رواية 365 يوم أمان الفصل الثالث والثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية ٣٦٥ يوم أمان
_الفصل الثالث والثلاثون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
هرول "حسام" للخارج اتجاههم فور رؤيته اليهم؛ "رقية" بالماء تحاول جذب الصغار من الغرق، هكذا خُيل له، لكنه فور تقدمه بأنفاس لاهثة وعجالة توقف فاجأة عندما لمح ضحكتها من بعيد، أخذ يتنفس الصعداء وهو يراها تلاعب الصغار بالماء، تحملهم ثم تلقيهم بخفة وحنان ليضحكوا ويلقوها بالمياه فتزداد ضحكاتها هي الأخرى.
رغمًا عنه ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يشاهدهم في ذلك المشهد الأكثر من مبهج لعينيه، ليتلفت حوله فاجأة وكأنه يبحث عن شىء ثم تخطى الحائط الزجاجي يلتقط هاتفه من الداخل ليخرج هدوء ويصوبه اتجاههم لتلتقط كاميرا الهاتف ضحكاتهم ومرحهم الأكثر من مبهج لعينيه.
ظل مثبت الهاتف عليهم حتى تحولت ابتساماته لضحكات خافته فور رؤيته للصغير يحاول أن يغرق وجهها لأسفل فتصعد ثانيتًا من الماء مبللة بالكامل وخصلاتها غارقة وما أدراك عندما يراها بهذا الشكل وخصلاتها مبللة على وجهها، يزداد دق قلبه بعنف أشد، زفر "حسام" بعمق وعشق عندما ثبتت كاميرا الهاتف عليها خاصتًا على ضحكاتها التي ومن النادر رؤيتها بهذا الشكل الملفت الصاخب.
ظل مثبت الهاتف اتجاههم بابتسامة متسعة الى أن رأته "أحلام" الجالسة بالقرب من الشط بجانب الطاولة على الرمال، تأكل وتشير اليهم بيدها بأنها أتيه فور انتهائها من الطعام.
اقترب "حسام" منها فهتفت بابتسامة متسعة والطعام بفمها:
-صباح الخير، كل ده نوم!!
وضع الهاتف على الطاولة يلقي ذاته بجانبها على الرمل، ثم هتف وعينيه مازالت عليها:
-صباح الخير يا حبيبتي، هي قصدي انتوا صحيتوا ونزلتوا البحر امتى؟
التقطت يدها شطيرة أخرى من تحضيرات "رقية" وهتفت وهي تقضمها بأسنانها:
-يعني من شوية كدة، وزياد وأميرة فضلوا يصحوا فيك مفيش فايدة.
ظل مثبت نظره اتجاهها دون رد، ليعود يبتسم من مرحها مع الصغار الذي ومن الواضح أنه لن ينتهي، فأستمع الى "أحلام" تهتف:
-مش هتقوم تغسل وشك عشان تيجي تفطر؟
أماء اليها "حسام" وهو يخفض رأسه قليلًا بتغميضة عين تشير لثقل قلبه كلما يراها أمامه، ثم استند بكفه على الرمال لينهض، وفور نهوضه والتفاته هتفت "أحلام" ببوادر فزع:
-إياد...الحق رقية!!!
!!!!!**!!!!**!!!!!!
دخلوا الغرفة، ليظلوا مثبتين عينيهم اتجاهه ثم نظروا لبعضهم بحزن وحيرة ليتقدموا من الفراش بينما هو، نائم مستغرق بالنوم بوجه شاحب، متعب للغاية، استمعوا لصوت والدته من خلفهم:
-فين وفين أما عينه بتغمض ساعة على بعضها، لازم يصحى مفزوع بيصرخ من ايه معرفش وفين وفين أما يرجع تغمض عينه تاني.
ثم تقدمت تهتف اليهم برجاء:
-تعالوا شوفوا، يمكن تعرفوا انتوا ماله وفيه ايه.
أماء اليها "تميم" بحزن وتعاطف من نبرتها ودمعتها الامعة بعينيها بينما هتف "بدير" وعينيه مصوبة اتجاهه:
-متقلقيش، ده تلاقيه تعب وإرهاق من الشغل بس ما حضرتك عارفة شغلنا.
هتفت بنبرة أوشكت على البكاء:
-وكمان عارفة ابني اللي عمري ما شوفته كدة أبدًا يا بدير، بصوله كدة...ده علي!!...ده علي صاحبكم اللي عمري ما شفته زعلان دقايق على بعض حتى!!
صمتوا قليلًا ينظرون اتجاهه، ثم سأل "تميم":
-هو، هو حسام عرف حاجة؟
حركت وجهها بنفي، ثم هتفت وعينيها عليه:
-مي كانت عايزة تقوله المكالمة اللي فاتت...بس أنا اللي قولتلها بلاش...بلاش تشيله هم وهو مش معانا ...الله يعينه في شغله.
اقترب "تميم" يليه "بدير" ليجلسوا بجانبه على الفراش وبدأوا محاولة ايقاظه بهدوء حتى لا يفزع كما ذكرت والدته، فحرك "تميم" يده بحنان على ذراعه يهمس:
-علي!!
بينما ضرب "بدير" بخفة على وجنته حتى حرك وجهه يهمس بكلمات لم تصلهم ثم فتح عينيه فاجأة لينهض ينظر حوله بأعين واسعة.
-علي أنا بدير، مالك يا صاحبي...فيك ايه!!
نظر اليه "علي" وكأنه مازال يحاول أن يستوعب ما يجرى حوله، فهتف "تميم" بابتسامة هادئة:
-علي...وحشتنا...مش تقول انك هنا يا جدع... وربنا ما أعرف غير من...
صمت ينظر اليه ثم تابع:
_ غير من الجماعة.
وفور استيعابه وجودهم حوله تنهد بعمق يغمض عينيه، ثم مال بعدم اتزان وتعب على كتف أحدهم ليقتربوا منه أكثر وبعد صمت لدقائق هتف "تميم" وهو يعتدل على الفراش ويحاول أن يعدل رأسه ويساعده على الجلوس بهمة:
_ مالك يلا...ايه اللي تعبك.
ثم تابع بقوة:
_ ما تنشف كدة وتقول فيه ايه...أمك وأختك هيموتوا نفسهم عشانك.
مرر أصابعه على عينيه بعنف حتى أزاحهم "بدير" يهتف:
_ علي...انت في حاجة حصلت معاك هناك في الشغل...حد ضايقك هناك يا اسطا؟
حرك رأسه بنفي، ثم رفع جفنيه ينظر اليهم بعيون حمراء مرهقة وهمس بصوت خفيض للغاية:
_ مش هتصدقوا!
نظروا اليه بحاجبين معقودين، ليهتف "تميم" بحيرة وضيق:
_ قلقتنا...ماتقول يا عم فيه ايه!!
ثم نظر اليه قليلًا بعيون واسعة وهتف:
_ انت عرفت حاجة عن مي.... حسام أو دكتورها قالولك حاجة عن حالتها؟
نظر اليه "بدير" يغمض عينيه بضيق، فتراجع يهتف ببعض التردد:
_ أصل...أصل حسام كان بيبقى في نفس الحالة دي تقريبًا لما كان يعرف حاجة جديدة عن حالة مي.
_ أكيد لأ يا زكي...لو كان فيه حاجة كنت عرفتها انت الأول...مش انت اللي رايح جاي معاها للدكتور.
تنهد برتياح من كلمات "بدير" المطمئنة، ثم حول نظره لذلك الشارد، ناظر في الفراغ، يبدو وكأنه فقد روحه، وجهه منطفئ بشكل مزعج، فأقترب منه في جلسته يضع كفه على ساقه وهتف بحنان:
_ أومال مالك ....قلقتنا فيك ايه!
صمت قليلًا ثم همس ومازالت عينيه في الفراغ:
_ أنا قتلت.
توسعت عينيهم لينظروا لبعضهم ثم هتفوا بصوت متحد:
_ نعم...قتلت!!!
!!!!**!!!!!**!!!!**!!!!!
التفت "حسام" على الفور، ليرى "زياد" الصغير يحاول اغراقها للأسفل بلعب ومرح، وتفعل الصغيرة كما يفعل، بينما "رقية" فبعدما كانت تنهض وتجذبهم بالمياه هي الأخرى، حاولت أن تطفو هذه المرة لكن دون فائدة، فحاولت أن تلوح بيدها لهم ليتوقفوا لكن دون فائدة.
توسعت عينيه وهو يراها تلوح بيدها باستنجاد، دون أي دليل على المرح واللعب، ليسرع اليها على الفور بعدما خلع عنه سترته القطنية، لكنه فور تقدمه رأى واحدٍ يسبح اتجاهها وانتشلها من يدها، ثم أحكم ذراعيه على خصرها ليرفعها لأعلى لتلتقط أنفاسها.
فأقترب "حسام" منها يحاول أن يلتقطها من يد الممسك بها باحكام، فهتف بولع وفزع:
_ رقية...رقية انتي كويسة!!
مازالت تحاول التقاط أنفاسها، فحاول جذبها من يد ذلك المحكم ذراعيه حولها، توسعت عينيه منه ومن يديه الرابطة عليها بإحكام وهتف:
_ انتي كويسة يا أنسة؟
حاول "حسام" جذبها منه وهتف ببوادر غضب:
_ هي كويسة...ايدك بعد اذنك.
حل ذراعيه من حولها فحاول "حسام" انتشالها من يده، فهتف ومازالت يده عليها:
_ تحبي أوديكي مستشفى؟
ارتفع غضبه لأخره فصرخ به:
_ وانت مالك أهلك... اوعى سيبها.
نظر اليه وهتف:
_ في ايه يا أستاذ...هو انا بكلمك انت... وبعدين أنا أنقذتها.
صرخ به "حسام":
_ وقولنا متشكرين...اوعى بقى وابعد ايدك دي.
حملها بين ذراعيه يخرج بها من الماء، ثم وضعها على الرمال وهتف وهو ناظر اليها بغضب:
_ انتِ كويسة...فيكي حاجة؟
هزت رأسها بنفي ثم هتفت:
_ الحمد لله... متقلش.
التف حولها الصغار و"أحلام" بينما هو نظر خلفه هناك، مازال واقف يتابع بعينه ما يجرى فهتف بغضبه التي أصبحت معتادة عليه منه:
_ مين قالك تنزلوا البحر لواحدكوا؟
اعتدلت "رقية" جالسة تحاول أن تتحاشى نظرات من حولهم وبدأوا ان ينتبهوا اليه من صوته المرتفع:
_ فيه ايه يا إياد...كنت بلعب اخواتك...مش أحسن ما أسيبهم ينزلوا الميا لوحدهم!
تابع صريخه بها:
_ لأ شاطرة...تقومي تنزلي معاهم وتغرقي انتي.
ثم تابع:
_ اتفضلي أدخلي جوا الشالية متخرجيش منه إلا لما أقولك أو أكون معاكي.
نظر اليه الصغار بخوف من غضبه الغير طبيعي بالمرة، فأخذتهم "أحلام" تحت ذراعيها تقترب من "رقية" الناظرة اليه بعيون واسعة من غضبه المتكرر دون سبب.
نهض يلتفت ينظر لذلك الواقف يراقب من بعيد وكأن بينهم ثأر، ليس يراه لأول مرة اليوم، لكنه لم يراه بل عاد لمرحه مع أسرته البعيدة، زفر بضيق من نفسه وغضبه المتكرر.
يعلم ذاته جيدًا، أصبح يغضب من أي أحد يهدد باقترابه منها ، طوال الوقت يراها مهددة بانتشالها من أي شاب، جمالها، رقتها الطاغية لأي أعين تقع عليها، يجعله في حالة من التوتر الدائم.
!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!
_ لا حول ولا قوة إلا بالله... ماتت!!
نظر اليه ثم تابع:
_ وانت عرفت منين انها انتحرت مش يمكن تكون حادثة فعلًا وانت ملكش دعوة.
صدق على حديثه "بدير:
_ تميم معاه حق...مش معنى ان أي اتنين اتخانقوا مع بعض وشدوا شوية وبعديها واحد منهم جراله حاجة يبقى التاني هو السبب.
نظر اليهم بأمل وعيون لامعة، لكنها سريعًا ما اختفت تلك الهمة ليعود لحالته ويهمس:
_ لأ...أكيد انتحرت... لأنها كانت حاولت تموت نفسها قبلها بأيام..و...و برضو بسببي.
نظر "تميم" إلى"بدير" بصمت ظل عليه الثلاثة حتى هتف "بدير" بجدية:
_ شوف يا علي... حتى لو كانت فعلًا انتحرت بسببك، فهل اللي انت عامله في نفسك ده هيصلح حاجة...انت تقدر ترجع لربنا وتتوب وتستغفر انك وصلت حد للمرحلة دي... وربنا أكيد غفور رحيم...لكن حالتك دي مش هتفيد بأي حاجة غير بس انها هتقهر والدتك عليك وده هيبقى ذنب جديد.
نظر اليه قليلًا ثم وضع كفيه على وجهه يبكي بصمت وهمس:
_ انتوا مش حاسين باللي بمر بيه... أنا مبنامش الليل... طول الوقت شايفها قدامي وسامع صوتها...شايف عذابها اللي ولا لحظة شوفته ولا حسيت بيه قد دلوقتي.... طول الوقت بسأل نفسي أنا ازاي كنت وحش كدة... إزاي قدرت أكون بشع بالشكل ده مع حد لدرجة يحصل فيه كدة... أنا حاسس اني هتجنن...هيجرالي حاجة.
ربت عليه "تميم" حتى مال على كتفه يتابع بكائه الصامت.
_ سبحان الله....ده أنا كنت لسه بحذرك وبقولك عن جمال انك تحب بجد...وتسيبك من لعب العيال ده.
أماء "بدير" ليهتف:
_ والله طول ما في ستات في الحوار مافيها راحة اسمع مني.
نظر اليه "تميم" بغضب وهتف:
_ والله!!...طب ابقى قول الكلام ده قصاد أمينة وشوف هتعمل فيك ايه.
رفع كفه على أنفه بألم وهتف:
_ هتعمل ايه أكتر من اللي بتعمله.
ضحك "تميم" ليوكزه "بدير" بغيظ فبادله "تميم" الضربة ليشتبكوا بينما "علي" الباكي بينهم، ينظر اليهم باضطراب بينما الفراش يهتز به، فأعتدل يزيحهم بغيظ:
_ قوم يلا انت وهو من هنا...قووم من هنا أنا ناقص!!!
!!!!!*!!!!*!!!!!!*!!!!!!
ليلًا دفع "حسام" الباب الزجاجي المطل على البحر؛ ليقف قليلًا يغمض عينيه يتنفس هوائه المريح للنفس، ثم فتح عينيه يتجول بهما هنا وهناك إلى أن استقرت عليها واقفة بعيدًا، سار بخطوات بطيئة مترددة اليها إلى أن وقف خلفها وهمس:
_ ايه اللي موقفك هنا الساعة دي؟
لم تلتفت اليه، بل حركت رأسها قليلًا بتفاجأ به، ثم تخطته لتعود، لكنه أمسكها من معصمها لتنظر اليه بعينيها بغضب فبادلها النظرة لكنها نظرة محتارة، ضعيفة ثم همس:
_ الجو برد عليكي... أدخلي أقعدي في الشالية أحسن.
لم تجيبه، بل التفتت بعنف تنظر للبحر ثم هتفت:
_ أنا مرتاحة هنا...الجو حلو.
ثم التفتت تنظر اليه بحدة وهتفت:
_ ولا خلاص...شايف انك تحبسني جوا أحسن...مأنا شكلي جيبالك مشاكل.
ثم التفتت مرة أخرى تعطيه ظهرها، تنظر للبحر، بينما سار يقف أمامها ينظر اليها ثم همس:
_ انت جيبالي مشاكل!!
ثم مرر عينيه على ملامحها وهمس:
_ انتي كلك على بعضك مشاكل.
توسعت عينيها تنظر بهم لعينيه قليلًا حتى ابتسم هو فهمست:
_ للدرجادي مضيقاك!! ليه عملتلك ايه!
كاد يجيبها، لكنه فضل الصمت ينظر بعينيها فقط، فرمشت هي بعينيها عدة مرات ثم همست:
_ أنا عارفة اني ضايقتك كتير من وقت ما جيت... وكتير ببقى متعبة أنا عارفة...لكن...
_ انتي أحلى حاجة حصلت يا رقية.
قاطعها، فصمتت هي ثم عادت تبتسم وهتفت:
_ ولما انت بتحبنا كدة...ليه طول الوقت حاسة انك متضايق....هو احنا بقينا تقال عليك؟
صمت يتنهد ثم نظر إلى البحر الصافي ليلًا، وهز رأسه بنفي ليهمس:
_ ايه رأيك في الجو هنا بالليل.
نظرت للبحر هي الأخرى لتعود تبتسم وهي تغمض عينيها وهتفت:
_ عمري ما حسيت اني مبسوطة كدة....قد ما كنت هنا.
التفت ينظر اليها، وجدها مازالت مغمضة عينيها تتنفس بعمق لتملئ صدرها بذلك الهواء البارد، فظل ناظر اليها ثم همس بداخله:
_ أول مرة أجي المكان هنا... وأحس فيه بكل اللي أنا حاسه ده.
!!!!!*!!!!!*!!!!*!!!!!*!!!!!!
بعد مرور عدة أيام
يذهب اليه بانتظام؛ ليعطيه أدوية تساعده على النوم، فأصبح لا يستطيع غلق عينيه دون تلك الأدوية.
ممد "علي" أمامه ليدون هو ما يسرده عليه وهو مغمض عينيه، أحيانًا يتحدث بهمس وكأن لا أحد يسمعه، وأحيانًا أخرى يتحدث بعيون واسعة لامعة بدمعات الندم.
_ عمري ما اتخيلت ان الهزار والتسلية ممكن تعرض حد لكل ده.
ثم نظر للطبيب وتابع:
_ مايا دي بالذات أنا عمري ما شوفتها... يعني مجرد بنت حلوة هتغير مود كأبة الشغل والغربة وخلاص... لكن ولا لحظة فكرت فيها هي هتاخد الموضوع ازاي...وصدقني يا دكتور صدقني عمر خيالي ما جابني ان ممكن واحدة في اللي عرفتهم تاخد الموضوع بجد بالشكل ده في ظل مأنا بتعامل بمنتهى البساطة.
يستمع اليه الطبيب دون رد، فتنهد هو وتابع:
_ لحد ما اللي حصل ده حصل... وأنا أخدت عهد على نفسي ان كل حاجة وكل خطوة في حياتي ماخدهاش إلا جد... لأن ممكن شئ أنا ماشي فيه بكل استهتار... يكون اللي قدامي واخده موضوع مصيري في حياته وأنا ولا دريان غير بعد فوات الأوان.
ثم تابع وهو يغمض عينيه ويريح ظهره للخلف مع عقد ذراعيه أمامه بارتياح:
_ اللي حصل ده علمني كتير قوي يا دكتور...وكبرني سنين..مهما حاولت أشرحلك مش هيوصلك اللي جوايا.
ترك الطبيب القلم من يده عن تطوير حالته ومراحل حديثه المعبرة عما وصلت اليه، ثم نظر اليه وسأل:
_ بس انت متغير كتير قوي عن الجلسة اللي فاتت يا علي...وصلني تغيير كبير وراحة غير التوهة وعدم التوازن اللي كنت عليهم.
فتح عينيه وقال ومازالت عينيه مصوبة أمامه:
_ تميم كلمني النهاردة الصبح وقالي انه اتواصل وسأل عن القضية هناك واتأكد ان الحادثة كانت خطأ السواق اللي خبطها وان عربيته كان فيها خلل في الفرامل...مش خطأ او عمد منها هي.
ثم نظر اليه وتابع بتنهيدة بها بعض الارتياح:
_ يمكن ده ريحني شوية ...على الأقل بعيد عن حادث موتها...وانها قضاء وقدر مش انتحار.
ابتسم "الطبيب" وهتف:
_ طب دي أخبار كويسة جدًا ومريحة...ولا ايه!
نظر اليه "علي" قليلًا ثم أماء اليه، ومازال في قلبه غصة تظل محفورة بأعماقة حتى لا ينسى.
!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!
دخل "علي" من باب المنزل، وجد والدته جالسة تنتظره بقلق، فكانت دومًا تذهب معه للطبيب نظرًا لسوء حالته، لكنه اليوم أصر على الذهاب بمفرده، وقبل أن يقترب منها ليطمئها، تفاجأ بذلك الجالس معها.
_ علي.... اتأخرت كدة ليه... حصل حاجة عند الدكتور!!
انحنى برأسه يقبل يدها وهتف باطمئنان:
_ الحمد لله يا حبيبتي ..متقلقيش.
ثم نظر اليه لينهض بابتسامة فقالت والدته:
_ سالم جاي يطمن عليك...كتر خيره يا حبيبي قطع المسافة دي كلها عشان يشوفك.
هتف "سالم" وهو يقترب منه يحتضنه:
_ لأ مش بس كدة... أنا كمان مش همشي إلا وهو معايا
ثم احتضنه بقوة، وهتف:
_ وحشتني يا جدع...ايه خلاص ارتاحت هنا!!
ثم نظر اليه وهتف بجدية وقلق:
_ علي....زمايلك في شغلك كلهم جم سألوا عليك... وأنا خايف عليك يا صاحبي...انت كدة بتضيع مستقبلك وشغلك.
نظر اليه "علي" ثم أماء اليه وهتف:
_ وأنا هرجع معاك يا سالم....متقلقش.
!!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!*!!!!!!!!
تسير بعجالة حاملة حقيبتها العملية معها إلى أن وقفت أمام ذلك المكتب، فقالت بالهاتف منهية المكالمة:
_ أيوا يا أستاذ جميل... أنا وصلت هناك أهو...هخلص وأشوف ايه الوضع وأكلم حضرتك.
ثم انهت المكالمة لتقترب من ذلك العسكري وهتفت:
_ هنا سيد قطب....محامية حاضرة عن المتهم.
تركها ودخل قليلًا للضابط المختص ثم خرج اليها وسمح اليها بالدخول، وفور دخولها اقتربت تهتف:
_ صباح الخير .... أنا هنا قطب محامية حاضرة عن ال....
بترت كلمتها فور رؤيتها ذلك الضابط الذي تولى القبض والتحقيق المبدئي على المتهم التي جاءت تتولى هي الدفاع عنه.
وضع "علي" سماعة الهاتف ونظر لتلك الناظرة اليه بأعين واسعة ملفتة للإنتباه، فهتف وهو يشير اليها بالجلوس:
_ أهلًا...اتفضلي حضرتك.
٣٦٥ يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا...كدة الأحداث بدأت تدخل في الجد واللي جاااي غير اللي فااات ...🔥🔥
تفاعل حلو بقى عشان ننزل بالبارت الجااي...قراءة ممتعة ❤️🔥
الله دا في مغامرات جايه في السكه 🙈❤❤
ردحذفحسام ياابني اهدي سويه هتجنن رقيه معاك 😂😂😂
ردحذفالحمدلله ان مايا منتخرتش والحدثه قضاء وقدر الله يرحمها
ردحذفروووووووووعه❤❤❤
ردحذف❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفجميله جدا
ردحذفجميله جدا تسلمي حبيبتي
ردحذفهازعل أوي لو هنا حبت علي
ردحذفجميله جداً ومشوقة
ردحذف