رواية ميمو الفصل الرابع وخمسون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ميمو
الفصل الرابع والخمسون
#ميمو
#رانيا_ابو_خديجة
نزلنا من العربية قدام باب البيت...التفت أبص لبابا..بصلي لحظة بعدين نفخ بغضب وزعل باين علي ملامحه ...قفل زرار بدلته واتقدم من المكان
خبطتنا عالباب سمعنا صوت بعد لحظة
_ ميييين ...افتحي يا زينببب
زينب !!!
مش عارف اول ما سمعت اسمها حسيت قلبي بيدق .... معقولة اكون قلقان من مقابلتها .... هي اللي هتفتح الباب كمان ؟!!!!
- يا زيييينب ... يادي الغلب عليا
خرجت من الحمام بعد ما طفيت الغسالة وانا بنشف ايدي في عبايتي
- انا عارفة .... والله لو نديت للصبح هتفضل على نفس حالتها ولا هتعبرني ... ليل نهار مبحلقة في السقف بس
خدت طرحتي من على طرف الكنبة وروحت اتجاه الباب افتح
- ربنا يتولاكي يا بنت اختي ... اه يا وجع قلبي
كنت بهمس بالكلام ده بملامح مبقتش تفارقها الهم ... مبقتش عارفة يا ربي أعمل ايه ... واخوها حتى مش معايا يدبرني ... سيبتها ليك يااارب ... سيبها ليك ..
فتحت الباب ... ايه ده ؟!!
مين دول!! ... بالبدل والهيئة دي شكلهم بهوات ... يكنش ... يكنش اللي في بالي !!!
- احم ... مساء الخير يا ست...!!
انتبهت من بحلقتي فيهم وانا بهز راسي للبيه الابهه ده
- هند ... هند يا بيه !!!
لحظة ... لحظة ... افتكرته ... ده ... ده ابو البت سلمى ... شفته مرة واحدة في حياتي بس فكراه
- ممكن ندخل يا ست هند
بعد لحظة من الاستيعاب بس وسعتلهم وبلعت ريقي وقولت
- طبعاً طبعاً ... يا .. يا اهلاً وسهلاً
دخل ودخل معاه ... مين ده...انتبهت هنا بس .. وقفت عند الباب عيني عليه ... هو ده اللي؟ !!!
بعد ما قعدوا بصوا لوقفتي ونظري اللي مثبتاه عالمحروس اللي مفيش غيره عمل كدة في ضنايا ... لقيت ابوه لاحظ نظرتي ليه بصله ...ورجع بصلي بعدين قال
- ممكن تيجي تقعدي يا ست هند .... احنا جايين في كلمتين مهمين
لفيت الطرحة كويس حوالين رقبتي وبنفس نظرتي اللي مثبتاها عليه روحت وقعدت وملامحي كلها غيظ منه
- خير يا بيه .... ان شالله خير
قولت كدة وانا بقعد باريحية وبشبك ايدي في بعض بعض ما بعدت عيني بزغرة للمحروس ده ... اللي نفسي اقوم دلوقتي افرجه ازاي يعمل في بنتي كدة
- شوفي يا ست هند احنا اتقابلنا قبل كدة ... بس وقتها كنا عشان سلمى بنتي ... لكن دلوقتي انا جاي و...
سكت شوية يبص للمحروس اللي باصص في الارض وساند بايديه على ركبته ... لقيت ابوه اتنهد وكأنه هيقول حمل
- انا جاي النهاردة اطلب ايد زينب ... ل... لقصي ابني ..
..............................................................
كنت واقفة ورا الباب ... من وقت ما سمعت صوت راجل بره وانا انتبهت ... لكن اول ما سمعت كلمته دي .... اطلب ايد زينب لقصي ... رفعت وشي بعيون واسعة .... ده والد قصي ... مكنتش عارفة هو معاه ولا لا .... وهنا بس حسيت بكهربة في كل جسمي اول ما سمعت صوته الهادي المعتاد على ودني
- انا ... انا يشرفني اطلب ايد زينب .. و... وياريت لو نعجل بكتب الكتاب في أقرب روقت عشان...
رفعت ايدي بسرعة امسح الدامعة السخنة اللي نزلت دي اول ما سمعت صوته وافتكرت كل لحظة كان الصوت ده بالنسبالي هو أمان الدنيا اللي عمري ما حسيت بيه ولا عيشته وبعيون حمرة دم ووش هينفجر من الغيظ خرجت من الأوضة في خطوة واحدة وصرخت بكل الغضب والغيظ اللي جوايا
- بس انا مش عايزة !!!
التفتوا كلهم يبصولي الا هو ....
قام وقف فاجأة وبعيون واسعة بصلي .... فضلت عيني الحمرة دي في عيونة المثبتها عليا لمدة معرفش قد ايه لحد ما في لحظة معينة لقيته غمضت عينه بعنف مع هز راسه هزة خفيفة في نفس اللحظة اللي عيوني وسعت فيه لما افتكرت نفس اللي جه على باله ... اخر موقف بينا ... أخر نظرة من عيني لعينة أخر صرخة واللي على اثرها عيني وسعت دلوقتي بعدم استيعاب انه عمل فيا كدة بجد ....وهو كمان غمض عينه بعنف يحاول يبعد الذكرى دي عن باله
ما حستش ان في حد حوالينا غير لما سمعت صوت باباه
- لا حول ولا قوة الا بالله ... طب بس تعالي يا بنتي اقعدي كدة واستهدي بالله
كانت عيني لسه في عينه
- مش هقعد معاكوا ... مش عايزة ... وياريت تاخد ابنك معاك وتمشوا ... انا مش محتاجاكوا في حاجة ومش هحتاجكوا
- زيييينب !!!!... كفاية ياما اللي خالتك فيه ... ارحميني وخشي جوا دلوقت
صرخت انا كمان بعد صرخة خالتي دي
- قوليلهم يا خاااالتي اني مش عايزة .... ومحدش هيجبرني على حاجة
بعدين كملت وأنا برضو عيني في عينه
- جاي دلوقتي مضطر ... اكيد باباك اللي جنبك ده غصب عليك ....هو وأختك ...أختك اللي اخويا عايز يعملها فرح كبير زي كل البنات .... متخافش ... محدش هيجبرني اني اوافق ... الموت عندي اهون من اني اكون على ذمتك وكمان غصب عنك
قالت أخر كلمة دي بسخرية ممزوجة بالقهرة ..كانت عيني على كل حركة تصدر منها .... مش دي زينيب ابدا اللي انا اعرفها ... واحدة تانية خالص ... في عينيها نظره عمري ما شفتها منها قبل كدة ......حاسس نظراتها زي الرصاص بتقتلني وأنا واقف...كنت عارف ان المقابلة هتبقى صعبة ....بس مكنتش أعرف انها هتبقى كدة
رفعت ايدها تمسح شلالات الدموع دي ورجعت شعرها الغزير ده لورا وكملت بنفس دموعها وبرضو عينها في عيني
- كل واحد فينا بيختار ... وانت اخترت بنت جميلة محترررررمة .
نطقت محترمة دي بشكل خضني
_ واحدة تشبهلك ... وميمو أخويا كمان...لما جه يختار اختار سلمى.... اختك اللي مينفعش ياخدها كدة لا ... لازم يعملها فرح كبير عشان هو بيحترمها زي ماقالها
سكتت لحظة فاجأة تبص في الفراغ بصدمة وحطت ايدها على صدرها وكانها مطعونه وكملت بالم باين على ملامحها
- وأنا كمان اخترت ... اخترت قلة القيمة والكرامة والكل عاملني عالاساس ده وأولهم انت ... عايزني ازاي اتجوزك ... ها ... ازاااااي !!!!
صرخت بأخر كلمة دي في وشي
بعدين حطت ايدها على بطنها فاجأة وكأنها افتكرت بس دلوقتي
- ولو كان قصدك على ده ... فولا يهمك .. أنا .... انا حاولت انزله بس
عيطت فاجأة
- بس معرفتش ... والله ما عرفت ... وبسأل دلوقتي بس ... بس كله بيقولي مينفعش... مينفعش عشان انتي لسه قايمة من تعب وعمليه و...
مسحت دموعها تاني فاجأة وبطلت عياط
- لكن لا ... انا بسأل ولسه بسأل حتى لو ..
قاطعها ابويا فاجأة بعد ما قام وقف
- يا بنتي اللي بتقوليه ده كفر ... استغفر الله العظيم ... ده ذنب عظيم انا مقدرش عليه .... انتي عايزة تصلحي غلط بكارثة
صرخت في وشه فاجأة
- الكارثة حصلتتت خلااااص ... بس انا بقى خلاص ... مش هستنى اكتر من كدة
لفت فاجأة تدخل الاوضة
وقفت بترقب وعيون بتحاول تركز عليها وهي جوا.. هتعمل ايه ....؟!!
خرجت وهي مخبية حاجة ورا ضهرها ... وقتها بس حسيت نفسي بيقل من التوتر ده ورفعت ايدي اهمس بعد ما بلعت ريقي بتوتر أشد
- زينب ... زينب بلاش جنان .. تعالى ... تعالى نقعد نتكلم سوا ... انا عايز اقولك حاجة
اول ما فتحت بوقي واتكلمت ووجهتلها الكلام لقيتها سكتت خالص تبصلي بس وكأنها بتمرر عينيها على ملامحي ... فضلت بصالي كدة لحظات مع دموع نازله من عينيها مبتوقفش ...
فوقنا احنا الاتنين على صوت خالتها اللي قاعدة تعيط بس بقهره من اول ما خرجت زينب وبدأت تتكلم بالشكل ده
- تعالي يا عين خالتك ... تعالي اقعدي جنبي هنا ... يابت مينفعش كلامك ده عشان اللي في بطنك حتى ...لازم يكتب عليكييي
عند الكلمه دي حولت عينيها من عليا لخالتها وهمست بشرود وهي بتحرك ايديها اللي ورا ضهرها
- مش عارفه انزله ... مش عارفه ...
بعدين قالت فاجاة
- وعشان كدة عرفت هتخلص منه ازاي
وفي اقل من لحظة كانت خرجت سكينة صغيرة حادة من ورا ضهرها واضح انها كانت محتفظة بيها في اوضتها عشان تعمل كدة ....وفي لحظة مررتها على شريان ايدها
- زييييينبببببب !!!
صرخت باسمها اول ما شفت نافورة دم طالعة من ايديها ... جريت عليها بسرعة في خطوة واحدة ... كانت اتهزت في وقفتها وهتقع مسكت ايديها وبصيت حواليا ... لقيت خالتها قاعدة مكانها بعيون واسعه كأنها تمثال ... ابويا هو اللي جري عليا
- بسرررعة يا قصييي ... بسرررعة هاتهااا معاايااا عالمستشفى بسرررعة
حطيت ايدي تحت ركبتها وشيلتها بسرعة أخرج بيها اتجاه العربية
................................................................................
المستشفى اللي عرفت انها لسه مفارقاها مبقلهاش كتير .... نفس الدكتور شافها وعرف اللي عملته في نفسها .... اول ما شاف سلمى رمى عليها كل اللوم والعتاب وعرفت انه كان محظرها من كدة لانها حالتها النفسية مضطربة جدا
كانت خالتها قاعدة وجنبها سلمى بتحاول تهديها من العياط ... وبابا واقف بعيد عينه عليا ...شوية احس بغضب وعصبية هتخرج من عينيه عليا ولحظة تانية احس باشفاق عليا في نظرته لما يلاقيني واقف كدة وملامحي اكتر من حزينة عليها
خرج الدكتور اخيراً من عندها لقيت نفسي بجري عليه اول واحد ... يارب ما يجرالها حاجة اكتر من كدة ... كفاية اللي جرالها بسببي
كنت أول واحد قرب منه لكن صوتي مطلعش حتى اسال عنها ... معرفتش ... لحد ما سمعت صوت بابا جنبي
- خير يا دكتور ... خير
اتنهد بهم لقيت نفسي عيني بتوسع خايف يقول اللي مش عايز اسمعه ... لقيت نفسي بسند عالحيطة من جنبي اتشبث بيها قبل ما اسمع حاجة
- للاسف ...
اول ما قال دي سمعت صرخة خالتها وهي بتحط ايدها على بوقها بخوف هي وسلمى ... كنت باصصله بعيون واسعه خايف من اللي ممكن يقوله
.................................................................
مبانمش ... الكل من حواليا نايم إلا أنا ... مفيش في ايدي غير السجاير انفخ فيها وبس .... لكن فاجأة السيجارة وقعت من ايدي على رجلي اول ما لسعني نفس الاحساس اللي نغز قلبي وانا مع سلمى لما كنت خاطفها
بسرعة طفيتها بعد ما لسعتني على طرف رجلي ... وبراحة رفعت ايدي على صدري امررها من النغزة دي بملامح منكمشة ... هيكون ايه حصل تاني بس ... هيكون ايه ... بقيت بخاف من الإحساس ده ...من بعد اللي حصل ... انا لازم اطلب من اي حد اني اشوفها ... الاحساس ده بقى بيخوفني عليها
قومت بسرعة من مكاني والكل نايم كدة ولا دريان ولسه ايدي على صدري بمررها براحة
خبطت عالباب جامد بتكرار
- يا شاااويش ... يا شاااويششش ... انت يا عسكررري ياللي برررة
حسيت النايمين ورايا دول صحيوا من صوتي وصوت الخبط
- يا عسكررري ... انتوااا يانااااس ياللي بررررة
حد منهم بصلي من فتحات الباب
- عايز ايه يا مسجوون !!!... نااام نامت عليكواا حيطة
اتنهدت بالعافية من التقل اللي حسيت بيه فاجأة ده
- انا ... انا عايز اقابل الظابط .. عندي طلب يا شاويش الله يخليك
بصلي شوية بطرف عينه باندهاش ... من وقت ما جيت ولا فتحت بوقي اتكلم مع حد ولا طلبت حاجة من حد ... علطول على نفس قاعدتي الا لو حد ضايقني بنظرة بس يكون قاعد مكانه بعيد عني
- خيير ... عايز ايه يا ميموو ؟!
شيلت ايدي من على صدري ومسكت في قضبان الباب وقربت وقولت بسرعة
- عايز اشوووف أختي ... سايبها تعبانة وعايز أطمن عليها ..الله يخليك يا شاويش
سكت لحظة بانكماش في ملامحي اما النغزة دي زادت قولت برجاء بعد ما رجعت ايدي امررها على صدري تاني
- الله يخليك يا شاويش ... عايز اشوفها ... قول للظابط
بصلي لحظة بعدين قال بهدوء لانه اول مرة يشوفني بتكلم كدة من وقت ما جيت دايما علاقتي بيه مشاغبة بس يامعاه يا مع اللي هنا
- وانا اجبلك اختك منين دلوقتي ... نام .. ادخل نام والصباح رباح
اتشبثت في القضبان اكتر اقرب بوشي
- وحياة ولادك يا شاويش ... تبلغ الظابط اني عايز اشوف اختي ... خليه يبعت مع المحامي ولا مراتي أما تيجي يقولها تجيبها أشوفها...وحياة عيالك
.............................................................
- للاسف ايه يا دكتور ... ما تتكلم !!!
صرخت فيه سلمى ... اتنهد وقال
- السكينة اللي قطعت بيها ايديها كانت حادة جدا ووصلت للشريان الرئيسي ... ادعولها ربنا يستر
حسيت دماغي بتلف وكأني تايه ...أخر حاجة ممكن اتوقعها ان بعد كل اللي حصلها بسببي ... تموت كمان بسببي
بسرعة روحت وقفت عند الشباك القزاز بتاع اوضتها .... كانت نايمة زي أخر مرة شفتها هنا ... لكن المرادي في أجهزة كتير حواليها ...منظرها يقلق ...يرعب.... عيني راحت تركز على ملامح وشها... بصيت بعيون واسعة مش مستوعبة الدامعة اللي نازله من عينيها دي ... كفاية ... كفاية لغاية كدة ... كنت طول عمري بحلف بكل ثقة لما أجي اتكلم مع ربنا اني عمري ما اذيت حد ... دلوقتي فعلا عمري ما اذيت حد ... قد ما اذيتها ..
..........................................................
- ميمووو....ميمووو
قومت بسرعة من مكاني ... اياً كان مين اللي جاي هطلب منه يجيبها اشوفها ....حتى لو كانت حالتها صعبة انها تتحرك تيجي هنا ... عالاقل يطمني ويخليني أشوفها حتى لو عن طريق التليفون ...لكن قلقي عليها المفاجئ ده مش طبيعي...جوايا خوف ليكون حد عمل فيها حاجة تاني ... وأنا مش معاها...بلاش يارب تعاقبني فيها تاني .... دي ملهاش ذنب في حاجة
- أيوا يا شاويش ... معاك أهو
بصلي من ورا القضبان
- مش عايز تشوف اختك ؟
قربت من القضبان اكتر ورديت بسرعة بلهفة
- هي جت ... فين يا شاويش ... في مكتب الظابط ؟!!
- الظابط قالي انه بلغ المحامي بتاعك يجيبوها معاهم الزيارة الجاية ... عايزك تدخل تتكن بقى ومسمعش صوتك تاني
- طب .. طب يا شاويش ..
رد وهو سايبني وماشي
- ادخل يا ميمو ... وبطل دوشة بقى ... ادخل ومسمعش حسك تاني
سابني فعلا ومشي ... فضلت انادي عليه ولا رد عليا
التفت من عالباب أرجع مكاني تاني.. وأنا بتنهد بهم وخوف مبيمسش قلبي غير عليهم ..بس لأ...زينب لأ...دي ملهاش غيري ...وملهاش في حاجة ولا ليها ذنب في حاجة يارب
سندت عالحيطة بهم وخوف وقلق ماسك قلبي من بعد التقل اللي حل علية فاجأة امبارح ده ... قعدت مكاني وهمست من غير صوت وانا بغمض عيني
- قلبي حاسس ان جرالها حاجة تانيه ... ملهاش غيري ومليش غيرها... محدش بيحس بيها قدي .... من يوم ما سابونا لواحدنا ومشيوا هما ... وهي ملقتش غير حضني وأنا ... أنا لو ايه جرا ...طول ما كويسة هي وهند مفيش شئ يهزني ..لكن هما لأ.. لأ..
.................................................
- نسمة ... يا نسمة ...
كنت قاعدة سرحانة وفي ايدي التليفون من بعد ما كنت عنده في الشركة امبارح بعد ما روحتله الفيلا وانا مخرجتش ومش عايزة أخرج
- نسمااااا ... انتيي يا بنتييييي
انتبهت بفزع على صوت ماما
- ... نعم يا ماااما ... نعم !!
جت قعدت جنبي بملامح غضبانه
- بكلمك بقالي ساعة ... مالك ... حالك مش عاجبني ليه ؟!!
اتنهدت بتعب ... لقيتها قربت مني
- مالك يا حبيبتي ... في ايه ؟!
التفت ابصلها بعدين همست بسرحان فيه
- قصي يا ماما ... حاساه بيتهرب مني
- بيتهرب منك ....ازاي يعني ؟!
- كل ما اروحله عشان اقابله ملقهوش ... يقولولي في الشركة ... طلعت على هناك ... برضو قالوا مش هنا
اتعدلت في قعدتها أكتر وقالت بتفكير
- ما يمكن يا بنتي مشغول في شغل برة الشركة
- كدة ... من وقت ما رجع من سفره الغريب ده وهو مشغول ... معندوش وقت ييجي يشوف مراته اللي هتتجن بسببه
غمضت عيني بزعل
- وبعدين انا حاسه فعلا انه بيتهرب مني ... اوقات بروح الفيلا وعربيته بتبقى برة ... اخر مرة قربت منها وكانت سخنة يعني كان برة بيها ولسه راجع والشغالين يطلعوا فوق وينزلوا يقولولي مش موجود ... انا مبقتش عارفه هو بيعمل كدة ليه ... ايه شاغله قوي كدة عني
..........................................
بعد مرور فترة
دخلت من المستشفى على الشباك القزاز كالعادة ... لكن النهاردة ارتسمت ابتسامة على وشي بفرحة ... اخيراً لمحتها قاعدة بدل نومتها طول الوقت وبتاكل من ايد خالتها بالعافية
من وقت مافاقت وعرفت انها ما سقطتش ولا جرالها حاجة وهي دايما ساكتة ... تفتح عينيها تبص حواليها وتنكمش على نفسها تغمضها تنام تاني
بصيت عليها نظرة أخيرة بنفس الابتسامة ... كانت بترجع ايد خالتها اللي بتحاول تحط الأكل في بوقها بالعافية ... من بعد ما فاقت ماتكلمتش نص كلمة ...علطول المحها ترد عليهم باماءات بس بوشها او بايديها زي دلوقتي
بصيت نظرة اخيرة بتنهيدة بارتياح بعدين دخلت للدكتور زي كل يوم
- بجد يا دكتور ... طب والجنين حالته ايه ؟
سألت بعد ما قعدت عالكرسي قدامه بقلق ....كنت بسأل وانا خايف عليها بجد وعلى اللي في بطنها ... ابتسمت بتنهيدة ارتياح أما سمعته
- متقلقش اللي في بطنها صحته عال خالص ... من فضل ربنا انه متأثرش بأي حاجة ... واحنا بقدر الامكان حاولنا نحافظ عليه زي ما حاولنا نحافظ على حياة الأم
اتنهدت برتياح بعد الكلمتين دول ...ومبقاش في بالي غير حاجة واحدة بس ...زينب
خرجت من عند الدكتور وأنا مش بفكر غير في حاجة واحدة بس وفعلا رفعت التليفون وكلمت واحد من رجالتي
...........................................
قربت من الأوضة وهما معايا لقيت أبويا اللي بقى ييجي هنا كتير يطمن عليها ... هو كمان حاسس بالذنب اتجاهها وسلمى كمان رغم ان الغلط الوحيد غلطي
قام من مكانه قرب مني وسألني وهو بيشاور بوشه على اللي معايا
- مين دول يا قصي ؟
بعدين بص للمأذون
- انت هتكتب دلوقتي ؟!
هزيت راسي بمعنى أيوا وأنا بغمض عيني بأمتنان لربنا انه اداني فرصة تانية
- طب وهي يا ابني مانت عارف انها ...
- فين خالتها هند يا بابا ؟!
لقيتها خارجة من الأوضة ... قربت منها بسرعة
- ست هند .. انا .. انا معايا الماذون والشهود ومش هيمشوا الا وأنا كاتب على زينب
بصتلهم ورجعت بصتلي تاني ... لقيت بابا بيقولها
- يا ست هند هي لازم توافق ... عشان الحمل اللي في بطنها ده ... مبقاش فيه حل تاني
بصتلنا لحظة بصمت .. بعدين سابتنا ودخلت لها
قربت بسرعة من الشباك القزاز ...الحاجة الوحيدة اللي بطمن عليها منه .... وكأني معاها جوا في الأوضة طول الوقت
قعدت جنبها تمشي ايديها على شعرها وتكلمها ... ظهر على وشها انزعاج فاجأة مع التفاته حادة منها لخالتها
قربت منها خالتها أكتر وبنفس الطريقة فضلت تكلم فيها بعدين حطت ايديها على بطنها اللي أصبح فيها بروز خفيف وكملت كلامها اللي مش سامع منه حاجة ده
ماصدقتش نفسي لما هزت راسها بمعنى ماشي ... بنفس ملامح العبوس والبؤس على وشها
وقتها بسرعة أخدت الماذون والشهود ودخلتلها
بصتلي فاجأة بعيون جامدة ... زي القزاز بعدين بعدت عينيها بسرعة
قربت منها وقعدت على كرسي قدامها بعد طلب من الماذون وبالعافية مسكت ايديها وحطتها في ايدي وكتبنا الكتاب ...
كنت بردد ورا المأذون وأنا عيني عليها...كل حركة تصدر منها ... كانت قاعدة بشعرها الطويل ده ...ونفس ملامحها اللي بيبقى فيها جمال عجيب لما تكون بعيدة كل البعد عن المكياجات والحاجات اللي كانت بتحطها في المكان اياه.....رغم كل اللي حصل لسه على نفس جمالها ...متغيرتش
جه ظورها في الترديد ورا المأذون...نطقت كل الكلام بشئ اشبه بالهمس وبعد ما كل شئ انتهى
لقيتها بتهمس لخالتها وهي بتزيح الغطا من عليها ... كانت لابسه عباية بيتية بيضة بأكمام
- انا عايزة اراوح ... بقيت كويسة
ردت خالتها وهي بتلم حاجات في شنطة
- حالا يا نور عيني ... هساعدك بس تغيري هدومك ..وانزل اوقف تاكسي ونمشي عالبيت علطول
بدون تردد قربت منها وزيحت الغطا تماماً من عليها وحطيت ايد تحت ركبتها وايد تحت ضهرها
حطت ايديها تبعد ايدي
- انت بتعمل ايه ... اوعى
رديت عليها باقتضاب وانا بشيلها في حضني
- انتي مش هتروحي في حته غير على بيتي
- أوعى بقولك.. أوعى
بدون ما ادي انتباه للي بتعمله...شيلتها بين ايديا ومشيت بيها وهمست بالقرب من ودنها بشئ من الحدة
- مش بمزاجك ... انتي دلوقتي مراتي .. ومش هتروحي غير على بيتي
#رانيا_أبو_خديجة
اااه دلوقتي بقااا دخلنااا في حته تانية خااالص🙈😂🤌
ياترى لما تروح بيته هيبقى الموقف والتعامل ازاااي
اوعدكوااا انه مش عاادي خااالص...واستعدوااا معاياااا لجوو غييير اللي فاات باذن ♥️♥️
وميمووو. خلااص خاارج ولا لسه على سلمى شويه؟!
ونسمة زي ما اتفقنا لسه ليها ليلة تانيه معانا ...بعيدة خاالص عن كل ده
رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي
قراءة ممتعة ❤️
#ميمو
إرسال تعليق