U3F1ZWV6ZTMxMjc0MDY2Mjc3MzYyX0ZyZWUxOTczMDM4NTMwMzE2MA==

رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل التاسع والأربعون

 رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل التاسع والأربعون 

رواية 365 يوم امان 

رواية 365 يوم أمان للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل التاسع والأربعون

الفصل التاسع والاربعون
365يوم أمان 
رانيا أبو خديجة

أشفقت السيدة عليهم خاصتًا بعدما استقرت عينيها على ذلك الواقف في صمت وصدمة ناتج عنها ذهول مميت حتى سقطت باقة الورود كبيرة الحجم أنيقة الشكل من على ذراعه، فمن هيئتهم ووجود تلك السيدة مع ذلك الشاب المسكين اتضحت لها الرؤية، فتقدمت منهم خطوة وقالت:
-لا اله الا الله، أنا صعب عليا الأستاذ، طب أنا هقولكوا على اللي شوفته وانتوا بقى افهموا.
نظر إليها "علي" بلهفة بينما أومأ إليها "حسام" بمعنى المتابعة فقالت:
-أنا شوفتها أول امبارح وأنا قاعدة مع الجيران جاية تجري من برة وهما دقايق وكانت خرجة متصربعة ومصربعة امها معاها وكان معاهم شنط من هيئتهم كدة مسافرين مدة طويلة.

اقترب "حسام" الواقف في صمت من شدة احراج الموقف ثم قال بعد أن تنحنح يجلي حنجرته يبحث عن الكلام:
-وحضرتك متعرفيش ايه حصل، يعني يكون في مشكلة معاها أو حاجة يا علي.
نطق الأخيرة وهو ينظر لأخيه الناظر في الفراغ فقالت السيدة مصححة:
-لالا من هيئة الشنط اللي كانت معاهم وعددها دول عارفين رايحين فين وشكلهم هيطولوا كمان.
صمت، صمت تام يدور بهم دون كلمة أو همس بينما هو فمن ينظر اليه يشعر كأنه في عالم أخر غير شاعر بشيء.

اقترب أخيه منه يحتويه بذراعيه وقال منهيًا:
-طب يا ست الكل متشكرين قوي، يلا يا أمي، يلا يا علي.

أخذه "حسام" وسار اتجاه السيارة وخلفهم والدتهم التي فضلت الصمت عندما رأت ابنها والغضب يقاوم ظهور الكسرة على وجهه، غير شاعرين بالواقف يتابع الأمر إلا عندما صاح:
-ياعلي بيه، يا علي بيه.
التفت اليه "حسام" فرأه حامل باقة الورود من الأرض ومتجه اليهم، أخذهم  "حسام" منه ثم أومأ اليه بشكر وركب السيارة ورحل بهم.

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
 خرج من غرفته بعد أن بدل ثوبه توقف برهة عندما رأه مازال جالس شارد منذ عودتهم، عدل "حسام" من ياقة قميصه يربط ازراره وتقدم منه يجلس أمامه ثم قال بعدما وضع يده على ركبته يواسيه:
-بلاش تفكر في حاجة لغاية ما تقابلها وتعرف ايه اللي حصل.
رفع عينيه من الفراغ أمامه ينظر اليه فتابع "حسام" بعد تنهيدة فراغ صبر:
-علي من الأخر كدا ...
قاطعه يخشى ما يقوله:
- لأ يا حسام، أنا ما اتضحكش عليا، هَنا مش ممكن تعمل كدا.
أتاه صوت والدته الغاضب أتيه من الداخل:
-مين هنا دي يا أبني اللي أنت جبت أخوك من شغله على ملى وشه وجرجرتنا وراك عشان عيونها وفي الآخر تحطك وتحطنا في الموقف دا، مش مكسوف من نفسك وانت لسه بتتكلم عنها الكلام الأهبل دا!!
-مش كدا يا ماما.
-أومال ازاي أنت يا حسام!!
ثم تابعت وهي تشير على ذلك الجالس في حالة صمت:
-أخوك لازم يعرف ان عمايله السودة وقعته في وحدة من إياهم اللي لعبت بيه شوية وبعدين زهقت فداتله ميعاد وقالت تلاعبه وانت يعني فاكر بعمايله السودة دي هتبقى مجايبه عاملة ازاي، غير واحدة لعابية زي دي.

-لا هنا مش كدا يا ماما، مش  كدا.
ثم نهض يدور حول ذاته بغضب وتابع:
-مش ممكن تكون كدا، دي دي بنت غاية في الخجل والأدب، أطيب منها في حياتي ما قابلت، دي مؤدبة جدًا دي في كسوفها وأخلاقها والله ما قابلت يا حسام، هنا غيرهم يا ماما غيرهم.
ثم صمت يتطلع اليهم، وجدهم ينظرون اليه بصمت فأتجه لغرفته بضيق وغضب، ضربت والدته كف بكف ثم قالت:
-أخوك بقى عبيط كدا من امتى!!
!!!*!!!*!!!*!!!!!!
جالسة على ذاك الفراش، تقضم أظافرها بأسنانها بتوتر يرتجف له جسدها، كلما تتخيل مجيئه ووصوله لمنزلهم بالميعاد تغمض عينيها بشدة وكأنها تُريد أن تتجاوز الموقف باليوم بالسنة بأكملها، مدت يدها تمسك بالهاتف لتعيد بتردد فتحه بعد إغلاقه لأكثر من ساعة منذ دقاته المتكررة التي كادت أن تصمها، وعند فتحه مباشرتًا عاد رنينه المزعج وكأنه كان ينتظرها أمسكت به بأصابع مرتجفة تعيد غلقه مرة أخرى.

تنهدت "هنا" ترفع رأسها تنظر لسقف الغرفة، تريد أن تغمض عينيها وتفتحهم يكون الأمر منتهي دون أي مواجهات بينهم، شردت بحالها كانت تعتقد أنها أقوى من ذلك، طلتها بروب المحاماه أمام كبار القضاه للدفاع في أشد القضايا تعقيدًا جعلتها تظن أنها أقوى من ارتجافها أمام أمر تافه مثل الأن، لكنها قوية عند دفاعها عن الحق، قضايا مؤمنة بحقوق أصحابها لذلك الدفاع عنهم، لكن أمام كسرة أحد، خزلان قلب نبض بمشاعر صادقة!!!
نزلت برأسها على ركبتيها تضمهم بذراعيها، لو فقط ذاك الحمل الأشبه بالجبل القابع على صدرها يختفي وينزاح لتستطيع التنفس، تشعر بحمل على أكتافها يمنعها حتى من الحركة من تلك الغرفة المظلمة التي قررت سجن نفسها بها منذ مجيئها.
!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
مد يديه بجيب بنطاله يخرج النقود ثم دفعها يحمل ملفوف من الحلوى كبيرة الحجم مبهجة المنظر بلونها الأحمر اللذيذ، التفت يسير اليها بابتسامة وعينيه على الحلوى ثم همس يتقدم من المكان الذي تركها به:
-صح كدا الحلو مياكلش إلا كل حلو.
ثم أكمل باقي الجملة بباله لتزداد ابتسامته وكأنه يصدق عليها:
-وأحلى منك ما شوفت يا مي.
تجول بعينيه بالمكان الذي تركها فيه، سار خطوات هنا وهناك وعينيه تبحث بحيرة، انتنابه القلق حتى لمحت عينيه تلك السيدة الواقفة بذات المكان الذي تركها به، فأسرع يسألها:
-لو سمحتي مراتي كانت واقفة هنا هي حلوة كدا ولابسة أبيض على بلوزة بني وهاد بني فرعونية مشوفتيهاش؟
-أيوا مدام حضرتك دي لذيذة قوي راحت مع بنتي وركبوا مع بعض اللعبة دي.
ارتفع برأسه لما تشير اليه، لتتوسع عينيه بقلق.
-كانت زي الطفلة القمورة وهي واخدة بنتي من ايديها ورايحين يركبوا سوا زي اتنين صحاب.
تتحدث وتضحك بلطف، لم تكن على دراية تمامًا بالواقف بجانبها وقد تيبست قدميه بالأرض وهو يبحث عنها حتى تلاقت عينيه بها بالأعلى تضحك مع الطفلة بانتظار اكتمال العدد وبدء تشغيلها.
صرخت "مي" بفرحة عندما تلاقت عينيها بعينيه وأشارت اليه ، بينما شعر "تميم" بأن اللعبة بدأت أن تتحرك فألقى بالحلوى التي بيده بالأرض وصرخ :
-انزلي يا مي، لاااا استنا، استنا!!
ثم التفت حوله بجنون يسأل بصوت مرتفع:
_مين مسؤول عن اللعبة دي؟!
تطلعت اليه السيدة بخوف بينما من دورانه حول نفسه بالمكان انتبه الواقفين اليه فصرخ بهم وهو يشير للعبة التي بدأت أن تدور بالفعل:
_ حد يرد عليا، مين بيشغل البتاعة دي!! 
_ هو في ايه بس حضرتك، ايه اللي حصل؟
صرخ بها:
_ مراتي مريضة قلب ومينفعش تركبها.
استمع لشهقات من حوله بعضهم يضع يده على فمه بقلق مدرك خطورة الموقف، والبعض الآخر يضرب كف بكف يتعجب من صعودها إياها من الأساس.
سار بأقصى سرعة لديه لداخل المكان بتوتر يجعل قلبه قد أوشك على التوقف، دار حول ذاته بحيرة لم يعلم أين جهة الإدارة أو المسؤول ومن فينة لأخرى عينيه على تلك اللعبة التي تزداد سرعتها تدريجيًا؛ فزاد من سرعته هو الأخر حتى صعد سُلم يصرخ حتى طل شخص من أعلى فصرخ به:
_ وقفوا اللعبة دي، وقفوهاااا
كان يصرخ مع صعوده بأقصى سرعة ممكنة لديه، فصاح الأخر من أعلى:
_ لعبة ايه دي اللي أوقفها، هي كدا لسة اشتغلت أصلا مينفعش.
صعد اليه "تميم" ممسك به وصرخ:
_ مراتي تعبت فيها فجأة، وقفها وإلا والله العظيم أكون حدفك فيها من هنا.
ثم أمسكه من ياقة قميصه يجره للأداة حتى امسك بها أوقفها بالفعل.
نزل "تميم" بسرعة عالية ليتجه اليها، ساعدها في النزول ثم مرر يده على وجهها يسأل بقلق:
_ فيكِ حاجة، حاسة بحاجة، قوليلي حاسة بايه؟
نظرت لقلقه لحظة بعيون واسعة ثم قالت:
_ مفيش حاجة يا تميم أنا كويسة، هي اللعبة أصلًا لحقت تشتغل، مأنت وقفتها.
ضغط شفتيه بعدما أخفض يديه من عليها ثم قال بغضب:
_ ولما واحدة عاقلة زيك كدا وفاهمة خطورة لعبة زي دي عليها، تركبها لية من الأساس؟!!
وضعت كفيها على أذنيها من صراخه ثم قالت:
_ تميم، انت بتزعقلي، أنا، أنا حسيت ان مش هيحصل حاجة يعني لو ركبت.
ثم تابعت بصوت أهدى:
_ وبعدين، وبعدين أنا حسيت للحظة اني ممكن ومسمحولي أعمل كل اللي كان نفسي أعمله وأنا معاك.
على صوته أكثر:
_ تقومي تموتي نفسك عايزة تشيليني ولا توقفيلي قلبي من الخوف عليكِ!!
ثم تنهد وتابع:
_ اعملي اللي نفسك فيه بس من غير أذية يا مي، ولا أنا بكلم في مين أصلًا!!!
تركها وسار بعيدًا سارت خلفة تصيح بالنداء عليه حتى توقف يضع يديه بجيوبه ومازالت قدميه ترتجف وأنفاسة متسارعة من شدة الركود والتوتر الذي تسببت به.
اقتربت منه وهمست بندم:
_ تميم، أنا.. أنا والله ما فكرت ان ممكن تحصل حاجة يعني وبعدين وبعدين اللعبة دي أنا طول عمري نفسي أجربها قوي ولأنك خلتني اجرب كل حاجة كنت محرومة منها، فحسيت ان دي فرصتي.
ظل ناظر أمامه بصمت وملامح متجهمة غاضبة فتابعت:
_ خلاص بقى أنا أسفة.
ظل على نفس وضعه، فوقفت على أطراف أصابعها وابتمست بخجل قبل أن تقترب وتقبل وجنته هامسة:
_ متزعلش.
حاول كبح الابتسام ليظل على نفس غضب ملامحه لكنه رغمًا عنه ابتسم ومازال ناظر أمامه دون النظر اليها، فضحكت هي تضم يديها لصدرها كطفلة واقتربت تعيدها لكنه تلك المرة حرك وجهه لتأتي القبلة على شفتيه، ضربته بصدره بخجل بينما على صوت ضحكاته يضمها لصدره قبل أن يمسك بيدها ويتركوا المكان متجهين للفندق، وهو يعيد عليها تعليمات عدم التصرف إلا وهو معها.

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!!
بعد مرور أسبوع..
 جالس بمكتبه شارد الذهن بها، أين يبحث عنها لم يعلم لها أقارب، مكان للسؤال، ورغم ذلك لم يترك مكان كانت تتردد عليه إلا وأبلغه عندما تأتي دا إن أتت يخبره على الفور، عوضًا عن ذهابه لمنزلها كل ليلة ظنًا منه بعودتها، يريد اللقاء بها، مواجهتها، سؤالها سؤال واحد فقط...ليه!
دخل صديقه ووقف أمام مكتبه يسأل:
-علي، هو الكلام اللي أنا سمعته دا صح؟
انتبه يرفع وجهه اليه يبتلع ريقه بقلق ثم سأل:
-سمعت ايه؟
جلس بتنهيدة ثم قال:
-هنا مختفية من المديرية كلها بقالها مدة مبنشوفهاش يعني، ومكتب هاني اللي بتشتغل فيه بعت الساعي بتاعه يسأل عليها هنا أكتر من مرة و...
ظل ناظر اليه يتوقع القادم فتابع:
-انت عارف ان الواد دا كلامه كتير مع مصطفى الساعي اللي هنا وانت أكتر واحد عارف مصطفى.
-بيقولوا ايه يا محمد؟
صمت برهة ثم قال:
-بيقولوا كلام عنك وحش قوي يا علي، متأخذنيش يعني هي لازم تظهر عشان تخرس كل اللي بيتقال دا.
نهض يقترب اليه ثم سأل:
_ بيقول ايه مصطفى؟
صمت لحظة ثم اقترب يقول:
_ ماشي يضحك المكاتب كلها عليكوا، وانها لعبت صح وعمالين يحكوا في موقف كدا شكلوا من تأليفهم انك روحت ولقيتها طفشت منك وانها بتلاعبك وكلام كدا بيدور.
ظل ناظر اليه بصمت حتى أخفض صديقه عينيه فقال وكأنه يحدث ذاته:
-أنا لازم أدور عليها، لازم الاقيها، حتى لو دا أخر يوم في عمري، هلاقيها.
!!!!*!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
انتهت من وضع كل شيء أتت به بالثلاجة حتى امتلأت ثم نفضت يدها تعيد ترتيب باقي الخضروات الخارجية ناظرة لأختها قائلة:
_ تسلم ايدك يا أم شيماء، أهو كدا يرجعوا من السفر يلاقوا البيت عمران.
أنزلت الأخرى كوب الشاي من على فمها ثم قالت:
_ وأنا يعني عملت ايه، تميم دا زي أبني، يلا عقبال ما تفرحي بعوضه.
ثم نظرت اليها بطرف عينيها وتابعت:
_ ربنا يعلم كنت بعتبره واحد من ولادي.
نظرت إليها الأخرى ثم اقتربت منها تقول:
_ كنتِ دا ايه يا ولية، ربنا يعلم أنا بعتبر شيماء وأحمد ولادي برضو، الله!!
_ متجبيش بس سيرة شيماء الله يخليكِ.
نظرت إليها الأخرى بصمت، وبعد مرور دقيقتين عادت تقول:
_ باذن الله ربنا هيراضيها بابن الحلال اللي يريح قلبها، ويبقى أحسن من ابني اللي مبيشوفش دا ميت مرة.
صرخت الأخرى بوجهها:
_ انتِ فاكرة بنتي زعلانة ولا بتفكر تفكير زي دا، يا أختي دا نصيب وأرزاق، وعمومًا ربنا يراضيه وعقبال ذريته.
تنهدت الأخرى بقوة تضع يدها على صدرها بتمني:
_ اااه، امتى ييجي اليوم وأشيل ولادك يا تميم يا أبني، ادعيلي أعيش لحد اليوم دا.
أومات إليها الأخرى بابتسامة غير صافية، يشوبها حزنها على ابنتها التي تركها "تميم" وتزوج بغريبة.

!!!!*!!!!*!!!!*!!!!
_ أستاذة هنا!!!
اقترب منها ثم تابع بذهول غير مصدق رؤيتها بعد تلك المدة:
_ فينك يا أستاذة دا كل اللي هنا قالبين على حضرتك الدنيا.

قالت وهي تنظر بالملفات بيدها:
_ عارفة عشان الأوراق دي، أنا جاية أسلمها وأمشي علطول.
تركته واتجهت لمكتب أستاذها، لكنه لحق بها وتابع:
_ يا أستاذة هنا، يعني حضرتك هتمشي تاني!
قالت بنفاذ صبر تتخطاه وتسير للداخل:
_ مالك انت كمان، هو أنا ناقصة توتر اوعى كدا متعطلنيش.
تابعها الى أن اختفت، ثم أخرج هاتفه وضغط أزرار يضعه على أذنه وقال:
_ أيوا يا علي بيه، تعالى على مكتب أستاذ هاني بسرعة، الست هَنا هِنا.

٣٦٥ يوم أمان 
رانيا أبو خديجة 
تعليقات
9 تعليقات
إرسال تعليق
  1. اي حبس الانفاس دا بس 😍❤

    ردحذف
  2. روعه يارورو ❤❤❤❤❤

    ردحذف
  3. جميل قوي قوي قوي

    ردحذف
  4. جميل يارونى بس قصير 💕

    ردحذف
  5. جميله جداا بس صغيره

    ردحذف
  6. روعه روعه روعه يارنوش 🥰🥰🥰

    ردحذف
  7. جميله جدا جدا جدا

    ردحذف
  8. اووه ايه الأحداث السريعة دي 💙

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة