رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الخامس والأربعون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية 365 يوم أمان
الفصل الخامس والأربعون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
ابتسم اليها يجذبها بهدوء أكثر اليه حتى أطبق ذراعيه عليها يحتضنها لصدرة بحنان وابتسامة ملء وجهه، ثم همس أمام وجهها بعشق يسير بداخله:
_ تعبت كتيييير عشان أشوفك في حضني كدة، ولسة مستعد أتعب أكتر عشان أوفي بوعدي لأخواتك يا مي؛ أخليكِ أسعد واحدة في الدُنيا، واثبتلك انك يوم ماختارتيني قصاد أخواتك انك مش بس أنقذتيني من حيرة نفسي وعذابها لأ، انتِ حيتيني من جديد يا مي.
ماجعله يصمت عن ابتسامته ويحل محلها عينيه التي تنتقل من النظر ليديها التي تحركهم ببعضهم ثم تصعد عينيه إلى ثغرها الذي تزينه ابتسامتها الخجولة عوضًا عن تلك الهالة الجميلة حولها كطرحتها البيضاء طرحة الزفاف، اقترب بوجهه من وجهها شيئًا فشيئًا وهنا وما مر بينهم سوا عدد من الدقائق وبدأت ترفع يدها لصدره لتبعده عنها، لم يستجب اليها "تميم" بل ضغطها اليه أكثر حتى شعر بجسدها يرتجف على جسده فأدرك اختناقها ليبتعد عنها على الفور وهنا توسعت عينيه؛ فقد انكبت على نفسها أرضًا تشهق وتسعل بقوة، حتى شعر وكأن روحها تزهق عن جسدها، توسعت عيني "تميم" واستيقظت كل حواسه بقلق دق له قلبه بعنف، ثم تمالك ذاته وانحنى يجلس على ركبتيه أمامها يحاول أن يساعدها أن تتنفس بشكل جيد، ثم رفع يده على ظهرها يمررها بحنانٍ وملامحه يعتريها الرعب والقلق الشديد.
_مي!!
وبعد مرور عدة دقائق، بدأت تشعر بأن سعالها هدء قليلًا فأزداد "تميم" من تمرير يده عليها ثم هتف سائلًا بقلق وملامح يهرب منها الدم:
_ أجبلك دكتور، تحبي نروح مستشفى أحسن.
ثم نهض ليعتدل ويحاول حملها هاتفًا بعجالةٍ:
_ يلا، يلا نروح المستشفى نعرف ايه اللي حصل ولا جرالك ايه!!
جذبته من يده برفق على قدر قوتها فأستجاب يعود يجلس على ركبتيه أمامها يرفع وجهها اليه ينظر لإصفراره بقلق وتوتر على وشك أن يتسبب في عطل قلبي له هو الآخر، تطلعت اليه "مي" وهي ترفرف برموشها من بين دمعات طفيفة دلالة على محاولتها في استعادة أنفاسها فيها حدث ثم همست:
_تميم...
ابتلعت لعابها بصعوبة ثم تابعت:
_ أنا كويسة والله، متقلقش.
أعتدل أمامها جالسًا يقترب منها ثم هتف ويده تمر بحنان على كافة وجهها المرهق من شدة سعالها الناتج من صعوبة تنفسها:
_ كويسة إزاي بس هو ...هو ايه اللي حصل، أنا .. أنا معملتش حاجة!!
صمتت قليلًا تنظر اليه، ثم اقتربت تخبئ وجهها بصدره وهمست:
_ تميم، أنا.. أنا كويسة والله الحمد لله.
قطب حاجبيه وهو يرفع يده عليها فتابعت ومازالت تمرر وجهها بصدره بحرج:
_ أنا .. أنا بس حسيت فجأة إني مش قادرة أتنفس.
ثم التقطت نفس عميق قوي وقالت:
_ بس الحمد لله، دلوقت كويسة.
مرر يده برفقٍ وحنان أعلى رأسها يغمض عينيه بلومٍ وتأنيب، فمن فرط لهفته عليها وعلى قربها أطال بقبلته اليها دون شعور بأنفاسها المضطربة في الطبيعي، لم ينكر حتى شعوره بأنه هو الأخر أهمل بالتقاط أنفاسه المطلوبة؛ طالبًا المزيد من قربها وتقبيلها، أومأ برأسه في صمت أكتر من مرةٍ؛ يعلم بأنه في الطبيعي والعادي لم يكن عليه أن يكون أناني بتلك الدرجة مابال بحالتها هي، والتي يعلمها جيدًا من قبل زواجهم.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
كل ما يدور بذهنها المنزل وتلك الأشياء من حولها التي ومنذ أيام قلائل دخلت هي وأخواتها لم تجد شيء بمكانه، فكان كل قطعة بالبيت مقلوبة رأسًا على عقب بالمعنى الحرفي، عوضًا عن الكثير من الأشياء المشابهة التي حدثت من قبل، والتي تلح على خاطرها بعد سفره إلحاح شديد.
التفتت "رقية" تنظر للصغيرين الجالسين أرضًا يستندوا على تلك الطاولة الصغيرة التي ماكانوا يجلسون اليها إلا وهو معهم حولها ليلًا ليساعدهم ويقبض يده على يد الصغيرة ليعلمها كيف تكتب أحرف اسمها، جالسين منكبين على تلك الطاولة ليفعلوا ما أمرهم به من واجب بتلك الكراسات قبل مغادرته، ألقت "أحلام" كتابها بتعبٍ ومللٍ على طرف الطاولة لتتوقف عن السير هنا وهناك وتهتف وهي تضع يدها على فمها بتثائب:
_ رقية، أنا هدخل أنام بقى، عايزة مني حاجة.
أوماءت اليها "رقية" بصمت فسارت باتجاه غرفتها متخبطة من فرط نعاسها، رفع الصغيرين عينيهم اتجاهها ثم نظروا لبعضهم لينهضوا بذات اللحظة ونفس الحركة ثم وقفوا أمام "رقية" لتهتف الصغيرة:
_ وأنا يا رقية هدخل أنام أنا كمان مع أحلام عشان تعبت من المذاكرة قوي زيها.
ليردد الصغير خلفها:
_ وأنا خلصت الواجب اللي إياد مدهولي وكتبت اسمي خمس مرات عمودي في خمس صفحات زي ما قالي.
ثم تابع بأرق:
_ من امبارح وأنا بعمل فيه، زهقت.
سحبتهم إليها تقبلهم من وجنتهم ثم قالت بلطفٍ:
_ تصبحوا على خير.
تركوها، الصغيرة تقفز وتهبط في سيرها للغرفة ليتطاير خلفها شعرها الذي يشبه شعر "رقية" في لونه الأسود الداكن لكنه قصير، وخلفها أخيها.
بينما هي فحاولت الربت على قلبها لتمر تلك الليلة على خير كسابقتها، فأتجهت للباب الذي كلما نظرت اليه تتذكر عندما كان ينفتح بشكل مفاجيء يليه دخول وجوه تحاول تخطيها من ذاكرتها، وعادت تضع تلك الأشياء الثقيلة بمفردها جاهدة لعل ذلك يشعرها ببعض الأمان يقينًا بعودته اليهم وعودة أمانها معه مجددًا.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
واقف بالشرفة بذات بذلته التي كان يرتديها بالعِرس، فبعد مجيئهم بعد إيصالها لمنزلها مع "تميم" دخل "علي" ووالدته غرفهم ليبدلوا ثيابهم ويجهزوا للنوم، بينما هو أخرج هاتفه المحمول وباهتمام وقلق ضغط على رقم هاتف "تميم" وحدثه بنبرةٍ يشوبها الرجاء ويتخللها القلق الشديد:
_ تميم، براحة على مي، أنا مش هفهمك وأوصيك ولو حصل أي حاجة في أي وقت كلمني علطول أنا تقريبًا مش هنام أصلًا.
جائه رده بنبرة متساهلة بسيطة مرحة يعلوها سعادة فائقة:
_ يا أبني متخافش وربنا أختك في عنيا، وبعدين دا أنت لسة نازل مباقلش عشر دقايق يا حسام وربنا حتى لسة ما دخلنا أوضتنا ولا شوفنا شكلها ايه، اقفل يا عم بقى.
وبعد مرور ساعتين تقريبًا ومكوث أخيه ووالدته بغرفهم، مازال هو واقف محله يضع يد بجيب بنطاله والأخرى حاملة سيجارة جديدة عليه تمامًا يحرقها لتبادله احتراق رئتيه، التفت "حسام" برأسه عندما وصله شهقة والدته من خلفه:
_ ايه دا يا حسام!! انت لسة واقف مكانك يا أبني، لا غيرت هدومك ولا دخلت نمت!!
ثم اقتربت تنظر لما بيده فهتفت بعيون مُتسعة، مُندهشة:
_ ايه اللي في ايدك دا!!
ألقاها "حسام" من الشرفة ثم أجاب وهو ينظر في الفراغ أمامه:
_ ايه اللي مصحي حضرتك لحد دلوقتِ!!
اقتربت منه تحاول أن تستشم رأىحة السجائر لتتأكد مما رأته:
_ قلقت قومت أبص عليك انت وأخوك.
نظرت اليه وجدته ييُخرج هاتفه من جيب بنطاله فسألته:
_ هتكلم مين في ساعة زي دي؟!
أجاب ويده تضغط الشاشة:
_ هكلم تميم.
أتاهه صوت قوي من خلفهم:
_ نعم!! انت مجنون يا أبني، حد يكلم عريس ليلة دخلته في ساعة زي دي!!
التفتوا الإثنين على الصوت الأتي من خلفهم، فأشار اليه "حسام" بيده بضيق هاتفًا:
_ ملكش دعوة انت، وبعدين أنا بطمن على أختي، من حقي، والله مش عاجبه يرجعها تاني.
اقترب "علي" يقف بجانب والدته يضع يديه بجيوب بنطاله القطني المنزلي ينظر اليها فتهز رأسها دلالة على يأسها من تصرفاته.
أنزل "حسام" الهاتف من على أذنه يزفر بضيقٍ:
_ الكلب، قفل تليفونه.
_ حقه وربنا.
رفع "حسام" عينيه اليه بشرٍ، فصمت الأخر ثم عاد بالنظر لهاتفه يضغط رقم شقيقته والتي تتسبب في حيرته الآن، فضرب بيده على حاجز الشرفة هاتف بقلق بدأ أن يشتعل بداخله:
_ الكلب خلاها تقفل تليفونها برضو، طب أطمن أنا عليها ازاي!!
اقتربت والدته تربت على كتفه قائلة بحنانٍ:
_ متخافش على أختك، تميم بيحبها ويخاف عليها زيك.
التفت اليها فجأة بنظرة اعتراض ثم همس متسائلًا:
_ مين دا يا ماما اللي ممكن يخاف عليها زيي!!
أغمضت عينيها بيأسٍ، فاقترب شقيقه وقال:
_ ياحسام متقلقش، وبعدين لو حصل حاجة أكيد هتلاقيه بيكلمنا، وبإذن الله مفيش حاجة غير كل خير.
عاد ينظر من الشرفة وهو ينفخ بضيقٍ وشدةٍ، ثم أخرج سيجارة بعصبية بالغة يضعها بفمه ويشعلها، فأقترب "علي" يهتف مع اتساع عينيه:
_ ايه دا سجاير!! دانا فاكر لما قفشتني بيها وأنا في ثانوي طفيتها في قفايا.
أقبض يده على السيجارة يطفئها بباطن كفه ثم هتف بشرار في عينيه:
_ علي، أنصحك تبعد عني دلوقتِ، سيبني في حالي.
أشفقت عليه والدته من ملامحه الغاضبة، المهمومة والتي يملؤها القلق، فوضعت كفها على وجهه بحنانٍ تهتف:
_ مالك يا حسام يا حبيبي، ايه اللي فيك، كل دا عشان مي اتجوزت تميم!! يا أبني خليك واثق في صاحبك انه عمره ما هيأذي أختك.
عاد ينظر بالشرفة ومازال يحاول الإتصال بهم.
_ من فضلك يا أمي، لو بتحبيتي سبيني دلوقت واتفضلي حضرتك أدخلي نامي.
وبالفعل بعد عدة دقائق تركه "علي" غير قادر على الوقوف على قدميه أكثر من ذلك من تعب وإرهاق اليوم، تليه والدته فهي الأخرى التعب ينخر قدميها من إرهاقها في تجهيزات ابنتها منذ بداية التحضيرات للعِرس، بينما هو ظل على حاله يحاول الإتصال بها أو به كل حينٍ وأخر لكن دون فائدة، فيتجه لباب المنزل يحسم الأمر بالذهاب اليهم، لكنه يعود ويتراجع ليتجه لمكانه ووقفته الأولى يعد ساعات الليل التي تمر ببطء واحتراق لم يشعر به غيره.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
صوت زقزقة العصافير، مع بزوغ شعاع الشمس الأولي جعله يتململ في نومته في وضعية الجلوس بذلك المقعد بالشرفة، فمع جلوسه هنا طوال الليل أغمض جفنيه رغمًا عنه، فتح عينيه بتشوش الرؤية أمامه يتطلع بالنهار من حوله، ثم نظر بساعة يده ليجد عقاربها تقف ما بين السادسة والعشر دقائق.
نهض "حسام" سريعًا يمسك بهاتفه يتفحصه؛ لعل حدث شيء وهاتفه "تميم" دون أن ينتبه، لكنه لم يجد أي إتصال فأول ما فعله محاولة الإتصال بهم مجددًا، أغمض عينيه بنفاذ صبر ثم خلع الجاكت الذي يرتديه منذ أمس ليدخل المرحاض سريعًا يتوضأ وقبل أن يدخل غرفته يُصلي فرضه ويبدل ملابسه، دلف لغرفة والدته
ليقترب من الفراش.
_ ماما، يا أمي، صباح الخير.
تململت والدته قليلًا بنعاس، ثم نظرت اليه بعيون شبه مغلقة وسألت قبل أن تعتدل بالفراش:
_ ايه يا حبيبي، عايز حاجة؟
_ يلا عشان نروح لمي، الصبح طلع أهو.
_ الصبح طلع!!
ثم اعتدلت تنظر للساعة بجانب الفراش وقالت:
_ يا أبني لسة بدري قوي، حد يروح يصبح على عروسة الساعة ستة الصبح يا حسام!!
_ أومال حضرتك شايفة نروح امتى؟
_ أقل ما فيها نتصل الأول ومش دلوقت شوية كدا، وبعدين بقى نبقى نروحلها عالضهر بالكتير.
_ لأ دلوقتِ، قومي بس يلا اجهزي وأنا هصحي علي.
أزاحت الغطاء قليلًا قائلة:
_ أخوك مش هيصحى، دا نايم الساعة تيجي تلاتة الصبح.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
طرقات عنيفة على باب المنزل، يقف بإصرارٍ يشوبه القلق خاصتًا عندما تأخروا بفتح الباب قالت والدته الواقفه بجواره بحرجٍ:
_ يا أبني براحة شوية، ميصحش كدة، حتى الجيران تصحى على صوتنا يا حسام.
بينما قال "علي" الواقف بجواره يفعل كما يفعل من دَق على الباب:
_ أنا عمري ما شفت ناس بتروح لعريس وعروسة الساعة خامسة الصبح.
لم يلتفت اليهم "حسام" بل زاد في سرعة طرقاته على الباب وقد بدأ قلقه عليها يتمكن منه و يرسم خيالات بعقله، فأصبح طرقه أشبه بمدافع حربية تضرب الباب.
بينما هُنا بداخل غرفتهم، الوضع يختلف كامل الإختلاف عما يدور بذهن أخيها، فنائمة هي تحيطها السكينة والطمأنينة يتخللها العشق الذي تذوقته لأول مرة بحياتها على يد ذلك المستغرق بالنوم بجانبها يحتويها بداخل حضنه وكأنه يريد التأكيد على تواجدها معه هنا بداخل أحضانه، لن تكن من حق أحد غيره بعد الآن، أصبحت ملكه للأبد.
تململت "مي" أثر الطرقات العنيفة التي وصلت لأذانها بقوة، وجدت نفسها مُقيدة بداخل حضنه حاولت الإبتعاد ولكن شعرت بأن ذراعه تشدد عليها وكأنه يخشى ابتعادها حتى بأحلامه، فمدت يدها تسحب الغطاء المبتعد على جسديهما
وأخذت توقظه بيدها وصوتها الناعس الرقيق:
_ تميم، تميم اصحى.
فتح عينيه بصعوبةٍ ينظر أمامه فلم يرى إلا وجهها الناظر إلى وجهه مباشرتًا، ظل دقيقة تقريبًا يتأمل وجهها بحاجبان معقودان حتى يستوعب بدون حراك ثم سريعًا ما أبتسم باتساع ورفع يده لوجهها المطل على وجهه ليزيح خصلاتها التي عشق ملمسها، وفتح فمه وكاد ينطق لولا وصل لأذنيه أخيرًا تلك الطرقات العنيفة فقال بضيق يصحبه الاندهاش:
_ ايه دا في ايه، ايه الصوت دا، زلزال؟!!!
قالت مي وهي تحاول الإبتعاد عنه بدون فائدة:
_ مش عارفة أنا مخضوضة قووي، وسيبني يا تميم عشان أعرف أقوم.
تركها تميم فأنزاحت الي جانبها من الفراش تتشبث بالغطاء على جسدها بينما هو نهض سريعًا بقلقٍ بعد أن نظر بالساعة بجانب الفراش وارتدى بيچامة نومه على عجل وتمتم وهو يتجه لباب الغرفه ليخرج:
_ أنا عارف مين اللي ممكن ييجي دلوقتِ مفيش غيره، يقلق منامك يا بعيد ليلة دخلتك يارب.
رفع يده بحماس وقوة بأخر كلمة، ثم أسرع في خطواته،
فُتح الباب فجأة وأطل منه تميم يقول بضيق:
_ ايه!!!! ... ايه يا أبني انت وهو في حد يخبط على حد كدا، وفي وقت زي دا!!!
تنهد "حسام"ببعض الطمأنينة فور رؤيته ثم أزاحه وهو يدخل قائلًا:
_ صباح الخير، ازيك يا عريس، فين مي؟!!
دخلوا جميعهم وبارك له "علي" ووالدتهم بينما "حسام" لمحه "تميم" يتطلع بالشقة بحثًا عنها ثم يتجه لغرفة نومهم فأمسكه من ذراعه يقول باعتراض حازم:
_انت يا بني أدم انت رايح فين؟!!!
ازاح "حسام" ذراعه عنه وهو يقول:
_ داخل أشوف أختي، واوعى كدا أنت مسكني كدا ليه!!
_ يا أبني خلي عندك دم، مينفعش تدخل كدا أصبر أما أدخل أنا الأول أبلغها بوجودكوا.
أمسكه حسام من يده يزيحها عن ذراعه هاتفًا من بين أسنانه بنفاذ صبرٍ:
_ انت شكلك عبيط أو بتستعبط، دي أختي يعني أنا ستر وغطى عليها قبلك انت فاهم!!!!
قال "تميم" مدافعًا بقوةٍ:
_ الكلام دا كان قبل جوازي منها، دلوقت انت تقعد هنا لحد مأنا اقولها وهي تيجي.
اقترب "حسام" بعنف يمسك به لو لا نطق "علي" مقترحًا وهو يشير لوالدته الممسكه برأسها بتعبٍ:
_ يا أبني انت وهو ارحمونا بقى، هي اللي هتدخولها ماما.
نطقت والدته بلهفةٍ:
_ آه سيبوني أنا ادخولها ... أنا هموت وأطمن عليها.
قالت وهي تتحرك باتجاه الغرفه لولا أوقفها "تميم" يقف أمامها معترضًا:
_ معلش يا أمي بعد اذنك، محدش هيدخل لمراتي غيري.
ثم ألقى إلى "حسام" نظرة أخيرة تحذيريه قبل أن يتركهم ويتجه لغرفة نومه.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
دخل الغرفه وجدها واقفه أمام خزانة الملابس وقد ارتدت ملابس عشوائية بعجاله عندما استمعت لأصواتهم بالخارج، خاصتًا صوت "حسام" المرتفع الغاضب ومحاربته لدخوله اليها بأي لحظة.
فأقترب منها ينظر لما ترتديه ومازالت تحاول ارتدائه على عجلٍ ثم أبتسم وقال:
_ بقى في عروسة برضه تلبس كدا يوم صباحيتها.
قالت متأففةوهي تفتح الخزانه مرة أخرى:
_ أنا عارفة بقى، أنا سمعت حسام بيقول انه هيدخل فقلقت يلاقيني زي مأنا كدا فقولت البس أي حاجة بسرعة.
اقترب هو من الخزانة وأخذ يبحث بملابسها قليلًا حتى أخرج بيجامة علوية ببنطال من اللون الوردي لكنها بدون أكمام تمامًا فأخرج معها مأزر علوي خاص بها من نفس اللون.
ثم أقترب ليساعدها على تبديل ما ارتدته، بينما استجابت له وهي تتحاشى النظر اليه بخجلٍ.
فمنذ ليلة أمس وقبلته العنيفة التي كادت أن تنهي حياتها وهو أكمل الليلة معها على غير شكل تمامًا، فكان حنونًا متمهلاً معها لأقصى درجة ومن حينٍ لأخر يضع أذنه على موضع قلبها ليستشعر انتظام دقاته وحينًا يضع شفتيه ليستشعر انتظامها وعندما يشعر بنفسه انه يزداد عنف معها يبتعد على الفور حتى لا يؤذيها وللغرابة أنه كان أكثر من سعيد ومستمتع معها بهذا الحنان واللطف عن أي شئ أخر غير، بينما هي فحنانه هذا جعلها تضمه أكثر اليها حتى تمنعه من أي ابتعاد ومرت الليلة بتلك السعادة التي غُلفت قلبه بقربها وبأنها أصبحت بأحضانه فيبثها اليها لتحيط بقلبها الذي كان شغله الشاغل ليلة أمس فتبتسم وكأنها ملكت العالم بما فيه بقربه.
انتهي تميم وربط رباطي المأزر ليغلقه جيدًا ثم أمسك بفرشةٍ من أمام المرآة ومشط شعرها البني الناعم على طول ظهرها، بحنانٍ يبتسم اليها ولخجلها بالمرأه فتبادله ابتساماته بخجلٍ واضح وبعد انتهائه وظهورها بذلك الشكل الأنثوي الناعم، أمسك بيدها وخرجوا سويًا من الغرفة باتجاههم.
جلست والدتها وقد بدأت تقلق عليها بالفعل وجلس بجانبها "علي" الذي ينظر بهاتفه بينما "حسام" فظل واقف واضع يده بجييه يزفر بضيقٍ وهو يجيب أرضية الشقة ذهابًا وإيابًا.
خرج تميم أخيرًا وهو ممسك بيدها وفور رؤيتها "لحسام" وعائلتها ابتسمت أجمل ابتساماتها، التفت "حسام" ينظر باتجاه الغرفة كما يفعل بكل لحظة منذ دخول "تميم" وجدها تأتي باتجاههم و"تميم" يمسك بيدها بحنان.
ثبت حسام نظره عليها وكأنها أجمل وأرق ما رأى بزيها الذي زادها جمالاً وأنوثة وشعرها المطل على ظهرها بطولٍ وجمال.
٣٦٥ يوم أمان
توقعاتكم بقى... تميم ومي هل الحياة هتستمر بالبساطة دي ولا في جديد؟!!
وحسام هيرجع لرقية توقعاتكوا باللي هيحصل عشان خلاص داخلين عالجد في قصتهم.
وعلي وهنا في تصاعد في احداثهم جاي باذن الله.. عشان كدا هنركز عليهم الفترة الجاية..
هستنى رأيكو وتوقعاتكوا للبارت الجااي... قراءة ممتعة ♥️🥰
رانيا أبو خديجة
بارت حلو اووي ❤️ بس قصير
رد على التعليقحذف التعليقروعه روعه روعه تسلم ايدك ياقمر علي الجمال ده 🥰🥰🥰
رد على التعليقحذف التعليقجميله جدا
رد على التعليقحذف التعليقجميله جدا تسلمي حبيبتي بس صغير
رد على التعليقحذف التعليقالبرت قصير جذا
رد على التعليقحذف التعليقاجمل قصة من اجمل رونى
رد على التعليقحذف التعليق❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
رد على التعليقحذف التعليقحلو أوي وقصير أوي أوي
رد على التعليقحذف التعليقالموضوع ده كبير كبري البارت يا رانيا أنني اعترض 😥
رد على التعليقحذف التعليقحلو اوووى اوووى بس قصير يارونى تسلم أناملك
رد على التعليقحذف التعليقروعه❤❤❤❤❤❤
رد على التعليقحذف التعليقالحمد لله مي طلعت عايشه 😂😂😂😂
رد على التعليقحذف التعليقالبارت جميل قوي يسلموا ايديكي ❤❤❤
رد على التعليقحذف التعليقفصل جميل
رد على التعليقحذف التعليق