رواية 365 يوم أمان الفصل الثاني والأربعون للكاتبة رانيا أبو خديجة
رواية ٣٦٥ يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة
رواية 365 يوم امان
الفصل الثاني والأربعون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
تقدم "تميم" يسير للداخل ليجلس على مقعد بالأخير ينتظرها، لكنه تفاجأ بتلك الأعين التي تعرفه جيدًا فأبتسم اليه برسمية ليرد تلك الإبتسامة، فذلك وكيل الكلية الذي أستأذنه من قبل في عدم حضورها امتحانها لتعبها حينها.
ليستمع لصوته بمكبر الصوت بينما يسير هو للداخل بين المقاعد:
_ القاعة النهاردة مش بس حاضرها أساتذة الجامعة الكبار، كمان منورنا في الندوة أحد ظباط الشرطة الأفاضل، اللي عايشين في حماهم وخدمتهم.
توقف "تميم" عن سيره بين المقاعد لوهلة ثم التفت فور سماعه لأسمه ينطق بمكبر الصوت يليه ذلك التصفيق مع تلك الأعين الناظرة اليه.
نظر كل مَن بالقاعة اليه، ليعلوا صوت التصفيق ثم النداء عليه أن يتقدم من المنصة الجالس بها الأساتذة.
توسعت عيني "مي" تبحث عنه بعينيها بعدما استمعت لاسمه ، بعدما كانت ناظرة بالأوراق بيدها، لتجده يتقدم من دكتورها عميد كليتها، مازال واقف بانتظاره.
تقدم "تميم" يصعد يصافحهم بابتسامة رسمية، حتى وصل لأولئك الفتيات الواقفات يُقدمَن فقرات الندوة، وهنا التقت عينيه بعينيها فأبتسم بوجهها الناظر اليه بعيون مفتوحة على وسعها وذهول بادي على ملامحها من مجرد وجوده المفاجيء بالقاعة، وما جعلها تجحظ بعينيها أكثر تلك الغمزة من عينيه والتي لاحظها صديقاتها ثم تركها واتجه ليهبط درجات المنصة فأستمع لاحد الأساتذة الجالسين:
_ طب ما تنورنا حضرتك هنا، تشاركنا مناقشة الندوة.
التفت "تميم" ليضع كفه على صدره يشكره بابتسامة وامتنان ويعتذر لكنه تفاجأ بذلك الصوت الأتي من خلفه:
_ يا دكتور الندوة عن السلوك في الشارع المصري، ايه جابه للداخلية دلوقتِ!
التفت "تميم" اليه، وجده شاب يقف بين الطلبة الجالسين بالقاعة، ضيق عينيه قليلًا يحاول تذكره، وهنا توسعت عينيه بضيق وعاد بالنظر اليها هي.
_ اسمك ايه يا حبيبي؟
أجاب بنفور وغضب غير قادر على مداراته:
_ أمجد مصطفى السيد.
_ طيب يا أمجد أقعد مكانك وتابع معانا وملكش دعوة.
نظر اليه "تميم" فثبت هو الأخر عينيه عليه بينما يعود هو يجلس بمقعده بضيق، فهو الأخر تذكره فور رؤيته خاصتًا بنظرته الى "مي" الواقفة وابتسامته اليها التي لاحظها نظرًا لاهتمامه بها دونًا عن غيرها من الواقفات، فهو ذلك الشخص الذي أتى وأخذها من بينهم سابقًا، يتذكر أيضًا نظرته وطريقته معه حينها، عوضًا عن رؤيته له أكثر من مرة يقوم بتوصيلها هنا بالسيارة أمام الجامعة.
عاد "تميم" يلتفت عن النظر اليه وبعدما كان مقرر العودة للجلوس بين الطلبة الجالسين ينتظرها، عاد يجلس بذلك المقعد الذي وضعوه اليه بينهم على المنصة.
قام أستاذها بالترحيب به ثم هتف بمكبر الصوت:
_ ياولاد انتوا بوجه عام هتحتاجوا أراء كل مسؤول بالمجتمع اللي عايشين فيه، ودا ميمنعش ان نعرف رأي حضرة الظابط في موضوع مناقشتنا النهاردة.
ابتسم "تميم" وهو يجلس بينهم ثم يستند بذراعيه إلى تلك الطاولة ليتابع بانصات بينما عينيه تنتقل منها هناك بابتسامة مطمئنة إلى ذلك الجالس بضيق وترقب.
!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!
توقف "علي" حيث أشارت اليه ولكن قبل هبوطها من السيارة التفت اليها بجسده وهتف بينما عينيه تنظر لملامحها الحزينة:
_ملاحظ بقيتي أفضل شوية.
تطلعت اليه، فأبتسم لعينيها الامعة أثر دمعاتها السابقة ثم هتف:
-أقولك حاجة بس تصدقيني.
صمتت هي، فقط رفعت عينيها اليه فتابع هو:
-حاسس شكلك أطيب بكتير من نظراتك ووطريقتك حتى في شغلك قدام القاضي.
عادت ترمش بأهدابها كعادتها فابتسامته تحولت لضحكة خافتة فسألت هي بتوتر:
- وايه في كلامك بيضحك دلوقتِ!
عاد بالنظر اليها ثم هتف:
-أصل افتكرت طريقة بصتك للقاضي لما قالك بتبصيلي بقرف ليه!!
ثم تابع من بين ضحكاته:
-وقتها عرفت انها عادة عندك أو عقدة أيهما أصح يعني.
ظلت على صمتها ونظرتها اليه، فبداخلها حيرةُ كبيرة، وشتات لم تستطيع جمعه أو الراحة من ثقله، لكن يبدو أنه هو مَن يقود زمام الأمور حاليًا، ومن الأرجح أنه لا يلوم بعد ذلك سوى نفسه.
صمت هو الأخر عن الضحك تدريجيًا ثم سأل بعد أن تنحنح لحظة ليتخطى بها عن حرجه من سؤالها والحديث معها:
- مش هتقولي بقى مالك، وايه التعب اللي دايمًا يجيلك دا ويمنعك من استكمال الشغل.
ظلت ناظرة اليه بصمت فتابع هو يريد إخراج كل ما بداخلها اتجاهه بقوة فضوله:
- -ولا دا مش تعب، وزعل من حاجة أنا معرفهاش؟
هبطت بعينيها لفراغ السيارة ثم قالت قبل أن تفتح بابها لتهبط منها:
-متشكرة.
ثم تابعت دون النظر اليه:
-وزي ما قولت لحضرتك، زميلتي هي اللي هتيجي تتابع الشغل معاك.
تطلع اليها قليلًا ثم قال باندفاع وغضب بعدما مد ذراعه يغلق الباب مرة أخرى:
-ليه كل دا، دا شغل وأنا مش فاهم في ايه، وتاني هسألك أنا ضايقتك في حاجة يا أستاذة هنا؟!
نظرت لباب السيارة الذي أغلقه، ثم اليه، وقالت بقوة وضيق:
-أبدًا أنا بس كنت مضايقة شوية قبل ما أدخلك ولا هو ممنوع!
عاد للتطلع اليها بحيرة إضافية، وبعد أن ضيق عينيه بالنظر اليها قليلًا، عادت تلين ملامحه اليها باشفاق وحزن ثم هتف بنبرة مؤازرة:
-أنا.. أنا سمعت بوفاة أختك أو قريبتك مش عارف.
توسعت عيني "هنا" فتابع هو سريعًا:
-واضح إن الموضوع دا مازال مأثر فيكِ.
ظلت صامته تتابع ملامحه التي تحولت كليًا من الحيرة والفضول الكامل إلى تلك المساندة والإشفاق الموجه اليها.
-وأكيد ملاحظ الأسود اللي كنتِ طول الوقت لبساه، البقية في حياتك.
انتظر ردها وعينيه بعينيها الكارهة، لكنها عادت ترمش ثم هتفت:
-حياتك البقية، متشكرة.
ابتسم "علي" نصف ابتسامة اليها ثم تابع يستطيل بالحديث معها أكثر:
-على فكرة انتِ حقيقي محامية شاطرة، وهيبقالك مستقبل كويس قدام، ربنا يوفقك.
لم يأخذ منها سوى نظرات فقط، لكنها نظرات تختلف قليلًا عن النظرات السابقة، نظرات اندهاش، أو استقبال لكلماته التي لم تتوقع أن تستمع اليها منه، أومأ اليها قليلًا ثم تابع:
-أستاذة هنا واضح انك بتمري بظروف صعبة أنا قادر احس بيها.
ثم نظر من شباك سيارته بالفراغ أمامه وتابع:
_ تقريبًا مريت بظروف يمكن مشابهة شوية، بس عايز أقولك أفضل شيء تعمليه تتقبلي فكرة انك حزينة على شخص فارق وتدي لنفسك وقت نفسيتك ترتاح فيه لكن هروبك بالشغل دا مش دايمًا بيكون حل.
مازال لم يرى منها سوى عينيها المعلقة بعينيه، فشعر برغبة بالزيادة في الحديث وتابع:
-أوقات بنقع في تجارب بنخرج منها مش زي ما دخلنا أبدًا، بتغيرنا بشكل كلي، وبتغير كتير في تفكيرنا، في وعينا باللي حوالينا لكن صدقيني بنخرج منها نعرف وندرك حاجات عمرنا ماكنا هنوصلها لولا الوقوع في التجربة دي.
_ بتتكلم عن ايه؟
أخيرا نطقت لكن سؤالها أوقفه قليلًا عن المتابعة، فأغمض عينيه ثم نظر اليها وقال:
-عن تجربة معرفش إذا كنت فيها الجاني أم المجني عليه.
ثم زفر بكم المشاعر المتناقضة بداخله وقال:
-لكن صدقيني التجارب اللي تحسيها بتكسرنا دي زي الحزن على فراق عزيز زي حالتك دي أو زي حيرة والوقوع بذنب كبير زي .. زي .. زي حالتي دي بتبقى زي وقع القلم اللي بينزل يا يفوق صاحبه يا بيفضل يبكي عليه لحد ما يموت.
ظلت ناظرة اليه ثم همست بعدما عادت بنظرها للفراغ بينما الدمعاه تتجدد من جديد بمقلتيها:
-انت مش ممكن تفهم أنا جرالي ايه باللي حصلها، دي مكنتش أختي دي كانت الجزء الطيب مني، روحي، الجزء اللي مبيطلعش معاه غير كل شيء برئ يشبهها.
ثم وضعت يدها على قلبها تعتصرها:
-قلبي بيتقطع، بينزف دموع من جوا، بقالها شهور بس حاسه ان فراقها عدا عليه سنين.
ثم زادت من تحديقها بالسماء وتابعت:
-هي معندهاش أم تحزن عليها، بس عندها أنا، حزنت حزن الأم والأخت والصديقة كل دول مع بعض، كل دول بيقطعوا في قلبي.
ثم تابعت بنبرة باكية مختنقة بينما تضغط بأسنانها على شفاها السفلية التي ترتجف بأحمرار:
_ خصوصًا لما بتوحشني وأبقى هموت وأسمع صوتها، أو أسمع إسمي منها وهي بتيجي تجري عليا وتقولي بصوتها اللي كله طفولة وبراءة مكنتش تعرف غيرها" عايزة أحكيلك حاجة يا هنا" قلبي لسة مش مصدق انها بجد ماتت، وكمان وهي في العمر دا، طب ازاي وليه يارب ليه؟
همس بالاستغفار فوصلها همسه وهنا التفتت ترفع عينيها الدامعة بذلك السيل من الدموع اليه، فأبتسم بحنان لعينيها الباكية وهتف:
-انتِ زعلانة عليها كل الزعل دا عشان ماتت وراحت عند ربنا اللي كلنا هنروحله!! لازم تعرفي ان ربنا بيحبها عشان كدا اخترها ياخدها من الدنيا المتعبة دي، أختك محظوظة.
جففت دمعاتها بكفيها ثم هتفت بحقد وعينيها بعينيه:
-عقبالك أما تبقى محظوظ زيها انت كمان.
!!!!!*!!!*!!!!*!!!*!!!!!
تتلاقى أعينهم، فيقابلها هو بعيون لامعة بالابتسام، بينما هي مازالت تتطلع اليه بتوتر وعدم إدراك لتواجده بالمكان، حتى مال عليه أستاذها يسأله بنبرةٍ ودودة:
_ خير يا باشا، حضرتك ليك طلب هنا في الكلية، تحت أمرك.
أعتدل "تميم" عن الميل اتجاهه هو وهمسه يعود بنظره اليها، ثم أشار اتجاهها باصبعه وأجاب عليه بابتسامة موجهة اليها:
_ كنت جاي لخطيبتي، مي.
نظر إلى ما يشير اليه، ثم هتف:
_ آه، افتكرت، كنت حضرتك جاي معاها قبل كدا.
ثم ضحك بخفوت وتابع:
_ هي بقت خطيبتك، طب يا سيدي ألف مبروك.
همس "تميم" خلفه ومازالت عينيه عليها:
_ الله يبارك فيك.
ثم استقاموا في جلستهم يستأنفوا انصاتهم للندوة، عندما رأى صديقتها تعطيها مكبر الصوت بيدها.
رمشت "مي" بعينيها أكثر من مرة تحاول أن تتخطى وجوده هنا، خاصتًا بعينيه المثبتة عليها بعيدًا بتلك الإبتسامة فقالت بصوتها الذي جعله يبتسم أكثر:
_ ودلوقتِ نستقبل أسئلة زمايلنا الحاضرين الندوة معانا، اتفضلوا.
نهض "أمجد" الجالس بترقب منذ دخول "تميم" وهتف:
_ أنا عندي سؤال.
هتفت "مي" ببساطة مع إشارة من يدها بابتسامة بسيطة ودية:
_ اتفضل يا أمجد.
أحكم يده على "الميكرفون" بيده ثم وجه نظره اليها وهتف:
_ متشكر جدًا يا مي.
ثم وجه نظره إلى المنصة، وبالأخص "تميم" ثم سأل:
_ أنا بقى نفسي أسأل من الصبح، حضرة الظابط هيكلمنا عن السلوك بينا كشباب ازاي، وهو رايح جاي عالكلية عشان طالبة!
حل الصمت على المكان من حوله، ووضعت "مي" يدها على فمها فنهره أستاذه قائلًا:
_ قولي يا أمجد، انت ايه مضايقك من حضور حضرة الظابط الندوة!!
هتف باندفاع وضيق بداخله:
_ عشان هو جاي عشان خاطر مي المصري، اللي واقفة قدام حضرتك دي يا دكتور.
هبطت "مي" بيدها على صدرها تربت بقوة، من شدة ضربات قلبها، بينما توجهت الأعين كلها اليها بترقب الرد، سوى "تميم" الذي هز رأسه اليها قليلًا كي تطمئن، ثم سحب مكبر الصوت اتجاهه وهتف بهدوء تحلى به يناقض شعور الأخر بالغضب والحقد الشديد:
_ أحب أوضح ليك وللموجودين بأني كنت داخل الكلية عشان مي فعلًا ولما لقيتها هنا لسة مشغولة وهي اللي بتقدم الندوة كمان اضطريت.. لأ قصدي حبيت أقعد واستناها وأشوفها قدامي معاكم هنا.
هتف الآخر بغضب أشد:
_ بصفتك ايه!! احنا كلنا عارفين انك حتى متقربلهاش.
وجه "تميم" نظره اليها ثم عاد بالنظر اليه مرة أخرى ورفع اصبعه الحامل لدبلتها وهتف:
_ لأن مي تبقى خطيبتي، ومراتي عن قريب باذن الله، عقبالك.
ثم نظر للجميع وتابع بابتسامة متسعة:
_ وبالمناسبة الجميلة دي، أسمحولي كلكم معزومين طبعًا على فرحنا، هيبقى أخر خميس في الشهر الجاري باذن الله.
ثم نظر لأساتذتها وتابع بود واحترام:
_ ويشرفنا حضور حضراتكم أكيد.
صمت الأخر يزدرد ريقه، ينظر اليها بحسرة وضيق من بعيد ثم أعطى "الميكرفون" للجالس بجانبه وعاد يجلس بصمت، بينما مال أحد أساتذتها وهمس اليه "تميم":
_ يشرفنا الحضور أكيد، مع كبار رجال الداخلية.
أومأ اليه "تميم" ثم هتف:
_ طبعًا يا فندم، طبعًا تنورنا.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
ضغطت الهاتف على أذنها ثم هتفت بغضب:
_ برضو مكنش لازم اللي حصل دا من الأساس.
أجاب هو بهدوء يحاول تهدئتها بينما عينيه تنظر للأعلى حيث واقفة بشرفتها بينما يقف هو مستند على سيارته بالأسفل:
_ المفروض أنا اللي اتضايق يا مي، مش انتِ.
ثم وضع كفه بجيب بنطاله وتابع:
_ بتبتسمي له قوي، واتفضل يا أمجد.
أشارت على نفسها ثم هتفت بغيظ:
_ أنا بعمل كدا!!
أوماء اليها بابتسامة فتوسعت عينيها ثم هتفت بغيظ:
_ اطلع يا تميم، اطلع مينفعش معاك الكلام في التليفون.
ضحك من نبرتها المغتاظة، ثم هتف:
_ مينفعش أطلع، أخوكي لو عرف بوقفتي دي أصلًا هلاقيه سايب شغله وجايلي الصبح.
ثم تابع بغمزة من عينيه:
_ بس خلاص هانت، أخر خميس في الشهر.
فهتفت هي بذات غضبها:
_ وآه صحيح، ايه موضوع انك حددت الفرح من نفسك دا، حضرتك بتحدد كدا من غير ما تقولي!!
هتف ببساطة بينما يضع ساق عالأخرى في وقته:
_ قولت لأخوكي الكبير ووافق، مش مهم الباقي بقى.
ثم تابع:
_ متنسنيش بقى، أنا أصلًا كنت جاي أديكي حاجة وماشي علطول.
_ اطلع.
_ لأ انزلي انتِ لحظة خديها واطلعي علطول، ثانية واحدة مش هأخرك.
لم ترد عليه، فقط أسرعت بخطواتها لوالدتها التي وافقت على مضض، تشترط أن تقف اليها بالشرفة حتى صعودها.
خرجت "مي" من المصعد تقترب منه بالسرعة التي تستطيعها، ضحك "تميم" فور رؤيتها تخرج من باب البناية اليه، فهتفت هي وهي تضع يديها بجيوب الجاكت الخاص بأخيها "علي" ترتديه فوق سترتها المنزلية:
_ بتضحك على ايه، والله أطلع تاني.
اقترب اليها ثم هتف عينيه تصعد لحجابها فرفع يده يضع الجزء العلوي الخاص بالچاكت على رأسها:
_ لأ، حتى شكلك حلو.
أستندت هي على السيارة بجانبه هاتفة:
_ عايز ايه بسرعة، عايزة أطلع عشان ماما.
نظر لهيئتها المحببة لعينيه ليبتسم ثم استند للسيارة بظهره هو الأخر وهتف:
_ طب لو قولتلك، خليكِ معايا شوية، هيجرى حاجة.
وضعت كفيها بجيوب الچاكت مثله تمامًا في وقفته ثم هتفت:
_ فيها ان ماما هتعلقني أول ما أطلع.
ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها هاتفة:
_ وانجز بقى عشان أنا أصلًا لسة متضايقة من اللي حصل في الكلية.
ثم نظرت اليه وتابعت:
_ صحابي فضلوا يضحكوا في التليفون خصوصًا لما أحرجت امجد بالشكل دا يا تميم.
هدر هو بغضب:
_ يا مي قولتلك قبل كدا الواد دا عينه منك، وطلع عندي حق أهو.
_تقوم تقول قدام الناس كلها دي خطيبي يا تميم!!
_ وهتبقى مراتي كمان، عشان هو أو أي حد غيره هناك يعرف انك تخصيني، يعني خطر علطول.
ضحكت تعود تضع يديها بجيوبها، ثم هتفت وهي تنظر يمينًا ويسارًا:
_ طب قول بقى كنت عايز ايه، عايزة أطلع عشان ماما.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
سار "حسام" يتقدم من المنزل ليلًا وعلى ثغره ابتسامة نصر، فقد علم للتو بالموافقة لمقابلة مَن يقوم بتشغيل أهل البلدة معه، منصور وكل مَن يشبهه او يتمثل به، حانت وتقترب النهاية وسيعرف كبار من يقوموا بتلك اللعبة بالمحافظة بأكملها عن قريب، وليس بالقرية فقط، بداخله يشعر بانتصار فخطواته تسير على خير وتيرة.
تقدم من المنزل وهو واضع يديه بجيوبه ويركل أي شيء بقدمه بسعادة، إلا أن رأى سيارة واقفة أمام باب المنزل، ضيق عينيه قليلًا مع بطء حركة قدميه إلى أن تعرف عليها، فتلك سيارته، "وليد" وهنا عادت خطواته تسرع أكثر باشتعال وغضب على حافة الانفجار.
٣٦٥ يوم أمان
تفتكروا ايه اللي حصل.. ووليد جاي عالبيت ليه يا ترااا
وفرح تميم ومي هيعدي على ايه...تفتكروا خير؟!
رأيكو وتوقعاتكوا... قراءة ممتعة ❤️
رانيا أبو خديجة
تحففففففففففففففه
ردحذفبجد اكتر حاجه نفسى اعرفها على هيرد على هنا ب اييه
ردحذفجميله جدااا
ردحذفجميل
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفروعه روعه روعه روعه 😍😍😍
ردحذفبارت جميل جدا 🥰
ردحذف