رواية ميمو الفصل الواحد وسبعون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ميمو
الفصل الواحد وسبعون
#ميمو
#رانيا_ابو_خديجة
كنت قاعد في المكتب في الشركة.... بحاول بقدر الإمكان أركز في الشغل اللي بقالة كتير قوي متعطل ده
شوية أسرح غصب عني... وشوية اتنهد واجبر نفسي أركز فيه بعيد عن كل الدوشة اللي في دماغي دي...مبقتش عارف المفروض أعمل ايه دلوقتي.... نسمة في بيت باباها ورافض تماماً رجوعها إلا لما أطلق زينب خصوصاً بعد علمهم بسقوط الجنين..... وانه مبقاش عندي حجة ..
وزينب...و ااااه من زينب .... من بعد اللي حصل عندهم في البيت امبارح لما روحت أزورها واشوفها وأنا مش مستوعب...ايه اللي بيحصل ده ...معقولة كدة!!!!
مش قادر...مش قادر أنسى اللي سمعته أول ما نزلت من العربية ... قربت من الباب أضرب الجرس لكن وصلني صوت بالكلمات دي
- وجابر اسمالله عليه جاهز من مجاميعه وانتي عارفه يا وليه انه كان عينه عليها من الأول ... لكن أمه الله يسامحها اللي كانت مزرجنه عشان يعني المواضيع القديمة دي ... لكن من بعد ما شافت الكبارات بنفسهم داخلين وخارجين من عندكوا وبنفسهم بيتجوزوا من حتتنا ... مخها لان شوية... مع زن الواد اما سمع يعني عن طلاقها
جابر مين!!! وجاهز من مجاميعة ازاي يعني ...وايه مجاميعه دي اصلا....!!!
- طلاق مين يا وليه ... البنية لسه على ذمة جوزها ..
- يا اختي ده الحته كلها ملهاش سيرة غير اللي حصل في البيت هنا بين اخوها ميمو وجوزها وانها بعد سقوطها اسمالله عليها...اكيد هتطلق .. الوليه ام مصطفى قالت انها كانت هنا وقت الخناقة والسيرة وصلت للحته كلها
لقيت نفسي ايدي انتقلت من عالجرس ....لباب الشقة اخبطه جاامد ... بكل غيظ فيا من اللي سمعته ده ....
بعد لحظة الباب اتفتح ... بصيت لخالتها بعيون ضيقة بغيظ ... وفي لحظة كنت لمحتها من الجنب قاعدة معاهم وواحد قاعد قصادها متنح لها
بصيت بعيون واسعة للمنظر ده ... وبسرعة كنت بعدت خالتها اللي واقفة تبصلي بخوف دي ودخلت
مررت عيني عالمشهد ككل ... واحد غريب قاعد على كرسي قصادها ومتنحلها بابتسامة عجيبة وعينه جيباها من اولها لاخرها .. وهي قاعدة متنحة في الفراغ مفيش حاجة بتتحرك فيها غير ايدها اللي على بطنها دي ... عيني بصت بوسع لشعرها المفرود قدام عين الحيوان ده بدون حجابها
وقفت بسرعة قدام عينيه اللي اخيرا انتقلت من عليها ليا انا بعد دخولي
- خير ... مين حضرااااتكوووا....؟!!
واضح جدا ان الست متعرفنيش ولا الحيوان ده كمان ... بصت لخالتها وبصتلي وقالت
- مش نعرف مين البيه الأول ..
بصيتت للي قاعد بيحاول يوصلها بعنيه ده من وقفتي قدامها كدة
- انا المهندس قصي ... جوز زينب ... انتوا بقى ميين ؟
لقيت خالتها جت بسرعة تقف قصادي وبينهم
- دول .. دول .. اا .. دي جارتنا يا ابني .. كتر خيرها جاية تطمن على زينب بعد خروجها من المستشفى
برضو عيني عليه
- جارتكوا وجاية تطمن على زينب ... طب والافندي...مين؟
لقيتها سكتت وردت الست دي
- هو .. هو مش انت يا اخويا هتطلقها ان شاء الله ..
لقيت هند بتشاورلها على بوقها بتبريقة بمعنى اسكتي يا ولية
قربت منهم خطوة
- شىء ميخصكيش .. وايه سؤالك ده اصلا يا ست انتي؟
لأول مرة في حياتي ازعق وأعلي صوتي بالشكل ده على واحدة ست في سنها ...لكن اللي بيجرالي الأيام دي كفيل يجنني..
بعدين التفت للي قاعدة ولا دريانة بدخولي اصلا
- وانتي ... ازاااي تقعدي مع حد غريب بمنظرك ده ... وازااي تقعدي مع حد غرييب اصلااا في غيااابي!!!!
اخيرا سمعت صوت اللي قاعد ده
- انت بتزعقلها كدة ليه .... متزعقلهاااش كدة
التفت ليه بشر أهو أنا كنت مستنيه ينطق بس وتيجي من عنده هو
-اه ....والحلو ماله بقى... ازعق لمراتي او مزعقلهاش ..... مالك انت
- مالي ازااي ... دي خطيبتي ..
رفعت حواجبي باندهاش من البجاحة والهبل اللي انا فيه ده
- خطيبة مين يا حبيبي ..!!
لقيت هند جاية بسرعة تطبطب على صدري وعيونها في عيونه بتحذير
- جوزهااا ... بنقولل من الصبح جوزهااا ....جوزهاااااا
- ماشي ... هي دلوقتي خطيبتي ... وهتبقى مرااتي بعد ما يطلقها ..
لقيت هند بدأت تضرب بايدها على خدها براحة بانذار ان فيه مصيبه جايه
قربت منه براحة ورددت وانا بسحبه من ياقة قميصة المشجر اللي هيعميني بألوانه دي من وقت ما دخلت
- خطيبتك!!!... وهتبقى مرااتك بعد ما اطلقها ؟!!. ااه ...
لقيت نفسي بسحبة بعنف وغل لحد الباب
- محدش قالك يلااا... ان مش من الأصول تبص لواحدة متجوزة ... واحدة لسه على ذمة رااااجل!!!!
بعدين وقفته قدامي بعنف لدرجة وقع على صدري
- قسماً بالله اسمع بس انك بصتلها تااني ولا عتبت هنا تااني ... ليكون ليا تصرف مش هيعجبك ... براا يالااا ... برااا
رميته بره بغل وقفلت الباب...التفت لقيت دي قدامي بتبصلي وبتبلع ريقها برعب ..... ضغطت ايدي جنبي بصبر وبهدوء ينافي الغيظ اللي جوايا ده فتحت الباب ....شافت الباب اتفتح جريت على برة بسرعة....قفلت الباب وراها بعنف لدرجة عمل صدى في الشارع كله
وقربت من اللي لسه قاعدة مكانها دي ولا كأن شىء حصل.....وسحبتها من دراعها اوقفها قدامي
_ ايه بقى الجنااان اللي انتي فيه ده .....بتقابلي عرساااان يا هااانم وانتي لسه على ذمتي ... قسماً بالله ليلتك ما معديه النهااااااردة! يا زينب!!
لقيت خالتها قربت تبعد ايدي عنها
_ لااااا يا أبني ...انت ....انت فاهم غلط .....ده هي الست دي جات وقالت تشوفها ......قولت لزينب تيجي تقعد معاها الوليه أصلاً جاية عشان تشوفها ..... بعديها بدقايق لقيناه داخل علينا بعديها سمعناهم بيقولوا الكلام ده...
_ لا والله!!! ده كلام يدخل العقل؟!!
_ أخس عليك يا قصي يا أبني يعني أنا هكدب في سني ده يعني ....ده أنا حتى أي حد يكلمني عليها بقوله لسه على ذمة راجل... أما تطلق هقولكوا...
لقيت نفسي بصرخ في وشها
_ بتقوليلهم ايه!!!!
التفت أبص عالتانية الواقفة تتابع بصمت دي وتوهه دي
_ وانتي .....ازاي تقعدي معااه بمنظرك ده ....فين حجااااابك يا هاااانم
في لحظة جمعت حواجبها باندهاش بعدين رفعت أيديها على شعرها .... وكأنها اكتشف دلوقتي بس انها قاعدة كل ده من غيره ... لقيتها اتلفتت حواليها بعدين مدت ايدها عالكنبة تسحب طرحة طويلة شكلها بتاعة خالتها وبدأت تحطها على شعرها
لقيت نفسي بسحبها من ايديها بغيظ
_ انتي بتهببي ايه ...... بعد مااتزفت مشي .... !!
بعدين قربت بغضب أهزها بعنف
_ هتفضلي في التوهة اللي انتي فيها دي لغاية امتى....لغاية امتى هتفضلي كدة .... ولا انتي عايزة تجننينيييي معااااكي!!!!
سمعت خبط على باب المكتب ...اتنهدت من دوامة التفكير دي بعدين اتنحنحت اجيب صوتي أسمح بالدخول
= قصي بيه...في واحدة برة بتقول انها مراتك ...وعايزة تقابل حضرتك..
اتعدلت أفكر باندهاش ...مين فيهم ممكن تيجي هنا .... مستحيل زينب ....نسمة!
_ نسمة؟
= لا يا فندم ...بتقول اسمها زينب..
_زينب..!!!
بصتلها لحظة اردد باندهاش ... قومت من مكاني بسرعة وخرجت برة المكتب ... فتحت الباب ابص برة في الانتظار ... فعلا هي ... قاعدة بنفس شرودها اللي كانت عليه امبارح ....على راسها طرحة حطاها باهمال واقعة من على جزء من راسها بدون ماتحس ... عيني نزلت لايدها اللي بتحركها على بطنها بشرود عجيب وبتهمس بشىئ معرفوش
- زينب ...
انتبهت اخيرا من شرودها ده على صوتي ... رفعت عينيها بهدوء تبصلي ... بعدين قامت تمشي اتجاهي ... بدون ولا كلمة وسعتلها تدخل المكتب لما صمتها طال ... بصيت للسكرتيرة
- هاتيلها ليمون ..
ودخلت وقفلت الباب ورايا
لقيتها راحت بنفس هدوئها اللي بقى يخض ده وراحت قعدت على كنبة بعيدة في المكتب ... اتنهدت.... وروحت قعدت جنبها واول حاجة عملتها بصتلها بعصبيه وقربت منها في قعدتي ورفعت ايدي على طرحتها اللي بقت في نص شهرها دي وبدأت بايدي اعدلها على شعرها
- ابقي اظبطي نفسك قبل خروجك من البيت ... مش هقول تااني .....وأرحميني شوية
رفعت ايدها على ايدي تعدلها بملامح ....كأنها لسه فايقة او مستوعبة دلوقتي
نفخت من التوهه اللي هي فيها دي من وقت اللي حصل ولسه مكمله معاها معرفش لامتى
- خير ... ايه اللي جابك هنا ... في حاجة حصلت ..؟
هزت وشها بمعنى ايوا ... حتى كلامها بقى قليل قوي اماءات طول الوقت والكلام بقى مختصر بشدة ... معرفش ايه جرالها بس .....
أنا عارف ان اللي حصل صعب خصوصاً بعدما وصلني انهيارها بعد معرفتها بموت الطفل داخل بطنها ونزوله ميت ...... من بعدها وهي غير طبيعية بالمرة ... صمتها الغير معتاد كل ما أشوفها ده ميطمنش ابدأ
- ايه اللي حصل ؟
سألت لما طال صمتها ...
سكتت شوية تعدل جانب الطرحة وعيني في عينها وكأنها بتشوف تقول ايه او تبدا منين ... استر ياارب ... أنا من وقت اللي حصل امبارح وأنا مش ناقص
- انا كنت جاية اقولك اني ... اني خلاص.... مش عايزة اطلق ... وموافقة كمان ... موافقة كمان على وجود مراتك التانية معاك ... معنديش مشكلة
جمعت حواجبي وانا ببصلها باندهاش ... هي مالها ... ولاقالت ايه!!
قربت منها في قعدتي ورددت بهدوء
- ايه .. قولي كدة تااني !!
ارخت عينها تبص على ايديها اللي بتفركهم في بعض دول بعدين رفعت عينيها تاني
- بقول اني مش عايزة اطلق ... بلاش تطلقني لو سمحت ...
ضيقت عيني أكتر وانا ببصلها
- غريبة يا زينب .. هو فيه ايه مالك ..!!
رفعت عينيها برضو تبصلي لكن المرادي بدموع لامعة فيها وهمست بصوت مكتوم وفاجاة لقيتها حطت ايديها على بطنها تاني
- انا ... انا عايزة ... عايزة طفل بدل اللي مات يا قصي.. عايزة واحد مش ميت .. ييجي واشوفه .. واشيله بين ايديا وهو عايش وصاحي وبيبصلي ... عايزاه ييجي بعد كل التعب اللي هتعبه تاني واللي هشوفه تاني .. ييجي عايش .. حي ... لوسمحت يا قصي
رفعت ايدها تلحق دامعة نزلت بسرعة وكملت وايدها على بطنها وباقي الدموع نزلت ورا بعض بدون ارادة منها
- انا .. انا بقيت كل يوم بصحى .. بصحى على وهم حركته في بطني .. مش ... مش قادرة اتخيل انه ... انه مبقاش موجود هنا بعد ... بعد كل التعب ده ....بعد كل إحساسي بيه طول الوقت ده...انا .. انا كنت ... كنت اتعودت على حركته هنا ..اتعودت اصحى من عز نومي بسبب تعبي منه .... انا ..انا حاسه ان انا اللي ... اللي مت ... مش هو ...لو سمحت يا قصي... أنا عايز واحد عاايش
غمضت عيني وانا بنزل راسي بتعب من كلامها ده مع دموعها اللي بتنزل بالشكل ده ..
- ولو ... ولو كنت هسببلك مشكلة مع مراتك واهلها لانهم اكيد بقوا متاكدين انك ... انك هتطلقني بعد اللي حصل وموت ابننا ....
لحظة وكنت رفعت وشي بحدة على اللي سمعته منها لما كملت
_ خلاص طلقني ... انا عارفة انك انت كمان اكيد كنت ما صدقت عشان تطلقني وتخلص مني ... بس ... بس ياريت في اسرع وقت لو سمحت عشان ... عشان الحق اتجوز واجيب طفل تاني ... يكون عايش
بصتلها بعيون واسعة من الهبل اللي أنا سمعته ده
- نعم يا اختييي ... وهو اي حد وخلااااااص ولا ايه ..!!!!!
رفعت صباعها الصغير ده بتحذير هادي ينافي دموعها اللي على وشها دي
- من فضلك يا قصي ... مفيش داعي لكلامك ده ... انا الحمد لله في اكتر من حد سالوا خالتي امتى طلاقي ... عشان يتقدمولي ... يعني الموضوع مش هيطول وهكون حامل تاني ان شاءلله .. واجيب طفل جديد...ميموتش..
بصتلها بعيون ضيقة كلها شرار ..و عصرت ايدي عالكنبة جاامد اطلع فيها غيظي من اللي انا سامعه ده ولقيت نفسي بقوم وبقرب منها وبهمس في وشها مباشرتا
- انتي عارفة ... لولا اني مقدر حالتك المجنونة دي انا كنت عملت ايه ... كنت قومت جبتك من شعرك دلوقتي يا زينب بعد الكلمتين دول ..
- يا قصي ...
- اخرسييييييي ..
قولتها وانا بخبطت بايدي عالكنبة بقوة... التفت من نظرتي ليها الحادة دي على خبطة الباب ودخول السكرتيرة بالليمون
- الليمون يا قصي بيه ..
حطت الليمون وخرجت ... نفخت وانا بشيله اشربه كله في بوق واحد اطفي النار اللي هي عملتها جوا دي بكلامها ده
هبدت الكوباية بعنف عالترابيزة قدامها ..
- بقى حضرتك عايزة تطلقي عشان تتجوزي وتخلفي ها ...
وعشان تثير غيظي زياده بمنتهى الهدوء والامبالاة هزت راسها بايوا
- انا بعفيك من اي حرج يا قصي ..ولو مش هتقدر نكمل مع بعض ... خلاص ممكن نطلق ..... بس من فضلك في اسرع وقت .. عشان لسه قدامي وقت عدة..
- قولت اخرررسييي ... ايه مبتسمعيش ...
بصتلي بعيون واسعة واخيرا صوتها نبرته عليت شوية بدل برودها اللي هينقطتني ده
- انا عايزة اعرف انت زعلان ليه دلوقتي ..انا فاهمة الموقف ومقدرة اللي انت فيه ... وعشان كدة بقولك طلقني والحمد لله في ناس تانية ممكن تتجوزني وبرضو هعرف اجيب طفل ... من فضلك اختار بسرعة ... عشان انا عايزة الطفل ده في اسرع وقت ..
قالت كلامها اللي المفروض اقوم افتح دماغها بعده ده ... وقامت وقفت تمشي ...
- استنييي هناااا!!!
وقفت عند الباب ... روحت اتجاهها .. وبنفس العصبيه اللي هي السبب فيها دي قربت اعدلها الزفته اللي على دماغها دي بعد ما اتزحلقت تاني لتحت
- ااه .. براحة يا قصي ..
- تعرفي تخرسيي خااالص ... مسمعش صوووتك ... البووق ده ميتفتحش خااالص دلوقتي....فاااهمة .
روحت اتجاه المكتب اجيب تليفوني وحاجتي وحطيت ايدي في ايدها بنفس الغيظ ومشيت وهي ورايا ايدي في ايديها
مشيت بيها قدام كل الموظفين في الشركة بالشكل ده وطبعا عارف ان اللي هيسال بعد كدة ... السكرتيرة هتعمل الواجب وطبعا الموضوع اكيد هيوصل لوالد نسمة
فتحت باب العربية
- اركبييي
- على فين يا قصيي ... عالماذون ؟
برودها في سؤالها ده وكانه عادي كدة هيخليني ارميها تحت العربية دي وانا مطمن ومرتاح ... قلعت نضارة الشمس بعنف وميلت عالعربية اهمسلها من بين سناني بغيظ
- اركبي يا زينب واقفلي البق ده ... مسمعوش خاالص طول الطريق ... مااااشي
بنفس البرود والهدوء اللي عمري ما شفتها عليه من يوم ما عرفتها ... ركبت العربية ... ركبت جنبها بنفس الغضب والحركات العصبية المنافية تماما لهدوىها وبرودها ده
طلعت بالعربية فعلا .... وانا بحاول اهدي نفسي من الزفت اللي قالته ده ... قال اطلقها عشان تتجوز وتلحق تجيب طفل عايش .... هو اي حد وخلاص يا بنت ال......
التفت ابصلها بنفس العصبيه ... قاعدة باصه من شباك العربية بنفس شرودها وبرودها ده وبرضو ايدها على بطنها بنفس الطريقة... قسما بالله لولا مقدر الجنان اللي هي فيه ده من بعد اللي حصل لكنت ...
نفخت بصوت عالي من الحريقة اللي جوايا من كلامها ده ومن مجرد التخيل بس
- قسما بالله اكون قاتلك ومتاويكي ..
لقيتها التفتتلي
- بتقول حاجة يا قصي
- بقول اكتمي خاالص وبصي قدامك احسنلك لحد ما نوصل
سكتت لحظة
- هنوصل فين ... هو انت واخدني فين ؟!
- ضربت بايدي عالعربية
- قولتلك اخرسييي خاالص ... مش عاايز اسمع صوتك تااني ... واخدك اموتك ... عندك ماانع
للغرابة والغيظ الاضافي هزت كتفها بنفس البرود وبصت للشباك تاني
- ماشي
نفخت تاني من برودها ده ... وحاولت بقدر الامكان انسى انها معايا هنا في العربية .. بس عشان ماذيهاش ..الصبر من عندك يااارب عليها
..............................................................
- سلمى !!!
بلعت ريقي بتوتر ... مع طول الصمت ده والنظرات دي ... معقولة ممكن يقولها بجد ... لقيت اني مش هقدر اتحمل حاجة زي دي على الاقل كرامتي مش هتسمحلي اجيله لحد عنده ويقولي حاجة تانية او يطردني فعلاً ..
لقيت نفسي برفع راسي بكرامة وثقة وبعدته بايدي ودخلت على جوا
لحظة من نظرته بدهشة وسمعت قفلة الباب وخطواته ورايا
دخلت على طول على أوضة النوم .... بصيت فيها نظرة سريعة ... لكن غصب عني طالت .. الاوضة اللي مقدتش فيها غير ليلة واحدة بس ... كانت اول ليلة بينا ... اول كل حاجة ... احلى ليلة في حياتي ... غمضت عيني بأسى على قدرته انه يبقى موجود فيها من غيري وينام عادي كدة ... وانا اللي مدوقتش طعم النوم في غيابي عن حضنه اللي خلاص بقيت معتادة النوم فيه لدرجة حاسه حاجة نقصاني . فتحت عيني بسرعة لما حسيت بيه واقف ورايا
بصيت لفوق الدولاب البعيد ده ... بسرعة وقدام دهشته جبت كرسي التسريحة وحطيته قدام الدولاب وطلعت عليه ... جبت شنطة سفر اللي كانت جايه فيها هدومي اللي ملحقتش تبقى جنب هدومه في دولاب واحد وكنت خلاص ... ماصدقت المنظر ده شفته بعيني وقلبي كمان
حطيتها عالسرير وفتحتها بنفس السرعة ونظرتي اللي اتحولت من التوتر للغضب ده
وقدام نظراته المندهشة دي فتحت الدولاب وبدأت اخرج هدومي قطعة قطعة من الشماعات واحطها في الشنطة ... كنت بعمل كدة وانا عمالة بسأل نفسي معقولة هيسبني أمشي بجد ... والله يا ميمو لو عملتها وسبتني أخرج بيها لمانا راجعة تاني بجد ... معقولة هيكتفي بنظراته المندهشة دي بس لحد ما اخرج بيها ولا ايه ؟!!!!
اخيرا قرب بسرعة وسمعت صوته اللي اخيرا فاق من النوم ده ولقيته بيقول بنبرة عرفاها كويس
- انتي بتعملي ايه ؟!!
بنفس وضعي رايحة جاية بين الدوللاب والشنطة
- زي مانت شايف .. باخد حاجتي ..
قرب بسرعة يشيل الهدوم من الشنطة بنفس سرعة ايدي اللي حطتها
- انتي اتجننتي يا سلمى .. بتاخدي هدومك ...طب وبعدين ..
ولا كأني شايفة الشنطة اللي بقت فاضية فاجأة وقربت تاني احط فيها باقي هدومي من الدولاب
- بعدين ايه ... ولا قابلين ... زي مانا في بيت بابا زي مانت قولتلي .. ولحد ...
وقفت حركتي ابصله لحظة
- لحد ما توصلني ورقتي يا ميمو ... زي مانت عايز بالظبط
وكملت اللي بعمله لحد ما فاجأة لقيته بيلفني ليه وفي حركة سريعة كان شدني من ايدي لصدره في حركته المعتادة دي واخد من ايدي القطعة اللي كنت مسكاها دي ورماها بحركة قوية باهمال عالارض
- انتي اتجننتي ..ورقة ايه وزفت ايه اللي بتتكلمي عنها .... انتي اتهبلتي يا سلمى وانا معرفش !!!!
رفعت ايدي ابعده عني وابعدني عن صدره
- مش ده اللي انت عايزه وبتعمله ... عايزني اعمل ايه ... اتحايل عليك مثلا ... اوعى كدة خليني اخد هدومي وامشي ..
حط ايده على ايدي اللي بتبعده دي وثبتها على صدره يقربني منه زياده بايده التانيه وهمس بعد تنهيدة
- واهون عليكي ... اهون عليكي تاخدي الهدوم اللي ماصدقت كل ما افتح الدولاب اشوفها جنب هدومي ... عارفة وقتها بعمل ايه .. بتنهد تنهيدة تجيب اخر الدنيا ومبهمسش غير بحاجتين اتنين بس ... اني احمد ربنا على كرمه ليا كل ده وان هدومك بقت في حضن هدومي وبيتقفل عليها دولاب واحد والحاجة التانية اني ادعيه ... اقول يارب هدومها دي وتفاصيلها ما تفارق الدولاب لاخر يوم في عمري .. وانتي بقى جاية تاخديها ... اهون عليكي يا سلمى ..
كنت سرحانة بعيني جوا عينيه مع كل همسه اللي يدوب الحجر ده ... لكن بعد ما خلص هزيت راسي افوق وابعد ايدي من تحت ايديه اللي على صدره دي وازقه تاني يبعد
- هو مش انت اللي قولتلي كدة ... وسايبني كل ده ... يبقى انا اللي هونت يا ميمو ... انا اللي هونت ..
مسك ايدي تاني لكن المرادي حطها ورا ضهري قربني منه زيادة لدرجة بقيت جوا حضنه اللي كان واحشني قووي قوي ده ... وحشتني ريحته ... انفاسه .. وهمس بنفس طريقته اللي تدوب دي
- والله العظيم ... ربنا واحده يعلم قلبي واجعني ازاي بعدها ... وكانه مش مصدق ولا مستوعب اني قولتلك الكلام ده ... لكن ....
سكت يتنهد بعدين لقيته بصلي واخدني من ايدي نقعد على طرف سريرنا
- زينب يا سلمى ... زينب اختي مبتعملش اي حاجة دلوقتي غير انها بتدفع تمن وجودنا مع بعض .... لواحدها ... وهي ملهاش ذنب في اي حاجة ... متعرفيش لما ببص في وشها او اشوفها في اي وقت بيجرالها اللي بيجرا ده ... انا بحس بايه ... بحس اني اوحش اخ في الدنيا واني بنيت سعادتي على تعاستها هي بعد كل اللي حصلها ده بسببي وبسبب علاقتنا ببعض من الاول ... واللي عمله فيها أخوكي ...
- تقوم ... تقوم تزقني قدامهم وتعاملني بالشكل ده .... كدة يفهوا ايه بس ... ان علاقتنا هي كدة ومبنية عالشكل ده ... وانك كل يوم ممسيني باهانة ومصبحني باهانة ... يرضيك يشوفوني كدة يا ميمو ..
لقيته غمض عينه بندم بعدين قرب مني يطبع شفايفة بحنية على خدي
- حقك عليا ... والله ما كنت اقصد كل ده ... ولا عمري فكرت ولا قصدت اهانتك ابدا ... بس أنا قولتلك وقتها متجيش معايا ... عشان عارف اول ما اشوفها موجوعة كدة ايه اللي هيجرالي
لفيت من بين ايديه ابص قدامي بنفس الزعل
- ولحد امتى بقى هتدفع علاقتنا تمن كل حاجة تجرا لاختك كدة ... يا ميمو انا تعبت .. تعبت من اني مش لاحقة افرح ... مش لاحقة ... وانا مليش ذنب في كل ده
حسيت بايديه على درعاتي بيلفني ليه تاني في قعدتنا دي وقرب مني في قعدته
- انتي عندك حق ... في النهاية انتي ملكيش ذنب في حاجة ... حقك عليا ... اوعدك هحاول اخد بالي بعد كدة منك انتي بالذات مش بعلاقتنا وبس ... حقك عليا ... بس عشان خاطري بلاش اسمع منك تاني موضوع الطلاق وورقتي والكلام اللي قولتيه ده ... احنا اللي بينا اكبر من كدة يا سلمى ..واخر مرة هدومك دي تخرج برة الدولاب ده تاني .... عشان خاطري بلاش اهون عليكي كدة
- يا سلام .. مانا هونت اهو .. وجيت لقيتك نايم ولا على بالك ...
قرب في قعدته اكتر لدرجة وشه بقى قدام وشي
- طب اقسملك بالله ... والله كمان مرة ما شفت النوم من يوم ما فرقتيني ... الايام اللي فاتت كلها كنت مشغول مع زينب في المستشفى من اول ما فاقت وصرختها وانهيارها اول ما عرفت بوفاة الطفل وقتها معملتش حاجة غير اني اخدتها في حضني وفضلت جنبها عالسرير طول وقت المستشفى ... ما بفارقش حضنها لتصحى في اي وقت تصرخ وتنهار تاني ..حتى بعد مرواحها البيت ... نفس الحكاية وانتي عارفة اني مبعرفش اغمض عيني هناك اصلا ... يدوب لسه جاي ووالله ... وغلاوة سلمى عندي ماعرفت اغمض عيني من ريحتك اللي في الاوضة وعالسرير مفارقتش مناخيري من وقت ما دخلت الشقة ... يدوب لسه التعب غالبني وش الصبح ... ومصحيتش غير على صوت جرس الباب ... وانتي بتصحيني ..
رخيت عيني لتحت بنفس القمص ... لكن رفعت عيني لما حسيت بشفايفه على وشي
- حقك عليا ... عشان خاطري خلاص بقى ... وبلاش موضع انك تسيبي البيت ده ... وانا يارب لساني يتقطع لو قولتهالك تاني ..
حطيت ايدي بسرعة على شفايفة
- بعد الشر عليك ... متقولش على نفسك كدة تاني ابداا
لقيته ابتسم باطمئنان وراحة بعدين بعد ايدي عن شفايفه وقرب يطبعها على خدي تاني
- والله بحبك ... بحبككك
..............................................................
: وصلنا قدام الفيلا بتاعتهم .. ايه ده ... هو جايبني هنا ليه...
بصيت حواليا عالمكان .... بعدين رفعت عيني ليه لما لقيته قدامي بيفتحلي الباب وبيقول بنفس غضبه اللي انا مش فاهمة سببه من الصبح ده
- انزززليي ..
نزلت من العربية فعلا
- قصي ... انت جايبني هنا ليه ؟
مردش عليا ... بالعكس حط ايده في ايدي نفس المنظر اللي خرجنا بيه من الشركة وشدني فاجاة وراه لدرجة كنت هقع ودخل بيا الفيلا
- يا قصي ... يا قصي انت واخدني على فين ... خالتي كدة هتستغيبني ... يا قصييي
برضو مبيردش عليا .. نفس سحبته ليا وراه وطلع بيا لفوق قدام كل الشغالين اللي في الفيلا ... بعدين التفت ليهم وبصلهم من فوق وقال
- حضروا غدا كويس وطلعوا لفوق ...
وشدد على ايدي بغيظ وغضب .... وكمل طريقه لاوضتنا فوق ... دخلنا وقفل الباب وراه
التفت ابص للاوضه اللي سيباها حاسه بقالي كتير قوي ...بعدين التفت ليه
- قصي .... في ايه ؟
- هو مش حضرتك خيرتيني انا ولا غيررري ... انا قولت انا اولى بقااا.
رغم صعوبة كلامه اللي خلاني غمضت عيني من المعنى اللي يقصده ده ... لكن في النهاية فعلا ده كلامي اللي كنت اقصد كل حرف فيه ... انا فعلا بتعذب وحاسه احساسي بالمرار ده مش هينتهي الا بوجود طفل تاني جوايا بدل اللي مات
- قصي ...
لقيته صرخ فيا بعصبية اشد من اللي قبل كدة
- اخرسيي خااالص .. مسمعش صوتك تاااني..بقى كدة يا زينب.. في واحدة محترمة تقول الزفت اللي انتي قولتيه ده ... قسما بالله العظيم لولا حالتك النفسية اللي الدكتور حذر منها دي لكان ليا معاكي تصرف يندمك على كل حرف قولتيه
بعدين لقيته نفخ بعد كل العصبية والصوت العالي اللي جاب اخر الفيلا ده وراح اتجاه الدولاب وخرج حاجة من الحاجات اللي بنام فيها
- اتفضلي تدخلي تاخدي زفت على دماغك ... وتتغدي وتتخمدي ... وده احسنلك عشان والله العظيم .. انا لو سمعت منك كلمة كمان النهاردة لمش عارف هفضل صابر عليكي كدة لغاية امتى ... فاحسنلك تتخمدي من قدامي دلوقتي حالااا ...
خلص كلامه بصوته ده وسابني وخرج قافل الباب وراه بشكل رعبني
قربت اخد البتاع اللي خرجه ده
- انا مش عارفة بس ايه اللي مضايقه كدة ..هو مش كدة كدة كان هيطلقني..!!
.......................................
_ ما تخليني أجي مع حضرتك يا بابا ...وفيها ايه بس؟!
لقيت ماما هي اللي بترد
_ أبوكي رايحله الشغل ...هتروحي معاه الشغل ....
_ وفيها ايه بس ...انا هقعد ساكتة لو مش عايزاني اتكلم خاالص ...ولا هعمل اي صوت
كان نفسي اروح معاه....بس عشان أشوفه ..... وحشني قوي ياارب ..بقالي أكتر من أسبوع مشفتوش ..... بعد ما خلاص كنت معاه صاحية نايمة ...... لو يعرف وحشني ازايي ...ومش عارفه...مش عارفه ازاي سمع كلام بابا فإنه ميشوفنيش كل ما ييجي ...ازااي رضي بكدة بس...
لقيته رد بعدما خلص قهوته وحطها وقام يقفل جاكت البدلة
_ أنا رايحله اتكلم معاه بشدة خليه يرسينا على حل ....مش معقوله كل ده ولسه معرفش هيعمل ايه ..... مينفعش يفضل سايبك كدة ..... ومتقلقيش أول ما أخلص معاه هكلمك في التليفون لو معرفتش أجي دلوقتي
....……......…......…..
كنت قاعده على نار ....مستنية اي مكالمة من بابا ....اووف ...يارب قصي يقول طلقها بقى ... خصوصاً انه خلاص مبقاش فيه حاجة تجبره يبقى معاها ...... الحمد لله...حاسه ان كل ده حصل... عشان المشكلة تتحل .... واخيرا نكون مع بعض زي اي اتنين .....عن سعادتي لو جه اليوم ده ...يااه..
بصيت في التليفون... اتصل بقى يابابا ..... اتصل
_ يابنت هو لحق ....اتهدي بقى واهدي كدة خيالتيني..
التفت لماما ولسة هرد عليها لقيت التليفون بيرن ...قولت بحماس وسعادة
_ أهو شفتي ...لحق ولحق كماان ...
وبسرعة فتحت التليفون وحطيته على ودني
_ بابااا
سمعت صوته بسرعة وعجالة
_ نسمة....اسبقيني على فيلا جوزك ... بسرعة..
سكت لحظة باندهاش ....هما عايزيني؟!
_ خير يا بابا...هو قصي طلب يشوفني؟
رد بسرعه
_ بطلي اسىلة وانجزي ....اسبقيني على هناك .....بس متدخلش الا لما أجي
بعدين سمعته بيقول للسواق
_ اطلع على فيلا عمااار..
#رانيا_أبو_خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا....ياتراااا الموقف هيكون ازااي وخلاص كدة قصي مفيش هروب ولاازم المراادي يرسى على بر بجد ....مبقااش فيها تفكير ولا اختيارات ...بقى فيها كلمة واحدة تنهي كل ده ....توقعاتكواا الكلمة دي هتبقى على ميين؟!!
وميمو هيعمل ايه بعد ما يعرف اللي أخته عملته من وراااه ؟!!!
وتصرف والد نسمة مع زينب اللي هيشوفها لأول مرة ...ياترااا هيكون ايه وهل هتتحمله ولا قصي هيكون ليه رأي تااني
رأيكوااا وتوقعاتكوااا... قراءة ممتعة ❤️
#رانيا_أبو_خديجة
إرسال تعليق