رواية ميمو الفصل الخامس والستون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ميمو
الفصل الخامس وستون
#ميمو
#رانيا_ابو_خديجة
فضلت معاها فعلاً وجنبها طول الليل... لحد ما اخيراً نامت.....كانت ضامة نفسها بشكل عجيب...زي بيبي نايم
خلعت جاكت البدلة وحطيته بعيد...... وقربت منها
بصيت في وشها كتير بعدين ابتسامتي زادت من جمال تفاصيلها وهي نايمة كدة ....كانت خلعت الطرحة وفكت شعرها وخلعت البلوزة اللي كانت لبساها وفضلت بحاجة تحت بنص كم
مررت عيني على تفاصيلها دي بعدين وبشكل تلقائي لقيت نفسي بسحبها لحضني
اخدتها في حضني واتنهدت برتياح من وجودها هنا .. في المكان ده... في حضني وهي لسه مراتي ... على ذمتي.. بعدين رجعت أبص لوشها تاني
حسيت حاجة بتشدني عشان أرفع ايدي عليها ... وفعلاً رفعت ايدي ومررتها على كل ملامحها ...
جميلة.... جمالها فيه برأءة طفوليه عجيبة... بتخليني ابتسم بضحك كل ما أشوفها
قربت أطبع شفايفي على جبهتها ومنها على خدودها ... غصب عني بتأسرني ...... ووجودها معايا هنا لواحده بيديني احساس بحقي فيها
لسه شفايفي هتكمل طريقها ...لقيتها اتململت في نومتها بعدين فتحت عينيها فاجأة.. بصتلي شوية وهمست
_ قصي...
همست وأنا بنزل في السرير أكتر
_ عيوون قصي ....
لقيتها بتبعدني بايدها
_ قصي....
قربت أكتر
_ مش قادر... أنا بحبك يا نسمة....بحبككك
زقتني بايديها اكتر مع عيون واسعة متفاجئة من قربي ده
- انت بتعمل ايه ... اوعى يا قصي قولتلك مش عايزة كدة دلوقتي ... اوعاااا بقوووولك
ولان حجمها صغير مقارنتا بيا غلبت رفضها من لهفتي عليها وقدرت اميل بيها عالسرير رغم عنها
- يا نسمة بقوولك بحبككك ..... بحبكككك
كانت اخر حاجة قولتها قبل ما اسكتها خالص بعد صرختها دي
- يا قصيييي لااااا .... بقوووولك لاااااااا..... اااااااه
ما صدقت اما نامت اخيرا بعد خوفها وتوترها ده كله من بعد كل اللي حصل .... كنت واقف في بلكونة أوضة الاوتيل وفي ايدي التليفون اللي ما صدقت شحن شوية واخيرا فتح .... بحاول اكلمها من وقت ما فتحت التليفون ... برضو تليفونها مقفول .... حتى تليفون الفيلا محدش بيرد اكيد كله نايم دلوقتي
رفعت التليفون وقولت اكلم ابويا ... خطوتين بس لحد اوضتها يطمني عليها ... انا عارف زمان دماغها اللي مبتوقفش تفكير دي دلوقتي بتودي وتجيب واكيد غيابي ده ترجمته اني فعلا مع نسمة .... قلقان عليها بشكل مش طبيعي من بدري .... من وقت ما سبتها النهاردة الصبح بشكلها ده وقهرتها اللي في عنيها وشكلها من وقت ما قولتلها اني مش هطلق نسمة .... غمضت عيني وأنا بنفخ بضيق الدنيا كله ... لا حول ولا قوة الا بالله ... بغيابي ده أكيد ....أكيد مش هيعدي معاها على خير ... زمانها حالتها حالة دلوقتي....وده اللي رعبني عليها......أهم حاجة بس متأذيش نفسها ولا اللي في بطنها.....رفعت التليفون على ودني ... غمضت عيني بشكل اشد وانا بضغط شفايفي بزهق وتعب ... حتى تليفون ابويا مقفول انا عارف بيعمله صامت او يقفله خالص قبل ما ينام... نزلت التليفون ابص فيه تاني احاول اكلم تليفون البيت للمرة مش عارف كام يمكن حد يصحى عالصوت يرد عليا يطلع بس يبص عليها ويطمني ... لسه بحط التليفون على ودني سمعت صرخة النايمة جوا دي ... بسرعة التفت بخضة وجريت عليها
لقيتها قاعدة عالسرير بتبص حواليها بخضة وتوهان وحاطة ايديها على بوقها
- نسمة .... ايه يا حبيبتي ... مالك ...في ايه تاني؟!
بصتلي كتير قوي بعيون واسعة وكأنها لسه شيفاني دلوقتي
قربت بسرعة اقعد جنبها عالسرير
- نسمة ... مالك يا حبيبتي ... كابوس تاني برضو
برضو بصالي كتير قوي بعدين اخيرا غمضت عنيها بتنهيدة وهي بترجع شعرها لورا وهزت راسها بمعنى ايوا كابوس
اتنهدت انا كمان بتعب .... وبعدين في الليلة اللي مش عايزة تعدي دي ....قربت منها ... نفس اللي حصل من نص ساعة تقريبا اول ما حطت راسها عالمخدة تنام بعديها بشوية لقيت نفس الفزع والصرخة دي ....ولما سألتها قالت كابوس ... وانها شافت في الحلم ان باباها جه هنا واتخانق معايا وعايز ياخدها بالقوة وقامت مفزوعة على انه اتسبب في اصابتي قدامها واني تقريبا مت كمان وبرضو خادها ومشي .... دي لو أحلام عصاري مش هتبقى بالرعب ده
قربت منها وسألت
- حلمتي بباباكي تاني برضو؟
بصتلي بنفس فزعها وحركت راسها بلا بعدين اخيرا همست
- ل... لأ ... كا...كابوس بشع ... وحش قوي
حطيت التليفون جانبي وانتبهتلها
- ايه المرادي ... هي الليلة كلها هتبقى كوابيس ولا ايه؟
ضغطت عنيها بشدة بعدين فتحتهم وبصتلي نظرة مفهمتهاش
قربت اسحبها لحضني من خوفها اللي في عنيها ده ... لكن اتفاجات بيها بترجع خطوة لورا وفي عنيها خوف شكله كدة مني
بصتلها لحظة باندهاش
- ايه يا حبيبتي ... مالك ؟
رفعت ايديها الاتنين على دراعاتها العريانه دي وقالت
- انا ... انا عايزة البس هدومي
جمعت حواجبي باندهاش من تصرفاتها ونظراتها دي
- تلبسي هدومك ... مش فاهم ... ليه مش هتنامي ؟!
سحبت الكنزة الخفيفة دي تداري الجزء العلوي الباين من صدرها لدرجة كمشتها بايديها وكانها بتداري نفسها مني انا
- احم ... لا بس ... بس خليني البس هدومي احسن
بصتلها وانا مش فاهم ايه جرالها
قربت شويه اكتر لقيتها بعدتهم وبرضو عنيها عليا بخوف
- نسمة ... في ايه ... مالك .. انا عملت حاجة ضايقتك
للغرابة هزت راسها بايوا وهي على نفس حالتها برضو ماسكة صدر البتاعة اللي لبساها دي بشكل عجيب وايد تانية على درعاتها تخبيها مني ... مالها دي ايه جرالها
- نسمة ... انتي مكسوفة مني ؟
سكتت بنفس نظراتها
- طيب خايفة ؟
هزت راسها بسرعة بايوا
رفعت حواجبي بعدم فهم الخوف اللي دخل قلبها فاجاة ده ...
سكت شوية أبصلها
- نسمة ... انتي شوفتي ايه في الكابوس ده بالظبط ؟!
بصتلي نفس نظرة خوفها اللي في عنيها دي ... بعدين بنفس هزة صوتها المرعوبة دي قالتلي شافت ايه .. ااه .. الكابوس المرادي كان من نصيي انا
قربت وغصب عنها بعدت ايديها المكتفة نفسها بيها دي بعيد.... وبراحة سحبتها لحضني
- نسمة ... طب بذمتك ده حلم تدخليني معاكي فيه ... وكمان خايفة مني على أساسه
بعدين رفعت عنيها وهي في حضني كدة ابصلها
- هو مش انا لسه قايلك من وقت ما دخلنا الاوضة دي انك لو مش عايزة ده خالص لحد الوقت اللي تقولي عليه .. انا موافق
سكتت كأنها بتفتكر بعدين هزت راسها بشدة بمعنى أيوا
رجعت شعرها بعيد عن عنيها وحطيت ايدي على دراعها اللي كانت بتخبيه مني من شوية ده
- ليه يا حبيبتي الكوابيس دي كلها في ليلة واحدة كدة؟!
سكتت بحزن بعدين قالت
- اول مرة انام وبابا وماما زعلانين مني كدة يا قصي ومخصمني كمان ... كمان اول مرة انام في مكان محدش منهم معايا فيه ... دايما كانت بتبقى معايا ماما لو مكنش بابا ... انا فعلا خايفة
قالت كلمتها الاخيرة دي وهي بترمي راسها على صدري بنفس نبرة الحزن ... مررت ايدي على شعرها
- طب انا زعلان منك ... عشان كل الخوف اللي عقلك بيترجمه على هيئة كوابيس ده وانتي معايا ... المفروض تكوني حاسة بأمان اكتر من كدة ... وبعدين يا ستي لو على بابا وماما فوالله ربنا يعلم ... انا قد ايه متضايق من اللي حصل
بعدين ميلت ابص في عنيها
- كانوا عايزين يطلقونا غصب عننا يا نسمة ... ولو كان ده حصل ... باباكي يستحيل بعد كل ده يحط ايده في ايدي تاني وكنت هبقى خسرتك للابد
حركت وشها على صدري اكتر من مرة وهمست بصوتها النايم على نفسه ده
- طب والعمل .. هيفضلوا مخصمني كدة
ميلت ابوس راسها احسسها اني معاها وجنبها
- والله .. والله كمان مرة ما هرتاح ولا هبقى تمام الا لما يصلحوكي وييجوا بنفسهم يحضروا فرحنا ويباركولنا كمان
رفعت راسها بفرحة
- فرحنا ..!!
طبعت بوسة كمان اعلى راسها على شعرها وكملت بابتسامة نسمة متستحقش غيرها
- وأحلى فرح ... زي ما كنا متفقين ... كل حاجة هتحصل زي ما كنا مرتبين لها كمان ... ولا هقصر في حقك لحظة واحدة بس .. زي ما وعدتك
بصتلي بفرحة اخيرا في عينيها حلت محل الخوف ده بعدين دفنت راسها أكتر في صدري وهمست
- انا بحبك قوي يا قصي ومصدقاك وعارفة انك اكيد هتعمل المستحيل عشان تصالح بابا وماما ... ودي أهم حاجة عندي ...أصالحهم
رفعت ايدي امررها عليها كلها وانا بسمي الله ... لقيتها رفعت راسها فاجاة تبصلي اول ماحست بايدي بتمر عليها ... بصتلها لحظة بعدين قولت
- ايه ... هقرا عليكي قرأن لحد ما تنامي عشان الكوابيس دي تبعد عنك
اتنهدت برتياح تاني بعدين رجعت تاني لمكانها داخل صدري ... قولت قبل ما ابدا امرر ايدي عليها واقرا قرأن يهديها ويخليها تنام في سكينة اكتر من كدة
- خلى بالك... الشيطان بيضحك عليكي عشان عارف انك خفيفة وبتصدقي
بعدين بدأت امرر ايدي عليها
- انا مش ممكن اذيكي عن قصد ابدا يا نسمة .. أنا بحبك...ومش ممكن أضرك او أغصبك على حاجة ابدا
بعدين اتنهدت وأنا بغمض عيني لما جه على بالي المرة الوحيدة اللي عملت كدة وأذيت فيها مخلوقة ملهاش أي ذنب...
_ ربنا وحده عالم ...انه مكنش قصدي....وحدك عالم يارب
همست من غير صوت وأنا لسه مغمض عيني وكل تفكيري فيها ... ياترى عملت ايه دلوقتي ببياتي برة كل ده
سمعت تنهيدتها وهي بتريح راسها اكتر داخل حضني ....بدأت فعلاً اقرا قرأن عليها ... وهنا رفعت راسي وانا دماغي بتمر وتفتكرها وقرايتي المعتاده كل يوم عليها ... ياترا نامت ازاي النهاردة وحالتها ايه .... كان نفسي بس حد يطلعلها يطمني عليها ويقولها اني هتاخر برة الليلادي بدل ما دماغها تعذبها من تفكيرها ده ... غمضت عيني بالم اشد .. لا حول ولا قوة الا بالله ... حاسس كل ما اجي ارضي حد .. اجي عالتاني ودي البداية يا قصي ... ربنا يستر من اللي جاي
حسيت بيها سكنت مكانها وانفاسها انتظمت .. قربت اريح راسها عالمخدة ... اتمنى بس تنام المرادي في هدوء من غير كوابيس ... حاسس بيها وبالغربة اللي هي حساها وهي بعيدة عن اوضتها وبيتها وكمان باباها ومامتها زعلانين منها ... لكن باذن الله اعمل المستحيل عشان اصلح كل ده
قومت من السرير اللي مريحتش عليه جسمي ولو لثانية حتى وأخدت تليفوني وروحت اقف وقفتي المعتادة من وقت ما دخلت الأوضة دي ونسمة بدأت تنام....بعيد عنها عشان مقلقهاش ... وقفت مكاني في البلكونة وحاولت اتصل بيها تاني يمكن تكون صحيت تصلي في الوقت ده كعادتنا سوا وتفتحه ... لكن برضو مقفول
اتنهدت بتعب اشد ... طيب اسيب اللي هنا مرعوبة دي ازاي وامشي ... استغفر الله العظيم ... لا حول ولا قوة الا بالله
فضلت على وقفتي في البكونة بالشكل ده وعلى نفس الحال شوية احاول اكلم اي حد وشوية التفت ابص على نسمة اللي الحمد لله اخيرا نامت من غير فزع وكوابيس المرادي
اخيرا النهار طلع والشمس غرقت الدنيا ... بسرعة قربت احاول اصحيها .. لكن مجرد ما بصيت في وشها ... صعبت عليا من التعب اللي عليه ... ما صدقت اما نامت شوية براحة بدون خوف ..
فتحت الادراج الموجودة دي ... لقيت ورقة وقلم
كتبتلها اني هخرج نص ساعة بالظبط وهرجعلها تاني
يمكن قبل ما تصحي هتلاقيني عندك ... بس عشان لو قلقتي متتخضيش... ولو صحيتي فعلا قبل ما اجي متتحركيش من مكانك ولا تفتحي لحد ولا تطلبي حاجة من الروم سيرفز ولا تفتحيلهم لحد ما أجي ... دقايق ومش هتاخر عليكي ... صباحك قمر زيك
طبقت الورقة وحطيتها عالكوميدينه جنب تليفونها وشنطتها وأخدت تليفوني ومفاتيحي وخرجت
اول حاجة عملتها روحت للامن وصيته عليها واديته الكارت بتاعي لو حصل اي حاجة يكلمني حالا ...
واخدت عربيتي وطلعت عالفيلا علطول ... ربنا يستر بس وتفكيرها اللي انا عارفه ده ميكونش خلاها تأذي نفسها
طلعت على اوضتنا علطول .. وقفت قدام الباب لحظة اخد نفسي من سرعة طلعة السلم ... حطيت ايدي عالمقبض الباب وانا بفكر ... اتراهن انها صاحية ... ويمكن زيي منامتش لحد دلوقتي ..
فتحت الباب وأنا عامل حسابي وعارف هلاقيها قاعدة عالسرير بنفس حالتها .. لكن ..
مررت عيني عالأوضة ... مش موجودة ..دخلت ابص عالاوضة كلها... معقولة لسه في اوضة سلمى
بسرعة خرجت على اوضة سلمى ... فتحت ودخلت بسرعة ....برضو .. مش موجودة ... هتكون راحت فييين بس ..
خرجت بسرعة ادور في كل اوض الفيلا الفاضية ... لكن ... لكن للغرابة والقلق في نفس الوقت ملقتهاش ... وقفت مكاني في الطرقة بعيون مرعوبة ... تكون فييين في وقت زي ده بس
بسرعة روحت على اوضتنا تاني ... وفتحت الدولاب ... هدومها زي ماهي ... مخدتش حاجة منهم
مسكت تليفوني وكلمتها تاني ... غمضت عيني بشدة وانابضغط ايدي عالتليفون ... برضو مقفول
بعد لحظات روحت اخبط على اوضة بابا .. وبسرعة دخلت
- بابااا ... بابااااا .. من فضلك اصحى كلمني ...بابااا
بالعافية فتح عينة وبصلي بعيون كلها نوم بصلي وبص للساعة جنبه
- قصي ... ايه ده ... انت لسه راجع من برة دلوقتي ... الساعة 6 الصبح!!
- بابا ... مراتي مش في اوضتها ولا في الفيلة كلها ... راحت فين في ساعة زي دي؟!
بعد الغطا عنه بعنف وقام من السرير
- وانا عارفلك ... فضلت اتصل بساعتك امبارح تيجي تشوف الزوجة التانية راحت فيين وحضرتك موبايلك مقفول ... عايزني اعملك ايه بعمايلك دي
همست بشرود وتوهان
- يعني... يعني هي مباتتش في البيت من امباارح ؟!
- الشغالين بيقولوا خرجت من بعد ما صحيت امبارح
- ايه .. طب .. طب وهتكون راحت فيين بس ؟
قرب يقعد على طرف السرير
- هتكون فين يعني ... اكيد عرفت بعمايلك دي وخدت بعضها وراحت لخالتها غضبانة
خالتها ... بسرعة خرجت من الاوضة لكن سمعت صوت بابا وانا خارج
- ابقى طمني يا سي زفت انك لقيتها واطمنت عليها
.......................................
وقفت بالعربية قدام باب البيت ونزلت ... لكن ...
وقفت عيني عالباب اللي عليه قفل كبير ... قربت امسك القفل بايدي .. ده مقفول بجد!!!
يعني مفيش حد جوا ... اتلفت حواليا على أي حد أسأله ... لكن طبعا ملقتش حد في الشارع في الوقت ده
فضلت واقف مكاني ... حاسس هتجنن ... تكون راحت فين لو مش هنا ....فييين بس ؟!!!!
...............................
- هتكون ... هتكون راحت فين بس يا قصي ؟
على نفس حالته من وقت ما جه قاعد على طرف السرير وساند دقنه على ايده الاتنين بهم .. ومبيردش عليا
قربت اقعد جنبه احط ايدي على كتفه
- قصي ...هي ... هي عرفت بوجودي معاك هنا
برضو ساكت .. حاسة انه في دنيا تانية ... عينة شاردة بشكل عجيب ...
غلطت ...غلطت لما سكت على حالتها دي وزعالها ....قهرتها اللي كانت في عنيها امبارح وأنا خارج مكنتش سهلة .... كنت لازم أعرف ...أعرف ان واحدة زيها صعب تسكت على كل ده وكمان غيابي كل ده...بس والله ماكنت أعرف اللي هيحصل ...هي بس ترجع..ترجع واطمن عليها وأنا مش هسيبها لواحدها تاني أبدا .....بس اعرف هي فين وترجع .أطمن انها كويسة ومأذتش نفسها للمرة التالتة...
فركت وشي بايدي الاتنين بخنقة ..... بتدور في دماغي خيالات دلوقتي.....يارب استر ... أعرف هي فيين بس ...فيييين
قومت بسرعة ووجهت كلامي للقاعدة جنبي دي بتقول في كلام مسمعتش منه حاجة
- قومي البسي هدومك وأجهزي بسرعة .. عشان .. عشان هوديكي الفيلا
بصتلي لحظة بعيون واسعة
- الفيلا ... قولتلك مش عايزة اروح يا قصي
- يا نسمة هي مش هناك اصلا ... وبعدين عشان اكون مطمن عليكي ... ويا ستي اما تبقى تيجي وابقى القيها ابقي امشي
بصتله لحظة ... انا عارفة انه متضايق ومقدرة عصبيته دي ... مهما كان هي مراته على ذمته وام ابنه ... بس اكيد .. واثقة انه بيحبني انا .. مش هي
هي مجرد واحدة الظروف فرضتها عليه زي ما فرضته عليها بالظبط .... طمنت نفسي بكل ده وسبته باصص في تليفونه معرفش بيحاول يكلم مين تاني... وروحت البس هدومي اللي جيت بيها امبارح عشان نمشي زي ما قال
..............................
من وقت ما جابني وطلعني الاوضة هنا واخد عربيته ومشي وانا ببص في الاوضة بفضول ... لمحت صورته روحت عليها بابتسامة ورفعتها ابوسها وهمست قدامها وأنا مع كل بوسة... بحبك.. بحبككككككك
بعدين همست للصوره وكأني بكلمها
_ جوزي ....ومش هيليق عليك غير انك تكون ..جوزي... حبيبي
حطيتها مكانها وانا لسه بلف بعيني في الأوضة ... روحت افتح الدولاب ... ابتسمت اكتر لما لمحت هدومه فضلت احسس عليها واقربها من مناخيري وانا بغمض عيني وبستقبل ريحته دي بكل الحب اللي في الدنيا ...
روحت بنفس الابتسامة افتح الدرفة التانيه .. لكن هنا رجعت خطوة لورا بخضة لما عيني جت على هدوم حريمي ... غصب عني عيني ركزت على ملابس النوم والوانها واستايلاتها اللي مجرد ما عيني جت عليها تخيلتها وقصي شايفها بيها ... غمضت عيني ابعد التفكير ده عني ... مش شرط ... مش شرط يا نسمة .. عا .. عادي في دولاب اي واحدة ممكن تكون موجودة الحاجات دي
قفلت الدولاب بسرعة وانا من جوايا بلوم على قصي ... ازاي يجيبني اوضتهم ... من لخمته وانشغالة باللي هو فيه.. طلعني هنا بدون تفكير ومشي
فوقت من شرودي في كل ده على صوت باباه العالي تحت ...هو قصي جه؟!
................................................
_ عجبك عمايلك دي ... اهي طفشت منك ومن تصرفاتك الغير محسوبة ... انت عايز كل حاجة واللي زيك ده بيخسر كل حاجة
برضة كان بيسمع كلام باباه على نفس حالته ونفس قاعدته باصص لتحت بحزن وشرود ولا بيرد على باباه وزعيقه
- وانت حلال فيك انك تخسر الاتنين ... يا ابني ما ترضى بنصيبك بقى وعيش مع ام ابنك وكفاية عك لحد كدة ... انت مش هتقدر على الاتنين واسالني انا ... هتلاقي نفسك بتتعذب ولا عارف ترضي ولا واحدة فيهم ولا حتى هتبقى مبسوط .... لو كنت فاكر يعني انك كدة هتبقى دنجوان عصرك ولممهم حواليك ولا حاجة
برضة شيفاه من فوق على نفس سكوته لمحت ايده بس اللي بيعصرها في بعض مع ضغطه على عنيه وكأن كلام باباه وجعه وجاي عليه
- ياعالم راحت فين دي كمان ولا عملت في نفسها ايه دلوقتي بسبب انانيتك وعمايلك السودة دي
هنا بس رفع راسه فاجأة وبص لباباه بعذاب بعدين قام وقف وشاور على نفسه
- انانيتي!!! .. انا يا بابا ... حضرتك شايفني كدة !!!!
بعدين كمل بتوهان وبرضو عينه في عيون باباه بعذاب
- حضرتك اللي ولا لحظة كنت حاسس بيا ولا حتى جربت تحس انا بمر بايه ... زي أي واحد مخطط شكل حياته مع البنت اللي بيحبها ومتخيلش حد في كل ده غيرها ... فاجأة لقى نفسه معكوك في حدوته معرفش ... اقسم بالله ما اعرف ازاي دخلتها .. لقيت نفسي مع واحدة تانية بقت مراتي وكمان كلها كام شهر وهبقى أب ..
بعدين صرخ بشكل اعنف
- كل ده .. كل ده معرفش حصل امتى ولا ازااااي ...... بدون أي اختيااار منييي ... وحضرتك تقولي اناااااني ... حضرتك اللي عمرك ما حسيت بيا ولا عرفت انا جوايا حيرة وتشتت ازاي ...وحياتي بقت مرااار ازااااي.... حضرتك فاكرني فرحان قوي بجوز الاتنين وسعيد ... نسيت انا شفت ايه مع امي بسببك ... وبسبب جوازك للاتنين .. انااا ... انا أكرر ده تااني في ولااادي!!!!! بعد اللي شفته معاااكوااا
قرب من باباه أكثر وكمل بقهر في صوته اشد
- ده لو في حاجة وحيدة مش ممكن اعملها في حياتي هي اني اتجوز اكتر من واحدة ... عشان معذبش التانية هي وابنها اللي كان بيشوف عذابها ده ومضطر يسكت ويسالم عشان بر الوالدين اللي هي .. اللي هي لواحدها علمتهولي مش حد تاني ... انا مش ممكن أكون زيك وأعذب مراتي ام ابني ابداا ...
بعدين صوته علي بعذاب اشد
- انا تعبت .. والله تعبت بحاول اراضي الكل .. بحاول مظلمش نسمة اللي ملهاش ذنب في كل ده عشان تتوجع اني اسيبها بالطريقة دي من غير حتى ما تفهم ... وبحاول ارضي زينب رغم اني عارف ان عمري ما هقدر اداويها مني .. الكل موجوع والكل زعلان والكل مظلوم وانا....
سكت يتنهد بعدين رفع راسه لفوق وهمس بعذاب اشد
- انا تعبت ... والله تعبت
رفعت ايدي امسح دموع وشي اللي نزلت عليه وعلى عذابه دخ... ولمحت باباه قرب منه سحبه من دراعه لحضنه وهمس همس سمعته بالعافية وهو بيمرر ايده على ضهره بحنان
- أنا عارف...عارف اني جيت عليك كتير انت ووالدتك..لكن... لكن صدقني يا ابني ...مرض والدة سلمى الله يرحمها كان معذبني ومحسسني طول الوقت بالذنب....مكنتش مركز في أي حاجة غيرها وسفرها من بلد لبلد وانها تخف......انت فاكرني مش حاسس بيك ... انا بس خايف عليك ... يا ابني انت بتغرق نفسك اكتر ... انا خايف عليك .. ومراتك دي كمان ياترى راحت فين ولا عملت في روحها ايه وانت عارف تصرفاتها ومحاولاتها أذية روحها قبل كدة
خرج من حضن باباه وهمس بعذاب ظاهر على تعبيرات وشه
- ماهو ده اللي رعبني عليها ... مينفعش تكون لواحدها خصوصاً دلوقتي ... مبتعملش اي حاجة غير انها بتفكر تاذي نفسها ازاي بس
بعدين قال وهو بيفكر
- وخالتها واختفائها هي كمان ... معقولة يكونوا مع بعض ... بس فين .. انا حتى روحت شقة أخوها وبرضو مقفولة
- شقة اخوها ايه بس ... مانت عارف انه مسافر مع اختك
- يا بابا قولت يمكن ... يمكن ... ملقتش مكان غير هناك تروحه .أصل هتكون راحت فين بس
ميل عالترابيزة ياخد مفاتيحه وموبايله
- على فين يا ابني ؟
اتنهد بتعب وكأنه هيقع
- رايح أشوف مراتي فين يا بابا .. وبإذن الله ....مش راجع من غيرها
......................................
دخلنا الأوضة وبرضو ماسك التليفون في ايده ...قفلت باب الأوضة ورانا
_ ميمووو .... ليه قومنا بدري كدة ... المكان والقاعدة كانت حلوة قووي....في ايه ؟!
قعد على طرف السرير ورد وهو بينزل التليفون من على ودنه
_ من قبل ما نخرج وأنا بحاول أكلم هند وبرضو جرس ومفيش رد ...... قولت اكلم زينب أسألها عليها تليفونها مقفول
روحت أقعد جنبه
_ طيب يا حبيبي ما يمكن عادي ..... خالتك نسيت موبايلها صامت مثلاً.... وزينب قافلااه نايمة عاادي يعني
قام من مكانه يروح اتجاه الدولاب ورد وهو بيقلع التيشرت اللي عليه
_ يا سلمى هند مبتعرفش حاجة في التليفون غير انها ترد عليه وقليل كمان أما تشيله معاها ..دايما اعتمادها على تليفون البيت ..فهتعمله صامت ليه وازاي بس ..
قربت اساعده واخرجله هدوم نومه من الدولاب
_ طيب ممكن متقلقش قوي كدة.. والله خير ان شاء الله....انت بس اللي قلوق بزيادة وأنا عرفاك
أخد البنطلون من ايدي يلبسه وقال وهو رايح اتجاه السرير
_ أنا هحاول أكلمهم تاني . وان مفيش رد ....كلمي انتي باباكي او أخوكي يطمنوني على زينب وهي تطمني على هند
..........................…
ضربت بايدي على العربية بمنتهى الغضب والحيرة اللي في الدنيا...... خلاص هتجنن ... مبقتش عارف أروح فين ولا أسأل عليها مين تاني بس
من وقت ما خرجت من البيت وأنا بلف بالعربيه في الشوارع..... عيني على كل اللي رايح واللي جاي زي المتشرد
وقفت بالعربية لما تعبت وحسيت عيني وجعتني من البحلقة هنا وهنا في خلق الله لعل وعسى تكون بينهم
ميلت راسي على ايدي المتعلقة في عجلة السواقة ....منمتش بقالي اكتر من يومين..حاسس دماغي هتقع مني من الصداع والتعب ...... انتي فين بس .... وازاي عرفتي تعملي فيا كدة .... الله يسامحك يا زينب.... الله يسامحك على العذاب ده ..... مررت ايدي بعنف على شعري رايح جاي من الصداع ده ... وأنا بغمض عيني بشده .... بعدين بصيت لليل حواليا . يعني ايه...هرجع من غيرها... من غير ما أعرف مراتي فين .... وعملت في نفسها ايه
رفعت عيني للسما وأنا بهمس لربنا من جوايا .... يارب ساعدني القيها ... أنا عارف اني أذيتها كتير بس والله... والله ما كنت قاصد ولا مرة أذيها كدة .... هي بس ترجع ...ترجع المرادي وأنا مش هسيبها لواحدها لحظة واحدة...بس ترجعلي ...ترجعلي كويسة......يارب ساعدني....جوايا نااار ...خنقة ...ضيقة هتخلص عليا كل ما أتخيل ان جرالها حاجة.....او عملت في نفسها حاجة تاني
أستعذت بالله من الشيطان الرجيم وأفكارة اللي بتحرق فيا زيادة دي وطلعت بالعربيه تاني
أروح فين تاني بس ياربي .... أدور فيين بس وأنا معرفش ليهم حد ...... مش هراوح الا لما القيها باذن الله.. حتى لو اضطريت أبات في الشارع
فاجأة ربنا ألهمني أروح منطقتهم تاني ..... يمكن يكونوا رجعوا وحتى لو لأ....هخبط على أي حد أسأله على خالتها .... حاسس اني لو عرفت دي فين.... هعرف مكان التانية
فعلاً بسرعة طلعت على هناك تاني وبسرعة نزلت من العربية
لكن نظرة احبااط وخيبة أمل لما لمحت نفس القفل الكبير على الباب
نفخت وأنا بغمض عيني بتعب ....ياااارب ....تعبت
بصيت حواليا بعدين اتوجهت لأقرب باب منهم وخبطت عليه
لكن قبل ما يفتح وصلني صوت عربية قوي ..... عربية إسعاف
التفت بسرعة عالصوت ده.....وللعجب والقلق في نفس الوقت لقيتها وقفت قدام باب البيت.....قربت خطوة وكأني مش حاسس برجلي سامع بس دقات قلبي اللي هيقف ده لو كان اللي في بالي صح
عيني وسعت فاجأة لما لمحت خالتها نازلة من العربية.......وهنا بس مقدرتش أحرك رجلي خطوة زيادة لما شفت سرير عليه واحدة رجال الإسعاف منزلينه من العربية وبيقربوا من البيت ..... زينب!!
#رانيا_أبو_خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا لضررب الناار اللي جاااي ده .... وتفاااعل حلو بقى بدل التفااعل الناايم ده وبإذن الله لو التفاعل كان حلو هنزل الجديد بكرة...يلااا قراءة ممتعة ❤️
#ميمو
#رانيا_أبو_خديجة

إرسال تعليق