U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة 

رواية 365 يوم أمان بقلم رانيا أبو خديجة

رواية ٣٦٥ يوم أمان الفصل الثالث والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة

 الفصل الثالث والعشرون
365 يوم أمان 
رانيا ابو خديجة
 
تقدمت والدتها منه تنظر اليه نظرة توقف عندها كثيرّا قبل أن تقترب وتهتف:
-ألف سلامة عليك يا تميم يا حبيبي...مش تخلي بالك.
نظر اليها لحظة وهو يدرك بتلك النظرة وطريقتها في حديثها معه ان تلك الزيارة لم تمر على خير، ظل ناظرًا اليها حتى خطفت أنظاره تلك الحورية برقة ابتسامتها للمتواجدين وهي تقترب وتفعل ما فعلته والدتها بمصافحتهم ولكن كان سلامها يحيطه تلك الرقة في تنقلها من شخص لآخر مع تلك الإبتسامة التي تعطيها لكل من تضع يدها بيده.

 أفاق "تميم " من تحديقه بها على ضغط والدتها على يده فنظر اليها مسرعًا بعيون واسعة ليضع عينيه بالأسفل ويرد بحرج وتوتر تملكه منذ دخولها ونظرتها اليه هاكذا:
-الله يسلم حضرتك...مُتشكر.
ابتعدت والتها تجلس على كرسي بالقرب من والدته والجمع، بينما "مي" تلك الرقيقة التي لم يستطع منع ذاته من رفع عينيه من بين اللحظة والأخرى والبحث بالنظر عليها حتى انتهت من مصافحة وتحية من بالغرفة ووصلت اليه، فنظر بعينيه لعينيها ليبتسم اليها دون أن يحاول حتى أن يمنع نفسه، بتردد تام قدمت يدها له لتهمس:
-سلامتك.
ازدات ابتسامته وهو يوزع نظره بين عينيها ويدها الممدودة اليه بتردد واضح ثم وضع يده بيدها يقبض عليها برقة تناسب رقتها ليرد همسها وعينيه بعينها وكأنها تحكي الكثير من تراقص قلبه بين ضلوعه الآن برؤيتها:
-الله يسلمك.
شعرت "مي" بالحرج من نظرته فباعدت عينها تحاول سحب يدها من يده، لكنها شعرت بيده تقبض عليها دون أن يتركها، فرفعت عينيها اليه مرة أخرى تنظر بعيون واسعة غاضبة، لتتحول ابتسامته لضحكة خافتة مستغل انشغال من بالغرفة بالأحاديث مع بعضهم، ازدادت "مي" في اتساع عينيها اليه بغضب لتهمس من بين اسنانها:
--تميم!!!
ترك يدها لتبتعد بأقصى مكان بالغرفة تجلس بجانب والدتها، تنظر اليها فتجدها بدأت أن تنشغل بالحديث مع والدة "تميم" الجالسة على يسارها والتعرف عليها، ثم نظرت لليمين لتتفاجأ بذلك الوجه وتلك العينين الناظرتين اليها بشر، لتتنحنح "مي" تبتلع ريقها بخوف من تلك النظرات فترفع عينيها لتبتعد عنها فتتفاجأ بتلك الواقفة تتحدث وتضحك مع صديقه "بدير"، "أمينة" تلك الفتاة التي أول ما نطق بعد غيبوبته كان اسمها، واقفة الآن تضحك وتهمس لصديقه؛ لتتوسع عينيها وتنظر اليه فتجده الوحيد صامت بالغرفة هو وهي وتلك الناظرة اليها بشر، مازال مثبت عينيه عليها يملي عينيه من ملامحها التي يشعر بالاشتياق اليها منذ آخر مرة رأها، ليقذف عقله اليه بتلك الفكرة التي تجعله دومًا يعبس ويبعد عينيه عنها في كل مرة يراها بها، لكن تلك المرة ومنذ أن اعترف أمامها بمشاعره التي يكنها بداخله لسنوات وهو يهرب من تلك الأفكار ويظل يحدق بها وكأنه يصدق على عشقه اليها بنظراته تلك، ابتعدت هي بعينيها في البداية لكنها عادت ونظرت اليه وجدته مازال محدق بها لتربع ذراعيها أمام صدرها وتشير بعينيها بمغزى الى "أمينة" الواقفة تضحك مع "بدير" ، نظر "تميم" لنظرتها التي تحولت لغضب ممزوج بعند بعيون ضيقة غير قادر على فهمها، ليستغل انشغال من بالغرفة بالحديث ويحرك شفتيه اليها:
-مش فاهم...مالك؟
وكأنها تناست هي الأخرى لترد عليه بنفس الطريقة:
-كويسة...ملكش دعوة بيا.
رفع حاجبه باندهاش لتزداد ابتسامته ثم يرفع عينيه كتمويه يتأكد باستمرار انشغالهم ثم يعود ويحرك شفتيه اليها مرة أخرى:
-أنا عملت ايه...زعلتك في حاجة؟
لم ترد اكتفت فقط برفع نظرها اتجاه "أمينة" وكل ما يدور بخاطرها همسه باسمها، ثم العودة اليه بنظرة غاضبة لكنها تخرج من بين جفنيها ببراءة تشعله عشقاً بها أكثر لتزداد ابتسامته وهو يستمتع بنظراتها وهمسها الخفي معه.
=مامااا... أنا عايزة امشي ... عندي شغل!!!
اهتزت "مي" بفزع من ذلك الصوت القوي الغاضب بجانبها، ثم تلتفت سريعًا الى صوته وهو يقول:
-ما تقعدي يا شيماء...انتوا يا بنتي لسه داخلين.
صدقت والدته على حديثه قائلة:
-صحيح يا شيماء يا بنتني... اشمعنى النهاردة يعني عايزة تمشي بدري.
ثم أضافت بابتسامة واسعة وهي ترمق ابنها "تميم" الذي مازال منشغل بالنظر الى تلك الناظرة اليهم بذهول وبراءة:
-ده انتي كل يوم مبتسبيش تميم وتمشي إلا لما يغمض عينيه والزيارة تخلص من غلاوته عندك... قصدي عندكوا.
نهضت تقف لترد بغيظ وغضب أصابها منذ دخول "مي" ونظرات "تميم" الواضحة اليها وتبدل حالته من التعب والملل الى ذلك الحماس والاشراقة على وجهه:
-معلش يا خالتي... عندي مجموعتين الساعة أربعة والساعة خمسة بالاذن.
نهضت والدتها هي الأخرى تقترب تقبل أختها ثم تلقي السلام على "تميم" والمتواجدين وترحل خلف ابنتها لتستأذن خلفها والدته قائلة:
- طب بعد اذنك اوصلهم بس واتأكد انهم ركبوا التاكس ومشيوا بالسلامة.
اماءوا اليها جميعهم، فأقترب منه "بدير" ليجلس على طرف سريره بجانبه ويقول بمرح:
-عارف أمينة كانت بتقولي ايه دلوقتي... بتقولي أنا مستنية تميم ده يفوق بس عشان اعرفه غلطه...ابقي خلي صاحبك يكفي نفسه وملوش دعوة بيا تاني.
ضحكت "أمينة" لينظر اليها "تميم" لتهز رأسها بتأكيد، نظر اليها بعيون واسعة وهتف:
-كدة.. طب الحق عليا كان زمانك راقدة مكاني هنا دلوقتي وأنا برنس بصحتي.
ضحك "بدير" بخفوت ثم صمت عن الضحك لينظر اليه يهتف بامتنان وهو يحرك يده بحنان على قدم صديقه:
- قسمًا بالله انا لو همتن لحد على حاجة فهي انك فديت عمري بعمرك يا صاحبي.
 قالها وهو ناظر الى "أمينة" ليصيح وهو ينظر الى من بالغرفة "مي " ووالدتها المتابعين باهتمام:
- -تخيلوا يا جماعة... يرمي نفسه قدامها ياخد الرصاصة مكانها وهو عارف انها هتصيب يعني هتصيب.
شهقت والدة "مي" لتهتف بلهفة:
-- ابقى خلي بالك يا حبيبي من نفسك... وبلاش الاستهتار بحياتكوا ده يا ولاد.
قالت جملتها ثم نظرت لابنتها متيقنه أنها بالتأكيد معلقة عينيها به كما يفعل هو دون لحظة، لكنها تفاجأت بها مثبته عينيها بوسع على تلك الواقفة تضحك على كلمات "بدير".
 ناظرة "مي" اليها وكل ما يدور برأسها هي حقيقة واحدة" يعني كمان فداها بروحه..... شكله بيحبها قوي".
 أفاقت من تحديقها بها على صوت والدتها:
 -طب بعد اذنكم يا ولاد ..استاذنكوا تستنوا برة دقايق.
ثم نظرت الى "تميم" لتتابع:
- -عايزة بس "تميم" في كلمتين.
نظر "بدير" على الفور الى "تميم" ثم حول نظره الى "مي" فابالتأكيد الموضوع بشأنها، بينما "تميم" ابتلع ريقه بتوتر لكنه سريعًا ما اعتدل وأصبحت نظرته قوية فهو لن ينكر ما فعله، نهضت "مي" وهي جامعة حاجبيها بقلق وخوف لينظر هو اليها ثم يهز رأسه اليها أكثر من مرة بمعني أن تطمئن.

-!!!!!!***!!!!****!!!!!
_رقية!!!
التفتت اليه تزفر بضيق فأقترب منها لتردف هي:
-نعم؟
نظر "حسام" لهيئتها بابتسامة تحولت لضحكة خافتة أصبحت صاخبة تدريجيًا، غير قادر على إيقافها، نظرت هي لنفسها ثم اليه بغيظ لتصرخ بوجهه: 
_ والله!!! بقى شكلي بيضحك قوي كدة...طب أنا بقى هدخل أغير وألبس البتاعة اللي مكنتش عجباك.
وقف أمام الغرفة يمنعها من الدخول وهو يحاول أن ينطق من بين ضحكاته، بينما وقفت "رقية" تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر اليه بغيظ.
توقف "حسام" عن الضحك ينظر إليها من أعلى لأسفل ثم اقترب لينظر بعينيها مباشرتًا وهمس:
_ هدومي هتاكل منك حتة.
هبطت بعينيها بحرج لذلك البنطال الأسود الخاص به، مع قميصه الرمادي والذي أعطاها هيئة مختلفة تمامًا على عينيه لكنه لم ينكر رغم وسعهم الفضفاض عليها إلا انه لأول مرة يعلم أن ملابسه بهذا الجمال؛ فقط بعد أن وضعوا على جسدها الممشوق.
استغل هو خجلها ونظرها للملابس وظل يتأملها بابتسامة حالمة ثم انتبه لذاته فتنحنح بلوم وعبوس ليهتف بجدية وهو يشير إلى خصلاتها المجمعة أعلى رأسها:
_ فين الطاقية اللي اتفقنا انك تلبسيها؟
تأففت وهي تخرجها من جيب بنطالها وتقول وهي تعدلها بين يديها بضيق:
_ أهي... هبقى ألبسها هناك في الورشة...مش عايزة أمشي بيها كدة في الشارع.
رفع حاجبه بتحذير يشير باصبعه للغرفة:
_ قدامك ثواني تلبسيها وتدخلي شعرك كله جواها وتيجي.
_ طيب.
صرخت بها بالقرب من وجهه مباشرتًا، ليضع يديه بجيوبه بابتسامة أخفاها تمامًا فور رؤيته مجيئها من الغرفة:
_ يلا...اتأخرنا...ده شغل ناس ده.
اقترب ينظر اليها بتفحص، يمرر عينيه عليها من رأسها لأخمص قدميها بعيون متفحصة، ليقترب ويرفع يده بتردد ثم يبعدها سريعًا ويقول:
_ شعرك اللي سيباه قصص ده خارج من الطاقية زي حسونة..دخليه.
زفرت بضيق لتنفذ ما أمر
_ كدة كويس...أخلص بقى اتأخرنا.
نظر اليها بعدم رضا، ثم أغمض عينيه بعدم ارتياح ليقترب ويظل ينظر اليها بتردد أيفعل أم لا؟ ثم همس وهو يقترب منها ويرفع يده يعدلها على رأسها دون أن تظهر خصلة واحدة أمام أعين أحد ممن يترددون على الورشة:
_ الأعمال بالنيات...و ربنا عالم بالبنية.
هتفت هي بعصبية:
_ بتبرطم تقول ايه...ياعم أخلص ده انت كرهتني في الورشة واللي عايز ينزلها.
صرخ بها هو الأخر ويده أعلى رأسها:
_ اخرسي واثبتي ..سبيني أشوف هعمل ايه.
تأففت "رقية" تغمض عينيها حتى ينتهي، لينهي هو ما فعله ثم يعود بالنظر اليها ليبتسم على تغميضة عينيها بهذا الشكل لينهر نفسه سريعًا.
فتحت "رقية" عينيها بفزع عندما أحست بيد تعبث بأكمام بنطالها من أسفل، لتفتح عينيها سريعًا تنظر؛ فتجده قابع على ركبتيه يثني أكمام بنطالها الرجالي الطويل، فسألت:
_ بتعمل ايه... أنا بحبه طويل.
أجاب ومازال قابع على ركبتيه:
_ هيوقعك يا رقية... متنسيش اني أطول منك بكتير.
هتفت هي دون التفكير بالكلمة:
_ ياعم روح.... مكنوش كام سنة فرق بيني وبينك يعني.
رفع "حسام" عينيه فاجأة لينهض ويقترب وعينيه بعينيها ثم يقف بجانبها مباشرتًا كتفها بكتفه ليظهر لها كتفها الذي يصل لمنتصف ذراعه، نظرت هي لذلك الفرق ثم لعينيه المبتسمة، فتأففت مرة أخرى تبتعد فيضحك ويقترب يغلق زر قميصها العلوي:
_ انتي عندك كام سنة يا رقية؟
ردت وعينيها على أصابعه التي تغلق أخر زر كانت قد تركته مفتوح:
_ 21
ابتسم هو ليجيب بعد أن انتهي ثم يثني أكمام القميص قليلاً:
_ يعني الفرق بينا 10 سنين!!
سمعته لتنظر اليه بعيون واسعة وتهتف:
_ عشر سنين ايه يا عم انت... ده هم 8 سنين عُمي.
ابتسم ابتسامة جانبية ثم هتف وهو ينهي ما يفعله:
_ صح... معلش حقك عليا.
ثم سار ليلتقط المفاتيح من جانب التلفاز وقال وهو يتجه لباب المنزل وهي معه:
_ طب يلا عشان اتأخرنا زي ما قولتي.
!!!!!!*!!!!!*!!!!!!*!!!!!!

رفع نظره اليها فوجدها تنظر اليه بعيون ضيقة، بصمت طال، فتنهد ثم هتف:
_ أنا عارف ان حضرتك زعلانة ومتضايقة من تصرفي الأخير وعارف كمان انك عندك حق في ده..لكن...
صمت لحظة ثم تابع بقوة دون تردد:
_ ربنا وحده يعلم اللي جوايا لمي من احترام وتقدير قبل حتى ما يكون...حب.
نظرت اليه بانتباه أشد ليتابع هو دون تردد:
_ أيوا ... أنا بحبها وربنا يعلم نيتي ناحية الحب ده..واني لحد اللحظة دي... كان غرضي حلال ربنا.
أخيرّا تفوهت لترحم حيرته ونظرته لصمتها بقلق:
_ وايه اللي منعك؟
نظر اليها "تميم" بعيون واسعة ثم هتف بعدم فهم:
_ اللي مانعني!!! اللي مانعني حضرتك عارفاه .. حالة مي و ...
قاطعته وهي تنهض لتقترب منه في جلستها على فراشه، تتحدث بأمل ورجاء:
_ يا أبني انت مش بتقول انك بتحبها للدرجة اللي تخليك مازالت بتفكر فيها رغم علمك بتعبها... يبقى ايه المانع!
نظر اليها قليلًا ثم هتف:
_ أنا... أنا مش فاهم حاجة ..هو حضرتك عايزة تقولي ايه؟!
تابعت هي بابتسامة أمل:
_ عايزة أقول ان مي بنتي من حقها تفرح زي كل البنات باعتراف شاب قمور زيك كدة ليها انه بيحبها الحب ده كله...من حقها كمان تلبس فستان زفاف ابيض وتتجوز وتعيش زي أي واحدة في سنها.
ثم تابعت بدمعة هبطت من عينيها وهي تشير على نفسها:
_ وأنا... أنا من حقي أشوفها بالفستان عروسة زي أي أم ما بتتمني تشوف بنتها... وتعيش عمرها كله تحلم بيها وهي عروسة زي القمر مع عريسها.
اعتدل "تميم" في جلسته لينظر إليها باهتمام ثم هتف بعدم فهم:
_ فستان أبيض!!! و...و عريسها!!!
رددت هي خلفه بابتسامة لا تتوافق تمامًا مع تلك الدمعة التي شقت ملامحها:
_ أيوا....مش بتقول بتحبها وعايزها في حلال ربنا... يبقى ايه يمنع بس ...غير بقى....
صمتت عن الابتسام لتجفف دمعتها بيدها وتهتف بخوف:
_ إلا بقى لو كان ده مجرد كلام..و.و زيك زي غيرك أما يعرف اللي عندها...هيهر....
قاطعها "تميم" بلهفة وعدم تصديق:
_ أنا بحبها وربنا يعلم بتمناها ازاي..بس...بس أنا مش فاهم.. حسام قالي ...
رمش بعينيه عدة مرات بعدم فهم ثم تابع:
_ حسام أصله كان قايلي قبل كدة انها ميصلحش لها الجواز بأمر من الدكاترة.
_ يا أبني أخواتها بيخافوا عليها من الهوى الطاير وعشان كدة بيمنعوا عنها أي خطر حتى لو كان محتمل ... عشان كدة أنا عايزاك انت اللي تروح للدكتور تاني وأنا اللي هكون معاك مش حد من أخواتها وتسأله وهو هيقول لو كان ينفع أو في احتمال انه ينفع يبقى ايه العمل.... وأنا لو مش متأكدة ان الدكتور عنده كلام تاني يقوله مكنتش هقولك كدة.
ابتسم "تميم" بعدم تصديق ليعتدل أكثر باهتمام ويهتف بلهفة:
_ هو...هو حضرتك بتتكلمي بجد... يعني.. يعني بجد جاية تقوليلي كدة.
نهضت هي تحمل حقيبتها لتهتف بضحكة خافتة وأمل:
_ هستناك أول ما تخرج من هنا.... عشان نروح للدكتور سوا.

نظر هو حوله بعيون واسعة وأمل بالحياة وكأنه ملك الدنيا ومن عليها، ليهتف سريعًا قبل خروجها من الغرفة:
_ طنط... ممكن... ممكن استأذنك أشوف مي دقيقة.. قبل ما تمشوا.
نظرت اليه لحظة وكانت ستنطق بالرفض لولا الأمل والرجاء داخل عينيه فأماءت اليه بابتسامة لتخرج للواقفين بالخارج بانتظارها.
!!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!
تقف معهم صامتة، ترفع فقط عينيها من حينٍ لآخر إليها وتنظر بعيون مندهشة، فكيف لها أن تتحدث وتضحك مع صديقه بهذا الشكل وذلك القرب، بينما من ضحى بذاته من أجلها ملقي بالداخل بأواجاعه وألامه!!!
صمت "بدير" عن الضحك لينظر إليها قائلًا:
_ صحيح يا مي....ايه رأيك في حركة الواد تميم؟
يريد معرفة دواخلها اتجاه صديقه بعدما تيقن من مشاعره اتجاهها خاصتًا بعد إشراقه الواضح على وجهه منذ مجيئها ومعرفته بزيارتها له، فنظرت "مي" إلى "أمينة" الناظرة اليها بود وابتسامة ثم زاحت عينيها لتهمس:
_ تميم جدع....أومال هو ليه صديق عمر لعلي وحسام عشان فيهم كتير من بعض.
ثم تابعت بابتسامة:
_ وطبعًا انت كمان يا بدير....أجدعهم حقيقي...بجد انتوا رجالة.
اختفت ابتسامة "أمينة" خاصتًا عندما رأته ينظر اليها بابتسامة وامتنان على كلماتها، فحولت نظرها اليها تنظر اليها من أعلى لأسفل بقلق فالأن فقط شدة انتباهها لكلماتها لخطيبها.

انتبهوا الثلاثة لوالدتها التي تخرج من الغرفة واقتربت تهتف:
_ مي.... دقيقة واحدة تطمني على تميم قبل ما نمشي وتحصليني.
نظرت "مي" إليها بحيرة وعدم فهم، أتدخل اليه كما فهمت؟!
تابعت والدتها قبل أن تغادر:
_ هستناكي تحت.
ورحلت، تقدمت من الغرفة بتردد، وجدت "بدير" وخطيبته سبقوها للداخل، لكنه كان جالس معهم بتأهب وعينيه على باب الغرفة بانتظار دخولها، حتى رأها تقف بتردد علي الباب، فابتسم باتساع وسريعًا ما نظر اليهم قائلاً:
_ ايه!!! اااا ممكن شوية بعد اذنكوا.
نظروا إليه بعدم فهم، فصاح "تميم" بهم:
_ شوية لو سمحتوا... دقيقة.
ثم تابع وهو ناظر اليها واقفة بتردد وخجل على الباب بابتسامة:
_ لأ دقيقتين تلاتة كدة ولا حاجة.
نظروا لما نظر اليه، فابتسم "بدير" ليتنحنح ثم يضع يده في يد "أمينة" الناظرة لما يحدث بعدم فهم، وخرجوا من الغرفة.

دخلت "مي" بنفس ترددها، وفركها يديها ببعضهم، تنظر في أثارهم بحيرة، حتى سمعته يهمس:
_ مي.
وازاح غطاء الفراش ليتحامل على ذاته وينهض، نظرت اليه بعيون واسعة لتقترب منه وتهمس بقلق:
_ تميم...انت لسه تعبان.
نظر الى قلقها عليه بعيون لامعة، ثم اقترب يأخذها من يدها ليتجه ناحية الأريكة الموضوعة بالغرفة، لكنه توقف عندما سحبت يديها من يده، فأبتسم يتجه ليجلس بتنهيدة تعب قائلًا:
_ ممكن تقعدي لحظة لو سمحتي.
اقتربت تجلس على كرسي أمامه لتهمس بتوتر وعينيها على الباب:
_ في ايه يا تميم.... وازاي...ازاي ماما وافقت اني أدخلك تاني لواحدي؟
ثم تابعت بحيرة:
_ هو ايه اللي حصل بالظبط وهي قالتلك ايه!!!
حاول يقترب منها في جلسته ثم همس بسعادة جعلت الكلمات تخرج من فمه بنبرة مختلفة:
_ أنا يعتبر طلبت ايدك من مامتك ووافقت...تخيلي.
رفعت وجهها تنظر اليه ثم هتفت:
_ ماما!! إزاي...مش فاهمة!!!
_ والله ولا أنا....بس هي قالتلي ان احتمال كبير قوي ينفع بس هنقابل الدكتور بتاعك الأول.
هتفت هي بيأس:
_ احتمال يا تميم...مش أكيد.
اقترب أكثر ثم هتف:
_ مي... أنا مستعد أحاول وأحاول ولو في أمل بنسبة واحد في المية... المهم أوصلك وتكوني من نصيبي يا حبيبتي.
رفعت عينها بوسع من كلمته الجديدة عليها فوجدته يبتسم فهبطت بعينيها ليدها ثم هتفت:
_ حتى... حتى لو حصل... اخواتي مش هيوافقوا... خصوصًا حسام.. أنا عارفة أنا بقولك ايه.
شرد لحظة واختفت ابتسامته لكنه عاد يقول بقوة:
_ شوفي يا مي...لو الدكتور بتاعك قال ممكن ... أنا عايزك تشوفي أنا هعمل عشانك ايه... حتى لو فيها علاقتي باخواتك.
رفعت عينيها من يديها تنظر اليه بعيون واسعة ثم هتفت:
_ معقولة يا تميم...هتخسر اخواتي علشاني.
هتف بصدق:
_ أنا مستعد أخسر الدنيا كلها عشانك يا مي.
رغمًا عنها ابتسمت ابتسامة حاولت كبتها لكنها لم تستطع فهمست من بين ابتسامتها وخجلها:
_ حتى صحاب عمرك يا تميم...حسام وعلي!!
اقترب حتى أصبح بجانبها مباشرتًا ليهمس بابتسامة عريضة وحب بعينيه:
_ ربنا يعلم أخواتك دول مش صحابي...دول أخواتي ومستعد أحافظ على علاقتي بيهم بعمري...لكن انتي...انتي لأ... أنا أخسر الدنيا كلها ومسألش ليه في سبيل الوصول ليكي وقربك يا مي.
ابتسمت بخجل أشد حتى أحمر وجهها أمام عينيه الناظرة اليها فقالت هي:
_ للدرجة دي عايزني..وبتحبني!!
تنهد بعمق ثم همس بصدق:
_ انتي متعرفيش أنا كان بيجرالي ايه مجرد ما عيني تقع عليكي كل السنين دي وانا عارف انك صعب تكوني ليا...متتخيليش كلام مامتك النهاردة عمل فيا ايه...ده كأنه حياني.
كانت تفرك أصابعها بخجل يكاد يهلكها، حتى نهضت تهمس قبل خروجها:
_ أنا... أنا لازم أمشي ..ماما مستنياني تحت.
نهض هو الأخر بالاستناد على طرف الأريكة ثم همس بطوله وهو واقف أمامها بهذا الشكل:
_ هتيجي تاني؟
_ مش عارفة...يارب انت اللي تخرج.
نطق بلهفة:
_ هخرج... في أسرع وقت هخرج عشانك وعشان ميعادي مع مامتك عند دكتورك.
اقتربت منه ترفع رأسها اليه وتسأل بملامح قلق:
_ لو الدكتور قال مينفعش يا تميم...هتعمل ايه!
صمت لحظة ثم هتف وعينيه بعينيها:
_ هروح لدكتور تاني..وتالت وغيره لحد ما حد يديني أمل... ويقول ينفع.
شردت بعينيه وهمست:
_ ينفع ايه!
اقترب بعينيه من عينيها ليهمس:
_ تكوني ليا...من نصيبي... يعني كلك على بعضك كدة تبقي مكتوبالي....تشاركيني كل تفصيلة في حياتي.. كبيرة..وصغيرة يعني يتقفل علينا باب بيت واحد... وتعبك يبقى تعبي ولحظة فرحك تبقى لحظة سعادتي... يعني تبقي مي زوجة الظابط تميم... وأم لأولاده.
رافعة وجهها تنظر اليه، وتستمع بقلبها قبل أذنها ثم اخفضت وجهها لتلتفت تخرج من الغرفة، سارت عدة خطوات لكنها توقفت فاجأة تلتفت اليه مرة أخرى، نظر اليها ثم اقترب بخطواته البطيئة لكنه لم يشعر بألمه القاسي من أجل تركيزه بالقرب منها، فهتف:
_ ايه...عايزة تقولي حاجة قبل ما تمشي.
ينتظر نطقها منها، فلولا ابتسامتها وخجلها الدائم لكان تحير من أمرها ومشاعرها اتجاهه، لكنها نظرت اليه بعبوس وسألت بعد وهلة من التردد غير قادرة على الصمت:
_ اه...عايزة اسألك على حاجة يا تميم.
رغم نبرتها الجدية لكنه اقترب يهمس:
_ اسألي.
صمتت وهلة لكنها عادت تهمس:
_ مين البنت اللي انت عرضت نفسك للخطر عشانها دي يا تميم!!

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!!!!
_ والله يا بدير أسمعك بتوجه كلام ليها تاني لهيكون ليلتك معايا سودة.
_ يا متخلفة قولتلك دي مي أخت حسام اللي حكيتلك عنها قبل كدة... وبعدين.. وبعدين أنا حاسس ان الواد تميم عينه منها عشان كدة بحاول أشوف جوها ايه من ناحيته.
ثم نظر أمامه وهتف بحيرة:
_ بس ازاي وأنا وهو عارفين حالتها من حسام.
ثم نظر إليها وتابع:
_ ده حسام أخوها بيرفض أي حد يتقدملها.
صمتت لحظة بتفكير ثم انتبهت لتجيب بجدية وضيق شعرت به منذ أن رأت ذلك اللطف بالتعامل بينهم:
_ برضو...متكلمهاش كدة...متكلمش حد كدة ابدًا غيري.
ضغط شفتيه ببعضهم بغيظ، ثم هتف أمام وجهها من بين أسنانه بغضب:
_ متعليش صوتك يا أمينة أحسنلك احنا في مستشفى.
وكزته بقوة بصدره تهتف بغيظ شديد:
_ لأ هعلي ووريني بقى هتعمل ايه يا بدير.
رفع قبضة يده أمام وجهها ليهتف بعيون ضيقة:
_طب اسكتي بقى عشان مامدش ايدي عليكي.
_ ده أنا اللي هخبطك بونية في عينك دلوقتي عشان تحرم تبص لواحدة بصتك للبت دي.
_ بت أما تبتك...اياكي تقولي عنها كدة..مي دي حتة من قلبي.
وقبل أن ينتهي من نطق حرف الياء بكلمة "قلبي" وجد قبضة قوية تلتصق بوجهه، ليصرخ بألم يضع يده على عينه، بينما هي تهتف بجنون ونبرة أوشكت على البكاء:
_ قلبك...هي مين دي اللي حتة من قلبك يا بدير بيه... والله يومك ما معدي معايا النهاردة!!!
اقترب في لمح البصر يجلبها من شعرها ثم يهمس ويغمض عينيه بألم من ضربتها:
_ حتة من قلبي عشان بحسها أختي الصغيرة يا مجنونة.
ثم ضرب جبهته بجبهتها بقوة لتصرخ هي بألم أشد، فأصبحوا الاثنين كلًا منهم ممسك بوجهه يتألم بصوت، أتت والدة "مي" لترى كل ما حدث فتقف أمامهم في ذهول بنفس اللحظة التي تخرج فيها "مي" من غرفة "تميم" وترى وقوفهم هكذا وكأن صدمهم سائق أعمى سار بالممر، نظرت اليهم بقلق ثم تفاجأت بعيون والدتها الناظرة اليهم بذهول لتقترب تأخذها من يدها سريعًا ويغادروا.

!!!!!**!!!!!!*!!!!!!*!!!!!!!

جالس بغرفته، كعادة كل يوم ينتظر "رقية" وأخواتها يخلدون للنوم، ثم يغلق الباب جيدًا ليهاتف شقيقته ووالدته يطمئن عليهم في مكالمة ثابتة يوميًا، ضغط الشاشة ثم وضع الهاتف على أذنه ينتظر حتى وصله صوتها الهادئ:
_ حسام.
ابتسم ليرد بحنان:
_ قلب حسام وعيونه ... معلش اتأخرت في مكالمة الليلة صحيتك من النوم؟
هتفت وهي تخرج من غرفتها لتتجه لغرفة والدتها:
_ لأ أنا صاحية... لحظة أشوف ماما..دي فضلت قاعدة مستنية مكالمتك عشان عايزاك.
ثم نظرت بغرفة والدتها:
_ للأسف نامت.
قطب "حسام" حاجبيه ثم هتف: 
_ طب طمنيني عاملين ايه ...وانتي بالذات صحتك عاملة ايه..أخدتي دواكي ولا لسة لحد دلوقتي؟
_ الحمد لله يا حبيبي بخير.
ثم صمتت وهلة لتهتف بعدها:
_ حسام... عرفت اللي حصل؟
اعتدل "حسام" بقلق ليسأل:
_ ايه اللي حصل يا حبيبتي...انتوا كويسين... حصل حاجة!!
اعتدلت تربع ساقيها على الفراش، ثم هتفت:
_ صاحبك تميم.
هتف "حسام" بقلق:
_ ماله؟
_ اتصاب بالرصاص في الشغل وهو حاليًا في المستشفى.
توسعت عيني "حسام" بقلق أشد ثم هتف بعدم استيعاب:
_ تميم!!! طيب... طيب وحالته ايه دلوقتي... حالته خطيرة يعني؟
ابتسمت بحنان على صوته القلق للغاية، تعلم علاقتهم ببعضهم جيدًا "تميم" كان أول صديق ل"حسام" بكلية الشرطة ومن حينها وعلاقتهم أكثر من الأخوة، ولذلك تشعر بالقلق منذ كلمات "تميم" اليها تخشى أن علاقتهم تتأثر بسببها.
_ الحمد لله هو بقى أفضل كتير قوي... على فكرة ماما كلمت علي وقالتله وهو قلق زيك كدة وقال هييجي بكرة عشان يشوفه.
صمت "حسام" بقلق لحظات ثم هتف:
_ طب طمنيني بس..انتوا شوفتوهه .. يعني هو بقى كويس ولا حالته خطيرة.
_ كانت حالته خطيرة قوي...بس دلوقتي الحمد لله بقى كويس.
صمت بحيرة ثم هتف:
_ طيب أنا هكون عندك الصبح باذن الله أشوفه وأشوفكم انتوا كمان... وحشتوني قوي.
ابتسمت بفرحة لرؤية أخويها ومجيئهم معًا لكنها عادت تعبس بقلق، تخشى استغلال "تميم" وجودهم ليفاتحهم في الأمر، فوضعت اصبعها بفمها بتفكير ثم هتفت:
_ بس هو بقى كويس والله... بقى كويس قوي.
تنهد "حسام" ليهتف:
_ طيب الحمد لله... أنا برضو في أي مكالمة للشغل كان اللي يرد عليا بدير..لحد ما قلقني فعلاً.
ثم تابع بتأكيد جعلها تبلع ريقها بتوتر:
_ عموماً أنا هكون عندكم بكرة باذن الله من بدري.... كمان عشان الحق الواد علي... عايز أشوفه.
صمتت هي لحظة ثم همست:
_ خلاص يا حبيبي هنستناكوا... وربنا يستر.

!!!!*!!!!!!*!!!!!!*!!!!!

بعد مرور ثلاثة أسابيع على اختفائه وغيابه عنها، ذبلت كالوردة التي على وشك الوفاة، تحاول الهرب من التفكير به والشرود في كل ذكرى تركها اليها بالنوم، النوم الذي ساعدها في دخولها مرحلة الاكتئاب المميتة.
شعرت "مايا" بشخص يدخل الغرفة، فأغمضت عينيها أكثر تعلم أنها بالتأكيد والدة "هنا" تأتي كل حين وأخر للاطمئنان عليها، فسحبت الغطاء عليها أكثر حتى أعلى رأسها، تغمض عينيها بألم الفراق؛ أشد أنواع العذاب على قلب أنثى؛ بعد مرحلة التعلق المرضي بشخصه.
لكنها تفاجأت بخطوات بطيئة لم تكن خطوات والدة "هنا" التي تعلمها جيدًا، فانتبهت أكثر أيعقل أن تكون "هنا" سامحتها أخيرًا وعادت اليها صديقتها الوحيدة؛ فهي في أشد الحاجة إليها، ازدادت الخطوات الهادئة لكنها أيضًا لم تكن خطوات "هنا" اطلاقًا وقبل أن ترفع الغطاء عن رأسها ترى من بالغرفة استمعت لصوته الأكثر من مشتاق اليه قلبها قبل أذانها يهتف مع اقترابه من فراشها:
_ مايا.

365 يوم أمان
رانيا أبو خديجة
رأيكوااا وتوقعاتكوااا... ياترى مجئ حسام وعلي هيرسى على ايه.... وتميم هيبدأ ياخد خطوات جدية ولا لسه خصوصًا انه ما صدق بعد كلام مامتها؟
وتفتكروا مين ده اللي دخل الأوضة على مايا؟!
اللي جاااي مش عاادي خاالص بالعكس اللي جااي جد الجد..وكله مفاجأت 🔥 استنوني...قراءة ممتعة ❤️


تعليقات
4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. روعه روعه روعه روعه 😍😍 تسلم ايدك

    ردحذف
  2. منك لله ياعلي جننت البت 🫨

    ردحذف
  3. جميله جدا تسلم ايدك

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة