U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ميمو الفصل السابع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ميمو الفصل السابع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية ميمو

رواية ميمو الفصل السابع والخمسون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل السابع والخمسون 

#ميمو 

#رانيا_ابو_خديجة  

كنت واقفة متسمرة مكاني ... لحد ما اتحركت هي في حضنه ودرعاته اللي ملفوفة حواليها بالشكل ده وفتحت عينيها وبصتلي ... 

فضلت تبصلي بعيون واسعه وبعد لحظة واحدة اتململ في نومته هو كمان أول ما سابت حضنه وفتح عينه
بالعافية

رمش أكتر من مرة بعدين بصلها وبهدوء ارتسمت ابتسامة على وشه اول ما شافها صاحية ولسه بين ايديه ... كانت عيني عليه ... كل حركة تصدر منه ... 

- صباح الخير ... صاحية أحسن شوية ؟

سألها بعدين لقاها بصتله ورجعت نظرها ليا تاني ... جمع حواجبه شويه باندهاش من عينيها اللي بتبص بترقب ووسع دي....بعدين التفت براحه يبص الاتجاه اللي هي بتبص فيه ... 

وهنا لقاني واقفة انا بعيون مصدومة من اللي انا شيفاه .... ودموع حاسة بحرقتها على بشرتي .... اتعدل من نومته دي بفزع وعيني عليا بوسع 

-نسمة !!!!!

قالها بزهول بعدين قام من السرير في حركة اسرع من البرق ووقف قصادي يبصلي ويرجع يلتفت براسه يبصلها 

قرب خطوة وبلع ريقه بتوتر بعدين همس

- نسمة ... انا ... انا هفهمك كل حاجة .. بس ... بس 

كنت ببصله وانا حاسه اني واقفة قدام حد معرفوش ... مش قصي .. مش هو .. غصب عن عيني اللي مش شايفة من الدموع دي راحت عليها ... بعدت الغطا اللي كان جامعهم سوا  بايديها وقامت ببطء ... بعدين وقفت وراه تبصلي بعيون مفهمتهاش ... شكلها ... شكلها عرفاني ... عارفة اني ... ابتسمت فاجأة بسخرة ... اني المفروض مراته 

لا .. مش مستوعب لسه الموقف ... هي هي هنا بجد وشافتها وهي في اوضتي وعلى ... على سريري ... غمضت عيني اهز راسي يمكن افوق من الموقف كله .... صعب .. صعب عليا اتحمل كل ده ... اهو جرح جديد لانسانة معملتش اي حاجة غير انها وثقت وصدقت وأمنت ... واتجوزت واحد ... غمضت عيني بشكل أعنف ....اهو ذنب جديد على كتافك يا قصي 

فتحت عيني ابصلها تاني ومفيش اصعب منها نظرة ... لقيتها بتبتسم بسخرية ظاهرة على وشها بعدين رجعت لملامحها اللي تخوفني عليها تاني ... ملامح كلها وجع ... وجع وبس 

- نسمة ... تعالي معايا ... تعالي معايا بس وانا .. انا هفهمك 

غمضت عينها تصفيها من الدموع اللي مشوشه على رؤيتها دي بعدين قربت خطوة بتوهان

- من ... من امتى يا قصي ... قبلي ولا ... ولا بعدي ؟!!

كنت ببصلها ومش عارف المفروض اقول ايه ... سؤال طبيعي ومنطقي لواحدة لسة مش عارفة هي بالنسبالي ايه ... لقيت عينيها فاجاة وسعت بصدمة بعد ما راحت على ركن جنب السرير ...

مشيت بخطوات بطيئة وقربت من السرير .... مسكت بايد باين فيها رعشة الأعصاب ....مسكت بعض الادوية اللي محطوطة عالكومدينة الخاصة بحمل زينب ... وقرأت اللي عليها.... بعدين عينها راحت بنفس الطريقة ليها ...وببطئ نزلت على بطنها 

التفت لزينب لقيتها تلقائي بعد نظرتها دي ... رفعت ايدها  تحطها بحماية على بطنها ... وأنا على نفس التفاتي ليها غمضت عيني بشدة ... ده اللي كان ناقص كمان 

- هي ... هي المدام ... ح... حامل ؟!!!

فضلت مغمض عيني كدة لفترة لحد ما سمعت صرختها 

- ماتررررد علياااا ..... هي كمان حااامل منككك!!!!!

التفت ليها براحة ... بصتلها بعيون مبقتش عارفة المفروض تقول ايه 

لقيتها بتبص في الفراغ بتوهان أشد

- طيب ... طيب ده معناه ايه ... ان غيابك الفترة دي كلها كان ... كان ده سببه ولا ولا ....

سكتت فاجأة ... بعدين كملت وكأنها بتكلم نفسها

- ولا انا الزوجة التانية أصلا ....ما ترررد يا قصييي ... انا عايزة اعرف دلوقتييي ... انت بتعمل فيااا كدة ليه ... انا عملتلك ايه لكل ده ... عملتلك ايه !!!!!

قلقت عليها من هيسترية الصريخ اللي مسكتها دي .... قربت منها بسرعة بملامح منكمشة بوجع عشانها 

- نسمة .... اهدي اهدي كدة بس واسمعيني وانا والله هفهمك كل حاجة ... بس براحة بس على نفسك وت....

حاولت احتويها لكن كانت بتزق ايدي من عليها بعنف 

- اوعااا ... ابعد عنييييي ... متلمسنيش تاني ابدااا

= قصي ....نسمة كانت هن....

كانت سلمى...لكن قطعت كلامها أول ما شافتها قدامها

التفتت ليها نسمة تشاور عليها بقزازة الدوا الكبيرة دي اللي لسه في ايديها وكانها نسيتها 

_ سلمى!!!!.....انتوا ..انتوا كلكوا عارفين ... طبعاً... ماكمان عايش معاكوا في البيت أهو 

بعدين التفت تبص لزينب ولبطنها تاني وغمضت عينيها بقهرة عياط 

_ لااا ...لاااا يااارب...حاسه اني في كابوس...كااابووووس

قربت منها تاني بسرعة في خطوة واحدة أحاول احتويها ..لاازم تفهم ..لازم اقولها كل حاجة يمكن وقتها ده يخفف عنها ... الموضوع غير ماهي فهماه خااالص

_ نسمة ... والله انا. ..

زقيتني بسرعة وفي نفس الحركة رفعت ايدها بقزازة الدوا الكبيرة دي اتجاهي لكن لسوء الحظ كانت جت في زينب اللي واقفة ورايا دي بتراقب بس

التفت على صرختها وايديها اللي حطتها بألم على بطنها قولت بلهفة 

_ زينب!!!! انتي كويسة ....فيكي ايه ...طب اوعي ايدك دي اشوف فيكي ايه!!! 

قربت سلمى مننا بسرعة تحاول تشوف زينب المنحنية مكان الخبطة اللي جات في بطنها وبتتأوه بألم

_ زينب....ايه اللي حصل ...اطلبلها دكتور يا قصي بسرعة

مررت ايديها على بطنها وقالت وهي بتبلع ريقها بألم

_ متخافوش... كويس كويسة...هو بس الخبطة وجعتني 

اتنهدت برتياح وأنا ببص على ملامحها أطمن انها صادقة ...لكن..

لكن فاجأة التفت على اللي واقفة دي ونسيتها خالص من خضتي من القزازرة اللي رشقت في بطن الحامل دي..لكن...لكن ملقتهااش ...رااحت فيين....نسمة!!!!!

.... ......………………......

خرجت بره الفيلا بتوهه ... تقريبا مكنتش شايفة قدامي ...دماغي بتلف .... صورته وهي في حضنة ...ولا صورته لما جري عليها باللهفة دي كلها وكأنه نسي اني موجودة اصلا .... معقولة ... قصي ... قصي بيحبها ويخاف عليها قوي كدة ... طب ... طب وأنا .. أنا ايه !!!

كنت ماشية ببطء من كتر مأنا مش شايفة امشي من الدموع الصامته اللي سبقاني 

لكن صوت عربية عرفاه كويس اخدني من كل الدوامة دي ... رفعت عيوني أبص  ... 

عربية ماما ... ايه جابها هنا .. هو ... هو احنا هنا في..فين اصلا!!! .. التفت بنفس التوهان ده ابص ورايا بعيون مش مستوعبة حاجه حواليها 

- نسمة ... نسمااا 

لقيتها نزلت من العربية وجات عليا جري ... فاجأة حسيت مع خطواتها السريعة دي وكان دماغي انا اللي بتلف بسرعة... وفاجأة ....محستش بنفسي ولا بالدنيا حواليا..

............................................................

اول ما التفت ملقتهاش ورايا ... خرجت برة الاوضة بسرعة الحقها... لقيتها مش موجودة حتى في الطرقة.... بسرعة روحت لاقرب شباك بيبص على تحت لقيتها خارجة من الفيلا وماشية بتوهان عجيب لدرجة كنت خايف عليها تخبط في حاجة قدامها أو عربية عالطريق تخبطها.... لسه كنت هلتفت انزل لمحت عربية مامتها جاية من بعيد ... بعدين وقفت ونزلت جاية اتجاهها جري ..

عيوني وسعت بصدمة... قربت  من الشباك اتأكد اكتر اول ما لقيتها وقعت على أسفلت الطريق ....نزلت بسرعة الحقها ... أخدت السلالم جري ... وقعت ؟!!!... نسمة وقعت تحت في الشارع ... جرالها ايه ... جرالها ايه بسببي !!!

خرجت برة البوابة جري قدام كل الحرس اللي بيبصولي بذهول ... بصيت في الشارع لقيت مامتها اخدتها في العربية بسرعة ومشيت ....

...................................................

- دكتور ... خير يا دكتور ... بنتي مالها !!!

= مفيش داعي لكل القلق ده يا وجدي بيه ... البنت كويسة هي بس واقعة تحت تاثير صدمة ... تقريبا سمعت خبر مش كويس ... انا ادتلها حقنة هتهدي اعصابها المتوترة دي .. لكن .. لكن ياريت تشوفوا ايه مضايقها كدة ووصلها للحالة دي ...

- شوووفت ... شوووفت عمل ايه في بنتك .. قسما عظمااا ...

- شمس ... اهدي اهدي بس عشان اعرف افهم ... هو كلمني من شوية وانا قولتله اننا هنا ... دلوقتي ييجي ونفهم منه فيه ايه 

- انت لسة هتفهم!!! ... خليه يطلق بنتك ... انا من البداية كنت معترضة على الجوازة دي ... دي عيلة ما يعلم بيها الا ربنا ... ولا مشوفتش عملوا ايه في مختار ابن اخوياا 

دخلت المستشفى جري لحد ما وصلت للدور اللي هي فيه ... التفت حواليا كتير لحد ما لمحت باباها ومامتها واقفين بعيد وبيتكلموا جريت اتجاههم وقولت بلهفة وانفاس عالية أول ما وقفت قصادهم

- وجدي بيه ... نسمة ...نسمة فييين ؟

لسه باباها هيرد لقيت مامتها في وشي 

- انت لسة بتسال عن نسمة !!!!!!... بعد ايه ؟!!!.. بعد ما اتجوززززت عليهااااا

بعدين سكتت من صوتها العالي  اللي جاب أخر المستشفى ده وبصت لجوزها 

- ولا يا عاااالم ما يمكن احناااا اللي مغفلين واتجوز بنتنا على الهانم بتااااعته 

نفخت وانا ببص اتجاه الأوض... عايز ادخلها 

- فيها ايه دي احسن من بنتي ... بنتي اللي سابت طوابير وفضلتك انت عليهم ... تتجوز عليهااااا ... دي يتمناها شبااااب الدنيا كلها ... دي نسمة وجدي ... فاااهم يعني ايه نسمة بنت الباشمهندس وجدددي 

- مش كدة يا شمس ... احنا في مستشفى فضحتيناا 

- وجدييي بيه!!!! ..

التفت يبص على نبرة صوتي الحادة دي 

- انا عايش اشوف مراتي 

حاولت تتخطى ايد جوزها اللي بتحاول تحجزها عني 

- مرااتك!!!! ... ده انت بتحلم ... مرااتك مين يا ابو مراتي ... مرااتك دي هنااك اللي منيمها في احضانك وسايب بنتي تلف حوالين نفسها من عمايلك 

رد جوزها بحدة وهو مازال حاجزها بين ايديه 

- مش كدة يا شمس ... سيبيني انا اتفاهم معااه 

- يطلقهاا ... هي كلمة واحدة يطلق بنتي  يا وجدي ....ونخلص من النصب الزفت ده 

اتنهد وانا ببص تحت بعدين رفعت وشي بعد تنهيدة غضب 

- وجدي بيه .. من فضلك انا عايز أشوف مراااتي ... من حقي 

كانت لسه هتتكلم بنفس الطريقة لقيته بصلها نظرة اسكتتها ومازال بيبعدها بايده بعدين التفت يبصلي لحظة وقال بهدوء 

- ماشي يا قصي ... انا هخليك تدخل تشوفها 

- يدخللل فييين يا وجددددي !!!

التفت على صريخها ده بصلها نفس النظرة بعدين التفتلي تاني 

- عارف ليه يا قصي ... عشان عايزك تدخل تشوف انت عملت في بنتي ايه ... وبعد كدة هتلاقيني مستنيك النهاردة انت ووالدك عشان نتفق على اجراءات الطلاق ... وانت ربنا يباركلك في مراتك اللي عندك 

كنت سامع كلمة الطلاق دي وحاسس اني بخسر .. بخسر اهم حاجة في حياتي .. كنت لسه هسيبهم و ادخل انا عالاوضة اللي كان بيشاور عليها وهو بيتكلم لقيت وقفني برفعة من ايده لحظة ..وقال بنبرة غير

- بس خليك فاكر ... ان اللي حصل في بنتي ده مش هيعدي بالساهل 

ولا هممني شىء من كل ده ... غير كلمة الطلاق اللي اترددت في الحوار ده اكتر من مرة واكاد اجزم ان نزولها عليا زي الطلق 

سبتهم بسرعة واتوجهت لاوضتها ... فتحت الباب ودخلت 

اول ما دخلت شفتها قدامي ... كانت عمالها بتحرك دماغها ووشها في المخدة بانهيار عياط مكتوم صوت تنهيده واهاته وصلني لحد الباب .

قفلت الباب ورايا ودخلت وهمست بكلمة واحدة بس 

- والله بحبك .. بس...

ثبتت بسرعة عن الحركة اول ما وصلها صوتي بعدين التفتت بحدة ... واتعدلت قاعدة عالسرير مررت ايدها بقسوة على خدودها الحمرة دم دي 

لقيت نفسي بقرب منها
وبهمس 

- نسمة ... انا ... انا مش هطلقك 

رفعت عينيها الدم دي بحدة وقالت بملامح جامدة اول مرة اشوفها على ملامحها 

- وانا مستحيل افضل على ذمتك لحظة واحدة .... مش ممكن ... غصب عنك هتطلقني 

قربت اكتر وسمحت لنفسي اقعد قدامها 

- انا بحبك ومش هسيبك ... انا ..

- انت عمرك ما حبيتني ... انت نسيت ولا ايه ... احنا يعتبر جواز صلاونات يا قصي ... مكناش بنحب بعض قبل كدة ولا عمرنا ... لكن 

لقيتها اتكلمت بسرحان وتوهان 

_ لكن هي ... لو شفت خوفك عليها وطريقتك معاها ... هتعرف كويس قوي انت بتحب ميين 

بسرعة قاطعتها 

- يمكن كلامك اننا اتخطبنا عن طريق تعارف بسيط صح ... لكن والله اللي ما بحلف بيه كذب ... انا بحبك وكنت ... كنت فاكر ان طلاقنا هيبقى سهل واجي على نفسي شوية ومشوفكيش تاني بعد ما تعرفي الحقيقة لكن ...لكن بعد النهاردة اكتشف اني ... اني والله ما هقدر ... يا نسمة انا بحبك ومش هسيبك 

بصتلي بنفس قسوة عينيها دي اللي عمري ما شفتها جافة عليا كدة بعدين همست بنفس الحدة 

_وانا بقى اكتشفت اني مبحبكش ... ولا لحظة كنت بحبك  ... ولو راجل فعلا وعندك كرامة بقى يا قصي ...تطلقني ... عشاان أنا خلاص مش طايقه أشوف وشك تاني

بصيتلها بعد كلامها ده بصدمة ... بعدين رفعت راسي بملامح غضب من كلامها اللي زي الرصاص عليا ده...  ... قومت من قدامها وقفت ...وهمست بعد ما ادتلها ضهري أخرج

- انا ... انا مش هاخد كلامك دلوقتي على انه جد ... وهستناكي اما تفوقي كدة وتبقي كويسة عشان نعرف نتكلم 

- مش عايزززة اتكلمم معاااك .... ولا عااايزاااك ... وهتطلقني يا قصييي 

بصتلها نظرة اخيرة ... بعدين التفت اخرج 

يدوب خرجت ولسه بقفل الباب ورايا سمعت انفجار عياطها ... غمضت عيني بشدة على وجعها ده ... بعدين فاجاة فتحت عيني لقيت مامتها وباباها قدامي ... بصولي بحدة بعدين دخلولها وقفلوا الباب 

...........................................

بعد مرور أيام 

رفعت وشي من عالطبق اللي قدامي لقيتها نازلة عالسلم 

- تعالي يا بنتي الغدا معانا ... تعالي 

كان ابويا اللي نادى عليها ... كانت جاية وعنيها عليا ... وقفت شوية بحرج بعدين حسيت انها عايزة تقول حاجة ... نطرت شعرها ورا ضهرها وقربت فعلا ... وبتردد قعدت عالكرسي اللي جنبي 

اول ما قعدت مديت ايدي بنفس حالة الصمت اللي انا عليها بقالي ايام وحطتلها حاجات من كل الاكل اللي موجود .. مليتلها الطبق بتاعها قدام ذهولها 

بعدين قربت اهمسلها وانا بحط اخر حاجة قدامها 

- لو مكنتيش نزلتي عالغدا كان زماني مطلعلك كل ده .. مش عايزك تقومي الا متخلصيه 

خلص همسه ده بالقرب مني ورجع بص في طبقه تاني بنفس الصمت اللي هو عليه ده ... رفعت عيني بحرج لباباه واخته لقيته منشغل بالاكل ومتابع جهاز صغير قدامة بيتابع عليه شغلة بالنظر اما سلمى.... فلقيتها بتبصلنا بابتسامة واسعة على وشها واول ما عيني جت في عينيها غمزتلي وهي بترفع المعلقة على بوقها 

نزلت عيني ابص في الطبق اللي بقى شكله زي الهرم من كتر الاكل اللى ملاه بيه وبدأت اكل فعلا ... من بعد اللي حصل وانا بطلت اضايقة او اخد اي رد فعل اتجاه افعاله واجلت كمان كلامي باني عايزة امشي ... وده نظرا لحالة الصمت الرهيبة اللي انتابته من بعد الموقف اياه ... دايما ساكت وسرحان ... رفعت عيني ابصله على نفس شروده ... ياااه ... شكله بيحبها قوي ...قلبان حالته دي كلها عشانها

انتبهت من بصتي ليه على المعلقة اللي فلتت من ايدي من كتر ضغطي عليها بعصبية .. كل ما تفكيري ياخدني ان حاله اتقلب كدة بسببها احس اني عايزة اروح اخنقها ... سبحان من صبرني عليها وهي هنا لما جت لحد اوضة النوم فوق ... يمكن عشان مطولتش كل حاجة انتهت في اقل من دقايق...ويمكن كمان بسببه ذهوله وقتها كان خاطف نظري ... حسيت وقتها اني مشفقة عليه في الموقف ده بدل ما ابقى متغاظة منه .. ويمكن .... يمكن عشان كنت حاسه بيها ماهو نفس الاحساس اللي حسيته لما شافتني في حضنه كدة لما كنا نايمين من وقت ماكان بيقرا عليا قران بالليل هو تقريبا نفس اللي حسيته لما شفتها في حضنه قبلها بلليلة 

بمناسبة القرآن ابتسمت وانا بحط عيني في الطبق ... كل ليلة خلاص بقى لازم يرفع ايده وقبل ما ينام يقرا عليا ... خلاص اتعودت .. اتنهدت بشده وانا بغمض عيني لدرجة حسيت بصلي هو وباباه واخته ... عملت نفسي ببص في طبقى تاني وكملت شرود في كل ليلة بعد ما يخلص صلاة وانا معاه ييجي وبدون ما اقوله القيه رفع ايديه وحطها عليا وبدأ يرتل بصوته اللي بقيت مدمناه ... ومن وقتها ومبقاش يزورني الكوابيس دي تاني ابدأ ... وبحس بيه لما يكون شارد وسهران ومش جايله نوم جنبي لو اتقلبت بس في السرير القيه بصلي بقلق وترقب وفي لحظة ياخدني في حضنه ويفضل يمرر ايده على شعري ويهمس بذكر الله .. بيبقى فاكرني نايمه وهرجع اقلق في منامي تاني بكوابيس ....لكن وقتها بكون صاحية وحاسه بايده اللي محوطاني.... وقتها بتنهد من جوايا على الأمان اللي بحسه بين ايديه ... كل ده رغم سكوته طول الوقت وشروده وصمته المتكرر من بعد اللي حصل 

- قصي !!

انتبهت على صوت باباه الحاد ده 

- انت لسه مطلقتش نسمة ؟!

التفت ابصله زيهم كلهم لقيته بص في طبقه وقال وهو بيلعب بالمعلقة في الطبق 

- لا يا بابا ... لسه 

رد باباه بعصبية 

- لسه ... لغاية امتى يا استاذ ... اللي يشوفك كدة يقول انك متعرفش ابوها بيعمل معانا ايه 

اتنهد وهو باصص للطبق زي ما هو رغم انه مرفعش المعلقة اكل مرة واحدة حتى 

- ابوها مش مكتفي بانه بيفض الشغل اللي بينا اللي هيخسره ويخسرنا ملاايين ... كمان جالي امبارح يهددني ولسه بيبعتلي دلوقتي اهو.... ابنك لو مطلقش بنتي هنرفع خلع 

رفع وشه بحدة لباباه على الكلمة دي ... بعدين همس من غير صوت 

- خلع !!!

- ايوا زفت خلع ....عشان حضرتك لكعي وعمال بتماطل .. كل ما اقولك تقولي هطلقها ,... حااضر ... طيب بكرة ... طيب معرفش ايه ... بذمتك ده كلام 

لحظته غمض عينه بغضب بعدين قال بنفس الغضب ده 

- حااضر يا بابا .. حاضر ... مش اما ترجع ابقى اطلقها ... انا اخر حاجة عرفتها انها سافرت مع مامتها لخالتها اللي في الغردقة .. عشان 

سكت بحزن بعدين كمل بتنهيد 

- عشان حالتها النفسية اللي سائت... بسببي 

- وحضرتك عرفت منين كل ده بقى ؟!

بص لباباه لحظة بعدين رجع يبص في طبقه تاني بنفس الشرود ...شكله لسه متابعها ومتابع أخبارها....قام فاجأة وأخد حاجته وقبل ما يمشي 

- قصي ... هطلقها وتخلصنا من وجع الدماغ ده 

هز وشه لباباه وهمس 

- حاضر ... هطلقها .. اما ترجع 

وسبنا ومشي ... مقدرتش اتحمل ان كل ده يتقال قدامي همست بالحمد لله شبعت.... واستاذنت اطلع لخالتي فوق

بصيت لبابا بعد ما قام قصي وزينب 

_ بابا 

نفخ.... بعدين رفع وشه من التاب قدامه 

- عايزة ايه انتي كمان؟!

سكت لحظة بعدين قولت 

- حضرتك ... حضرتك زعلان على انك خسرت عمو وجدي والد نسمة بسبب قصي ؟

اتنهد بعدين قال 

- وجدي مش شريكي من يوم وليلة احنا شركا واصحاب من سنين لكن اخوكي بقى الله يسامحه 

بعدين اتنهد تاني وكمل وهو بيرجع يبص في الشاشه قدامه 

- المهم اننا عملنا الصح حتى لو كنا مش عايزين ... يلا خير 

سكت لحظة  ابصله بدموع في عيني بعدين همست 

_ بابا ... حضرتك اللي جوزت قصي لزينب بنفسك ومنتظر البيبي ابنهم كمان 

بعدين سكت لما رفع راسه يبصلي 

- حضرتك كدة بتظلمني يا بابا.. انا ... انا لسه عايزة ميمو ... جوزي 

بصلي بغضب فاجأة طفى على ملامحه بعدين بنفس الغضب قام يدخل مكتبه ... جريت بخطواتي وراه 

- بابا !!!

وقف ينفخ بضيق ... لفيت ابقى قدامه وكملت بدموع في عيني 

- حضرتك وافقت على زينب حتى لو كان غصب عنك ... يبقى انا بقى ذنبي ايه .. حضرتك كدة بتظلمني بجد 

بصلي فاجأة وهمس بنفس الغضب 

- سبيني دلوقتي يا سلمى ... سبيني عشان انا عفاريت الدنيا بتجري قدام عيني في اللحظة دي... اوعييي من وشيي ...اوعييي

غمضت عيني بحدة اول ما سمعت همسه وهو بيقفل باب المكتب وراه بقوة 

- عليكي انتي واخوكي ... حاجة تقررررف 

............................................

أول ما اتفتحت البوابة ... مديت رجلي عشان اخرج واول ما خرجد وعيني شافت الشمس 

غمضت عيني وانا بتنفس ... لكن مسبتش نفسي كدة كتير ....

بسرعة التفت ابص لباب السجن تاني ....وانا بهمس ومن جوايا عارف ... اني مش هطول بره....

واذا كنت رغم كل الايام اللي قضتها هنا لحد دلوقتي مليش ملف ولا عليا قضايا.... فعارف كويس اني راجع تاني بس بقضية ...قتل 

قفلت سوستة الجاكت اللي عليا بعنف وهمست بكلمة واحدة بس وانا بمشي بعيد ..وعارف طريقي 

- ميموو خرج .... ومش هيدخل هنا تاني ..غير بحق دمك 

... …….........................

خلصنا صلاة بالليل سوا كالعادة ... قد ايه بقيت بنام بشعور مختلف تماماً لما انام جنبه وانا مخلصة كل الفروض اللي معظم صلواتهم بتبقى وراه ... خصوصاً صلاة بالليل دي اللي بنخلصها ونروح ننام وقبل النوم يرفع ايده عليا يسمعني جزء من القران بصوته الجميل ده 

النهاردة بعد ما خلصنا قالي هيروح يخلص شوية حاجات مع باباه ويرجع... لقيت نفسي بنادي عليه وبساله السؤال اللي بيدور في بالي من اول امبارح لما كنا عالغدا  وسالته فعلا هيطلقها ولا لاء 

للغريبة لقيته سند عالسرير بنص واقفة  ورفع ايده على شعري يحطه ورا ودني وقال وعينه على ملامحي 

- هيفرق معاكي ؟

بصيتله لحظة وانا بغمض عينه على ملمس ايده عليا دي اللي اوقات كتير بحس بكهربا في جسمي اول ما احسها عليا ..وهزيت راسي بأيوا 

لقيته ابتسم بنفس الهم اللي هو فيه وقال بعد تنهيدة 

- ايوا .. كدة او كدة لازم هطلقها ..

بعدين اتنهد بهم ورفع وشه وقالي وايده في خصله من شعري بشرود

_ارتحتي كدة 

وقتها مردتش بس لو يعرف الراحة اللي دخلت قلبي وقتها لما قالها ... رغم رغم زعلي شوية صغيرين كدة انها زمانها حاسه نفس احساسي التاني ده بشع بشع الاحساس ده ... لكن برجع وبفكر نفسي ان ربنا عوضه جميل واكيد هيعوضها بحد شبه قصي ماهو اكيد مافيش حد احسن منه عشان اقول هيعوضها باللي احسن منه لا مفيش احسن من قصي ... ان شاءلله يعوضها بحد شبهه 

رفعت ايدي ارفع اسدال الصلاة بتاع سلمى ده من عليا وفتحت الدولاب ... بصيت عالهدوم اللي عماله البس واغير فيها بتاعة سلمى ... عارفه انه نسي وسط كل ده اني لسه بلبس هدومها .... ....ايه ده !!!!!

ابتسمت لما عيني جت على البرمودة القصيرة دي اللي شكلها جت في الهدوم بالغلط ... اصلا هدوم سلمى معظمهم تقريبا قصيرين عليا قوي نظرا لطولي الشديد وقصرها هي ... كمان كتير منهم بيبقى ضيق وبضطر ملبسوش لانه بيبقى هيطق من على جسمي نظرا برضو لفرق الحجم بيني وبينها 

حطيت ايدي على بوقي وانا بضحك لما افتكرت في مرة كنت لابسه حاجة زي عباية بيتي كانت مظبوطة في الحجم عادي لكن قصيرة قوي كأني بهلوان فيها ...وقتها شافني قصي معاه في الاوضة لما دخل عليا فاجاة وفضل يضحك ويقولي انتي غير سلمى خالص ... سلمى صغننة شوية انما انتي ... وقتها مرر عينه على طولي بعدين اتنحنح وسكت 

شديت البتاع العجيب ده من الدولاب اشوفه ... لونه جميل ... نبيتي قريب للاحمر ... فتحت باب الاوضه ابص برة ... الحمد لله مفيش حد في الطرقة شكلهم ناموا ... وشكله هو  هيطول في شغله مع باباه ... وبفضول وابتسامة على وشي قلعت الهدوم اللي عليا ولبسته ... الله شكله يخبل ... كان ضيق جدا جدا زي معظم هدومها اللي بتبقى هتفرقع عليا ... وواصل لقبل الركبة بفتحه صغيرة لفوق وبحمالات عالكتف ... بصيت لجمالي في المرايا بابتسامة واسعة ... عمري تقريبا ما لبست حاجة شبه كدة ابدا ... هلبسه فين وازاي ... بس شكله عليا يخبل كدة 

فاجأة حسيت اني سامعة صوت جاي من الطرقة 

- تمام يا بابا ... أول ما اوصل الشركة الصبح هبعته البنك ...تصبح على خير حضرتك 

شهقت وأنا بلطم بايدي على بوقي

_ يالهوووي...ده صوت قصي ...طلع علطول كدة ليه!...ده قال وراه شغل كتير مع باباه!!! 

#رانيا_أبو_خديجة

اااه زوزو شكلها مش ناوية تجيبها لبر مع قصي ولا ايه واما يشوفها كدة هيعمل ايه وهيكون الموقف ازااي أنا عن نفسي متحمس🙈❤️😂

ونسمة خلاص كدة وقصي هيعيش وينسى؟

وخلاص ميمو خرج ومع خروجه ده كل حاجة هتختلف وهيبقى اللي فااات غيرر اللي عيشنااه خااالص 🔥🔥🔥

وسلمى هتعمل ايه أول ما تعرف انه خرج؟!

يلاا قراءة ممتعة ❤️❤️

#رانيا_أبو_خديجة

#ميمو


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة