رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل السابع والثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية 365 يوم امان للكاتبة رانيا ابو خديجة
رواية 365 يوم امان
الفصل السابع والثلاثون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
جالسة على فراشها تقضم أظافرها بأسنانِها بضيق وغيظ، ثم هتفت بثقل على قلبها منذ مجيئها:
_ غبية يا هنا، غبية مكنش لازم أروح بالشكل ده وأسأل عليه.
تذكرت اليوم عندما ذهبت لمباشرة عملها كما أمرها أستاذها بالمكتب، وخلال متابعتها للقضايا التي ذهبت هناك من أجلها، كانت دائمًا تتلفت وتبحث عنه بعينيها بداخلها تخشى رؤيته منعًا لذلك الشعور البغيض الذي ينتابها كلما رأته بذلك السلام أمامها بينما هي تحترق من الداخل، لكنها انتهت من التجول هنا وهناك ولم تراه اليوم بأكمله، لم تعلم لما ساقها تفكيرها بأنه وبإذن الله أصابه مكروه، أيكون سقط سقف مكتبه على رأسه فتسبب الأمر بوفاته بإرادة الله وأمره؟
أم يكون وللعجب شعر مجرد شعور بالذنب بما فعله مما جعله يخطئ في عمله فأضطروا لابعادوه عن العمل ورفده باذن الله!!
اقتربت بالفعل بخطواتها البطيئة المتوترة من مكتبه وهي تتطلع بعينيها للأعلى برجاء أن تعلم عنه ما يريح قلبها ويهدئ من نارها.
وقفت أمام المكتب لكنها لم ترى ذلك العسكري الواقف دائمًا فأقتربت من الباب أكثر ووضعت يدها على مقبضه لتفتحه بهدوء وهنا استمعت لذلك الصوت من خلفها مما جعلها ترتجف وتنتفض في وقفتها:
_ بتدوري على حد يا أنسة!!
التفتت على الفور اليه لتشهق عندما رأته؛ صديقه الذي حضر معها مقابلته السابقة، رفع حاجبيه هو الأخر بتتفاجئ ثم هتف:
_ انتِ تاني!!
ثم ظهرت ابتسامة جانبية على شفتيه وهتف:
_ جاية تسألي عن مين!! عن الظابط علي؟
ظهر الغضب على وجهها لتجيب ببغض:
_ وأنا هسأل عليه ليه ان شاء الله!! أنا المحامية هنا وجاية هنا في شغل.
تابع هو بذات ملامحه:
_ ماهو حضرتك لو كنتِ سألتِ كنتِ عرفتي انه مش هنا.
أجابت بغضب مبالغ به دلالة على توترها:
_ قولت لحضرتك مبسألش على حد ومش جاية عشان حد.
ثم تركته وغادرت على الفور، حتى نظر هو في أثرها هاتفًا:
_ مجنونة دي ولا ايه!!
ثم ضرب كف بكف هاتفًا:
_ طب وربنا بمنظرها وطريقتها دي كانت جاية عشان الظابط علي.
مررت "هنا" كفيها بقوة على خصلاتها، تهتف بضيق:
_ مبقتش عارفة ولا قادرة أركز في حاجة، حتى شغلي بينهار.
ثم تابعت وهي تجلب حقيبة الملفات من جانب الفراش:
_ يارب، يارب ساعدني أنا شغلي بيبوظ.
ثم عزمت على السهر على تلك الملفات ومحاولة التركيز والعمل عليها، ومحاولة تجاهل كل ما يتسبب في ضيقها بذلك الشكل.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
تطلعت اليه بعدما فركت عينيها بيدها، لتتوسع عينيها عندما رأته بتلك الهيئة؛ بدايتًا من حذائة الأسود الامع الأنيق، مرورًا ببذلته السوداء باهظة الثمن، مع رابطة عنق رفيعة تجعله شخص أخر تمامًا عوضًا عن خصلاته المرتبة بعناية فائقة، بينما عطره يملئ المكان من حولها؛ فعادت تفرك عينيها مرة أخرى ثم رفعت نظرها اليه تهتف باندهاش:
-مين!!
نطقت بها "رقية" بعيون مندهشة من هيئته غير التي خرج عليها تمامًا، تنهد "حسام" يغمض عينيه بحيرة فقد أهمل الموضوع تمامًا من فيض ضيقه على أمل أن يأتي يجدها نائمة بغرفتها مثل البقية، لكنها "رقية" لم ولن تتغير عن انتظاره هنا نائمة في وضع الجلوس على الأريكة بذلك الشكل المؤلم حتى الصباح.
_ أنا ح... إياد يا رقية، ايااد فيه ايه.
ثم تابع بتعب غير قادر على التركيز او الوقوف بسببه:
_ وبعدين ايه منيمك هنا، مش هتبطلي بقى الخوف اللي هيموتك ده!!
نهضت "رقية" تدور حوله، ومازالت عينيها تتطلع اليه من أناقته من أعلى لأسف، ثم هتفت:
_ ايه الشياكة دي كلها، أول مرة أشوفك بالأناقة دي.
ثم اقترب تستنشق بجانبه هاتفة وهي تغمض عينيها:
_ وايه البرفان الغالي قوي ده!!
ابتسم "حسام" نصف ابتسامة ثم أجاب:
-قومي طب نامي دلوقتي وبعدين أبقى اشرحلك!!
هتفت باندهاش بينما عينيها مازالت تمر علي هيئته بأكملها:
-انت كنت رايح تشتري حاجات للورشة، صح!!
صمت قليلاً ثم نظر اليها وهتف:
-أه، مأنا أصلي ملقتش الحاجات اللي كنت رايح عشانها فعديت بقى عالمحل اللي جنبهم علطول وخطفتني البدلة دي وأنا معدي مقدرتش أمشي وأسيبها ايه رأيك بقى؟
توسعت عينيها تنحني للأسفل بعينيها لحذائه باهظ الثمن فتابع:
_ وقولت بقى لازم مع البدلة الحلوة دي، جزمة جديدة، ايه رأيك؟
شهقت "رقية" بعيون واسعة ثم صرخت به:
-عمرك ما هتتغير أبدًا، طول عمرك هتفضل كدة، أناني، مبتفكرش غير في نفسك وبس.
ثم تركته واتجهت لغرفتها أمام عينيه، لكنها عادت مرة أخرى تتجه للباب تأكد على قفله بشكل جيد وتضع خلفه ما كان موضوع قبل قدومه، لاحظته "رقية" في عودتها مازال واقف محله مثبت عينيه بنقطة وهمية بشرود حزين، ثم اتجه لغرفته بنفس حالته.
دخل "حسام" الغرفة يخلع الجاكت الخاص به ويلقيه على الفراش بضيق، ثم نزع رابطة عنقه هي الأخرى وجلس على طرف الفراش لا يدور بعقله سوى كلماته:
"أنا بحبها يا حسام، بحبها ومش قادر أخرجها من بالي"
نزع "حسام" حذائه بغل يلقيه اتجاه الباب قائلًا:
-حبك برص يا شيخ.
" لما بشوفها داخلة أي مكان ببقى عايز أروح أقابلها من على بابه وأقول للكل ان البنت اللي زي القمر في جمالها دي، وزي النسمة الطرية في عز الصيف كدة في رقتها، ولا صوتها، بحس صوتها زي الهمس حتى وهي غضبانة وعايزة تزعقلي لما أرخم عليها، أقول للكل ان دي تخصني أنا محدش حتى يرفع عينه فيها، بحب أشوفها، بعشق أشوفها، مابالك بقى لو اتجوزتها وبقت معايا في بيت واحد، يالهوووي.
ألقى "حسام" الجزء الأخر من حذائه بغضب أشد صارخًا بغيظ وغضب يتأكله كلما تذكر كلماته عنها:
-كلب، ماشي يا تميم أنا هوريك!!!!
=ايه ده ايه ده في ايه!!!!!
نهض سريعًا بعيون واسعة عندما دخلت "رقية" الغرفة بذات اللحظة التي ألقى فيها حذائه اتجاه الباب، فأقترب منها على الفور يهتف بأسف:
-أسف أسف، جت فيكِ؟
كانت قد أغلقت الباب على الفور مخافة أن يأتي شيء من الذي يلقيه على الباب بوجهها، ثم فتحته بحذر تنظر بالداخل ودخلت مرة أخرى، فنظر اليها "حسام" بقلق قائلًا:
-حقك عليا، في حاجة جت فيكِ!!
دخلت غالقة الباب خلفها، ثم رفعت رأسها تنظر اليه بأسف هامسة:
-للدرجة دي اتضايقت!!
نظر اليها "حسام" بعدم فهم، فتابعت هي بتأنيب ضمير واحساس بالذنب فهي مَن تسببت بكسر فرحته:
-أنا أسفة في اللي قولته مقصدتش، عادي انت من حقك تجيب اللي انت عايزه بفلوسك.
وضع "حسام" يديه بجيوب بنطاله ينظر اليها بتنهيدة فتابعت هي:
-حسيت انك اتضايقت قوي من كلامي، وبعدين مانت جبتلنا حاجات كتير قبل كدة ولسه بتجبلنا.
مرر "حسام" عينيه عليها قليلًا مع طيف ابتسامة تداعب ملامحه تدريجيًا، بدايتًا من ملامحها الأكثر من آسفة ويديها التي تفركهم ببعضم دلالةً على احساسها بالذنب عندما رأت حزنه التي لم تعلم سببه الحقيقي من الأساس.
أخرج "حسام" يد من جيبه يرفعها قليلًا اتجاه وجهها، لكنه أنزلها سريعًا بتنهيدة قوية يتجه يجلس على فراشة بنفس همه وحزنه.
أحكمت "رقية" ذاك الشال الموضوع على كتفيها من البرد واتجهت تجلس بجانبه على الفراش هاتفة:
-مالك!!! أول مرة تزعل مني قوي كدة مع اننا علطول بنتخانق يعني!!!
نظر اليها "حسام" قليلًا ثم هتف وهو يمرر يده بهَم على وجهه:
-أنا مش زعلان منك.
ظهر طفيف ابتسامة على شفتيها أمام عينيه الحزينة لكن اختفت ابتسامتها سريعًا لتعود تسأل:
-أومال مالك، شكلك متضايق قوي كدة ليه!!
عاد يتنهد مرة أخرى يمرر كفيه على وجهه بضيق مازال يملأ قلبه، مررت "رقية" يدها على ذراعه تسأل بإصرار:
-مالك بس، ايه مزعلك قوي كدة، في حد ضايقك برة؟
وجد نفسه يشرد بحديثها وقلبه ينبض بقلق من أجلها بينما يتواجد هو هنا وتاركها وحدها هناك معه يتلاعب بعقلها كيفما يشاء.
" بس، بس تميم بيحبني".
شدد من ضغط قبضة يده عند تذكره همسها، ليهمس هو الأخر بألم:
-كنت فاكره صاحبي وهي أخته الصغيرة...
- عمل ايه صاحبك ده؟!
تنهد "حسام" ليميل بظهره للخلف على الفراش، نظرت اليه "رقية" بضيق ثم وضعت يدها على صدره هاتفة:
-عمومًا ايا كان اللي مضايقك، احنا معاك وياريت متزعلش على أي حاجة ابدًا.
ظل مغمض عينيه لكنه مستمع لحديثها جيدًا.
فتح "حسام" عينيه على وسعها فاجأة عندما وصله صوتها الحزن المتزامن مع فعلتها:
-متزعلش.
وضعت "رقية" رأسها على صدره تربت بيدها عليه بحنان متابعة:
-عادي، أنا اتعودت وعرفت ان الدنيا فيها ناس وحشة كتير مكنتش أعرف عنهم حاجة قبل موت بابا، لكن طول ماحنا مع بعض هنسند بعض ومحدش هيقدر يقربلنا أبدًا، انت كمان قولتلي كدة قبل كدة.
حركت يدها بحنان أشد يعبر عن حديثها في تخفيف همه ثم عدلت من وضعية رأسها على صدره وتابعت:
-تعرف اني بقوى قوي مهما كنت خايفة لما بشوف لامبالاة في عينيك للي بيحصل وقوة نظرتك وكأنك بتثبتلي انك تقدر ومش خايف أبدًا، خليك علطول كدة عشان دي الحاجة الوحيدة اللي بتطمني وبتقويني.
عينيه مفتوحة على وسعها ثم أغمضها بشدة مع يدها التي تربت بها على صدره، فتابعت "رقية" بينما يفكر هو كيف يبعدها دون أن يتسبب في غضبها منه مثل السابق:
-الخوف الي بشوفه في عيون اخواتك بيقتلني لانه بيزودلي احساسي بالضياع والخوف أكتر، لكن مجرد مانت تيجي وأشوفك وأشوف ابتسامتك اللي كلها لامبالاة وثبات مع اللي بيحصل وأسمع كلامك باننا منخافش وانك مش خايف زينا؛ بطمن قوي وكل احساسي الوحش قوي ده بيروح، عشان كدة مش عايزة أشوفك زعلان ولامتضايق أبدًا.
ثم نهضت برأسها من على صدره تعتدل فأعتدل هو الأخر معها، حركت "رقية" يدها بحنان على ذراعه هاتفه:
-مهما كان مين ضايقك بره مش مهم طنشه طول ماحنا مع بعض، ربنا يخليك لينا.
ثم نظرت اليه بذات ابتسامتها الحنونة التي تحمل كل الغرض بالتخفيف عنه وعن حالته التي ولأول مرة تراها بهذا الشكل من الضيق والهم، اقتربت في لحظة تطبع قبلة خفيفة على وجنته،
توسعت عينيه لها أكثر، فهمست هي قبل أن تنهض:
-تصبح على خير، اكيد جاي من برة تعبان وعايز تنام.
ثم تركته وغادرت الغرفة غالقة الباب خلفها.
وضع "حسام" يده على وجنته محل قبلتها بذات عينيه الواسعة ثم همس بعدم استيعاب:
-هي كانت ناقصة فعلًا.
!!!!!**!!!**!!!**!!!!*!!!!
وضع يده على يد والدته الواضعة الثلج على وجهه يهتف بألم:
_ يا أمي والله ما فيه حاجة تقلق، اهدي بقى.
نزعت كتلة الثلج من على وجهه تهتف:
_ يعني اللي في عينك ده عادي!! يا أبني ده لولا ستر ربنا كانت عينك طارت.
ثم تابعت وهي تضع الثلج مرة أخرى بالقرب من الكدمة:
_ لو تقولي بس وصلتني هنا وروحت تتخانق مع مين!
اجاب بنبرة ألم من يدها التي تضع قطع الثلج على وجهه:
_ قولت لحضرتك خبطت في عمود.
_ عمود يعمل فيك كدة يا أبني!!
_ ااااه...عمود متخلف مبيفهمش، ومبيتفاهمش.
هزت رأسها بيأس منه ومن مزاحه الغير مرغوب به الأن وهي تراه أمامها بذلك الشكل، بينما نظر "تميم" للهاتف بجانبه، يرغب في مهاتفتها والاطمئنان عليها خاصتًا بعد معرفة أخيها ما بينهم، رفع "تميم" عينيه لوالدته الناظرة بوجهه بملامح منكمشة بقلق تحاول أن تضع الثلج على كدمته رغم حركته، وهتف ويده ممسكة بالهاتف:
_ طيب يا حبيبتي قومي انتِ نامي بقى وأنا والله بقيت زي الفل، متقلقيش.
رفعت أصابعها على وجنته ثم هتفت:
_ دي يا أبني بتحمر أكتر، شكلها كدة هتورم عينيك.
نظر "تميم" للهاتف على الفور عندما وصله رنينه، هب واقفًا سريعًا عندما رأى اسمها مدون واتجه للخارج قاصد شرفة الشقة هاتفًا لوالدته:
_ هرد عالتليفون وأجي يا ماما، أدخلي نامي انتِ بقى يا حبيبتي أنا بقيت كويس.
وأسرع بالهاتف للشرفة يفتح الخط على الفور
_ تميم!!
وفور سماعه لصوتها وشعوره أنها بخير همس بابتسامة:
_ عيون تميم.
صمتت لحظة ثم هتفت:
_ انت كويس!! حسام ضايقك في حاجة؟!
وضع أصابعه على كدمته بألم ثم أجاب:
_ فداكي أي حاجة يا مي، المهم طمنيني اتكلم معاكِ في حاجة؟
صمتت حتى انكمشت ملامحه بقلق ثم استمع لصوتها الباكي:
_ تميم، حسام مش موافق ومش هيوافق، شكله زعلان قوي، أنا خايفة علاقتكوا تبوظ بسببي.
اجاب باندفاع:
_ سيبك من أي حاجة دلوقتي، قوليلي بس بتعيطي ليه، حاجة حصلت، هو زعلك في حاجة بسببي!!
صمتت قليلًا حتى زاد قلقه ثم أجابت:
_ متخافش يا تميم، حسام مش ممكن يزعلني حتى، ده بيخاف عليا قوي.
ثم تابعت بحزن ويأس بنبرة صوتها:
_ أنا بس قلقانة لأكون السبب في توتر علاقتكوا كدة ببعض، عشان خاطري متخسرش صاحبك بسببي.
أجاب "تميم" بنبرة هادئة وعينيه تنظر بالفراغ أمامه من الشرفة:
_ ومش ممكن أخسرك كمان يا مي.
صمتت فتابع:
_ أنا مش عايزك تقلقي من حاجة، أنا فاهم حسام كويس، حسام اخويا مش صاحبي وأنا واثق انه هيفهمني ويثق فيا انك تكوني ليا ومعايا.
ظلت صامته تستمع اليه فقط بقلب ينبض بقوة فتابع بصدق:
_ مي، أنا مش هسكت إلا لما تكوني ليا ومن نصيبي.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!
بالصباح خرج "علي" من غرفته وهو يزفر بضيق وحزن فكلما تركته أحلامه بها عادت اليه مرة أخرى، يعلم كلما ازداد تفكيره بها كلما عادت تزوره بأحلامه، فيعود معها حزنه وشتات أمره مرة أخرى، يشعر بعدم الراحة في شيء على الإطلاق، استمع لأصوات اتجاه المطبخ فتقدم؛ وجد والدته تحضر طعام الإفطار.
-صباح الخير.
التفتت اليه بينما بيدها الأطباق:
-صباح الخير يا حبيبي، كنت لسه هدخل أصحيكوا عشان الفطار.
ثم اقتربت منه بعد أن تركت ما بيدها:
-بقولك ايه يا علي، أختك مي باينها منامتش من امبارح معرفش أخوك قالها ايه مخليها ساكته كدة ومبتنطقش.
أغلق "علي" باب الثلاجة بعد أن سحب زجاجة ماء منها وهتف:
-بصراحة ياماما حسام معاه حق، من ناحية صحة مي اللي متتحملش حاجة أبدًا، ومن ناحية تانية تميم اللي حسام عارف عنه كل حاجة وعارف ان طول عمره علاقاته طياري.
وضعت ما بيدها على الطاولة لتقترب تهتف بجدية:
-اذا كان على اختك فأنا عمري ماهرضى أعرض صحتها للأذى أما تميم فبقاله مدة كبيرة مبيغبش عن عنينا أنا ولا أختك من مشاوير مستشفى، ليوصلها هي للجامعة، معاها أما تكون رايحة مشوار، ولا شفنا منه حاجة، وبعدين انت قولت بنفسك قدام أخوك انه اتغير.
أنزل "علي" زجاجة الماء من على فمه ليضحك بسخرية ويده تغلقها هاتفًا:
-بقاله فترة بيكلمنا عن البنت اللي غيرته وخلته ماشي مستقيم وأنا أتريق عليه وأقوله دي لو شافتني هخطفها منك.
ضحكت والدته ملىء فمها هاتفة:
-شوفت بقى، ده معناه انه بيحبها بجد عشان يتغير كل التغيير ده عشانها.
وضع زجاجة الماء على الطاولة هاتفًا:
-طيب أنا هروح أشوفها وأناديها للفطار.
دخل "علي" غرفتها وجدها واضعة رأسها على الوسادة بينما بادي على وجهها ارهاق دلالة على عدم نومها طوال الليل،
اقترب "علي" يحاول ايقاظها، بينما تململت هي برأسها تفتح عينيها الحمراء، فأقترب منها يمرر يده على خصلاتها يساعدها أن تعتدل، ثم اقترب بوجهه من وجهها الأحمر الحزين يقبلها من وجنتها بحنان هاتفًا:
-صباح الجمال.
ابعدت "مي" وجهها للجهة الأخرى، فهتف هو:
-الله!! طب وأنا مالي دلوقتي!!!
ثم مرر يده على شعرها متابعًا:
-هو حسام قالك ايه امبارح ضايقك قوي كدة؟
صمتت قليلًا بذات حزنها فهتف هو:
-عشان يعني مش موافق على جوازك من الواد تميم؟
وهنا التفتت تنظر اليه ثم أومأت بوجهها، فأبتسم "علي" ثم سأل:
-للدرجة دي يعني؟!
صمتت تنحني بعينيها للأسفل، فضحك هو يضع ذراعه حول عنقها هاتفًا:
-طب أنا بقى عايز أعرف امتى كدة وازاي!!
صمتت تبعده عنها بخجل فضحك هو يتابع:
-لا مأنا لازم أعرف، الواد ده عمل ايه عشان تحبيه كدة والمرادي بالذات تزعلي كدة من رفض حسام ليه، ماياما حسام رفض ولا سمعنالك حس!
صمتت تفرك أصابعها ببعضهم عندما تتوتر أو تشعر بحرج، ثم همست بصوت منخفض بعد أن التفتت اليه في جلستها:
-علي، احنا طول عمرنا صحاب يعني يمكن حسام طول الوقت بيعاملني على اني صغيرة فاحساسي طول الوقت انه الكبير وكدة لكن ، لكن انا وانت صحاب صح؟
ابتسم "علي" يثني ساقه تحته ويعتدل في جلسته، فأبتسمت هي ثم رفعت عينيها الجميلة اليه هامسةٌ:
-بصراحة، بصراحة كدة من أول ما تميم قالي انه بيحبني وكان نفسه يرتبط بيا رسمي لولا يعني ظروف تعبي، وأنا رجعت بالذاكرة لورا في كل المواقف اللي جمعتنا قبل كدة، كانت كتير بتصدر منه أفعال مكنتش ببقى فهماها أبدا، لكن لما قالي عرفت هو بيعمل كدة ليه.
هتف "علي" بنبرة جادة على وشك الغضب:
-تصدر منه افعال ازاي يعني مش فاهم!!
-لا يا علي متفهمش غلط، أنا قصدي توتره الغير عادي لما أكون موجودة، يعني مثلًا بدير دايمًا بيعاملني عادي بمنتهى الأريحية كأخ كبير ، لكن تميم لا، كأنه خايف يبصلي او يكلمني لدرجة انه كان بيتعمد يتجاهل التعامل معايا وهو قالي بعد كدة انه كان بيحاول يبعد وخايف يقرب لأنه كان عارف أنه مستحيل وصعب.
-لا وهو كان يقدر يقرب أصلًا!!
-ياعلي بقى متعملش زي حسام خليني أكملك.
عاد يعتدل في جلسته هاتفًا:
- أهو اتفضلي كملي.
عادت تبتسم ثم تابعت:
-وقالي كمان انه كان هيتقدملي قبل كدة لولا ان حسام كان دايمًا يحكيلهم ظروف تعبي الصعبة، ولأنه كمان تقريبًا كان عارف حالتي بالتفصيل.
ثم تنهدت بابتسامة حالمة وتابعت همسها تسرد عليه ما بداخلها:
-متتخيلش يا علي تميم بيحبني قد ايه، و.. و.. وصراحة.. صراحة.
رفعت عينيها اليه ثم تابعت ببعض التردد:
_ صراحة أنا كمان ب..بحبه، بحبه قوي قوي قوي يا علي.
نظر اليها "علي" بصمت، فصمتت هي الأخرى بقلق من ردت فعله على حديثها، لكنها تعلم "علي" وقربه منها منذ صغرهم، فدائمًا ماكان يسرد عليها حكاويه وقصصه، وكانت دائمًا هي المستمعة بينما الأن ولأول مرة تكون هي صاحبة الحكاية وبطلتها أيضًا، أخيرًا ابتسم هو تدريجيًا يجذبها تحت ذراعة يقبل رأسها هاتفّا:
-وايه رأيك بقى انك هتتجوزيه يعني هتتجوزيه.
شهقت بفرحة عارمة لتهتف:
-ازاي طب وحسام!!
-حسام بيخاف عليكِ يا مي، ومجرد ما يتأكد ان مفيش أذى ليكِ هيوافق علطول.
ابتسمت بسعادة وراحة عادت لقلبها بمجرد الحديث معه، تقترب منه تطبق قبلة قوية على وجنته لترتمي بحضنه هاتفة وهي تحكم ذراعيها عليه:
-أنا بحبك قوي قوي، ربنا يخليك ليا.
قبل "علي" رأسها يمرر يده بحنان على ظهرها هامسًا:
-مش عارف أنا الواد تميم ده عمل ايه عدل في حياته عشان واحدة زيك تحبه.
ضحكت "مي" تشدد من احتضانه ليتابع هو بمرح هو الأخر:
-هياخد بسكوتة حياتنا والله.
استمعوا لجرس المنزل فنهض يهتف:
-قومي يلا عشان نفطر مع بعض وأنا هشوف مين.
اتجه "علي" لباب المنزل، وفتحه وجده واقف بوجهه وكدماته التي ازدادت وضوح عن الأمس بلونها الأزرق الداكن عوضًا عن تورمها حول عينيه، توسعت عينيه هاتفًا:
-ايه اللي عمل فيك كدة يلا!!
وضع "تميم" يده على كدمة عينيه الزرقاء:
-أخوك يا أخويا يعني متعرفش.
ثم سأل:
-هو هنا لسه مسافرش صح، أكيد ملحقش يسافر، أنا عايزه.
سحبه "علي" يدخله من بين ضحكاته قائلًا:
-لأ، حسام مشي من امبارح.
التفت اليه "تميم".
-مشي، أنا كنت عايز أكمل كلامي معاه.
اشار "علي" على كدمة عينيه هاتفًا:
-هتتكلم معاه أكتر من كدة ما كفاية أنا خايف على العين التانية.
-انت بتتريق!! وبعدين هو أنا لحقت أتكلم ولا انيل دانا لسه بشرحله لقيته ناولني علطول و....
صمت فور رؤيته لها واقفة أمامه وقد ارتدت اسدال صلاتها على بجامتها المنزليه فور سماعها لصوته،
اقتربت "مي" اتجاهه تهتف بملامح قلقة:
-تميم، مالك ايه اللي عمل فيك كدة؟!
اقترب "تميم" خطوتين يهتف بابتسامة من أجل رؤيتها ورؤيتة قلقها عليه بهذا الشكل:
-فداكي أي حاجة يامي.
تفاجأ "تميم" بذلك الكف خلف عنقه فألتفت بحدة اليه ليقول "علي" :
-شكل مستغني عن العين التانية ولا ايه!
ثم سحبه من ذراعه بحدة هاتفًا:
-اترزي هنا وأنا راجعلك.
ثم تقدم من "مي" قائلًا بجدية:
-انتِ لسة صاحية يعني محتاجة تدخلي تغسلي وشك وتتوضي وتصلي كدة وبعدين تدخلي تساعدي ماما في الأكل، يلا اتفضلي.
نظرت "مي" اليه ثم الى الأخر الناظر اتجاهها بابتسامة وتركتهم واتجهت للداخل كما أمرها أخيها.
جلس "علي" أمامه فهتف "تميم":
-من الأخر كدة، أنا هتجوز مي يعني هتجوز مي غصب عن عين أخوك.
-ما تحترم نفسك يلا، وبعدين انت عارف ان حسام بيخاف قد ايه على مي.
اقترب "تميم" في جلسته هاتفًا:
-أنا والله عمري ما أذي مي يا علي، ولا حتى أعرضها لأي ضرر، ثم اني عارف حالتها الصحية كويس، وأكيد فاهم ايه يضرها وايه لأ.
-والمطلوب.
أجاب "تميم" بابتسامة أمل:
-توافقوا على جوازي منها وأنا مستعد اتعهد قدامكوا اني افديها بعمري.
صمت "علي" قليلًا ثم استند بذراعيه على ركبتيه في جلسته وهتف:
-ياتميم لازم تعرف ان لو حالة مي تسمح بالجواز فامش ممكن تسمح بالخلفة، صعب لا هو مستحيل، انت عارف ان قلب مي ضعيف ويادوب هي عايشة بيه بالعافية، ده غير تعبها وحالتها الغير مستقرة كل شوية.
ابتلع "تميم" ريقه فور رجوعه لتلك النقطة التي يحاول أن يتخطى التفكير بها ثم أجاب:
-وأنا عارف الكلام ده، الدكتور مفهمني على كل حاجة، بس أنا بحب مي ومش هسيبها يا علي.
نظر اليه "علي" وإلى إصرار، فتابع الأخر بعيون لامعة دلالة على صدقه:
_ والله العظيم عمري ما هضرها أبدًا، وهشيلها جوا عيوني، بس انت فهم أخوك كدة، وأنا مستعد أعمل أي حاجة تخليه يثق يدهالي.
ابتسم "علي" ثم وضع يده على ركبتيه يطمئنه وقال:
_ ماشي يا تميم، وأنا مش هسيب حسام إلا لما يوافق، وأنا عارف هيوافق ازاي.
ابتسم "تميم" بأمل جديد، ثم نظر حوله ليقترب منه ويهمس:
_ هي مي راحت فين؟
صاح به "علي":
_ ولااااا
عاد يعتدل في جلسته بأدب يضع يده على كدمته هاتفًا:
_ أخوك ايده تقيلة على فكرة.
نظر اليه "علي" بشر قائلًا:
_ طب خلي بالك بقى، عشان أخوه ايده أتقل.
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
خلاص تميم مُصر يتجوز مي يعني هيتجوزها ومن هنا هنبدأ بداية ليهم جديدة خااالص ياترى ايه المفاجأت اللي مستنيااهم!!
وحسام هيطلع عينه قريب مش بس عشان مي وتميم لأ رقية شكلها كدة محضراله مفاجأة تفتكروا ايه هي يا ترى🙈
أما علي وهنا فدول بقى غير كل اللي فوق خااالص وربنا يسترر🤌😂
رأيكو وتوقعاتكوا وتفااعل حلو عالصفحة بقى اللي يقرا يسيب لاف وكومنتات والجديد ينزل باذن الله.. قراءة ممتعة ♥️
تحففففففففففففففففه❤
ردحذفروووووووووووعه🙈❤❤❤
ردحذفتميم عسل😂😂😂😂😂
ردحذفتحفه متغيبيش علينا بقا
ردحذفقمر 😘😘😘
ردحذفحلوة اوي اوي 💞💞 😘
اههههه ياني شو حيصبرني للبارت الجاي
ردحذفوالله ما عرفه ابطل دحك😂😂😂😂
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفاحسنتى
ردحذفحلوة اوي ❤️
ردحذفجميلة جدا
ردحذفروعه
ردحذفالروايه جميله اوي والبارت تحفه يا روني تسلم ايدك بجد
ردحذفسكر أوي 😍😍
ردحذفالله على الجمال حلو اوي شعور ان تلاقي حد ماسك ومتبت فيك
ردحذفحبيبتي المبدعه دائما تسلمي
ردحذفروووعه بجد
ردحذفابداااع
ردحذف❤️❤️❤️
ردحذفتحفه
ردحذف💕💕💕💕
ردحذف🥰🥰🥰
ردحذف$$
ردحذفحلو اوى
ردحذفبس قصير اوى اوى اوى
روعة تسلم ايدك
ردحذف