رواية 365 يوم أمان الفصل الواحد والأربعون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ٣٦٥ يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة
رواية ٣٦٥ يوم أمان
الفصل الواحد والأربعون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديخة
تقدم "حسام" في خطوة واحدة يجذبها من يدها اتجاهه، شهقت "رقية" باضطراب من قوة جذبه اليها، فأبتعد بها "حسام" الى مكان يبدو هادئ قليلًا.
_ ايه في ايه، ايدي يا إياد بتوجعني.
نفض يدها بقوة، صارخًا بغضب:
_ قسمًا بالله لو مظبطي نفسك ووقفتي عدل لمتلومنيش علي هعمله يا رقية.
نظرت اليه بغيظ هاتفة من بين أسنانها هي الأخرى:
_ ايه، عملت ايه أنا دلوقتِ!!
كاد يرتفع صوته أكثر مع ازدياد غضبه، لولا ذلك الواقف بعد أن اقترب منهم هاتفًا يوزع نظره بينهم:
_ في مشكلة أو حاجة.
نظر اليه "حسام" بغضب، على وشك الإنفجار به هو الأخر، لولا "رقية" التي هتفت بحرج بينما تمرر يدها على معصمها بألم:
_ لأ خالص مفيش، تمام، كله تمام.
تطلع اليهم قليلًا ثم اقترب خطوة وهتف بعد أن تنحنح لحظة:
_ طيب كنت عايزك يا إياد في كلمتين لو سمحت يعني قبل ما تمشوا.
ثم نظر إلى "رقية" بابتسامة وتابع:
_ بخصوص رقية.
نظر اليه "حسام" قليلًا عاقد حاجبيه ثم وزع نظره بينه وبينها فعاد يضع يده في يديها يقبض عليها بقوة هاتفًا:
-لا معلش أصل احنا اتأخرنا وكنا ماشيين.
تقدم خطوة إضافية ثم قال:
-مش هعطلك، وبعدين الموضوع اللي عايزك فيه أكيد مهم.
زاد من قبضه على يدها حتى نظرت اليه بألم، فنظر اليها قليلًا ثم اقترب يهمس اليها:
-استنيني هنا، متتحركيش من مكانك لحد ما أرجعلك.
أومأت اليه "رقية" ثم حاولت تفك يده القابضة بقوة على يدها، فنظر الى كفه القابض على كفها بقوة دون شعور أو إدراك منه، ثم تركها بهدوء وسار للداخل معه.
!!!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!!
وقفت "هنا" أمامه حاملة حقيبتها بيدها، بينما مدعي هو الانشغال بكبرياء وقصد بالملف الذي بيده، فهتفت هي بضيق وملل:
_ أنا جاية بخصوص متابعة قضية...
قاطعها يرفع عينيه عن الملف اليها بذات عجرفته فعدلت من وضع حقيبتها بيدها وتابعت:
_ هما قالولي أعدي على مكتب الظابط اللي جنبك ورجع هو قالي الملف مع حضرتك هنا.
تطلع اليها "علي" قليلًا حتى نظرت اليه هي الأخرى لتعود لتلك النظرة التي تنحني بها شفتيها للأسفل بقرف، ثم رمشت بعينيها عدة مرات تبعد عينيها عنه، فوضع الملف على سطح مكتبه ينهض من مقعده ثم اقترب منها يقف أمامها مباشرتًا هاتفًا:
- أقعدي.
رفعت رأسها وعادت بالنظر اليه، ولأول مرة تقف أمامه بذلك القرب، طويل جدًا بالنسبة لها، ظل هو الأخر يراقب عينيها التي تتطلع اليه وكأنها لأول مرة تراه، عادت ترمش بعينيها ثم تراجعت لمقعدها تجلس بالفعل، جلس هو الأخر بالمقد المقابل اليها فقالت بجدية تحاول أن تعود للعمل بها:
-دلوقتِ أنا من حقي أطلع على ملف القضية بما أن أنا اللي همسكها باذن الله.
ظل ناظر اليها ثم مد ذراعه يجلب الملف الذي أرسله زميله بالعمل على مكتبه قبل دخولها اليه مباشرتًا، ومازال عينيه بعينيها ثم هتف:
- ممكن اسألك سؤال؟
عادت ترفرف بأهدابها أكثر من مرة فعلم أن تلك طريقتها للتعبير عن توترها دون أن تشعر، فابتسم "علي"، ثم سأل بعد أن اقترب يستند بذراعيه إلى ركبتيه:
_ شكلك محامية شاطرة قوي، لاحظت دا من المرافعة اللي حضرتها معاكِ.
تطلعت اليه فتابع:
_ وعرفت انك سنك صغير قوي على كل دا كمان!
توسعت عينيها ثم هتفت بتسائل:
_ وعرفت دي بقى منين ان شاء الله؟!
تطلع اليها قليلًا ثم هتف باندفاع:
_ هو انتِ متضايقة مني في حاجة يا أستاذة هَنا!
عادت ترفرف بأهدابها، ثم هتفت وهي تبعد بعينيها بالفراغ:
_ لأ، وأنا كنت أعرفك منين أصلًا عشان اتضايق منك.
ثم عادت بعينيها اليه، هاتفة:
_ بالعكس، أنا مشفتش منك أي حاجة وحشة من وقت ما عرفتك.
عاد "علي" يقترب منها في جلسته وينظر اليها من جديد ثم قال:
_ أومال ليه دايمًا حاسس ان في مشكلة؟
ظلت ناظرة اليه حتى تحولت نظرتها لتعبير عما بداخلها اليه؛ نظرة قاسية، بعيون لا ترمش حتى، لامعة بدمعات تهدد بالهطول عندما تجسد أمامها ذلك الوجه وهو يضحك او يبتسم لتلك البريئة الغبية التي صدقت تلك الملامح الخبيثة وفقدت حياتها ضحية لتلك الملامح التي ورغم وسامتها لكنها تعلم دواخلها جيدًا.
جمع "علي" حاجبيه باندهاش شديد عندما لمح تلك الدمعات بنظرتها والتي سقطت بالفعل على وجنتيها، فنهض يقترب منها هامسًا:
_ أستاذة هنا انتِ كويسة، قوليلي بس حد ضايقك هنا للدرجادي!!
أغلقت عينيها سريعًا عن النظر اليه ترفع كفيها تجفف دمعاتها، ثم نهضت فأبتعد هو بشكل تلقائي يسأل ومازال الاندهاش يكسو ملامحه:
_ رايحة فين؟
رفعت عينيها اليه ثم هتفت:
_ شكلي كالعادة، مش هعرف اشتغل في قضية معا....
كادت تتابع، لن تستطيع العمل بقضية معه، لكنها التقطت حقيبتها وهتفت:
_ أنا تعبانة جدًا من الصبح، ومحتاجة أراوح، هبقى أبعت زميلة ليا في المكتب تاخد الملف من حضرتك وتتابع هي.
وقف "علي" أمامها، ثم سأل بعدم فهم وإصرار:
_ بس أنا عايز أفهم، في ايه، هل أنا ضايقت حضرتك قبل كدة في شيء بدون قصد!!
ثم تابع بعدما طال صمتها:
_ من فضلك وضحيلي لأني فعلًا حاسس ان أنا اللي عملك مشكلة بس مش عارف ولا فاهم أنا عملت ايه.
حديثه ونظرته التي ينبعث منها تلك البراءة الزائفة، بينما بداخلها هي حريق نابع من حزنها وقهرها على رفيقتها، بل شقيقتها التي لم تنجبها أمها، شعرت بشيء يلح عليها بالبكاء الحارق الذي كان قد جف من عينيها بعد وفاة "مايا" وحزنها على فراقها، وبالفعل غير قادرة على السيطرة على حالها فعادت تلتقط حقيبتها وهتفت من بين نحيبها الذي يظهر الضعف التي تخبئه بداخلها خلف تلك القوة الزائفة:
_ أنا عايزة أمشي، من فضلك أوعى بقى.
ظل "علي" ناظر اليها في مغادرتها السريعة لمكتبه، ثم التقط هاتفه ومفاتيح سيارته الذي استبدلها في كافة سيره عن دراجته النارية التي كانت تلازمه دومًا وخرج من مكتبه هو الأخر.
تقدم "علي" بالسيارة منها عندما وجدها واقفة بالشارع منتظرة مرور سيارة أجرة بينما مازالت تلك الدمعات مضيئة من بعيد على ملامحها، وكأنها شعرت بالراحة بوقفتها وحدها بذلك الشارع الخالي بتلك الساعة الليلية، فسمحت لعينيها بتلك الفيضانات من الدموع.
يشعر كلما يراها بشعورين متناقضين تمامًا؛ يريد معاقبتها وتوبيخها لاحتقاره الدائم بنظراتها اليه، وحينًا أخر يشعر بالشفقة عليها وباحساس مميت بالذنب اتجاهعا، فنظراتها تشعره أنه هو المتسبب بتلك الحالة.
رأها "علي" عند سيره بالسيارة مازالت واقفة تنتظر، فتوقف أمامها وهنا التقت أعينهم من جديد، ظل معلق عينيه بعينيها ثم اقترب بالسيارة وهتف:
_ لو بيتك بعيد أنا ممكن أوصلك.
نظرت اليه قليلًا ثم أجابت بغضب:
_ مبركبش مع حد معرفوش.
_ أولًا احنا يعتبر زمايل شغل زي مابتقولوا عندكوا في المكتب، ثانيًا تقدري تركبي ورا اعتبريني سواق تاكسي زي اللي انتِ مستنياه.
ثم تابع:
_ أنا بس قلقان عليكِ تركبي مع حد وانتِ بالشكل دا.
هزت رأسها بسخرية من جملته "قلقان عليكِ" ثم نظرت اليه بتفكير قبل أن تحسم أمرها.
!!!¡*!!!!!*!¡!!!!*!!!¡!!*!!!!!¡!!!!
يفرك يديه ببعضهم بقوة حتى ظهر اللون الأحمر على مفاصيله، دون حتى النظر لمحدثه، فقط يستمع ما يزيد الاشتعال بداخله، يشعر وكأنه بتلك الجلسة والاستماع لحديثه، بأنها تتسرب من بين يديه، تضيع منه ويعلم كل العلم بأن قلبه قد سُرق بفضلها بالقرب منها خلال الشهور الماضية، لم يعلم متى حدث أو كيف، لكنه تأكد من ذلك مع كل لحظة كانت نيران الغيرة تشتعل بداخله أكثر وأكثر بقرب أي شخص من الجنس الآخر اتجاهها حتى لو كان عميل لا يريد سوا إصلاح سيارته بالورشة التي تعمل معه بها.
_ بصراحة أنا مشوفتهاش إلا مرات معدودة زي ما انت عارف، لكن في المرات دي ملاحظتش عليها غير الأدب والاحترام والخجل الللي يخليني أقرر وأخد خطوة زي دي.
رفع "حسام" عينيه اتجاهه، كان يشعر بأن كل ذلك على وشك الحدوث، بدايتًا من نظرته اليها عندما كانت بين يديه هو عندما أصابتها تلك الغفوة بامتحانها، يليها وقوفه معها للحديث مرارًا أمام عينيه، فهو شاب ويعلم كل العلم تلك النظرات التي لم تفهما تلك الغبية الجميلة التي لا يستطيع مَن يتطلع اليها فقط التحكم بمشاعره اتجاهها، وهو أكثر العالمين بذلك.
_ مردتش عليا يا إياد، رأيك ايه، ولا هتاخد رأيها وتبقى ترد عليا بعدين؟
نهض فجأة ثم هتف على الفور:
_ الحقيقة طلبك رغم انه مفاجئ لكني أسف، طلبك مرفوض.
عبس وجه الأخر فجأة بعدما كان مبتسم بأمل وحماس لطلبه، فتابع " حسام" بعجالة نابعة من اشتعاله الداخلي الذي يحاول التحكم به على قدر الإمكان:
_ رقية.. رقية.. آه رقية لسة بتدرس ووراها امتحانات وحوارات مفتكرش ان الجواز هيبقى فكرة كويسة ليها دلوقتِ.
نهض ومازال معلق عينيه به بعبوس وضيق ثم قال:
_ أيوا بس رقية أصلًا في سنة التخرج، واذا كان على الشوية اللي فاضلين في السنة فأنا هساعدها واوعدك انها تعدي بامتياز كمان، يعني ارتباطي بيها مش ممكن يعطلها أبدًا.
هتف بضيق وغضب لينهي الأمر:
_ وأنا أخوها الكبير وبقولك انها مش هتتجوز دلوقتِ، خلاص!
على الجانب الآخر، تقف هي تتابع توتر الموقف بينهم من بعيد، لم يصلها حرف من حديثهم، فقط تشعر بتوتر من تعبيرات وجههم وطريقة حديثهم التي اختلفت من الهدوء الكلي لذلك الغضب البادي على وجه الإثنين.
شعرت "رقية" بصديقاتها يقتربوا منها فهي واقفة محلها منذ أن سحبها أخيها من يدها من ساحة الرقص كما شاهدوا، فأستمعت لواحدة منهم تهتف:
_ رقية، مالك يا بنتي واقفة كدة لية، ماتيجي نهيص لإيمان.
التفتت اليها "رقية" هاتفة:
_ لأ كفاية كدا بقى، عشان..
التفتت تتطلع اليه مرة أخرى ثم تابعت:
_ عشان أخويا بيتضايق بس.
تطلعوا لهناك، لما نظرت اليه، فاقتربوا لتهتف احداهم:
_ رقية، هو أخوكي اللي قاعد مع دكتور وليد دا صح.
ثم تابعت تطلعها هناك وأكملت:
_ لبسه في منتهى الشياكة، انت متأكدة انه أخوكي.
هتفت الأخرى:
_ أيوا يا بنتي أخوها، مشفتيهمش وهما داخلين مع بعض.
ثم تابعت موجهة حديثها الى "رقية" المنشغلة بالنظر اليهم:
_ هو أصلًا صراحة شبه رقية قوي، عسول زيها.
التفتت "رقية" اليها بضحكة خافتة، ثم شهقت فجأة عندما شعرت به يقبض على يدها هاتفًا بعجالة:
_ يلا يا هانم وحسابك معايا في البيت.
ثم صرخ ب"أحلام" الواقفة بعيدًا تتراقص مع الصغيرين:
_ هاتي اخواتك وتعالي يا أحلام.
تطلعت اليه "أحلام" وهو جاذب "رقية" من يدها للخارج، ثم انتشلت الصغيرين بالقوة وخرجت مسرعة خلفهم.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!
زفر "تميم" بملل ثم حول نظره للبناية يتطلع باتجاه المدخل التي تأتي منه من أسفل نظارته البنية، ثم أمسك هاتفه يضغطه ووضعه على أذنه، وفور سماعه لصوتها الهادئ الذي يشبه النسمة الرقيقة وهي تهتف:
_ أيوا يا تميم، أسفة والله عالتأخير نازلة أهو.
ابتسم "تميم" ثم هتف من بين ابتسامته:
_ انتِ عارفة اني عندي شغل، ومعطل كل حاجة عشان بس أجي أوصلك ولا لأ.
أجابت هي بنبرة يشوبها إحساسها بالذنب، بينما يصله سرعة حركاتها من هنا لهناك حتى على تنفسها بالهاتف:
_ أولًا انت اللي...
ثم صمتت تلتقط أنفاسها المتسارعة ثم تابعت:
_ انت اللي مصر انك توصلني...ث...ثم قولتلك أطلع يا تميم بدل انتظارك تحت كدا.
هبط "تميم" من السيارة وهو يوقفها عن الحديث بقلق من تسارع أنفاسها وعلوها بأذنه:
_ أولًا اهدي شوية، براحة يا مي.
ثم اتجه للبناية بخطوات سريعة وتابع:
_ ممكن توقفي حركة وتقعدي في أي حتة لحظة تاخدي نفسك وبعدين تبقي تنزلي.
كادت تجيب لكنه أسرع بغلق الهاتف حتى تكف عن الحديث فتهدأ أنفاسها المتسارعة أثر حركاتها المضطربة المتعجلة، استلقى "تميم" المصعد وفي أقل من دقيقتين وقف أمام باب منزلهم يضرب الجرس.
فتحت والدتها ثم ابتسمت فور رؤيته هاتفة:
_ تميم، أهلًا يا حبيبي اتفضل.
ثم تابعت:
_ أكيد تأخير مي جننك تحت، هي عادتها ولا هتشتريها يا أبني.
ابتسم "تميم" بوجهها ثم سأل باهتمام:
_ أومال هي فين؟
وقبل أن تجيب والدتها، اقتربت هي بنفس حركتها المتعجلة أتية من غرفتها حاملة كتبها على ذراعها، هاتفة فور رؤيته:
_ تميم، أخيرًا طلعت!
تقدم منها على الفور يقول بقلق وضيق منها:
_ مش قولتلك تقعدي تهدي تاخدي نفسك الأول، أنا مكنتش أقصد أستعجلك يا مي.
توقفت بالفعل عن السير تتطلع اليه من طريقة حديثه معها، فأخذها من يدها يقترب من الأريكة وجلسوا الإثنين ثم اقترب منها في جلسته هاتفًا:
_ ايدك بتترعش كدا ليه.
سحبت يدها من يده هاتفة ببساطة:
_ عادي يا تميم، بيحصل معظم الوقت.
تطلع اليها قليلًا ثم هتف وهو يشير اليها باصبعه:
_شايفة صدرك بيطلع وينزل باضطراب ازاي، وأنفاسك وصلالي دا معناه انك بزلتي مجهود ضغط عليكِ وانك أكيد مش في أحسن حالاتك.
ثم رفع عينيه لوالدتها الواقفة تتابع فطلب بأدب:
_ بعد اذنك يا أمي، ممكن عصير أو أي حاجة تشربها قبل ما ننزل.
أوماءت بوجهها بابتسامة ممتنة، فزاد قلبها اطمئنان عليها خاصتًا عندما تبعد وتبقى معه هو، هو وحده دونها، والدتها التي تشعر بأبنتها وبعدم اطمئنانها ولا سكينتها سوا بقربها منها.
ظل صامت فقط ينظر اليها، ثم بعد العديد من الدقائق سأل:
_ حاسة بقيتي أفضل وأهدى شوية؟
أوماءت اليه "مي"، التقط كوب العصير من على الطاولة يعطيه اليها هاتفًا:
_ طب يلا أشربي دا، عشان ننزل علطول.
نظرت اليه "مي" وإلى يده الممتدة اليها بالعصير، ثم ابتسمت وأخذته منه وهمست:
_ شكرًا يا تميم، حقيقي شكرًا.
ابتسم أثر ابتسامتها، ثم هتف:
_ عملت ايه أنا عشان أستحق الشكر دا!
ظلت ناظرة اليه ثم همست:
_ عملت كل حاجة مكنتش حتى أحلم بيها، قبلتني زي مأنا، بمشاكلي ومعارضة أخواتي، بتعبي ومرض قلبي ودا بالنسبالي كل حاجة يا تميم.
ازدادت ابتسامته، ثم وضع نظارته بكفه الأخر، ليلتقط الكوب من يدها المرتجفة قليلًا وهمس:
_ لو تعرفي اللي في قلبي دا ليكِ، مش هتقولي كدا، انتِ حلمي يا مي، وأنا مش هفرط فيه.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
وضعت يديها على أذنيها وهي تغمض عينيها من غضبه المبالغ به منذ فتحه للباب ودخولهم المنزل.
_ أنا أصلًا غلطان عشان أسمحلك تروحي الزفت الخطوبة دي.
فتحت عينيها ثم نهضت تهتف بتسائل واندهاش من غضبه الغير مبرر:
_ ممكن أعرف ايه سبب عصبيتك دي كلها، أنا روحت خطوبة زميلة ليا زي أي واحدة عادي.
اقترب منها بذات غضبه ثم هتف:
_ واتفقنا برضو انك ترقصي وتتمايعي يمين وشمال قصاد اللي يسوا واللي ميسواش هناك!!
ثم رفع اصبعه بوجهها بتحذير وتابع:
_ والله العظيم يا رقية، لو ما احترمتي نفسك وظبطي نفسك سواء في الجامعة أو في الورشة أو في اي زفت لتشوفي مني وش والله ما هيعجبك.
صرخت بوجهه هي الأخرى:
_ وايه علاقة الجامعة ولا الورشة في اللي احنا قيه دا دلوقتِ!!
ظل ناظر اليها، يتنفس بقوة نابعة من قمة غضبه، فأقترب فجأة وبعد تنفسه الغاضب بوجهها قليلًا همس:
_ لازم تعرفي اني مش ممكن أسمح لحد يقربلك طول مأنا موجود، وتعملي حسابك على دا، وغصب عنك وعنهم كلهم.
ابتسمت هي ثم اقتربت تهتف بحب:
_ ربنا يخليك ليا، ومحدش يقدر يقربلي أنا أو حد من أخواتك بأي سوء طول مأنت موجود، طبعًا.
ظل ناظر اليها ثم زفر بقوة وضيق وصل به لمداه، يغمض عينيه حتى لا يفجر المكان بأكمله على رأسها.
فأقتربت هي تسأل بفضول بعد وهلة من التردد:
_ ومقولتليش، دكتور وليد كان عايزك في ايه!!
تطلع اليها بشر، ثم هتف:
_ ويخصك في ايه، ملكيش دعوة.
_ مليش دعوة ازاي وأنا سمعاه بيقولك عايزك في حاجة بخصوص رقية.
تطلع في الفراغ يضغط شفتيه ببعضهم ثم أجاب:
_ كان..كان بيكلمني في نفس موضوع امتحانك اللي فاتك دا.
ثم نظر اليها وجدها تتطلع اليه بعدم تصديق فأقترب من الصغيرة المتابعة للشجار بينهم بتسلية وانتشلها من الأرض يوقفها أمامه وهتف:
_ وانتِ ايه حكايتك بالظبط، ناوية تسيبي الحضانة وتشتغلي رقاصة ولا ايه!
ثم نظر إلى "أحلام" بفستانها الطويل الذي تشبه به الأميرات، لكنها ممسكة بيدها رغيف من الخبز مليء بالجبن الأبيض وتلتهمه بشراهة بينما تتابع ما يجرا بتسلية:
_ وانتِ بتعملي ايه!!
أجابت بينما الطعام يملء فمها:
_ جعانة، قولت أكل على ما تخلص انت ورقية.
!!!!!!*!!!¡!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
توقف "تميم" أمام باب كليتها، ليلتفت بكامل جسده ينظر اليها ثم هتف:
_ هتخلصي امتى؟
التفتت هي الأخرى اليه، تجيب بحماس وابتسامة ملء وجهها:
_ لأ النهاردة هتأخر شوية.
نظر لابتسامتها وحماسها بابتسامة بحاجبين معقودين يسأل:
_ اشمعنى يعني النهاردة.
تابعت بذات حماسها وابتسامتها:
_ عشان النهاردة عندنا ندوة وأنا هشارك فيها مع صحابي.
ثم اخرجت ورقة من حقيبتها وفتحتها هاتفة:
_ أسمع كدا وقولي رأيك.
وضعت نظارة نظر على عينيها ثم بدأت تسرد عليه ما بالورقة مع أداء جعله يضحك بخفوت حتى لا يوقفها، اتكأ "تميم" الى مسند المقعد برأسه وهو يستمع لأدائها بابتسامة تزين ثغره، توقفت تنظر اليه، ثم خلعت نظارتها من على عينيها وسألت:
_ حلو، قولي لو وحش، أنا بكتب فيها من امبارح والله، وراجعتها ييجي خمس مرات وراجعتها مع صحابي بالتاليفون كمان.
سحب الورقة من يدها ينظر بها بنفس ابتسامته، ثم رفع عينيه اليها وهتف:
_ هي حلوة يا مي ومتعوب فيها كمان بس.
نظرت اليه تسأل باهتمام:
_ بس ايه؟
_ بس لازم مقدمة كدا تبقى قبل كل دا، كمان ترحبي فيها بالموجودين، هاتي قلم كدة.
بحثت بحقيبتها ثم أخرجت اليه قلمها، ليمسكه ويرفع عينيه للأعلى بتفكير قليلًا ثم يدون بخط منمق، وجميل ثم سألها ومازال يدون:
_ مليني بقى أسماء الدكاترة اللي هيكونوا حاضرين الندوة.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
توقف "تميم" عن التطلع إلى الملف الذي بيده، ثم نظر بالفراغ أمامه يتذكر مَن تسرق القلب والروح، مازال لا يصدق أن دبلته تحيط باصبعها، مرر اصبعيه على دبلته هو الأخر وهنا دخل "بدير" الغرفة ثم ألقى بنفسه على الأريكة يهتف بتعب:
_ جاي أرتاح عندك شوية.
ثم اعتدل وتابع:
_ تخيل لسة جاي من شغل برة المكتب، ألاقي محمود بيقولي تعلالي المكتب عايزك في شغل.
نهض "تميم" من مقعده يلتقط هاتفه ومفاتيحه ثم هتف هو الأخر:
_ طب بقولك ايه، تعالى خلص الملف دا مكاني على ما أروح مشوار وراجع.
نهض "بدير" يتطلع اليه بعيون واسعة واندهاش فتابع "تميم" قبل خروجه من المكتب:
_ ساعة بالكتير ومش هتأخر ان شاء الله، سلام.
نظر "بدير" في أثره بغيظ قبل أن يلقي تلك الطفاية خلفه.
!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!
نظر بساعة يده، ثم تقدم بخطواته بعدما سأل وعلم بأن تلك الندوة مازالت لم تنتهي، وجد الباب مفتوح على مصراعيه للطلبة التي تدخل تحضر، فوقف ينظر بالداخل، ليلفت انتباهه التنظيم والهدوء بالداخل، فدخل ليقف على الاعتاب يبحث عنها بعينيه لترتسم ابتسامة واسعة فور رؤيتها واقفة هناك وممسكة بيدها مكبر الصوت مع باقي زملائها الواقفين بجانبها أعلى المنصة، بينما الحضور من الأساتذة جالسون بمقاعدهم بالأعلى.
تقدم "تميم" يسير للداخل ليجلس على مقعد بالأخير ينتظرها، لكنه تفاجأ بتلك الأعين التي تعرفه جيدًا فابتسم اليه برسمية ليرد تلك الإبتسامة، فذلك وكيل الكلية الذي أستأذنه من قبل في عدم حضورها امتحانها لتعبها حينها.
ليستمع لصوته بمكبر الصوت بينما يسير هو للداخل بين المقاعد ليجلس بانتظارها:
_ القاعة النهاردة مش بس حاضرها أساتذة الجامعة الكبار، كمان منورنا في الندوة أحد ظباط الشرطة الأفاضل، اللي عايشين في حماهم وخدمتهم.
توقف "تميم" عن سيره بين المقاعد، ليلتفت وتتوسع عينيه فور سماعه لأسمه ينطق بمكبر الصوت يليه ذلك التصفيق مع تلك الأعين الناظرة اليه.
نظر كل مَن بالقاعة اليه، ليعلوا صوت التصفيق ثم النداء عليه أن يتقدم من المنصة الجالس بها الأساتذة.
٣٦٥ يوم أمان
ياترى رد فعل مي على اللي هيحصل في الندوة ايه..وايه اللي هيحصل بحضورة مع أساتذتها وهي اللي بتحاورهم هي وصحابها... وكمان لسة محدش يعرف انها اتخطبت..توقعاتكواا🙈🔥
وحسام هيعمل ايه في اللي جااي لما هو مش متحمل اللي بيحصل دلوقت!!! خصوصًا لما رقية تعرف انه كدب عليها 🔥🔥
وعلي وهنا حكايتهم بتبدأ على ناار هادية أهي انتظروا بقى اللي جااي قراءة ممتعة ♥️🥰
رانيا أبو خديجة
ياجماله 🙈💃💃💃💃💃💃💃
ردحذفتسلم ايدك علي الابداع دا ❤
ردحذف❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذف❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفتميم ومي في الندوة هيفكروني بتيمور وشفيقه 😂😂
ردحذفحسام اهدي ياحسام مش كدا 😂
ردحذفتحفففففففففففففففه
ردحذفروعه
ردحذفجميله
ردحذفحبيبتي مجهود رائع جدا تسلمي حبيبتي
ردحذفأنا نفس على يعرف أن هنا بتكره له
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفوالله انا قلت ان هنا الي هتأدب علي من الاول 👏🏻🤭
ردحذف