U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا ابو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل التاسع والثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

 الفصل التاسع والثلاثون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة

 انتهت من صلاتها لقيام الليل، وقبل أن ترفع يدها في دعائها ابتسمت رغمًا عنها وهي تتمتم بأذكار ختم الصلاة، فقد تذكرت جملته بمرة من المرات:
"انتِ بقيتي دعوتي في صلواتي يا مي، وبقت الدعوة دي حافز اني استنى كل صلاة".

رفعت كفيها في وضع الدعاء بعد أن ربتت بيدها على قلبها المريض، ثم أغمضت عينيها تهمس لربها:
_يارب لو فيه خير خلي حسام يوافق.
ثم تابعت بإصرار ورجاء أشد:
_هو أكيد فيه خير وإلا مكنتش خلتني أشوفه كدة واتعلق بيه.

وصل اليها رنين هاتفها، فنهضت تخلع عنها اسدال صلاتها  وتقترب من الفراش تنتشل الهاتف وعلى الفور ارتسمت ابتسامة واسعة فور رؤيتها اسمه يضيء الشاشة.

لكنها شردت قليلًا فقد اتفقت معه بأخر مكالمة بينهم انها لم تحدثه مرة أخرى، خاصتًا بعلمها بغضب أخيها "حسام" لمجرد مجيئة ودخوله المنزل حتى لو كان بوجود "علي".

ظلت ناظرة بالهاتف حتى انقطع الإتصال فألقته بحزن على الفراش، ليدق مرات أخرى ثم انقطع الصوت للأبد.

 وبعد مرور ربع ساعة تقريبًا أتتها رسالة ظلت ناظرة للهاتف تعلم أنها بالتأكيد منه هو؛ففتحتها لتجد جملة واحدة.
"أنا تحت البيت، بصي من البلكونة كدة"

توسعت عينيها باندهاش يمتزج بالغضب من أفعاله التي وبالتأكيد ستزيد من غضب أخويها، فألتقطت حجابها تضعه على رأسها ثم خرجت من غرفتها قاصدة الشرفة، لتهدأ خطواتها فور رؤيتها والدتها مازالت مستيقظة جالسة بالصالون أمام التلفاز.

-مي، انتِ لسة صاحية؟

سارت بخطوات بطيئة اتجاه الشرفة وهي تحدثها:
-ااا اه يا حبيبتي،أص، أصل مش جايلي نوم فقولت أصلي القيام بعدين قولت أقف في البلكونة أشم شوية هوا.

نهضت والدتها تلتقط حجابها من على الأريكة هي الآخرى هاتفة:
-طب تعالي وأنا هاجي معاكِ، أنا كمان اتخنقت من القاعدة.

هتفت على الفور بعيون واسعة:
-ايه!! اا طيب طيب ما تيجي حضرتك نعمل حاجة نشربها الأول أنا عايزة سحلب.

واتجهت للمطبخ على الفور، دلفت خلفها والدتها التي هتفت وهي تلتقط الأشياء من هنا وهناك ثم تتجه للموقد:
-أنا عارفة ايه اللي مطير النوم من عينك، ومحيرك كدة.

ثم نظرت اليها وهتفت:
-متخافيش أخوكي حسام حنين وأنا متأكدة أنه مسيره يوافق على جوازك من تميم.
 ظلت صامته دون رد، فأقتربت منها والدتها هامسةٌ وهي تنظر لملامحها القلقة:
-مالك يا حبيبتي، في ايه؟
صمتت لوهلة ثم التفتت تنظر خارج المطبخ اتجاه الشرفة، وعادت تنظر اليها مرة أخرى هاتفة:
-ماما.
مررت والدتها يدها على وجنتها التي تتلون باللون الأحمر عندما تخجل أو تتوتر هامسة:
-عيون ماما.
-ت.. تميم تحت.

نظرت اليها والدتها بصمت، ثم انزلت يدها من على وجنتها هاتفة بجدية:
-تحت فين؟
أشارت بيدها على الأسفل هاتفة:
-تحت، تحت البيت.

صمتت والدتها قليلًا، ثم هتفت بملامح جامدة يعتليها الضيق:
-ومطلعش هنا ليه؟
فركت يديها ببعضهم بتوتر ثم همست:
-معرفش يا ماما.

عادت تصمت فدق رنين هاتف "مي"  مرة أخرى التقطته من يدها تنظر به فوضعت "مي" يدها على فمها بقلق.

نظرت اليها والدتها ثم هتفت:
-ردي عليه، شوفيه عايز ايه وبعدين تيجي تعرفيني.

أوماءت اليها على الفور:
-طبعًا يا ماما.
ثم فتحت الخط، لتسير والدتها اتجاه الموقد، فسارت هي بهدوء اتجاه الشرفة وقد زارتها الراحة قليلًا بمعرفة والدتها بالأمر، نظرت من الشرفة هاتفة:
-نعم، عايز ايه يا تميم في وقت زي ده؟
ابتسم باشراقة فور رؤيته أخيرًا واقفة أمامه، ثم همس:
-حسام وافق على جوازنا.
لم يصلها همسه عبر الهاتف فسألت:
_ بتقول ايه مش سامعة.
-بقولك أخوكي وافق على جوازنا.
هزت رأسها بعدم فهم ثم توسعت عينيها بعدم استيعاب، فأغلق هو الهاتف ليضع يديه حول فمه ويصرخ بصوت مرتفع:
-أخوكي وافق على جوازنا يا بنتي!!

توسعت عينيها أكثر عندما وصلها حديثه بذلك الصوت المرتفع فكرر هو بذات صوته:
-أخوكي وافق على جوازنا، وجاي أنا وأمي عندكوا بكرة الصبح.

أمسكت "مي" بهاتفها تتصل به على الفور فنظر هو بالهاتف بيده ثم فتح الخط فور رؤيته اسمها مباشرتًا:
-وطي صوتك يا تميم هتصحي الجيرااان.
-اعملك ايه مأنتي ولا سمعاني ولا عايزة تردي عليا.

صمتت قليلًا تربت بيدها على قلبها الذي أصبح يدق بقوة ثم هتفت سائلة بعدم تصديق:
-انت قصدك علي صح، ولا قصدك حسام؟
ابتسم ثم أجاب بالهاتف بهمسه:
-حسام وعلي كله وافق، كله كله وافق وهتبقي مراتي بجد.
 زادت تربت بيدها على قلبها بحنان أكثر ثم هتفت:
-انت قولت ان انت ومامتك جايين بكرة، صح؟
أومأ بوجهه أكثر من مرة ثم أجاب خلال الهاتف بينما رأسه مرتفعة للأعلى ليراها:
-وربنا ما قدرت أروح ولا أنام إلا لما أكلمك أقولك.

ابتسمت باتساع وفرحة يدق لها قلبها المريض بعنف يهدد باستمرار وقوفها على قدميها، فعادت تنظر للخلف اتجاه المطبخ ثم هتفت:
-تميم، ماما صاحية.
صمت قليلًا ثم هتف باستسلام للأمر:
-طبعًا عارفة ان أنا واقف تحت وبكلمك دلوقتي.
أوماءت اليه ثم هتفت:
-أيوا، أنا قولتلها.

صمت، فقط مثبت عينيه عليها فتابعت هي بعد أن وضعت اصبعها بين أسنانها بحرج كعادتها:
-أنا مش بخبي حاجة عن ماما يا تميم، وحتى لو حاولت مش بعرف، متزعلش.
ظل على صمته، حتى انكمشت ملامحها وهي تنظر اليه من أعلى فأرتسمت ابتسامة على وجهه مرة أخرى وهمس أخيرًا:
-أنا بحبك يا مي.
وتلك الجملة كانت كفيلة بأن تجعلها تغلق الخط على الفور بتوتر ثم أشارت اليه بيدها بالمغادرة وبالفعل دخلت غالقة ستارة الشرفة لتقف خلفها ترى ابتسامته التي تحولت لضحكة ثم استلقى سيارته وغادر.
!!!!!**!!!!!**!!!!*!!!!!

باليوم التالي مساءً، أحكم "علي" غلق ساعة يده على معصمه ينظر بالمرأة الى قميصه الأسود وبنطال من نفس اللون وقد وضع أطراف القميص بداخل البنطلون في شكل أنيق ثم أثنى أكمامه قليلًا ثم نثر عطره.
 لينظر نظرة أخيرة على خصلاته المرتبة، ثم خرج من الغرفة قابلته والدته أتيه من غرفة شقيقته ثم هتفت فور رؤيته:
-بقولك ايه يا علي، أنا جهزت عصير وحاجة ساقعة وممكن كمان ابقى أعزم عليهم بقهوة، ومحضرة الجاتوة اللي انت جبته أقدمه معاهم، كدة كويس ولا تنزل تجيب كام طبق حلويات.

 اقترب "علي" ينظر بابتسامة لبذلتها الأكثر من أنيقة مع حجابها ثم هتف:
-حلويات ايه بس ياماما واحنا عندنا الحلويات دي كلها.

وكزته والدته في كتفه هاتفة بعجاله قبل أن تتجه للمطبخ:
-ياواد أنا بتكلم جد، يلا يلا أدخل شوف أختك شكلها مش عايزة تخلص لحد ما ييجوا، وأنا هدخل المطبخ أجهز باقي الحاجة.

طرق "علي" على باب غرفتها هاتفًا:
-مي، أدخل؟

استمع لصوتها المبتهج:
-أدخل يا علي، أنا خلصت.
دلف لغرفتها وجدها واقفة أمامه وقد انتهت بالفعل، ترتسم ابتسامة طفيفة على وجهها ثم هتفت وهي تدور حول نفسها:
-بص كدة، شكلي حلو؟
 اقترب "علي" يهتف وعينيه تمر على فستانها الأزرق السماوي مع حجابها المعطي لوجهها بهاء خاص وهتف وهو يقترب يقبل رأسها بحنان:
-زي القمر، وربنا خسارة في خلقة الواد تميم ده.
ضحكت تضع يدها على ثغرها بجمال ثم همست:
-هو، هما مش اتاخروا شوية.
ضربها بخفة على رأسها هاتفا بمرح:
- يا ولية اتقلي شوية.
 بدت تكشيرة جميلة على وجهها لتختفي بلمح البصر عند هتافه:
-هشوف تليفوني ليكون رن عليه ومحدش عبره ولا حاجة.

تابعته بعينيها يخرج من الغرفة ليتجه لغرفته، التقطت هاتفها هي الأخرى واتجهة للشرفة تنتظره بعينيها، تأففت "مي" فمَن يراه بالأمس ليلًا والصخب الذي تسبب به أمام بنايتهم لم يتوقع منه تأخيره بهذا الشكل، هل تأخر بالفعل أم هي مَن تنتظر منذ الأمس من الأساس!
كانت عينيها على الطريق الذي من المتوقع أن تأتي منه سيارته، ثم تأففت تنظر من الجهة الأخرى وعادت بذات الضيق لتتوسع عينيها فجأة عند رؤية سيارته تقترب من البناية.

وقف "تميم" بسيارته ليترجل منها وبيده باقة من الورود الحمراء التي تشبهها في خجلها تمامًا، ثم اتجه ليساعد والدته تقترب وتوجوهوا للبناية وهنا؛ رفع رأسه لشرفتها كعادته عندما يأتي هنا دائمًا منذ أمد، لترتسم ابتسامة واسعة فور رؤيتها واقفة بابتسامتها الخجولة تتابعه بعينيها، وعندما طال تعلق عينيهم ببعضها غمز "تميم" اليها بطرف عينيه لتجحظ هي بعينيها بخجل ثم تركته واتجهت للداخل.

وقفت "مي" خلف اخيها كما أمرها، بينما فتح هو الباب وهتف بترحاب:
_ يا أهلًا وسهلاً.

دخل "تميم" بابتسامته الواسعة يصافحه بترحاب أشد وخلفه والدته تدخل بابتسامة هي الاخرى هاتفة:
_ السلام عليكم يا أهل البيت.
أتت والدتهم لتكون في استقبالها وبالفعل اقتربت تحتضنها بحرارة، بينما هو فبحث عنها بعينيه إلى أن رأى ذلك الوجه بتلك الإبتسامة واقفة خلف أخيها تلعب بأصابعها ببعضهم بتوتر يجعلها ألذ وألطف بذلك الاحمرار البادي على وجهها.

أقترب "تميم" يعطيها باقة الورد بذات ابتسامته هاتفًا:
_ ده اللي أخرني، كنت بحاول أجيب أحلى حاجة في الدنيا، وتقريبًا اخترته وردة وردة ليكي.

أخذته "مي" من يدهه وقد اكتفت بابتسامة فقط من ثغرها مع همسها الخجول:
_ شكرًا يا تميم.
تحولت ابتسامة"تميم" لضحكة خافتة، والتي تحولت سريعًا لنحنحة بحرج من يد أخيها التي سحبته بقوة هاتفًا بابتسامة مصتنعة احترامًا لوجود والدته:
_ ماتيجي ترتاح يا حبيبي، تعالى بدل الوقفة دي.
ثم سحبه عليه هامسًا بالقرب من أذنه:
_ لم ليلتك أحسنلك واحترم نفسك عشان مقلش منك قدام أمك.

ابتسم "تميم" باستفزاز اضافي ثم اقترب يرد له همسه قائلًا:
_ أخدها بس يا كلاب واوعدكوا هطلعوا على عنيكوا اللي بتعملوا فيا ده انتوا الإتنين.

توسعت عيني "علي" بغيظ، ليلقيه بقوة على الأريكة من خلفه ثم ابتسم بوجه والدته هاتفًا:
_ منورة والله يا طنط.

أومأت اليه ثم هتفت وعينيها لم تفارق "مي" منذ دخولها:
_ ده نوركوا يا حبيبي الله أكبر، بسم الله ماشاء الله.

ثم أشارت بجانبها هاتفة:
_ واقفة ليه يا جميلة، ماتيجي تقعدي جنبي هنا.

هتفت "مي" بخجل وتوتر تشعر به كلما اختفت والدتها من الصورة:
_ هشوف ماما وأساعدها.
ثم اتجهت للمطبخ لتساعد والدتها لتنتهي سريعًا حتى تخرج وتبقى معها لتشعر بالاطمئنان كعادتها.
اعتدل "تميم" في جلسته سائلًا:
_ حسام مجاش ليه يا علي؟

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!
ألقى "حسام" ما بيده بالكرتونة الورقية أمامه، ثم تقدم من ذلك الجالس بعيدًا يتابعهم بعينيه حينًا وحينٍ أخر يتحدث بخفوت بالهاتف فلم يعلموا مع مَن يتحدث أو بما يتحدث، 
ووقف أمامه يضع يديه بجيوب بنطاله ثم هتف:
_ بقولك ايه، أنا عايزك في حوار كدة.
نظر اليه ثم أشار للواقف معه بالإبتعاد وأن يذهب لإستكمال عمله، وقال:
_ خير يا إياد، عايز ايه.
ثم أشار للرجال الواقفة ترتب البضائع لتوزيعها بعيدًا:
_ وياريت تنجز مع زمايلك الأول بقالنا ساعة بس في شوية كراتين مش جايبة همها.

جذب "حسام" كرسي خشبي بيده ليجلس أمامه مباشرتًا هاتفًا:
_ انت مش ملاحظ ان شغلي أنا بيخلص آول شغل والفلوس بتبقى عندك حاضرة قبل حتى ما تطلب.

أخرج دخان السيجارة من فمه ثم أجاب:
_ واخدين بالنا يا سيدي.
ثم رفع اصبعه بتحذير:
_ بس خلي بالك مفيش زيادة تانية، انت لسة طالب زيادة الأسبوع اللي فات ومحدش اعترض، فمتزودهاش.
صمت قليلًا ثم هتف بمراوغة:
_ اذا كان عالزيادة فأنا مش بطلبها إلا اذا كنت استحقها يا ريس.
ثم اقترب وتابع:
_ وأنا عارف انك مش هتبخل عليا، خصوصًا باللي جاي أقولهولك ده.
أشار بيده:
_ انجز، أنا عايز أخلص عشان لسة هعدي على الباشا لكن انتوا كل واحد هيروح يشوف حاله ومصلحته.

ابتسم "حسام" هاتفًا بحماس واشارات يد قاصدها اليه:
_ شوف يا عمنا، أنا الشغل القديم ده مش نافع معايا، معطلني، أنا مش زي أبويا  أنا طموحي أكبر من كدة بكتير.

ألقى سيجارته بعيدًا بعد الإنتهاء منها ثم نظر اليه باهتمام وهتف:
_ عايز ايه، مش فاهم.
_ تخدني معاك للباشا اللي مشغلنا كلنا، وشوف أنا هعمل ايه، هخليه يشكرك انك عرفتني عليه.

ضحك ضحكة عالية، صاخبة ثم قال:
_ انت مجنون يا أبني انت، هو أي حد يقابله ده ولا ايه!
اقترب "حسام" في جلسته منه أكثر وتحدث بذات خفوته:
_ لما يكون عايزه في شغل يكسب ملايين بدل الملاليم يبقى لازم يقابلني.
تطلع اليه الأخر بصمت، وكأن الحديث فاجئه، ثم ضيق عينيه وسأل:
_ ازاي، مش فاهم.
نهض "حسام" واقفًا ثم هتف:
_ لأ الكلام ده خطير وبقالي حبة حلوين بدوره في دماغي وعشان كدة ميطلعش إلا قدام الكبير اللي مشغلنا كلنا.

صمت الأخر يتطلع اليه قليلًا ثم هتف:
_ كلامك أكبر منك يا ابن منصور.
ابتسم "حسام" بثقة ثم أجاب:
_ قولتلك أنا مش زي أبويا، ألف رحمة ونور عليه، أنا طموحي معاكوا أكبر بكتير، وهعمل الملايين معاكوا يعني هعملها، وأهو كله هيستفيد وأولنا انت، طبعًا مش انت ريسنا كلنا واللي هيسري علينا هيسري عليك.

ظل ناظر اليه بصمت فتابع "حسام" قبل أن يعود يستكمل معهم ما يفعلوه:
_ بلغه بكلامي ده، ومتنساش اني قاصد المصلحة.
ثم تركه واتجه يجذب العمل اتجاهه ليلفه معهم بخبرة أكتسبها معهم بالفترة السابقة، بينما الأخر فظل مثبت عينيه عليه بشرود.

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
ابتسمت والدة "مي" بسعادة نبض لها قلبها وهي تتطلع لابنتها ثم اليه وهتفت:
_ ده شيء يسعدنا والله، كفاية نوركم وزيارتكم دي، خصوصًا حضرتك أول مرة تنورينا يعني.

ردت والدته قائلة وهي ترى عيني ابنها لم تهبط رامشة من على تلك الجالسة بجانب والدتها:
_ الشرف لينا حبيبتي، والله وماليكي عليا حلفان أول ما شوفت تميم ابني كدة واخيرًا فكر يستقر بعد ما غلبنا معاه كنت عايزة أجيبه وأجي من امبارح كمان مش النهاردة.

هتف "تميم" سريعًا قبل الدخول بتلك الدائرة من المجاملات:
_ طب نقرأ الفاتحة بقى ولا ايه.
قال جملته ورفع كفيه أمام وجهه دون انتظار رد من أحد، لكن دق جرس المنزل لينهض "علي" يفتح، ليجدهم الإثنين واقفين على الباب بشكل محبب للنفس.
واقفة "أمينة" بفستانها الأنيق متشبثة بيدها في ذراع زوجها  الناظر اليه بابتسامة:
_ لا والله، وايه اللي جابكوا بقى لما جايين متأخرين كدة.

دخل "بدير" يصافحة ثم احتضنه وهتف:
_ متكلمنيش أنا، أنا جاهز من المغرب، العيب عالستات والله يا أبني.
دخلت "أمينة" هي الأخرى تصافح الجميع كما فعل زوجها.
لاحظ "تميم" الضوضاء التي فعلوها بدخولهم فهتف بضيق:
_ كنا لسة بنقرأ الفاتحة، أقروها معانا بقى حفظينها ولا ايه.
ضحكوا جميعًا ليقترب "بدير" من "علي" هامسًا:
_ انتوا يا أبني سألتوا عالجدع ده الأول قبل العاملة دي؟
كانت يتحدث وهو ناظر الى "تميم" الذي يبادله نظرته بغيظ فأجاب "علي":
_ لو كنا سألنا مكناش وافقنا.
ضحكوا الإثنين يضربوا كفهم ببعض، ليوكزهم "تميم" هاتفًا بغيظ:
_ أقسم بالله لو ماقرينا الفاتحة دلوقتِ لأكون عامل جناية.
انتهى "علي" من ضحكه ثم قال بصوت مرتفع:
_ نقرا الفاتحة يا جماعة بسم الله.
 وقبل شروعهم بها، استمع "علي" لرنين هاتفه فنظر به ثم هتف بصوت مرتفع:
_ ده حسام.
أنزل "تميم" يده من أمام وجهه بضيق وتأفف بينما هتفت "مي":
_ أقفل وكلمه فيديو كول يا علي، عايزاه يقرأ معانا الفاتحة.
وهنا نظر اليها بذات ابتسامته وكأنه نسي ضيقه تمامًا، بينما وضع "علي" الهاتف أمام وجهه هاتفًا:
_ يا حُس، كان نفسنا تبقى معانا ياعم.

جلس "حسام" على احدى الأماكن الفارغة بذلك الجو المظلم، المبتعد بأخر البلدة هاتفًا:
_ عملتوا ايه يا علي، وفين مي؟
نظر "علي" اليها يشير بيده لتقترب وهتف:
_ كنا لسة هنقرأ الفاتحة زي ماتفقنا أهو.
اقتربت "مي" وهتفت:
_ حسام، مبسوطة انك اتصلت بوقتك، أقرأ معانا الفاتحة بقى.
ابتسم "حسام" وهو ناظر اليها ثم أغمض عينيه وبدأ في قراءة الفاتحة وكذلك هي أخذت تتمتم بها مع الجميع وأولهم "تميم".

وفور الإنتهاء هتف عبر الهاتف:
_ مبروك يا أحلى عروسة في الدنيا.
ابتسمت "مي" بلمعة بعينيها، بينما اقترب "تميم" ليخرج أمام الكاميرا علبة أنيقة هاتفًا:
_ وهنلبس دبل وانت معانا كمان ياعم.
هتف "حسام" بغيظ منه:
_ وهو أنا قولتلك هات دبل معاك يلا، أنا قولت نقرأ فاتحة وبس.
أشار "تميم" بيده ثم هتف بابتسامة وهو ناظر اليها:
_ ياعم أرحمنا بقى، وبعدين عشان دبلتي تبقى في ايدها، والكل يعرف انها تخصني.

قال "حسام" وهو يجز على أسنانه بغيظ:
_ علي، أبعد التليفون عن الكائن ده، مش ناقصة حرقة دم.
هتف "علي" من بين ضحكاته:
_ خلاص يا حسام بقى، مش هنتخاتق من أولها يعني.
وصله عبر الهاتف صوت والدته التي تبادل التبارك والتهاني مع والدة "تميم" التي هتفت بصوت وصله:
_ وهو أخوها الكبير هييجي امتى ان شاء الله، يعني عشان نتفق على كل حاجة في وجوده.
وجه "علي" الهاتف اتجاهها، فهتف "حسام" برسمية واحترام:
_ أولًا ألف مبروك يا أمي ونورتينا، ثانيًا علي أخويا موجود تقدروا تتفقوا معاه على كل حاجة واللي هيقول عليه هيمشي.

أوماءت اليه بابتسامة متسعة ثم أستأنفت زغاريطها المبتهجة، بينما هتف "حسام":
_ علي، ادي التليفون لمي.
التقطت "مي" الهاتف لتبتعد به للداخل فنظر اليها قليلاً بابتسامة خاصة بها ثم همس وهو يتطلع إليها بحنان:
_ مكنتش عارف انك هتبقي فرحانة قوي كدة بموافقتي علي تميم، عارفة لو كنت أعرف، كنت أنا اللي طلبت منه واترجيته كمان يا مي عشان عيونك.
ابتسمت تضع يدها على فمها ثم همست:
_ ربنا يخليك ليا يا حسام، هتيجي امتى طيب، مش حاسة بأي حاجة عشان انت مش موجود.
اعتدل في جلسته ثم عاد ينظر اليها بحنان وهمس:
_ أقرب فرصة هعرف أجي فيها، عشان عيونك هاجي.

بالخارج واقف مع صديقيه، بينما عينيه تبحث عنها، أينما أختفت بعد قراءة الفاتحة ووضع بأصبعها خاتمة، لم يتفوه حتى بمبروك اليها كما كان يتخيل طوال الليل.

وأخيرًا خرجت بعد أن أغلقت مع أخيها، فنهض "تميم" يقترب منها بابتسامته، فأقتربت هي الأخرى لينظر اليها قليلًا ثم تنحنح يلتقط دبلته من وهتف:
_ زي ما لبستك دبلتك تلبسيني دبلتي.
نظرت لوالدتها وأخيها "علي" الذي أومأ اليها بابتسامة، فأخذتها من يده، فرد "تميم" اصبعه لتضعها به، لينهض "بدير" يقف بينهم وهتف بمرح:
_ تميم، من هنا ورايح تزوغ بعينك بس هنا ولا هنا وربنا افتن عليك وشوف هيحصل فيك ايه، مي ليها تلات أخوات رجالة يطلعوا عنيك.
ضحكت "أمينة" التي نهضت تقترب منهم لتهتف وهي تقترب وتقبل "مي" بتهاني:
_ مبروك يا مي، ومتصدقيش بدير، تميم شكله بيحبك وعمره مايعملها.
رفع يديه الاثنين دلالة على الاستسلام ثم هتف:
_  ولا عمري اعملها وربنا.
ثم ثبت نظره عليها وتابع بهمس:
_ أنا كدة حاسس اني ملكت الدنيا بايدي والله.
!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!

بعد مغادرتهم من الورشة اليوم، فكان يوم شاق جدًا والعمل به كثير على غير العادة، اختفت تمامًا بعد انتهاء العشاء، لم يراها بينما ظل جالس هو مع الصغيرين و"أحلام" التي تستغل جلوسه معهم وتأتي من حين لآخر لتسأله ويساعدها في مذاكرتها.

هتف "حسام" للصغيرة القابض على يدها يحركها بكراستها:
_ براڤو يا أميرة، ايوا كدة خطك بقى أحلى من زياد كمان.
ثم رفع عينيه اتجاه باب غرفتها، يرغب بالدخول اليها والاطمئنان عليها فاليوم كان متعب بالنسبة لها للغاية.

لكنه وقبل أن يتابع تفكيره، رأى الباب يُفتح لتخرج منه واحدة لم يتذكر أنه تعرف عليها من قبل حتى.

خرجت "رقية" من غرفتها، لكنها ليست بزي البيت كما اعتاد منها، ولا حتى بزي الورشة التي تحممت وتخلصت منه كعادتة كل يوم تعود من العمل.
تطلع اليها "حسام" بدايتًا من ذلك الفستان الملفوف على جسدها بأناقة لم يراها على فتاة من قبل، ثم ضيق عينيه يحاول تذكر ذلك الفستان في لونه الذي يشبه الورود وينسدل على جسدها وقوامها بأناقة تناسبها تمامًا،  تذكر فذلك الفستان الذي أتى به اليها مع باقي مشتريات أخواتها ولم يراه عليها إطلاقًا من يومها، حتى أنها رفضت أن تلبسه حينها ليراه عليها كما فعلوا أخواتها.

ارتفعت عينيه لخصلاتها السوداء التي ازدادت لمعان ونعومة يستشعرها من موقعه تنسدل بأريحية وجمال على ظهرها وذراعيها، بينما تلك الخصلات القصيرة ترفعها عن جبهتها بأدواتها بشكل أنيق.

ظلت عينيه تتطلع عليها من أعلى لأسفل بينما هي منشغلة تغلق تلك الحقيبة الصغيرة بيدها التي وضعت بها هاتفها وبعض أشيائها، وهنا توسعت عينيه فور تذكره، فاليوم الجمعة؛ موعد خطبة صديقتها، ظهر بعينيه الشر فجأة عندما تذكر مَن ينتظرها هناك بالإضافة لذلك البهاء والجمال التي تقابله بهم، لينهض ويتجه اليها يسأل بعد أن وضع يديه بجيوب بنطاله:
_ متشيكة كدة ورايحة على فين؟

٣٦٥ يوم أمان
حسام شكله ناويلها على خناقة🙈😂 فاياترى هتبقى خناقة ولا رومانسية جديدة هنشوفها منه.
ومي وتميم ياترى وهما مخطوبين ايه المواقف بينهم، ولسة لما الجواز يتم في مفاجأااااات كتيير في علااقتهم.
وهنا مظهرتش النهاردة..مين متشوق يعرف باقي حكايتها مع علي اللي أكيد مش هيسكتلها تاني...ولا هي اللي هتشوف بقى شغلها معاااه!!
رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي... وتفااعل عالبارت بقى التفاعل وحش قوي والله ما يشجع على حاجة.. أنا ةبنزل بس عشان الناس اللي بتتفاعل ملهاش ذنب في حاجة فياريت اللي يقرأ يروح عاللينك في الصفحة يدوس لايك ويقول رأية في كومنت  بدل الصمت ده.. قراءة ممتعة ♥️
_رانيا أبو خديجة







تعليقات
17 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. رووووووووووووعه

    ردحذف
  2. ❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  3. ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  4. ❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  5. جميلة اوي اوي يا رانيا 😘❤️

    ردحذف
  6. روعه روعه تسلم ايدك حبيبتي

    ردحذف
  7. عظمه والله

    ردحذف
  8. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  9. ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  10. بارت مبهج ورائع.❣️❣️❣️❣️❣️

    ردحذف
  11. تحفه بس بالله عليكي متتأخريش علينا

    ردحذف
  12. روعه روعه روعه روعه روعه روعه 😍😍😍😍

    ردحذف
  13. مبدعة دائما اتمني الرواية تنتهي قبل رمضان لربط الاحداث

    ردحذف
  14. مبدعة يا رونى

    ردحذف
  15. جمبيييييييله

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة