رواية ميمو الفصل الثالث وخمسون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ميمو بقلم رانيا ابو خديجة
الفصل الثالث وخمسون
#ميمو
#رانيا_أبو_خديجة
فتحت عيني لقيت قدامي الوشوش الطفولية الجميلة اللي بصالي دي
- عمو الشيخ ... حمدالله عالسلامة ..
كان واحد من الولاد اللي بحفظهم قرأن ..بعدين غمز بايده لباقي الولاد الواقفين جانبه وعنيهم على ايد الدكتور الواقف وفي ايده قطن ومطهر لضهري
بصولي كلهم وأنا بحاول أفتح عيني وقربوا أكتر وصرخوا بفرحة أول ما شافوا عيني فتحت
_ عمو الشيخ!!!!!..... عموووو الشيخ فتح عينه يااا عممم حسسسن
ابتسمت وأنا بمرر عيني اللي بحاول افتحها دي عليهم
- عمو الشيخ ... سلامتك ... انت متعور ؟
بعدين قرب واحد تاني منهم وقال
- ضهرك كله تعاوير ... متبقاش تلعب بضهرك
ابتسمت على كلامهم ده ....رفعت عيني بالعافية على صوت ضحكة الدكتور اللي بصلي وقال وهو بيكمل شغله
- سمعت يا حضرت الشيخ ... متبقاش تلعب بضهرك تاني بقى
بعدين لف شاش كتير على ضهري وقرب وقال وهو بيلم ادواته في شنطته
- حضرتك بتشتغل ايه ؟
لسه هحاول اطلع صوتي وأرد لقيت اللي جاي من جوا وفي ايده صينيه عليها شاي للدكتور
- بيشتغل في الفاعل يا دكتور بعيد عنك ... بيشوف ايه يتعبوا ويعمله
- اياً كان شغله ايه ... ياريت يحاول يريح نفسه على الاقل الفترة دي ... انا طهرت كل الجروح واديتله حقنه تفوقه ياريت بس يلتزم بالراحة والعلاج
قرب عم حسن مني بعد ما مشي الدكتور وقعد وسط الولاد على طرف السرير
- انا دلوقتي عايز افهم تكفير عن ذنب ده ولا تعذيب نفسك وعمل ذنوب جديدة ... ياابني حرام عليك ...انت كدة بتاذي روحك ... ولو مبطلتش عمايلك دي انا هاروح اشتكيك لابوك واعرفه انك عندي هنا
مقدرتش ارد عليه فرفعت ايدي علطول باعتراض ... مش عايزه يعرف اني هنا عالاقل دلوقتي
- يبقى تسمع الكلام ....وكفاياك بهدله في روحك لحد كدة
بعدين بص للولاد
- خليكوا معاه يا ولاد لحد ما أعمله حاجة ياكلها
اتنهدت وانا بغمض عيني باعياء شديد حاسس بيه ... وجع في كل جسمي ... فتحت عيني على اللي بيطلعوا عالسرير يقعدوا حواليا دول ... غمضت عيني بشدة من الالم اللي حاسس بيه
فتحت عيني تاني عليهم لقيتهم بيبصولي وانحاء شفايفهم بحزن وايديهم الصغيرة دي بتطبطب عليا
- سلامتك يا عمو الشيخ...معلش.. معلش..
...........................................................
ميمو احترمها ...وعايز يعملها فرح كبير...لكن انتي... التاني اتعرف عليكي في كبارية... رقاصة... الرقاصة زوزو
قومت بسرعة وبكل غل جوايا من كل حاجة فاتت مش عايزة حتى ارجعلها بمجرد ذكرى ..مررت ايدي على وشي بعنف وقسوة
وبصيت في الأوضة حواليا وبسرعة جبت مقص من الدرج ووقفت أبصله شوية بشرود... خلاص..... كفاية لغاية كدة!!
فتحت الدرفة الوحيدة في الأوضة المقفولة بالمفتاح بعنف لدرجة خرجت في ايدي ...وبصيت على كل اللي جواها بعيون واسعة متغاظة من نفسي واللي عملته فيها ... مررت عيني على كل قطعة فيها وامتى حطتها على جسمي وازاي فرطت في كرامتي واحترام كل اللي شافني بالحاجات دي واستسهل الوصول ليا وفي النهاية كان معاهم حق
خرجت منها قطعة قطعة وانا بفتكر كل نظرة اتبصتلي وهي عليا ومسكت المقص وأنا بصرخ بغل من نفسي
_ أنا السبب... انا اللي عملت في نفسي كدة .....انااااا السبببب
مسكت كل قطعة قطعتها وانا بصرخ بغل من نفسي ودموعي نازلة ....قطعتهم كلهم ومعاهم بحاول أصرخ أخرج كل ذكرى حطيت فيها الهدوم دي عليا وسمحت وقتها في التفريط في كرامتي ورخصت من كل حته فيا ...
قطعتهم كلهم بعنف ورميتهم قدامي عالأرض وبصتلهم وأنا بفتكره .....مديت ايدي على بقايا فستان فاكرة كويس كنت لبساه امتى وازاي وقتها فريد فضل يبصلي ...اخدته في ايدي وفضلت أبصله ... بعدين عيني نزلت لبطني أبصلها وهمست بعدم استيعاب وصدمة من الفكرة نفسها
_ لو مكنش حصل من قصي....كان ... كان زمانه حصل من فريد يا زينب.... او غيره او غيره ....كله محصل بعضه ...ولا نسيتي كان هيحصل ايه منه هو كمان!!
نزلت من عيني دموع زي الشلال بصمت وهمست
_ كدة كدة كان هيحصل منه او من أي حد هناك ....وانتي اللي عملتي في نفسك كدة ...انتي اللي عملتي في نفسك كدة!!!
رميت نفسي عليهم بانهيار وأنا بصرخ
_ انا السببببب ...انتي اللي عملتي في نفسك كدة.... انتي السببببب !!!!!!
كومت نفسي على الهدوم المقطوعة دي وفضلت أصرخ بعياط وأنا بفتكر كل لحظة تجاهلت اي نظرة تجرحني وتجرج كرامتي في الوقت ده ....والهدوم دي عليا وأنا برقص وبهز جسمي لعيون تسوا وعيون ماتسواش ....انتي اللي عملتي في نفسك كدة...انتي السبب...أنتي السبب..!!!!
..……................................
كنت كالعادة طالع بالحمل على كتفي...وحطيت حمل الرمله في الدور اللي فوق ... كنت لسه هنزل بنفس عدم التركيز والعبوس اللي انا عليه ... لكن لفت نظري حاجة ... وقفت وقربت اكتر ابص
كانت لوحة لتصميم هندسي للمكان ... قربت أبص اكتر بوضوح ... ملامحي انكمشت بانزعاج من اللي في الرسم ... ده خلل
لقيت المهندس المسؤول عن تصاميم وتنفيذ الانشاءات دي طالع وفي ايده ميا واضح نزل وساب الرسمة مفتوحة كدة مخصوص عشان يجيبها ... رفع قزازة الميا على بوقه بعدين قرب وهو بيبصلي
- واقف عندك كدة بتعمل ايه... انزل شوف شغلك ..يلااا
وقرب يبص تاني في الرسمه بفخر ان ده شغله
- الرسمة دي كارثة ... ومينفعش تتنفذ
التفت يبصلي ... قربت اشاور بايدي اللي اصبحت سمرا وعروقها نافرة من الشمس والشقا وشاورت عالتصميم
- حضرتك عامل هنا ان المبنى اساساته تبقى لعقار كبير ... برج ... لكن لو بصيت عالاساسات دي هتلاقي انها لا تصلح
بعدين شاورت على كل خط في الرسمه
- الاخطاء اللي في الاعمدة دي هتخلي العمر الافتراضي للعقار قصير وده يتسبب في انهياره مع أي مؤثر
رفع عينه من الرسمة يبصلي بغضب
- وانت مالك يا شيال انت ... روح يلا شوف شغلك وملكش دعوة ... هتعملي فيها مهندس انت كمان
بصتله بصمت بعدين قربت خطوة وقولت بحدة
- يا... بشمهندس .. انت مهندس وعارف ..ان الاخطاء دي تعتبر مصيبه لو اتنفذت بنفس الرسمة دي ...
رفع ايده يشوحلي وهو بيبصلي من فوق لتحت
- انت دارس ايه يا ابني انت عشان تكلمني كدة ..هو جنان وخلاص عالصبح
لاحظت بعض العمال في المكان اللي بدأوا يتلموا حوالينا نتيجة لصوته العالي... كنت لسه هرد عليه ... دي مصيبه مينفعش السكوت عليها
لكن لقيت صوت قوي بيبعد العمال الواقفين وجاي اتجاهنا
- في ايه ... ايه الزعيق ده ... مين اللي عامل الدوشه دي ؟!
بعدت عيني عن اللي واقف يبصلي بغضب ده والتفت ابص للصوت وقبل ما اشوفه لقيته بيبصلي بعيون واسعه وبيقول بتفاجأ
- قصييي !!!... بتعمل ايه هنا؟!
وقفت بصمت ابصله ... اخر مكان توقعت حد يشوفني فيه هو هنا
- هاني ... مين ده ... انت تعرفه؟!
قرب عليا بابتسامة
- يا ابني ده قصي كان زميلي في الكلية ... وابن اللذين كان دايما يسيبنا نلبس كلنا .. وهو يرتب عالدوفعة ... طول عمره دحيح
قال كدة وهو بيخبطني في كتفي قبل ما يقرب يحضني
خرج من حضني بص لهيىتي بعدين قال
- انت بتعمل ايه هنا يا قصي ... تكون الشركة اللي تباعنا اتعاقدت مع الشركة بتاعتكوا من ورانا؟!
كان بيسأل وعينه رايحة جاية على هيئتي اللي اصبحت تشبه كل اللي هنا .... لاحظت ميلان صاحبه ده عليه وهمس همس وصلني
= كان معاك في الكلية ازاي ... ده عامل ... شيال مع العمال اللي هنا
بصلي باندهاش بعدين قرب عليا وقال
- قصي ... انت....انت بتعمل ايه هنا؟
بعدين بص بحيرة لصاحبه اللي جنبه وقال
_ بص ...ياريت تستناني بعد الشغل ...هنراوح سوا
هزيت راسي ليه بمعنى ان شاء الله .. بعدين حطيت ايدي على دراعه بابتسامه ونزلت اكمل شغل ... لكن كان واصل انه لسه بيتكلم مع صاحبه ده في سيرتي
- بقى ده قصي ... المهندس قصي .. ده كان من أوائل كلية الهندسة ... ازاي حاله يبقى كدة؟!
- يا عم تلاقيه مهندس فاشل وعشان كدة وصل الحال بيه لهنا
- يا ابني فاشل ايه بقولك كان الاول على دفعتنا في هندسه وطول عمره شاطر جدا ... وهو حاليا اللي بيدير شركات والده كلها وتقولي فاشل ... ازاي بس
- يبقى زعلان مع ابوه وده اللي وصله لهنا
- قصي ... زعلان مع ابوه ...طب ازاي !!
............................................................
- ماهر ماهر سيد القط... الشهير بميمووو ..
سمعت النداء ده عليا من العسكري... كنت قاعد نفس قعدتي والسيجارة اللي بنفخ فيها دي في ايدي
- نعم!
قولتها بلامبالاه وانا لسه على نفس قعدتي .... هيكون ايه يعني اكيد سلمى جاية للمرة مش عارف كام وبرضو مش هخرج كفاية اللي حصل المرة اللي فاتت ... من بعدها وصورتها مش عايزة تفارق خيالي وكأنها جت بس عشان تحل محل صورة زينب اللي كانت بتقطع فيا ..ومازالت
- قوم فز يا متهم ...قوووم
رديت بنفس لامبالاتي
- عايز ايه يا شويش
بصلي بغيظ بعدين دخل خطوة وقال بصوته العجيب ده
- مش عايز تقوم!! ... مش عايز تخرج من هنا ولا ايه يا اخويا ...قوم فز بقولك!!
بصتله لحظة استوعب ... هو قال هخرج ... لمحت اللي انتبهوا معايا لكلامه بفرحة عجيبة على وشهم ... طبعا عارف ليه ... من وقت ما جيت ودخلت هنا ومحدش فيهم عارف يتنفس ... واحد بس يعمل صوت يضايقني او يخرجني من الهمس البطئ اللي انا فيه وهو عارف هيجراله ايه
لقيته قرب قال باهتمام
- سمعت المحامي بتاعك بيتكلم مع الظابط ... اختك اول ما فاقت قالت ان مش انت اللي ضربتها وكنت قاصد تقتلها وانها دخلت صدرها غصب عنها اما كانت بتهوش بيها واتنازلت عن المحضر كله
ملفتش نظري في كل ده غير اختك فاقت وقالت ... يعني زينب كويسة .. فاقت وبتتكلم كمان ... غمضت عيني لحظة وانا بهمس من غير صوت ... الحمد لله ...
- مايلا يا اخويا ... اخلص ولا مش عايز تخرج والقاعدة هنا عجباك
نزلت رجل من عالتانية اللي فاردهم قدامي بهدوء وقومت ولسه بوصل عند الباب سمعت همس ورايا
= جاي هنا في قتل اخته؟!
وقفت مكاني لحظة سمعت همس من اللي جنبه موصليش بعدين رد كمل
= يا بني تلاقيها عملت الغلط ... اخ قتل اخته انت اهبل ... يعني اخته معلمه عليه وعامله الغلط وجاي يعمل علينا بتاع هنا...
التفت براحة ليهم.... أخدت نفس من السيجارة اللي في ايدي بعدين رميتها وقربت
- قولتلي اختي مالها ؟!
ورجعت لورا بدماغي فاجأة وخبطه بالروسيه في وشه ونزلت اجيبه تاني بعد ما وقع على ضهره بصرخة
- يانهار ابوكوا مش فااايت انتوا بتتخانقواا وانا وااقف !!!!!!!!!!!!!
.......................................................................
= خلاص اتجننت ... بتعمل مشاغبة داخل السجن كمان ... تضرب المسجون زميلك لحد ما كان هيموت في ايدك وتزق الشاويش كمان توقعه يعني تطاول على ظابط اثناء تادية عمله ... ليلتك سودة يا ميمو
كنت واقف قصاد الظابط في مكتبه وسامع كل توبيخه ده ... بس كله كوم والكلمتين اللي سمعتهم وانا خارج دول كوم تاني ....يستحيل كنت اسمعهم واسيبهم كدة وامشي
= انت كنت هتخرج ... خصوصا بعد اقوال اختك لما فاقت واتكلمت ... لكن بعد اللي عملته ده هتشرف معانا شوية بقى
بعدين بص للعسكري قدامه
= خده عالحجز يا عسكري
لقيت نفسي بسأل
- نفس الحجز اللي كنت فيه يا باشا؟
= لا هنعملك حجز مخصوص ... خده يا عسكري
- يبقى نفس الحجز ... ماشي يا باشا
بعدين التفت ابص للعسكري وانا من جوايا بتوعد للي جوه ده
- يلا بينا يا عسكري
..........................................................
- بس يا سيدي ... اقف هنا
وقف بالعربية يبص هو وقف فين ... بص حواليه يمين وشمال بعدين بصلي وقال
- هنا .... انت قاعد هنا يا قصي؟!
بصتله لحظة بصمت ... مش عايز اكذب ...ومش هكذب
هزيت راسي بمعنى أيوا
بص للطريق تاني
- ازاي يا صاحبي ... انت ... انت زعلان مع والدك في حاجة .. عشان كدة سبت شركته وجيت قعدت هنا ؟
سكت ... اتنهدت بس وانا ببص قدامي
- يبقى صح .... طب ازاي يا قصي ... فين كلامك ليا لما كنت بس اقولك اني زعلت ابويا او امي قبل ما امشي الصبح عالجامعة ... فين كلامك عن بر الوالدين وطاعتهم .... قصي ... مبتردش عليا ليه؟؟!
بعد لحظات التفت ابصله ... بعدين طبطبت على ايده بنفس ابتسامة الصبح
- انا مبسوط يا هاني اني شفتك النهارده ... بس ياريت تاخد بالك من صاحبك المهندس اللي معاك ... انا عرفت انه لسه حديث التخرج واخطائه كتير ... ولو احتاجت حاجة انا موجود... بعد اذنك عشان تعبان واتأخرت
ونزلت من العربية وقصاد عينه بعد ما نزلت حودت على اصحاب الخضار والفاكهه اللي في المكان اجيب طلبات للبيت بيومية النهاردة
= لا حول ولا قوة الا بالله ... بقى ده قصي ... اللي الدفعه كلها كانت بتحسده ...انا لازم اصالحه على والده زي ماكان بيعمل معايا زمان ...لاازم ... على الأقل اعرفه حالة ابنه من بعده واكيد مش هيرضيه كدة ابدا...اكيد
.............................................
- فحضرتك لو شفته والله يصعب عليك ....مش ده قصي صاحبي ابدا .. معقوله حاله يبقى كدة ... شيال وعامل غلبان يشتغل تحت ايدينا احنا كمهندسين ... انا عارف ان في مشكله بينه وبين حضرتك ... لكن ايا كان المشكلة متوصلش لكدة ابدا
- بتقول شيال!! ... وعامل تحت ايد المهندسين ؟
سألت بهدوء وعيون مش عارف تتوعد ليه ولا تحزن عاللي انا سامعه ده
- للاسف يا عمار بيه ... فيايت اي زعل يروح لحاله وهو والله....
- تعرف المكان اللي قاعد فيه ؟
- ايوا يا فندم ايوا ... قاعد في مكان بسيط كدة معرفش اوصفه لكن اقدر اودي حضرتك هناك
بصتله لحظة بعيون جافة ... ماشي يا قصي ... طيب
- استناني يا ابني هنا ... هطلع اغير هدومي وأجيلك
..............................................
اتنهدت بتعب وأنا بحط المفتاح في الباب أدخل ... بالحاجات اللي في ايدي دي
- عم حسن ... يا عم حسن ..انا جيت وجبت معايا كل ....
سكت فاجأة اول ما لقيت بابا في وشي. ...قاعد معاه بنفس هيىته وفخامة صورته المعتاده
- تعالى يا قصي يا ابني ... تعاللى ... ابوك مستنيك بقاله شوية
قربت بهدوء وأنا عيني في عينه ... بيبصلي بحزن ممزوج بغضب ولوم .. قادر افهم نظرته دي خصوصاً لما عينه نزلت لباقي هيىتي الظاهر جدا عليها التعب الشقا ... كنت ببصله لكن في لحظة بعدت عيني عنه بحرج ... لقيته قام وقف وقال كلمة واحدة بس
- معاك دقيقتين ... وتكون ماشي معايا حالا ... اتفضل
كان بيتكلم وحاطط ايد على صدره والتانيه ساند بيها وقفته خوفت عليه وعرفت انه في اللحظة دي تعبان بجد من شوفته ليا بالشكل ده ... مجادلتش ولا عملت اي حاجة غير اني هزيت راسي بس بمعنى حاضر ...وفعلا دخلت اغير هدومي اللي عليا دي عشان امشي معاه
- بقى كدة يا حسن ... يبقى عندك كل ده وانا قالب الدنيا عليه ويلي ويلين ... مش عارف يكون عمل في روحه ايه من ناحية ومن ناحية تانيه خايف التاني يطلع ويلاقيه وتبقى مصيبة لو قابلوا بعض وانت اكيد عرفت وقالك
بص للسبحه اللي في ايده وقال بعد تنهيده
- ابنك كان تعبان ومش لاقي نفسه يا عمار بيه ... وكان محتاج الشوية دول عشان يقعد معاها ويحاسبها ويعرف غلط في ايه وايه وصله لغاية هنا
- طب وانا ... ابوه مش محتاجه ... ده اللي انت قولتهوله؟!
- انت بسم الله ماشاء الله حواليك ياما .. تشاور بس هتلاقي تحت ايدك الف ... لكن الغلبان ده هو اللي كان تايه ومحتاج يبعد الشوية دول
- تفتكر كل اللي حواليا يغنوني عنه ... عن ابني سندي الوحيد في الدنيا يا حسن
التفت على قصي الخارج من جوا
_ اهو رجعلك اهو يا عمار بيه....وربنا مايبعدهم عنك ابدا
خرجت من جوا التفتولي الاتنين ... لقيت عم حسن بيبصلي بحزن على وشه ... روحت اتجاهه
- خلاص كدة يا قصي ... هتسيبني وتمشي يا ابني ...ده انت اللي مليت عليا البيت من بعد وفاة المرحومة وجواز البنات.... ماصدقت بقى معايا ونس تاني وحس في البيت
قربت أبوس راسه واحضنه
- هبقى اجيلك يا عم حسن ... متخافش هبقى أجيلك والله
- امانة عليك ... تبقى تيجي تشوف عمك حسن والعيال اللي اتعلقت بيك دي
هزيت راسي ليه بمعنى حاضر وأنا نفسي صعبان عليا المكان والراحة النفسية اللي شفتها هنا رغم كل اللي حصل
.,.................................................
- تطلع حالا تحلق دقنك دي وتظبط شعرك اللي وصل بعد قفاك ده ... وتاخد دش كويس وتجهز عشان هنروح دلوقتي
بصيت لايدي اللي مشبكها في بعض دي وانا قاعد ... من اول ما دخلنا الفيلا وبابا بيتكلم عنها وعن اللي عملته ... رفعت وشي ابصله
- حضرتك شايف اننا نروح دلوقتي ؟
اتعدل في قعدته يلتفتلي
- اومال حضرتك شايف امتى ..... مفيش وقت واخوها لو طلع من الزفت السجن والوضع بالشكل ده تبقى مصيبه
بعدين بص قدامه وكأنه بيتكلم مع نفسه
- لكن لو خرج ولقاها مراتك وعلى ذمتك وفي بيتك يمكن وقتها ربنا يهديه ويبعد اي انتقام هدد بيه اختك عن باله
صرخت بعصبية أول ما سمعت همسه ده
- يا بااابا انااا مش خااايف منه وصراحة بقى ..
- ممكن تسكت ومسمعش صوتك ... انا يا سيدي اللي خايف ... انت ابني الوحيد والواد ده مش سهل اللي يخليه ياخد اختك من وسطنا ووسط كل الحرس دول... يخليه يوصلك ويحزني عليك عمري كله ...وانا مش مستغني عنك ودي اخته يعني الكلام مفيهوش هزار
بصتله لحظة بعدين همست باللي في باللي ومش عايزه تروح من بالي ومش هتروح
- طب ... طب ونسمة يا بابا ؟!
اتنهد وقال بعد ما بص قدامه
- هتطلقها طبعاً ... لا هي ولا اهلها هيرضوا بكدة ...
غمضت عيني بقوة وانا بنزل راسي لتحت بألم الكلمة ... لا يا رب ... كله إلا دي ...
بعدين اتنهدت وهمست وأنا بعصر ايدي أكتر
_استغفر الله العظيم ... قدر الله وماشاء فعل ... الحمد لله .. الحمد لله
- كل شى قسمة ونصيب يا ابني
رفعت عيني ليه لقيته بيبص لالمي وحزني ده وكانه حاسس باللي انا بفكر فيه
- يلا ... يلا اطلع اجهز ... مبقاش في وقت نضيعة ... البنت حامل وسكوتنا بالشكل ده مصيبة
بصتله لحظة بعدين سألت باندهاش
- يعني حضرتك موافق ان زينب تيجي تعيش معانا هنا بعد الجواز ... حضرتك كنت معترض عالعيلة كلها من البداية
قام بنرفزة وقال بعصبية وصوت عالي
- عايزني اعمل ايه في الموقف الزفت اللي انت حطتني فيه ده ... اسيب التاني عشان تفضلوا تقتلوا في بعض بسبب البنات ولا عايزني اعمل ايه
بعدين سابني وطلع فوق ولسه بيزعق
- عليكوا وعلى ايامكوا اللي زي الهباب ... حاجة تقرف ... الصبر والعوض من عندك يارب
بعدين صرخ بعد ما طلع فوق
- انجززز قوم من عندك ... خلينا نخلصصصص
................................................
نزلنا من العربية قدام باب البيت...التفت أبص لبابا..بصلي لحظة بعدين نفخ بغضب وزعل باين علي ملامحه ...قفل زرار بدلته واتقدم من المكان
خبطتنا عالباب سمعنا صوت بعد لحظة
_ ميييين ...افتحي يا زينببب
#رانيا_أبو_خديجة
خلااص دخلنا عالجد اللي بجد بقى ...ياترى المقابلة دي هتبقى عاملة ازاااي .. وزينب هيكون رد فعلها على كل ده ايه
وميمو مسيره هيخرج .. بس ياترى هيخرج يلاقي ايه مستنيه أكيد مش عاادي
ونسمة كله كوم ودي لسه بيها معانا كوم تاااني خااللص
كل ده في الباررت الجااي رأيكوااا وتوقعاتكوااا
وعايزة اشوف تفااعل حلو بقى باذن الله لو الباررت جااب عدد ڤوت وكومنتات كويس اللي بعده هينزل بكرة بأمر الله
لو لأ يبقى نستنى لحد ما يوصل براحته وربنا يصبرني انا بجد
يلا قراءة ممتعة ❤️❤️
#ميمو
إرسال تعليق