U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم امان الفصل السادس والثلاثون بقلم رانيا ابو خديجة

رواية 365 يوم امان الفصل السادس والثلاثون بقلم رانيا ابو خديجة 

رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا ابو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم امان


رواية 365 يوم امان الفصل السادس والثلاثون بقلم رانيا ابو خديجة


الفصل السادس والثلاثون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة

رفع عينيه اليه، هاتفًا باندفاع:
_ حسام، أنا، أنا بحب أختك مي ومش قادر أخرجها من بالي.

نظر اليه "حسام" بعيون مُتسعة على أخرها، فتابع الآخر سريعًا موضحًا:
_ قصدي، قصدي يعني اتجوزها.
ثم تابع بنبرة أهدء بابتسامة:
_انا عايز اتجوز مي يا حسام، وبطلب ايديها منك دلوقتِ.

لم ينطق أو يرد بإشارة حتى، بل ظل مثبت عينيه الواسعة بعيني الآخر دون رمشة واحدة، وكأنه الجمهُ بكلماته وجملهِ التي ومن الواضح أنها مُختارة بعناية، ليلقيها بوجهه بذلك السلام.

 اقترب "تميم" خطوة إضافية وتابع بذات نبرة صوته الحنونة مع ابتسامة تزين ثغره تعبيرًا عن جمال ما يقوله:
_ أنا بحبها يا حسام، مي، مي بالنسبالي بقت أكتر من انها بنت حلوة جذبتني وحبيتها، لأ، والله مأنا عارف أقولك غير اني مش لاقي وصف للي جوايا ليها من يوم ما شوفتها.
ناظر اليه بعيون حجرية كتمثال فتابع الأخر ومن الواضح أنه أفقد الذاكرة الآن أو نسي أنه يحدث أخيها الأكبر:
_ لما بشوفها داخلة أي مكان ببقى عايز أروح أقابلها من على بابه وأقول للكل ان البنت اللي زي القمر في جمالها دي، وزي النسمة الطرية في عز الصيف كدة في رقتها، ولا صوتها، بحس صوتها زي الهمس حتى وهي غضبانة وعايزة تزعقلي لما أرخم عليها، أقول للكل ان دي تخصني أنا محدش حتى يرفع عينه فيها.
ضحك ضحكة خافتة وهو يهز رأسه بشوق وكأنه يريد رؤيتها الأن ثم تابع:
_ بحب أشوفها، بعشق أشوفها، مابالك بقى لو اتجوزتها وبقت معايا في بيت واحد، يالهوووي.
ثم تابع بذات ولعه:
_بحب اسمي من شفايفها، حتى خجلها وتوترها اللي بيبان في سلامها بحبه.
ثم رفع عينيه وتابع بنفس هيامه وابتسامته:
_ بحبهااا، بحبها يا أخي لدرجة ان بقيت أشوف العقبات والتعب ميزة فيها، حسام أنا بحب أختك وهتجوزها يعني هتجوزها.
لاحظ "تميم" أخيرًا صمت الأخر وتبدل ملامحه بعدما كانت صخرية غير واضحة، فتابع:
_ حسام!! 
لم ينطق فكرر بضيق:
_ حسام، ما ترد يا أبني، قولت ايه!!
ثم تابع بإصرار:
_ مأنت أصلك مش هتمشي الليلادي إلا لما أخد منك رد.

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!!

أغلق باب الشقة خلفه، ثم سار بخطوات هادئة بسيطة نحو الداخل، ولكنه سريعًا ما جحظت عينيه فور رؤيته لوالدته الجالسة تنتظر عودته.

وضع "تميم" كفه يحاول مدارات وجهه، بينما والدته نهضت فور رؤيته تهتف:
_ تميم، أخيرًا جيت، ايه أخرك كدة؟
وتقدمت منه، وهنا شهقت وهي تضرب بيدها على صدرها تصرخ:
_ يالهوي، ايه اللي عمل فيك كدة!!!!

!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!

تسير بالغرفة ذهابًا وإيابًا تفرك يديها بتوتر وقلق يتأكلها، وقد أبدلت ملابسها لمنامتها وتركت خصلاتها خلف ظهرها، حتى التفتت بتفاجأ وقلق عندما فُتح الباب بشكل مفاجيء ودخل منه "حسام" مقتربًا منها بخطوة واحدة، جحظت "مي" بعينيها عندما رأته يتقدم منها بتلك السرعة يقبض كفيه على ذراعيها بعنف وقوة يهزها صارخًا:

_ ايه اللي بينك وبين تميم!! ها، انطقي ايه اللي بينك وبينه وازاي وفين وامتى!!

ظلت ناظرة اليه بعيون غير مصدقة أسلوبه معها، فقط تتنفس بعنف حتى أصبح صدرها يعلو ويهبط بشكل يثير القلق، بينما تابع هو بنفس صراخه المجنون:
_ انطقي ايه اللي بينك وبينه يا مي!!

كان يهزها بعنف حتى شعرت بأن قلبها يهتز بداخلها؛ فتهتز معه كل ألامها، غير قادرة حتى على النطق من خوفها من طريقته وأسلوبه، لاحظ "حسام" تراخي جسدها بين يديه مع لونها الذي تبدل عوضًا عن تنفسها الذي ازداد بشكل يثير القلق؛ توقف ينظر اليها بعيون متسعة قلقة؛ فوضع يد أسفل ظهرها وأخرى أسفل قدميها يحملها بهدوء وبطء تام وكأنه يحمل شئ هش يخشى خدشه او كسره بين يديه، وسار بها إلى الفراش، يجلس على طرفه.

ظل "حسام" يمسد عليها ليحاول تهدئة أنفاسها المضطربة، ودقات قلبها العنيفة التي تكاد تصله، بينما جسدها يرتجف بخوف بين ذراعيه، ظل يربت عليها بحنان مع همسه اليها بكلمات مطمئنة مع بعض أيات القرأن كما كانت تفعل والدته معها بكل مراحل تعبها وهي صغيرة؛ يدق قلبه هو الأخر بضربات الخوف والقلق خوفًا أن يحدث لها ما حدث سابقًا من فقدان الوعي أو سعال مصاحب لنزيف، فتعود للخلف وتتراجع حالتها.

وبعد قليل، شعر بها هدأت قليلًا بين يديه، فأخذ يكرر من تمرير يده عليها هامسًا بخفوت وحنان:
_ مي.
رفعت عينيها الخائفة اليه بتردد، فمرر كفه على وجنتها بحنان هامسًا:
_ انتِ كويسة؟
نظرت اليه قليلًا ثم أومأت ببطء.
عدلها "حسام" قليلًا على ساقيه يمرر يده على شعرها ثم تابع بصوته الحنون عكس ما كان عليه منذ دقائق:
_براحة كدة وفهميني، ايه اللي بينك وبين تميم!!

صمتت لحظة ثم أجابت أخيرًا:
_ تم...تميم عايز يتجوزني يا حسام و.. ووالله ما في أي حاجة بينا غلط.

هتف بغضب يعود تدريجيًا اليه:
_ وهو كمان كان يقدر يعمل الغلط!!
عادت تخبيء وجهها بحضنه بخوف، فعاد يتنهد يمسد عليها بكفه مرة أخرى ثم هتف بنبرة يحاول أن يجعلها أهدء:
_ طب أنا هتكلم براحة خالص أهو، مش أنا وانتِ عارفين ان الجواز بالنسبالك هيبقى شيء صعب شوية، وفي غلط وخطورة عليكِ كمان!!
ضمت نفسها أكثر اليه لتهمس بتردد وقلق:
_ هو..هو قال انه..انه بيحبني ومستعد يتحمل أي تعب أو مسؤولية علشاني.

هتف "حسام" وهو ينظر بالفراغ أمامها بشر ويكور قبضته بعنف:
_ هو قالك كدة، الكلب!!!

رفعت "مي" عينيها اليه تدريجيًا تهمس:
_ حسام، ت..تميم راح مخصوص للدكتور وسأله عن كل حاجة تخص حالتي، و..وعرف منه ان جوازه مني مفيش منه أي خطر عليا ان شاء الله، ده حتى كل حاجة بايد ربنا.

عاد لغضبه يصرخ:
_ كل ده، كل ده عمله من غير ما يرجعلي، وكمان واضح انه متفق معاكِ على كل حاجة، الكلب الحيوان اللي كنت مأمنه عليكِ.
ثم تابع باندهاش وغضب أشد:
_ لأ ويقول دي مي أختي، يا أبني دي أختي بتوصيني عليها.
ثم نظر اليها وصرخ:
_ في أخ بقى بيبص لأخته!! في أخ بيتجوز أخته!!

نهضت "مي" من على ساقه على الفور، عندما عاد لجنون غضبه مرة أخرى ومازالت تفرك يديها ببعضهم بقلق وخوف.
فُتح باب الغرفة فاجأة ليدخل منه "علي" المندهش قائلًا:
_ هو الزعيق ده جاي من هنا!!

ثم نظر إلى "حسام" وهتف بحاجبين مرفوعين باندهاش:
_ حسام انت بتزعق لمي!!!

زفر "حسام" بضيق خاصتًا عندما رأها أسرعت إلى "علي" تختبئ بصدره، حاوطها "علي" بذراعيه لينظر إلى أخيه باندهاش قائلًا:
_ في ايه يا حسام!! ايه اللي حصل عشان تزعقلها بالشكل ده؟!
نهض "حسام" يمرر كفيه على وجهه، ثم نظر اليه وصرخ:
_ الكلب تميم!!
توسعت عيني "علي" مرددًا خلفه وهو ينظر اليها:
_ الكلب تميم!! تميم بتاعنا؟
ثم توسعت عينيه أكثر وهتف وهو ناظر اليها بغضب:
_ عمل حاجة لمي!! أنطقي عملك ايه!! وأنا أروح أطلع عينه دلوقتي.

ابتعدت "مي" بعيدًا عنه هو الآخر تحاول الرجوع بظهرها للخلف وهي توزع نظرها بينهم بخوف، ثم هتفت بنبرة أوشكت على البكاء:
_ أنا، أنا عايزة ماما، فين ماما.

!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!*!!!!!*!!!!!!

ضربها "بدير" بخفة على رأسها هاتفًا بعصبية:
_ عارفة لو مسكتيش ولميتي الدور يا أمينة أنا هعمل فيكِ ايه!!
وضعت يديها بخصرها بينما صوتها المرتفع لا يتناسب تمامًا مع فستانها الأبيض الأنيق وطرحة الزفاف الطويلة التي تنسدل عليها بجمال:
_ ولو مسكتش بقى، هتعمل ايه يا بدير، ها!!
اقترب"بدير" يهتف من بين أسنانه أمام وجهها مباشرتًا:
_ هكسر السرير ده على دماغك.
_ طبعًا كل ده عشان مسألكش عن الهانم بتاعتك، مش كدة.
جذبها من يدها اتجاهه بقوة حتى صدمت بصدره، يضع كفه خلف رأسها ليضربه بقوة هاتفًا:
_ يا متخلفة يا مجنونة، في واحدة بتغير على جوزها يوم فرحهم!!
ثم صرخ بوجهها فاجأة:
_ أومال أنا اتجوزت أهلك ليه!!!
نزعت يده من على ذراعها تهتف:
_ انت أصلك مشوفتهاش وهي رافعة التليفون ومثبتاه عليك، تقولش جاية مخصوص عشانك.
 ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها.
_ ماشي يا بدير، أنا هعرفك ازاي تبص لواحدة غيري، ماشي، ده انت هتشوف أيام، ماشي.
لم تسمع منه رد للحظات، فنظرت اليه بطرف عينيها، وجدته مثبت نظره، عينيه تصعد وتهبط من أعلى طرحتها الى أسفل فستانها، فهتفت بحرج من نظرته:
_ انت، انت بتبصلي كدة ليه!
اقترب "بدير" يهتف وعينيه بعينيها:
_ أصل، أصلك مش شايفة نفسك حلوة ازاي في الفستان ده.
ثم تابع من بين أسنانه بغيظ:
_ وتقريبًا كدة نسيتي ان النهاردة ليلة دخلتنا.
صمتت هي ترفع رأسها بعيدًا عنه بكبرياء، ليستغل نظرها بعيدًا وينحني يقبل وجنتها، انتبهت هي فنظرت اليه بطرف عينيها تهتف:
_ انت بتعمل ايه!
حاوطها "بدير" خصرها بذراعيه يهمس أمام وجهها:
_ بعمل ايه ايه بس!! انتِ عارفة أنا مستني اليوم ده بقالي قد ايه، ده أنا ماصدقت يا مجنونة.
نظرت اليه بعيون ضيقة ثم هتفت:
_ انت قصدك قلة أدب، صح؟
ابتسم "بدير" يومأ اليها بصدق، فتابعت هي بذات همسها:
_ بس أنا مبحبش قلة الأدب.
ضحك "بدير" ثم تابع يقلد همسها:
_ بس أنا بقى بحبها، وبحبك.
دفشته "أمينة" فاجأة تهتف بصرامة وصوت مرتفع كعادتها:
_ يا قليل الأدب يا كداب، وعامل فيها مؤدب كل ده، أيوا كدة بان على حقيقتك.
نظر "بدير" اليها والى صدره الذي دفشته به بقوة بعيون واسعة ثم هتف وهو يقترب منها بخطر:
_ انتِ بتزقيني يا أمينة!! ده انتِ ليلتك زي وشك النهاردة.
ثم أخذها على حين غفلة وهتف:
_ طب تعالِ بقى.
صرخت "أمينة" صرخة خفيفة؛ عندما وقعوا على طرف الفراش سويًا قبل أن تصمت للأبد رغمًا عنها.


!!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
صرخ "حسام":
_ البيه، عايز يتجوز أختك، متخيل!!
هتف "علي" بعيون واسعة على الفور:
_ تميم!! تميم عايز يتجوز مي!!
ثم قطب حاجبيه وتابع بعدم فهم:
_ يتجوزها ازاي، هو مش عارف حالتها!!
_ زفت عارف، أكتر واحد عارف، يمكن بقى عارف أكتر مني ومنك.

لاحظوا جميعهم اقتراب خطوات والدتهم من الغرفة هاتفة وهي تنزع ثياب الصلاة عنها:
_ في ايه يا ولاد، ايه كل الزعيق ده!!
أسرعت اليها "مي" على الفور وقد بدأت تبكي بالفعل، أخذتها والدتها بحضنها هاتفة:
_ في ايه، ايه اللي حصل!!
أجاب "حسام" بتعب يشوبه الغضب:
_ تميم يا أمي، متخيلة أنه عايز يتجوز مي!

صمتت والدتها قليلًا تربت عليها ثم رفعت عينيها اليه وهتفت:
_ طب، طب وفيها ايه يا حسام، هو، هو مش أختك من حقها تتجوز زي باقي البنات يا أبني.

أشتعل جنونه أكثر يصرخ:
_ نعم!!! ازاي ، حضرتك مش عارفة حالة مي!!
تركتها والدتها تتقدم منه تسحبه من يده تجلس على طرف  الفراش وتجلسه معها، ثم هتفت بعقلانية وجدية شديدة:
_ اسمعني يا حسام، أختك يا حبيبي من حقها تتجوز وتعيش زي كل البنات، وتميم مش هيجد علينا احنا عارفينه وكفاية انه صاحب عمرك انت وأخوك، وبصراحة بقى هو بيحب أختك وأختك كمان ميلاله.
نظر اليها "حسام" نظرة مميته ثم همس:
_ حضرتك كنتِ عارفة!!
_ يا أبني تميم محترم وكلمني قبل ما يتكلم مع أختك في أي حاجة.
_ يكلم حضرتك انتِ!! تفتكري هي دي الأصول والصح يا أمي!!
صمتت توزع نظرها بينه وبين "علي"، ثم تابعت:
_ يا أبني ما أهو لا شايفك ولا طايل أخوك، وبعدين الجدع ما عملش أي حاجة غير انه طلب ايديها منك أهو.

اقترب "علي" يجلس بجانبهم وقد سحب "مي" من ذراعها بحنان يجلسها بجانبه هاتفًا:
_ طب وحالتها يا أمي، حضرتك ناسية حالة مي واللي هي فيه!
التفتت والدته توضح بابتسامة وكأن الحديث تطرق لما يهم:
_ أنا سألت الدكتور بنفسي، وهو طمني عالأخر وقعد مع تميم كمان واتكلموا كتير قوي، يعني متقلقوش من الناحية دي خالص.

عاد "حسام" ينظر اليها، ثم هتف بنبرة حزينة:
_ ده انتوا مظبطين كل حاجة مع بعض بقى.

صمتت والدته بحرج ثم هتفت:
_  أنا يا ابني كنت بطمن على أختك ان حالتها تسمح ولا لأ، مش قصدي والله أعمل أي حاجة من وراك.
عاد "حسام" يصرخ في الفراغ بذات غضبه المشتعل:
_ مينفعش يا أمي مي تتجوز، مستحيل، أنا مش هضحي بيها.

نظر اليهم "علي" وجده يضغط قبضة يده بقوة حتى أبيضت مفاصله، مع وجهه الأحمر من فرط غضبه فقلق فهتف:
_ حسام، أنا شايف الوقت اتأخر جامد وانت بتقول لازم تسافر الليلة وكل ما الوقت بيتأخر كل ما بيبقى سفرك صعب، سافر انت وأنا هنا هشوف مع تميم الموضوع ده متقلقش.

صمتوا جميعهم قليلًا حتى رفع "حسام" عينيه اليها، وجدها جالسة بجانب "علي" تفرك يديها ببعضهم بذات خوفها وتوترها، فهتف:
_ ممكن تسيبوني معاها شوية.

رفعت عينيها بقلق اليه، بينما نظروا جميعهم اليها، فربتت والدتها على ساقه هامسةً وهي تنهض:
_ حسام، متضغطش على مي، مي يا أبني ايه غلطها دلوقتي!!
أومأ اليها"حسام" بصمت، فنهضوا يغادروا الغرفة.

اقترب"حسام" منها يسحبها اليه بهدوء، ثم مرر يده على شعرها بحنان واقترب حتى جلس بجانبها مباشرتًا هامسًا:
_ بقى كدة يا مي، كل ده من غير ما أعرف، ليه مقولتيش أول ما حسيتي منه بحاجة، أنا زعلان قوي يا مي، قوي.

استمرت في فرك يديها ببعضهم بتوتر، ثم رفعت عينيها اليه وهمست بتوتر:
_ أنا، أنا كنت خايفة لتزعل ومتوافقش.
نظر اليها قليلًا ثم هتف سائلًا وكأنه يريد إجابة معينة:
_ وانتِ عايزاني أوافق؟
تطلعت اليه ثم أومأت بوجهها، ظل ناظر اليها ثم هتف بحزن:
_ عايزة تتجوزي يا مي!! عايزة تتجوزي وتسبيني، أنا خايف عليكٍ و...
مرر يده على خصلاتها وهتف وهو يحملها مثلما كانت صغيرة ويضعها على ساقيه بخفة:
_ تفتكري تميم هيفهم حالتك زينا، لما تتعبي فاجأة بالليل هيسهر جنبك زيي ومينمش إلا لما تبقي بخير، هيجري بيكي في عز الليل عالمستشفيات!!

ثم تابع بنبرة هادئة للغاية وكأنها تهدد ببكائه:
_ هيخاف عليكِ زيي، مهما حبك زي ما بتقولي عمره ما هيحبك ولا هيخاف عليكِ قدي، أنا هفضل قلقان وخايف عليكِ طول ما انتِ مش معايا.
رفعت كفها على وجنته بتردد ثم همست بابتسامة طفيفة:
_ حسام، أنا عارفة انت بتخاف عليا قد ايه بس، بس أنا والله كويسة حتى اسأل الدكتور.
ثم تابعت بتردد أشد:
_ ولا، ولا انت بتغير عليا من تميم أو أي حد غيره؟
نظر اليها قليلًا بصمت ثم همس وهو ينحني يقبل وجنتها:
_ انتِ مش بس أختي يا مي، انتِ بنتي الصغيرة ربيتك على ايدي ، وأول ما اتحملت مسؤولية في حياتي كانت مسؤليتك انتِ وتعبك، وفي الأخر بين يوم وليلة ملاقيكيش معايا، تروحي لواحد تاني معرفش هيحافظ عليكِ ولا لأ، هيعرف يتعامل مع تعبك ولا لأ، أنتِ عمرك ما بعتي عني حتى أيام سفري للكلية كنت أول ما بنزل أجازة بدور عليكِ انتِ وأشوفك فين وأروحلك، احساسي ناحيتك انتِ بنتي مش أختي الصغيرة.

ثم تابع بجدية يشوبها الغضب:
_ وبعدين تميم ده رغم اللي يعرفه عن تعبك، لكنه في الأصل ولا يعرف حاجة، يعرف انتِ لما بتتعبي بتبقى حالتك عاملة ازاي والمفروض يعمل ايه وقتها أصلًا!! طب يعرف ايه اللي بيتعبك من الأساس!! يعرف انك ليكِ أكل معين مينفعش تاكلي غيره خصوصًا لما تكونِ تعبانة!! طب يعرف بتحبي ايه، مبتحبيش ايه!! كل ده احنا يا مي مش هو.

همست هي بخجل:
_ بس، بس تميم بيحبني و....
قاطعها سريعًا بذات غيظه وغضبه:
_ تميم ده لا بيحب ولا بينيل، ده بتاع بنات، وأنا هعرفه ازاي يتجرأ ويبصلك أصلًا، كان لازم أخاف عليكِ منه من الأول، لكني صدقته لما قال انك زي أخته، كنت مغفل.
عادت تنكمش على ذاتها خوفًا من غضبه الذي يعود تدريجيًا، فوضعها برفق على الفراش يسحب عليها الغطاء وهتف قبل أن ينحني يقبل جبهتها قبل مغادرة الغرفة:
_ نامي انتِ دلوقتِ، وانا هتصرف معاه، تصبحي على خير.

ثم خرج من الغرفة، بينما هي ظلت ناظرة في أثره بحزن وخيبة أمل بداخلها حتى نهضت جالسة تلتقط هاتفها لتطمئن عليه ماذا حدث معه منذ أن تركتهم بمفردهم بالأسفل.

خرج "حسام" لوالدته وأخيه الجالسين بالصالة بانتظاره، واقترب يهتف بذات غضبه:
_ علي، عايزك تتكلم مع الحيوان ده وتفهمه ان احنا معندناش بنات للجواز وان مي تعبانة ومستحيل تتجوز، واني مش هضحي بيها، وفكره كويس انه المفروض أكتر واحد عارف الكلام ده، فعيب التخلف اللي هو بيفكر بيه ده.

ثم تابع  وهو ينظر بساعة يده:
_ أنا لولا لازم أمشي دلوقتي كنت عرفت أتصرف معاه ازاي.

نهضت والدته تبتلع ريقها من غضبه المبالغ فيه التي لم تتوقعه أو تاخذه بالاعتبار.
_ استهدى بالله يا حسام يا أبني وفكر في الموضوع كويس، احنا كان كل اللي شاغلنا تعب أختك وانها تتأثر لكن الدكتور قال مفيش خطر وطمنا.

_ ياماما حضرتك بتسألي!! تميم ده بتاع بنات وتلاقيه عايز يتسلى بيها بس أنا بقى هعرفه ازاي يفكر يتسلى بأختي!!
قالت والدته بغضب:
_ يا ابني اعقل الكلام، هيتسلى بيها ازاي اذا كان طالب ايدها منك أهو!!
_ معرفش، معرفش وبعدين، وبعدين تميم ده أكبر منها أصلًا ازاي يفكر فيها!!
_ الجدع لا هو أكبر منها ولا حاجة، ده قدك في العمر يعني الفرق بينهم مش كبير، انت بس عشان لسه شايفها عيلة قصادك.

نهض "علي" ينظر اليه بتعجب من غضبه المبالغ به، ثم قال:
_ وبعدين يا حسام تميم اتغير على فكرة، ده أكتر واحد كان بيقنعني اني لازم اتغير والتزم وكل الكلام اللي كنت دايمًا أسمعك بتقولهوله ده.
صرخ "حسام" به:
_ يا غبي ماهو لازم يعمل كدة ويفهمك انه مبقاش شايف غيرها عشان لما يفاتحنا في موضوع زي ده ألاقيك بتقولي كدة.
نظر "علي" لوالدته ثم عاد ينظر اليه وقال:
_ أنا بصراحة مش فاهم وجه اعتراضك وغضبك ده كله، احنا كان كله اللي مخوفنا حالتها وان أي حد بيتقدملها مبيبقاش عارف حاجة عنها، لكن تميم أكتر واحد عارف عن حالة مي، وكمان سأل دكتورها يبقى ايه المشكلة!!
نظر اليه "حسام" بعيون واسعة على وشك اصابته بأسهمها ثم عاد يصرخ به:
_ انت يلا معندكش دم!! يعني عادي كدة صاحبك يبص لأختك الصغيرة ويبقى عايز يتجوزها!!
_ أديك قولت عايز يتجوزها، يبقى فين المشكلة بقى، وبعدين تميم آه صاحبي وأكتر واحد عارفه.
_ برضو، لأ أنا مش هضحي بحياة أختي وصحتها عشان خاطر أي حاجة، يا أمي مي محدش هياخد باله منها قدنا، محدش عارف ظروف تعبها غيرنا، محدش هيحافظ عليها غيرنا، أنا أموت لو غابت عني لحظة ربنا عالم أنا كان فيا ايه لما اضطريت أسيبكوا وهي تعبانة بسبب زفت شغلي.

اقتربت والدته منه ثم رفعت يدها على كتفه وهتفت تحاول اقناعه:
_ أنا عارفة، وعارفة بتخاف عليها ازي، بس تقدر تقولي هي هتفضل لوحدها كدة لحد امتى، بكرة انت واخوك تتجوزوا وأنا مسيري هحصل أبوك وأموت، وياعالم مين يتحملها بعد كدة، وتميم عارف كل حاجة عنها وطلبها يعني شكله بيحبها بجد وأنا مش خايفة منه عليها.
هدر بغضب جعله يغمض عينيه من شدته:
_ اولًا أنا مش ممكن أسيب مي لوحدها مهما حصل، حتى لو اضطريت أعيش ليها وعشانها ومتجوزش.
_ يا أبني ده مش كلام يتعقل، دي سُنة الحياة وأنا نفسي ومنى عيني أطمن عليها قبل ما أموت، متعرفش همها أنا شيلاه على قلبي ازاي.
هتف "علي" وهو يربت عليها:
_ بعد الشر عنك يا حبيبتي.
ثم نظر اليه وتابع:
_ حسام، قولتلك أنا هتصرف وأقابله وأشوف في ايه، خلاص بقى روق كدة وشوف اذا كنت هتعرف تقعد النهاردة ولا هتمشي.

وقف "حسام" قليلًا يتنفس بصمت يدل على غضبه، ثم اتجه للباب، لكنه وقف عاد ينحنى يقبل يد والدته وتحرك مرة أخرى اتجاه الباب لكنه التفت مرة أخرى يرفع إصبعه بتحذير يهتف:
_ قوله يبعد عنها نهائي، عشان لو عرفت انه قربلها تاني هزعله بجد.
نظر "علي" لوالدته ثم أومأ اليه، لكنه نطق سريعًا عند استيعابه:
_ ايه ده!! هتسافر بهدومك دي مش هتغير؟!
لكنه كان أغلق الباب خلفه بقوة اهتزت لها الجدران وغادر.

!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!*!!!!!!

وضع "حسام" المفتاح بالباب، ثم دفعه، لكنه قطب حاجبيه عندما شعر بشيء ثقيل يعترض الباب، أغمض عينيه يتنهد بيأس ثم دفعه بقوة ودخل وقف محله بصمت؛ عندما وجدها نائمة في جلستها على الأريكة وكأنها تنتظر قدومه بينما الصمت يخيم على المنزل بأكمله.

دخل "حسام" يغلق الباب خلفه ثم اقترب منها نقل المفتاح من يد ليده الأخرى؛ ليرفع كفه على رأسها بهدف ايقاظها.

رفعت "رقية" رأسها فاجأة بعيون واسعة وخوف، فهتف على الفور:
_ أنا يا رقية متخافيش.
تطلعت اليه بعدما فركت عينيها بيدها، لتتوسع عينيها عندما رأته بتلك الهيئة؛ بدايتًا من حذائة الأسود الامع الأنيق، مرورًا ببذلته السوداء باهظة الثمن، مع رابطة عنق رفيعة تجعله شخص أخر تمامًا عوضًا عن خصلاته المرتبة بعناية فائقة، بينما عطره يملئ المكان من حولها؛ فعادت تفرك عينيها مرة أخرى ثم رفعت نظرها اليه تهتف باندهاش:
_ مين!!

٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكو وتوقعاتكم للي جاااي..ياترى تميم هيسكت على اللي حصل ولا هيعمل ايه عشان خاطر مي؟
وحسام هيعمل ايه وهيقول لرقية ايه المرادي؟
وهنا هتعمل ايه لما تروح ومتلاقيش علي في مكتبه؟!
ومتنسوش رأيكوااا في احدااث البارت..
وتفاعل على لينك البارت عالصفحة يعدي  300 ريأكت والف كومنت وبإذن الله الجديد ينزل حتى لو كان بكرة...توقعاتكوا ورأيكوا للي جاااي.. قراءة ممتعة ♥️
تعليقات
31 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. البارت فوق الروعه
    تسلم غ

    ردحذف
  2. تحفه بجد كالعاده

    ردحذف
  3. بارت حلو اووي 💙

    ردحذف
  4. بارت حلو اووي 💙

    ردحذف
  5. ❤️❤️❤️

    ردحذف
  6. روعه روعه روعه روعه روعه 😍🥰😍🥰

    ردحذف
  7. حلوة جذا بس البارت قصير اوي

    ردحذف
  8. حبيبتي المبدعه دائما تسلمي

    ردحذف
  9. سبحان الله الجمل ما بشوف حردبته هو يطلع لرقية عادي ما هي على اساس زي اخته كمان 😒😒😒

    ردحذف
  10. ♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  11. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  12. جميله جدا😍❤❤

    ردحذف
  13. جميلة جدا

    ردحذف
  14. كلام حسام مع مي منتهى الحنية فعلا جميلة ومبدعة كالعادة

    ردحذف
  15. تحفة تحفة ❤️

    ردحذف
  16. جميل جدااا

    ردحذف
  17. روعه روعه روعه تسلمى ياقمر

    ردحذف
  18. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  19. مبدعه يا روني

    ردحذف
  20. 🌹❤️🌹

    ردحذف
  21. ايه الجمال ده

    ردحذف
  22. يا عينى يا تميم

    ردحذف
  23. حلو اووي

    ردحذف
  24. ررررررروووووووووعة ♥️🥰♥️♥️

    ردحذف
  25. حلو اووى مبدعه دايما يارونى

    ردحذف
  26. فين بقية الفصول من اول الفصل37

    ردحذف
  27. مش لاقية الفصول 37،38،39بيطلعلي علي طول الفصل 40

    ردحذف
  28. من فضلك ردي عليا الفصول فين من اول37

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة