساقيها بقوة واندفاع حتى ارتج كوب الحليب بقوة، صرخت تنحني بألم واضعة كفها على جرح بطنها، فضغط شفتيه بندم يعقد حاجبيه بضيق ينحني إليها يبعدها عن ساقيها قائلًا ويده تمسك بكتفيها تعدل من وضعها:
_ أنا أسف، حقك عليا.
رغم الدموع التي تجمعت بعينيها لكنها أبعدت كفيه عنها برفض وغضب أشد فصرخ بها ومازالت يده تعدل من وضعها على الفراش:
_ اهمدي بقى واهدي متعصبنيش عليكِ.
سكنت بالفعل تتطلع إليه بغيظ وحنق، بينما جلب هو الصينية وضعها على ساقيه بعد أن جلس بجانبها والتقط بعض الأطعمة يقربها من فمها، أبعدت شفتيها المغلقتين بحدة، فزفر يغمض عينيه وقال من بين أسنانه:
_ عارفة يا هنا لو معدتيش اليومين دول على خير وخلتيهم يعدوا في الهادي كدا، أنا مضمنش نفسي و أعصابي لو سيبتها عليكِ.
صرخت من بين بكائها الصامت:
_ عايز انت إيه دلوقتِ؟
عاد يقرب الطعام من فمها ففتحت شفتيها رغمًا عنها تلوكه مغتصبة، قرب كوب الحليب من فمها فأبعدت وجهها بحدة قائلة بعنف ورفض قاطع:
_ مش هعرف أشرب اللبن لوحده....حطلي عليه شاي.
ثبت رأسها بكفه والكف الآخر يقرب الكوب من فمها رغمًا عنها قائلًا:
_ مفيش شاي ولا أي مكيفات لحد ما تخفي، اشربي.
أغمضت عينيها تعتصرهم بقوة وهي تبتلع الكوب كاملًا رغمًا عنها، أبعده "علي" عن فمها يبتسم رغمًا عنه لكنه أجفل يعقد حاجبيه بضيق على تلك الدمعات المستمرة على وجنتيها، فرفع كفيه تتلمس أصابعه وجنتيها بحنان هامسًا:
_ بتعيطي ليه دلوقت يا هنا؟ كل دا عشان عايزك تاكلي، جرحك لسة حي ومش هيلم إلا بالأكل والعلاج مش بالعند.
أخفضت جفنيها لأصابعه مازالت تمر بلمسات شديدة الرفق واللين على وجنتيها ثم رفعت حدقتيها إليه وهمست تحاول أن تبعد وجهها عن كفيه:
_ عايزة أكلم ماما أطمن عليها...خايفة تفوق في أي لحظة متلاقنيش جنبها ترجع تتعب تاني.
رفع بيضة يقشرها بيديه وأجاب:
_ بعد الأكل هنتصل بالمستشفى ونطمن عليها ولو كانت فاقت هنكمل خالتك ونوصيها متقولش ليها حاجة لحد ما تكلميها انتِ بنفسك.
قالت وعينيها على أصابعه المنشغلة بتقشير البيضة:
_ خالتي مخصماني..مبتكلمنيش من وقت ماكنت في المستشفى وقولت إني مراتك قدامها.
ابتسم بجانبية يرفع البيضة لفمها ثم قال:
_ عشان كدا محضرتش الفرح...لاحظت.
ثم تنهد وقال:
_ أول ما تخفي هنرجع مصر، وأنا هصلح كل دا متقلقيش، استعجالي بس إن الفرح يتم في أقرب وقت خلاني مركزش في كل الحاجات دي.
أخفضت عينيها تلوك الطعام بفمها مُعلقة بغضب:
_ كنت مستعجل قوي، لدرجة مخلتنيش أستنى حتى أما أطمن على أمي وتفوق وتكلمني ..وأقولها إني بتجوز.
نفض كفيه من الطعام يعقد ذراعيه على ساقيه قائلًا وعينيه مثبتة بعينيها:
_ أنا كنت مستعجل إنك تكوني معايا وعلى إسمي بجد وبشكل فعلي، تبقي مراتي قدام الكل خصوصًا زمايلنا في الشغل اللي شاهدين على كل اللي عملتيه فيا.
وضعت كفها بألم على خصرها قائلة بعنف:
_ وانت...معملتش أي حاجة فيا؟!
_ أنا كنت مجرد رد فعل يا هنا...لأفعالك.
انحنت برأسها للأمام بألم، فاقترب منها يعدل الوسادة من خلفها لتريح ظهرها وقال:
_ في إيه... إيه اللي بيوجعك؟
قالت بدموع بدأت أن تتجمع بحدقتيها:
_ جنبي بيوجعني..قوي.
التقط الأدوية من جانب الفراش  يلتقطها وقربها من فمها يعطيها الماء بعدها قائلًا:
_ الأدوية دي فيها مسكنات، هتريحك دلوقتِ.
ابتلعت الدواء تغمض عينيها بألم وعدم قدرة على التحمل، ثم فتحتهم لتلتقي بعينيه المحدقة بها حتى أنها اضطربت من تحديقه بها ترمش عدة مرات تحاول الهرب لكنها تعود بهم لتجده على ذات نظراته المبهمة، تفاجات به عندما همس فجأة:
_ ليه كل دا يا هنا؟
أجفلت من سؤاله بينما تابع هو بعدما مال عليها بشدة:
_ كل دا عشان إيه، أنا واثق إنك بتحبيني وعايزاني زي ما أنا ملهوف عليكِ، ليه كل دا!! تموتي نفسك!! للدرجادي؟!
ابتعدت في الفراش بترقب وخوف بدون رد، فزفر بحدةٍ وقال:
_ أنا عمري ما كنت هقربلك ولا هعمل حاجة بدون رضاكِ، ولا عمري هعمل كدا، أنا مش حيوان يا هنا... أنا بحبك و...
صمت يتطلع إليها طويلًا ثم أطبق شفتيه ببعضهم يضغطهم بشدة وتابع:
_ وكنت...كنت فاكر إنك بتحبيني.
اعتدل من ميلته عليها ثم قال منهيًا الأمر:
_ مفيش حاجة في الدنيا تستاهل اللي حصل دا، حياتك أهم من أي حاجة في الدنيا... و عمومًا خفي بس وقومي بالسلامة واللي أنتِ عايزاه بعد كدا هعملهولك.

ثم نهض يتركها على صمتها وخرج من الغرفة، ظلت جالسة صامتة تتنفس بلهاث، ثم ألقت برأسها للخلف تنزل في الفراش ببطء حتي استلقت تتطلع لسقف الغرفة بعينين كالزجاج حتى تساقطت دمعاتها على جانبي وجهها بغزارة.

بالخارج ظل يتجول بالبيت ينتقل من أريكة لأخرى يرتب وساداتها الملقاه بإهمال، ثم يعيد ترتيب كل ما تقابله يده، حتى قطب حاجبيه باندهاش يتوقف فجأة عن الحركة يترك ذلك المفرش من يده على طرف أحد المقاعد وأمسك بشيء أخر يلتقطه من أسفل الأريكة الموضوعة بمنتصف البهو، سريعًا ما تحولت نظرته لشر عندما ضاقت عينيه بشدة، ظل يقلب ذلك الفستان الطفولي بين كفيه، ظهر على ملامحه التجهم والغضب يخرج من الباب يصيح بالنداء على الحارس المتواجد هنا
ـ مصطفى يا مصطفى، انت ياللي اسمك مصطفى!
جاء يهرول إليه قائلًا:
_ علي بيه، حضرتك جيت امتى، حمدالله على السلامة يا باشا.
أجاب "علي" بحدة والفستان خلف ظهره:
_ جيت بالليل فجأة وأخدت المفتاح من مراتك.
ثم رفع الفستان الطفولي صغير الحجم بوجهه قائلا بثقة وتأكيد:
ـ انت بتجيب ناس الشالية في غيابنا يا مصطفى!! بتأجر الشالية للغرب من ورانا ..دا أنت نهارك اسود.
توسعت عيني الآخر فاتحًا كفيه بعدم فهم قائلًا بقوة:
ـ لا إله إلا الله!! يا دي التهم اللي بتجيبك يا مصطفى وانت نايم في حالك، يا بيه كلام إيه دا بس، دا أنا هنا من زمن وحارس على كل الشاليهات دي ومعايا مفاتيحكوا من سنين ولا عمر حد اشتكى مني.
_ أومال إيه دا!! إيه اللي جاب هدوم بنات صغيرة الشالية، إيه طار من الهوا دخل تحت الترابيزة من تحت عقب الباب!!
زفر الآخر بحيرة وعدم فهم، ثم انحرفت رأسه إليه فجأة يضرب جبهته بكفه قائلًا:
_ أيوا أيوا افتكرت، من كام شهر كدا حسام بيه جه ومعاه أسرته الصغيرة ومن ضمنهم أطفال ولو مش مصدقني اسأله.
عقد حاجبيه يرفع الفستان يتفحصه من جديد قائلًا:
ـ حسام...وأسرته الصغيرة!!
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
مُمسك بالقلم بين أصابعه وحروف تلك الكلمات تتردد كثيرًا قبل أن تطبع عالورق، حرك يده بتردد يسطر ما خطر بذهنه، يعلم أن الأمر قد فاق كل المحتمل، عمله أصبح بخطر، حتى تواجده هناك بجانبها تحت سقفٍ واحد أصبح غير محتمل.

ترك القلم من يده يضعه على الملف ذو الوريقات العديدة وعينيه على هاتفه بتركيز شديد حتى التقطه وبدون أي تردد ضغط إتصال بأكثر الأرقام حفر بذاكرته بالأيام السابقة خاصة، لم يريد سوى سماع صوتها للمرة الأخيرة بحياته وبعدها سوف يحذف الرقم كما يحذف كل ما تعلق بهم في حياته، ومع مرور الرنين خلال الخطوط وصولاً بأذنيه كانت تزداد دقات قلبه بعنف وكأنه لا يصدق بأنه سيستمع لصوتها بعد تلك المدة من التردد والتخبط والعذاب، ما شجعه تلك المرة سوى أنه يعلم أنها ستكون الأخيرة، فتح عينيه فجأة على صوتها العذب بأوتاره المعروفة لدى قلبه الخافق بعنف:
_ ألو.
وبعد أن فتح جفنيه فجأة وكأن جميع حواسه تريد وبشدة مشاركته تلك اللحظة الأخيرة بينهم، عاد يغلقهم بعنف يشدد على الهاتف بأصابعه وكأنه يحارب الرغبة في التفوه بأي شيء حتى يطيل معها الحديث فيستمع منها المزيد من تلك الكلمة.
_ ألو......مين معايا؟!
رفع قبضته لفمه يكتم تلك التنهيدة القوية قبل أن يخفض الهاتف ويغلق الخط معلنًا أنها ستكون أخر مرة التي يستمع فيها لتلك النبرة الأنثوية شديدة التأثير على قلبه.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
أنزلت الهاتف من على أذنيها تتطلع إليه بحاجبين معقودين قبل أن ترفع وجهها شديد الشحوب لتلك الأتية تهرول من غرفتها سائلة بلهفة:
_ مين يا رقية... سمعت موبايلك بيرن؟
وضعت الهاتف بجانبها بإهمال تغمض عينيها بوهن قائلة بعد أن استندت بوجنتها إلى كفها:
_ مش حد يا أحلام، شكل الرقم غلط.
جلست بإحباط ورغبة قوية في البكاء هاتفة بعيون لامعة وصوت متحشرج:
_ افتكرته إياد.
مالت شفتي الأخرى بسخرية مريرة قائلة:
_ يعني هو بعد كل دا فاكراه هيتصل بينا!!
ثم تابعت بشرود مميت:
_ خلاص، أخوكِ مش راجع، صدقيني بقى عشان ترتاحي، وبطلي تستنيه وكل شوية تروحي تبصي عليه من الشباك وشوية من الباب زي العيال الصغيرة.
رفعت كفيها تجفف دمعاتها ثم قالت بغضب وعذاب بصوتها:
_ هما فين العيال الصغيرة دول!! أختك اللي هتموت جوا، ولا أخوكِ اللي إحنا منعرفش عنه حاجة، صاحي، نايم، جعان، عطشان، عايش ولا ...
صرخت بها ترفع كفيها تمررها على خصلاتها بقوة حتى كاد أن يقتلع أسفل كفيها:
_ أسكتي يا أحلام، أسكتي وارحميني.
نظرت إليها قليلًا ثم رفعت كفيها تغطي وجهها تنفجر باكية، بينما ظلت الأخرى تفرك وجهها بكفيها بحدة وألم وكأنها تُخرج طاقة غضبها وقلة حيلتها في حركة كفيها. جففت "أحلام" وجهها بعنف هاتفة بقوة:

_ وليد قالك إيه، كنت سمعاكِ بتكلميه.
أجابت وعينيها الحمراء المتورمة  بشدة تتطلع بالفراغ أمامها:
_ راح يشوف مصير البلاغ اللي قدمه من كام يوم، بس لسه مفيش جديد.
عادت لبكائها قائلة تضرب بقبضتها على الأريكة:
_ لو كان إياد هنا كان زمانه رجعه، إياد أخوه وكان هيخاف عليه أكتر من أي حد.
ثم تابعت بخفوت باكي:
_ كان زمانه حاسس بينا ومَهُناش عليه يشوفنا كدا.
ثم ألقت بنفسها على كتفها باكية بعنف:
_ أنا عايزاه دلوقتِ، عايزة أترمي في حضنه وأعيط كتير قوي من اللي بيحصلنا دا، أنا محتجاله يا رقية ...محتجاله قوي.
بينما الأخرى مازالت واقفة عند تلك الكلمة "لو كان إياد هنا، كان زمانه رجعه." فحركت رأسها في شبه إماءة وهمست:
_ لو كان هنا...مكنش دا حصل من الأساس.
ثم رفعت وجهها إليها تسألها بتنهيدة حادة:
_ أميرة عاملة إيه دلوقتِ؟ شوفتيها؟
رفعت وجهها عن كتفها قائلة تشير إتجاه الغرفة:
_ نايمة، وكل شوية تقوم مفزوعة تسأل عنه وتنام تاني بعد وصلة عياط.
نهضت "رقية" تدخل الغرفة، وقفت أمام الباب تتطلع إليها قليلًا، وجدتها مازالت نائمة في سكينة تليق بطفلة مثلها، اقتربت منها وجلست على حافة الفراش بجانبها، رفعت كفها على جبهتها المجروحة فتململت الصغيرة في نومها بألم حتى رفعت كفها لخصلاتها تمررها عليها بحنان فعادت لنومها العميق دون حركة، مررت "رقية" أصابعها الناعمة على وجنتي الصغيرة تمررها على علامات بكائها الجافة على طول خديها، شردت عينيها قليلًا قبل أن تنهض بعنف وحدة تخرج من الغرفة تلتقط چاكت ملقي على الأريكة ترتديه ثم تلملم خصلاتها من حول وجهها ترفعه لأعلى في حركة سريعة. نهضت "أحلام" قائلة:
_ انتِ رايحة فين، دا النهار لسه طالع مبقالوش شوية.
التقطت هاتفها تتجه للباب قائلة:
_ هلف البلد كلها عليه، أسأل كل اللي نعرفه واللي منعرفوش، وبعدين أعدي عالقسم أشوف عملوا إيه ولا اتحركوا ولا متحركوش.
ثم تابعت بصوت ميت لا حياة فيه:.
_ أعرف بس في أمل يرجع ولا خلاص كدا، زياد راح.
سارت خلفها تستند على كل ما يقابلها بوهن:
_ ما أنتِ بقالك يومين بتعملي كدا ومفيش فايدة.
ثم زفرت بحدة قائلة بضعف:
_ متسيبناش لوحدنا تاني وتخرجي... بفضل خايفة لحد ما بترجعي.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!

أغلق خزانة الملابس بعد أن بدل ثيابه، ثم اتجه لمكتبه بالغرفة وكفيه تعدل من ملابسه قبل أن يلتقط ذلك الملف يطويه عدة طيات قبل أن يلتقطه ويخرج من الغرفة.

قابلته والدته بالرواق قائلة:
_ انت نازل يا حسام؟
قال قبل أن يتجه لباب المنزل:
_ رايح الإدارة هخلص شوية حاجات كدا وهرجع علطول.
تطلعت إليه قليلًا ثم قالت بحزن وخيبة أمل:
_ إيه ..خلاص اجازتك خلصت وهتمشي؟!
ابتسم ابتسامة مغتصبة ثم أجاب:
_ لأ، متقلقيش، احتمال كبير أفضل معاكِ فترة كبيرة لحد ما ابدأ شغل جديد إن شاء الله.
ابتسمت بسعادة غامرة قائلة:
_ ربنا يوفقك يا حبيبي ويسعدك، على قد خوفي على شغلك على قد ما أنا مش عايزاك تسيبني وتمشي وأرجع أقعد لوحدي تاني.
اقترب يقبل رأسها ثم قال بعجالة قبل أن يفتح الباب:
_ مش هتأخر عليكِ يا حبيبتي، ساعة بالظبط وراجع.

رانيا أبو خديجة 
رأيكوا في الكومنتان متنسوش...وتوقعاتكوا للي جاااي... قراءة ممتعة ♥️ 

تعليقات
11 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. جميله ومؤثره جدا جدا

    ردحذف
  2. زياد أتخطف ياقلبى 😭

    ردحذف
  3. لازم حسام يرجع بسرعه بقى كده كتييير

    ردحذف
  4. تسلم أناملك يارونى

    ردحذف
  5. هي الروايه قربت تخلص ولا لسه

    ردحذف
  6. لااااااا ليش خلصت شو حيصبرني للبارت الجديد😭😭 كتري من احداث رقية وحسام بليز

    ردحذف
  7. روعه روعه روعه روعه روعه 😍😍🥰😍

    ردحذف
  8. ♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  9. جميله جدا

    ردحذف
  10. زياد اتخطف ولا ايه
    وازاى حسام مش يكلمهم كل يوم يطمن عليهم
    ولا خلاص قرر أنه يبعد ويقطع كل علاقته بيهم والماموريه يتركها

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة