U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم أمان الفصل الواحد وخمسون للكاتبة رانيا ابو خديجة

 رواية 365 يوم أمان الفصل الواحد وخمسون للكاتبة رانيا ابو خديجة 

رواية ٣٦٥ يوم أمان 

رواية 365 يوم أمان الفصل الواحد وخمسون للكاتبة رانيا ابو خديجة

الفصل الواحد وخمسون 
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة

ليلًا، سمعت جرس المنزل فأنتبهت لتترك التلفاز الذي تشاهده هي وأختها واتجهت لتفتح، 
وجدته شاب وسيم ذو ملامح غامضة يسودها الغضب فقالت:
_ خير يا أبني...أي خدمة؟
دخل دون اذن ثم قال بغموض وغضب ملامحه:
_ هَنا...كنت عايز أقابل أستاذة هنا.
_ مين حضرتك؟
صمت لحظة ثم قال بعد أن جز على أسنانه بغلٍ:
_ قوليلها زميلك في الشغل.
تطلعت اليه قليلًا ثم أومات برأسها تسمح له بدخول الغرفة الخاصة بالضيوف وبعد مرور دقائق دلفت "هنا" الى الغرفة وعلى وجهها علامات الاستفهام؛ مَن من المكتب سيزورها، ومن أين علم عنوانها هنا؟

دخلت "هنا" الغرفة بعدما بدلت ثياب نومها وفور دخولها نهض واقفًا يتطلع لسكونها عن الحركة فور رؤيته أمامها، هُنا بمنزل خالتها التي هجرت المدينة بأكملها بسببه.

ظلت واقفة على ذات وضعها فقط صدرها يعلو ويهبط بثقل لم تعلم من أين جائها.
تقدم "علي" منها عندما طال سكونها وعينيها لازالت معلقة به برهبة كبيرة، ومن دون ما تعلم، سحبها من ذراعها لتبتعد عن مدخل الغرفة المفتوحة وانتقل بها للداخل دون أي مقاومة منها وكأنها مسحوبة الإرادة فقط خفقان قلبها الذي يشعر به بشدة.

سحبها لداخل الغرفة ومازال قابض على ذراعها بقوة غيظه منها مولود اللحظة التي علم بها الحقيقة، قربها منه أكثر يتطلع بوجهها الجميل بعينيه رغم هروب الدماء منه، ظل يمرر عينيه على كافة ملامحها عن ذلك القرب حتى ارتخت يده من قبضتها على ذراعها، لكنه عاد لإدراكه يزيد من غرس أصابعه في لحمها وهمس أمام وجهها بغلٍ ناره مازالت في شدة اشتعالها:
_ أنتِ مين؟ وعايزة مني ايه؟؟
!!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
وضع المفتاح بالباب بشرود تام ثم فتح ودخل ولم يلاحظ من شدة شروده الجالسين وقد انتبه بعضهم اليه بابتسامة ترتسم كلما كان معهم بالبيت، فمجرد وجوده يشعرهم بالأمان، 
اقترب يجلس على طرف الأريكة دون حتى أن يشعر، كل ما يدور بخاطره ما يحدث من تغييرات معه تلك الفترة، 
حك "حسام" رأسه بيده وهو يعود بذاكرته لحديثهم معه المخفي، يشعر بأن يوجد شيء لم يفهمه!!

امتنعوا حتى عن الحديث عن العمل أمامه، وتوزيع عبوات المخدرات لم يحضروه معهم أو حتى يعلم مواعيد تجمعهم التي تغيرت دون سابق معرفة، حتى عندما طلب منهم "تموين" كما يسمونه، كان الرد عندما ينتهي من الكمية التي معه أولًا ويرددون كثيرًا أنها كمية كبيرة ويجب انتهائه منها وإرسال ثمنها اضافتًا الى مكسبها اليهم في أقرب وقت، أو يعيدها اليهم دون نزاع.

أغمض عينيه بحيرة، أيكون الشك دخل قلوبهم اتجاهه؟
بعد كل ما مر به معهم ليمحي كل الشكوك!!
فاق من شروده على ضحكات الصغيرة يليها ضحكات "أحلام" القوية بينما "رقية" تحاول أن تكتم ضحكاتها حتى لا يغضب.
نظر اليهم "حسام" بعدم فهم ثم ابتسم ثم اختفت ابتسامته من تكرار ضحكاتهم مع نظرتهم اليه، فسأل:
_ بتضحكوا على ايه، في ايه؟!
أسرعت الصغيرة اليه تحاول تسلق ساقيه لتصعد بجانبه على الأريكة فحملها يجلسها على ساقه واقتربت من أذنه وقالت بصوت مسموع للجميع:
_ زياد كان بيقلدك وأنت سرحان وعمال تتكلم مع نفسك في السر.
ثم عادت تضحك بقوة وهي تشير اليه باصبعها:
_ شكلك ضحكني.
التفت ينظر للصغير بشرٍ مفتعل، فتوقف الصغير عن ضحكاته وصمت ينهض من جلسة الأرض ليسرع هاربًا ويسرع خلفه "حسام".
ازدادت ضحكات "أحلام" و"أميرة" بينما صمتت "رقية" عن الضحك، فقد شغل بالها حالته التي دخل بها من الخارج.

عاد "حسام" حامله على كتفيه بمرح، ثم سقطه فوق "رقية" الجالسة تنظر اليه بصمت؛ فصرخت "رقية":
_ ايه دا!! اااه.
ضحك مع الصغار الذين ازدادت ضحكاتهم، فقالت "أحلام" من بين ضحكاتها:
_ لو مناقرتش رقية متبقاش إياد.
جلس بينهم يتابع ضحكاته، وكأنه نسي ما أهمه بمجرد تواجده وسطهم.
عدلت "رقية" "زياد" على ساقها ثم اقتربت منه وهمست سائلة:
_ مالك، جاي من برة شايل طاجن ستك ليه؟!
سكت عن الضحك وكأنه بسؤالها عادت اليه بهمه فأجاب:
_ مفيش، أنا تمام.
ثم نظر إليها وقال بمراوغة وابتسامة:
ـ أنا مبسوط قدامك أهو، ايه هتضايقيني بالعافية.
نفخت بشدة وهي تعود وتمسك "بريموت" التلفاز وتقلب بين قنواته، بينما اقتربت "أحلام" قائلة بعدما جلست أمامه على ركبتيها:
_ صحيح يا إياد، عايزة اقولك على حاجة.
اعتدل في جلسته باهتمام:
_ ايه يا حبيبتي، قولي.
_ النهاردة وأنا جاية من المدرسة لاحظت واحد جاي معايا من هناك لحد هنا وكأنه كان قاصدني.
اعتدلت "رقية" بقلق تسأل باهتمام وخوف معتاد:
_ ايه!! وأنتِ ازاي متقوليليش على حاجة زي دي؟!
_ عشان عرفاكي، هتفضلي تشيلي وتحطي وتعيشينا في رعب وممكن يكون كل دا عالفاضي وكان بيتهيألي مش اكتر يا رقية.
ثم نظرت اليه وتابعت:
_ أنا بس قولت اقولك يا إياد اللي حسيته، عشان أكون مطمنة.
ظل ناظر بالفراغ بشرود حتى أفاق على كف "رقية" على ركبه وقالت بقلق وحاجبين معقودين:
_ إياد!!
نظر اليها ثم ابتسم لتطمئن، ثم التفت إلى "أحلام" التي ورغم ما قالته وشعرت به لم تشعر بأي خوف حقيقي وهو أمامها الآن؛ معهم.
وقال وهو يرفع كفه على خدها بحنانٍ:
_ متخافيش يا حبيبتي، طول ما أنا هنا متخافوش من حاجة أبدًا، ويمكن فعلًا يكون بيتهيئلك ومفيش حاجة من دي أصلًا.
ابتسمت باطمئنان ثم حركت كتفيها وقالت قبل أن تنهض:
_ ربنا يخليك دايمًا معانا ووسطنا يارب، أنا هقوم بقى ألم كتبي المبعثرة جوا دي قبل ما أنام.
ابتسم بوجهها، ثم التفت إلى "رقية" الناظرة أمامها بخوف على أختها تجدد بداخلها الآن، فمال عليها وهمس:
_ طبعًا أنتِ هتقوني دلوقت تحبسينا كلنا في أوضنا دلوقت مش كدا.
نظرت اليه بصمت ولمعة خوف في نظرتها فابتسم بحب بل عشق، يتأجج بداخله كلما أظهرت له ضعفها مثل الآن وهمس:
_ والله ما تخافي من حاجة أبدًا، أفديكوا بعمري يا رقية.
وضعت يدها على كفه قائلة بلهفة:
_ بعد الشر عليك، أنت ناسي انك أخونا، يعني خوفي عليك أنت كمان، عشان خاطري خلي بالك من نفسك.
ثم نظرت على الصغار الجالسين يتلاعبون حولهم وتابعت:
_ ومن اخواتك.
نظر لكفها الموضوعة على كفه، ثم سحبها وظل ناظر لعينيها بابتسامته تلك قبل أن يعود بشروده لما سمعه من "أحلام".

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
أحس بجسدها يرتجف بشدة، عوضًا عن عينيها المهتزة بعينيه لم يراها هكذا من قبل، فتابع بعدما أحكم قبضته عليها:
_ عملتلك ايه أنا عشان كل دا، تعرفي انك خلتيني كل ليلة طار من عنيا فيها النوم بسببك أفضل أراجع وأحاسب في نفسي، أنا أذيت مين كدا عشان ربنا يرزقني بواحدة تعمل فيا اللي عملتيه دا؟
نفضت يدها من قبضته بضعف وابتعدت عن التصاقه بها قليلًا وقالت بغصة بكاء في بادرتها:
_ كويس اني كنت سبب انك تراجع نفسك، وياترى لقيت ايه بقى، وظلمت مين غير اللي أنا أعرفه.

زادت حدة نظرته في عينيه اليها وتابعت هي:
_ مايا، واللي عملته فيها، وانك كنت سبب في قصف عمرها.
صرخ برفض وغضب:
_ أنا معملتش حاجة في حد، أنا... أنا...
صرخت هي الأخرى:
_ انت اللي قتلتها.
نظر اليها بجنون وعيون مفتوحة على أخرها فأقتربت وتابعت بإصرار واقتناع:
_ قتلتها وهي في عز شبابها، قتلتها بغرورك وأنانيتك، بطيشك وانك مش شايف غير نفسك وبس، وفي الآخر قتلتها مع سبق الإصرار والترصد بدوسك على جرحها منك.
سقطت دمعات متتالية مع حديثها عنها:
_ مايا دي كانت زي الطفلة، العيلة الصغيرة البريئة وأنت استغليت دا أسوأ استغلال، أنا بكرهك، بكرهك وبكره شوفتك، بكره اسمك، بكره نظرتك ومشاعرك اللي دايمًا طفحة على وشك، أنا بكرهك فاهم وحاسس يعني ايه بكرهك.

هشت نظرته اليها حتى اهتزت بارتجاف وضعف، نظر حوله ليرى أقرب مقعد وجلس عليه يتنفس بضعف، ظلت مبتعدة فقط وضعت كفها على فمها تكتم شهقاتها المهددة بالاندفاع، بداخلها صراع عنيف بين شفقتها عليه وعلى وضعه أمامها الأن، وبين حقدها على شبابه الذي يريد التمتع به، نارها بفراق رفيقة روحها البريئة.

ظل على حاله لدقائق منكس الرأس وقد اندفعت كلماتها كالسهام المصوبة لقلبه تريد قتله دون رحمة.
رفع رأسه بعد دقائق ليراها على وقفتها ومازالت راحتها على فمها بقوة، لكنها سقطتها على الفور تقف معتدلة مصلوبة الظهر أمامه وهمس وكأنه يحدث ذاته:
_ بتكرهيني!!
لم تجيب ظلت صامته، لكنه لم يرى أسنانها التي تقضم شفتها بها من الداخل، فأغمض عينيه وهمس بعدما رفعها اليها بضعف:
_ مايا دي كانت أسوا تجربة دخلت حياتي.
اقتربت ترفع اصبعها بتحذير:
_ اياك ولو بكلمة واحدة تغلط فيها.
 تابع بعد نظرة طويلة اليها:
_ أنا مقتلتش حد يا هنا، دا قدر ونصيب وربنا وحده عالم باللي جرالي بعدها، أنا مقتلتش حد.
ازدرد ريقه بصعوبة يغمض عينيه بألم وأضاف محاولًا اقناعها:
_ بلاش تحملي ضميري وتحمليني ذنب أنا مقدرش عليه.
أشارت على نفسها بانهيار:
_ أنا اللي شفت عذابها وسواد أيامها اللي أنت أتسببت فيه، أنا اللي عشت معاها أوقات ضعفها اللي خلتها تفكر تموت نفسها؛ عشان كدا أنا أكتر واحدة تعرف أنت تستحق ايه.
نهض واقفًا يقترب منها وقال:
_ أنتِ لما عرفتيني ودخلتي حياتي باختيار وتخطيط منك، مكنتش علي اللي عرفته مايا، لأ، لا شكله ولا حاجة منه، أنت جيتي تضربي في واحد ميت يا هنا.

ظلت ناظرة اليه بصمت، فتابع:
_ أنتِ ظلمتيني.
ضحكت بسخرية ثم قالت بقوة:
_ أنا شوفت فيك اللي اتمنيت أشوفه، كسرتها، وحيرتها، عذابها اللي محدش حس بيه قدك دلوقتِ.
ثم تنهدت بقوة:
_ أنا دلوقت ارتحت.
قفزت النار بداخل عينيه من جديد يقترب منها بشر حتى ابتعدت هي قليلًا بخوف وهمس بالقرب من وجهها:
_ بقى كدا، ماشي، وإذا كنت أنا حبيت بجد وملقتش غير كره زي ما بتقولي فأنا هعرف ازاي أداوي نفسي وفي نفس الوقت ..أدفعك تمن كل دا، عشان أنتِ حسابك معايا تقل...تقل قوي يا ...يا أستاذة هنا.

!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!*!!!!!
_ مين مع هنا في الأوضة كل دا يا صفاء.
اقتربت حاملة صينية عليها كوب من الشاي:
_ واحد من زمايلها في المكتب، تلاقيهم قلقوا من غياب بنتك كل دا، فجم يتطمنوا عليها.

نهضت تسحب منها كوب الشاي وتتجه للغرفة قائلة:
_ هاتي أنا هدخله الشاي، وهو يصح برضو نسيبها مع شاب من دورها كل دا لوحدهم، اوعي كدا أطل عليهم أشوف طولوا ليه.

اقتربت من باب الغرفة وجدته يُفتح بوجهها ويخرج منه مَن شهقت فور رؤيته، سكن "علي" مكانه عينيه بعينيها وهنا دار بذهنه كلماتها التي لم يتوقف عندها أبدًا ولم يفهمها سوى الأن"وأنتِ مسايرة الدنيا وفاكرة نفسك بتنتقمي وانتي بتنتقمي مني ومن روحك.. ولا عاملة فيها مش فاهمة حاجة وبتستهبلي".

لمعت عينيه باشفقاق على ذاته، كان بعالم وأصبح بأخر، فرق كبير بين تحليقه بسماء عشقه وصدق مشاعره وأحلامه التي رسمها في خياله معها وسواد واقعه الأن، لكن سريعًا ما تحولت نظرته من ذلك الاشفاق لغضب وغلٍ لها ولوالدتها التي لم تقو على الصراخ بوجهه كالسابق وذلك عندما رأته ورأت حالته تلك أمامها.

تحرك أخيرًا يخرج من المكان بعجالة وسرعة يحركه غله وغضبه منهم جميعًا.

دخلت عليها والدتها فور خروجه وإغلاق باب الشقة بعنف خلفه، كانت تنوي الصراخ بها وتعنيفها لكن الكلمات وقفت على أطراف شفتيها فور رؤيتها اياها تبكي بشدة بعدما جلست بنفس موضعه واضعة وجهها بين راحتي يديها.
!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!*!!!!!
على الطريق السريق، الصحراوي وقد بدأت الشمس أن تختفي ليحل محلها الليل بظلمته، أفسح "تميم" ذراعه مع نظرته اليها بابتسامة لتعود وتقترب تضع رأسها  على صدره ليحتويها يمرر يده عليها بحنانٍ بينما يده الأخرى منشغلة بالقيادة البطيئة للغاية من أجلها وأجل سلامة قلبها المريض، يتذكر جيدًا تلك المرة التي غضب بها وأسرع بغيظ حينها يفرغ غضبه بسرعته، يتذكر ما حدث لها حينها ولذلك يحرص كل الحرص الآن خاصتًا أنه يلاحظ تنفسها الذي يزداد ارتفاع صوته منذ الصباح، يقلق بشدة كلما شعر بتعبها أو ارهاقها من تلك الأحداث المتلاحقة من عرس وزواج يليه تلك الرحلة الطويلة.

حركت "مي" وجهها بصدره تهمس بابتسامة حالمة سعيدة للغاية بقربه هاتفة:
-تميم.
انحنى بشفتيه يقبل رأسها القريب منه وقال:
-عيونه، نعم.
ابتسمت ثم همست:
-تعرف بقالي قد ايه مسافرتش إلا معاك ولا خرجت برة القاهرة أصلًا.
ثم تابعت:
-حتى رحلات الكلية اللي ببقى نفسي أطلعها مع صحابي، كان دايمًا حسام يرفض ويقولي هبقى أعوضك وولا مرة جت فرصة وسيبنا بيتنا يوم حتى، عشان كدا كان نفسي نطول شوية أو منرجعش دلوقتِ.

مرر "تميم" يده عليها ثم قال:
_ مي احنا بقالنا أكتر من أسبوعين ولو مش عشان شغلي مكناش رجعنا دلوقت.
ثم تطلع اليها بابتسامة وتابع:
_ وحياة مي عندي كانوا أحلى أسبوعين في حياتي كلها.
ثم تابع:
_  ويا ستي ليكي عليا كل فترة كدا هاخدك ونختفي من بينهم خالص وأجيبك ونرجع تاني هنا سوا وبس.
ابتسمت تضع رأسها على ذراعه محتضناه وقالت:
_ ماشي، بصراحة ماما وحشتني قوي، واخواتي كمان عايزة أشوفهم.
ثم تابعت بعدما عادت تطلع اليه:
_ وأكيد أنت كمان مامتك وحشتك.
أومأ اليها بصدقٍ، لم يعلم أن بعودتهم ستبدأ الحياة الحقيقية، التي تتسع لتداخل الجميع بها،  لم تقتصر على اثنين فقط، كما المفترض.
!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
بعد مرور أيام...جالس على مقعده ممدد ساقيه على سطح مكتبه الخاص بالعمل، بينما قابض كفه على سلاحه الناري وعينيه تنطق بما يغلو بداخله من غضبٍ وشرار، مَن يراه يعلم بأنه ينتظرها، يعلم مجيئها، بالتأكيد ستندفع إليه الآن متوسلة، متوسلة!! أيقدر على رؤيتها أمامه متوسلة، مُعذبة كعذابها له الأن، حائرة كحيرته؟! .. أيقدر بالفعل على تعذيبها وعقابها عما فعلته به!!!
انحرفت عينيه دون أن يلتفت برأسه اتجاه الباب عندما وصله خطوات مُسرعة أشبه بالركض؛ يبدو أنها قادمة الى مكتبه، انفتح الباب فجأة ودخلت كالإعصار، كما توقع تمامًا، يليه صراخها الغاضب المقهور:
_ بتسجن أمي يا علي!!!! وصلت بيك انك بتألف تهم وقضايا لست غلبانة ولا عمرها أذيتك في حاجة!!
ظل على وضعية جلوسه دون حراك؛ فقد عينيه مُعلقة بها وبطلتها عليه، فضربت بقبضتها على المكتب بعنف صارخة:
_ اتعدل وكلمني زي ما بكلمك.
نهض ببطءٍ شديد واتجه اليها ليقف أمامها مباشرتًا فتابعت هي بعصبية وغضب مفرط جعلها تهتز بمكانها وهي تصرخ بوجهه:
_ أنا أمي تترمي في الحجز بتهمة زي دي، انت اتجننت، انت ليه مؤذي كدا يا أخي، وازاااي، ازاااي كدااا!!!
لم ينطق، فقط وضع يديه بجيوب بنطاله، عينيه تمر على وجهها الغاضب الذي لم يراه منذ ما حدث، نظرة رغم غضبها شعر باختناق بصوتها وكأنها على وشك البكاء المختلط بعصبيتها وصوتها الغاضب المرتفع.
_ أنا بقى مش هسكتلك، وهوديك في داهية، متنساش اني محامية وهعرف أخرج أمي من هنا كويس، وأقلب السحر على الساحر وأدخلك أنت مكاااانها.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على جانبي شفتيه، ثم قال أخيرًا هامسًا:
_ انتِ محامية شاطرة فعلًا.
ثم اقترب خطوة إضافية وهمس بصوته المُدمر بسببها:
_ شاطرة قوي يا أستاذة هنا.
ثم انحنى برأسه يحك طرف أنفه بأصبعه وتابع بصوت أقوى:
_ وعارفة كويس يعني ايه واحدة في سنها تبقى مرمية في حجز مع أشكال أعتقد انتِ شوفتيها واتعملتي معاها قبل كدا، وحلني بقى على ما تثبتي حاجة، ربنا يدينا ويدي الست الوالدة القوة والصبر...وطولة العمر.

رغمًا عنها اهتزت دمعات القهر بعينيها أمامه، ثم هتفت بخفوت وكأن صوتها مختنق غير قادر على الظهور وقد تبدل رغمًا عنها من القوة والتهديد والثقة لذلك الضعف والتوسل الناتج عن قلة حيلتها أمام جبروته النابع من تحطم قلبه بما فعلته:
_ أمي ست كبيرة يا علي ..ومش هتقدر على البهدلة دي، وملهاش دعوة باللي بيني وبينك.
اقترب بخطر جعلها تتراجع خطوة للخلف ثم همس بغضب أسود أمام وجهها:
_ اللي بيني وبينك!!! ايه هو اللي بيني وبينك، تقدري تقوليلي!!
 صرخت حتى اهتزت الدمعات بعينيها لتسقط ساخنة على وجنتيها بغزارة:
_ انت كدا بتستغل منصبك وشغلك يا حضرة الظابط في ظلم ناس ملهاش أي ذنب ولا عمرها أذيتك في حاجة، انت كدا بقيت مجرم ظااالم، مؤذي!!

عاد يضع يديه بجيوب بنطاله ثم قال بجمود وقسوة:
_ البركة فيكِ، بقيت على ايدك مجرم ومؤذي، ومستعد أعمل اللي أكتر من كدا في سبيل أخد منك حق اللي عملتيه فيا.

ابتلعت غصة بمرارة نابعة من خوفها من القادم، تعلم أن القادم لم تكن حسبت له حساب من قبل، فسألت حتى ترضيه في سبيل إبعاد والدتها عما يحدث بينهم:
_ عايز ايه يا علي؟
نظر اليها كثيرًا، وتحولت نظرته من مجرد تمعن في عينيها بقوة إلى النظر من أعلى لأسفل بشكل جعلها ترتجف خوفًا لأول مرة أمامه ثم قال:
_ نتجوز.
استيقظت كل حواسها لكنه لم يمهلها فرصتها في الاندهاش أو التفاجئ بل تابع بقسوةٍ وقوة:
_ نتجوز ..وساعتها هعرف أخد حقي منك ازاي، هخليكِ تتمني متكونيش فكرتي تقابليني ولا تعرفيني في يوم من الأيام.
ثم اقترب يهمس بشر بالقرب من أذنها:
_ أنا هعرفك يعني ايه تفكري تلعبي معايا .. هكرهك في اليوم اللي فكرتي تلعبي فيه مع الرائد علي المصري.

كانت عينيها وفمها مفتوحين على وسعهما باندهاش حقيقي، بعدما علم بكل شيء مازال يصر على الزواج منها!!!
ليس حبًا أو عشقًا بها..بل انتقامًا كما يفعل بوالدتها الآن!!

دفعته بقبضتها في صدره بقوة؛ ليبتعد عنها، وبالفعل ارتد لمحة للخلف، ثم صرخت بوجهه وهي تشير على نفسها:
_ أنا اتجوزك انت!! اتجوز مجرم وسافل زيك، وقاتل كمان!!
ألقت الكلمات بفيظ واضح، وهنا توسعت عينيه عند نطقها بتلك الكلمة، ثم تابعت:
_ عايز تقتلني!! ولا تقتل أمي، زي ما قتلت مايا! 
قالتها صارخة وكأنها تتابع انتقامها منه التي بدأته هي من قبل بدايته بكثير، صمت يبتلع لعابه بصعوبة بالغة من تلك السهام التي مازالت تتابع تصويبها اتجاه صدره دون رحمة، ثم اختلفت تعابير وجهه ليبتسم بشر وتابع:
_ صح، شاطرة، هقتلها زي ما قتلت مايا، ولو حكمت هقتلك انتِ كمان لو مخرستيش وقصرتي.
ثم اقترب ببطء جعل صدرها يصعد ويهبط أمام عينيه وتابع:
_ وموافقتيش.

لم تجد سوى الدمعات التي تتساقط بصمت عندما بدت قلة حيلتها أمامه.

نظر بعينيها بتمعن، عينيها القوية المختلطة ما بين قوتها وبغضها الشديد الذي يلتمسه فتقتله بها، وما بين خوفها ورجائها من أجل والدتها، 
بينما عينيه التي لم تنكر هي لمحة الدموع بها قبل أن يقترب خطوة إضافية ويهمس بألم بعد صمت طويل بينهم:
_ ليه عملتي كدا يا هنا، دا أنت أول واحدة تدخل دا.

وأشار على صدره، ثم أضاف بينما عينيه تدور بعينيها بحزن مميت:
_ دا أنا حبيتك بجد، ودا اللي عمري ما اديته لحد ولا هديه من بعدك وبعد اللي عملتيه فيا.

ظل مصوب عينيه بعينيها عن قرب شديد حتى اهتزت عينيها من كلماته خاصتًا بعدما لمحت عينيه الدامعة مع ملامحه الموجعة التي يكسوها الألم والعذاب الحقيقي، هربت من عينيه تلتقط حقيبتها من الأرض وتهرب بخطوات مُسرعة خارج المكتب، وفور خروجها تنفس بعنف حتى صعد صدره وهبط بخطر، ليدور في المكان بغضبٍ أشد عن سابقه يحمل المقعد الخشبي من أمام المكتب ويرفعه لأعلى ثم يلقيه خلفها، يحزن، ويحزن بشدة كلما بدا ضعفه بتلك الدرجة أمامها، فهل سيقدر بتلك الحالة على الانتقام منها، وهي هل ستتابع انتقامها هي الأخرى!!

رايكوا وتوقعااتكوااا...
تفتكروا هنا هتوافق ولا هتعمل ايه؟!
وعلي عايز ينتقم منها فعلا ولا خدها حجة عشان يتجوزها لانه حبها فعلا؟
وانتقامه هو بقى هيكون شكله ايه؟
طب ايه اللي مستني مي وتميم يا ترى... على فكرة حكايتهم لسة هتبدأ🤌🤌
قراءة ممتعة... وعايزة تفاعل كويس بقى عشان والله الوقوع دا أكتر حاجة تسد النفس عن الكتابة... تفاعل عالصفحة والجروب هناك وبإذن الله ننزل بالقادم بأسرع وقت.... قراءة ممتعة ❤️ 

تعليقات
17 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. جميله جداا جداا جداا

    ردحذف
  2. روعه روعه روعه روعه 😍🥰🥰

    ردحذف
  3. جميلة تسلم ايدك

    ردحذف
  4. تحفه تسلم ايدك

    ردحذف
  5. جميييييله

    ردحذف
  6. تسلم ايدك روعة رزعة

    ردحذف
  7. جميلة جدا

    ردحذف
  8. جميلة جدا

    ردحذف
  9. مسكين علي ومسكينة هنا 😥 تمن انتقامها غالي اوي

    ردحذف
  10. جميييله اوووى

    ردحذف
  11. جميله جدااا

    ردحذف
  12. يا تري بعد كل ده يكون حسام انكشف
    مي شكلها تعبانه جدا بس بتخبي عن تميم

    ردحذف
  13. اعتقد هتوافق.ممتعه تسلم ايدك 💞

    ردحذف
  14. ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  15. جميلة اوي اوي اوي ممكن الفصل الجديد

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة