U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والخمسون للكاتبة رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والخمسون للكاتبة رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم أمان بقلم رانيا ابو خديجة 

رواية 365 يوم أمان 

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الرابع والخمسون للكاتبة رانيا أبو خديجة

الرابع والخمسون 
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة

انكسر القلم بين أصابعه مُصدرًا صوت خفيض لكنه أجفله، كان شارد الذهن متجهم الملامح بشدة، بينما أسنانة تصدر صريرًا قاسي من شدة غيظة.
ألقى ببقايا القلم من بين أصابعه على سطح المكتب أمامه وزفر بقوة يحاول العودة لعمله بل الهروب بالغرق بين سطور تلك القضية بالملف الملقي على سطح المكتب أمامه، لكنه وفور امساكه بقلم أخر ترددت الكلمات التي وصلته عبر الهاتف منذ قليل جعلته يقبض أصابعة على السماعة بغيظ وغضب:
" عرفت ان الكفالة ادفعت قولت أبلغك... يعني كلها شوية إجراءات وتكون خرجت "

ألقى بالقلم بعيدًا بقوة حتى ارتطم بالحائط المقابل لمكتبه يغمض عينيه بشدة وعلى العكس تمامًا ففور أن أغلق جفنيه زافرًا بغضب أتت اليه صورتها المبتسمة بوجهه بانتصار، إبتسامة ملء وجهها يعلمها جيدًا، ابتسامة شخص منتصر على عدوه للتو، عدوه!! 
ابتلع غصة مريرة مما وصل الحال بينه وبين ما اختاره القدر من بين ملايين البشر ليمرض قلبه بعشقها، تحولت تلك الابتسامة المنتصرة بذهنه لأخرى هادئة عذبة كثيرًا ما خصته بها، ارتفع جانبي شفتيه في ابتسامة تشق ذلك الضباب الذي يعتم ملامحه منذ وصوله أخر الأخبار وهمس من بين شفتيه بخفوت هامس وكأنه يحدث ذاته لا يحدثها في خياله:
"بحبك...وعملت كل دا عشان عايزك"
انتفض سريعًا يفتح عينيه بل شعلتين متقضتين من النيران وردد على نفسه بصوت مسموع قاسٍ:
"ورحمة أبويا ما هسيبك إلا وأنتِ جيالي راكعة عشان بس أرحمك أنتِ وأمك... ماشي يا هنا، قابلي بقى اللي جاي"

هدر بكلماته بانفعال واضح بدت في شراسة ملامحه ثم قبض بأصابعه بشدة على طفاية من الرخام موضوعة فوق المكتب وضرب بها عدة مرات على سطحه بقوة حتى اهتزت محتوياته،  نهض فجأة وكأنه لا يطيق حتى الجلوس او المكوث بمكتبه كله وانحرف اتجاه الباب يفتحه بقوة خارجًا منه لكنه وفور فتحه تسمر مكانه بعيون واسعة؛ ليراها واقفة بذاتها أمامه!!
ظل يحدق بها بذهول قليلاً حتى تدارك نفسه يرمش بعينيه أمامها ثم رفع رأسه يضع كفيه بجيوب بنطاله يرسم على ملامحه الجمود في إطار من اللامبالاة الزائفة بانتصارها في أول جولة بينهم، بالتأكيد أتية بانتصارها عليه في غرض تشفي واضح، لكنه لم يمهلها الفرصة عليه بالتوعد أمامها بأن اللعبة بينهم لم تنتهي بعد، ظل واقفًا بثباته ينتظر كلماتها التي توقعها عليه كقزائف الثلج المنتظر هطوله من السماء، لكن سريعًا ما انزاحت تلك القسوة من عينيه بعيدًا وعقد حاجبيه باندهاش من وقفتها وصمتها أمامه بل على عكس ما توقع تمامًا فابتسامتها المنتصرة التي راودت خياله منذ قليل لم يكن لها وجود على تلك الملامح البائسة، تحول أيضًا انعقاد حاجبيه لذهول يليه القلق فور رؤيته لتلك الدمعات المتسابقة في الهطول على وجنتها دون توقف فقط فور فتحها لفمها تحاول النطق عدة مرات، توسعت عينيه فجأة عند رؤيته لها تهجم عليه مقتحمة، صارخة!!
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
يتململ في فراشه وكأنه ينام على جمر، حركة سريعه عصبية جعلت الغطاء يسقط بعنف أرضًا ليعتدل بحدة ويسحبه من جديد بعنف أشد ولكن بعد أن وضعه على جسده لملمه بغضب يلقيه بعيدًا وكأنه السبب بالنار المندلعة بصدره.

اعتدل "حسام" يزفر بقوة يمرر كفية على وجهه وخصلاته بقوة عملت على تبديل ملامحه للعشوائية الشديدة.

تمت قراءة الفاتحة بعد كلمتها بالموافقة أمام الجميع فلم يستطع النطق بكلمة اضافية، ظل صامت طوال الجلسة حتى انصرفوا بعد قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد للخطبة لم يملك حينها إلا إمائة بسيطة من وجهه دلالة على الموافقة على الموعد الذي اقترحه ذاك السارق.

اغمض عينيه بشدة يتذكر صوت زغاريد والدته مع محاولة فاشلة من جهة "أحلام" بعد قراءة الفاتحة مباشرتًا احتفالًا وابتهاجًا بذاك الحدث، لم يمتلك نفسه أو يستطيع أن يمنع ذاته حينها من الإلتفات اليها ولم يعلم أنها كانت تنظر اليه بتلك اللحظة فتقابلت أعينهم في نظرة طويلة يمتزج بها اللوم والعتاب بالندم عما اقترفه كلًا منهما بحق الآخر للتو، هربت بعينيها من ذاك التواصل البصري بينهم تتطلع بعيدًا حتى اقترب منها الآخر بابتسامة واسعة يصافحها يقبض على يدها طويلًا هامسًا بالمباركة.

زفر بشدة حتى شعر بصوته مرتفع وكأنها حمم بركانية تخرج من صدره فوجد نفسه يهمس لنفسه:
_ ماهو يا اما أقوم أجيبها من شعرها ياما الليلة دي تخلص بقى واتخمد عشان تعبت...تعبت.

ظل حينها يتطلع إلى تلك الأصابع القابضة على كفها ثم ارتفعت عينيه لعينيهم وبينهم ذلك التواصل والتي هربت هي منه سريعًا بخجل تعود بعينيها إليه رغمًا عنه وفور وقوع عينيها بنظرته اليها حينها سحبت كفها من كف "وليد" تبتعد تقف بين "أحلام" والصغيرين الواقفين يتابعوا ما يدور بابتسامة بلهاء لم يدركوا ما يحدث في الخفاء.
زفر بحدة ينهض يخرج من غرفته ليتقدم من غرفتها ثم تردد يعود يبتعد، ظل يجيب الأرض بقدميه ذهابًا وإيابًا حتى حسم أمره بضرورة الحديث معها حول ما حدث اليوم لعل ذلك يخمد بعض من نيرانه.

وصله صوت بكاء يأتي من اتجاه غرفتها فاقترب ببطء حتى وصله صوت بكائها القوي تتحدث بتلعثم وكأنها تحدث أحد بالغرفة تدافع عن نفسها.
!!!*!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
حاول الشرطي الواقف أمام مكتبه الإمساك بها يكتف ذراعيها يبعد أصابعها عن وجهه والتي تسببت في خرابيش عشوائية بوجنتيه وأسفل عينيه صارخة:
_ هموتك، قسمًا بالله هموتك يا علي، مش هسيبك!!
اندفع جميع الواقفين بالرواق اتجاه مكتبه محاولين السيطرة عليها صارخين بها أن تتوقف بينما مَن يعلمها يعنفها بقوة ناصحًا بقلق بأن ما تفعله سوف يؤدي لتدمير مستقبلها، فهي تعتدي على ضابط شرطة ذات رتبة بمكتبه.
ظلت تقاومهم صارخة تحاول الوصول اليه من جديد بينما واقف هو فاغر فمه يلهث بعنف بعد اقتحامها وهجومها المفاجئ عليه، أصابعه تتحسس جروح وجهه بألم لكنه تجاهل جميع ألامه واقترب يحاول ابعاد الجميع عنها صارخًا هو الآخر:
_ سيبوها أما أفهم في ايه، كل واحد على مكتبه، اتفضلوا.
نظر اليه أحد زملائه بعنف قاسي ثم عاد يلتفت وصرخ بالاخرى مازالوا يحاولون السيطرة عليها:
_ يا بنتي اهدي بقى، هتودي نفسك في داهية وعشان ايه كل دا!!!
نفضت يدهم بعيدًا عنها بقوة اندهش الجميع منها ثم وقفت صارخة بينما تتساقط دموعها على وجهها شديد الاحمرار دون توقف:
_ اسأله!! اسأله بيعمل فيا ايه من يوم ما عرفته!!
ثم رفعت يديها بالهواء باكية بشدة:
ـ بيعمل فيا ايه من قبل حتى ما أعرفه!!
ثم التفتت بحدة اليه تتابع صراخها العنيف:
_ مش هسيبك، قسمًا بالله ما هسيبك، طول ما أنا عايشة وفيا نفس مش هسيبك، وموتك هيكون على ايدي.
ثم التقطت حقيبتها الساقطة أرضًا بجانب أحذيتهم وتركت المكان تخرج راكدة.
ظلت العيون ناظرة اليه بقسوة وغضب مما أوصل تلك المسكينة اليه، اخبارهم السابقة يعلمها كل من يعمل بذلك المركز، وتلك النتيجة القاسية التي رأوها للتو تخبرهم من الجاني فيهم على الآخر.
ظل يلهث بقوة ودماء تلك الإصابات بوجهه بفعل أظافرها تنسال ببطء أسفل وجنته، حتى أمرهم صديقه بلطف أن يتفرقوا وكلا منهم يذهب لمباشرة عمله، ثم نظر اليه بحدةٍ وتركه وغادر من أمام المكتب المفتوح هو الآخر.
اقترب بملامح متجهمة يغلق باب المكتب بقوة خلفهم، ثم التفت يقترب من مكتبه يلتقط هاتف المكتب ويضغط عدة أرقام حتى وصله الرد فقال بعجالة واندفاع:
_ أنا الرائد علي محمد المصري، عايز أسأل عن سجينة عندكوا، المفروض انها تكون خرجت النهاردة الصبح، عايزك تتأكدلي لو سمحت.
ثم أملاه اسمها كاملًا وانتظر، ضغط عينيه بشدة، متجاهلًا ألام وجهه وقلبه، بالتأكيد حدث جديد بالقضية لم يعلمه، بالتأكيد حدث جديد عاق خروج والدتها لتأتي اليه بهذا الشكل، بالتأكيد...
توقفت أفكاره الحائرة بكل اتجاه وكافة الاحتمالات وعدل سماعة الهاتف على أذنه عندما وصله الصوت، فتوسعت عينيه يفغر فمه بسكون تام، فقد أتاه أخر شيء يمكن أن يكون قد خطر بباله!!

!!!*!!!*!!!*!!!*!!!*!!!
وصله صوت بكاء يأتي من اتجاه غرفتها فاقترب ببطء حتى وصله صوت بكائها القوي تتحدث بتلعثم وكأنها تحدث أحد بالغرفة تدافع عن نفسها.
_ أنتِ فكراني مبسوطة باللي عملته دا قدام وليد وأهله اللي فضلوا يبصولي طول القعدة على اني مش طبيعيه ومش متربية.
شهقت عدة شهقات باكية بشدة متابعة:
_ أنا مش بعانده يا أحلام، ولا بضايقه وخلاص زي ما بتقولي، 
ثم صرخت فجأة مشددة على كل حرف:
_ لكن أنا عمري ما حسيت بثقة ولو ليوم واحد في الشخص اللي نايم جوا دا.
فتح فمه كذلك عينيه على وسعهم حتى تابعت من بين شهقاتها:
_ دايمًا حاسة انه هييجي يوم ويسيبنا ويمشي، هعمل ايه أنا وقتها، هعمل ايه بيكوا تاني وأنا لوحدي وبكل اللي شوفناه مع بعض، تقدري تردي عليا وتقوليلي.
أغمض عينيه يتنهد براحة ثم شعر وكأن شقيقتها اقتربت منها تجذبها لحضنها ثم استمع لكلمات غير واضحة من بين بكائها لكنه حاول الاستماع فوصله صوتها تهمس:
_ أنا عارفة هو بيعمل معايا كدا ليه، فاكرني هموت عالجواز وابعد واسيبله الحمل كله واهرب، ميعرفش اني عمري ما أثق أسيبكوا ليه يوم واحد، خصوصًا بعد اللي عمله دا لما عرف اني ممكن اتجوز وأسيبكوا ليه، أنا كبرت واتربيت على ذكرى اللي عمله في أبوكي وأمك يا أحلام ومش هسمح ان دا يحصل فيكوا المرادي.
ثم تابعت بعد تنهيدة قوية:
_ ربنا وحده عالم أنا موافقة على وليد اللي معرفوش ولا حاسه من ناحيته بأي حاجة غير بس يكون معايا سند، حد يشيل معايا في اللحظة اللي هلاقيه ييجي يقول انه زهق أو زي ما عمل ونصحى نلاقيه اختفى، أنا مبقتش بنام إلا بوجوده يا أحلام، لو غاب يوم عن البيت بفضل صاحية جسمي كله بيرتعش من الخوف، أنا محتاجة احس ان فيه حد معايا حتى لو اضطريت أقبل بأول واحد يتقدملي وأنا لسة معرفوش.
أكملت باقي كلماتها ببكاء حارق حتى كادت تختفي معاني بعض الكلمات من بين شهقاتها.
مررت "أحلام" كفها بحنان على أختها الملقاه على ساقها تبكي بمرارة وشهقات وكأنه خزين بكاء منذ سنوات، ثم حاولت الحديث قائلة:
_ برضو، برضو يا رقية مش شايفة وليد وحش قوي كدا، دا حتى شكله بيحبك أو على الأقل معجب بيكي فعلًا، الإعجاب دا اللي يخليه يعمل كل دا عشانك.
اغمضت عينيها باكية بشدة قائلة:
_ بس مبحبوش، بحس جسمي بيرتجف لما اتخيله زوج أو اني أعيش معاه في بيت واحد، أنا معرفوش يا أحلام.
ثم تابعت ترفع كفها على وجهها:
_ محدش حاسس بيا، وهو مش حاسس بأي حاجة ولا فاهم حاجة.
فغر شفتيه يتنفس بحدة وقد ارتاحت ملامحه قليلًا من كلماتها الأخيرة فلم يتمالك ذاته من الطرق على بابها بقوة أفزعتهم شاهقين برهبة.
فتحت "أحلام" الباب قائلة بعدما وجدته أمام باب الغرفة:
_ إياد... تعالى أدخل.
دخل الغرفة وجدها قد نهضت من الفراش توليه ظهرها تجفف دمعاتها قبل أن تستدير محاولة الخروج من الغرفة قائلة بوجه شديد الاحمرار لكنها قد توقفت عن البكاء تمامًا:
_ هروح أشوف اخواتك يا أحلام ناموا ولا لأ.
أمسكها من مرفقها يوقفها فرفعت عينيها تنظر إليه بجفاء وغضب فقال موجهًا حديثه إلى "أحلام" ومازالت عينيها بعينيه:
_ روحي أنتِ يا أحلام اطمني على اخواتك.. وبعدين روحي نامي، تصبحي على خير.
حاولت فك يدها من قبضته دون فائدة فقالت بحدة:
_ ايدي بتوجعني على فكرة.
حررها على الفور هامسًا بلطف يعاكس كل ما فعله معها طوال اليوم من قسوة غير مبررة بالنسبة لها:
_ أسف.
ثم تنهد وتابع ومازال حريص على وقفته أمامها يمنع خروجها من الغرفة:
ـ ااا.. مبروك على قراية الفاتحة، عقبال... عقبال الجواز.
عقدت ذراعيها أمام صدرها بعدم تصديق لمباركته فتابع وعينيه تمر على كافة وجهها شديد الاحمرار وعينيها المنتفختين بشدة:
_ أنا أسف على اللي حصل مني النهاردة يا رقية، صدقيني أنا ندمان على مد ايدي عليكِ.
لاحظها تحاول جاهدة في كبح شهقاتها لكنها لم تستطع فصرخت باكية بشدة تحتضن وجهها بكفيها هز رأسه بيأس من بكائها الدائم، لم تعلم كيف يفعل به من أذى، خاصتًا أنه اكتشف للتو ان كل لحظات بكائها منذ دخوله هذا البيت كانت بسببه.
فاقترب خطوة يهمس بحنانٍ ويده تحاول أن تربت بخفة على ذراعها لعلها تهدأ:
_ رقية، بالله عليكِ بلاش كدا، أقسم بالله ما قصدت اللي حصل، خلاص حقك عليا.
وجد يده المربته عليها تسحبها لصدره وساعدته بأنها لم تمانع بل القت بنفسها بحضنه تزيد من شدة بكائها، أغمض عينيه بشدة وندم مما أوصلها اليه، ظل يربت عليها بقوة ويضمها اليه بذراعه أكثر هامسًا ومازالت عينيه مغمضه:
_ حقك عليا،  يتقطع لساني وتتقطع ايدي لو زعلتك تاني.
لم يشعر بنفسه ومازالت عينيه مغمضة وهو يهمس ويده تعتصرها اليه دون وعي:
_ بحبك يا رقية، بحبك وربنا عالم.
صمتت عن البكاء فجأة مما جعله يفتح عينيه على وسعهم ينهر ذاته على ما فعله فأخرجها من حضنه بسرعة أجفلتها قائلًا:
_ بحبك وبحب اخواتنا كلهم و..ومش ممكن أفكر أذي حد فيكوا أو حتى ازعلكوا والله.
رفعت يدها تحاول تجفيف دمعاتها من بين شهقاتها فتابع ويده تبعد يدها ليمسح هو وجهها.
_ خلاص بقى ورحمة ابوك وامك ما تعيطي بسببي تاني، حقك عليا والله.
همست بعدما هدأت قليلاً تنظر اليه:
_ أول مرة تهني بالشكل دا وقدام اخواتك كمان.
_ من غيرتي عليكِ.
نظرت اليه فتنهد وتابع:
_ مش أختي ومحبش حد يشوفها بالحلاوة دي كلها غير عيوني أنا.
وكأن كلماته كانت بمثابة البلسم بالنسبة لها ليقوم بالترطيب على قلبها المكلوم منه فتعلقت عينيها به بأمان عاد اليها للتو هامسة:
_ طب والله، والله ورحمة بابا كنت حاسة من طريقتك ونظراتك لوليد ان دي غيرة بس...بس كنت بكدب نفسي.
ثم تابعت بنظرة غريبة اليه:
_ أسلوبك غريب وزيادة في كل حاجة، حتى في دي!!
ابتسم باهتزاز يقترب يقبل رأسها ثم قال:
ـ حقك عليا، بس، بس خلاص بقى انسي ومتفكريش كتير في اليوم دا، انسي انسي.
ثم تطلع اليها قليلاً  وهي منشغلة تجفف دموعها بكفيها وتابع:
_بس أنا يا رقية مش عايزك تجبري نفسك عالجوازة دي، أو الجواز من أي حد عشان أي سبب وياريت تخليكي صريحة معايا ولو لسة مش متأكدة انك عايزاه قوليلي وأنا هتصرف ونأجل أو نلغي خالص.
كادت ترد لكنه اوقفها يرفع كفه قائلًا:
ـ مترديش دلوقتِ أنا عايزك بس تفكري كويس وتاخدي وقتك ومتنسيش انك لسة صغيرة والوقت قدامك وبكرة يجيلك الأفضل منه ألف مرة.
!!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
دارت بالمكان لم تعلم أين تتجه، تخرج من مكتب لتدخل أخر دون فائدة، فمنذ خروج والدتها للمشفى مباشرتًا بعدما تأكد طبيب السجن بأنها لم تكن سوا غيبوبة فقدتها الوعي من شدة اعيائها داخل محبسها، لم حتى تتمكن من التقاط أنفاسها تشكر ربها على تلك المنحة الإلهيه من أجلها، تثق لو كان حدث وفارقت الحياة لكانت لحقتها هي الأخرى من قهرتها عليها.
جلست على أقرب مقعد بالرواق بملامح يغلفها الإرهاق الشديد واليأس، وقد خارت قواها تشعر بجسدها يرتخي بنفاذ طاقتها من المحاولات هنا وهناك من أجل الماكثة بالغرفة البسيطة بالداخل تنتظر قائمة طويلة من الأسماء ليأتي دورها بالكشوفات وحينها تتمكن من تقدير حالتها وسبب تلك الاغمائة القوية.

استمعت لصوت صفارات سيارة الإسعاف بالخارج، لم تنتبه أو حتى ترفع رأسها بالتأكيد أتية بحالة أخرى يضعوها بغرفة مجاورة منتظرة لحين إشعار آخر.

لم تتحرك حدقتي عينيها ترفع رأسها ببطء سوا لرؤيتها رجال الإسعاف حاملين سرير داخلين مهرولين في حركتهم كالمعتاد اتجاه غرفة والدتها!!
نهضت بملامح خائفة، متعجبة تدخل خلفهم لتراهم يتجهوا اليها يحملوها على السرير النقال فاقتربت قائلة بحيرة وتوجس:
_ في ايه، انتوا واخدينها فين!!!
خرجت خلفهم خارج الغرفة مازالت تسأل ممسكة بحافتي السرير بقوة تمنعهم، فذكر أحدهم إسم مشفى ضخم ينتسبون اليه، بينما توقفت يدها فجأة تعتدل بقسوة ملامحها فور رؤيتها لذلك الداخل باندفاع حتى توقف بمدخل المشفى الحكومي البسيط يلتفت حوله يمينًا ويسارًا بقلق وملامح مرتعبة، أنفاسه العالية تكاد تصلها، بينما ملامحه شديدة الترقب والفزع شغلت ذهنها لحظة قبل أن تعود ملامحها لقسوتها وعينيها تنطق بالشرر من جديد متجهة اليه مندفعة اندفاعها صباحًا.

رأيكوا وتوقعاااتكوااا للي جاي 
عايزة اقولكوا يعتبر داخلين على باب جديد تماما من الرواية في كل قصة من القصص... في حقايق هتتكشف، في تقلبات هتحصل منها للأفضل ومنها الغريب غير مألوف..توقعاتكوا 
..بس اتأكدوا ان اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية خالص... ودائما ياارب قراءة ممتعة ♥️ 

تعليقات
16 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. صغير اوي اوي بس جامد

    ردحذف
  2. جميله ومؤثره جدا جدا كالعادة تسلمي حبيبتي المبدعه

    ردحذف
  3. بارت جميل جدا زيك حتى اسلوبك جذاب ومميز ❤️❤️

    ردحذف
  4. ❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  5. 🌹🌹🌹💓💓💓💓

    ردحذف
  6. اطمنا ع ام هنا الحمدلله

    ابدعتي يا رانيا كالعادة

    استمري متغيبيش علينا

    ردحذف
  7. تسلم ايدك ياقمر ايواكده فرحتينا ان فى امل

    ردحذف
  8. جميل تسلم ايدك

    ردحذف
  9. حلووو اووى بس يارانيا صغير احنا عاوزين فصل كبير حتي عشان نخلصها

    ردحذف
  10. رووووووعه🙈🙈🙈🙈
    انا مستنيه اكتشاف رقيه لحقيقة حسام 🫣🫣
    انا باستني الاتنين والخميس بفارغ الصبر 🤩🥰😍

    ردحذف
  11. روعه روعه روعه روعه روعه 😍😍🥰😍

    ردحذف
  12. عااااش يرينو بس صغير 😘❤️

    ردحذف
  13. القصة حلوة جدا لكن نزول الفصول في فترات متباعدة جدا بيخليها مملة اتمني القصة تخلص بسرعة مش كل شهر فصل جديد

    ردحذف
  14. ♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  15. جميله ومليئة بالاحداث الشيقه.بس ممكن تطولى الفصل شويه

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة