U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية ميمو الفصل الثالث وثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

 رواية ميمو الفصل الثالث وثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

رواية ميمو بقلم رانيا ابو خديجه

رواية ميمو

رواية ميمو الفصل الثالث وثلاثون بقلم رانيا أبو خديجة

الفصل الثالث والثلاثون

#ميمو

#رانيا_أبو_خديجة

كانت ايدي بتضغط  على الموتوسيكل بكل غضب الدنيا وأنا سايق وكل ما كلامها يتردد في ودني بزيد في السرعة أكتر غصب عني أكتر وكأني عايز أسبق الزمن ...ليه كل ده...ليه يحصلها كده بسببي .... عشان حبيتني؟؟... عشان قدرها وقعها في واحد زيي؟؟

غمضت عيني بضغط أحاول أتجاهل التخيلات اللي ماسكة دماغي من بعد كلام الست دي عنها

_ ايوا انا افتكرتك...انت البيه اللي اتقدم للست سلمى مش كدة؟!

بعدين حطت ايد على ايد في وقفتها وبصت بتركيز وقالت

_ بس حتى لو....انت بقى يا بيه ...بتسألني عليها ليه.. ما تسأل أبوها ولا أخوها وأنا مالي؟!

رميت السيجارة من ايدي واتكلمت بنبره حسيت فيها رجاء إني أسمع أي حاجة عنها

_ عشان مش عارف أوصلها.

بعدين اتعدلت في وقفتي وكملت

_ وانتي اللي هتقوليلي

سكتت شوية تفكر بعدين قالت

_ وعايزني أقولك ايه يا بيه ... ومعلش يعني بأمارة ايه ان شاء الله اطلعلك أسرار البيوت

_ يا ستي أنا مش عايز أعرف أسرار البيوت...أنا بس عايزك تطمنيني عنها...عنها هي ...ايه جرالها....وهل حد من أهلها ضايقها مؤخراً... خصوصاً أخوها 

سكتت شويه زي ما تكون بتفكر
_ طب أفرض كنت عايز تأذيها وعشان كدة البهوات باعدينك عنها

غمضت عيني بتعب وغلب بعدين اتنهدت  وقولتلها 

_ أنا لو عايز أذييها مكنتش جيت وراكي عشان أسألك عنها... وعموماً ....

طلعت فلوس من جيبي عشان أسهل عليها الأمر ...عارف في ناس متحبش تدي حاجة من غير مقابل

_ عموماً انتي مش خسرانه حاجة...قوليلي بس هي عاملة ايه دلوقتي وطمنيني عليها

بصت للفلوس في ايدي بعدين قالت بتردد 

_  يا بيه متفهمنيش غلط... احنا صحيح على باب الله بس..

مدت ايديها تاخد الفلوس وكملت وهي بتعدهم

_ أنا عرفت دلوقتي الست سلمى حصلها كل ده ليه...أكيد بسببك ومن تحت راسك يا بيه

بلعت ريقي بالعافية وسألتها

_ هو ايه اللي حصلها؟

دخلت الفلوس شنطتها....بعدين ردت باندفاع وكأنها عايزة تتخانق معايا

_ ضرب قصي بيه ليها وبهدلتها اللي شفتها بعيني

قومت من عالموتوسيكل وانا ببصلها بعيون واسعة ....ضربها...رغم كلامي وتحذيري ليه....!

_ بتقولي...بتقولي ضربها....انتي متأكدة!!!!!

_ ضربها بس...ده أني شيفاها بعيني اللي هيكولها الدود دي وهي مرمية عالأرض ومبهدله وشهرها منكوش كأنه قطعة في ايده 

بصتلها وانا مش مستوعب اللي بتقوله ...هي بتتكلم عن سلمى؟!!! حصل فيها ده؟!!!

فوقت من توهاني على صوتها اللي اتحول لحزن بعد العنف اللي كانت بتكلمني بيه

_ قبل ما أطلع وأشوفها يا حبة عيني على حالتها دي كنت سامعه صراخها وهي في ايده واستنجادها وهوب سمعت حاجة خبطت جامد

انكمشت ملامحي أكتر وبلعت ريقي بصعوبة...يكون عمل فيها ايه تاني!!!!

_ لقيته مكسر دورق الميا القزاز الكبير اللي بسيبه في أوضتها على دماغها...شفته بعيني مكسر جنبها والميا حواليها غرقانه فيها يا حبة عيني...ومن ساعتها وهي في أوضتها قافله عليها بابها وصوت عياطها مسمع لأخر الڤيلة وكله بسببك يا جدع انت لو أعرف بس انت اتحدفت على الوردة المفتحة دي منين ...دي يا حتة من كبدي اتحولت بعد ماكانت البهجة كلها والضحكة مبتفارقش وشها من هنا لهنا بقت دبلانه اللي يبصلها يتحسر عليها.

كنت ببصلها بعيون مبترمش ...بسمعها بس....بسمعها ومع كل كلمة بتقولها عنها ...حاسس حته مني بتتكسر ...أكتر من كل التكسير اللي الدنيا عملته فيا من يوم ما جيتها

_ ولا عمار بيه أبوها...مبقاش طايقها ولا بيدخلها أوضة حتى ...غير معاملة قصي بيه ليها في الراحة والجاية

فوقت من شرودي في الكلمات اللي مش عايزة تفارق مسامعي دي ...على محاولة تفادي عربية كانت شبة هتلبس فيا...أو بمعنى أصح أنا اللي مكنتش شايف

شكلها وانا متخيلة واخوها بيمد ايده عليها واجعني...واجعنييييي

حاسس عايز أشوفها...وامسك أخوها ده أضربه واطلع روحه في ايدي علي اللي عمله فيها

أخيراً وصلت .... وقفت بالموتوسيكل اللي ركنته سريعاً قدام الشركة ودخلت بدون ذرة تردد ... بالعكس اللي يشوفني وأنا داخل بالشكل دة يبقى متاكد اني جاي اتخانق

دخلت ... وبصيت حواليا بصة سريعة ...المكان واسع بشكل خيال ...حسيت مش عارف المفروض أروح فين ...لحد ما اتوجهت بسرعة لبنت واقفة وقدمها جهاز بتشتغل عليه

_ عايز أقابل قصي بيه

رفعت وشها فاجأة تبصلي من نبرة صوتي الغليظة القوية ... بعدين قالت

_ قصي بيه مش موجود يا فندم

_ عمااار بيه...أي حد!!!!

بصتلي بعيون واسعة

_ طب ممكن حضرتك تهدى وتهدي صوتك ...انا بكلم حضرتك براحة يا فندم

اتنهدت بغضب لو سبته على برودها ده مش عارف ايه ممكن يحصل

_ عايز أقابل عمار بيه

_ حضرتك عندك ميعاد معاه؟!

_ لأ

_ طيب لازم ...

_ مش لازم حاجة ابداااا غير انك تدخلي دلوقتي تقوليله ميمووو عايز يقابلك ...حالااااا !!!!!!

كل الموجودين تقريبا التفتوا لينا بسبب صوتي .... وهي في لحظة كانت رايحة لمكتب تاني بعيد شويه ورفعت السماعة

غمضت عيني اتنفس بصوت وصدري بيطلع وينزل من اللي أنا حاسس بيه

لحد ما تليفوني جاتله رسالة ...ببص فيه ....مصدقتش....ده بجد!!!! ولا انا اللي مش شايف صح!!!!!
.....…..................................

_ الجو ليل...وبدء يتأخر تعالي نوصلك مفيهاش حاجة

التفتتلي زي مؤنس بالظبط اللي ابتسم وغمزلي بمعنى أيوا كدة انطق

وبابتسامه غريبة قربت وقالت 

_ صدق كنت فكراك أخرس... أو عندك مشكلة في النطق 

بصتلها بغيظ من وقاحتها الزيادة عن اللزوم دي...لقيتها كملت بنفس طريقتها دي وبرضو عينيها في عيني ببجاحة

_ عموماً تشكر انت وصاحبك ....أنا متعودة اني براوح في تاكس اتكلوا انتوا على الله...ومتزودوهاش عن كدة 

قالت كلمتها الأخيرة بنبرة تهديد...عبيطة دي بتهدد اتنين رجالة في شارع..!!!!

بصيت لمؤنس لقيته على وشه انه زهق فعلا ....نزلت من العربية ووقفت قدامها ساند عالعربية

_ مفيهاش حاجة انتي زي أختنا ...خلينا نوصلك بما انك بتقولي انك اتأخرتي

ضحكت ضحكة خلتني أبص حواليا ليكون حد واقف وسامعنا هيقول ايه بس ...

وقالت 

_ حلوة زي أختكوا دي ...بس أنا مش مصدقاك

بعدين اتعدلت في وقفتها وقالت وهي بتبص في وشي بتركيز
_ بقولك ايه هو انا مسكت في خناقك قبل كدة؟!

وبعدين بقى ...اتعدلت في وقفتي ونظراتي ليها ازدادت غيظ 

_ أومال انا ليه مش طيقاك وكأني اتخانقت معاك مثلا أو...مش عارفه مش طيقاك كدة

انا كمان حاسس نفس الاحساس...شفتها قبل كدة وحاسس كاريها برضو من قبل ما أشوفها ....انا واثق اني شفتها قبل كدة....بس خلاص مش عايز افتكر.

وأنا سرحان فيها كدة وبحاول افتكر فين شفتها... وهي كمان كانت متنحالي وكأنها برضو سرحانه فيا ...لقيت مؤنس فاجأة واقف جنبي وبصلي بعدين بصلها وقال بنفس ابتسامته المستفزة دي

_ احم.....طيب ممكن تقوليلنا هنتواصل معاكي إزاي عشان الشغل اللي كلمناكي فيه

انتبهدت فاجأة لوقفتها ونظرتها اللي طولت ليا ... بعدين بصت تحت شوية ورجعت بصتلي...

بصيت لمؤنس لقيته بيبصلي بنفس الاندهاش برضو .... وفاجأة قالت وهي بتبص على تاكسي جاي من بعيد وبتشاورله باصرار اكتر ماكانت واقفه من شوية

_ ربنا يسهل ...هبقى أكلمكوا

واتقدمت خطوات اتجاه طريق التاكسي ....ووقفت تستناه يمكن يقف.... فاجأة التفتت تبصلي تاني بعدين لفت دماغها سريعاً وركبت التاكسي ومشيت

_ اوووف...جامدة بنت اللذين...الواحد واقف بيكلمها وهو مش على بعضه

التفت للحيوان ده اللي عينه لسه عالتاكسي الماشي

_ والله يا أخي الواحد حزين فعلاً

ابتسم بحنية ورد قال

_ حزين...ليه يا قصي علشاني؟

_ عشانك ايه وزفت ايه... أنا حزين على المتخلفة اللي مشيت دي...واقفة بتكلمنا بمنتهى الثقة وكأنها كانت بتدي درس جوا.... فاكرة ان الهبل اللي بتقوله ده هيمنع اشكالك انه يبصلها بنفس البصة اللي انت بتبصهالها دي...متعرفش امثالك انت واللي جوا دول شايفينها ازاي دلوقتي...وبايه نظرة بيبصلها..و...

سكت أضغط صوابعي بين عنيا .....بترقص من ورا أخوها... يعني المفروض انه ميعرفش هي بتعمل ايه والحيوانات اللي هنا بيبصولها وعايزين منها ايه... لاحول ولا قوة الا بالله....ربنا يحفظك ليا يا سلمى ....أكتشفت دلوقتي بس انك نور عيوني .... الحمد لله...

فوقت من تنهيدي بتعب ده على ضحك الحيوان اللي جنبي ده

_ جرا ايه يا عم قصي... يعني انت حزين عليها وزعلان عشانها وانت أول مرة تقابلها وتشوفها...اومال لو سابق معرفة

_ مين قالك اني زعلان عليها هي بالتحديد...انا حزين من الموقف ككل...اللي زي دي بتضحك على نفسها ولو سألتها دلوقتي هتقولك انا مبعملش حاجة غلط ...مقتنعة انها بدام محافظة على نفسها من امثالك زي ما واهمه نفسها انها كدة في السليم...متعرفش الراجل.....  الراجل بيشوف الست ازاي وممكن.... استغفر الله العظيم 

اتنهدت بملل وتعب...حاسس اني بكلم في حيطة مش ممكن تفهمني 

_ بقولك ايه يا عم انت.....خلينا في المهم دلوقتي...هي قدامنا قطعت الكارت بتاعك... يعني ولا كأننا جينا النهاردة...وده بقى معناه ايه انها لا هتعرف توصلنا ولا احنا معانا اي وسيلة اتصال بيها...يعني من الآخر كدة احنا لازم نكون هنا بكرة

_ نعم ..!!! وهو انت فاكرني هعتب المكان ده تاني.... ده بعدك واوعى كدة خليني امشي انا مش طايق نفسي أصلا

وفعلا اتحركت اركب عربيتي...لولا البني أدم اللي مسك الباب من ايدي ده

_ يا أبني وهنبقى عملنا ايه دلوقتي...احنا لازم ننفذ اللي اتفقنا عليه

_ نفذه لواحدك واهي تستاهل بقى وأنا برئ منها قدام ربنا دي واحدة شايفة انها جامدة قوي وتستاهل تتقرص يمكن تتعظ

_ مش هعمل حاجة لواحدي يا قصي...هي اختك انت مش أختي أنا...

بعدين كمل بابتسامة سخيفة زيه كدة

_ وبعدين الخطة ان أنا اللي أوقعها... لكن شكلها كدة هيحصل تغيير صغير

بصتله وانا بضغط سناني بغيظ منه لقيته كمل بمنتهى البرود ونفس ابتسامته دي

_ نظراتها ليك كدة بتقول انك شكلك انت اللي لفت نظرها...مش أنا
زي ما كنا بنقول

قفلت باب العربية بقوة ورديت عليه بغيظ

_ انت ايه مبتشوفش...ولا مبتفهمش...يا ابني دي نظراتها ليا كلها كانها عايزة تقاتلني

حطيت صوابعي على جبهتي أحاول افتكر بس

_ أنا بس لو افتكر شفتها فين دي...انا متأكد اني شفتها قبل كدة او اتخانقت معاها بس انا عمري ما اتخانقنت مع بنت أصلاً

ضرب كف على كف وبرطم بعدين بصلي وقال

_ شوف يا عم قصي انا صراحة ربنا كدة مش فاهم منك حاجة خالص...بس دلوقتي انا بقولك اهو هعدي عليك في نفس الميعاد ونروحلها خلصانا....والا سيب أختك بقى للواد اللي احنا مش عارفين هو بيفكر في ايه دلوقتي ده

..…..…..............................

حسيت بحاجة دافية بتنزل على وشي ...فوقت من سرحاني اغمض عيني بتعب وانا برفع ايدي أمسح الدامعة اللي نزلت دي

بعدين رفع ايدي ارفع شعري اللي أصبح متهالك من اهمالي فيه وفي كل شئ يخصني....ضميت دراعاتي حواليا وسندت راسي على  السرير  .... من وقت اللي حصل وقصي مد ايده عليا وأنا مشفتهوش غير بس احساسي بيه كل يوم لما ييجي من بره متأخر يدخل أوضتي ويبوس راسي ويغطيني ويخرج ...لكن عيني مجتش في عينه من وقتها... حتى بابا حسيته عرف أو على الاقل حس باللي حصل من سكوته وتجاهله ليا ...حتى هو مبقاش يدخل اوضتي الا لما يسأل الشغالين ويتأكد اني نمت وقتها يدخل ويفضل شوية أكون حاسه بيه وبعد مدة من قعدته جنبي عالسرير وكأنه بيقولي كلام كتير في دماغة وبعدين يعمل زي قصي ويخرج

طبعاً بكون حاسة بيهم انا تقريبا مبقتش بنام....كل اما اجي انام أحس اني مخنوقه ومش قادرة ... بعدين امرر ايدي بعنف على وشي اللي اصبح نص حجمة الطبيعي وبعدين امررها على شعري بضيقة وكأني هقطعة من التعب اللي جوايا

عيني راحت على البلكونة اللي أصبحت مقفولة طول الوقت من بعد اللي حصل... غصب عني ذهني بيلح عليا افتكره...افتكر وجوده معايا هنا في الأوضة...نظرته... ابتسامته الخاصة بيا جدا.... حتى ضحكته اللي مبتفارقش مسامعي....من بعد الرسالة اللي بعتهاله وأنا معرفش عنه اي حاجه... حتى معرفش قصي ممكن يكون عمل ايه ..وهل اخد رد فعل فعلا اتجاهه ولا أكتفى باللي عمله معايا

عيني راحت عالتليفون المرمي عالأرض من وقت اللي حصل...من امبارح وشئ بيلح عليا افتح التليفون يمكن القيه بعت اي رساله او اي حاجة يطمني عليه بيها حتى

اتنهدت وانا ببعد عيني من عالتليفون... عارفه اني لو عملت كدة هصعبها عليا وعليه اكتر ما هي صعبة... والله صعبة قوي ..قووي

مسحت دموعي اللي نزلت من جديد في صمت واتنهدت أحاول أنام ولو دقائق..... المفروض ان دة اكتر وقت محتاجة فيه النوم... محتاجة أهرب....لكن قسوة بقسوة بقى بعد عن عيوني هو كمان...حاسة الكون كله عايز يعذبني

غمضت عيني أحاول أنام عافيه وياريتي ماعملت كدة

_ قصي أكيد أذاه لما عمل معاكي كدة ..هيكون عمل معاه هو ايه....يكون اذاه ازي بس...طيب عمل فيه ايه يعني... معقوله يكون مصدقنيش لما قولتله مفيش حاجة حصلت بينا لما دخل هنا ويكون قرر يأذيه بأنه...!!!

اتنفض من نومتي واتعدلت عالسرير ... لأ قصي مهما كان مش ممكن يفكر التفكير دة...متوصلش لكدة

وايدي لقيتها سابقة عيني وتفكيري وواخده الموبايل وفعلا فتحته...

...........….............................

ده بجد ولا أنا اللي مش شايف..!!!

لقيت رسالة بتقول ان رقمها اتفتح....ايوا هي..سلمى

بدون أي تفكير رفعت التليفون أكلمها علطول...جرس...جرس..جرس تاني ....ايه ده!!!!!

مصدقتش نفسي لما لقيت الخط اتفتح ...واستنيت اسمع صوتها

مشيت خطوتين خارج الشركة وانا بحاول استعد اسمع بس ألو منها..اي حاجه...لكن صمت وتنهيد بس واصلني ..

خوفت لتقفل الخط قبل ما أسمع صوتها ... وبسرعة كبيرة نطقت بهمس فيه كل مشاعر الخوف اللي محركاني دلوقتي

_ سلمى....

برضو صمت

_ سلمى..!.....طيب سمعيني صوتك طيب اطمن بس عليكي...ألو...يا سلمى!!!

التنهيد زاد وكأنها بتحاول تكتم صوت عياطها خوفت تاني تخاف صوت عياطها يطلع فتقفل فقولت باندفاع

_ وحيات أبوكي اوعي تقفلي قبل ما أسمع صوتك...يا سلمى طمنيني عليكي بس طيب... طيب قوليلي

غمضت عيني من وجع السؤال نفسه

_ قوليلي...عملوا فيكي ايه.....حرام عليكي اللي بتعمليه ده... سمعيني صوتك طيب واقفلي... سلمى..!

برضو صمت ...غمضت عيني اتنهد بتعب واستنيت واستسلمت لفكرة انها تقفل التليفون تاني قبل حتى ما أسمع صوتها...الوجع قبل المكالمة دي حاجه ودلوقتي وهي تنهيدها كله في ودني حاجة تانية خالص.....التنهيد وقف وفاجأة سمعت همس فتحت عيني عليه

_ ميمو...!!

اتمشيت في المكان بره بحيرة وكأني مش حاسس بحد حواليا وقولت بكل لهفة للصوت ده وهو بيقول الكلمة دي بالذات

_ عيون ميمو....ووجعه اللي عمره ماكان فيه شي يوجعه ابدا... سلمى!!!

نديت عليها تاني تسمعني صوتها ...لقيتها بعد لحظة همست بصوت في عياط مكتوم

_ انت كويس ؟؟

مستوعبتش السؤال ماهي لو قصدها على حالتي في غيابها ده فأكيد هي مش محتاجه تسأل ...لكن حسيت من سؤالها انها فتحت التليفون مخصوص عشان تسأله

_ ملكيش دعوة بيا انا دلوقتي وقوليلي....عاملة ايه اخوكي اخوكي عمل معاكي ايه بسبب اللي عرفه

وقبل ما أكمل السؤال لقيت انفجار عياط وكأنها مبقتش متحمله اكتر من كدة...غمضت عيني بألم الدنيا وأنا سامع عياطها اللي بحرقه ده وكأنها بتعبر بيه عن كمية اللي شيلاه واللي شافته وحصلها بسببي

بسببي...لعنت في سري كل تصرف اتصرفته اتجاهها من غير ما احسب عواقبه عليها هيبقى إيه...عمري ما حسبتها وعمري ما غلطت ...لكن عندها هي وكل اللي حصل... كان غلط

_ سلمى..!!

همست بيها وانا لسه مغمض عيني بوجع..لقيت العياط اتحول لتنهيد هيستيري وكأن أعصابها مش قادرة تستوعب اللي هي بتتعرضله 

فتحت عيني وانا رايح جاي في المكان...حاسس متكتف ...مش شايفها ومش طايلها ... ادفع عمري كله واخد اللحظة اللي هاخدها فيها في حضني دلوقتي 

حطيت ايدي على مؤخرة دماغي بحيره وهمست تاني لعلها تهدى وترد عليا

_ يا سلمى...!!

فاجأة الصوت اتقطع ووصلني صفارة اغلاق المكالمة 

كنت عامل زي الطير اللي مسكنله السكينة ...وبمتهى الغضب دخلت تاني لقيت االنت دي حطت سماعة التليفون وجايه اتجاهي 

_ عمار بيه بيقولك يا تطلع بره حالا..يا اما هيطلبلك البوليس يخرجك واعتقد ده تصرف مش هيعجبك 

كنت لسه هرد بكل الغضب اللي جوايا لكن افتكرتها هي...كفاية...كفاية لحد كدة....

. لقيت أمن كتير جايين اتجاهي ووقفوا ورا البنت دي اللي قالت بملامح حاده عن اللي قالبتها من شوية

_ عمار بيه شكله متضايق منك عالأخر ...صرخ فيا في التليفون وقالي يا تطلع برة يا اما التصرف اللي جاي مش هيعجبك

..…..…....…......................

قفلت التليفون بسرعة اول ما باب الاوضة اتفتح عليا بدون اي استأذان وعمر ماحد عمل كدة في البيت ده 

رفعت ايدي امسح دموعي بسرعة وحطيت ايدي على بوقي أحاول أكتم صوت عياطي اللي مبقتش عارفه اتحكم فيه

لقيتها ألفت داخله بسرعة وبصت عليا بعدين اتنفست براحه وقالت

_ يالهوووي ياست سلمى...عمار بيه متصل مخصوص يصرخ فيا ويقولي أطلع اطمن عليكي وانك في أوضتك....قولت جرالك حاجة ....اترعبت

بصتلها شوية استوعب اللي بابا بقى بيعمله...وحالته الغريبة من ناحيتي ... متصل فاجأة دلوقتي يقولها كدة!!!

بعدين وبدون تعب في التفكير نزلت في السرير اسحب الغطا عليا يمكن أنام....يمكن

....…..….......................

بعد ساعة بالظبط كنت أخيراً في البيت ...ياااه يوم طويل بشكل 
روحت اتجاه السرير وانا بتنهد بتعب بعد ما غيرت هدومي واتوضيت وصليت ومنسيتش طبعاً أعدي على سلمى أطمن عليها.....لقيتها نايمة كالعادة 

مسكت التليفون اكلم أبويا مش عادته يتأخر في الشغل كدة ابدأ....واكيد كمان انشغالي اليومين دول بموضوع سلمى والبني أدم ده خلى كل حاجة تقريباً على بابا 

جرس ومش بيرد ...اتنهدت ..اكيد مشغول

كنت هسيب التليفون واحط دماغي عالمخدة لحد ما شوية لو مجاش هتصل بالسواق...لكن لقيتها نطت في دماغي فاجأة ابتسمت ومسكت التليفون أكلمها ...جرس..جرس

_ مساء الخير يا قصي..!!

غمضت عيني مع ابتسامة بتظهر بس لما اسمع صوتها اللي زي نسمة معدية كدة على ملامحي لما تقول مساء الخير يا قصي دي

_ عامله ايه....معلش مكلمتكيش النهاردة...كنت مشغول جدا

بنفس الرقة والصوت الهادي ردت

_ عارفة انك أكيد مشغول عشان كدة مردتش اكلمك لتقول عليا زنانه

رديت عليها وانا بتعدل على جنبي عالسرير وعلى وشي ابتسامة تقريبا اليومين دول بالذات مبتظهرش غير يامعاها ياما في مكالمتنا دي

_ زنانة!!.... انتي برضو!!!  انتي يا نسمة ابعد ما يكون عن انك تكوني زنانة او مزعجة...انا بحب اتكلم معاكي في أي وقت وانتي عارفة وبحب......

سكت أفكر نفسي اني مش عايز ادخل في هنا ...هي لسه مش على ذمتي

_ كنت هتقول ايه؟

بنفس الهدوء اللي أشبه بالهمس ده سألت 

ورديت عليها

_ كنت هقولك اني ...اني بحب اتكلم معاكي وبحب زنك ياستي

ضحكت ضحكة خفيفة...غمضت عيني جامد أول ما سمعتها حتى ضحكتها نسمة زيها 

_ طيب خلاص هبقى اكلمك اطمن عليك بس...بس عموماً ربنا يوفقك ومعاك في كل شغلك ... أنا عارفه من بابا انك مشغول قوي اليومين دول في شغل تاني ... وعشان كدة باباك اللي بقى متواجد طول الوقت في الشركة والاجتماعات

نفخت بزهق غصب عني...بتفكريني ليه بس

_ اه فعلاً...انشغلت شويه ف...في شغل كدة تاني.. مايعلم بيه الا ربنا

قولت جملتي الأخيرة بهمس....لكن لقيتها سكتت ...اكيد بتحاول تستوعب نبرتي الزهقانه في الرد عليها

_ لما هو شغل مضايقك كدة...ليه بتدخله يا قصي؟!!

لسه كنت هرد عليها ..لكن سمعت خبط على باب اوضتها بعديه وصلني صوت مامتها

" نسمة.... يلا العشا جاهز عمك وابنه مستنيينك ..ومراته عماله تسأل عليكي عيب كدة"

_ حاضر يا ماما

بعدين وجهة كلامها ليا

_ ينفع تقفل وأكلمك تاني 

_ مين اللي جايلكوا في وقت زي دة؟!

بعدين بصيت في ساعتي

_ وعشا ايه دلوقتي ؟!

_ ده عمو عامر وطنط فريدة مراته جم يزورونا بعد رجوعهم من السفر فماما أصرت تحضرلهم عشا ونستناهم...

قاطعتها بنبره حاولت تكون أهدى لما تيجي السيرة دي

_ سمعتها بتقول ابنه...مين ده بقى؟

سكتت شوية بعدين ردت بصوت اهدى

_ ده مختار اللي قولتلك عليه قبل كدة....بس عادي يا قصي مش بحب اتكلم عنه يعني

_ مش ده اللي كنتي قولتيلي انه كان عايز يخطبك في نفس الوقت اللي انا اتقدمتلك فيه؟

_ ايوا هو

اترفزت من هدوئها في دة بالذات ومن وجوده في بيتها في وقت زي ده حتى لو مع اهله... لا وجوده عندها من الأساس 

_ قصي....قصي روحت فين؟؟

_ متنزليش.

سكتت تستوعب بعدين قالت

_ ميصحش يا قصي ...دول قاعدين تحت بقالهم كتير وانا قليلة الذوق قوي اني منزلش

اتنهدت بملل .... بعدين سألتها

_ هتقعدي معاه...قصدي معاهم قد ايه تقريبا؟

_ يعني هنتعشى...واقعد معاهم اكيد لحد ما يمش...

_ لأ

_ لأ ايه يا قصي

_ هتقعدي معاهم لحد ما يمشوا ؟؟...افرضي ممشيوش دلوقتي وطولوا؟

_ وفيها ايه يا قصي ... اصلا هما مش بييجوا كتير قوي كدة... عشان ظروف سفرهم وشغلهم

_ نسمة تتعشي سريعاً كدة وتيجي عشان عايز أكلمك في حاجة ضروري

_ حاجة ايه يا قصي دلوقتي.. وبعدين انا...

سكتت 

_ ايه؟!

قالت بتردد

_ صراحة أنا جعانة قوي...انت مش متخيل ماما كانت عاملة حجز على المطبخ ازاي عشان محدش يخترق الاكل الا معاهم 

لحظة...وغصب عني ضحكت على صوتها اللي اتحول فاجأة لطفلة وبتشتكي مامتها ليا

_ انت بتضحك عليا ... خلاص مش هحكيلك حاجة تاني

حطيت ايدي تحت دماغي ورديت 

_ لأ مش بضحك عليكي ...اصل انا كمان نسيت أكل النهاردة...يمكن من وقت الفطار مع بابا الصبح قبل ما أنزل

_ بتهزر....مش أكلت طول النهار يا قصي

_ لأ بجد ...بس خلاص بقى مليش نفس أصلا أكل لواحدي ..فهنام

سكتت شوية تاني...سكوتها ده بيخليني هموت وأشوفها وهي قدامي دلوقتي

_ طيب ايه رأيك عشان مش تاكل لواحدك أروح أجيب أكلي وأجي أكل وانا بتكلم معاك.. وانت كمان روح هات أكل وكل معايا وأهو نفتح نفس بعض

_ هي فكرة حلوة...بس الضيوف اللي عندك دول هتعملي فيهم ايه ؟

_ عادي هنزل أسلم عليهم ...وأقعد معاهم شوية صغيرين واطلع تكون انت جبت أكل وجيت

ضحكت تاني على طريقتها الأقرب لأطفال بيتفقوا يسرقوا الاكل ازاي دلوقتي 

رديت عليها بنفس طريقتها وانا مستمتع

_ وأنا موافق...بس على شرط متتأخريش تسلمى بالبق كدة وتطلعي علطول

ردت ببهجة في صوتها وحماس 
_ ماشي

قفلت معاها وأنا بتنهد ..ابن عمها ده عملي قلق .. هو أصلا السبب  اني أقدم ميعاد كتب الكتاب ...ومستناش يبقى مع  الفرح على ما كل حاجة تجهز

ابتسمت لما افتكرت كلامها.. قومت فعلا أشوف حد من الشغالين صاحي يجبلي اكل ولو كله نايم هضطر أعمل زي ما بتقول وأجيب لنفسي 

..…....…....…........................

فضلت واقف بالموتوسيكل...لحد ما أخيراً لمحته خارج من الشركة هو بنفسة باباها.... بيقرب اتجاه عربية سودة وبيركب ومعاه سواق وعربية تانية وراه فيها رجالة تانيه شكلهم الحرس بتوعه

طلعت بالموتوسيكل وراهم وحاولت أسبق لكن هما كانوا أسرع....حاولت تاني لحد ما الموضوع اتحول لمطاردة واكيد مش ده اللي أنا عايزه

بدأ ياخد باله فعلا مني هو والحرس اللي معاه...كنت انا سبقت العربيتين ووقفت بالعرض قدامهم عالطريق ...ونزلت وانا واقف قدام عربيته وعيني في عينه...ومش همشي من هنا الا لما ينزل ويكلمني

#ميمو

توقعاتكوا رد فعل باباها معاه هيكون ايه...هو مجنون واللي محركة حبه وخوفه عليها...فاياترى هتكون النتيجة ايه المرادي عالجنان ده؟!

وقصي هيروح لزوزو تاني فهتعمل ايه معاهم...زي ماهما معاهم مفاجأت ليها هي كمان ياترى رد فعلها؟!

وسلمى حالتها هترسى على ايه ....هتفضل في مرحلة محاولة التعافي دي كتير؟!

رأيكواا وتوقعااتكوااا للي جاااي وحقكواا عليا في التأخير واللة جيت من الجامعة نمت غصب عني وصحيت عيني عليه علطول لحد ما جهز ونزلته

متنسونيش في التفاع ورأيكوا في الأحداث .. قراءة ممتعة ❤️🥰

#رانيا_أبو_خديجة

لقراءة الفصل الرابع وثلاثون 👇👇

    👈👈 الفصل الرابع وثلاثون 👉👉
          للانضمام لجروبنا على الفيسبوك 👇
          👈 انضمام 👉
          لصفحتنا على الفيس 👇
          👈👈 انضمام 👉👉
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة