رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث والأربعون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا ابو خديجة
الفصل الثالث والأربعون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
تقدم من المنزل واضع يديه بجيوب بنطاله، يركل أي شيء بقدمه بسعادة، إلا أن رأى سيارة واقفة أمام باب المنزل، ضيق "حسام" عينيه قليلًا مع بطء حركة قدميه في التقدم، إلى أن تعرف عليها، فتلك سيارته، "وليد" وهنا عادت خطواته تسرع أكثر باشتعال وغضب على حافة الإنفجار.
قبل ذلك ببعض الوقت،
يتطلع اليها بعيون مثبتةٍ، ثم يصعد بعينيه لحركة يدها عندما ترفع خصلاتها عن جانب وجهها، بينما منشغلة هي بذلك الكتاب بيدها، تقلب ما بين صفحاته تقرأ القليل لتتذكر ثم تنظر للأعلى تحصى على أصابعها الإجابات ثم تقلب ما بين صفحاته الأخرى بمراجعة سريعةٍ عما قامت بحفظه ومذاكرته من قبل.
هتف وليد بينما ترتسم ابتسامة طفيفة على ثغره مع نظرته شديدة الإعجاب اليها:
_ تحبي أساعدك وأراجعلك حاجة عالسريع.
هزت رأسها بنفي، ثم رفعت عينيها عن الكتاب اليه ليتابع هو بينما ينظر إلى "أحلام" الآتية من الداخل حاملة بين يديها صينية صغيرة الحجم تحمل كوب من الشاي:
_ أنا طبعًا أسف اني جيت من غير ميعاد، لكن وصلني ان أخر فرصة ليكِ في امتحان المادة دي هو النهاردة أو بكرة على شرط اني امتحنك بنفسي بما ان أنا اللي اتحملت مسؤولية الموقف واقنعته بإعادة امتحانك نظرًا لظروفك اللي حصلت أثناء الإمتحان، فكرت تيجي بكرة المكتب لكن للأسف أنا مش هكون فاضي ولا موجود.
وضعت "أحلام" الكوب تنظر إلى "رقية" ثم ترد بابتسامة ودودة:
_ نورتنا والله، وشكرًا على تعبك.
ثم عادت للصغيرين الجالسين أرضًا حولهم يتابعون ما يحدث بعيون واسعة مهتمة، فقد تركوا اللعب والمرح ومشاهدة كارتونهم ، فقط يهتموا بذلك الضيف الذي أتى على غير عادة.
أومأ اليها "وليد" بابتسامة ثم عاد بنظره إلى "رقية" المنشغلة بتلك المراجعة السريعة قبل شروعها في الإمتحان الذي أتى بتلك الساعة خصيصًا بسببه.
اقتربت "رقية" بالكتاب منه تسأل عن قطعة غامضة، فأقترب برأسه ينظر بالكتاب، ثم أشار باصبعه يقرأ اليها ويشرح بصوته الهادئ.
لكنه توقف فجأة يعود بنظره اليها، فحولت "رقية" عينيها من الكتاب اليه عندما طال صمته، فهتف وعينيه مثبتة بعينيها:
_ أخوكي إياد ما قالش ليكِ حاجة؟
هزت رأسها بنفي بينما بداخلها تشعر بالحرج الشديد منه ومن نظرته المثبتة عليها بتلك الطريقة، وبداخلها تستشعر بأي موضوع تحدث مع أخيها.
قطب حاجبيه ثم أعاد سؤاله من جديد:
_ ما قالش ليكِ حاجة خالص!!
ثم التقط الكتاب من يدها يغلقه واعتدل في جلسته وهتف:
_ ماقالكيش يا رقية إني اتقدمتلك للجواز!!
توسعت عينيها قليلًا من القائها بوجهها بتلك الطريقة، ثم هبطت بعينيها للأسفل وهتفت:
_ لأ، يمكن... يمكن كان لسة هيقولي.
قال هو بتفكير:
_ يمكن هو شايف رده مكانك يغني عن ردك انتِ، لكن أنا حابب أعرف رأيك يا رقية.
عادت لصمتها، فقط أحمر وجهها من الحرج، فتابع:
_ أخوكِ كان رده انك هتستني دراستك تخلص، لكن أنا شايف انك على أعتاب التخرج أهو، يبقى ايه المشكلة بقى!!
ظلت تفرك أصابعها ببعضهم بتوتر وخجل، ثم رفعت عينيها لأخواتها وجدت الصغيرين بدأوا أن ينشغلوا من جديد في لعبهم معًا بينما "أحلام" اتجهت للداخل، فنظرت اليه وهتفت:
_ هو صراحة إياد أخويا مكلمنيش في حاجة، ودا يمكن عشان هو خايف عليا انشغل أكتر مأنا أصلًا مشغولة عن الدراسة، بس حتى لو كدا فأنا برضو شايفة ان الكلام يكون معاه أفضل.
ثم عادت تسحب كتابها من يده، فتنهد هو ثم هتف بحيرة بعدما عاد يغلق الكتاب مرة أخرى:
_ أيوا بس أنا كلمته بالفعل قبل ما أتكلم معاكِ في حاجة، اتمنى لو ليكِ رأي تاني مختلف عن رأيه، أعرفه.
ظلت ناظرة اليه قليلًا، فتابع هو عندما وصله خجلها بالموقف كَكُل:
_ حتى لو عن طريق أخوكِ برضو.
أوماءت اليه بارتياح ثم نظرت بالكتاب نظرة أخيرة وهتفت:
_ أنا جاهزة للإمتحان دلوقتِ، كمان عشان معطلكش أكتر من كدا.
ابتسم بوجهها ثم هتف:
_ ياستي عطليني براحتك، أنا عمومًا مش عندي حاجة دلوقتِ.
ثم أخرج الورقة الخاصة بامتحانها من حافظته الخاصة وأعطاها اليها ثم هتف:
_ قدامك من نص ساعة لساعة بالكتير حاسي ان الامتحان مش محتاج أكتر من كدا وعلى حسب شطارتك.
التقطتها من يده بابتسامة بسيطة، فتابع هو:
_ ولو احتاجتي أي استفسار أنا معاكِ.
أوماءت اليه "رقية" ثم انشغلت وحاولت صب كل تركيزها بالورقة، فنظر هو حوله، وابتسم ابتسامة طفيفة عندما مر بعينيه على بساطة البيت حوله، وعندما وقعت عينيه على الصغيرين الجالسين أرضًا حينًا يتطلعون اليه باهتمام خاصتًا عندما يتحدث مع أختهم، وحين أخر ينظرون للتلفاز ثم ينشغلوا بلعبهم معًا.
بعد قليل من التحديق بهم بابتسامة واسعة أشار "وليد" إلى الصغيرة فنظرت اليه قليلًا بعيون واسعة مهمتمة ثم تقدمت منه، فاتبعها الصغير بفضول.
ضحك "وليد" ضحكة خافتة ثم قربهم اليه ليرفع الصغيرة على ساقه وهتف اليهم بنبرة صوت بسيطة هادئة:
_ أنا شفتكم في خطوبة ايمان، بس لحد دلوقتِ معرفتش اسمكم ايه.
قامت الصغيرة بهز ساقيها على ساقيه بمرح ثم أجابت بينما تضع اصبعها بفمها:
_ أميرة.
وأجاب الصغير الواقف بين ساقيه وهو يتطلع اليه بعيون واسعة ثم أشار على نفسه:
_ وأنا زياد.
مالت "رقية" اليه بالورقة تشير باصبعها على إحدى الأسئلة ليوضحها اليها وهنا دخل "حسام" بتلك النار المتأججة بداخله والتي ازدادت برؤيته لذلك المشهد أمامه؛ رقية جالسة بجانبه تميل اليه ويميل اليها وكأنهم يتهامسون، والصغيرين على ساقيه.
_ رقية!!!
صرخ بها، فألتفتوا جميعهم اليه، فنهض "وليد" و"رقية" اقترب منهم "حسام" يتابع بغضب:
__ هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط!!
ثم نظر اليه يحاول الثبات بمحله بقوة دون الهجوم عليه بتلك الحالة وهدر بغضب أشد:
_ايه اللي جابك هنا ومفيش حد في البيت يا أستاذ وليد!!
اقتربت "رقية" تجحظ اليه بعينيها بإشارة أن يصمت، فجذبها من ذراعها بقوة يصرخ بها:
_ وانتِ ازاي تسمحي لحد يدخل البيت وأنا مش موجود، ويقعد معاكِ بالشكل دا كمان!!
اقترب "وليد" منه وهتف بهدوء:
_ براحة شوية يا إياد، أولًا أنا مدخلتش إلا لما اتأكدت ان رقية مش لوحدها في البيت، معاها أخواتها، ثانيًا أنا أكيد مش هاجي من غير ميعاد كدا واسمح لنفسي أدخل وانت مش موجود زي ما قولت إلا للضرورة يعني.
سحبها "حسام" من ذراعها خلفه ثم وقف أمامه وتابع غضبه:
_ وايه الحاجة الضرورية قوي كدا تخليك تيجي البيت من غير ما تقول قبلها، على الأقل أكون في استقبالك؟
زفر "وليد" من طريقته بالحديث معه، ثم قال:
_ امتحان "رقية" والمادة اللي كانت هتروح عليها، أخر فرصة في الامتحان دا كانت دلوقتِ.
ثم عاد ينظر إلى "رقية" التي تنظر اليه جامعة حاجبيها بحرج وهتف:
_ وانا أسف أكيد لو كان مجيي عمل مشكلة بالشكل دا، لكن صدقني كل اللي كان شاغلني مصلحة رقية وامتحانها.
عادت "رقية" تقترب منه لتستطيل على أطراف قدميها وتهمس:
_ عشان خاطري اهدى بقى وكفاية تحرجني قدامه بالشكل دا.
نظر اليها يضيق عينيه بتهديد وان دورها قادم، ثم جذبها بقوة تقف بجانبه مباشرتًا حتى اصدمت به وهتف:
_ واحنا متشكرين على تعبك والله، بس برضو اخواتي بنات لوحدهم زي مانت شايف، وأكيد ميصحش.
أومأ "وليد" بهدوء ثم قال بصدق:
_ صح، في دي عندك حق.
التفت اليها "حسام" وسأل:
_ خلصتي امتحانك ولا لسة.
نظرت اليه هي الأخرى بغيظ، ثم هتفت من بين أسنانها:
_ لحظة أراجع اللي كتبته، وهديه الورقة أهو.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
جالس بمكتبه يتابع عمله، فمنذ أن أتى من الخارج وحضور إحدى مأمورياته المُكلف بها، جلس يتابع تلك الملفات ويشرد بتفكيره بإحدى القضايا المعقدة، حتى أستمع لطرقات على باب مكتبه يليه دخول العسكري ثم دخولها ناظرة اليه وقالت:
_ أنا جاية أتابع القضية بنفسي ومحدش هيشتغل مكاني.
نظر "علي" اليها مليًا، يتذكر بالأمس بعدما أوصلها لمنزلها تخبطها وحالتها بالإضافة لبكائها الشديد حتى فتحت باب السيارة ونزلت منه على نفس حالتها من البكاء والأكيد من العجرفة الشديدة في الحديث معه.
نظر اليها قليلًا ولهيئتها التي أصبحت تخطف نظره رغمًا عنه بتغييرها الجذري عن ما أعتادها؛ فكانت ترتدي تنورة سوداء تليق بها، مع بلوزة بيضاء ذات رباط أسود على الخصر فتبدو بشكل أنثوي أنيق، ثم رفع عينيه إلى عينيها التي رمشت بها واقتربت تقول بصوت رغم جديته لكنه يصتبغ بالهدوء الذي أعاد اليه تلك البحة الأنثوية التي قليلاً ما يسمعها منها:
_ للأسف، قالولي في المكتب وهنا، ان معظم شغلي هنا في مكتبك.
!!!!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!!
بعدما رَحل "وليد" واغلقت هي باب المنزل خلفه بعدما أنتهت وأخذ ورقة امتحانها معه، تنهدت "رقية" بسعادة وارتياح، فأكبر ثقل على قلبها قد انزاح، لكنها تفاجأت بتلك اليد القوية التي تسحبها من خلف عنقها.
_ ايه دا ايه دا، في ايه!!!
سحبها "حسام" من عنقها بقوة يوقفها أمامه، ثم قال بعدما وضع يديه بخصره بتأهب وغضب:
_ أفهم بقى اللي بيحصل دا، وحواراتك اللي كترت اليومين دول وشكلي كدا هكسر الباب اللي وراكِ دا على دماغك.
عقدت هي ذراعيها أمام صدرها ثم قالت:
_ دا أنا برضو صح!! ولا انت و الإحراج اللي مصر تسببهولي مع كل الناس، وكل دا ليه، الراجل كتر خيره اتحمل مسؤلية موقف زي دا علشاني وبسببي نقوم نهينه ونعامله المعاملة دي، بدل ما نقول كتر خيره.
اقترب منها فجأة بسرعة وغضب، فأسرعت هي تقف للجهة التي كان يقف بها فتوقف يتنفس بغضب وهتف:
_ ماهو دا اللي هيجنني ، بيعمل معاكِ كل دا ليه، تقدري تقوليلي!!
_ صحيح فكرتني، هو ازاي يا أستاذ انت يتقدملي للجواز وترفض من غير ما ترجعلي، مش من حقي أقول رأيي في موضوع زي دا ولا ايه!!
وهنا وقف محله، فقط ينظر اليها مليًا، إذًا أخبرها الأخر، ثم اقترب بهدوء لكنها تراجعت بخوف، فوقف محله وهتف بهدوء وترقب يختلف تمامًا عن غضبه السابق:.
_ مش فاهم!! يعني انتِ ليكِ رأي تاني غير اللي قولته!!
توترت قليلًا تبعد بعينيها، فشعر بسقوط قلبه حتى تعسرت أنفاسه، فتقدم منها وبعد أن ابتلع ريقه عاد سؤاله:
_ ردي عليا يا رقية، انتِ ممكن توافقي على البني آدم دا؟
نظرت اليه، فشعر بكسوفها وتوترها عن الإجابة، ثم اقتربت من الأريكة تلملم اشيائها واقلامها المبعثرة وهتفت:
_ أنا مبفكرش في حاجة دلوقتِ غير اني أدخل أنام، تصبح على خير.
وتركته يقف بقلبه الذي يدق بقوة قلقه وخوفه عن تسربها من بين يديه، ودخلت غالقة باب غرفتها خلفها، لكنه يكاد يراها من خلف الباب ترتسم ابتسامة وتقبض يديها إلي صدرها بسعادة تعد خناجر تنغرس بصدره هو، هاكذا تخيها، وكان تخيله القاسي عليه لردها الذي أحجبته عنه الآن.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
بعد مرور عدة أيام ..
جالسة معه بمكتبه، وبعد الحديث الطويل بينهم عن العمل، والقضية التي تصر على مكسبها وتأتي وتروح بين القسم والمحاكم لتجد حلها.
بدأت تبحث بالملف أمامها، ثم رفعت عينيها تتطلع اليه وسألت باهتمام وعجالة:
_ فين الملف اللي قولتلي في التليفون انه عندك هنا، أنا كنت هراوح بعد ما رجعت من المحكمة لكن رغم تعبي رجعتلك هنا تاني لما قولت عندك حل للقضية دي.
ابتسم "علي" اليها وإلى حماسها الذي لا يقل على الإطلاق ثم نهض من مقعده يتجه اليها هاتفًا وهو يبحث بين الاوراق أمامها:
_ عندك أهو يا أستاذة.
ثم اقترب يميل عليها يبحث بذات الأوراق التي تبحث بها، وهنا رفعت عينيها لوجهه، فنظر لوجهها نظرة خاطفة لكنه وجدها مثبتة بعينيها لعينيه فتلاقت أعينهم في نظرة بالنسبة اليها أكثر من غريبة، لكنها بالنسبة اليه اكثر من مفهومة.
ارتسمت ابتسامة تدريجيًا على ثغره لكنها عادت ترمش بعينيها ثم هربت من عينيه تنهض، فأبتعد عنها هو بشكل تلقائي، لتهتف هي بتوتر وحرج انتابها:
_ أنا، قولتلك في التليفون اني جاية من المحكمة تعبانة جدًا، يومي كان طويل أصلًا.
ثم عادت بالنظر اليه وتابعت:
_ انا همشي، وبكرة نبقى نكمل.
أمسكها "علي" من معصمها، فتطلعت اليه، فترك يدها سريعًا هاتفًا:
_ ااا.. ممكن تروحي ترتاحي براحتك...شوية، ونتقابل بالليل أديكي الورق اللي انتِ عايزاه.
نظرت اليه كثيرًا وكأنها تسأل ذاتها هل من الصحيح ذلك المسار التي تسير به ووصلت بفضله لتلك النقطة أم لأ.
لكنها سريعًا حسمت أمرها دون تردد، واومأت اليه تسأل بهمس:
_ هنتقابل فين؟
ابتسم "علي" بسعادة لم يكن يتوقعها عند موافقتها، ولأول مرة يشعر بتلك المشاعر اتجاه فتاة، لكنها تختلف، تختلف كثيرًا عن كل فتاة قبلها، حتى بتلك الأيام التي كانت لها الفضل في قربهم، "هنا" قوية وتلك القوة تشعره بانجذاب عجيب اتجاهها، ويمكن تقارب حالتهم الحزينة المنكسرة، لم يعلم لكنه، يعشق قربها، والحديث معها، تلك الراحة للتي تغزو قلبه حين تخصه بتلك النبرة الهادىة الأنثوية، دون عن غيره.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!!
جالسة "مي" أمام مرأتها، تنظر لنفسها بابتسامة متسعة، عاشقة للذي جعلها تنظر لنفسها تلك النظرة وبذلك الرضا، يشعرها دائمًا بأنها أجمل الفتيات من خلال حبه لها وتمسكه بكل لحظة بها.
التقطت تلك العلبة الخاصة بدهان خافي الألوان الباهتة أسفل العيون من أمام المرآة تنظر به وتتذكر عندما أصر عليها النزول أمام البناية، فقد سمعها تحكي مع إحدى صديقاتيها مرة بأنها تبحث عنه، تريد شيء يخفي أثار البهتان لونها الذي يتسبب به ضعفها أحيانًا بسبب مرضها.
بحث عنه بعدما دون اسمه التي ذكرته أمامه بذاكرته ليجلبه اليها، اتسعت ابتسامتها عندما تذكرت فرحتها وسعادتها حينها.
انتشلها من السيل من الشرود به، عندما همست فجأة بإسم أخيها الأكبر" حسام" فألتقطت الهاتف لتحدثه وتخبره بضرورة حضوره في إجازة لا تقل عن أسبوع كامل على الأقل، فقد تعمل على قدم وساق هي ووالدتها و"تميم" في تلك التجهيزات والتحضيرات التي لا تنتهي، لعرسهم.
!!!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
طرقت "رقية" غرفته، فبعدما أتوا من الورشة أته اتصال جعله غاضب للغاية وعصبيته وصلت لمداها، فقد استشعرت ذلك من طريقته في الرد عليها منذ أن دخل من باب البيت بعد أن رد على ذلك الإتصال أمام المنزل، ومن حينها دخل غرفته وأغلق بابها خلفه.
وفور فتحها لباب الغرفة، توسعت عينيها تنظر لما يفعله، ثم سألت بقلق دق قلبها فجأة:
_ إياد، انت بتعمل ايه؟
تابع لملمت بعض أشيائه بتلك الحقيبة الصغيرة وهتف دون أن ينظر اليها:
_ مسافر، فابلم حاجتي المهمة عشان هاخدها معايا.
توسعت عينيها مع شهقة عالية، جعلته يلتفت اليها على الفور:
_ هتسافر تاني لية، حد ضايقك مننا!!
ثم تابعت بصوت يملأه القلق والخوف:
_ هتسافر تاني وتسيبنا ليه، احنا عملنا حاجة زعلتك؟!
نظر اليها "حسام" قليلاً ثم اقترب يجذبها من يدها وهنا تطلع إلى يدها بين يديه ثم اليها باندهاش وهتف:
_ ايدك بتترعش كدا ليه، مالك!!
لمح لمعة دموع الخوف من جديد بعينيها؛ ثم تابعت بنبرة أوشكت على البكاء:
_ متسافرش، وأنا عمري ما هتخانق معاك ولا هضايقك أبدًا.
نظر اليها بصمت فتابعت بدمعة فرت من عينيها:
_ طب بلاش عشاني، عشان اخواتك الصغيرين محسوش بالأمان غير وانت موجود.
سريعًا ما ربت بيده على يدها المرتجفة ثم هتف بصوت حنون كي يطمئنها:
_ رقية، أنا يمكن أول مرة أحضر شنطة ويمكن دا اللي خوفك كدا، بس دا عشان أنا احتمال أطول شوية، لكن أنا مسافر كام يوم وراجع.
نظرت اليه بأمل جديد فتابع بينما يزيد من ربته على يدها التي ترتجف بين يديه:
_ أنا عايزك تطمني وتصدقي، أنا عمري ما هسيبكم، مش هقدر...
تردد قليلاً في استكمال باقي الجملة، لكنه عاد يرفع عينيه بعينيها الخائفة، لامعة بدموع الإرهاب والهلع، فشعر بحرارة ورغبة كبيرة في فعل أي شيء يطمئنها، فهتف بصدق ونظرة عميقة بعينيها:
_ والله ما هقدر أسيبكم بعد كدا، حتى لو ايه حصل، انتوا بقيتوا قدري.
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
رأيكو وتوقعاتكوا....فرح "مي" مش هيعدي عادي ابدا، وأحب أقول مع حسام وتميم مش ممكن يعدي على خير😂
وحتى بعد الفرح تفتكروا هيسيبلوا "مي" بالساهل كدا!!؟
ومشهد نهاية الخطة دي ومعرفة رقية" لكل الحقيقة خلاص بقينا على اعتابه...فترقبوااا اللي هيحصل ورد فعل رقية على حسام ياترا هتعمل فيه ايه...وهيكون رده هو ايه
و"مي" و"تميم" هتبدا رحلة وفصل جديد في حياتهم لكنه مش هيطول عشاان فيه مفاجات... توقعاتكوا ♥️📢
كل سنة وانتوا طيبين بمناسبة رمضان وياارب دايمااا مع بعض كل سنة لا اتحرم من وجودكوا ولا تتحرموا من وجودي ورواياتي❤️ .... نتقاابل بعد الشهر الكريم باذن الله...وياارب دايمااا بخير وسعادة وراحة بال..ومتنسوش الدعوات لاخواتنا في الشهر الكريم دا...ويارب يتقبل منا جميعًا...كل سنة وانتوا طيبين 🥰
#رانيا أبو خديجة
قصيرة اوي ومافي اخداث شيقة تسلم ايدك ياربت اطولي البارت شوية
ردحذفإحنا لحد دلوقت معرفناش نتيجة تفتيش البيت لقوا حاجه ولا لأ
ردحذففصل اكتر من رائع
ردحذفاي الجمدان دا الحمد لله الفصل انتهي من غير تكسير 😂
ردحذفهنا شكلها ماشيه علي الخطه بحزافيرها 🙈😂
ردحذفياعيني ياعيني عندنا فرح قريب وهيصه 💃💃💃💃💃💃💃😂
ردحذفكل سنه وانتي طيبه ❤
ردحذفكل سنه وانتى طيبه يا قمر
ردحذفحبيبتي المبدعه دائما تسلمي حبيبتي
ردحذفكل سنه وانتي طيبه وامه الاسلام بخير
ردحذفكل عام وانت بالف خير ودايما تمتعينا برواياتك
ردحذفوربنا يجعل هذا الشهر نصرا لإخواننا ف غزه وتفريجا لكربهم
روعه
ردحذفجميل جدا 🥰
ردحذفكل سنه وانت طيبه اجمل رونى
ردحذفجميلة اووي .. كل سنة وانتوا طيبين كلكوا .. الفصل اللي بعد ده مش عارفة أوصله
ردحذف