رواية ٣٦٥ يوم امان الفصل الواحد وثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية 365 يوم امان للكاتبه رانيا ابو خديجة
الفصل الواحد وثلاثون
#٣٦٥_يوم_أمان
#رانيا_أبو_خديجة
حملت حقيبته، وطرقت على باب الغرفة طرقة واحدة، لم يصلها رد فأضطرت للدخول، لم يخرج من غرفته منذ أن أتى ودخلها غالقًا بابها خلفه، فأضطرت بحمل الحقيبة ودخول غرفته لترتيب أغراضه بخزانة ملابسه، حتى لو لم يكن يريد التحدث الآن ولما أتى بزيارة مفاجئة بهذا الشكل.
وجدته "مي" ناىم على الفراش بملابسه التي أتى بها حتى لم يخلع الجاكت الذي يرتديه فوقها، ألم يشعر بحر الصيف!!!
تجاهلت الأمر فابالتأكيد إرهاق السفر، لتضع الحقيبة على طرف الفراش وتفتحها لتبدأ في وضع الملابس بالخزانة، لكنها التفتت فاجأة عندما وصلها أنين يخرج منه فنظرت لوجهه بعيون قلقه وجدته يتصبب عرقّا وكأنه غرق به.
-انتي ايه معندكيش كرامة، اتصالات اتصالات أخر مرة هقولك...تبعدي عني وتنسي انك عرفتيني خالص..خلي عندك كرامة أنا خلاص مبقتش عايز أعرفك.
تنظر اليه بأعينها الباكيه ولم تنطق سوا بكلمة واحدة بألم انكمشت لها ملامحه الآن:
-يا علي... بتوجعني.
القى يدها بقوة، ليشدد من غلق عينيه الآن وكأنه يلوم ذاته على الم يدها الذي ظهر على وجهها لكنه تجاهله حينها ليتابع بذهول مهين جعله يقبض يده على الوسادة الآن:
-لاخر مرة بحذرك تبعدي عني.. لأخر مرة ...أسمع اسمك تاني في حياتي أو المحك بس ... أنا هزعلك زعل وحش قوي ..انتي واللي بتبعتيه... فاهمة...ولا كمان مبتفهميش.
_ ايه يا بنت انتي كمية الكذب واللؤم دي.... أنا اتعرفت على مين!!! ...هااا...هي كلمة عشان انتي حرقتي كتير قوي وللي زيك كتير عليها كدة...مشوفش وش أهلك تاني ولا تزني وترني تاني...انسي انك عرفتيني خاالص ... مفهوم...ده مجرد تحذير بعد كدة هندمك بجد.
_ ده عزا الست الصغيرة بنتي وبنت كل واحد شغال هنا... مايا هانم.
وهنا ومع شدة عصر عينيه وانقباض ملامحه وكأنه على وشك الاختناق والصراخ نهض على الفور يهتف بصوت مختنق وكأنه ياتي من بعيد:
-لا .. والله لااااا !!!!
تركت "مي" ثيابه من يدها تقترب منه على الفور لتهتف وهي تجلس بجانبه بقلق:
-علي... في ايه مالك يا حبيبي.. انت بتحلم!!!
نظر اليها بعيون واسعة وكأنها طوق نجاه ليهتف بأنفاس عالية:
-والله مقصدت كل ده، أنا أكيد مش السبب صح أنا مش السبب.
حاولت "مي" تهدىته وهي غير قادرة على فهم شى ليتابع ببكاء وهو يرتمي بحضنها:
-لا انا السبب دي انتحرت بسببي و.. وممكن تكون قصدت تخبط نفسها بالعربية بسببي ... أنا تعبان هي راحت وارتاحت لكن أنا تعبان.. أنا نفسي أنام نفسي أنام.
-مالك يا حبيبي مالك فيك ايه!!!
رفع رأسه من حضنها ينظر اليها فاجأة ليهتف وهو يفتح عينيه ويغلقهم بقوة:
-دماغي.. دماغي حاسس هيحصلها انفجااار.. أنا ... أنا مدوقتش النوم بقالي كتير.
ثم أخذ يضرب يده برأسه بقوة وكأنه يحاول اسكات ألم غير قادر على تحمله، نهضت من جانبه بخوف من هيئته لتخرج من الغرفة بظهرها وهي مقربه قبضتيها لصدرها بخوف بالغ.
أسرعت باتجاه غرفة والدتها وجدتها جالسة على سجادة الصلاة تختم صلاتها فصرخت ببوادر بكاء من فزعها على أخيها:
-ماما.. تعالي يا ماما الحقي علي.
نهضت سريعًا من الأرض وهتفت وهي تسحب حجابها من على رأسها:
-ماله أخوكي!!
وقبل أن تنطق بنفس رهابها، وصلهم صوت صرخة رجوليه قوية من الداخل لتسرع والدتها تخرج من الغرفة متجهة لغرفته بينما هي ظلت على نفس وقفتها ضامه يديها لصدرها برهبة ورعب من رؤيته أمامها هكذا.
دخلت والدته عليه الغرفة لتجده منكب على الأرض على ركبتيه وكفيه على أذنيه يضغط جانبي رأسه بألم يغمض له عينيه بقوة، فور رؤيتها له بهذا الشكل اقتربت منه بعيون واسعة وقلبها يكاد يُقتلع من بين ضلوعه:
-علي!!!
ثم جلست على ركبتيها تحاول فك يديه من على رأسه لترفع وجهه تنظر به برعب وعيون غير قادرة على استيعاب ما تراه:
-علي... مالك يا حبيبي.. فيك ايه .. مااالك يا أبني!!
ظل واضع كفيه على جانبي رأسه بألم قاسي ليهتف بصوت يشوبه نبرة الوجع:
-وجع يا ماما... صداع ... عقلي هيحصله انفجار .. مش قادر!!
حاولت ضمه بحضنها تزيح كفيه بعيد عن رأسه لتضع يدها مكانها وتبدأ تقرأ أيات من القرأن بصوت مضطرب مرتجف، ثم صاحت بالنداء على "مي" بعدما شعرت به يضرب بقبضته على الأرض بألم أشد، وصرخت بها عندما دخلت بخطوات سريعة مضطربة للغرفة:
-اطلبي دكتور بسرعة.
!!!!!!**!!!!!**!!!!!**!!!!!
بعد أذان الفجر انهى صلاته ليبدل ملابسه بحماس عالي وابتسامة سريعّا ما تحولت لضحكة خافتة عندما تذكر ردها على اقتراحه بسفرهم بغرض الفسحة والترويح:
-أنا بقى مش عايزة ومش فاضية.
نظر اليها قليلًا بنفس غيظه منها منذ ما حدث بجامعتها ليقترب يهمس بشر:
-لا هتسافري معانا .. وبلاش نكد احسنلك.
صرخت به:
-هنسيب الورشة لمين اليومين دول ان شاءالله.. ومتقوليش هنقفلها .. احنا أولى بفلوس اليومين اللي هتتقفل فيهم.
-ملكيش دعوة وكفاية بخل وعفانة... وياستي هبقى ادفعهملك.
اقتربت منها "أحلام" تهتف برجاء:
-عشان خاطري يا رقية بقى متبوظيش اليوم... ده احنا ما صدقنا.
نظرت اليه لتقترب هي هذه المرة وترفع رأسها تنظر اليه بينما هو أخفض رأسه لينظر بعينيها وقالت:
-أموت وأعرف بتجيب الفلوس دي كلها منين!!
وضع يديه بجيوبه ليهبط بوجهه اليها ويجيب بابتسامة جانبية:
- بعد الشر عليكي.
ثم تابع بعند:
_ وبعدين انتي مالك هو أكل وبحلقة.
همست بصوت خفيض حتى لا يستمع أخواتها:
-اولًا مش أنا اللي يتقالها مالك... أنا كنت فاتحة البيت ده قابلك.
-فاتحة البيت ده قابلي!!
ردت دون وهلة:
-اه.
ليبتسم هو أكثر بالقرب من وجهها ويهمس:
-ماشي... وثانيّا؟
عقدت ذراعيها لتتابع بجدية:
-هتقولي بتشتغل ايه ومخبي عني ايه والأهم من كل ده فلوسك دي حلال ولا..
اتسعت ابتسامته ليجيب بنفس نبرتها الخفيضة وهو يخفض وجهه بالقرب من وجهها أكثر:
-انتي لسة عندك شك اني ممكن أدخل عليكي انتي وأخواتك أي قرش حرام؟
صمتت تضيق عينيها لتتحول ابتسامته لضحكة دون صوت على ملامحها لتتابع:
-انت حلفت قبل كدة على مصحف.
أماء بوجهه بمهنى نعم، فهمست هي:
-تحلف تاني.
اختفت ابتسامته ليرفع حاجبه ثم هتف:
-هعيش حياتي كلها معاكوا بالحلفان عالمصحف يا رقية؟
رمشت بعينيها بتراجع لتقترب "أحلام" والصغيرين:
-ها يا رقية قولتي ايه؟
استمع طرق على الباب يليه صوتها الغاضب:
-كل ده بتلبس...يعني مصحينا من الفجرية وقالق منامنا وتدخل انت ت....
فتح الباب فاجأة بوجهها، كانت ترتدي فستان صيفي يتدرج في ألوانه يشبه لون البحر، وترفع خصلاتها في ذيل حصان طويل فتبدو في غاية الأناقة واللطف.
التفتت فور فتحه الباب وتحديقه بها هكذا لتعدل من ملابس الصغار وتصيح بالنداء على "أحلام" التي تخرج من المطبخ ومعها حقيبه بلاستيكية متوسطة الحجم وتهتف بسعادة وحماس:
-كنت بعمل كام ساندوتش كدة لزوم الطريق.
أسرعت اليها الصغيرة تهتف:
-هاتي واحد يا أحلام.
لتضربها على رأسها وتهتف:
-بقول في الطريق يا مفجوعة.
ابتسم "حسام" ليتحدث وهو يتنقل يلتقط مفاتيح المنزل والهاتف من هنا وهناك:
-مكنش له لزوم يا أحلام... كدة كدة هجيبلكم حاجات في الطريق.
وخرجوا من المنزل ليتقدموا جميعهم من سيارته التي فتحها لهم يضعوا الحقائب، بينما هو أغلق الباب جيدّا لينظر حوله بترقب، يجد الشارع خالي من المارة، فيترك مفتاح الباب والورشة في جانب أعلى الباب الخشبي.
ثم اتجه اليهم وجدهم مازالوا يضعوا الحقائب ويركبوا ليسرع بفتح الباب الخلفي ويهتف:
تعالي يا أحلام.
لتركب بسعادة بالغة ثم هبط يلتقط الصغيرة يليها أخيها يحملهم ليركبوا بجانبها لتصرخ الصغيرة:
-لا أنا عايزة أركب جنب الشباك.
زفرت "أحلام" بضيق ليتجاهل الصغير الأمر يدعي انشغاله بالنظر بالشباك من جهته لتبكي هي:
-اياد ... عايزة اقعد جنب الشباك.
نظر الى "أحلام" وهتف:
-خليكي يا أحلام انتي وسطهم عشان تخلي بالك منهم وتبقى عينك عليهم الاتنين.
زفرت بضيق مرة أخرى لتبدل مكانها لتصفق الصغيرة بيدها بينما الأخرى تستشط بجانبها.
اغلق عليهم الباب جيدًا ليبحث بعينيه عن الأخرى وجدها مازالت تضع الحقائب بخلفية السيارة فاتجه يساعدها ثم اغلقه ليفتح اليها الباب بجانبه وهتف:
_ اركبي.
نظرت نظرة شاملة على أخواتها كي تطمئن عليهم ثم ركبت بالفعل، ليبتسم هو ثم يركب بجانبها ويندفع بالسيارة.
!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
تقبض بيدها على يده بقوة لتقربها من شفتيها تقبلها بدموعها ثم رفعت وجهها للطبيب وسألت بنبرة باكية:
-ابني ماله يا دكتور... فيه ايه يخليه يجراله كل ده؟
انهى الطبيب اعطائه تلك الحقنة ليخرج ابرتها من ذراعه وهتف وهو يلملم أدواته بحقيبته:
-ممكن نتكلم برة ونسيبه يرتاح.
أشارت هي على ابنها بقلق:
-يا دكتور ده..
أشار اليها الطبيب بالصمت ليغادروا الغرفة فتترك هي يده تضعها بحنان بجانبه على الفراش ثم مررت يدها من جبهته لأعلى رأسه تنظر بوجهه بملامح حزينه على وشك استكمال بكائها ثم انحنت تقبله وتابعتهم في الخروج من الغرفة.
جلس الطبيب على الأريكة وهتف:
-هو معروف عنه انه بيجهد نفسه في شغله؟
هتفت والدته على الفور:
-علي!!!.. أبدًا يا دكتور...هو أه بيحب شغله ..والده كان ظابط الله يرحمه وأخوه المكبير كمان فطلع حابب الشغل ده لكن مش للدرجة لا.
ثم تابعت بنبرة تعود للبكاء:
-على ده .. ده بيحب حياته قوي، ملوش في الجد كتير يخرج ويرفه عن نفسه، يملى الدنيا من حواليه ضحك ومرح وبهجة...ميقدرش يقعد دقايق على بعض ساكت أو حزين...لا لا ابدًا يا دكتور...مش علي.
صمت الطبيب وهله ثم تابع:
-ارهاقه وحالته دي بتقول انه مضغوط أو في شئ ضاغط على أعصابه.
هتفت "مي" والتي أصبح انفها أحمر كالدم من بكائها:
-فعلًا يا دكتور هو قالي انه منامش بقاله كتير.
-أنا اديتله حقنه تساعده ينام، وكتبتله على أدوية ياريت ينتظم عليها هتجبره على النوم.
ثم تابع باهتمام:
_ لكن ضروري جدًا يتعرض لطبيب نفسي يتكلم معاه ويفهم هل مشكلته عرضيه محتاجة لأدوية وعلاج، أم نفسية محتاجة لعلاج سلوكي، وقتها هنعرف المشكلة وياريت تحاولوا انتوا تقربوا منه أكتر وتعرفوا ايه اللي وصله لكدة.
نطقت والدته بذهول وقلق:
_ دكتور نفسي!!!
_ ضروري جدًا.. لأن للأسف عدم نومه للفترة دي كلها خلاه يتعرض لخيالات وهلاوس سمعية وبصرية وده لو زاد عن كدة هيتسبب في عواقب مش لازم أذكرها منعًا لقلقكوا.
!!!!**!!!!**!!!!**!!!!
زفرت "رقية" بملل ثم التفتت تمرر عينيها على أخواتها وجدت "أحلام" مازالت منشغلة بتصوير كل قطعة بالطريق بهاتفها حتى توقف "حسام" بالسيارة أمام أحد المحال التجارية فبدأت تقلب ما بين الصور التي التقطتها بابتسامة واسعة، بينما الصغار فكانوا يمرحون طوال الطريق ببهجة بينما الأن يلتصقون بأعينهم بهاتف "أحلام" التفتت اتجاه مدخل المتجر حتى رأته يأتي من بعيد وحامل معه حقيبة بلاستيكية واقترب يفتح السيارة ويدخل ثم التفت اليهم قائلًا:
_ شوفوا جبتلكوا ايه.
التقط الصغير الحقيبة ينظر بها سائلًا بسعادة:
_ فيها شيبسي وبسكوت؟
هتف "حسام" وهو يعود ينظر أمامه ليندفع بالسيارة مرة أخرى:
_ فيها شيبسي وبسكوت وكل اللي انتوا عايزينه.
حاولت الصغيرة سحب الحقيبة منه قائلة بضجر:
_ وأنا وأنا فين الشيكولاتة اللي قولتلك عليها.
ضحك "حسام" قائلاً:
_ انتي بالذات جبتلك كل الشيكولاتة اللي في المحل.
ثم تركهم مع "أحلام" التي أخذت منهم الحقيبة توزع عليهم بنظام وأدب، ونظر لتلك الملتفتة ناظرة لأخواتها بابتسامة وراحة وهي تراهم بهذه الحالة من الراحة والانبساط، تتنهد كلما تذكرت ما مروا به منذ وفاة والدهم، تعشق أن تراهم يضحكون أو تبدوا على وجوههم الراحة والأمان، وبدون أي تعمد منها وجدت نفسها تحول نظرها اليه لتزداد في تنهيدها وتهمس بداخلها وتعترف من أجل الصدق لا أكثر أنه هو السبب في تلك الراحة و...والأمان، فمنذ أن أتى وقد تسبب في عيشهم تسعون يومًا من الأمان، ثلاثة أشهر دون خوف وقلق ورهبة الليل التي جعلت النوم ينسى جفنيها، حتى تعذبت إلى أن أتى هو ليعوضهم عن كل ذلك، يكفي نومتها ليلًا دون ارتجاف جسدها كالسابق.
أتت عينيه بعينيها فكان ينظر للطريق ثم يعود كل لحظة وآخرى بالنظر اليها، لتلتقي أعينهم فتفعل ما جعله يجمع حاجبيه باندهاش ورغبة في التوقف عن السير وسؤالها عن السبب؛ فنظرت اليه بتمعن لتبتسم بامتنان فاجأة وتهمس:
_ شكرًا.
ظل ناظر اليها فهتفت هي سريعًا وهي تشير للطريق:
_ خد بالك وبص قدامك.
ليلتفت على الفور للطريق ليتفاجأ بها تسحب من الحقيبة القابعة على ساق "أحلام" واحدة من البسكوت ثم تفتحها وتعطيها اليه وتهتف:
_ مأكلتش من ساعة ما خرجنا من البيت.
التقطها من يدها يأخذ منها قطعة بأسنانه ثم هتف وهو يعود بها اليها بالقرب من فمها:
_ انتي كمان مأكلتيش.
وبالفعل ومن سعادتها وازدياد شعور الإمتنان اليه بداخلها أخذتها من يده تقطم منها بأسنانها وهي تلتفت تنظر من زجاج السيارة بابتسامة واسعة على الطريق، ظل ينظر اليها من حين لآخر طوال الطريق، حتى مر أكثر من ساعة ونصف ليجد "أحلام" والصغار قد ذهبوا لنومٍ عميق، فنظر اليها وجدها منشغلة بالنظر للبحر الذي بدأ أن يظهر على طول طريق السيارة فأغمضتت عينيها بعدما فتحت زجاج السيارة يلفحها الهواء فتهمس بابتسامة:
_ الله !!! البحر.
ارتسمت ابتسامته أثر ابتسامتها ليجدها تلتفت تبحث بجد هنا وهناك، لينظر اليها باندهاش ويسأل:
_ ايه..بتدوري على ايه؟
هتفت ومازالت تبحث:
_ بدور عالتليفون... عايزة أصور البحر.
سحب هاتفه من جيبه يعطيه اليها، فأخذته منه على الفور بابتسامة شغوفة متسعة لتوجهه خارج شباك السيارة تلتقط صور وفيديوهات للبحر على طول الطريق ثم حولت كاميرا الهاتف اليها لتغمض عينيها وشعرها يتطاير حولها في شكل التقطه الهاتف بجمال رقتها لتخرج ذراعها خارج السيارة وتمده ليتصارع مع الهواء القوي فتضحك بصوت يرتفع تدريجيًا.
توقف "حسام" بالسيارة ليظل ينظر اليها بابتسامة وعيون تمر على كافة ملامحها المبهجة، والتي ولأول مرة يرى سعادتها بهذا الشكل، وعندما انتبهت نظرت اليه وهتفت:
_ ايه وقفت ليه؟!
ثم عادت تجلس باستقرار على الكرسي وتدخل ذراعها وهتفت:
_ خلاص أنا قعدت أهو لو كان غلط.
هتف وهو يشير للخارج:
_ لأ... أنا وقفت عشان احنا خلاص...وصلنا.
ثم فتح الباب وهبط من السيارة، لتترجل هي الأخرى خارجها تنظر حولها باندهاش، وعيونها تستقر على البحر الذي يقبع أمام السيارة مباشرتًا وهمست:
_ معقولة...هنا؟
ظلت تلتفت حولها بانبهار بجمال الطبيعة حولها وزرقة البحر مع نعومة الرمال الواضحة لأعينها، عوضًا عن خضار الأشجار التي تتوزع على جانبي الطريق، لكنها التفتت فاجأة بعيون واسعة على صوت يأتي من بعيد ليصيح وعينيه باتجاه أخيها:
_ حسام بيه... حمدالله على السلامة يا باشا.
رانيا أبو خديجة
٣٦٥ يوم أمان
رأيكوااا وتوقعاتكوااا للي جاااي... عارفة ان مي وتميم وحشوكوا بس مليش دعوة أكتر من حد منكوا طلب أزود مشاهد حسام ورقية...وشوفوا عايزين أزود مشاهد مين كماان وقولولي في الكومنتات.... وكدة كدة كله جاااي ...قراءة ممتعة ♥️
يادي النيله على حسام بيه وسنينه 🤣
ردحذفروعه روعه روعه روعه روعه 😍😍😍😍
ردحذفيادي النيله المنيله علي الفرحه اللي مبتكلمش
ردحذفروعه كالعادة تسلم ايدك
ردحذفحلوة اوي
ردحذفياريت تخلي حالة علي تتحسن ❤️
مفيش مشكلة بالنسبة للمشاهد الي بتذكريها المهم تنزلي بارت
الفصل ال 32 امتى
ردحذف